Skip to main content

Full text of "الأدب الأمازيغي ج. 1"

See other formats


الحمهة سد ( 


ٍ 20 0 


في الجلوب الجر ثري 


إعلامم وقضايالا الفنية والموضو 2 


1 





الحِمْهُو رد يةَ ة الجرائريَ يه ة الدَيمُقَرَ اطيّة الشخيية 


0 


صسسكيزر 


الأدب الأمازيغي 
في الجنوب الجزائري 


زعلامم و قضايالا الفنتّة و الموضوعيّة 
الجزع الأول 
أعمال الملتقى الوطني 





منشورات المجلسر 2018 


كتاب: الأدب الأمازيغي في الجنوب الجزائري 
أعلامه وقضاياه الفنية والموضوعية 
أعمال ملتقى وطني 
( الجزء الأول ) 


© قياس الصفحة: 23/15.5 
© عدد الصفحات: 464 


الإيداع القانوني: السداسي الثاني 2018 
ردمك: 978-9931-681-17-5 


شارع فرانكلين روزفلت - الجزائر 
ص. ب: 575 الجزائر _ ديدوش موراد 
الهاتف: 021.23.07.24/25 
الناسوخ :021.23.07.07 


تمْإخراج وطبع ب: 
دار الخلدونية للطباعة والنشر والتوزيع 
5» شارع محمد مسعودي القبة القديمة-الجزائر 
الهواتف: 05.42.72.40.22-021.68.86.48-021.68.86.49 
البريد الإلكتروني :/3800.1لإ©0ء_1001199قط! 





رئيس اللجنة العلمية للملتقى 


نبذة عن حياة ومشوار ضيف الشرف الكاتب والفنان المسرحي القدير 


أنموذجا" [ [ز[ [ [  [‏ 0 11 
أ.عبد الجليل رحموني/ أ.عبد الله موساوي 
جامعة قسنطينة(02) 
موضوعات الشعر المكتوب والشفهي ومضامينه عند الأديب المزابي عمر بن 
سليمان بوسعدة (عيّنات شعرية مختارة) ا ا ا 


أشكال التعبير الشفهي عند قبائل إموهاغ ااا 0 
د. رمضان حينوني 

المركز الجامعي لتامنغست 

مولود فرتوني. 

(باحث في التراث التارقي) 


13 


19 


23 


25 
29 


37 


55 


281 


الوجه الثقافي واللساني للهوية الأمازيغية في منطقة بسكرة من خلال تداول 


اللهجة الشاوية ل ل 
أ. فطيمة الزهرة خناب 
جامعة: غرداية 
المرأة المزابية بين تمجيد وظلم الأمثال الشعبية لها 1[ 1[ [ز[ [ [ [ [ 1 1217071 
د. فيروز بن رمضان 
جامعة المدية 
أهازيج "القورارة" جمالية البلاغة وسؤال الهوية قراءة في كتاب "أهليل 
قورارة" لمولود معمري 0 


بقلم التكتور: نبيل حويلي 
جاسة لعش (2) 


الخصائص اللسانية للغة الأمازيغية مقاربة بين اللهجات المزابية والشاوية 


والقبائلية لامو سو تو وق لكو ادو لم1 لواو زايا باوبا با بالر واوا اواو ا 
د. الصادق خشاب 
جامعة المدية 
الأغنية الأمازيغية في الجنوب الجزائري 1 1[ ذز[ز[ز[ز[ [ [ز ز [ ز 111111 


أ. أمزيان وناس / جامعة باتنة 
أ. أمزيان زبيدة / جامعة خنشلة 


صناعة معجم للأمثال الشعبية المزابية من منظور النسق اللغوي والسياق 


جامعة اعد .ين" يلة وهوان كلية الأداب. والقنون 


أسماء المواقع باللسان المزابي في مدينة تجنينت (العطف) وأثره في بناء الذاكرة 


إعداد: محمد بن بكير سعيد 


111 


1203 


145 


163 


169 


1537 


المثاقفة اللسانيّة بالجنوب الجزائري حتى القرن الهجري السادس من خلال أخبار 

السير الأباضيّة ا ا ا 00 
الباحث: الهاشمي الحسين 
(جامعة قابس» تونس) 
الغناء الشعبي المازيغي الزناتي أهليل (أهل الليل) في منطقة قورارة 0 
أ. عبدالرحمان عبدالحي 
جامعة غرداية 

مضامين الأمثال الشعبية الجزائرية منطقة جيجل أنموذجا...... .......... 

أ. وليدة مجراب 
جامعة البليدة -02- 
الالتزام في الأغاني والأناشيد المزابية 000111111010 
أ/ فائزة بن عمور 
جامعة غرداية 


دراسة الأنساق المضمرة في الممارسات الثقافية الأمازيغية بالجنوب الجزائري - 


احتفالات يناير أنموذجاً ا 00 
أ. حنان عقون 
جامعة الطارف 
أشكال التعبير الأمازيغي بالجنوب الجزائري - أساطير الاستسقاء 
أنموذجا 00 


الموروث الأدبي الشفوي عند إيموهاغ (التوارق) بالجنوب الجزائري وضرورة 


حامد لمين إبراهيم (جامعة غرداية) 
طيبي فاطمة (جامعة الجزائر) 


201 


239 


2067 


261 


203 


3213 


331 


اللسان الأمازيغي في سير الوسياني ا اي ا و 
دراسات أدبية - جامعة غرداية 
مدخل إلى الشعر الأمازيغي في وادي مزاب المدونة والخصائص 530101 


عبد الله نوح 

جامعة مولود معمري تيزي وزو 

القيّم والمناجمنت من خلال الأمثال الشعبية المزابية تحليل سوسيولوجي 
لمجموعة من الأمثال الشعبية المزابية ل 2 


أ. مامة عائشة السعودي 
المدرسة العليا للمناجمت تيبازة 


موضوعات الشعر الأمازيغي ودلالته في ديوان 'قلبي" للشاعر صالح 


طرفاية أمال 
جامعة غرداية 


البعد التوثيقي في الأهازيج الأمازيغية بالجنوب الجزائري - أهزوجة مزابيّة 


جامعة الجزائر 


355 


3/5 


003 


421 


0137 


ديباجة الملتقى 


0 


تقديم : 

يعتبر الأدب الأمازيغي جزءاً أساسياً من الإرث اللامادي وعنصراً مكوناً لأشكال 
المعرفة الإنسانية التي تعنى بالمظاهر الثقافية والحضارية لسكان أقطار شمال إفريقيا 
منذ القدم وتربطها قواسم مشتركة» ويشمل الأدب الأمازيغي كل الففون النثرية 
والشعرية والتراث المتواتر عبر العصور؛ كما يتميز بثرائه وتنوعه بين أدب وأهازيج 
وموسيقى وفنون شعبية وقصص وحكايات وأمثال... ما يزال معظمه تتناققه الألسن 
وتجمئده العقول بمهارات إبداعية وأنماط سلوكية متميزة فردية وجماعية. 

والجزائر باعتبارها جزءا رئيسياً ومكوناً هاماً لأقطار المغرب الكبير تزخر بدورها 
بمثل هذا التراث العريقء إذ تعد اللغة الأمازيغية في الجزائر والمتميزة بلهجاتها 
المحلية المتنوعة (القبائلية والشاوية والتارقية والمزابية والشلحية والقورارية 
والشنوية...) أحد مكونات الهوية الوطنية وقناة أساسية للتواصل ووسيلة حوار تساعد 
على تفعيله وفهم حيثياته وتجلية أشكاله بالحفاظ عليه وتوريثه للأجيال القادمة. 

ولبحث هذا الإرث الحضاري المتجذر تأتي الدراسات الأكاديمية الحديشة لتسلط 
الضوء على هذا التخصص للتعرف عليه وفق المناهج العامية من جوانب متعددة 
وتصنيفه والتعريف به ضمن المنظومة الثقافية المتكاملة للهوية الجزائرية» مع محاولة 
إبراز مكونات الثقافة الأمازيغية بالجنوب الجزائري وتسليط الضوء على التنوع التقافي 
الأمازيغي وأعلامه وقضاياه؛ والذي تمتد رقعته الجنوبية بين الجلفة والأغواط 
والبيض... شمال الصحراء إلى بشار وتتدوف غرباًء ومن غرداية إلى ورقلة وتفرت 
ووادي سوف وأريغ وبسكرة شرقاًء ومن أدرار إلى جانت وإليزي وتمنغست بأقصى 
الجنوب الجزائري... 

ولأجل التعرف أكثر على خصائص ومميزات الأدب الجزائري الأمازيغي في 
أنماطه الثقافية والفكرية والأدبية والاجتماعية... سطر لهذا الملتقى مجموعة من 
الأهداف والمحاور آملين تحقيقها والتوصل لوضع أولى اللبنات لهذا التخصص 
العلمي والأكاديمي المتميز في الجنوب الجزائري. 


أهداف الملتقى: 


.1 


التعريف بالأدب الأمازيغي في إطار تخصص الأدب الجزائري؛ باعتباره 
جزءاً من الهوية الوطنية الجزائرية» ورافداً خصباً للبحث أمام طلبنتا في 
مرحلة الليسانس والماستر والدكتوراه. 

دفع الباحثين إلى مزيد من التنقيب في تخصص الأدب الجزائري الأمازيغي بالجنوب 
الكبيرء والتعرف على التنوع اللهجي الأمازيغي من أجل استخراج خصائصه 
ومميزاته الفنية والموضوعية» وإفادة الأجيال اللاحقة به. 

خدمة التراث الوطني من خلال الأنموذج المحلي والتعريف بالدراسات الرائدة 
في الأدب الأمازيغي بالجنوب الجزائري. 

دلي الضيزه كل ابتكم الأدبي الأمازيكى كدعا وكزينا ترجه وقوفيقيا 
ونشراً. 

تجميع الطاقات البحثية المشتغلة بالتراث الأمازيغي الجزائري من باحثين ومؤلفين 
ومبدعين» قصد تثمين جهودهم وتعزيز التنسيق بينهم. 

ربط أواصر الصلة والتعاون بين مخابر البحث والفرق والمراكز ذات 
الاهتمام المشترك وطنيآء في إطار استراتيجية شاملة للعناية بالتراث الوطني 


والاستثمار فيه من أجل تنميته ونشره. 


وبناء على الأهداف المذكورة يسعى الملتقى إلى فتح المجال أمام الباحثين المهتمين 


بالموضوع. للإسهام في إثرائه وتبادل الآراء والخبرات حوله؛ على أمل أن تتكلل 
أشغال هذا الملتقى بمادة علمية ثمينة تكون بمثابة قاعدة معلومات» يعود إليها من يرغب في 
دراسة التراث الأدبي الأمازيغي الجزائري من طلبة الدراسات العليا والباحثين مستقبلا. 


محاور الملتقى: 
” المحور الأوّل: 
الممارسات الثقافية في اللغة الأمازيغية بالجنوب الجزائري. 
” المحور الثاني: 
التنوع اللساني الأمازيغي بالجنوب الجزائري خصائصه ومميزاته. 
”7 المحور الثالث: 
أعلام الشعر الفردي وطبوع الشعر الجمعي الأمازيغي بالجنوب الجزائري. 
” المحور الرابع: 
الأنب الأمازيغي من الشفوية إلى الكتابية بالجنوب الجزائري. 
” المحور الخامس: 
منجز التوثيق والترجمة والبحث في الأدب الأمازيغي بالجنوب الجزائري. 
” المحور السادس: 
أشكال التعبير الأمازيغي الشفوي والكتابي بالجنوب الجزائري. 
- المثل والحكمة. - المسرح والتمثيل. 


- اللغز والأحجية. - القصة والحكاية. 
- الخرافة والأسطورة. - الرواية الشعبية. 


- الأغاني والأهازيج. 
” المحور السابع: 
آفاق ترقية الموروث وتنمية الإبداع الأدبي الأمازيغي بالجنوب الجزائري. 
تأطير الملتقى: 
الرئيس الشرفي للملتقى: أ. د. دادة موسى بلخير (مدير جامعة غرداية). 
رئيس اللجنة العلمية للملتقى: د. يحيى بن بهون حاج امحمد. 


أعضاء اللجنة العلمية للملتقى: 


- أ. د. صالح بلعيد. (تيزي وزو).٠‏ -د. عاشور سرقمة. (غرداية). 


1ه يحين تن بحيى. (غرداية): - د. رمضان حينوني (تمنغست) 
- د. عبد الله نوح (تيزي وزو). - أ. د. العيد جلولي (ورقلة). 
- د. مصطفى حمودة (غرداية). - أ. د. محمد تحريشي (بشار). 
- د. أحمد بناني (تمنغست) - د. محمد مدور. (غرداية). 
- محمد السعيد بن سعد (غرداية).2 - أ. د. علي حمودين (ورقلة). 
- د. إدريس بن خويا (أدرار). - د. أحمد زغب (الوادي) 

- د. كريمة رقاب (غرداية). - د. حبيب الله بريك (تندوف). 
- د. عبد القادر طالبي (البيض). - د. خديجة الشامخة (غرداية) 
- د.مهدي عز الدين شنين (غرداية) - د. عبد القادر بقادر (ورقلة). 
- أ. محمد جهلان. (غرداية). - د. عائشة برارت (غرداية). 
- أ. مسعود خرازي (غرداية). - أ. يوسف خنفر (غرداية). 


-أُ. يوسف حاج سعيد. (غرداية). -أ. عبد السلام محرز (غرداية). 
- أ. عبد الوهاب فخار (غرداية).2 - أ. يوسف لعساكر (غرداية). 
رئيس لجنة التنظيم: أ. محمد أحمد جهلان. 
أعضاء اللجنة التنظيمية للملتقى: 


- د. شنين مهدي عز الدين (غرداية). -أ. يوسف خنفر. (غرداية). 
- أ. عبد الرحمن بابا وعمر (غرداية). - د. محمد مدور. (غرداية). 
- د. عقيلة مصيطفى (غرداية). - مصطفى حمودة (غرداية). 
-أ. عبد القادر برجي (غرداية). - د. كريمة رقاب (غرداية). 
- أ. عبد الرحمن خطارة (غرداية). - أ. مسعود خرازي (غرداية). 
- د. عبد الرحمن حاج ابراهيم (غرداية). << -أ.يوسف باعمارة (غرداية). 
- أ. طارق أبصير. (غرداية). أ داود حمودين. (غرداية). 


المنظمون من طلبة الكلية: 
رستم عبد العزيز. 


أحمد دجال. 
يونس شقبقب. 
يوسف دودو. 
إدريس شقبقب. 
عمر كربوش. 


رحاب لعبيدي 


7 


11 


عمر تونسي. 
توفيق منصوري. 
عيسى دجال. 
إبراهيم قمغار. 
باية دودي. 


محمد عشور. 


كلمة اللجنة العلمية للملتقى 





الحمد لله القاتل في محكم تنزيله: إيرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم 
درجات والله بما تعملون خبيرة صدق الله العظيم؛ (المجادلة/11)؛ وصلى الله وسلم على 
نبيّه الكريم المبعوث رحمة للعالمين» سيدنا محمد النبي الكريم 26 تسليماً كثيراً وبعد؛ 

حضرة السيد والي ولاية غرداية المحترم. 

حضرة السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي المحترم 

حضرة الضيف العزيز الكاتب والمسرحي القدير سليمان بن عيسى المحترم. 

حضرات السادة أصحاب الفضيلة؛ أعضاء حلقات العزابة ورئيس مجلس باعبد 
الرحمن الكرثي مجلس أعيان وادي مزاب» ووجهاء المنطقة المحترمين. 

حضرة السيد الفاضل رئيس المجلس الأعلى للغة العربية المحترم. 

حضرة السيد الفاضل الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية المحترم. 

حضرات السادة المنتخبين في المجالس الشعبية البلدية والولائية والسادة النواب 
المحترمين. 

حضرات السادة مسؤولي القطاعات الأمنية والعسكرية والمدنية المحترمين. 

حضرات السادة مديري المصالح والشؤون الإدارية بولاية غرداية المحترمين. 

حضرات السادة ضيوف الملتقى الأكارم ضيوف غرداية الأوفياء وضيوف جامعة 
غرداية الأصفياء. 

حضرة السيد مدير جامعة غرداية المحترم. 

إخواني الأساتذة الأفاضل؛ أبنائي الطلبة الأعزاء؛ أسرة الإعلام؛ السلام عليكم جميعاً 
ورحمة الله وبركاته. 

ظيف :وظاة مك اكه وخيو انمق الخدة مارلا إن كنا انه حظالك ألا ون كج سهلا ينا 


خير قادمين. 


13 


ضيوفنا الأعزاء القادمين من مختلف الجامعات ومراكز البحث الوطنية؛ يامن 
تجشمتم عناء السفر وقطعتم المسافات البعيدة» وتركتكم أهاليكم ومشاغلكم, لا لشيء إلا 
لتسهموا معنا مشكورين مأجورين في إنجاح هذا الملتقى وصناعة هذا الحدث العلمسي 
الهام» نشكركم بجزيل الشكر وأوفاه على ما أسديتموه لنا من فضل سيبقى ذكره خالداً في 
أذهاننا ما دمنا على قيد الحياة. كيف لا وقد صيّرتم ملتقانا هذا بعزمكم وإرانتفم الخثرة 
ملتقى وطنياً بامتيازء فبارك الله خطواتكم وجعلها في ميزان الحسنات. 

فأهلاً وسهلاً ومرحيا بكم سادق الأكارم في رحاب :جاهتا الزاهرة :وبين أخضان 
كلية الآداب واللغات ومخبرها الفتي» أساتذة وطلبة وموظفين وعمالاء وأهلاً بكم ضيوفاً 
كراماً في غرداية (تغردايت) المضيافة» وسهل وادي مزاب الرحب بقصوره الألفية 
العريقة وواحتها الغناء» آملين لكم مقاماً طيباً بيننا. 

أنها الخضور 'الكرام إن فكرة هذا الملتقن 'تابعة من اهتمافاك مخبسن التراث 
الثقافي والأدبي بالجنوب الجزائري من خلال نشاط فرقه البحثية المتخصصة في 
الأدب والتراث وأعلام الفكر والأدب بالجنوب الجزائريء وقد سبق لنا عقد ملتقيات 
من مثله وآخرها بروزاً ملتقى فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم سعيد كعباش أديباً 
ومفسرا والذي انعقد في شهر مارس من العام الماضي في هذا المكان الذي شرفتمونا 
بحضوركم إليه اليوم» ونحن بعون الله وتوفيقه وبمساندة الخّرين نتخصص في 
قراسة ثزاتنا الوطني الحي” والمتجتدة آمليق. وطامحين لبذل'المزية الأجدل 'تقنيف» 
وتوثيقه وترقيته وتعريف الأجيال الناشئة به» لأنه جزء لا يتجزأ من هويتنا وأصالة 
تاريخ جزائرنا الحبيبة. 

وها نحن اليوم بصدد دراسة موضوع الأدب الأمازيغي بالجنوب الجزائري أعلامه 
وقضاياه الموضوعية والفنية؛ وسنستمع باهتمام إلى مجموعة قيّمة من المداخلات 
العلميةء خلال يومين علميين عملتّين إن شاء الله. 

ويعتبر الأدب الجزائري الأمازيغي مقياساً ضمن تخصص دراسات الليسائنس في 
الأدب الجزائري في قسم اللغة والأدب العربي بكامل جامعات الوطنء وقد أدرج ضمن 
برامج المؤامة التي سطرتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عملاً بتوصيات فخامة 


14 


السيد رئيس الجمهورية الذي أقر بالأمازيغية لغة وطنية سنة 2016» وما تبع نلك من 
مراسيم. 

وتعزيزاً لهذه المكاسب الوطنية فإنّ الهيئات الوصية المتمثلة في المحافظة السامية 
للأمازيغية والمجلس الأعلى للغة العربية وهما هيأتان تابعتان لرئاسة الجمهورية تبذلان 
جهداً لا يستهان به في خدمة اللغة العربية والأمازيغية والنهوض بهماء ولا أدل على ذلك 
من مشاركتهما المتميزة معنا في فعاليات هذا الملتقى ورعايتهما له مادياً وأدبيء فللقائمين 
على هذين الصرحين الشامخين كل التقدير والاحترام سائلين الله لهم التوفيق والسداد في 
مهامهم العلمية والعملية. 

ويأتي هذا المحفل العلمي ليتعرف ويبحث ويوثشّق خصائص ومميزات الأدب 
الجزائري الأمازيغي في أنماطه الثقافية والفكرية والأدبية والاجتماعية... وعليه فقد 
سطر لهذا الملتفى مجموعة من الأهداف والمحاور آملين تحقيقها والتوصل لوضع أولى 
اللبنات لهذا التخصص العلمي والأكاديمي المتميز في الجنوب الجزائري. 

أهداف الملتقى: 

7 التعريف بالأدب الأمازيغي في إطار تخصص الأدب الجزائري باعتباره جزءاً 
أساسياً من الهوية الوطنية الجزائرية؛ ورافداً خصباً للبحث أمام طلبتتا في مراحل 
الليسانسء والماسترء والدكتوراه. 

8. دفع الباحثين إلى مزيد من التنقيب في تخصص الأدب الجزائري الأمازيغي 
بالجنوب الكبير» والتعرف على التنوع اللهجي الأمازيغي من أجل استخراج خصائتصه 
ومميزاته الفنية والموضوعية» وإفادة الأجيال اللاحقة به. 

9. خدمة التراث الوطني من خلال الأنموذج المحلي والتعريف بالدراسات الرائدة في 
الأب الأمازيغي بالجنوب الجزائري الكبير. 

0. تسليط الضوء على المنتج الأدبي الأمازيغي بالجنوب الجزائري جمعاً وتعريفاً 
وترجمة وتوثيقاً ونشراً. 

1 . تجميع الطاقات البحثية المشتغلة بالتراث الأمازيغي الجزائري من باحثين 


ومؤلفين ومبدعين» قصد تثمين جهودهم وتعزيز التنسيق بينهم. 


15 


2. ربط أواصر الصلة والتعاون بين المخابر وفرق البحث والمراكز ذات الاهتمام 
المشترك وطنياًء في إطار استراتيجية شاملة للعناية بالتراث الوطني والاستثمار فيه من 
أجل تنميته ونشره. 

وبناء على الأهداف المذكورة يسعى الملتقى إلى فتح المجال أمام الباحثين المهتمين 
بالموضوع: للإسهام في إثرائه وتبادل الآراء والخبرات حوله؛ على أمل أن تكلل أشغال 
هذا الملتقى بمادة علمية ثمينة تكون بمثابة قاعدة معلومات» يعود إليها من يرغب في 
دراسة التراث الأدبي الأمازيغي الجزائري من طلبة الدراسات العليا والباحثين مستقبلاً. 

وقد اختير لهذا الملتقى العلمي سبعة محاور رئيسية على ضوئها يشتغل 
المتخصصون وبها جاءت مشاركات الباحثين ثرية ومتنوعة؛ إذ استقبلت اللجنة العلمية 
ريد من 75 ملخضا للمتناركة: وصل:فننها إلى اللجنة العلمية 60 مداخلة كاملة انحتوفتك 
جل محاور الملتقى» وهو ما نحسبه إن شاء الله من تباشير نجاح الملتقى واختباراً موفقاً 
لجتيته وعمق أطروحاته؛ وكتاب الملخصات بين أيديكم مرفقاً ببرنامج الجلسات لمزيد 
من التوضيح والإفادة. 

أيها الباحثين والباحثات الأفاضل هنيئاً لكم هذا الإنجاز العلمي الكبير الذي أنتم 
صناعه بأوراقكم البحثية المتميزة» وبحضوركم المكثف ومشاركتكم الإيجابية والنوعية 
في انتظار ما ستسفر عنه الجلسات العلمية للملتقى من نتائج وتوصيات تكون دافعاً 
للمهتمين في المستقبل إلى المزيد من التنقيب والبحث في هذا المجال وما يتصل به. 

كما نتشرف في هذا اليوم السعيد باستضافة ضيف عزيز عليناء أصيل بلدة بني يزجن 
ومدينة قالمة» صاحب الأعمال المسرحية الفذة والنبرة الوطنية المتميزة إنه الأستاذ 
والكاتب والفنان المسرحي القدير سليمان بن عيسىء في أول تكريم له بالجامعة اعترافاً 
وتقديراً لمشواره الأدبي الطويل وإبداعاته الفنية القيّمةه فهو مثال يحتذى في العمل 
المسرحي الرصين: والدفاع عن مقومات الهوية الوطنية الجزائرية:؛ وقد جسد دور 
مصالي الحاج أب الوطنية الجزائرية معتزاً بأحد رموز الوطنية الأواقل الذي جابه 
المستعمر في ثلاثينيات القرن الماضي أيام كان حزب الشعب يصدح بنشيد مفدي زكريا 
فداء الجزائر روحي وماليء فأنعم به وأكرم من شرف يضاف إلى رصيد أعماله الأدبية 


16 


التي نأمل أن ترى النور قريباً لتأخذ مجالها من الدراسة والبحث في جامعاتنا الوطنية 
متعكم الله بموفور الصحة والعافية. 
وأخيرا؛ أتقدم باسمكم جميعاً بأسمى عبارات التقدير والامتنان مجدداً الشكر لكل من 
أسهم في إنجاح هذا الملتقى سواء بالمشاركة في الدعم والتنظيم بداية بالسيد والي الولاية 
ورئيس المجلس الشعبي الولائي المحترمين؛ والأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية 
ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية» وأعضاء مجلس الشيخ باعبد الرحمن الكرثي 
ومنظمة الطلبة الجزائريين» وكذا كل من ساهم بالمشاركة العلمية» وأحيّي بالخصوص 
ضيوفنا من خارج الوطن الأشقاء من تونس الذين أبدوا رغبتهم في الحضور معنا ولكن 
إجراءات تنظيمية حالت دون ذلك؛ كما نشكر الأساتذة الباحثين الذين جاؤوا إلينامن 
مختلف نواحي الوطن والذين يمثلون قرابة 20 جامعة» وقد أبدوا رغبتهم الملحّة منذ 
البداية في المشاركة والإسهام في إنجاح أشغال هذا الملتقى العلمي وها هم اليوم بينا 
فأهلاً وسهلاً ومرحيا يكم لها الأوفياء الأعزاء؛ دون أن أنسى كل الموسسات والأفرك 
الذي أسهموا بالرعاية المادية والأدبية لفعاليات الملتقى. 
فشكراً مجئداً للجميع ؛ وفقكم الله وسدّد خطاكم لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله 
وبركاته. 
د. يحيى بن بُهون حاج امحمد 
رئيس اللجنة العلمية للملتقى 


17 


نبذة عن حياة ومشوار ضيف الشرف 
الكاتب والفنان المسرحي القدير 
سليمان بن عيسى 


ولد سليمان بن عيسى في عام 1943 في قالمة» وهو أصيل وادي مزاب بصحراء 
الجزائرء والده من مدينة بني يزقن في غرداية» أما والدته فتتحدر من شاوية جبال 
الأوراس» وفي ذلك يقول المسرحي سليمان بن عيسى بأنه كان محظوظاً بأنه تربى على 
عادات ثقافتين مختلفتين (الشاوية والمزابية). 

كان للتعليم أهمية قصوى بالنسبة لوالد الكاتب فقد كان يريد أن يحظ أولاده وبناته 
بأفضل تعليم ممكن حتى يصبحوا من المثقفين على الرغم من أنه لم يحظى بسعة من 
الرزق فقد كان يشتغل بائعا متجولاً ولكنه كان دائماً يتمنى الأفضل لأبنائه؛ لذا ففي مسن 
الرابعة عشرة غادر سليمان بن عيسى بصحبة شقيقه "عمر" البالغ من العمر 15 عاماً 
مدينة قالمة للالتحاق بالكلية التقنية الجديدة في بونه (حالياً عنابة) ذات النظام الداخلي 
حيث زاولوا فيها تعلمها طوال الحرب التحريرية. وهي ذاتها نفس الكلية التي اس تلهمته 
ذات يوم من سنة 1994 لأن يكتب رائعته "مجلس التأديب". 

في عام 1962» سنة الاستقلال؛ بدأ في كتابة القصائد باللهجة العربية» كما أنه في 
حالة الارتباك والاستقلالية سيلتقي مع حسن درورء الذي يكتب المسرح والأوبرا في 
عنابة. 

أرسل سليمان بن عيسى إلى فرنسا سنة 1963 من طرف الجمعية العامة للطب 
الإشعاعي للتخصص في الإلكترونيات الطبية. عمل في إيسي لي مولينو » ثم في أسنيير 
قبل الذهاب إلى مصنع فيليبس في هولنداء ثم إلى سيمنز في ألمانيا لتعلم تقنية التصوير 
المقطعي وتكنولوجيا الإشعاع في علاج السرطان. خلال مكوثه طوال فترة دراسته كتب 
قصائد المنفى» والبعض من تلك القصائد انشدت من قبل بعض المطربين الشعبيين. 


19 


يعتبر تاريخ سبتمبر 1967 بمتابة بداية المغامرة المسرحية حيث قابل سليمان بن 
عيسى فرقة 'المسرح والثقافة" والتي طلبت منه نظرا لكونه ثنائي اللغة» بترجمة 
مسرحيتي 06 1١9 ١69/6‏ 3 6221/0 1 أ هالاللكةع'0 5و5 ١165‏ » 
]586010 من الفرنسية إلى العربية. تبع ذلك لاحقا في سنة 1969 ترجمته لمسرحية 
كاتب ياسين (غبرة لفهامة) أو «066هونااعامأ'ا 06 ع)النامط 18». بعد تلكما 
التجربتين كتب مسرحيته الأولى تحت عنوان (الشعب ... الشعب) والتي لم ولن تكون 
الأخيرة حيث أعقبها بأزيد من 20 مسرحية من بينها بوعلام زيد لقدام (1974) 
والمحقور (1978). بابور غرق (1983) » وأنت خويا وأنا واش انكون (1992) 
ومجلس التأديب (1994)... 

سليمان بن عيسى هو مؤلف» ومخرجء وفي نفس الوقت ممثل أيضأاًء وعن هذا 
التوجه الفني يقول بأنه اعتاد أن يقوم بمتل هذا الأمر في المسرح بالجزائر لأن 
خصوصية المشاهد للمسرح بالجزائر تقتضي بأن الكاتب المسرحي إذا أراد أن يمرر 
رسالة ما ذات مغزى عميق من خلال مسرحيته عليه أن يقوم بها شخصياً على الخشبة 
ولا يفوض ممثلاً آخر للقيام بها بدلا عنه حتى لا يقول الجمهور بأنّ الكاتب يقوم 
باستعراض شعري من دون أية رسالة واضحة أي "لكتابة من أجل الكتابة" وهذا مهم 
جدأ في الثقافة الأفريقية والمتوسطية, وهذاتها فضا لكف اماف سنن عسي المجسفعزة 
على خشبة المسرح. 

من مميزات مسرحيات سليمان بن عيسىء الكتابة الدرامية والتي يقول عنها بأنها 
وسيلة لاستجواب العالم» بعيداً عن الميتافيزيقيا والعبثية. وبالتالي فإِنّ المشهد هو 
مكان تتواجه فيه مختلف فلسفات الحياة» لذلك يعتبره النقاد مسرح كلمة وخطاب لكنه 
مسرح يشكك في مختلف المسائل التي تمس ذاكرة الشعب. لذلك فإن عمل سليمان بن 
عيسى هو عمل بلغة متعددة تستجيب لمشكلة الكتابة في مجتمع لا تعتبر الكتابة فيه 
جزءاً من التقاليد الثقافية. 


20 


من أقواله: "التاريخ كذاكرة شعبية يهمني كثيراً لأنه مفروض علينا ولسنا مسئولين 
عنه» وعلينا نحن كفنانين» إيضاح الذاكرة التاريخية على خش بة المسرح؛ الذاكرة 
التاريخية وحدتنا ولابد من بنائها بشكل جيدء وأعتقد أنها مسؤولية الجميع كل في موقعه". 
'المسرحية مرتبطة باللغة المستعملة يومياء والمسرح ليس حكاية بل هو مسرح 
صراعات وحل العقدء ونعلم الناس كيف يتجاوزون هذه العقدء لذلك يصعب أيضا طرح 
هده العة وللبحك عن حاول لها من كلال حكاية بسيظة ومهتبة ويقيمها'الشعب! يمنى 
آخر المسرح يجب أن يعكس انشغالات المجتمع". 
كنا ]عل ,عطغع5 لك تتاعأاء11 ,تتاء أ لاخ : 1554 8114 عسممستلك 
3 ,115210210165 115اء]211 5ع رانكلم د :11م نال 21116246[ 
2000-4 ع021ط1ممعمهة1 12 عل لاأء005ن) أاناداط تل عتطصمعل83 
5 501850111071 - ()ن) .1ل للا '1 ع0 021153 2020115 نتتاعاء120 
11161 
.1993 ,تتقلطمطمآ كم0 نل ,ع1ز0؟ سل قاعل-سة » 


4 ,3 كتتةآ كط تل1 وعستامركدتل عل لتأعكده© مآ 
5 بللق وطق[ 1101605 201 ع1 أء مس11 


6 51330ططة.آ 110105 ”1 ع0 15 وع.آ 


و61 11نا 721:1 5 011206 0101م عتتفستلضه عمسصمط ملآ 
.7 51211 آ 180161015 

7 رؤل2011 عل عتمم206ع5 ولالعطصة*1 عل علدنززمد 13 »© 

.8 ب,لقطتكممآ 005ئل1]1 بتاعت كصدد وعأغطمورط » 

0 ان عتاوغطعا ,1015ع202 ,2611320315 ,3281215 اء 120101 1' 

,999 بللةتطسطة.آ 1101605 و116طنا0 عنتصمء 1*3 »© 

.2000 ,وتتزوزه.آ وع0 ع1امء6 :.آ 5ط0نل1]1 ...لالت ركتتتاة11ئ4 ٠‏ 

.20013 بلق سآ 101605 ,0619 هلز دع "تمصة1316 ٠‏ 

كنل بأ10 عكتهاكتتهطد 0 2هاطلتتكتاطد صن كدمتودءكصمىء 165 ٠‏ 
.لاع داء 11201116 .2005 ,132512312 

1 ع0 كتتاك د وععة زط 

(2017 رع ع66ل) عناو كلخ "0 حممعدط 

(2016 مع ع066) عااتممه] ع52016 

(2013 رع ع0166) 5) وصود ارط 

(2011 مع ع166ه) ...وع11[ماتت 1' 

(2012 مع ع66لء) 1نا0[ اع [متاعل نال 1210716ع1 هآ 


21 


رءلاغطع0 عل 1081ط عتققطا نه ع66ل0) “الامطند”1 ع0 5غ1مهم دع[ ٠‏ 


(2008 
160-6321ك0الط عاعماععم؟) كتتناعللتد”0 اه 011 دع[امتطاد دع تاماكتل8 ٠‏ 
(2004 ماه 0166 
(2002 ع عق16) أعللسماط عمزملا ٠»‏ 
1100111 
.99 بموآاط 5م1016 ,عمسب تعمة:”1 عل 8515 165 » 
1 به[ قطه تل ,عدنهلة2 12 عل ععمء[زو .1 » 
.2003 ,دسا مدهت ئل] رومسمسفل سسخل غأتسم عسغتمع0 14 ٠‏ 
هآ عل 3281215 اه 30101102 ,لآنا0د 0ع تسمل 2 01 أخطئته أكدا عا ٠‏ 
011لا 81 ,ووع21 010176 601025 ,6تتتتتقل نتن أتتتم عع تصمرعل 
.2004 
.0 ,102 8011:0055 روع511©62 011 5ع1612م20 1.5 » 
9 © 410 10 


.9 ,راعع 1خ ,2751 116 أد6قطط ,ع121ة6ط) عتتطتءة أء ع121ه 11201100 ٠‏ 

,276 28150ع]آ1 ال 5تاعتطهةن) ,تتاعأنتج'1 ع0 دعلتتصحعظ دعل عاع مهتا ع[ ٠‏ 
.100 

,28 12210 نال 5تتعتطهةن) ,7127 ع0 أعناومهة8 ٠‏ 

كك 6680145 5ع1تطتاعظ1 » 25هل ,عتلنكتء0'6 «دعنا أمء5 و5ع11ا ٠‏ 
.8 ,لع 1لاء م8100 ,34 ععوموط 1011005 ,« 160115511105-©22501600آ1 

,2750 232012313101165 عنالاع1 ,مع اعططء أتزعوة106 ٠»‏ 

ع0 ع11ع11أدع ا عصطع 1211 عدالاع) ماتاوو[ط ,تعامعء 101 3 عتتققطا ولا ٠‏ 
,(ع1اة قط 

3 ,1ع ع0 دع 1ط معمع] ,عتامأاماط *1 عل 16لءء من 18115011 » 

,10115 7 5أ3[6] 205 ع0 2015 5126105 عطنا : 6الممء200 12 ٠»‏ 
.2004 

5 ,186 27 20101 علدالاع ]ا ,اع1ومطاعا أء اعد كام عتامء : منه1كا » 

7 102]31 :[ ,21160210 أء غاماع1]1 عتتامء عتممطممعمة1 ٠‏ 

,2020131 عتاوصقط 12 عل عتالاعكا رمع6م 6016627 أء عطوعرم4 عنذع ٠‏ 
.2009 


22 


بتاريخ: الخميس 26 أفريل 2018م اجتمعت اللجنة المتكونة من السادة الواردة 
أسماؤهم أدناه»ء لأجل صياغة توصيات الملتقى الوطني الأدب الأمازيغي في 
الجنوب الجزائري أعلامه وقضاياه الفنية والموضوعية؛ المنعقد في رحاب جامعة 
غرداية يومي 25 و26 أفريل 2018 من تنظيم مخبر التراث الثقافي والأدبي 
واللغوي بالجنوب الجزائري. 
وتكونت اللجنة من السادة الأساتذة الأفاضل: 


د. نوح عبد الله (جامعة تيزي وزو) د. عبد الحفيظ حيمي (جامعة بشار) 


رئيسا. عضوا. 

د. فيروز بن رمضان (جامعة المدية) أ. حامد لمين إبراهيم (جامعة أدرار) 
د.عبد النبي زندري (جامعة تمنغست) أ. إبراهيم ريحاني (جامعة البويرة) 
عمر ا عظيوا: 

د. إيراهيم حامق (جامعة بجاية) أ. بسمة بلدي (جامعة باتنة1) 
عطوا: عَطيواً. 

د. يمينة بن صغير حضري (جامعة أ. بوحاسي طاوس (جامعة تيزي 
غرداية) عضواً. وزو) عضواً. 

د. رمضان حينوني (جامعة تمنغست) أ. عبد الجليل رحموني (جامعة 
000 قسنطينة2) عضوا. 

د. نبيل حويلي (جامعة الجزائر2) أ. قاسمس الطاهر (م.ج. البيّض) 
عضوا. عضوا. 


د. سالم أقاري (جامعة تمنغست) د. يحيى حاج امحمد (جامعة 


عضوا. غرداية) عضو 


23 


بعد التداول سجل الحاضرون التوصيات الآتية: 

1- إعطاء مزيد من الدعم لتخصص الأدب الجزائري الأمازيغي باختيار 
نصوص من الأدب الأمازيغي من الجنوب الجزائري الكبير وإدراجها في 
مقياس الأدب الجزائري الأمازيغي على مستوى الليسانس (تخصص أدب 
جزائري). 

9 'الثناة يكف رفية تكلم افنها اللسجياقة القبرى ةر التكتوية السك 
الأدبي الأمازيغي بالجنوب مع إعطاء الأولوية للهجات المعرضة للاندثار 
تكون بمثابة منصة وقاعدة بيانات أمام الباحثين والمهتمين. 

3- إنشاء فرق بحث متخصصة حول التراث الأدبي الأمازيغي على مستوى 
مخابر البحث الجامعية. 

4- العمل على ترجمة الأعمال الأدبية الأمازيغية إلى العربية وإلى غيرها من 
اللغات الأخرى. 

5- وضع النصوص واللوائح القانونية اللازمة التي تسمح بتعزيز التعاون بين 

6- تشجيع الدراسات الأكاديمية حول الأدب الأمازيغي للجنوب الكبير في كليات 
الآداب على المستوى الوطني. 

7- إنشاء مركز بحث أكاديمي يعنى بترقية اللغة والأدب الأمازيغي في الجنوب 
الجزائري الكبير. 


8- إدراج مجموعة من نصوص الأدب الأمازيغي من الجنوب الجزائري في 
المناهج الدراسية وفي مختلف الأطوار. 


24 





المنصة الشرفية حين الجلسة الافتتاحية للملتقى؛ (من اليمين لليسار). 
: عمر دادي عدون؛ رئيس المجلس الشعبي الولاثئي لولاية غرداية. 
أ.. عصاد سي الهاشمي؛ الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية. 
السيد عز الدين مشري؛ والي ولاية غرداية. 
أ. د. صالح بلعيد؛ رئيس المجلس الأعلى للغة العربية. 
أ. د. دادة موسى بلخير؛ مدير جامعة غرداية. 


ربعن بزنا[ 





ا ين المجلس في الجلسة 00 


25 






الجلسة الافتتاحية لملتقى الأدب الأمازيغي بالجنوب الجزائري 
حضور متميز للأساتذة والطلبة والإطارات والأعيان والمهتمين... 


الجسبوريا 


“0 وزارة الته 
د سرسر ورد جيه زيوت رعاية الجلسالأ: 


أ لت 47 و إشراف السب والي ولاية 
هر ارهن 7 م 
2 مذى إلتراث النقاك 


_ م مام 
انطلاق فعاليات الملتقى الجلسة العلمية الأولى (من اليمين لليسار) 


د. نوح عبد الله (تيزي وزو) - د. عبد الكريم زندري (تمنغست) 


أ. د يحيى بن يحيى (غرداية) رئيساً للجلسة. 


26 





جانب من مشاركة الحاضرين لمناقشة قافرا الجلسات العلمية 
الشاعر صالح ترشين (بني يزجن) بعقا على إحدى المداخلات. 
الشاعر عبد الوهاب فخار (غرداية)» الأول على اليسارء يتابع باهتمام. 





'معرض الكتاب الأمازيغي' على هامش فعاليات 0 


27 





29 




















30 











31 
































32 




















33 





























34 





35 




















الموروث الثقافي واشكال ا لتعبر الغئاني بمنطقة فورارة 
"تراث أهبيل أنموذجا: 


أ.عبد الجليل رحموني/ أ.عبد الله موساوي 
جامعة قسنطينة (02) 
02.000 02111087)6اع260 


5-7 


تمهيد: 

يعد التراث الثقافي بجميع خصوصياته ومظاهره عنصرا هاما في حياة 
الشعوبء, فهو ذاكرة حية لا تفنى بفناء الزمان» ولا تتغير بتغير المكان» وثروة 
تاريخية يعتز بها كل بلد» ونظرا لخصوصية الجزائر جغرافيا جعلها الله بلد التنوع 
الثقافي وهو ما يتجلى في كل منطقة من ربوع الوطنء وإذا ما اتجهنا جنوب البلاد 
وبالتحديد منطقة قورارة تيميمون لوجدناها غنية بتراثها الثقافي عامة واللامادي 
بصفة خاصة والذي يعرف محليا بتراث "أهليل" هذا الأخير يعد التراث الشعبي 
الشفوي البارز في منطقة تيميمون؛ فهو قديم قدم الإنسان» وهذا ما أثبتته المُدَونات 
والمخطوطات التي تركها القدامى على أمثلة للتراث الشعبيء إذ إن كثيرًا منه قد 
تناقله الناس شفهيّا من شخص لآخر ويعد هذا التراث اللامادي من أهم ما تفخر به 
خاصة بعد تصنيفه ضمن التراث العالمي. 

أولا: منطقة قورارة وخصوصياتها الطبيعية والبشرية: 
الموقع والمساحة: 

تقع منطقة قورارة في غرب الصحراء الكبرى بالجنوب الجزائري شمال ولاية 
ادرارء منحصرة بين الحد الجنوبي للعرق العربي والحافة الشمالية لهضبة تادمايت 
وواد الساورة يحدها شمالا ولاية البيض وجنوبا واحات توات ومن الشرق ولاية 
غرداية ومن الغرب ولاية بشارء تتربع على مساحة تفوق 65000كم” من مجموع 
مساحة الولاية والتي تبعد عنها ب 210كم” وتمتد بين خطي عرض 30 الى 60 


37 





شمالا وخطي طول 4 غربا و1 شرقاء تشتمل على العديد من الواحات والقصور 
تمتد في سهول رملية جنوب العرق الغربي الكبير حول هضبة تادمايت في جبهاتها 
الثلاث الشمالية والجنوبية والغربية: (1) 
التركيبة البشرية لاقليم قورارة : 

كباقي أقاليم توات» تتكون التركيبة البشرية لإقليم قورارة من عدة أصناف 
عرقية بدءا بالعرق البربري (الزناتي والتارقي) البرامكة ثم العرق العربي 
والمتمثل في عرب بني هلالء وبني سليم وعرب المعقل» بالإضافة إلى العرق 
الإفريقي» كما نزلت بالإقليم في عصره الحديث بعض الأصناف العرقية الأخرى 
كالشعانبة والزواء كل هذه الأعراق استقرت بالإقليم وأص بحت تجمعها عادات 
وتقاليد واحدة» وتوحدها روابط دينية وعقائدية مشتركة؛ وعلى العموم فإن المجتمع 
القوراري ينقسم إلى أربعة فئات اجتماعية متباينة لعل أهمها: (©) 

طبقة الأشراف: وهم المنحدرين من العائلات الشريفة من المغرب الأقصى 
وترجع بأصولها إلى آل البيت» شكلوا جماعة مستقلة تحظى بالاحترام والمكانة 
الاجتماعية الأولى. 

طبقة المرابطين: وتأتي في المرتبة الثانية بعد الطبقة الأولى في السلم 
الاجتماعي؛ وأصل التسمية يعود إلى السكان المرابطين أي؛ الذين يرابطون في 
سبيل الله على الثغور والحدود ويتفرغون للعبادة والاعتكاف بعد ذلك. وتنحدر 
سلالتهم من إنسان مشهور بالورع والتقوى يدعى بين الناس بالولي الصالح الذي 
يهتم بتأسيس الزوايا وتعليم القرآن الكريم ونشر الوعي الديني(©. 

طبقة الأحرار: ويشكلون الطبقة الوسطى في المجتمع؛ وهم المنحدرين من آباء 
وأمهات أحرار سواء أكانوا بربرا أم عرباء وكانوا يمتهنون التجارة والزراعة. 

طبقة الحراطين أو الحراثين: وهي طبقة ناتجة عن تزاوج الأحرار بالجواري 
وقد كانت هذه الطبقة مستعبدة وتعمل في أملاك الطبقات الغنية نقل الكثير منهم إلى 
الشمال من بلاد السودان؛ أي إن غالبيتهم من الزنوج أستجلب أجدادهم كعبيد من 
منطقة الهاوسا السودان الإفريقية» ثم تحرروا بعد ذلك. 


38 





ثانيا: آهليل وبداية تبلوع التعبير الغنائي 

1. أصل التسمية: 

يرى الباحث عبد الكريم بن خالد أن هناك اختلافا واضحاً وصريحاً في تفسير 
معاني هذا المفهوم نتيجة اختلاف المصادر والمقاربات المختلفة التي تناولت هذا 
الموضوع (أهليل)» ويرجع ذلك لعدم وجود سند مرجعي واضح تبنى عليه دراسة 
مفهوم آهليل مما أطلق العنان للاجتهادات الفردية التي ركز عليها الباحثون في هذا 
المجال(7), ويعتقد الكثير من الباحثين اللغويين أن أصل كلمة آهليل جاءت من مصدر 
التهليل "اهلل" يهلل؛ تهليلاء والهلال هو القمر في أول ليله والثانية الإجابة 
والاستجابة والإهلال رفع الصوت عند رؤية الهلال/6. 

نستنتج من هذا التعريف اللغوي أن كلمة أهليل مرادفة للاستهلال إلى الابتداء 
بذكر المولى عز وجل قبل الشروع في الأمرء ونجد أن معناه ينصرف إلى الفرحة 
والغبطة عند رؤية الهلال» وذلك برفع الصوت وتلاوة الأذكار ومعناه كذلك كل 
صوت يذكر فيه اسم الله عز وجل ومنه الإهلال بالحج وتهلل السحاب يبرقه: تاذلا 
ويشبه في ذلك الهلال» وثتوب مهلل سخيف النسيجء ومنه شعر مهلل وقيل: الإهلال 
والتهليل» أن يقول لا إله إلا الله ومن هذه الجملة ركبت هذه اللفظة كقولهم التببسمل 
والبسملة» ومنه التحوقل والحوقلة إذا قال بسم الله الرحمان الرحيم» ولا حول ولا قوة 
إلا بالله(7). 

وينظر إليه بعض الباحثين على أنه طابع موسيقي ليلي يعالج القضايا الروحية 
والدنيوية» وهي كلمة مركبة من كلمتين عربيتين (أهل- الليل) حيث أن أداء هذا 
النوع الموسيقي عادة ليلا أثناء الزيارات والمناس بات الدينية والطقوس التقليدية 
للمجتمع القوراري...» ومن الناحية الأنثروبولوجيا والعرفية نجد أن معظم الباحثين 
يركزون على أمازيغية الأهليل» حيث أن السكان والقبائل الزناتية شكلوا تجمعاً بشرياً 
استوطن الواحات شمال إقليم توات» كما أشار إلى ذلك الباحث الأنثروبولوجي رشيد 
بليل/8, 


39 


ويمكن الاستعانة هنا بالدراسة التي قام بها الأستاذ مولود معمري”" المدير السابق 
لمركز البحث الأنثروبولوجي والإثنولوجي ودراسات ما قبل التاريخ غ0 
والذي خلص بعد دراسة وتحليل للعادات والأعراف التي تخص المنطقة؛ وبعد 
المقابلات التي أجراها مع المتخصصين في هذا الفن أكد أن مفهوم أهليل يعني نوعا 
من الشعر الديني» الذي يعد شكلاً من أشكال التوحيد ومدح المولى عز وجل» وفي 
المعنى القبائلي إهلالن "11©/131617" التقاء مجموعة من الشباب في ليالي رمضان 
للسهر والغناء قبل تناول السحور. 
بداية الاهتمام بتراث أهليل: 

يذكر الباحث رشيد بليل عن بداية الإهتمام بالموروث الثقافي الشفوي المععروف 
بأهليل يرجع الفضل إلى أستاذه مولود معمري هذا الأخير الذي اكتشف تراث 
قورارة» فمن خلال مركز البحوث في الإنثروبولوجيا وما قبل التاريخ والاثنوغرافيا 
قام مولود معمري بمعية فريق متعدد الاختصاصات2!): الطبء التاريخ» الموسيقى 
الأدب الشفهيء علم الاجتماع..., الخ!!!). وذلك سنة 1971م حيث قاموا بتحر 
مكثف في قورارة» نشرت بعد سنتين دراسة تجمع أعمال الفريق في مجلة ليبيكا 
غير أن مولود معمري بالخصوص وفي غمرة إعجابه بهذا الأدب الشفاهي في 
الزناتية والمتمثل في الأهليل7!) دفعه بقوة إلى العمل والبحث في ثناياهء فتوجه إلى 
جمع أشعار أهليل ما بين سنة 1978-1971م: حيث اضطر إلى الانتقال بين 
قصور القورارة من كالي شمالا واوقروت جنوبا إلى شروين غربا خاصة 
تيميمون 1727 لينشر أهليل قورارة "2/23الاه6 لاك |[ااعطث "١"‏ سنة 141984) 

مولود معمري كان يلقبه سكان قورارة 'بالدا لمولود" في بداية السبعينات عندما 
حل بالمنطقة» حيث وبعد عمل ميداني شاق لمدة ثلاث سنوات بمساعدة أعيان من 
المنطقة نذكر منه دليله ورفيقه السيد مولاي سليمان تيمي» خلص هذا البلأحصث من 
خلال ما وقف عليه على أن تلث تراث أهليل اندثرل!). حيث قام بجمع ما بقي 
متداولاً عن طريق المشافهة في كتاب صدر عنه سنة 2003 بعنوان أهليل قورارة 
"60101313 نال |أالعطثا"ا". 


40 





حمل المشعل بعد رحيله تلميذه 'رشيد بليل" الذي أضاف بدوره الكثير لإعادة بعث 
هذا التراث الفريد من نوعه؛ بفضل هذه الجهود أصبحت الآن منطقة قورارة مركز 
إهتمام للعديد من الباحثين في الأنثروبولوجيا واللسانيات وغيرها من الميادين. 

والأهليل أو الغناء الروحي كما يروق تسميته لدى بعض الأنثروبول وجيين أحد 
الركائز الأساسية التي تزخر بها الثقافة الشفوية والفلسفة الروحية الفنية لمنطقة 
القورارة على مر العصور والأزمنة الغابرة» وقد صنف سنة 2005م من طرف 
منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ضمن التراث العالمي الغير مادي وهو 
ما يعبر عن الهوية الثقافية الجزائرية للإنسان القوراري» وعن عمق تاريخه 
وموروثه الحضاري الشفوي وعن إبداعه وأصالته وتميزه في هذا النوع2') من 
الفنون التي تميز منطقة القورارة عن المناطق التي تكون منطقة توات الكبرى. 
أهم أغراضه: 

لقد تعددت أغراضه حسب بواعثه حيث تكاد لا تخلو قصيدة من قصائد آهليل من 
هذا الغرض (الديني) فتكون البداية بالصلاة والسلام على المصطفى والأولياء 
الصالحين» كما وجدت قصائد في التصوف وأخرى تعد مناقب وأعمال أولياء الله 
الصالحين» وأخرى فيها مواعظ واستغفار وشكر للمولى عز وجل. 

ومن هنا فإن آهليل هو تراث ديني ودنيوي في الآن ذاته وشعبيا ومعرفيا كذلك؛» 
فيما يتعلق بالجانب الأول فيظهر استنادا إلى نصوص في الميدان عند القوراريين أنه 
ذو طبيعة مقدسة؛ إذ نجده في معظم المناسبات الدينية كإحياء ذكرى أولياء القورارة 
والمقاطع ذات الصبغة الدينية تظهر بكثرة في الأهليل17)؛. ومن هنا فقد أستعمل 
كوسيله لتعليم الدين من طرف كثير من علماء تينقورارين لإيصال رسالة الإسلام 
لساكنة المنطقة» وذلك بترجمة مبادئه وتعاليمه للمجتمع الزناتي الذي لم يكن يحسن 
اللغة العربية وقتها وحسب الروايات المتواترة للكبار ومشايخ أهل المنطقة:؛ فإن 
سيدي موسى والمسعود كان يعلم بناته تعاليم الإسلام وأركانه بواسطة الإنشاد واللحن 
بقصائد أهليل كأفضل وسيلة لترجمة الإسلام وتقريبه من المجتمع. (18) 


41 


حيث يدخل هذا الغرض لأجل تعاليم مبادئ الدين الإسلامي خاصة بالنسبة 
للشريحة التي لا تتقن العربية في تلك الفترة(”')؛ كما يربي أهليل النفس البشرية على 
الاستغفار دوما وخاصة عند تقدم الإنسان في السن وأدرك قرب نهايته!0©. 

كما احتوى أهليل على مجموعة من القيم الاجتماعية التي رسخت مفهوم 
الانتماء الحضاري بشكل متناغم ومنسجم بين الذات والسياق التاريخيء ولأهليل 
صورة عن المجتمع أدرار بصورة عامة وعن مجتمع قورارة بصفة خاصة» 
فالنصوص التي يتغنى بها الأهليل تتراوح بين الديني والدنيوي؛ يتمحور الأخير منه 
حول أغاني الموت والعشق وأغاني الآلات الإنسانية وأغاني الوفاء والغدر. كما 
تكون أحيانا لوحات فنية للواحات الصحراوية؛ فهو فن روحاني عريق. في هذا 
الطقس الفريد يطرب السمع والبصرء وتتداخل الأحاسيس بين الفرح والرة في 
البكاء داخل هذه الحالة البرزخية التي تكشف الصوفيء كما يحكي أهليل عن الملاحم 
التي عرفتها المنطقة والحروب العائلية وقصص النصر والهزيمة» وكل ما تشحنه 
الذاكرة الجماعية لأهل المنطقة بهدف الحفاظ على الموروث؛ لكن يبقى الجانب 
الديني هو الطاغي على الدنيوي حيث لا تخلو النصوص الدنيوية من شكر الله 
والصيلاة على الرسول وذكر _الأولياة الصتاله» 001 

ثالثا: أهليل المدلول والممارسة: 

يعتبر تراث 'أهليل" من أعرق المدونات والطبوع الإبقاعية التي يزخر بها إقليم 
قورارة بولاية أدرار جنوب الجزائرء ولقد كان هذا التراث ولا يزال ملهماً للعديد من 
الدارسين والمهتمين بهذا اللون على مدار عقود من الزمن يتعاطونه أداء وإيقاعا أو 
بحثا ونقاشأء وهو ما أسهم بشكل جلي في الرقي به إلى مصف العالمية» حيث سجلته 
اليونيسكو في قائمتها للتراث الإنساني اللامادي سنة 2005 تحت رقم 00121 
ليصبح في حينه تراثا إنسانياً عالمياً لكل الأجيال» وتصبح معه مدينة تيميمون قبلة 
سنوية يزورها كل محبي هذا اللون من داخل وخارج الجزائر7)» حيث يعتبر أهليل 
عند المجتمع القوراري طابعاً غنائياً متميزاً عن الإيقاعات التقليدية والطبوع الفنية 


12 


الأخرى كالبارود والحضرة ورقصته تارة بالطبل والمزمار والمعروفة في ولاية 
أدرار23, 

أما عن كيفية ومراحل أدائه فإنه يؤدى أهليل جماعيا في شكل دائري يتوسطهم 
القائد (القوال أو أبشنيو)» إلى جانب كل من عازف الناي (بابن تامجا) والضارب 
على الإيقاع (بابن قلال)»ء ويصطف الجميع جنبا إلى جنب» ويصفقون بطريقة تتوافق 
مع الإيقاع ويرددون بين الحين والأخر المقطوعة الشعرية المطلوبة» وعادة ما يبدأ 
"ايبشنو" بالكلام الرئيسء ويقدم البقية رقصات تتمثل في انحناءات خفيفة نحو الأمام 
وتمايل إلى اليمين والشمال» وعموما فإن فلكلور أهليل يتم في ثلاث مراحل متتابعة 
هي كالآتي: 

أ- مرحلة المسرح 

وتتضمن هذه المرحلة مجموعة من القصائد الخاصة بها وتؤدي أحيانا بدون 
استعمال الناي» ومن جملتها قصيدة-النبي صلى الله عليك أسيدنا - وهي التي تفتتح 
بها السهرة سواء في أهليل أم تاقرابت وكذا قصيدة - باسم الله الذي لما يض رونا - 
الغني يالله - اللهم صلى على - العربي الله لا إله - العالي إمام الزاويا - محمد 
الهاشمي - سيد الجيلالي وغيرها ومضمونها ذكر الله والرسول وبر الوالدين 
والأولياءء وهي قصائد لحنت بأسلوب بسيط ليس فيه تكلف ولا غموض لأن الهدف 
منها تعليم الناس مبادئ الدين الإسلامي وبإمكان الهواة المشاركة في حلقتها الأهليلية. 

ب- مرحلة الأقروتي: 

وتشمل القصائد الخاصة بالحب والعشق والغزلء وهذا بعد أن تفقتتح بذكر الله 
والرسول مثل قصيدة- (المحمد اربي اهدايي) (ارسولنغ ايد النبي) (سلامو-الوحيد 
امولنا) (دادة بيهي) (ماما لعذري) (اسيدي عمر لالينو) (ادايم الله ايولينو) وغيرها 
وهذه الأخيرة عبارة عن قصة حب بين شباب وشابة تشبه قصة عنترة وعبلة بكل ما 
تحمله من معاني حب وعشق كما يندرج مضمونها ضمن استرجاع الذكريات 
ومغامرات الصبا والمعاني والألغاز التي ما انفكت أن تصل إلى المناظرات الكلامية» 


43 


حيث يستعرض الكل ما يحفظه من أشعار وأبيات وقصائد وكأنك في سوق عكاظ 
أيام العرب قبل الإسلام» وفي آخر هذه المرحلة يتحول اسم أهليل إلى اسم الهضار. 

ت- مرحلة إثران: 

وهي المرحلة التي تبلغ فيها حلقة أهليل الثلث الأخير من الليل حتى طلوع الفجر 
أين تختتم فيها السهرة» وأصل كلمة تسمية هذه المرحلة زناتي» مأخوذة من أيثئران 
والتي تعني بالعربية النجوم؛ فسميت بهذا الإسم تشبيها لها بطول المدة التي تتلألؤ 
فيها النجوم إلى غاية الفجرء وتتميز قصائد هذه المرحلة بطول أبياتها وصعوبة لحنها 
وبطء في أدائها بالإضافة إلى التعقيد الذي يتخلل كلماتها وهذه القصائد تحمل في 
أبياتها أخبار المنطقة والقضايا السائدة في المجتمع القوراري قديما!#. 

أما بخصوص الآلات المستعملة في هذا الأداء الشعبي حسب وضيية الأداء 
ويمكن تقسيمها إلى: 

أ- الآلات المستعملة في أهليل انبداد (أهليل وقوفا): 

- التامجا: آلة محلية قديمة قدم قصائد أهليل» عبارة عن اسطوانة مجوفة 
( شكل أنبوب ) منحوتة من القصب السكريء تحمل ثقوبا تحدد النغمات الملائمة لكل 
قصيدة حسب تواتر نغماتها في المراحل الزمنية المختلفة والعازف على الناي ( بابن 
تامجا ) هو شخص عارف بخبايا هذا القصبء حيث يعمل على تحضيره قبل كل 
سهرة فيختبر أصواتها ونغماتها المنخفضة والمرتفعة. 

- بالاقلال: آلة إيقاعية متوسطة الحجم مصنوعة من الطين مغلفة بقطعة من جلد 
الماشية. 

- زمزاد: آلة موسيقية وترية من صنع محليء تحتوي على وترين اس تعملت 
قديما في أهليل. 

ب - الآلات المستعملة في تقرابت (أهليل جلوسا): 

- أضعا ( الحجرة ): وهي أداة من وجد الطبيعية» مركبة من ثلاث قطضع من 
حجر الصوان ذو الأصل الناري» بحيث يكون الحجر الأساسي بحجم متوسط 
والحجران الثانويين صغيرين بحجم قبضة اليد يدق بهما على الحجر الأساسي» مما 


44 


يعطي إيقاعا خاصا وفريدا من نوعه؛ يؤدى به التقرابت رفقة البنقري عما سواها من 
الطبوع الأخرى. 

- البنقري: آلة موسيقية وترية من صنع محلي تستعمل في تقرابت,. إلا أنّ ما 
يميزها عن الآلات الوترية الأخرى هو احتواؤها وعلى وترين 02 فقطء الأمر الذي 
يجعلها تصدر نغمات محدودة تصب في السلم الموسيقي لتقرابت» وتصنع من فاكهة 
القرعة ويتم تغليفها بقطعة من جلد الماشية. 

- تقلالت: آلة إيقاعية صغيرة الحجم مصنوعة من الطين ومغلفة بقطعة من جلد 


الماشية(25, 
رابعا: أهم أعلامه وأبرز شيوخه ( الابشنيو ) (26) 
أ- الدامهمي: 


هو الدامهمي عمر محمد بن إبراهيم وهو من قبيلة مهمي الموجودة في قصر 
ماسين» المعروفة بارتباطها بحاضرة تيميمون والتي تبعد عنها بحوالي 05 كلم انتقل 
والده إيراهيم إلى قصر المنجور بحاضرة تيميمون على وجه التقريب سنة 1910م» 
حيث كان شابا يافعا وسكن في "اسقاق لقبلت" أي؛ زقاق القبلة حيث توفي سنة 
8م ترعرع هذا الابشنيو في قصر المنجور بين فحول اللغة الزناتية ولأن والده 
كان من ماسين» اكتسب اللسان الزناتي فكان فصيحا حتى نهاية عمره. 

وهبه الله سبحانه وتعالى ملكة القول منذ صغره؛ وذلك بسبب الخطاب الزناتي 
الأصيل الذي كان داخل البيت بين الوالدين» وكذلك المحيط الخارجي فغدا فصيحا في 
اللغة الزناتية منذ نعومة أظافره» ثم وفر له والده إبراهيم السكن اللائق والجو العام 
فبدأ يتلقف تلك اللغة بجميع دقائقهاء وبدأ يشارك في المظاهر الاجتماعية الخاصة 
بقرض القول وهي متعددة نوجزها فيما يلي : 

1- توفر المظاهر الاحتفالية المستمرة على مدار العام مثل الوعدات الصوفية 
والأعراس ورواح وغدو الحجيج؛ وشيوخ الطرق الصوفية. 

2- توفر الشيوخ العظام مثل اللا ديمة وغيرها!”©. 

3- ملكة قرض القول التي خلقها الله فيه. 


4 


4- دقة حباله الصوتية ورقته بما يناسب تاقرابت!8©. 
ب- سيدي مولاي عبد الحي: 
هو سيدي مولاي عبد الحي بن مولاي لحسن الشروينيء ولد في أواثل القرن 
الثاني عشر الهجري من قصبة أولاد موسى بحاضرة شروين7” من أبيه العالم 
الجليل مولاي لحسنء نشأ هذا العالم الجليل في أحضان والده الذي تتلمذ على يده في 
علوم القرآن والفقه والسيرة النبوية» وتعلم أبجديات الايزلوان على يد الشاعر الفحل 
مولاي لحسن صاحب القصيدة الطويلة في ديوان أهليل قاطبة ومطلعها (سيدي 
العزيز أمولانا)» والتي تجاوزت أبياتها حسبما يقول الرواة المائة بيت وانتقل مولاي 
عبد الحي إلى جوار ربه سنة 1190ه ودفن بمقبرة أولاد موسى وضريحه 
مشهور وتضرب له وعدة كل عاهم2©. 
قصائده: معظم الروايات الشفهية في حاضرة تنقورارين تجمع على أن مولاي 
عبد الحي الشرويني هو من أزدهر على يديه الايزلوان» وقد عاش مع الايزلوان 
مرحلتين: مرحلة الشباب ومرحلة الشيخوخة وكل مرحلة في شعره لها خصائصها 
ومميزاتهاء وعلى العموم أن القصائد التي جادت بها قريحة سيدي مولاي عبد الحي 
تمثيلا لا حصرا كالاتي: 
> سيدي العزيز أمولانا 
> أرسول سيدي مولاي محمد 
> الله أيا رسول الحبيب محمد 
>> المردوفة بداية أهليل 
>> الدايم سيدي وعلا 
> اللهم صلي على سيدنا محمد ألف 
> لا اله الله مولانا الكريم أيوا يبخل 
>> أليغ اتبراهيم فالقا نماصر(!6) 


46 





5 


خلاصه: 

وفي نهاية هذه الورقة البحثية المتواضعة نستنتج أن آهليل هو موروث ثقافي 
أساسي يعكس الواقع العام للمجتمع القوراري في جميع المجالات خاصة الدينية و 
الاجتماعية منهاء وهو أحد المظاهر المجسدة لتاريخها العريق الممزوج بقضاياه 
الثرية مشكلا بذلك فناً عريقا دفع باليونسكو إلى تصنيفه ضمن الموروث غير 
المادي للإنسانية» والفضل كله يرجع إلى منقذ أهليل الباحث الانثربولوجي مولود 
معمري الذي أوصله إلى العالمية» والدور بقي علينا اليوم كباحثين عامة والناطقين 
باللهجة المحلية بصفة خاصة؛» فظهور بعض الأبحاث الجديدة حول هذا التراث 
يستحق الإشادة والتشجيع. لكن بصورة عامة يمكن اعتبار مساهمة النخبة من 
الناطقين بالزناتية في هذا المجال خلال السنوات الماضية تبقى دون المستوى 
المطلوب مقارنة بمدى ثراء وتنوع أهليل؛ لهذا وجب العمل والبحث أكثر في هذا 
الموروث الثقافي المحليء بهدف الحفاظ عليه وتعريفه للأجيال اللاحقة. 


47 


المملاحطق: 
ملحق رقم (01): 


قصيدة للشيخ سيدي الحاج بلقاسم» حيث قام من خلالها يجمع فرائض الوضوء 
والنوافل وصلاة الضحى في قصيدة بعنوان: آرسولآ سيدي الله مولانا أعلم فقال 


وهي بلسان النص الأصلي الزناتي: 


نومن سسس واتنغري 
وابلحه حي أق :اولوت سيق 


5 


أد كمسلل ة صطلوات 


ركعتاينغفوري من سعدوي 


ركك اين لفوهصشسسر 


المعنى الإجمالي لهذه القصيدة بالعربية: 


صطابب الريسسالة 
الله رسكتي الليكتتي 
أبلالتر كليوم 
|3 وسح كة الظتت حبالية 
انه لببهم أمحققين 
آيد اب وغ ان الصلا 
قد ب شاد 1 4 
صصطدي تجبررت لاخرا 
لنت يتغل سالان 


آيدا ل دعا غ االنبي 


ضلو] كن ديدكا محمد ضاكت الزتسالة شيدقناه ولد ثرة عتل عليه وو ل الا 
يوجد في قلبي سوي ذكر الله فاذكره اتصل به كل يوم بالصلاة المفروضة علي 
وهي خمس صلوات فصلاة الظهر والعصر والمغرب مع الإمام لها درجات أكثر 
من الصلاة الفردية دون أن ننسى صلاة العشاء مع الشفع والوتر كي أنال بهما 
الحسنات يوم القيامة دون أن ننسى صلاة قيام الليل وهي السبيل إلى الجنة مصداقا 


لقول الرسول. 32) 


ملحق رقم (02): 


قصيدة أخرى تبين قواعد الإسلام في قصيدة المولى أعلي: 


قواعد الإسلام خمسة معدودة 


الزكاة والصيام أنحج الكعبة 


0 هادتين ه لاة فيدب 7 م 


وفيها قصائد تخص طريقة الوضوء منها مثلا: 


لفرايض الوضوء سبعة معدودة 
السييهد زلووىدمديفان 
اسي د تنسى الى الكعبت 


المعنى العربي لهذه الأبيات: 


عسل الؤجسه والحدين 





الي 5-2 


أغيمي نسنيت دوامان ايطهرن 
فيدب ٠‏ | 03 اض تيذ 5 


الفور دالدالك عندهم محبوبسين 


الفلوس تعرفه والساء اللاهز 


إلى المرفقين ثم مسح الرأس 


ع لح حي 


تمثل هذه االصورة رقصة أهليل على مرتفع يشبه الركح» حيث يصطف الرجال 
بلباس ابيضء يتقدمهم الشيخ الذي يكون هو البادئ وحده بصوت مجلجل يخترق 
الآفاق» متبوعا بترداد أعضاء الفرقة في انسجام مدهش على إيقاع التقلاالت 
والتقرابت» غير ان التصديق في الأهليل يعد هو الإيقاع الأكثر سيطرة: وما تراتبية 


49 





الإيقاع وتصاعد الاهازيجء تبدأ حركة الجسد في التعبيرء بالتماوج معبرة عن جذبها 





8 


تمثل هذه الصورة رقصة أهليل انبداد ( الهادار) وهو أهليل وقوفا حيث 
يضطقه الرجال والساء المؤفيق للقضائد حنيا إلى حنب بالكتف إلى الكقق مشكليخ 
حلقة أو نصيك حلقة دائرية؛ .وذآلك: حسب المتاسية الموك الاحففاء يي 

ملحق رقم (05): 





تمثل هذه الصورة رقصة أهليل 'جلوسا". وعادة ما كان يمارس في البيوت 
ويكون فيه الجميع جالسين» حيث تمارس موسيقى الغرفة هذه الأجواء العائلية الدالة 
على شدة أواصر التراحم بين أفراد العائلة الكبيرة وقد نلمح حضور المرأة في هذة 
الجلسة أيضاء لا بل قد تحل محل الرجل القوال» وأما عن الوزن الموسيقي لتقرابت 


فهو وزن خفيف الأداء وسريع في الإيقاع. )35 


30 


هوامش الدراسة: 


(''- عبد الحي أوصديق وآخرونء من ديوان الأهليل قصائد على لسان الشيخ التيميموني الحاج 
بركة فولاني» ج1»: منشورات الجمعية الثقافية تيفاوتزيري للمحافظة على الأصالة والتتراث» 
تيميمون 2014,. ص 13. 

7)- عبد الله مقلاتي» محفوظ رموم؛ دور منطقة توات الجزائرية في نشر الإسلام والثقافة العربية 
بإفريقيا الغربية» ط1ء الشروقء الجزائرء 2009.» ص ص 35-34. 

0- الصديق حاج احمدء التاريخ الثقافي لإقليم توات (من القرن 11 ه إلى القرن 14 ه) ء 
ط2»؛ منشورات الحبرء الجزائرء 22011» ص 43. 

0- محمود فرجء اقليم توات بين القرنين 19-18 م ديوان المطبوعات الجامعية؛ بن عكنون- 
الجزائرء 1984. ص 13» ينظر أيضا: الفلكلور القوراري وأثره في البعث السياحي لمنطقة 
تيميمون (أهليل أنموذجا). 

(- عبد الكريم بن خالدء أهليل» تأملات روحية ومسارات تاريخية ضمن التراث القوراري» 
ديوان الاهليل (نشيد قورارة الأزلي) ندوات ومداخلات خطوة للتسجيل والتوثيقء محافظفة 
المهرجان الثقافي الوطني لاهليل؛ دار الكتاب العربيء الجزائرء ٠2017‏ ص40. 

)- نفسهء ص 40. 

7)- نفسهء ص 41-40. 

(9)- نفسه. ص 41. 

- ولد مولود معمري في 1917/12/28 بقرية تاوريرت ميمون ببلدية ايت يني بالقبائل» وهو 

أديب باحث في الليسانيات والانثربولوجيا شغل عدة مهام منها مدير مركز الأبحاث 
الانثروبولوجية والعرقية لما قبل التاريخ» توفي في 26 فيفري 1989.» ينظر: الطاهر عبوء 
الأبعاد الاجتماعية والدينية لأهليل من خلال مجموعة من القصائد» ص 104. 

(')- رشيد بليل» قصور قورارة وأولياؤها الصالحون في المأثور الشفاهي والمناقب والأخبار 
المحلية» ترجمة: عبد الحميد بورايو» منشورات المركز الوطني لبحوث في عصور ما قبل 
التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ» الجزائر 22008» ص 15. 

(1')- مولود معمريء أهليل قورارة نموذج من الشعري الشفهي في جنوب غرب الجزائرء ترجمة 
وتقديم: فلة بن جيلالي وكمال شاشواء المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم 
الإنسان والتاريخ» الجزائر 2014.» ص 15. 

2')- رشيد بليل؛ المرجع السابق» ص 15. 

(13)- مولود معمريء المرجع السابق» ص 15. 


531 


4)- رشيد بليل؛ المرجع السابق» ص 15. 

(7')- يرى ذلك الأستاذ الطاهر عبو السبب في ذاك عدم انتشاره ( الأهليل )» هو انغلاقه؛ فمن 
سلبيات ذلك انه حصر هذا النمط في دائرة ضيقة جداء سببت له نوعاً من العزلة وقلة التداول 
مما جعله يندثر شيئاً فشيئاً وكاد ينقرض وتنقرض معه الزناتية كما حصل في مناطق من 
توات (تمنطيط» تيطاف) لولا العمل الكبير الذي قام به الباحث الأنثروبولوجي مولود معمري» 
ينظر: الطاهر عبوء البناء الفني لقصائد اهليل -دراسة فنية لنموذج قصيدة "الساهين واش 
اوراها"- ديوان الاهليل (نشيد قورارة الأزلي) ندوات ومداخلات خطوة للتسجيل والتوثيق» 
محافظة المهرجان الثقافي الوطني لأهليل؛ دار الكتاب العربيء؛ الجزائرء 2017؛: ص10. 

1)- عبد الكريم بن خالد» أهليل» تأملات ....المرجع السابق» ص 40. 

7- عمر بلخير» 'أهليل قورارة"؛ مجلة معالم» ع04: منشورات المجلس الأعلى للغة العربية؛ 
الجزائرء 2011. ص 130. 

(13)- وزارة الثقافة» اهليل نشيد قورارة الازلني ٠»‏ ط6» دليل المهرجان 2012 » محافظة 
المهرجان الثقافي الوطني لاهليل» تيميمون, 31-26 ديسمبرء 2012. 

(9)- عبد الكريم بن خالد » تاملات روحية ...؛ المرجع السابق» ص 44. 

70)- محمد السالم بنزايد» ازلوان نتقورارين» مجموعة قصائد شعرية؛ محافظة المهرجان الثقافي 
الوطني - أهليل؛ الجزائر 2012. ص 09. 

(0)- حياة بناجي» مقاربة سيسيوتقافية بين الأهليل وأذكار العاشوراء بالقبائل - بهاليل انموذجا-» 
ديوان الأهليل (نشيد قورارة الأزلي) ندوات ومداخلات خطوة للتسجيل والتوثيقء محافظفة 
المهرجان الثقافي الوطني لاهليل؛ دار الكتاب العربيء الجزائرء 22017 ص 54- 55. 

[2- أحمد أباصافي جعفريء مدونة الاهليل تراث انساني يأبى النسيانءديوان الاهليل (نشيد 
قورارة الأزلي) ندوات ومداخلات خطوة للتسجيل والتوثيق» محافظة المهرجان الثقفافي 
الوطني لاهليل» دار الكتاب العربيء الجزائرء 2017. ص 06. 

(3- عبد الكريم بن خالد » تاملات روحية ...؛ المرجع السابق» ص 44. 

(- اوصديق عبد الحي وآخرونء من ديوان الأهليل...» المرجع السابق» ص 38. 

(7- عبد الكريم بن خالد» أهليل» تأملات روحية ...» المرجع السابق» ص ص 41- 44. 

)- الابشنيوء عازف منفرد عند الاهليل» ينظر: رشيد بليل» المرجع السابق»ء ص 465. 

(7- اللا ديمة: من اشهر النساء القوراريات اللواتي أجدن شعر الأهليل» تشير الروايات الشفوية 
انها عاشت ما بين القرنين 16 و17م» وقد سكنت في حي أولاد إبراهيم بتيميمون قرب منزل 


الطالب حاني... وكانت قبيلة آت إبراهيم تسكن في (اغام أقبو )» وتشير الروايات الشفوية ان 


52 


اللاديمة كانت تتسم بالحكمة والتنبؤ بمصائب الدهر وقوة التأثيرء للمزيد أنظر: عبد الكريم بن 
خالدء الحكمة في إزلوان الأهليل - اللاديما واللا مريم انموذجاء ديوان الاهليل (نشيد قورارة 
الأزلي) ندوات ومداخلات خطوة للتسجيل والتوثيق» محافظة المهرجان الثقافي الوطني 
لأهليل. دار الكتاب العربيء الجزائرء 2017. ص 90 . 

(28- مولاي عبد الله اسماعيلي» الخصائص الفنية للايزلوان من خلال شيوخه -الشيخ الدامهمي 
أنموذجا- ". ديوان الاهليل (نشيد قورارة الأزلي) ندوات ومداخلات خطوة للتسجيل والتوثيق» 
محافظة المهرجان الثقافي الوطني لاهليل؛ دار الكتاب العربي» الجزائرء 2017» ص ص 
0- 141. 

()- شروين: هي دائرة تقع على نحو 60 كلم الى الجنوب الغربي من تيميمون ( عاصمة 
القورارة تيميمون ) تضم 03 بلديات هي طلمينء أولاد عيسى وشروينء انظر: الطاهر عبوء 
اسهامات مولود معمري في إحياء وبعث تراث أهليل» ص 170. 

(00- مولاي عبد الله اسماعيلي؛ الخصائص الفنية لإيزلوان من خلال شيوخه- سيدي مولاي عبد 
الحي الشرويني أنموذجا-". ديوان الاهليل (نشيد قورارة الأزلي) ندوات ومداخلات خطوة 
للتسجيل والتوثيق» محافظة المهرجان الثقافي الوطني لاهليل» دار الكتاب العربي» الجزائرء 
7 ص ص 73- 74. 

61 فين ضفن 76 

02- وزارة الثقافة» 22012 اهليل نشيد قورارة الازلي » ط6» دليل المهرجان 2012» محافظة 
المهرجان الثقافي الوطني لاهليل» تيميمون» 31-26 ديسمبر 2012. 

(03- الصديق حاج أحمدء 'رقصة أهليل قورارة01 من نمطية الصورة المسلية الى رمزية 

الوظيفة التعبيرية ( مقاربة سيميوانثروبولوجية )"؛ ديوان الاهليل (نشيد قورارة الأزلي) ندوات 

ومداخلات خطوة للتسجيل والتوثيق» محافظة المهرجان التقافي الوطني لاهليل» دار الكتاب 

العربي» الجزائرء 2017:ء ص 134. 

- اوصديق عبد الحي وآخرونء من ديوان الأهليل...؛ المرجع السابق»ء ص 38. 

(03- عبد الكريم بن خالد» أهليل: تأملات روحية .... المرجع السابق» ص 41-39. 


04) 


53 


موضوعات الشعر المكتوب والشفهي ومضامينه 
عند الأديب المزابي 
عمربن سليمان بوسعدة (عينات شعرية مختارة) 


أ. يوسف باعمارة (جامعة غرداية) 


603320313101056 1690123. 


الملخص: 

تزخر الجزائر بثقافات عديدة ولغات مختلفة؛ جعلتها محل اهتمام السياح 
والدارسين والباحثين متأملين في هذا التنوع الجميل الذي زاد لها ثراء فكريا وغنى 
ثقافيا كبيراء ويُشكل الأدب الأمازيغي أحد أسباب هذا الثراء؛ إذ يُعهُ رافدا مهما 
مؤسنا للهوية الوطنية الجزائرية. 

ويُعتبر الأدب المزابي جزءا مهما من الأدب الأمازيغي؛ حيث أثبت حضوره 
بشكل قوي في الساحة الثقافية والأدبية واللغوية؛ خاصة حين دون العديد من أدبائه 
أعمالهم الإبداعية بعد أن قضى فترة كبيرة في ظلال الشفوية» وقد استغل هؤلاء 
المبدعون الوسائط المعاصرة المتمثلة في التصوير والتسجيل والطباعة والنشر بُغية 
حفظه في الذاكرة الجماعية للأمّة» وصيانته من الضيّاع والاندثار. 

وسنحاول في هذه الورقة البحثية أن نتعرّض لأحد من أولائك الأعلام المبدعين 
الذين لهم باع طويل في خدمة الأدب واللغة المزابيين» وهذا العلم هو: الأستاذ عمر 
بن سليمان بوسعدة؛ وسيتناول بحثنا شخصيته وأدبه المكتوب والشفهي الذي هو 
بشكل مرقون مخطوط؛ ولكن نظرا لشساعة أدبه وضخامة إنتاجه سنتحدث عن 
الشعر إجمالا من خلال موضوعاته ومضامينه وخصائصه الفنتية؛ على أمل 
مواصلة البحث في الأيام المقبلة فيما تبقى من أدبه من حيث الأجناس الأخرى 
البارزة عنده؛ كالقصة والأوبيرات؛ فضلا عن معالجة الأدب التفاعلي الرقمي 


55 


الاي يدض :هن :يخاقلة" إلى فزدضل: لنت النذ ان بعلن" التتاعة الأحانية .تلاك 


بحثنا النقاط التالية: 


التعريف بالأدب الأمازيغي المزابي وبأعلامه. 

التعريف بشخصية الأديب عمر بن سليمان بوسعدة. 

تناف الك دز ح قد نمه الندنة من لاني معين ينم املقان لوس 

خاتمة واقتراحات وتوصيات. 

ونأمل أن نوفق في طرح هذه النقاط بدقة وعلمية» ونكون قد أضفنا ولو نزرا 
يسيرا إلى أدبنا الأمازيغي الجزائري الذي ينتظر منا الكثير الكثير. 
مدخل: 

اللغة آية من آيات الله تعالى التي تتجلى في الكون بتعدد اللهجات والألسن 
والألوان واختلافها فيما بينها من جهة؛ وتقاربها من جهة أخرى؛ يقول الله تعالى: 
«إومن آَيَاتِهِ خَلّق السّموات والأرّض واختلاف ألسبنيكم وألوايكم إن فِي ذلك لَآيَاتِ 
للعالمين١!)‏ وقد بعث الله رسله وأنبياءه إلى عباده؛ حسب لغاتهم ليتمكنوا من تبليغ 
الدين» ونشر رسالة الحق ؛ يقول الله تعالى: إوما أَرْسَلْنَا مِنْ رّسُول إِنَا بإسَان 
قَوْمِه ليْبيّنَ لَهمْ فَيْضل اللّهُ مَن يَشَاءْ ويهدي مَنْ يَشَاءْ وهو العزيز الْحهِيم)4 © 


إضافة إلى تنوع لهجاتهاء واختلاف طرائق الحديث بها (القبائلية؛» الشاوية 
>االمزابية التارقية» الشلحية...)؛ وتعدُ تلك اللغات واللهجات وعاءً يحمل الثقافة 
والانتماء والعادات والتقاليد ويعكس البيئة والطبيعة التي يعيش فيها الناس. ولاتساع 
التوضتوع) مكتزاد تحديكا تحصيزاك :كك :الأنت المزائى #وساط الضوع على غلم 
بارز من أعلامه. 
أوَلا: التعريف بالأدب الأمازيغي المزابي وبأعلامه: 

الأدب كلمة ذات مدلول واسع؛ فقد تعدّدت مفاهيمه في كتب الأدب والنقد قديما 
وحديثا؛ منها: الدعوة إلى المأدبة» ومنها تهذيب النفس وصيانتها أخلاقياء ومنها 


56 


التعلف وقح ملق المطلموق قذيننا فيه الكتشين »و لانت و لكا المفحل: التذض 
يكون شعرا أو نثرا(» وقد عرئفه توفيق الحكيم تعريفا جامعا مانعا؛ فقال: "الأدب 
هو الكاشف الحافظ للقيم الثابتة في الإنسان والأمّة الحامل الثّاقل لمفاتيح الوعي 
في شخصية الأمّة والإنسان؛ تلك الشخصية التي تتصل فيها حلقات الماضي 
والحاضر والمستقبلء والفن هو المطية الحية القوية التي تحمل الأدب خلال 
الزمان والمكان”7) فقد ربط توفيق الأدب بالجانب الفني الجمالي» وبالجانب القيمي 
الرسالي. 

أها كلمنة ننواب(0): فإنيا سيب إلن بتي مضتعياء ونشو الاسم القديم' الذي أطلفه 
كتّاب السّير على قبيلة بني مزاب الزتاتية» وهي النسبة التي اعتمدها المؤرخون 
والشيوخ المزابيون أنفسهم» وأثبتوها في تراثهم المدوّن وحفظته الأجيال فيما تتناقله 
عبر الألسنة» ويذهب العلامة ابن خلدون إلى هذا الرأي؛ فيرى أن أصل مْزَّاب هو 
مُصاب؛ على أن يُنطق حرف الصاد زايا مفخماء ويُعرّق بنسبهم فيرى أنه يجتمع 
مع توجين وزردال وبني عبد الواد في بادين بن محمدء ويجتمع هؤلاء مع بني 
راشد في محمدء ويرتفع نسبهم جميعا إلى زحيك بن واسين بن ورشيك بن جانا 
وكانوا معروفين بين زناتة الأولى ببني واسين؛ والأشهر في الاستعمال هو كلمة 
مُزَّاب بضم الميم وتفخيم الزاي؛ وهي كلمة منقلبة عن مُصّاب المتحول من 
مُصعب27)» وسبب هذا التغيير في الاسم يرجع إلى طريقة نطق المزابيين لحرف 
الوا "مقف الذي لحرن إلى حرف وان متك رمال المتتاذه مرطق ان اليدك" 
الصّوم "أزومي”"؛ القصنْعَة "تزيو"...إلخ. 

وتعتين اللغة المزائية تجوءا :9 يقدوا من الأمازيعنة7؟ الع :تعوة إلى مار يغ يذ 
حام بن نوح عليه السلام؛ حيث تفرع عنه نسل الأمازيغ أو البربر؛ الذين "هم 
مجموع سكان الشمال الإفريقي من حدود واحة سيوة المتاخمة للبلاد المصرية 
شرقاء إلى ساحل البحر المحيط الأطلسي غربا؛ بما فيه جزر الكناري و إلى ضفة 
وادي النيجر جنوبا وهذه اللغة؛ (أي المزابية) تحمل في طياتها الثقافة المحلية 
والغرف والعادات والتقاليد الاجتماعية بما تحتوي من مضامين معبّرة وقيم خلقية 


537 


ولا شك أن هذا الانتماء 'سيّسهم في التوجيه والتربية انطلاقا من تجربة ميدانية 
بسيطة وعبقرية عالمية؛ باستعمال عبارات وجيزة لها مدلولها ووقعها في 
النفوس© ذلك لأنها لغة التخاطب اليومي؛ إذ تكون أقرب للتأثير والتأثر بين 
أفرادها. 

وينتسب المجتمع المزابي إلى ولاية غرداية المعروفة بهذا الاسم باللسان العربي 
المبين» أو نَاعْرِْدَايْت باللسان الأمازيغي؛ وتقع المنطقة في جنوب الجزائر» وتبعد 
عن العاصمة ب600 كلمء يحدها من الناحية الشمالية ولاية الأغواط» ومن الناحية 
الجنوبية ولاية أدرارء ومن الناحية الشرقية ولاية ورقلة» ومن الناحية الغربية 
ولاية الببيّتضء وقد كانت تابعة إداريا لولاية الأغواط قبل أن يتم اعتمادها رسميا 
سنة 1984م, ويبلغ عدد سكانها!): 363598 نسمة في مساحة تتربع 
على86105 كلم2» وتعتبر منطقة ثرية بتنوعها الاثني: الأمازيغي والعربي 
والمذهبي: الإباضي والمالكي» والقبلي المتمئل في وجود عروش وقبائل من 
مختلف المناطق والنواحي. 

ويزخر المجتمع المزابي بعدّة شعراء حمّلوا على عاتقهم خدمة الأدب المحلي 
محافظين بذلك على اللغة الأمازيغية كتابة وقراءة وإنشادا وغناء وتلحينا؛ وبهذه 
الطريقة حفظ القاموس الجمعي للأمة لغته من الضياع والاندثار؛ خصوصا في 
زمن العولمة والغزو الفكري والثقافي؛ ومن أبرز هؤلاء الأعلام!!') نجد 

1- الشاعر: عبد الوهاب بن ح حمُو فخار (و: 1951م) من قصر غرداية: أو 
'تاغردايت": له إنتاج شعري ضخم, مكدديا هو يفوت ك3 اوطار و إزا قاع 
أي: (الذُموع الحمراء)» 0 ) لفراخ" أي: (ذُموع الفرح)» وما هو مُسجّل 
بإذاعة غرداية الجهوية» وما هو ملحن مغنى عند بعض المجموعات الصوتية 
الإنشادية بوادي مزاب. 

2- الشاعر: صالح بن عمر ترشين (و: 1952م) من قصر بني يزقن أو 'آت 
إجدن": وله مؤلفات عديدة منها: ديوان "أول إنو" أي: (قلْبِي)» وروايات وقصص 


58 


عديدة منها: رواية قلب ذهبي عند المرحومين َم وأبي» وله برنامج مُسجّل في 
إذاعة غرداية الجهوية. 

3- الشاعر: عمر بن يحي داودي(و: 1956م) من قصر بنورة أو 'آت بُنُور": 
له قصائد ملحنة ومغناة يؤديها بصوته الرخيم هو ومن معه في مجموعته المعروفة 
ب: نجم الأدب الإسلامي؛ كما لديه أشرطة وأقراص إنشادية؛ منها: 'أنعْمُور" 
(المسافر) "إسئلان" (العْرُس)...إلخ. 

4- الشاعر: أحمد بن عمر الحاج يحي(و: 1964م) من قصر مليكة أو 'آت 
مليشت": وله عدّة إصدارات فكاهية تربوية شعرية مسرحية؛ أصدرها في أشرطة 
سمعية؛ منها: "إستقارن" (الدواء)» 'تِيمَضنيّاز" (المقص).» 'تَازمّارت" (الصحة)...إلخ» 
كما كانت له تسجيلات إذاعية بإذاعة غرداية الجهوية. 

5- الشاعر: يُوسف بن قاسم لعساكر (و: 1971م) من قصر بريان أو 'آت 
برقان": وله إنتاجات شعرية مكتوبة ومخطوطة ورقمية ينشرها على صفحته في 
الفايسبوك؛ إضافة إلى إنتاجه لكمٌّ هائل من البرامج الإذاعية في إذاعة غرداية 
فضلا عن إصداره المهم الموسوم ب: " تذوران ن تسّكلا” (أنثولوجيا الأدب 
العزاني) الذي جبع فيد تزاج لبوق الف السمراللفازيقى عرقة غوداية بتع 
نماذج شعرية ونثرية لما أنتجته بنات أفكاره. 

6- الشاعر: موسى كريزو (و: 1972م) من قصر القرارة أو ' إِقْرَارن": وهو 
ملحن وشاعر بارع» أنتج عدة إصدارات إنشادية منها: "تازيري' (القمر) 
'تكيرضا" (الرسالة)...إلخ. 

7- الشاعر: عُمر بن سليمان بُوسعدة (و: 1976م) من قصر غرداية أو 
'تَاْردَايت": وهو ملحن بارع ومنشد كبيرء -وهو عين بحثنا الآن؛ وستتم ترجمته 
بشكل مفصل؛ بعد حين- 

كما لا ننس أن شير إلى أبرز النقاد والدارسين والباحثين الذين يُفيدون الشعراء 
-الذين سبق ذكرهم- بأصول اللغة المزابية وقواعدها وموسيقاها وإيقاعها 
ويُزودونهم بمستجداتها على المستوى النحوي والصرفي والأدبي؛ كالباحث: الحاج 


539 


عبد الرحمن بن عيسى حواش (و:1928م- ت: 2017م)»: والباحث: ابراهيم عبد 
السلام (و: 1954م)»: والباحث: نوح مفنون أحمد (و: 1947م) 2). 
ثانيا: التعريف بالأديب عُمر بن سليمان بوسعدة(2)13: 

1- المولد والنشأة والتعلم: 

ولد عمر بن سليمان بوسعدة في 30 ديسمبر1976 بمدينة غرداية» ونشأ في 
قصرها العتيق داخل أسرة محافظة ملتزمة بعادات المنطقة وتقاليدها. 

وعند بلوغه السادسة من عمره انخرط في الحياة التعليمية تلميذا؛ وكانت 
مراحلها المتسارعة زمنيا بهذا الشكل: 

* التعليم الابتدائي الرسمي: مدرسة العقيد لطفي- غرداية (1982م-1988م) 

* التعليم القرآني الحر: مدرسة الإصلاح (حواشة) غرداية. (1982م-1993م) 

* التعليم المتوسط: متوسطة الإمام عبد الرحمن بن رستم- غرداية (21988- 
1 ) 

* التعليم الثانوي: ثانوية محمد الأخضر الفيلالي- غرداية. (1991م-1994م) 

* التعليم الجامعي: جامعة التكوين المتواصل ©تالا بغرداية (1994م- 
7م)؛ حيث تحصل على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية؛ فرع قانون 
الأعمال. 

وبعد أن أكمل حياته التعليمية» وأخذ منها حظا وافرا من القيم واللغة والعلم هيأ 
نفسه للدخول في القفص الذهبيء بُغية تحصين نفسه» وعمارة أرض الله بالذرية 
الطيبة؛ فكان له ذلك في صيف 1997م؛ حيث مر على زواجه -إلى اليوم- واحد 
وعشرون سنة» وله من الأبناء ما تقر به عين الودودء نسأل الله أن يبارك له في 
عائلته وأولاده. 

وقد بدأ حياته العملية سنة 2000م: وانخرط في شركة خاصة بغرداية؛ ولا 
زال فيها إلى يوم الناس هذا (2018م) ناشطا ومواظبا؛ وموازاة مع عمله الحرفي 
مدن اتشوه يعدن : اننا غزالت انكر وكير التنامكة المكاوسفة لكو يدن :الدات تحفيتة 
الإصلاح للإناث في غرداية مادة الأدب المزابي» ومختلف فنونه وأغراضه؛. كما 


60 





عمل في الوقت ذاته على تنشيط المسيرة الثقافية والاجتماعية والفنية بوادي مزاب 
بشكل عام» وعشيرته "آت باحمد بشكل خاص". 

2-الإبداع والحركة الأدبية: 

بدأت الحركة الأدبية تظهر في الأفق عند عمر بوسعدة مطلع التسعينات؛ فعَذا 
شاعرا بارعا باللغة العربية الفصحى والدارجة العامية والمزابية المحلية؛ لكنً 
نبوغه وتمكنه وتمرسه ظهر في اللغة المزابية بشكل أكبر؛ حيث أصبح علَما 
مشهورا ومتألقا فيها نهاية التسعينات (1999م) مع ظهور أولى إصداراته السّمعية 
الإنشادية؛ ومن العوامل التي جعلت بوسعدة يتألق في الأدب الأمازيغي ما يلي: 

-الإيمان برسالة القرآن الكريم التي تعطي القيمة للتعبير بلسان الحال والمقال 
وهذا استنادا لقوله تعالى: «إوما أَرَسلْنَا مِنْ رول إِنَا بِسان قَومِه144. 

- استغلال المجالس العائلية التي مكنته من ب الأدب الذي - مهما اختلفت 
لهجاته وتعددت لغاته- فإنَ رسالته؛ ستبقى واحدة. 

- التأثر بشخصية الخال (من عائلة كربوش بقصر غرداية) الذي كان يقصُ 
على 'عُمَر" وأقرانه قصصا من التراث المحلي. وبشخصية الأخ حمو بوسعدة الذي 
يُعتبر أستاذا للغة العربية وآدابها في المرحلة المتوسطة؛ وشاعرا مفلقاء ولغويا 
متذوقا. 

- استغلال العطل والمناسبات لإقامة رحلات وخرجات أدبية وعلميّة لصقل 
الذائقة الفنية» واكتشاف الموهبة الأدبية واللغوية. 

- التردّد على الحلقات الأدبية والفكرية والثقافية للأستاذ المتألق في الأدب 
المزابي: ح عبد الرحمن بن عيسى حوّاش رحمه الله (و:1924م- ت: 2017م). 

- المشاركة في مختلف المناسبات الثقافية والتعليمية والاجتماعية (أعراس 
حفلات خاصة, حفلات مدرسية...إلخ). 

- الحضور في الدورات التكوينية في المجال الفني الغنائي؛ ومن تلك النتائج 
حصوله على دبلوم في علم المقامات من مؤسسة 'راست ميديا" بسلطنة عمان 
(2009م). 


61 





- الاهتمام بالندوات والمحاضرات التي تهتم بالتراث الفني» واللسان المزابي 
واللغة الأمازيغية. 

- استغلال الوسائط الإعلامية للإبداع الفني؛ من: تسجيل وتصوير و...إلخ. 

3-3- الإصدارات والإنتاجات: 

وكان من نتاج ذلك الإبداع المتواصلء والحركة الألبية المعطاءة:؛ والسيرة 
الذاتية الحافلة اكيت من وجود إصدارات وإبداعات تتوؤراخ للأديب عمر 
تؤسةة إيااعةء أنه رركو فزي كل زميالة القن الكادقه الذي وى إلى انبتك 
بالمخزون التراثي والاجتماعي للمنطقة؛ وبهذه الطريقة أصبح أدبه- بشكل عام 
وشعره بشكل خاص- منتشرا في الأوساط الاجتماعية؛ يحفظه الصغار والكبار 
ويرددونه في مختلف المحافل والمناسبات. ومن تلك الإصدارات نذكر: 

- كتاب "أحوف ن وغلان" (2005م) يحوي قصائده وقصائد تراثية» وأخرى 
لشعراء مزابيين. 

- تسجيلات صوتية ومرئية في شكل أشرطة وأقراص مضغوطة لشي عره 
ولشيعر غيره؛ بشكل ملحن مُعْنى بصوته الرخيم؛ وتلك الإصدارات هي: تراجت 
ف وغلان" (خُلّم عن مزاب)- "تيديؤت" (الحقيقة)- 'تتقاس" (قصص)- 'الأون" 
(مسامرة عائلية)- 'وسّان ن وتلآع" (أيام الأفراح)» 'إِزّمُوآّن" (علامات)» 'تِرت" 
(رسالة)» وآخرها الذي صدر سنة 2014م هو: 'إهليلن" (تسبيحات)؛ ؛ وتم عرشة 
في التلفزة الوطنية الجزائرية (القناة الرابعة الناطقة بالأمازيغية اتمازيغت يغت"). 

ب أنتج هذه أو ييز قانت بر الاسة العزنية الجر لكف مقي تخا تاليقت :امات 
'تيديوات أَتَوات" (الحقيقة أيها الإخوة)- 'ثَالُويتَ أَعْرَآم" (الشفاء في العِلم)-'أُمَرٌثييذو 
نُ كاز" (وقف الفلح)...إلخ. 

- كتب في أغلب الأغراض اللغوية والموضوعات الأدبية باللغة المزابية؛ منها 
'تاسونايّت" (المسرحية)» "إنزان" (الأمثال)» 'تاسيوايت" (قصائد ثيعرية)» "إيوالن" 
(مقالات)» 'تنفاس" (قصص)...إلخ. 


62 


- أنتج عدة قصائد وأوبرتات لعدد معتبر من المجموعات الصوتية والفنية 
ولحّن ما أنتجه لهم. 

- لديه قصائد تراثية واجتماعية وقصص تربوية هادفة؛ ما زالت مخطوطة 
تننظر الطب (ق. 
كالكاة مطنامين الخد ومو هو ساف فتن الشيت عن ةميما يومتك 2 

تنوعت مواضيع الشعر المزابي؛ وتباينت بين مضامين متنوعة منها: المحافظة 
على التراث المحلي» والتغني بالأمجاد بغية الاقتداء بهم» والتنبيه إلى خطر العولمة 
الذي يسعى إلى تذويب الخصوصيات؛ إضافة إلى موضوعات طبيعية واجتماعية 
ودينية وثقافية وفكرية؛ ولعل أبرزها هو خدمة اللغة المزابية» والمحافقظة على 
الأدب الأمازيغي من خلال مضامينه وأغراضه. والموضوعات البارزة في ثيعر 
عمر بوسعدة تتجلى فيما يلي: 

4- الشعر الدينى 

وقد أخذ مساحة جيدة في مُدَوَّنة بوسعدة؛ من خلال التذكير بذات الله عز وجل 
وصفاتهء والدعوة إلى الابتهال إليه واستغفاره؛ يقول الشاعر عُمر بن سليمان 


بُوسعدة: 
سج يوق نغ تاقهةدة رازن 

ترتل ذف وس رتغ قو إغزريزن 
سبح ت[انذفهذمّاش قَلاًاصَابَت 

طوس آفذوِ سس س ت#تيدرين 
سبح توزانذفهفذنم اش نشت تقرائ 

يش قت اولي تي هوهتيقٍتوين 


63 


سَ تق ويتس ديملورس معنن س تلسرن 
/لخححن اسوتعر #اتححتتث امتجحائن واللمححان 
لاتستتجع رلته قستنة مسحتكانش :لان حر 
6 8ه 2 مع ص عه 
أوتن غل وداي الين اغغكسل جن وان 
يلدي تر احجة جب تسكن لست تحصو 
هن تححدة اعتصل تمصتة الستخصيت إغر ححا 
سبح تازنذ فقهذمَاش لإأئنت تززنايين 
تشنت تينِي دلغوين سس به تتتغ أغغفلن157) 
ففي هذه الأبيات يدعو الشاعر إلى الاكثار من التسبيح والصلاة على الرسول 
صلى الله عليه وسلم بمقدار عدد السنابل التي تملأ الحقول» وبمقدار عدد النجوم في 
السماوات» وبمقدار عدد أوراق الأشجارء وبمقدار كمية الملح في البحارء وبمقدار 
ضخامة الجبال في تجذرها بالأرضء وتناطحها بالسماء. وبمقدار اتساع الأراضين 
والسماواتء وبمقدار الثمار التي تحملها عراجين النخيل؛ ففي القصيدة نزعة تألمية 
مخلوقاته؛ وهذا التأمل لابد أن يُقَابَلُ بالتسبيح وذكر عظمة الله عز وجل والصلاة 
على نبيه الذي أمرَ بذلك؛ ونلمس في القصيدة ظاهرة التكرار بشكل لافت في 
عبارة (سْبّحْ تزالذ قذ مَانش) أي: (سبّح وصل بكثرة)؛ حيث بلغ عدد تكرارها: سبع 
وو انكة وهانة اكفان المدة سهة لوسوة. خيعة سداو اكاتو أرإسنين قل عل ةدح 
الله وصنعه؛ صينع الله الذي أتقن كل شيء. 
وقد تعالقت مفاهيم كثيرة في القصيدة مع نصوص معتبرة من القرآن الكريم 


3 


نذكر منها قوله تعالى: لكَمثّل حبّة أنبَقت مَبْع ستابل فِي كل مندبلّة مِأنَهُ حَبّة)174) 


64 


وقوله تعالى: «وَالسسّمَاءَ بتينَاهَا بِأَيْدٍ ونا لَمُوسِعُونَ والأرض قرش تاها فَنِعْمَ 
المَاهِدُونَ174) وقوله تعالى: «وَعِندَهُ مَقَاتِمْ العيْب لَا يَعلَمُّهَا إِلَا هْوَ ويَعلَمُ ما فِي البَر 
وَالبَحرٍ وما تسنقط من ورقة إِنَا يَعلَمُهَا ولا حبّةِ في ظَلمَات الأرْضٍ ونا رطب ونا 
يَابس إن في كتاب مبين» ”1 وقوله تعالى: وَهُوَ الذي جَعل لَكُم النجوم لتهتذوا بها 
في طلمات لد ( ادن قا فصلنا الات لقوم يعلَمُونَ وَهُوَ الذي أَنشأكُمْ من نفس 
وَاحِدةٍ فسَنتق وَسُنتَودغ قذ قصلنا البَات لقم يَفقهُون وَهوَ الذي أنزل من السّمَاء 
النخل من طَلْعِهَا قِنوان دانيَةُ وجنات من تاب وَالزَيثون وَالرْمَانَ مُشتَبهًا وَغْيِرَ 
مشاه انوا إِلَى مسرم إذَا أن ويدعِه إن فِي ذَلكُم لات لقم يُوْمفُون0074) وآيات 
قرآنية أخرى كثيرة تدلنا على أن اللسان المزابي حمل تيوط ا هري قرآنيا تجدنّد 
ف اللعة الشعوية اشاس عدي بو شد ةانقل 

وفي قصيدة أخرى يبتهل الشاعر عُمر بن سليمان بُوسعدة إلى الله تعالى بأسمائه 
الحستى» ويذكرها بأسمائها باللغة المزابية؛ فيقول: 
الله تلان لحري حجن الله ييق ذ يبب تنغ 
بلأسَّاججمئٌَغ يبي أسننيتز س خف نغ 
امس و ةن يذ مئقرن 
او تت أذ لتتسحصححنة] ١‏ لصتت ا 
و جحو اتناف سشتححش تتتحححزراق 
َلأيَلاًدْ ابن شتا ضَلاًيَلاًد ابن ثورتا 
املاتجحا وف مورت ةر 
دمزوؤازن م زوان ومتحتدزنار” ةاتحتكدت" 


6 26 3 21 
دَرملين زمتين دمتقرن ن مُق رانئن217) 


65 


0 هذه الأسماء المزابية باللغة العربية هي: و نغ: : الوهّاب» إيق: الواحد 
باب تغ: الوليء أُجِلَيدْ ن جِلْدَان: ملك الملوك» دَجِلِيد أُمُفْرَآن: المالك» المليك» أَنَجَام: 
القادرء آرََام: الفتّاح» أمقداة: الهادي؛ أَصَنان: الخبيرء أَمَناي: العليء أسَمَلقاي: 
الخالق» البازئ: أتثلائة: السشميع: أمَلذئ: الرتهمن» تومن العليم؛ أمتضتفاض: 
اللرات استطار:ة' الخلنون: الرو وت 3ن" التعحون» ند : اله تايان اتحدا: 
العزيزء المجيد» بَابْ ن نا القوي» أمَصّاروف: الغفارء أمُصُورف: العفو 
الغفورء أَصَدنَمر: الشكورء أُمُومّر: الحي» أمزوارن ن مَزوار: الأول» أُمَزئدَار: 
المُعين» أَمَدْجَار: المتعال؛ أَزَمُتِي ن رَمَنِين: الحكيم» أمَقران ن مُقرائن: العظيم. 

ونلمس في هذه القصيدة البُعد الروحي والتناص القرآني الذي أحالنا على أسماء 
الله الحسنى الواردة في قوله عز وجل: هو اللَهُ الذي نَا لَه إلا هُوَ عَالمٌ الْعَِب 
والشهّادةٍ هوَ الرَحْمَن الرّحيم هو اللّهُ الذي نا إِلَهَ إِنَا هو الْملِكُ الفدُوس السَلَامُ المُؤمن 
اْمميْسْ العزين الجبار المكبْرُ منئحَانَ اللّهِ عمّا يُشركون هُو اللّهُ الخالق الْمارِئ 
المُصورٌ لَه الْأسْمَاءُ الْحُسَى يُسَبْحْ لَهُ مَا فِي السّمّوات والأرض وَهُو الْعَزيز 
الحكيم22(4) 

5- الشعر الاجتماعي: 

وموضوعاته متعددة جدا؛ نظرا لطبيعة المجتمع المزابي المهيكل بطريقة 
هرمية؛ يُشكل المجتمع فيه الدّور الفعّال بالنسبة لحياة الفرد والأسرةء» ومن تلك 
الموضوعات نجد: 

أ- الإحسان إلى الوالدين: 

يقول عمر بوسعدة إلى أبيه وأمه بلسان الشاعر الحكيم: 

أبكتسينا تايصبيتا أولتسك ٠-٠‏ اباجيا تيح أولبتة 
متعبييلا التعصرارته ييا ٠‏ متسصيلا الامتيني ييا 
أنهان أمتش أوسًان إزوان 2 تطفبي فوسبِينا مَمَزان 


ع ليه ل هع 2 فاه 00 3 مع ن0.ه(23 
أون درغ ينبي تدجيم ١‏ شتويم ديجي تِلِيم أوران(23) 


66 





يعترف الشاعر في هذه الأبيات بفضل والديه: أمه وأبيه اللذين سعيا في تربيته 
منذ نعومة أظفاره؛ ويعود بنا عَيْر هذه الأبيات الشعرية إلى الماضي؛ مسترجعا 
ذكرياته الطفولية؛ حين كانت أمه تناغيه لينام» وأبوه يقص عليه حكايات الأمل 
ويَعِدْ الشاعر والديه بالإحسان إليهما ورد أفضالهما والدعاء لهما عن ظهر الغيب 
لأنهما سيبقيان - حتمًا - محبوبين مستقرين في سويداء قلبه. 

ب- فرحة العرس: 

يخاطب الشاعر عمر بوسعدة العريس المتوَّج بقوله: 
آت غرلنم يوون ذفن يمشن ينوَلْذةَسْلي 
وتران متشي للآن بشن أتفزْاماإقتش أخولي 
قع إمدونشاتش أوسِيند 0 آش أحواف إيويذإزلي 
رسن أجبي ل أشتاجين ‏ إجُ ور أمعاسن تش لي04 

يُذكر الشاعر العريس المُتوّج بالفرحة التي تعمٌ أهل بينه؛ إذ ارتقى - في 
غرميه- إلى مصاف الرجال» وأصبح زوجا لديه الاعتبار والقيمة الفردية 
والاجتماعية؛ ويعدّدُ له الأشخاص والهيئات التي كانت سببا في نجاح غُرسِه 
كحلقة العزابة التي أشرفت على افتتاح الْغرس وقامت بتلبيسه لباس الرُُجولة 
والذين» وهيئة الوزراء التي قامت بشؤون العْرسء والمجموعة الصوتنية التي 
أتحفت الحفل» وشنفت الآذان بألحانها الندية» والزملاء والأصدقاء الذين تركوا 
أشغالهم وأعمالهم وجاؤوا ملبين الدعوة؛ إذا فعلّى العريس أن يرد لهم الجميل 
ويقف معهم -هم كذلك- في مناسباتهم وأفراحهم وأقراحهم. وينخرط في الهيئات 
الاجتماعية التي تحافظ على كيان المجتمع المحلي» وتصونه من الزوال. 

ت- ازدياد المولود: 

نظمّ الشاعر عمر بوسعدة شعرا تتغنى به الناس عند ازدياد المولود» وقد جعله 
من مقطغيق منا يقال للذكن: المولؤد»:ورما يقال لااتكن: المولودة» 'وستدكر .هنا مقطا 


واحدا من شعره: 


67 


أو ترييذ غرتغ تفروت2 دمَكروس يُوستذداس وَوْجَام 
مي زعلك ريزو لْوَعَرَام ‏ أل ةي رانزتام 
يوي أدريم س وَحَْدامٌ س ‏ وخراص دوبتشي دُويْراآم 
تويزا أييِزدر أيتعماسن دمَزوان مِي دتودج أحْبَاس 
سْ غِينس أنيفدا تفوساسن>- الأ تزداينت تغْأغرس237 

نلمس في هذه الأبيات النزعة التفاؤلية لما سيكون عليه هذا المولود الذُكر في 
كيْرَه؛ فحمله للسلاع؛ دلالة على الذفاع. عن الوظن؛ وحمايكة من الأعذاء 
والاستشراف لدخوله الحياة التربوية التعليمية؛ فيتخرج عالما متعلماء ثم يواصل 
دربه في الحياة العملية؛ فيكون عَمَّالاً ناشطا يحرر أجرته من عرق جبينه؛ وفي 
الوقت ذاته يقف مع مجتمعه في قضاء مصالحه ونفعه بما يعرف من هوايات 
تخدمه كخدمة النخيل أو التعاون على ذبح الأضاحي في العيد أو المناسبات 
الاجتماعية؛ كالأعراس والمآتم...إلخ. 

6- الشعر المناسباتي: 

وهو الذي نظمه في مناسبات عابرة كالعيد ورمضان وغيرها من المحطات 
والمواقف التاريخية والاجتماعية والدينية التي تترك أثرا في حياة الإنسان. 

شيك مر موامة كدوم وماق قافا 
س جا لزن إِندَد يُورْن رمَضان تلقن بدن أرعغولنا أقران 
جوج دناس أويتدحف: إرلون مترن يوش شَ تاس أوران667 

فشهر رمضان مناسبة؛ لأن يفرح الناس بقدومه صغيرا وكبيراء حيث 
يحضّرون أنفسهم لصيامه وقيامه» ويدعون الله عز وجل أن يتقبله منهم. 

وفي قصيدة 'تقاستكا" يصف الشاعر العيد بقوله: 
أتقع أتتشع أتسنف ووتتش6)- زئون زئون أسُوةد ليذ 


تحندذ يوش إِلان يَسَوُضّاتش تَهَلاَدِيمَا إخور أبريد 


68 


وي توغ يورا يوس إريوندتريون جرون 
واسبي يتنتوع يَجْل يدولذ ‏ أئوش سمل أولاون27) 

فالشناكن فى فاه الأنيات :يضيق "العيد على 'الددتائية للفورع والسروو و إشبناة 
الأشعار والابتهالات للتعبير عن الفرحة والانشراح؛ حيث يجتمع الأهل والأحباب 
ويتناسون الهموم والأتعاب» ويأتي المسافرون من أسفارهم ليجتمعوا مع أهاليهم 
ووالديهم وأحبائهم في كنف من التزاور والتراحم وصفاء القلدوب من أدرانها 
وأضغانها وأحقادها؛ وتلك هي نعمة العيد الربانية. 

7-الشعر الطبيعي: 

وهو وصف للطبيعة الخلابة بوادي مزاب؛ وذكرٌ لعناصرها الحيوية التي تستمد 
الخضازة :متها أضاركها )هذه الناضير “شنط .في الكو النقة التيل» لماج 
النخلة...إلخ 

يقول بوسعدة واصفا الطبيعة الجميلة: 


سكا أخننا أتجيكت إكوطناتن. كدر اتجديز خلا جار تنكاباغر: 
إكسسكس بوشن دُحباس إفاض .يهاه زر آش أَجتاض 
أروَانت تِجمّ تلت تِزدايين أولينتده تِيرسِينَ سدرنت إزُوران 
دبكرازن س لعايدي د زلوان دلوم زمكن تعَمّان ف وَغلان/28) 

يذكر الشاعر - في هذه الأبيات- تساقط الغيث الذي ينتج سيول الرحمة 
فتنتشي الطيور في السماءء وتتراقص الضفادع في السواقيء وتمتلاً الوديان بالمياه 
وتنتعش الغابات والبساتين» وتتنسم روح الحياة بعد جفاف وحرمان طالهاء وترتوي 
الآبار وتندى» وتبتهج النخيل والأشجارء ويفرح الفلاحون فيخرجون فرحين 
مسرورين مرددين الأهازيج والأناشيد التراثية. 

وفي السياق ذاته يعبّر الشاعر في عين الماء الذي هو أصل الحياة الطبيعية 
فيقول: 


69 


موقلاًتيزي:تواغيهت ترخس أتبيييت9© 
يقر الشاعر هنا بأهمية القطرة التي بسببها يستشرف الناس الأملء ويتحلون 
بالتفاؤل للنجاة من الجفاف والموتء وكذلك يخافون منها إن هي زادت عن حدها 
حيث تكسرالسدء وتفيض عليهم السيول المغرقة وتهلكهم وتأتي على الأخضر 
واليابس؛ فالمناظر الطبيعية مؤنسة ومخيفة للإنسان في آن واحد. 
8- الشعر الوطني: 
عد القرامو .عقة بالققياء إل ريده يز حيف :و السك إن الوك هله وعم تايرق 
الأعداء الذين يتربصون به الشر كل وقت وحين. 
يقول بوسعدة في قصيدة يفتخر بوطنه: 
دذزج زر أتشنين دزوران أسَجتغ ثولي أغل جنوان 
إبنتمرانغ ديُوش أمَقران مانا تزويض يَلاً أُوقَعْرسَان 
نوشاس إتَمُورتو إقفن نشْمرْ تفلام س حويفن 
مقا أكلئبين أَغعَافن أول وفين دجتغ إزَفن60 
في هذه الأبيات يفتخر الشاعر بالانتماء إلى وطنه الجزائرء وهذا الانتماء مشفعٌ 
بالإنجازات الميدانية والبطولات التاريخية؛ فقد ضحى الإنسان الجزائري بدمه 
وجسده بغية تحرير أرضهء وصيانة عرضه. وبذل مجهوده لأن يعمر بلده بالعمل 
والتتضحية والابتعاد عن الإرهاب الأعمى الذي أغرق البلاد والعباد في دوامة من 
الدماء» وذهب الناس ضحايا دفاعا عن وطنهم الحبيب "الجزائر'. 
وفي إطار الحديث عن النخوة الوطنية؛ يقول بوسعدة في قصيدة أخرى: 
آش قفن أدث شتسعر مل تجمر توشصسيت ن متستديل 
طمورت٠تغ‏ أتققر أسنستر أينُو و أجمييل 
تنك تجتن وان أقتدج لحيل 
دسّات أوششاض دوارّن أون دجي آسبِيل!!0) 


00 


يتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن ضرورة التعاون والتضامن بين أبناء 
الوطن الواحدء لرفع رايته عاليا بالإنجازات والأعمال؛ فضلا عن الدفاع عنه 
والرة سوق عدا كد بار اننيد :لذ هدام المناكر وق دالو طن :د اوور في أجاف ملك وريه 
كالأسود الضارية؛ بغية حماية الوطن وفاء له وردًا للجميل. 

9-الشعر السياسي: 

وقد استغمله الشاغر ليُصمّح بعض المسارات السياسية والاجتماعية التي 
انحرف فيها بعض الناس من أبناء الوطن» وجرتهم فوضى السياسة إلى ما لا تحمد 
قا 

يقول بوسعدة:وأصفا الواقع'السياسي المعيش؛ 
مَنَاغا تزويض أتآافذ أبئوز إتوسَان 

سِ د د ينه م 


داه ديه 


'عأعواج ١‏ 3اذلا" انه حكلن لأآش أوج ان 


س تقمَازنت اتزقان! يخضرن غفقتغ إعقانا' 


أول ذخيينن أولاً'اق#ستما إيوب ذا 
لاني رارن» ولايتِبيي ف رجن أزغغالر 
أوكان أدنتتشي زر 'مُفدي' ديسّتن أوبَبار 82 


يستنكر الشاعر بعض الممارسات الشعبية التي حطت من قيمة الفرد الجزائري 
ومنها إسقاط هِبّة العلم الوطني» وخاصة في الملاعب والمنتديات الرياضية؛ حيث 
أسمحف لبتتعول العلم لأغراض سياسية دنيئة؛ إضافة إلى تنكر هذا ا 
وعاداته وتقاليده» والجري وروا الحذانة القوينة نكر اللقيم الجزائرية»؛ وتناسيا 
للتاريخ والأمجاد والبطولات أمثال مفدي ومن معه من الرعيل الأول من الأبطال 


7/1 


الغطاريف الذين حملوا راية الجزائر عاليا سياسيا وثوريا وفكريا وثقافيا وأدبيا 
ولو استيقظ هؤلاء من أرماسهم؛ لبقوا حائرين مندهشين أمام الجيل الحالي الذي 
ينسى تاريخه وقِيّمِه وأخلاقه. 
وفي قصيدة أخرى يقول بوسعدة: 
ولآن اندئا أدذج تكلئونت ق ككض 
غرس بدت غدِس ل دوالن ذو متخض 


3 
أ 2 
9 


ا 7 أَغَنِيةَ [١‏ 1 5 ند ضْ 

أولا ب 5 ند إية او أ يم إتقنا 00 
أسني بسن غقس أسَ بْهانسَ إزوارن 

قاس دا وخدي أميتاس إخضارن 
ف تغوستشدتسن تقيبستن غغرس أأغغفارن 


أشثي قفر أأفت أو قترقيَنْ يُرن63 


في هذه القصيدة حديث عن المنفعة التي أصبحت سلوك الناس في اختيار 
مسؤوليهم ومرؤوسيهم ومنتخبيهم؛ فباتت القاعدة السياسية القائلة: "لا توجد صداقة 
دائمة ولا عداوة دائمة؛ بل هناك مصالح مشتركة"4 هي السائدة في الاختيار 
عوسى الكفادة "و القاهة وال !فكة و العمل ايدان إققدافة لج "ذلك كلد تكن انان 
لهؤلاء المسؤولين بعد قضاء مصالحهمء ونسيانهم بعد تقاعدهم واعتزالهم الساحة 
النوابطة: 

0- أدب | لطفل: 

نكل الشافل. نفس فق سلرمان توفةة هذه اكرناكة على التطا: العلول نب تفكدا 
ألفائل المناغاة التي ينتعملها الوالدان.مع الأطفال: وقد وظف هذا الس رضن 
اجتماعي؛ وهو احترام طبقات المجتمع وتقديم أدب لكل طبقة على حسب مستواها 


712 


الفكري والثقافي بمن فيهم الأطفال؛ وغرض تربوي وهو تعليم الأخلاق الإسلامية 
الفاضلة» والمحافظة على الأعراف المحلية والعادات والتقاليد المزابية؛ حتى ينشأ 
الطفل متمرّسا معتادا عليها. 

يقول عمر بوسعدة في قصيدة 'حن بَاسا" أي: (مُدَ يدتك): 


2 


يواحِي وش باستتش أيَارارَاحَن باسائش شتثيي 


/. م 0 وه 2 9 ا 2 4 مع باه 
أوننِي دلو وتوهملعكلا ماثشيوشو ممي أجاس أولان 
رونت وني خسو كان > “تج توش يكزي كلحم 
:. 53 6 20 4 ا 061 م 
أونِِي داب بلي دبببالي))2 إيثِي معلِي أوتبُوغ س لغلِيل635 
ومعنى هذه الأبيات هي نصائح تربوية للطفل الصغير ودلالاتها التالية هي: مد 
إليّ يدك أخي الحبيب لنلعب سوياء إذا أكلت الخبز لا تأكله في الشارعء؛ وعندما يَمَدُ 
إليك أحدُ شيئا خذه بأدب واحترام» واشرب الماء جالسا وسم باسم الله. واشرب 
بيدك اليمنى؛ وحين تأكل التمر انزع نواتهاء واعطها للمعزاة لتعطينا حلييا حلوا 
خالصا سائغا للشاربين» وعندما تلبس لباسك لا توس خه ولا تلطخه بالقاذورات 
فسنذهب غدا إلى البستان أو الغابة» كما يعلّم الشاعرُ الطفل في هذه القصيدة 
مُسَميّات الأشياء؛ التي يعرٌفه بها ويذكرها بألفاظ الطفولة والمناغاة؛ حتى يدركها 
الصغير ويفهمها حسب مداركه العقلية والفكرية؛ ومثل هذه المُسَمَّيَات: البيض 
التمرء الخبزء المكسرات...إلخ» ويختم الشاعر أبياته بتوجيه الولد إلى الطاعة 
واتباع أوامر والديه؛ لكي لا يعاقب» وهذا الخطاب له مدلول قرآني مبني على 
ثنائيتي: الترغيب والترهيب» وهما أسلوبان تربويان ناجحان على جميع الأصعدة 
وبالجملة يمكن القول: إِنّ هذه النصائح تحيلنا على التنتشئة الفاضلة و الأخلاق 
الإسلامية التي يتعلمها الولد منذ نعومة أظفاره بلغة سهلة بسيطة. 


73 


يقول بوسعدة في قصيدة بعنوان: " رارًا مَمّي ا أي (نم بني): 


رروروؤدرزدتكتس يي رارًا 
ررابكلل وي رارًا 
مبرسّتفغفتزيري 
أمتتحهيزرك اشححطياوي 
أمتححمحدعرازاك امسححكصتازي 
سس يُوشٌ 6 ا َ . 


احم التححجوق 


اخكك اكلك ‏ الك 
تسو انان تدان 


سه هاج مهاه 


ومعاني هذه الأبيات تكمن في مرافقة الأبناء ومتابعتهم في جَرٌّ من الصحبة 
العائلية والحُبّ الوجداني للابن أو البنت» وأخذهما سويا إلى غرفة النوم» والتربيت 
على ظهريهما ليناماء وقصً الحكايات الجميلة التي تعطيهما الأحلام الهادئة 
المستشرفة لمستقبل واعد وأمل مرتقب؛ إضافة إلى ذلك؛ تعليمهما أذكار النوم بلغة 
بسيطة يفهمونها؛ فيقولوا لهما: ننام بإذن الله» ونستيقظ بمشيئة الله؛ الله ربنا هو 
المعطيء وهو المعين» وإليه المرجع والمصيرء وهو الذي سينصرنا ويهدينا إلى 


نارفا 


بَعْدَ تقصينا لشعر عمر بوسعدة؛ وتتبع قصائده بالدراسة والتمحيص والنقد 
توصلنا إلى د بعض الخصائص التي تميّز شعره؛ والتي هي كالتالي: 
- توظيف الصورة البلاغية ١‏ لمعبّرّة عن الموقف الشعوري. 


14 


جزالة العبارة وقوة توظيف الكلمات في مكانها. 

سهولة العبارات في بعض القصائد بُغية تعلم اللغة الأمازيغية على الوجه 
المزابي. 

استعمال الرّمز والتراث» وحتى الأساطير والمعتقدات القديمة في بعض 
المراشيع الشدوية: 

الألترام.. “#المؤسيقق. الشعزية" الخاضة' «بالأدت: ' المزائي (الوزن:. التاسه[ 
العاشر...إلخ). 

التكرار لأغراض فنية وبلاغية. 

توظيف الحكي والقص في أغلب الموضوعات الشعرية؛ من أجل التشويق» 
وأخذ العبرة؛ فضلا عن ربظ فكرة القضة بالمحتؤى الشعري الجديد. 

التناص بمختلف أنواعه؛ وخاصة التناص التاريخي؛ لأنّ الشاعر يقدّم رؤى 
فكرية وشعرية بناء على أُمُس تاريخية وسيّر وعادات محلية متجذرة في تاريخ 
المنطقة. 

اتباع القافية الأفقية والعمودية في النظم الشعري. 

اعتبار الأدب المحلي رسالة اجتماعية وفنية. 


715 


5 


خاتمه: 

يُعتبر عمر بوسعدة أديبا متميزا في الكتابة الأمازيغية بلغته المزابية الأم؛ ولقد 
قدّمّنا في بحثنا هذا أشكال التعبير عنده المتمثلة في الجانب الكتابي المطبوع 
والشفوي المخطوط الذي ينتظر الخروج إلى الظل؛ كما أن هناك شكلا ثالثا من 
الأدب المزابي؛ يَزخر به الشاعر بوسعدة عمر؛ وهو الأدب الرقمي التفاعلي37؛ 
الذي هو شكل من الأشكال المعاصرة؛ وقد استغل بوسعدة هذه الوسائط والتقنيات 
الرقمية والإعلامية المعاصرة لنشر رسالته الشعرية التي تحمل في مجملها القيم 
الأخلاقية والاجتماعية والثقافية والفكرية؛ فضلا على الحفاظ على اللغة المزابية من 
خلال ذلك الكم الهائل من القصائد والأشعار التي لم المشكووة #ازجقمةة عافلتة 
بالإنجازات الأدبية للمجتمع المزابي في إقليم الجنوب الجزائري؛ وهذا ما يُصطلح 
عليه ب: "التخطيط اللغوي" الذي يدرس علاقة اللغة بالمجتمع؛» ويربط بين عناصر 
التأثير والتأثر بينهما!8©. 


06 


1- اقتراحات وتوصيات: 

تثمين أمثال هذه الملتقيات الوطنية التي تحافظ على الموروث الثقافي واللنغفوي 
في الجزائر بشكل عام» وفي جنوبه بشكل خاص؛ حيث يُعدّ الكثير من الإبداع 
في شكل مخطوطات تنتظر التحقيق والطبع. 

تنظيم طبعة ثانية لملتقى الأدب الأمازيغي بالجنوب الجزائري؛ لبط لمحو 
أكثر على الميد هيو مخ ٠‏ الشدواع. و الكدانيه زاللعة الأماذوفة واكلاف الههاتها . 
تنظيم يوم إعلامي بشعراء الأمازيغية في الجنوب الجزائريء وتكريمهم 
باعتبارهم مبدعين أوّلاء ودافعين للحركة الإبداعية الجزائرية ثانيًا. 

تشجيع المبدعين الشعراء بطبع أدبهم؛ حيث يشكو الكثير منهم صعوبة الطباعة 
والنشر؛ فالعين بصيرة واليد قصيرة؛ ونقترح أن يتولى مخبر التراث التقافي 
واللغوي والأدبي بالجنوب الجزائري هذه المسؤولية بالتنسيق مع مديرية جامعة 
غرداية» بإشراف المجلس الأعلى للغة العربية والمحافظة السّامية للأمازيغية 
مثلما كان عليه هذا الملتقى. 

توجيه الطلبة والباحثين في مختلف مراحل التكوين (الليسانسء الماسترء 
الدكتوراه) إلى دراسة الأدب الأمازيغي بالبحث والتقصي والتنقيب والتمحيص 
والنقد...إلخ. 

مفضييطن كنيو جائقي 'للتكتفال: بمذاعية "يذ" والاشانة كك هده الغادات الشدي 
يشترك فيها شعراء الأمازيغ بالجنوب الجزائري. 


77 





هوامش الدراسة: 


(') سورة الرومء الآية: 22 

© سورة ابراهيمء الآية: 04. 

0 يُنظر عمر فرُوخ» تاريخ الأدب العربيء دار العلم للملايين» بيروت- لبنانء» ط 04, 21981 
ج01؛ ص: 42. 

“) توفيق الحكيم» فنُ الأدب» دار مصر للطباعة» مصرء د.ط » د.ت.ن»ص: 02. 

) وتنطق بهذا الشكل: (مْزّاب)» بناء على الكتابات القديمة العربية والأجنبية؛ مثلا: كتاب المؤلفة 
البلجيكية (قواشون» 60165017) قمع" ناه وصتصتلصطة؟ وؤذأنا واء أما كلمة (ميزاب) بمدّ 


) 


الياء؛ فهي مِن الأخطاء الشائعة. 

عن مُصاب؛ ينظر عبد الرحمن بن خلدون؛ كتاب العبر» دار الكتاب اللبناني» بيروت- لبنان» 
د.ط 1968م: ج: 06؛ ص: 122. 

7دلاحظظ في كتابات 1د الح بلغيد كتابة لفظلة "المازيغية" بدل "الأمازيعية؛ ولعل السبب ايرجع 
إلى أله يفستي "المازيعية إلى أضلها النني أحذت مه :وهو مازوع بن حاد» ومن تلك :الكثاينات 
والمؤلفات -على سبيل المثال لا الحصر- كتابه: المازيغية في خطر الصادر عن: مخبر 
الممارسات اللغوية في الجزائرء جامعة مولود معمريء تيزي وزُو- الجزائر»ء د.طء 2011. 

الأبُنظر عبد الرحمن الجيلالي» تاريخ الجزائر العام» شركة دار الأمة» الجزائرء د.طء 22009 
ج01 ص 65. 

(يُنظّر صالح بن ح عمر ترشينء رواية قلب ذهبي عند المرحومين أُمّي وأبي» مطبعة الآفاق» 
بني يزقن- غرداية» ط01: 2015م» ص: 72. 

') وهذا بناء على الإحصاء الذي قامت به المصالح الإدارية المعنية بولاية غرداية سنة 2008م. 

(1') أعلام الأدب المزابي كثيرون؛ ولكني اعتمدت الأشهر منهم» والأنشط -إلى حد الساعة- على 
المستوى الفكري والثقافي والأدبي والفني: (الإنشادي والغنائي). 

2 ينظر يوسف لعساكرء " تثوران ن تسكلا" (أنثولوجيا الأدب المزابي)» مديرية الثقافة لولاية 
غرداية» ط01» 2011م؛ ص: 17»: 20: 24. 

(7) وقد أنجزت ملصقا علميا (/00516) حول الشاعرء وَسَمْتّهُ ب: "الشاعر الأمازيغي عمر 
بونشكة اذا معز وم اضين )ةوه تعره في البوه. ادر مني # رابو" أعاك اتيز في اللعيه 
غرداية) بتاريخ الخميس: 2018/03/01م بكلية الآداب واللغات/جامعة غرداية؛ تحت إشراف 
أ|د يحي بن يحي رئيس فرقة اللغة والمجتمع التابعة لمخبر التراث الثقافي واللغوي والأدبي 
بالجنوب الجزائري. 


04 


7و ابراهيم» الآية: 04. 


(13) أخذت هذه السيرة الذاتية بكل تفاصيلها من الأديب عمر بوسعدة -مباشرة- في مقابلتين معه 
في بيته مؤرختين بتاريخ:الأربعاء 2018/01/24 و الأربعاء:2018/02/21 من الساعة 
0 إلى الساعة 02:00: وهي نقاط سجلتها على شكل رؤوس أقلام؛ ثم كتبت هذه السيرة 
بأسلوبي الخاص عند إعدادي لهذه الورقة البحثية. 

4') عمر بن سليمان بوسعدة» أُحُوّف ن وغلآن» المطبعة الجابرية» بنورة- غرداية؛ ط01: 

5ه/2005م: ص: 16. 

7) سورة البقرة» الآية: 261. 

(9!) سورة الذاريات» الآيات: 47: 48. 

9') سورة الأنعام» الآية: 59. 

60 سورة الأنعامء الآيات: 97, 98: 99. 

(2) عمر بن سليمان بوسعدة» قصيدة "إيثورن نُ يُوش"(أسماء الله)» نسخة مرقونة بتاريخ: 

7 تحصّلت عليها من الشاعر مباشرة بتاريخ: 2018/01/24 

2 سورة الحشرء الآيات: 222 23: 24. 


(0) عمر بن سليمان بوسعدةء مصدر سابق» ص: 25. 

© نفسه» ص: 32. 

25 نفسه؛ ص: 40. 

20 نفسهء ص: 21. 

7 نفسه» ص: 36. 

07 مويه هين 9 

09 هن ون متلزماق بوسعدة: قصضيدء 'تستيث (القطرة) :«سحة موقؤنة بتازيةة 2012/04/10 

00 عمر بن سليمان بوسعدة» قصيدة 'مَزرُوئْ يََارِي'(التاريخ يكتب)؛ نسخة مرقونة بتاريخ: 
05 ... 

(00) عمر بن سليمان بوسعدة» قصيدة 'تيتت ن ملام نَغ'(حقيقة إسلامنا)» نسخة مرقونة بتاريخ: 
0 

2 عمر بن سليمان بوسعدة» قصيدة " دمزوار' أورار"(الأوائل في اللعب)» نسخة مرقونة بتاريخ: 
8 ... 

(0) عمر بن سليمان بوسعدة» قصيدة ' تَكَلْمُونت تتَكض"(انقطعت القبعة)؛ نسخة مرقونة بتاريخ: 
16 


9 


04 وهي فكرة فلسفية أمريكية معروفة؛ وتُسمى بالنظرية الذرائعية النفعية؛ أو: "01200211500" 
09 عمر بن سليمان بوسعدة» مصدر سابق» ص: 25. 
00 عمر بن سليمان بوسعدةء مصدر سابق» ص: 90. 

07 يُقصد بالأدب الرقمي ذلك "الأدب السردي أو الشعري أو الدرامي الذي يستخدم الإعلاميات 
في الكتابة والإبداع؛ أي يستعين بالحاسوب أو الجهاز الإعلامي من أجل كتابة نص أو مؤلف 
إبداعي» ويعني هذا أن الأدب الرقمي هو الذي يستخدم الواسطة الإعلامية أو جهاز الحاسوب 
أو الكمبيوترء ويحول النص الأدبي إلى عوالم رقمية وآلية وحسابية" د. جميل حمداوي؛ الأدب 
الرقمي بين النظرية والتطبيق» نشر شبكة الألوكة (8.561كانا|3.الاللا/لا) ط01: 2016م: 
ص: 15 

69 ينظر صالح بلعيد المازيغية في خطرء مخبر الممارسات اللغوية في الجزائرء جامعة مولود 
معمريء تيزي وزو - الجزائرء د.طء 2011؛» ص: 271. 


50 


أشكال التعبير الشفهي عند قبائل إموهاغ 


د. رمضان حينوني 
المركز الجامعي لتامنغفست 
مولود فرتوني. (باحث ف التراث التارقي) 
002.0 6ع مططولماة! 

ملخص: 

تحاول هذه الورقة - في غياب المراجع المكتوبة - أن ترصد مجموعة من 
الأشكال التعبيرية التي تعكس عقلية وحياة الإنسان في مجتمع إموهاغ؛» وس نتوقف 
عند الشعر والحكاية والأسطورة والأمثال واللغز وما يرتبط بها من مناسبات 
وتظاهرات تشكل في مجملها صورة عن الحياة الثقافية لهذا المجتمع العريق. 

مقدمة: 

لا بد للباحث في مجال الأدب التارقي أن يلحظ اختزاله في بنعض المظاهر 
الفلكلورية» وبخاصة إذا تعلق الأمر بالشعر؛ الذي طالما ارتبط بآلتي (إمزاد) 
و(التندي) بحكم اعتماد هذين اللونين من الموسيقى الاحتفالية بمجموعة قصائد 
مغناة» غير أن الأدب بحكم كونه حقلا فنيا وثقافيا كبيرا لا بد أن ينال حقه من 
الاهتمام والبحث منفصلا عن تلك المظاهر الفلكلورية التي يبقى لها مجالها مصونا 
ومحترما. 

ومن المهم أن نذهب إلى الاعتقاد أيضا إلى أن الأدب في مجتمع إموهاغ ليس 
بالضرورة أن يصنف كله أدبا شعبياء فهو يعتمد لغة تحاول بفضل جه ود أبنائها 
لتكون منظمة مقعدة قادرة على أن تجسد أدبا رسميا. لكن الطريق إلى هذا الهدف 
ما زال طويلاء إذ يتعين الحصول على تشكيل أيقونات أدبية في مختلف الأشكال 
الأدبية كالشعر والقصة والرواية مثلا. هذه الأيقونات التي من شأنها أن تشكل 
الدعائم الأساسية لأدب هذا المجتمع؛ مثلما هو الحال في الآداب المعروفة الأخرى. 


51 


غير أن ما سبق ذكره مرهون في النهاية بإمكانية الانتقال من الشفوية الخالصة 
التي تحكم هذا الأدب وتميزه إلى مرحلة التدوين والترجمة. فالتدوين كفيل بإخراج 
النصوص الأدبية إلى مجال القراءة ومنه إلى مجال الدراسة البحث والتثمين» أما 
الترجمة فهي التي تتيح لهذا الأدب قدرا واسعا من الانتشار بين الشعوب الأخرى. 
ولقد لاحظنا أن كتابات الغربيين حول إموهاق في كل مناطق تواجدهم نقلنت لنا 
مجموعة لا يستهان بها من النصوص التي كان سيطالها النسيان لولا نقلهم لها 
غير أن جهودا محلية في هذا الاتجاه نراها أكثر نفعا وجدوى . 

والإشكال الذي تتمحور حوله هذه الورقة هو: ما هي أشكال التعبير الأدبية عند 
مجتمع إموهاق؟ وما هي أهم ميزاتها وخصائصها؟ وما مدى تعبيرها عن حياة 
الإنسان ضمن إطار بيثته. 

1- مجتمع إيموهاغ 

هناك أقوال كثيرة حول أصل كلمة (توارق) واسعة الانتشار؛ بعضهم قال إن 
الأصل ( التوارك ) بالكافء أي الذين تركوا دينا أو مذهبا ودخلوا دينا أو مذهبا 
آخرء وجاء في موسوعة ويكيبيديا أن " طوارق مفرده طارقيء أو تارقيء أو 
طارجيء نسبة إلى تارجاء والتي تعني الأرض الغنية بمنابع المياهه وهي منطقة 
واحات فزان التي كانت تحوي أكبر مخزون للمياه الجوفية في الصحراء الكبرى 
منذ أقدم الأزمان ولا تزال كذلك حتى اليوم.'/!) وهي في نظرنا معاني مقحمة 
خرافية لا علاقة لها بالصحة وأوردناها من باب إظهار النقيض ولكن ما قرأناه 
وسمعناه ممن نثق بهم من مشايخ وعقلاء مجتمع إيموهاغ أنهم لا يعرفون أنشسهم 
بهذا الاسمء إنما يعرفون باسم (إيموهاغ) الذي تتعدد معانيه من الرجال الشرفاء 
الأحرار) إلى الغرباء» أو النبلاء» أو الضائعين» أو المغلوبين على أمرهه©. 

ويبدو أن (توارق) هذه نسبة لتارقا وهو واد بليبياء وتارقا أيضا أهل الساقية 
وكيل تارقة أي أهل السواقيء وهناك قبيلة (أوتارقا) بكل من تمنغست وجانت 
وبدولة ليبيا الشقيقة(4)» ويوجد اسم واد تارقا بعدة مناطق بالجزائر كعين تموشنت 


52 


مثلا وتنقل الأسماء وأسماء الأودية من الشمال إلى الجنوب مع حفاظها على نفس 
الحروف الصائتة والصامتة وهذه المسألة بحاجة لأن يفرد لها بحث على حدة. 

وتختلف الكلمة في ذاتها بين ثلاثة تجمعات من حيث اللفظ؛ فهي إيموهاغ وهم 
توارق ليبيا والجزائرء إيموجاغ وهم توارق النيجرء وإيموشاغ وهم توارق مالي 
تماما كما اختلف اسم اللغة المستعملة عندهم من (تماهق) إلى (تماشق) إلى 
(تمازغ)؛ وهو أمر أشبه باختلاف اللهجات داخل اللغة الواحدة كما عند العرب 
القدامى حين تختلف الكلمة في الجيم والياء في كلمة (رجل) على سبيل المثال. 

2- شفوية الأدب التارقي: 

ما زال الأدب التارقي عند قبائل إموهاق يتداول على نطاق ما في أقصى 
الجنوب الجزائريء غير أنه لم يخرج إلى حد الآن عن نطاق الشفوية؛ فباس تثناء 
بعض الدراسات الحديثة الأوروبية والجزائرية التي تناولت أشكال التعبير عند هذه 
القبائل» فإنه لم تتح لهذا الميدان فرصة التدوين والنشر ليكون مرجعا ذا ثفة 
للدارسين الأكاديميين» سعيًا منهم إلى تعميق تحليل هذا التعبير ومعرفة اتجاهاته 
وفنونه وموضوعاته. 

والأدب التارقي يتشكل كغيره من الآداب في أشكال تعبيرية منوعة» فنجد السرد 
الشفهي وهو مجموع القصص الشعبية والخرافات والأساطير والخرافات الجبلية 
إضافة إلى الأدب النظمي خصوصا المتعلق بالأشعار والأمثال والحكم والألغاز 
والأحاجيء وعامة ايموهاغ يسمون مجموع الآداب والتقاليد الشعبية بمسمى (أقنا) 
والشعر عندهم يسمى (تساويت)» والشعر التارقي مبني على نظام الشطر.2 وهناك 
الأمثال الشعبية؛ ويقول حكماء ايموهاغ أن المثل هو نصف القصيدة (آنهي أغيل 
أن تساويت)؛ وذلك لأنه عادة ما يأتي منظوما وفق عبارات قصيرة. . 

وفي غياب جهود محلية جادة في جمع التراث الأدبي عند إيموهاق» فإن كل ما 
يعول عليه في التعرف إليه - خارج المتحدثين به من كبار السن عادة- هو كتابات 
باللغة الفرنسية أو الإنجليزية لغربيين خالطوا هذه الشعوب؛: من قبيل شارل دي 
فوكو في كتبه الشهيرة (قصائد تارقية- لهجة كل أهقار) في جزئينء 5065185 


53 


(29937ط8*! ع0 عأعع0121) 5عباوغ3نام] أو(إنصوص نثرية تارقية- لهجة كل 
أهقار) © 5 © 10103160 16165 .(8839931 ١١‏ 06 01316016) » إضافة 
إلى سلسلة أعمال أنجزها كتاب آخرون مثل: 
» يوهانس نيكولايسن: فلكلور الطوارق: قصائد وأغاني من أزواغء 1944م 
« دومونيك كاساجو: حكاية جلد الحمار وحكايات الطوارق الأخرى» 1985م 
» كارل.ج.برسء» وغبدون محمد: قصائد طوارق كل آيرء مجلدان» 1989م 
* الباكاء وموسىء ودومونيك كاساجو: قصائد وأغاني طوارق كل آيرء 1992م 
* لووالي رينال» ونادين ديكورء ورامادا الغاميس: أدب الطوارق الشفوي: قصص 

وأمثال» 1997 م 
© محمد أغ إيرليس: حكايات وأمثال وألغاز طوارق كل آضاغء 1999م 

وهذه الكتب إلى جانب صعوبة الوصول إليهاء نلحظ تقصيرا في ترجمتها 
وتقريبها إلى القارئ والباحث وعموم المهتمين بالأدب الأمازيغي. 

3- السرد الشفهي: 

يكاد أدب الجن لدى مجتمع إموهاغ يسيطر على قسم هام من السرد الشفوي 
المتداول» فما حقيقة الصراع بين مجتمع إموهاغ ومخلوقات الجن؟ 

إن حياة الشعوب مرتبطة بآدابها وفنونها الثقافية» ويزخر مجتمع إموهاغ بالكثير 
من القصص (تينقاس- 150903556])» أو (تينفوسين- ©17101155117]) والخرافات 
والأساطير من مثل قصص الدراويش (إسابتتن) وقصص الأقوياء من الرجال 
وقفيصن لدان الفياوين :قو مال اإرفة زالائ ينه يقاينة جما نه الفوارق) 
وقصص الحيوانات والقصة الجبلية أو قصص الجبال إضافة لمنظومة شعرية 
واسعة بكل ما احتوت عليه من قيم ورصيد معرفي واع بأصول العيش وفلسفة 
البقاء في أصقاع تينيري» ولما سكن إنسان إموهاغ الجبال أحاط نفسه بمجموعة من 
القصص التي تتحدث عن صراعه مع الجن وذلك على طول صحراء تينيري» وقد 
يكون منشأ هذه القصص عائدا لهاجس خوفه من الفراغ الذي يعيشه الإنسان 
التارقي الذي يقطع الصحراء طولا وعرضا ولا يحمله معه على جمله إضافة إلى 





54 


زادهء سوى تازمارت (الناي التارقي) الذي يسليه في سفرهء ويحفظ بعض تيسيواي 
(قصائد) كمواويل تؤنس وحدته؛ وإلى ذلك أنشأ هذه القصص الكثيرة عن صراعه 
مع الجن وأعمل فيها خياله» فجاءت غنية مليئة بالأحداث» من خلال أسماء الأماكن 
والشخصيات وتداخل الأحداث وتشابكها. 

القصة الأولى: 

من قصص جبل أودان بمنطقة إديهي نانلا بمعنى(واد الحنة) 277 فلنسميها نسبة 
لمنطقة موجودة في المكان ذاته (تيقديت نابيك) أحداث الرواية على لسان راويها 
تقول: 

(( أن رجلا بأغاريس (سهب صغير) بواد إديهي نانلا نزل عن حصانه ورأى 
امرأتين من الجن واحدة تمشط للأخرى شعرهاء وراقبهما في حذر حتى تأكد أنهما 
فعلا موجودتان وهو لا يتخيل ذلك؛ فعزم على أن يمسك واحدة منهما مهما كلفه 
الأمر وخرج عليهما بحصانه وطاردهما وانطلقت كل واحدة في اتجاه لتضليله 
ولكنه ظل على اثر واحدة حتى أدرك حصانه شعرها الطويل وتوقفت بعدما دهسه 
الحصان لأنه كان يتماوج خلفها وأمسك بها وحملها معه إلى دياره» واكتشف أنها 
لم تكن تتكلم ولكنها تفهمه إن أشار إليهاء فاتفق معها على الزواج فقبلت ذلك 
وعاش معها مدة وأنجبت له طفلين جميلين. 

رغم السعادة التي أدخلها طفلاه إلى قلبه بقي يتمنى أن يتكلم مع زوجته 
ويشاورها وتشاوره؛ فذهب إلى الفقي 2697 وأخبره بقصته وأشار عليه الحكيم أن 
يَمسك بأعز الطفلين إلى قلبها ويتظاهر بشروعه في ذبحه إذا لم تتكلم» ولما إنحنى 
على الصغير بدأت تتمم بأصوات غير مفهومة» ثم تقيأت قطعة دم كبيرة وبعد 
برهة نطقت قائلة: سأتكلم ... سأتكلم فلا تذبحه... 

لكنها اشترطت عليه تنفيذ بثلاث وصايا هي: 

لا تقدم لأبنائي الطعام الماكث أكثر من يوم 

ولا تقدم لهم آخر الماء المتبقي في القرب 

وأن لا ينام أبنائي في الأماكن القذرة 


55 


فقبل وصاياها وذهب للحكيم وأخبره بما حدثء فقال له الحكيم: وأزيدك وصية 
رابعة وهي أن لا ترم التراب في وجهها''' مهما حدث حتى ولو غاضبتك؛ وهكذا 
عاش معها بشكل طبيعي واستمرت بهم الحياة» ونسي أمر الوصية تماماء وفي 
غفلة منه وبدأ في مشادة كلامية قام برمي التراب في وجههاء وفي لمح البصر 
اختفت الزوجة كأن لم يكن لها وجود. )) 

وتعتمد القصص على نهايات مفتوحة وخصوصا هذه المربوطة بعالم الجن في 
المسرود الحكائي للمجتمع التارقي وفي لذة السرد تنهار القصة وتنتهي. 

ويستطرد راوي القصة على أنها برغم خرافيتها حملت لنا بعض العبر عن 
أدبيات التنشئة لدى مجتمع إيموهاغ: كعدم أكل الطعام الباقي من فضلة ليلة» وعدم 
شرب المياه المتبقية في آخر القربة لأنها تضر من جراء ما تخلفه القربة من 
شعيرات وبقايا وترسبات مائية» وذكرت عدم المبيت في الأماكن القذرة؛ء كما 
أشارت للطريقة التي يستعملها التوارق في احتقار الآخر وهو رمي التراب في 
وجهه وبذلك عدم رمي التراب في وجه من تحترم. 

القصة الثانية: 

أما الحكاية الثانية رويت على لسان عدة شيوخ مرتبطة بجبل أودان أو ما 
يعرف (بكدية أجنون) وقيل أنه جبل مسكون بالجن حسب ما يعتقد البعضء إذ 
يقولون أن مجرد المرور بجوار الجبل يبعث فيك رهبة» ويتحدث البعض عن 
سماع إيقاع موسيقى تيندي» ويحكي آخرون أن سفوح الجبل وجداول جريان المياه 
غير الدائمة مليئة بنوى التمر وهي دلالة أن حياة كاملة وصاخبة تعمر هذا الجبل 
لعالم الجن الذين يسكنون الجبل» والوصف الذي وصلنا عن هذا الجبل يتحدث عن 
فوهة بركان خامد وداخل هذه الفوهة توجد واحة نخيل استطاعت أن تجد وسطا 
ملائما لتنبت وتنمو» ويحدث الرواة أن هذا الوسط لا يستطيع بشري أن يعيش فيه. 

ومن الروايات العديدة التي سمعتها على لسان بعض الشيوخ رواية تقول: 

(( أن رجلا من التوارق كان مسافرا وأدركه الليل في جوار جبل (أودان) فقرر 
المبيت؛ ولما بدأ يحضر نفسه لما عزم عليه سمع حركة ونشاطا دلالة على أن قبيلة 


56 


تخيم بالجوار فتقدم من مكان الحركة فوجد قبيلة كاملة تقيم أفراحها على سفح 
الجبل ناصبة خياما جميلة حمراء وأفرشة مزركشة متنوعة؛ فتقدم منه الشيوخ 
ورحبوا به وأدخل للمضافة ورحب به وأعد له مكان المبيت؛ ولما آن وقت الطعام 
جاءه شيخ كبير وقال له : سيقدمون لك الطعام ولكن عليك أن تحرص على عدم 
لفظ الكلمة المحظورة ( ما 9 

أخذ الرجل يفكر فيما عرض عليه الشيخ وينظر في القبيلة ومقتنياتها من الخيام 
للأواني للأفرشة المزركشة.. كل شيء كان جديدا لم تنل منه الأوساخ ولم تعقله 
ذرة رملء حينها تأكد أنه نزل ضيفا على عالم الجن» فقام وتخير أحسن فرش كان 
أمامه» وربطه بحبل إلى جمله وربط الجمل إلى سارية نخل وربط نفسه بنفس 
السارية ثم قال :بسم الله الرحمن الرحيم. 

حينها هبت زوبعة وأحالت تلك القبيلة بكل ما فيها إلى سعفات نخل وبدأت ترفع 
الجمل وتنزله» ترفعه وتنزله والرجل مثبت به وهو يردد: (بسم الله الرحمن 
الرحيم) إلى أن هدأت العاصفة وغدا المكان قاعا صفصفا كأن لم تكن فيه حياة من 
قبل» ولكن الرجل استطاع أن ينجو بجلده وأن يحمصل على ذلك الفراش 
الجميل....)) 

من خلال القصة يعتقد معتقد أنها وضعت لأجل إمتاع الناس فقطء. ولكن القصة 
أولا مرتبطة بهذه المنطقة تفادسيت والتي هي مرتبطة بجبل أودان» وتظهر لنا 
فلسفة إيموهاغ في توصيل فكرة وجود الآخر والصراع مع هذا الآخر حتى لو كان 
يختلف عن البشر أي من الجنء كما أن اعتبار الآخر ندا يخدم تربية النشء 
لمواجهة الآخر المختلف والتعامل معه على هذا الأساس. 

ولعل الطريف في الأمر أن بعض الحكايات الشفوية تربط وضع اللثام بالجن 
والأرواح الشريرة فهناك حكاية تتحدث عن تين هينان واللثام» ذلك أنها لما نزنلدت 
بأرض أهقار أمرت أبناءها بوضع اللثام حتى لا تتسرب إلى نفوس هم الأرواح 
الشويوة عدن أنواههم و أحنافت' لهم تعويدة حمييية :201 


57 


أما إذا ما حاولنا استقراء الأسباب التي جعلت مجتمع إيموهاغ يحيط نفسه 
بمجموعة من الأساطير فنجد منها مثلا حماية تراثه المكتوب على السطور من 
عوامل التخريب من المتطفلين التي طالت مجموعة من اللوحات المكتوبة على 
الجبال من جراء تكالب السياحة عشوائياء الأجنبية منها والمحلية» فلو حافظنا على 
الكتابات الموجودة على صخور تاسيلي ن- زجر أو تاسيلي ن- هقار أو تاسيلي 
ن- تمسنا لكان مكتبة بحق» ولعل في مكتبة تكزيرت بمنطقة أكدس من المعلومات 
الكثير عن تاريخ التوارق» وبخاصة أنها حفت بسرية تامة كي لا تنهب أو تخرب 
مثلما حدث في أهقار وآزجارء وهي مكتبة مموهة ولا يصل لها إلا كبار السن عن 
طريق قراءة علامات وضعت بحروف تيفيناغ للوصول إليهاء ولعلك من أسباب 
انتشار هذه القصص والأساطير وعي الشيوخ قديما بضرورة حماية هذا التراث من 
المخربين المتطفلين وذلك هو حد علمهم ومنتهى اجتهادهم؛ أما نحن فض حايا 

النظرة الأولى: استعلائية غير قادرة على الإيمان بأن في المحل من العلوم 
والأفكار ما يمكنه أن يكون ركيزة نستند عليها - في إطار تنوعنا الثقافي - 
لاستقراء موروثنا بكل روافده؛» والإفادة منه لإقامة مدرسة جزائرية متصالحة مع 
ترائها دون إقصاء ولا إلغاء لطرف على حساب الآخر . 

النظرة الثانية: انبهارية غير واعية بالمستجدات التي تواجهها ثقافتنا الغارقة في 
امتداح الذات المنطوية على ذاتهاء المتمسكة بنظرة قاصرة:؛ وإذا لامستها أشعة 
البحث والدراسة احترقت. 

لذلك فإن بوابة التراث تحتاج لمن يتخلص من هاتين النظرتين ويعمل جهده 
لاستنباط ولو تفصيل صغير يسد به حلقة فارغة في تراثنا المغبون والمغلوب على 
أمره؛ لأننا نحن في الجزائر امتدادا لأنفسنا وتنوعنا الثقافي قبل أن نكون امتدادا 
لأية ثقافة أخرى. 


58 


4- الأمثال والحكم والأحاجي: 

المثل هو أنهي» وهو يحمل مجموعة الحكم القديمة لتجمعات ايموهاغ التي 
تجمعهم ثقافة الإقليم» وكل الحكم والأمثال متداولة بين الأقاليم: إقليم أهقار وازجر 
بين الجزائر وليبيا وآضاغ بين الجزائر ومالي وآيير بالنيجر. 

ومن الأمثال المتداولة عند إموهاغ: 

-"أتقى تقلي تقال ايدقنيت" وترجمته " مهما طال الترحال فمآله العودة " 

-'أنو وادغ ساسد ور تندد" ترجمته " البئر الذي تشرب منه لا تردمه" 

-"مي يغاشدن ييدي اوسا" ترجمته " من ذا الذي يترك للكلب قطعة كبد" 

-"أيهاني أمغار يقيم» أور أيهني آلس يبداد" ومعنى المثل: "أن الرجل الكبير 
يرى بحكم خبرته وحكمته في الحياة ما لا يراه الشاب القائم الواقف بس بب قلة 
لكي عو الحكية ول كان كاي" 

-"أتكيد تدارد سالد هانيد" ومعناه :"إذا طال بك العمر سترى وتسمع الكثير"!*) 

ونلحظ في هذه الأمثال الخصائص نفسها التي نجدها في كل اللغات تقريبا من 
دقة في التعبيرء وإيجاز في العبارة» إضافة إلى الحمولة الدلالية المستقاة من الحياة. 
كما أنها تعكس البيئة من خلال عناصرها المعيشة. وعليه فإن المئثل عند شعب 
إيموهاغ صورة للحياة الفكرية بشتى مكوناتها. 

5- الألغان: 

يمكن تعريف اللغز على أنه" جنس أدبي يصاغ في قالب شعري أو نثري يتسم 
بالتعمية والغموض والالتواء في بنيته التعبيرية:؛ يلقى في شكل سؤال عن شنيء 
تذكر بعض صفاته البعيدة أو القريبة» أو من خلال عناصر لها وجه شبه 
بالمقصودء أو بأسرار المعنى المراد الذي أملته التعمية في الكلام أو في الأسماء 
والأفعال !10) 

والألغاز عند إموهاغ تسمى (تانزورت -011ا80201]) وجمعها 'تينزورين" وهي 
من المجالات التي يظهر فيها الامازيغي التارقي قدرة على التعامل باللغة؛ " 
فالمباريات اللغزية تتيح لأفراد الجماعة على اختلاف أعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية 


59 


فرصة للتخاطب الجماعي فيما بينهم» فهي من هذه الناحية ذات وظيفة اجتماعية . 
أما بالنسبة للوظيفة النفسية» فهذه المباريات اللغزية تتيح الفرصة لتقوية الإحساس 
بالتفوق والرضا عن الذات:'(11) 

'لقد كان إموهاغ يستعملون الألغاز في سهراتهم الليلية من أجل السمر وههي 
تساهم في تحريك الفكر الإنساني» حيث أن إموهاغ عادة ما يستعملون الألغاز 
بمعية الحكايات الشعبية في أغلب جلساتهم الليلية."2!) 

ومن أمثلة الألغاز التارقية نختار ما يأتي: 

- " تيركفنين ملولنين إكراف اهقغن " ترجمته: " قوافلي بيضاء مربوطة 
بشيء احمر " وتعني "إسنن اد دريين "أي الأسنان واللثة. 

- " تيغسيهين تسيدول تسديتين " ترجمته: " شاتي تكبر بسبب المربط " وتعني 
'تقنايت " أي البطيخ . 

- " آدغ تقال تيلينيت " ترجمته: " ما يرجع فيه ظله "» ويعني انو أي البئر . 

- ' أفل إيمان أيريس إيمان قيريقيري أسغر أنمان " ترجمته: " من الأعلى 
روح» ومن الأسفل روح. وفي الوسط عود من الروح " ومعناها الرجل والجمل 
والراحلة . 

6- الشعر: 

إذا كان العرب يفرقون بين الشاعر والراوية» فإن التارقي يعتبر الشاعر" من 
يبدع القصيدة أو من ينقلها عن مبدعها"777» ويمكن أن نتفهم هذا الأمر إذا أخذنا 
بعين الاعتبار الطابع الشفوي للشعر التارقي» وحياة الحل والترحال التي تميز 
التوارق» مما يجعل كثيرا من حفاظ الشعر في مكانة الشعراء. 

والقصيدة عند إيموهاغ تدعى تساويتء ومعناها: المرسلة وجمعها (تيسيواي)» 
كأنما هي إشارة إلى كون الرواة ينقلونها من مكان إلى آخر. والشاعر يدعى: 
أماسيواي. 

ولقد لفتت المرأة التارقية الانتباه من خلال اسثتثثارها بغالبية المقطوعات 
الشعرية المتداولة» إذ اشتهرت به (داسين ولت ايهما) المولودة عام 1873 


520 


بالأهقارء و(قنوة ولت أمستان)؛ ذات الشهرة الواسعة»؛ المولودة عام 1860. 
والشاعر إزراف (1790 - 1870).: وأهيتاغل آغ بسّكة (1820 - 1901) 
والشاعرة خديدا ولت خباد (1858 - 1898). ويمكن عد الشعر جزءا لا يتجزأ 
من نشاط المرأة اليومي» ووظيفتها الثقافية؛ إذ به ثنيم طفلهاء وبه تؤنس زوجهاء 
وبه تجسد مآثر ومفاخر القبيلة. ويسير الشعر عموما عند مجتمع إموهاغ في 
اتجاهات ثلاثة: الأول هو وصف الطبيعة الصحراوية بجبالها ورمالها وحيواناتهاء 
والثاني هو الحب والغزل وذكر الحبيبء والثالث هو مآثر الحروب وانجازات 
المحاربين فيها. 
واتفتقد" أن اقبنة كتاغرزات. كنيو لك لم تذاولق أسيماوهن» كما قينة إن اسار الا 

يعرف قائلها بل تتردد على الألسنة لحاجة المقام إليها» والظاهر أن شفوية الأدب 
التارقي عموما هو السبب في ذلكء غير أن المتقفحص في بعض الأشعار مجهولة 
القائل يدرك أن قائلها امرأة بالنظر إلى طبيعة التعبير» ونوعية الخطابء مثل 
قصيدة (إسوضاص) أو الهدهدة التي تنشد لتنويم الطفل» وتقول ما ترجمته: 

ياللولبا .. ياللولبا 4 

صغيري يريد أن ينام 

والأرننة تجلب النوم 

ياللولبايا..ياللولبا 

صغيرك نام .. وصغيري أبى 

ياللولبيا.. ياللولبا. 


ويلاحظ في هذا المقطع بساطة اللغة والغاية من إنشاده» وهذا دليل على أن 
الشعر عند المرأة التارقية جزء من حياتها مع أبنائها ومع محيطها الأسري 
والاجتماعي. 

وإذا انتقلنا إلى نماذج أخرى وجدنا موضوعاتها أكثر جدية في الطرح» ومثال 
ذلك قصيدة (إهنن ننغ) أو ترنيمة الحب والحزن التي مطلعها : 


591 


ديار تب ل_لللنسشا.. دي---- ديب سس سكم 
ديار امح مم .. ديب سس سن هم 
لوقد المعفقررب ونح سن جل سوس 
5 يخد ل 1ك 5 
يضطع الئل الم وضعاتلما 
يكد قلبي يخك رج (من مكاتنم)لرؤيته 

إن السطرين الأولين هما بمثابة المقدمة للموضوعات المطروقة» وتتكرر على 
شكل لازمة بعد عدد من المقاطع» وتنتقل منها الشاعرة إلى الحديث عن " حالتها 
الشعورية في انتظار مرور حبيبها (يخبل) الذي انتظرته إلى وقت المغرب» تقول 
إنه يضع لثامه (رمز رجولة) وضعا تاماء وهو منظر يؤثر فيها إلى درجة أنها 
تشعر أن قلبها يكاد يخرج من مكانه."!157) 

ولقد تمكن بعض الرحالة الغربيين من نقل مجموعة من الأشعار التي سمعوها 
من أهالي المنطقة» وهي مرتبطة في غالبيتها بالحياة الاجتماعية والقضايا 
المعيشية» عند الرجل والمرأة على حد سواءء فقد نقل عن الشاعرة التارقية قصائد 
لمناسبات مختلفة» مرتبطة بنشاطها اليومي» ووظيفتها الثقافية؛ إذ به تنوم طفلها 
وتؤنس زوجهاء وبه تجسد مآثر ومفاخر القبيلة. وهو عند الشاعر الرجل مدح 
وافتخار بالرجولة والقدرة على ممارسة الأعمال. 

يذكر لوي بيلاط أن عمة (الطالب خامة) ظلت بعد خمسين سنة قادرة على 
ترديد قصيدة نظمتها أم خامة مدرس القرآن في تاظروكء تقول فيها ما ترجمته: 

يا فاطمة 

كتبت قصيدة حول خامة 

ذلك الذي كان يعتني بأمه ويهتم بها 

لقد ذكرها في كل بلاد يزورها 

أذكر زمنا قال لي فيه أحدهم: خامة إسلام" 

أعطيته ثلاثة أنصبة من اللحم 


52 


قبيلة "إكاوارن" سمعوا بالأمر 

لقد رغبت عيناي رؤية خامة 

خامة الذي أرغب في رؤيته أينما يكون. 

يقرأ جزءا من القرآن» وأنا أسمعه 

ولت حنماء 16) 

في مثل هذا المقطع تبدو الروح الإسلامية بارزة عند الإنسان التارقيء» فهو 
يحترم معلم القرآن» ويربط ذلك كله بعلاقة الحب والاحترام التي تجمعه بمن حوله. 
فقيمة البر التي عكسها المقطع دليل على غلبة السمة الروحية في نفسه. 

ومن القصائد التي نقلها لوي بيلاط أيضاء قصيدة كتبها (بديدي أق حاج أخمد) 
في زوجة أبيه بمناسبة تقاعسها عن إعداد طعام لمجموعة شبان دعاهم إلى عمل 
جماعيء يقول فيها ما ترجمته: 

أقول إن زوجة أبي ليست هنا 

لقد أتينا بشباب ليعملوا 

قلت لها: أسرعي أعدي لنا شيئا من الطعام.. 

أسرعت الخطى وفرت 

كأنها لم تكن أما لهم 

مع أنها تملك أطباقا كثيرة 

لربما تملك قلبا باردا 

لا تكلف نفسها حتى رؤية العمل الجميل الذي يؤدونه 

ولا الذين يأتون لرؤيته 

هذا الكلام أقوله لشات أمين'(فاطمة ولت أخمد). 17) 

ولم يخل الشعر عند هؤلاء من المساجلات»؛ مثلما نجده بين (شات أمين) 
و(بديدي) مثلاء ففاطمة ولت أخمد هذه قالت يوما: لقد ذهب (شاوي أخ براهيم أق 
حاج أخمد المدعو بديدي) وكل الرجال ذوي قيمة للبحث عن عمل باستثناء بديدي» 
لأي شيء بقاؤه؟ فأجابها بديدي قائلا: 


53 


قلت لها: يا فاطمة لا عليك 

لدي عمة عزيزة تدافع عني اسمها ناتا 

شعرها مظفر بتسريحة جميلة 

أنها ذكية وصادقة 

إذا لم تكوني سعيدة فنادي على شاوي 

ناتا ليس لها عيون إلا لأجل بديدي 

إنها تعرف أنه ابن ذو قيمة 

إذا رأته في الطريق قالت: يعجبني ! 

يمكنك الاعتماد علي يا ناتا سأمنحك خبزا من سكر 

وأوراق الشاي القديمة هذه .. أه يا صديقتي 

وكذلك أعواد الثقاب لإشعال النار؛ (18) 

أما (أوتيليو قوديو) فيخبرنا بأنه خلال تواجده بين توارق 
(طايتوك)”!) عام 1952 سجل مجموعة أشعار لشابة عاشقة يائسة» منها مقطع 
يقول: 

لا أريد أن يبصر دمعي 

ولا أن يعلم مبلغ حبي 

رغم اضطرابي كغزال 

ورغم أن امزاد ينزلق من يدي 

انتظرء مثل صياد يطلب فريسته» 

أن يجدني أخيرا. 

لكن لماذا لا تأتي إلى خيمتي؟ 

قلبا يحترق لأجلك 

كما الرمال المعرضة للشمس.0©) 


594 


5 


خاتمه: 

مثل كل الشعوب القديمة والبدوية» حافظ مجتمع إموهاق على جزء من تراثهم 
الأدبي الشفويء يتداولونه في مناسبات معينة وبخاصة في حضور الفلكلور القائم 
على الموسيقى والرقص. ومع ذلك كله» فإن شفوية هذا الأدب واختلاط حامليه 
بغيرهم عرضاه لبعض الإهمال والنسيان في ظل معلومة متداولة مفادها أن مجتمع 
إموهاق يفضل بقاء تراثه شفويا غير مدون خوفا من التشويه أو من قراءته على 
غير ما يجب أن يقرأ . ومهما تكن حقيقة هذا التوجه؛ فإن الحفاظ على التراث بأية 
وسيلة كانت ضرورة قائمة» فالتنوع الثقافي حتى داخل المجتمع الواحد من الأمور 
التي تشجع وتثمن وتستغل لصالح التعايش والانسجام المجتمعيين. 

ومن خلال ما سبق من عرضء يمكن الخروج بنتائج أهمها: 

- لا يختلف مجتمع إموهاق عن نظرائهم العرب في الاهتمام بالأدب وما 
يحمله من قيم اجتماعية وإنسانية تساعد على بناء حياة سليمة وتربية قويمة. 

- تتنوع أشكال التعبير الأدبي عند إموهاق بشكل يدل على عراقتهم وتكامل 
عناصر الحياة عند أفرادهم» وذلك يعني أن الحياة الثقافية عندهم تستمد عناصرها 
من تلك العناصر المختلفة التي تعكس القدرة على التفكير والتعبير وحل المشكلات 
وباختصار تدل على حركية الحياة ونشاطها. 

- ثمة تقاطع بين أشكال التعبير عند إموهاغ وتلك الموجودة في الأدب الشعبي 
الجزائري عامة .. فالموضوعات متقاربة إلى حد بعيد وكذلك بنية الشكل الأدبي 
(القصة والحكاية والمثل واللغز)» باستثناء الشعر الذي يختلف في إيقاعاته. 


55 


توصيات: 

-على المثقفين والأدباء في مجتمع إموهاق أن يفكروا بجدية في تدوين 
يحفظ ذلك الأدب من التلف فحسبء بل يجعله أكثر انتشارا وضبطاء بما يسمح 
للباحثين والمهتمين أن يعتمدوا على نصوص موئوق بها. 

-الدعوة إلى ترجمة مزدوجة لهذا التراث المهم» فمن جهة تحتاج النصوص 
الكثيرة التي كتبها المستكشفون الأوروبيون عن مجتمع إموهاغ إلى ترجمة إلى 
العربية والتارقية» ومن جهة أخرى نحتاج إلى ترجمة الأدب التارقي إلى 
العربية وباقي اللغات الحية لتوفير نصوص ثابتة تعرف بهذا الشعب الذي 
يعرف بفلكلوره أكثر مما يعرف بأدبه. 


56 


الهوامش 


8968 89/089790 8968796109968 9610 / »اللا ونه. دأمعم ينعو |(" 

9 عائد عميرة. ماذا تعرف عن الطوارق؟ موقع نون بوست 3 يناير 2018 

2 لعا ونه. وعم لانن و 

#امولود فرتوني. من محاضرة ألقاها في الملتقى الوطني الرابع حول البعد الديني في التراث 
الأمازيغي المنعقد بتمنغست في 04- 05- مارس 2008م 

اسردها الشيخ علي تقار في بيت عبد الكريم توهامي ( المدعو خوجة ) بحي لحوانيت بتمنراست 
يوم 13 فيفري 2008 لبرنامج إذاعي للإذاعة الوطنية وبحضور الكاتب الذي نقلها من على 
لسان السارد . 

)الفقي بلغة إيموهاغ هو الحكيم أو الطالب أي العارف بأمور الدنيا والدين والواضح أن الكلمة 
من المعجم التارقي ما بعد الإسلامي لأنها مشتقة من كلمة الفقيه بل هي جزء من كلمة الفقيه 
وما عرف عند إيموهاغ قديما كلمة أماسافار أي المداوي أو من عنده الدواء» ومصدر الكلمة 
أسفر أي الدواء وهذا من استنطاق الكلمة فحسب وتتبع حفريات الكلام.. 

أن يقف الإنسان منك مسافة ويرمي التراب في وجهك دون أن يلمسك؛ هو سلوك يسستعمله 
الكبار لتأنيب الصغارء أو احتقار من قام بفعل غير لاثق عند إيموهاغ. (الباحث) 

(آ) عمر الأنصاريء الطوارق: الحقيقة والأسطورة: دار الساقي ط1. 

© عبد النبي زندري. الخلفية الاجتماعية لبناء الموروث الثقافي اللامادي, رسالة دكتوراهء جامعة 
الجزائر 2 . 2015. ص291 وما بعدها. 

9 رابح العوبيء أنواع النثر الشعبي» منشورات جامعة باجي مختارء عنابة» د .ت» ص85 

(/')عبد النبي زندري. مرجع سابق. ص 303 

2')المرجع نفسه. ص 300 

'3'/مولود فرتوني . الممارسة الشعرية في الثقافة التارقية . مذكرة ليسانس من جامعة الجزائر . 
20'5 

4 كلمة ليس لها معنى محددء فهي تستخدم للإيقاع فقط. 

(3') مولود فرتوني. قراءة في المتن الشعري للقصائد المغناة لدى مجتمع إيموهاق. ( دراسة 
مخطوطة لم تنشر بعد) 

00 ع0 علنأمع0 .انام1732 ع0 عانماأوألا .عئوانص و5أنه] 65) 

5 .63103813 .عصوعوط53 
6 .لطا 17) 


597 


09م 0538 
0 قبيلة تارقية بدوية تشكل في الجزائر إحدى المجموعات النبيلة في (كل إهقار) 
.عنالأواء8 .ع أزو عاونا أناه1/31:360! .598312 نال 15941005 1أ/ا1© .وألبج6 وزانئاخ (20) 
0 . 1967 


58 


الوجه الثقافي واللساني للهوية الأمازيغية في منطقة بسكرة 
من خلال تداول اللهجة الشاوية 


أ. فطيمة الزهرة خناب 
جامعة: غرداية 


.)1/7 طاوصصعطكلوداتأت1] 


إن الأمازيغية وجه متألق من وجوه الهوية والانتماء» والهوية الأمازيغية هي كل 
معقد يتضمن المعارف والمعتقدات والفنون والآداب والأعراف والقوانين والتقاليد 
وغير ذلك من المنجزات والقيم وسلوكيات الإنسان الأمازيغي كفرد أو كمجتمع؛ كما 
أن هذه الثقافة الأمازيغية ثقافة جماهرية قائمة على التداول الشفهيء. استطاعت أن 
تخلد قيما وسلوكيات تميز الإنسان الأمازيغي من خلال أساليب وأدوات عيشه. أما 
اللغة الأمازيغية فهي مؤسسة المؤسسات والركيزة الأساس في الهوية الثقافية 
الأمازيغية» فهي ليست مجرد لهجة أو لغة أو وسيلة للتواصلء إنما هي حياة تعج 
بالثقافة» إنها الضمان للاستمرار عبر الأجيال وكباقي ربوع الوطن اللغة الأمازيغية 
موجودة ومتداولة في الجنوب الجزائري بتعدد لهجاتها من منطقة إلى أخرىء هذا ما 
يدفعنا إلى أن نتناول في هذه الدراسة :"استعمال وتداول اللهجة الشاوية في منطقة 
بسكرة "باعتبارها بوابة الصحراءء فما هي اللهجة الشاوية؟ وما الذي يميز هذه 
اللهجة الأمازيغية؟ وما هي أهم خصائصها وأشهر أعلامها في الأدب الأمازيغي في 


منطقة بسكرة؟ 
تعريف اللهجة: 


اللهجة من لهج نقول لهج بالأمر لهجاء ولهؤوج وألهج كلاهما أي أولع به واعتاده 
فاللهجُ بالشيء الولوع به اللهُجة واللهجة طرف اللسانء واللهجة جرس الكلام. 


59 


يقال فلان فصيح اللَهْجة: أي فصيح اللسان واللَّهْجٍ هي لغته التي جبل عليها 
فاعتادها ونشأ عليه(!). 

أما اصطلاحا فمصطلح اللهجة يطلق على مجموعة من الصفات اللغوية التي 
تنتمي إلى بيئة خاصة حيث يشترك فيها أفراد البيئة» كما يقصد باللهجة " لغة الحديث 
التي نستخدمها في شؤوننا العادية ويجرى بها حديثنا اليومي»ء وهي الصورة التي 
وصلت إليها اللغة واستقرارها على ألسنة الناطقين بها في الوقت الحاضرء والتي 
تختلف عن الفصحى اختلافا بينا في كثير من مظاهر أصواتها ومفرداتها ودلالة 
ألفاظها وأساليبها وقواعدها"2) 

وأبرز ما يميز لهجات اللغة الواحدة بعضها من بتعض " الأصوات وطبيعتها 
وكيفية صدورهاء فالذي يفرق بين لهجة وأخرى هو ذاك الاختلاف الصوتي في 
غالب الأحيان!8) 

يقال: إذا كانت مجموعة من اللهجات تنتمي إلى لغة أم وكانت هذه اللغة الأم 
نفسها ماتزال على قيد الحياة» شائعة الاستعمال» فإن أي واحدة من فروعها غير 
جديرة بأن تسمى لغة» إلى أن تموت اللغة الأم نفسها وفي هذه الحالة يسمى كل فرع 
من فروعها لهجة) ومثال ذلك اللهجات الأمازيغية وهي (الشاوية والمزابية والقبائلية 
والتارقية والشليحية وغيرها من اللهجات ...) 

أسباب وعوامل نشأة اللهجات: 

يرجع السبب الرئيس في تفرع اللغة الواحدة إلى لهجاتء إلى انتشار اللغة في 
مناطق مختئلفة واسعة» واستخدامها لدى جماعات كثيرة العدد ومختلفة من الناس. 

فاللهجة كاللغة ظاهرة اجتماعية تفاعلية بين أفراد وجماعات يقطنون في نفس 
المكان وتشكل نوعية لغوية تختلف من قبيلة إلى قبيلة» من عشيرة إلى أخرىء أو من 
مكان إلى مكان أخر . 

و استعمل المعاصرون اللهجة أو اللهجات عوض اللغة في عرف القدامى ولا بد 
من ذكر أنها: " العادات الكلامية لمجموعة قليلة أو كثيرة من الناس تتكلم لغة 


100 


كما أشار إبراهيم أنيس إلى العلاقة بين اللغة واللهجة بقوله: " إن العلاقة بين اللغة 
واللهجة هي علاقة بين العام والخاصء فاللغة تشتمل عادة على عدة لهجات لكل منها 
ما يميزهاء وجميع اللهجات تشترك في مجموعة من الصفات اللغوية والعادات 
الكلامية تؤلف لغة مستقلة عن غيرها من اللغات». والمحدثون من علماء اللنغات 
يسمون الصفات التي تتميز بها كل لغة بالعادات الكلامية» لأنها ليست إلا مجرد 
عادات نشأ عليها أبناء هذه اللغة وتأثروا بها جيلا بعد جيل» حتى أصبحت طابعا لهم 
يميزهم عن غيرهم من المتكلمين بلغات أخرىء وتلك العادات الكلامية هي عادات 
مكتسبة لا أثر للوراثة فيها"©) 

و قد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: #و من آياته خلق السموات والأرض 
واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين74“ فهذه الآية توضح مع 
دلالتها الدينية على عظمة الخالق» ويفهم منها أمرا أخر مؤداه أن اختلاف الألسنة بين 
الناس من سنن الحياة وطبيعة المجتمعات البشرية 

ولعل الأثر الأبرز على انقسام اللغة إلى لهجات هو توسعها الجغرافي» فلم تبق 
اللغة على حالها منذ الأزل لأنها كائن ينمو ويتطور بتطور الإنسان وتشعب الأزمنة 
' فكل تطور يطرأ على ظاهرة اجتماعية ومنها اللغة والثقافة إلا ويثور على بعىسض 
العادات المألوفة في الظواهر القديمة ليتمكن من عبور سبيله على نحو جديد.» وهذا 
التطور في اللغة مالا يكفل لنظامها الصوتي والصرفي والنحوي والدلالي الثبوت 
على نحو ما كان عليه قبل التطور87) 

ومن أهم عوامل ظهور اللهجات المختلفة يعود إلى عدة أسباب نذكر منها: 

الموقع الجغرافي: إن اتساع الموقع الجغرافي للمتكلمين بلغة واحدة؛ وتفصل 
بينهم الجبال والسهول ويقل الاتصال بينهم هو ما يجعل اللغة تتغير شيئا فشيئا فتبتعد 
عن الأصل مما يكون لهجة خاصة بأبناء تلك المنطقة» فانتشار جماعة لغوية في 
مكان معين على أرض واسعة طبيعتها مختلفة مع مرور الزمن يؤدي إلى تشعب 
لغتها الواحدة إلى لهجات وإإذا كانت البيئة تؤثر على سكانها جسميا وخلقيا ونفسيا 


101 


كما" هو الحال في كثير من البيئات كذلك تؤثر على أعضاء النطق وطريقة 
الكلاه'(©) ْ 

وهو ما أقره أيضا فرديناند دي سوسير (©0ا5831055 2.06) بقوله: " إنه بقدر 
ما يوجد من أمكنة توجد لهجات" "!) باعتبار اللغة كائن حي يتأثر بمحيطه. 

السبب الاجتماعي: 

اللغة تختلف باختلاف الظروف الاجتماعية ووسائل الحياة التي يبرز أثرها على 
اللغة الأصلية في ترحالها وابتعادها عن موطنها الأصليء فالمجتمع " الإنساني 
بطبقاته المختلفة يؤثر في وجود اللهجاتء فالطبقة الأرستقراطية مثلا تتخذ لهجة 
غير لهجة الطبقة الوسطى أو الطبقة الدنيا من المجتمع؛ ويلتحق بذلك أيضا ما 
نلحظه من اختلافات لهجية بين الطبقات المهنية» إذ تنشأ لهجات تجارية وأخرى 
صناعية وثالثة زراعية وهكذا(!!) 

و هذا ماسماه فندريس بالعاميات الخاصة 3190015 5 إذ يقول: 'يوجد من 
العاميات الخاصة بقدر مايوجد من جماعات متخصصة والعامية الخاصة تتميز 
بتنوعها الذي لا يحد وأنها في تغير دائم تبعا للظثروف والأمكنة؛ فكل جماعة 
خاصة كل هيئة من أرباب العمل لها عاميتها الخاصة"12) 

ومن الأسباب الاجتماعية أيضا هو الاتصال بين المجموعات اللغوية؛ فقد 
يضطر الانسان إلى الابتعاد عن لغته الأم» إما بدواعي السفر أو الهجرة للدراسة أو 
العمل أو حتى لدواعي استعمارية» مما يجعل الفرد يتعلم لغات غير لغته الأم 
لتسهيل الاتصال والتعامل هذا ما يحدث تغييرا في اللغة حسب الناطقين الجدد بها 
فاتصال اللغات فيما بينها لأي سبب كان يسرع من وتيرة تطورهاء وينشئ لغة 
بينية هي مزيج من اللغتين فتتكون اللهجات الجديدة. 

إن اللهجة المحكية هي التي تعبر عن حاجيات الانسان اليومية» ويستعملها في 
معاملاته الحياتية» فيتعارف الناس عليهاء أما اللغة الأكاديمية فينحصر اس تعمالها 
في المستوى الإداري بعيدا عن متطلبات الشعب ومستواه الفكري. 


102 


_السبب الفردي: 

إن اللغة إذا كانت واحدة فهي متعددة بتعدد الأفراد الذين يتكلمونها فمن المعلوم 
أن الناس لا يتكلمون بنفس الطريقة» بل توجد فروقات بسيطة بينهم في نطق بعض 
الحروفء وهذا الاختلاف يجعل اللغة تتشعب إلى لهجات مع مرور الزمن " إن 
اللهجات تنشأ من الميل العام إلى الاختلاف الفردي في الكلام' (13) 

اللهجة الشاوية: 

و هي لهجة من اللهجات الأمازيغية الجزائرية يتحدث بها سكن الأوراس 
الكبير (باتنة -خنشلة- تبسة - أم البواقي ونسبة أقل في ولاية سوق أهراس 
وسطيف وبسكرة) وهي من اللهجات الزناتية4!)» وتعد اللهجة الشاوية لهجة 
محادثة " ولهجات المحادثة في جميع الأمم تقتصر في العادة على الضروري وتنفر 
من الكمالي وتنأى عن مظاهر الترف في المترادفات وما إلى ذلك(15) 

اللغة كائن حي يخضع للتطور والتغيير من جيل لأخر؛ء وهو ما تخضع له 
اللهجات مهما أحيطت بسياج من الحرص عليها والمحافظة على خصائصهاء لأن 
اللهجة ليست في الحقيقة إلا عادات صوتية تؤديها عضلات خاصة ويتوارثها 
الخلف عن السلفء غير أن تلك العضلات لا تؤدي تلك العادات الصوتية بصورة 
واحدة في كل مرة, بل قد يلحظ عالم الأصوات بعض الفروق الدقيقة بين نطق 
أبناء اللهجة الواحدة في البيئة الواحدة2!)؛ فقد خضعت اللغة الأمازيغية بصفة عامة 
واللهجة الشاوية بصفة خاصة إلى العديد من المتغيرات التي تماشفت وعصور 
متحدثيها وبيئاتهم وتلك الفروقات تكون بسيطة أو غير ملحوظة على حسب تعبير 
ابراهيم أنئيس إذ يقول: ' وقد يبدو التطور الصوتي بين لغة الخلف والسلف في 
بعض الأحيان ضئيلاء وذلك لأن الوسيلة التي لدينا للكشف عن خصائص لغة 
الأجداد. وهي الكتابة» وما سجل من كلام السلف ولكن الكتابة وسيلة ناقصة للتعبير 
عن اللغات "17 إن اللغة الأمازيغية افتقرت حتى لوسيلة الكتابة للمحافظة عليها 
فبقيت متداولة شفهيا فقط . 


103 


عوامل نشأة اللهجة الشاوية: 

بعد الحديث عن اللهجة الشاوية نذكر الآن أهم وأبرز العوامل التي أسهمت في 
نشأة وتشكل اللهجة: 

1. انعزال منطقة الأوراس التي استقرت فيها جماعة الناطقين باللغة الأمازيغية 
عن غيرها من المناطق والبيئات التي يقيم فيها الشعب الواحد 

2. الصراع اللغوي نتيجة غزوات أو هجرات؛ وسواء أكان ذلك الاحتكاك 
بالمجاورة والمصاحبة حيناء أم بالصراع والحروب أحيانا فقد ترك في اللهجة 
الشاوية أثارا واضحة وأصبح ضرورة تأريخية» يؤدي حتما إلى تداخلها سواء أكان 
التداخل قليلا أم كثيرا. 

3. عوامل جغرافية تتمثل فيما بين سكان المناطق المختلفة من الفروق في الجو 
وطبيعة البلاد وشكلها وموقعهاء فلا يخفى أن الفرق والفواصل الطبيعية تؤدي 
عاجلا أم آجلا إلى فروق وفواصل في اللغات23]) بمعنى أن الخصائص الجغرافية 
والطبيعية والزراعية والعمرانية للمنطقة أثر في تكيف اللغة لا سيما بتغير دلالة 
ألفاظها لتلائم هذه الطبيعة الوعرة 

4. عوامل شعبية تتمثل فيما بين سكان المنطقة المختلفة من فروق في الأجناس 
والفصائل الإنسانية التي ينتمون إليها والأصول التي انحدروا منها”') فاللهجة 
الشاوية تختلف في بعض المفردات من منطقة إلى أخرى مثل: لفظة الآن يقال لها 
إيميرا في مناطق وفي مناطق أخرى يقال لها لوقاء لكن هذا اختلاف طفيف لا 
يمس مضمون اللهجة إنما نجده في بعض المفردات فقط. 

خصائص اللهجة الشاوية: 

إن اللهجة الشاوية مرتبطة بالأمازيغية أشد الارتباط» ولكن تبقى لها خصائصها 
وسيماتها المميزة التي تميزها عن بقية اللهجات الأمازيغية الأخرى ومن أهم 
خصائص اللهجة الشاوية ما يلي: 


104 


أ-الخصائص الصوتية: 

لا شك في أن الظاهرة الصوتية هي أكبر أثر في التطور اللغوي لأي لهجة أو 
لغة ماء فكما ذكرنا سابقا أن اللهجة الشاوية هي من الأمازيغية الأولى الزناتية 
وتمتد إلى لغة أشا تشلويث وهي كل فروع الأمازيغية التي فيها تشا مثل (تشاويث 
تاشلوحيث.....) وأصلها من الأطلس الصحراوي. 

وفي اللهجة الشاوية مثلها مثل جميع اللغات واللهجات مخارج للأصوات 
وسوف نقوم بدراسة مثال واحد لتلك المخارج لأن لا الوقت ولا مساحة الأوراق 
البحثية تسمح لنا بدراسة جميع المخارج الصوتية!0© . 

الصوت الحلقي (الهمزة): 

عرف إبراهيم أنيس الهمزة بقوله :" الهمزة صوت شديدء لا هو بالمجهور ولا 
بالمهموسء لأن فتحة المزمار معها مغلقة إغلاقا تاماء فلا نسمع لهذا ذبذبة الوترين 
الصوتيين» ولا يسمح للهواء بالمرور إلى الحلق إلا حين تنفرج فتحة المزمار» ذلك 
الانفراج الفجائي الذي ينتج الهمزة7!”) ونجدها عادة في اللهجة الشاوية في بداية 
أسماء المذكر والألوان مثل: 
اللغة العربية | اللهجة الشاوية | |اللغة العربية |اللهجة الشاوية 




















رجل أرقاز أبييض أملال 
طفل أهيوي أخضر أزيزاو 


جدول رقم (01) 
ب-الخصائص الصرفية: 
تحتوي اللهجة الشاوية على مجموعة من الخصائص الصرفية نذكر منها: 
1 -الضمائر: 
يلاحظ في اللهجة الشاوية موضوع الدراسة حضور جميع الضمائر وهي كما 
يلي: 


105 














الضمائر 


5 


العربية 








مثال باللغة العربية 


أنا اسمي محمد 
أنت اسمك محمد 
أنت اسمك خديجة 
هو اسمه محمد 
هي اسمها خديجة 
نحن إخوة 

أنتم إخوة 

أنتن أخوات 

هم إخوة 

هن أخوات 

جدول رقم (02) 








مثال باللهجة الشاوية 


نتش اسمنا محمد 
شك اسمنك محمد 
شم اسمنم خديجة 
نت اسمنسن محمد 
نتاث اسمنس خديجة 
نشني ذومائن 

كنوي ذومائن 

نهني ذوماثئن 














نلاحظ من خلال هذا الجدول وجود جميع ضمائر اللغة العربية في اللهجة 
الشاوية. 

2-الأسماء: 

١-الاسم‏ المذكر: يسبق عادة بأداة التعريف (أ) مثل: أرقاز وتعني رجل وفي 
حالة جمع الاسم المذكر تتحول أداة التعريف (أ) إلى (!) ويضاف في الأخير حرف 
النون فتصبح إرقازن 

|١-الاسم‏ المؤنث يسبق عادة بأداة التعريف (ث) مثل: ثمطوث وتعني امرأة 
وثهيوث وتعني طفلة وأيضا كلمة ثدارث وتعني بيت» وفي حالة جمع الاسم المؤنث 
تتحول أداة التعريف (ث) إلى (ثي) مثل ثدارث تصبح ثيدار أي بيوت. 


106 





3- الأعداد: 


د- الألوان: 


اللغة العربية 


أصفر 
بني 
سق د 
برتقالي 








- الذشروف الزمنية: 


اللغة العربية 








اللغة العربية 
واحد 
اثنان 

الجدول 


اللهجة الشاوية 


أوراغ 
أقهوي 
أبر كان 


2 


أتشيني 





اللهجة الشاوية 
ايقنك 

سن 

كرض 

رقم (3) 


اللغة العربية 
0 


أبييض 








ازرق 


جدول رقم (4) 








اللهجة الشاوية | | اللغة العربية 
أسقاس نصف الليل 
يور الصباح 
سمانث الظهر 
أسا المساء 
إضلي الآن 
ألتشا بعد 
إيض 

جدول رقم(05) 


107 





اللهجة الشاوية 


أز وقاغ 
أزيزاو 
أملال 


أزنزاري 





اللهجة الشاوية 



































الأدب الأمازيغي (الشاوي): 

أن يكتب الانسان بلغة أسلافه ويمارسها نتاجا» ويجسدها شكلا وتعبيرا فذاك 
جميل ومطلوب للحفاظ على الهوية والانتماء» فالكتابة في واقعها ماهي إلا شكل 
من أشكال التنفيس عن الذات. 

وكما نعلم في المجتمع الأوراسي من الحدود وإلى الحدود وفيما ذلك مدينة 
بسكرة التي فيها العديد من الدوائر ‏ البلديات الناطقة ب"هشاويث" مثل المزيرعة 
وعين زعطوط ومشونش وبنيان...» أن اللسان الأمازيغي لم يعتمد إلا الشفوي 
المبثوث في معاملاته الأدبية والفنية كالحكايات والأمثال والحكم» ولم يعتمد الشعر 
كأسلوب تخاطب وتعبير إذا استثنينا اللون الغنائي واعتبرناه شكلا مضافا لأشكال 
القصيدة» ومن أشهر وأهم الأغاني والقصائد المتداولة عند الجدات والتي كبرنا 
على سماعها عند تنويم الأطفال أغنية: 'قوق أممي قوق" اهدأ يا بني اهدأ" 

أذ سغغ ثيفولا واديقغ ثعلولا بالدوح يتيلولا 

سنصنع الحبال لنعمل منها مراجيح لتتأرجح عاليا 

قوق أممي قوق 

اهدأ يا بني اهدأ 

أنالي غرواذرار ف اغيول أوسار ماني نلا زيك نتيرار 

سنذهب إلى الجبل نمتطي الحمار العجوز إلى أين كنا نلعب في الماضي 

قوق أممي قوق 

اهدأ يا بني اهدأ 

أذ يقعمر ممي وأذ يعاد ذارقاز أذ سداويغ اسليث وأذ يساوا اخام 

سيكبر ابني وستصبح رجلا وسأزوجك بعروس وتعمر بيتك 

قوق أممي قوق 

اهدأ يا بني اهدأ 

سوسم ممي بركاك امطاون سوسم ممي وذيالي واس 

أسكت ياولدي يكفي دموع أسكت ياولدي سيأتي النهار 


108 


فهذه الأغنية من أغنيات الجدات التي يتردد صداها في بيوت تلك البلدات 
وتعود هذه الأغنية إلى أيام الاحتلال الفرنسي للجزائرء حيث استشهد رجل لأجل 
الأرضء وكان ولده يبكي بحرقة لدرجة عدم قدرته على النوم» فغنت له أمه هذه 
الأغنية لتزيل عنه الحزن وينام» ومنذ ذلك الحين أصبحت تغنى لتنويم الأطفال . 

إن الشعر الشاوي هو ما يخدم الأغنية الشاوية» لأنه راق في معانيه سام في 
أهدافه» ففي الك من. الأعيان.. يعن حن .مجالاك العرو شه والككوة والإشسيائقة 
والمرأة والحصار المضروب على الهوية» وباختصار يعبر عن معاناة الشاوي 
اليومية» إلا أنه يبقى شفويا ولم يتم تدوينه . 

ومن الأسماء البارزة في الشعر الأمازيغي الشاوي والتي وصل صيطها إلى 
ولاية بسكرة نجد الشاعر بشير عجرود والشاعر عادل سلطاني أما من العنصر 
النسوي فنجد الشاعرة المتميزة يماس نواوراس 

وما تشهده الثقافة واللغة الأمازيغية من حراك كبير في جميع المجالات المتعلقة 
بالأمازيغية كمنح الاعتماد للكثير من الجمعيات الثقافية الشاوية في منطقة ببسكرة 
أسهم ويسهم في نشر الوعي بين كل فئات المجتمع الأوراسي للحفاظ على لغته 
وعاداته والعمل على ترقية هذه اللغة الأمازيغية وتدوين كل ما هو شفوي من أجل 
إيصاله للأجيال القادمة. 


109 


هوامش الدراسة: 


'ابن منظور: لسان العربء تح: أمين محمد بن عبد الوهاب ومحمد الصادق العبيدي؛ دار إحياء 
التراث العربيء بيروتء لبنان» ط3. 1999:ج12.»ص 340. 
“على عبد الواحد وافى: فقه اللغة» دار النهضة» مصرء ط3: 2004. ص 153. 
“إبراهيم أنيس: في اللهجات العربية» مكتبة الأنجلو المصرية» القاهرة» دطء دت» ص17. 
“ينظر: حسن ظاظا: اللسان والإنسان مدخل إلى معرفة اللغة» دار القلم» دمشق» الدار الشامية 
بيروت؛: ط2: 1990: ص122. 
"عبد الغفار حامد هلال: اللهجات العربية نشأة وتطوراء مطبعة الجبلاوي, ط2؛ 1990» ص33. 
“إيراهيم أنيس: في اللهجات العربية» ص12. 
“سورة الروم: الآية 22. 
“عبد الجليل مرتاض: الفوارق النحوية بين اللهجات العربية الفصيحة؛ جامعة الجزائرء دط 
2» ص 23. 
"عبد الغفار حامد هلال: اللهجات العربية نشأة وتطوراء ص37. 
"! فرديناند دي سوسير: محاضرات في الألسنية العامة» تر: يوسف غازي ومجيد أنطوان؛ دار 
نعمان للثقافة» لبنان» ط 4؛ 1984. ص 244 . 
'! عبده الراجحي: اللهجات العربية في القراءات القرآنية» دار الميسرةء عمانء الأردن» ط 1 
8: ص 51. 
7' فندريس: اللغة» تر: عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاصء مكتبة الأنجلو المصرية؛ مطبعة 
لجنة البيان العربي» دطء دت.ء ص316/315. 
3 عبده الراجحي: اللهجات العربية في القراءات القرآنية ص 45 . 
“' إبراهيم أنيس: الأصوات اللغوية» مكتبة الأنجلو المصرية»؛ القاهرة. ط4؛ 1971» ص231. 
”' ينظر: وكيبيديا الموسوعة الحرة؛ لهجة الشاويةء 13.019أ0عمككأننا.5://26.10مأغط 
“أ علي عبد الواحد وافي: فقه اللغته ص 104. 
”! ينظر: المرجع نفسه.ء ص 105 / 106 . 
*اينظر: المرجع نفسهء ص 106 . 
”'إبراهيم أنيس: الأصوات اللغوية» ص91 . 
"#البرجة نفسه: ص 91. 
“المرجع نفسه: ص92. 


110 


المرأة المزابية بين تمجيد وظلم 
الأمثال الشعبية لها 


د. فيروز بن رمضان 
جامعة المدية 


.110117000 1ع 


الملخص: 

تزخر الثقافة الشعبية الصحراوية بمجموعة من الأمثال الشعبية التي تصور لنا 
مواقف المرأة المزابية وتلخص لنا بعضا من تجاربها اليومية» لأنها تمثل نصف 
المجتمع»ء وهي المحرك الرئيسي لثقافته واتجاهاته بما تقوم به من دور فعال في 
المجتمع المحيط بهاء والرجل يعلم جيدا دورها ولكنه في أحيان كثيرة لا يعترف 
بذلك» وقد نالت المرأة التي اقتحمت مختلف المجالات العامة في الحياة» مكانة في 
المجتمع المزابي وكانت لها الكثير من الإنجازات» خاصة وقوفها بجانب الرجل 
في جميع مراحل حياته» فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والجارة؛ وبالرغم 
من أن هنالك أمثال شعبية ظلمت المرأة المزابية ولم تعتترف بدورهاء إلا أن 
بعضها أنصفتها ورفعت من شأنها كشأن الأمثال الأخرى. 


و ها 


ع0 1272261155316 ]5156202621 112 أوء ع 523112 1112116م70 ع1تألناهت هآ 

عتمتماع؟ 12 عل 0511005م دع]1 أمداتتة غمء 06217 001 و5ع11211ام0م د5عطالعء101م 
5 01761565 565 06 5010126 13 اأطعاغ 1م1211 اء 115 1ن 12022116 
ع0 22016 13 عأمعدة16مع1 ع1اء :1501م ه1اع© 3 عع صدتاة 0 معلظا .وعصمء01010101 
.5 و5 ع0 اه 116األنكهء 55 ع0 تتتاعاممط ع1 علاعناوء 2101551 ,5001616 13 
عااءه عل اعد تله [امطاع" ع1اء نان ع10131ممطلام غ61 ع1 هاعءه 3 كمم)1ناملم 
2 ع0 ع01]3426م1'112 3 أمدنان عمتسطصعط "1 عل م 1اء1 تدم 12 0101010116 .5061616 
3 26521 أء ]ا115320م226 85 كدوك عل نامع11دء56 كطقل م0117 ع1 02 ,عستصرع] 
52511 1ا5 32 120230166 عصطصتصطع1 13 +01 .5عمتصتمطة1 دعطعةا دعل لمدوة '1 
عمغء؟5 13 ع0 أمهةلع0 تله الممااعمط عد ا ع181ادء عأناما 501616 13 ع0 عطتادء 1 


111 


ة عمدمل علاء'1ان طعاناهد ع1 كصضدل أطع72تد2ة]20 ,كعمستحمطمل دع1 كناما كمهل 
عل غ621 2 1ناا ع1اء :ع7" 12 ع0 دعمداة دعامع 01116 د5ء5 عل 15نامك 11 22116 5012 
عأكلتء 11 وعلاعن) .ع01510؟ أء م111 ,ع00[0101» ,تتاء50 ,ع20281 وممطعا 5ع1 5ناما 
عمتمطع] 12 عل 12128 102115215 عطنا ألمعاغ للع 1نان وقطعتكء دعطامء101م دعل 
220731 عتتاأآنات 12 0116 2311111061 أآناعم 01 26321201525 ,ع]1ط120272 
اع ع15]16[ أء ع210228طه أمعل2ع1 1111 01011 5ع103:210 دعتتاناة ”0 عطمتتاعلمع]1 
0 2015 025121 عه ع0 اأمقاتتوط .عع12م 1516از 52 كمقل أمدعوام 
03231595 أء 0613115 ع0 كناام ععة علاءتعغطعع] عل أعزاه أعء تناد 013معاتة ”5 

.5ع ا ممداععء ”0 


5 


مقدمة: 

لكل مجتمع من المجتمعات أمثالها التي تناقلتها لتعبر بها عما يخالجها من أفكار 
وآراء للقضايا الآنية التي يدور الحديث حولها سواء أكان ذلك إيجابا أم سلبا. 

والمجتمع الأمازيغي من بين هذه الأمم التي لها أمثالها الخاصةء وطبعا دون 
معرفة بداية نشوئهاء ولكنه يمكن القول أن بدايتها تشبه بداية كل شيء في الكون 
تولد»ء تنمو» ثم قد تموت بسرعة» وظهورها يمكن أن يكون قد اتبع تطور الحياة 
وتشعبها وظهور الحوادث فيها. 

إن الحوادث المهمة التي سجلت في الأسرة الجزائرية» جعل من الأمثال التي 
قيلت بمناسبة أو بدون مناسبة تتكاثر وتزداد وتنتشر بمرور الزمن وتعاقب 
الحوادث» وإن لكل مثل سبب لظهوره؛ فإما أن يستند إلى حادثة معروفة مشهورة 
لدى الجميع أو أن يستند إلى حادثة مختلفة أو أسطورةء أو أن يستند إلى عادات 
عربية نابعة من نفوسهم» فلا تقتصر على الإنسان وحده فحسبء» بل تتعداه إلى 
البيئة المحيطة به مما تعلق بالظواهر الأرضية كالجبال والأنهار والصحارى وما 
شابه ذلك» والظواهر السماوية كالنجوم على اختلافها والشمس والقمر»ء وتشتمل 
الحيوانات التي تعيش في الوسط وما إلى ذلك. 

وتبقى الأمثال إذا عنصرا مهما وحيويا من عناصر الموروث الثقافي اللأمادي 
الذي يستحوذ على حجم كبير من الذاكرة الشعبية لسهولته في الحفظ وشيوعه بين 
الناس» فلهذا السبب لا يكاد يخلو أي مجتمع مثقف من هذا الشكل الحيوي 
والتعبيري المهم الذي يعكس ثقافة ورؤية وذهنية وسلوك ونمط تفكير أمة من 


112 


الأمم.ويستطيع أي باحث متخصص أن يتعرف على عدة تفاصيل اجتماعية 
وأخلاقية لجماعة من الجماعات عن طريق تحليل أمثالها والتعمق فيها.. وهذا ما 
حاولنا تجسيده من خلال تحليلنا لصورة المرأة في المجتمع المزابي. 
مفهوم الثقافة الشعبية: 

هي مجموع العناصر التي تشكل ثقافة المجتمع المسيطرة في أى بلد أو منطقفة 
جغرافية محدودة» وهي بحث في حياتها الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها 
بصورة ذات أجزاء دلالية" حية وصادقة مصدرها وجدان الشعبء والعلم ذو 
الفطرة النقية» والبعيدة عن سيطرة الحكام والمستغلين".١1)‏ 

ويمكن اعتبار الثقافة الشعبية وحدة كلية متكاملة» وعملية مستمرة تتعدى في 
وجودها كل اللحظات الزمنية الآنية» وتتصل حلقاتها بعضها ببعض على الرغم 
مما قد يطرأ على بعض مظاهرها من تغيير واختلاف» وهي بمثابة جسد كبير 
يضم بين جنباته العديد من الأشياء التي تحدد ثقافة الشخص أو الفرد أو الجماعة» 
ومن بين هذه الأشياء نجد أن الثقافة تتجلى في العمران والملبس والأغاني الشعبية 
والأكل وغيرها. 

وقد استقرت الدراسات الإنسانية المعاصرة على اعتبار كلمة 'ثقافة شعبية" 
على أنها مُصطلح يدل على 'منظومة من الخبرات التي حصلتها جماعة من 
الجماعات البشرية» تتجلى فيها طريقتها في الحياة» وتتحدد أنساقها القيمية 
والمعتقدية والمعرفية والجمالية» التي تُعبر عن نظرتها للوج ود الاجتماعي 
والطبيعي!2)» وحددت الموضوعات التي يشملها المصطلح بأنها: القيم والمعارف 
والتصورات والعادات والأعراف والأخلاق والتنظيمات»؛ والتعبيرات الفنية 
وأساليب العمل والإنتاج وأدواته وعلاقاته» وأي قدرات أخرى يكتسبها الفرد 

مفهوم الفلكلور: 

ويعرفه فوزي العنتيل بأنه: "التراث» إنه شيء انتقل من شخص إلى آخر 
وحفظ إما عن طريق الذاكرة» أو بالممارسة» أكثر مما حفظ عن طريق السجل 


113 


المدون"277» بمعنى أنه مجموع العادات والتقاليد التي اكتسبها الانسان في حياته 
اليومية وتوارثها أبا عن جد. 

مفهوم الأدب الشعبي: 

للأدب الشعبي عدة مفاهيم» ومن أهمها ما ذكره الدكتور عيلان محمد على أنه 
يمثل: "أدب الأمة الشفوي». سواء أكان مجهول المؤلف أم معروفه» المعبر عن 
عواطفها وآمالها ونظرتها في الحياة» في شكل نصوص موروثة أو حديثة 
معروفة"2*7» بمعنى أن الأدب الشعبي لكل أمة من الأمم هو جامع في طياته 
لمجموعة من الأشكال التعبيرية والفنية» التاريخية والرمزية مثل الأساطير 
الأغاني» الخرافات» الشعرء الأمثال» الحكم ...المتناقلة شفهيا من جيل إلى جيل 
ومن فرد إلى فرد آخر. 

المثل الشعبىي 

لقد تنوعت تعاريف المثل» لكنها جميعا لا تخرج عن أنه 'مأخوذ من المثال 
وهو قول سائر يشبه به حال الثاني بالأول» والأصل فيه التشبيه"77) وهو جملة 
موجزة شائعة بين الناس» أي أنه يمتاز بإيجاز اللفظ وحسن المعنى ولطف التشبيه 
وجودة الكناية. 

وغير ذلك فهو وليد البيئة التي أنتج في إطارها ووليد تجربته الطويلة» فنراه 
يتصل بكل مناحي الحياة الإنسانية والاجتماعية و'يعالج الأخلاق والحكمة والتربية 
والتوجيه» والسخرية والتهكم»ء والنكتة والفكاهة» والعظة والعبرة.ء والحب 
والكره والاضطراب والاطمئنان» والخوف والأمن» والسعادة والشقاء»ء والخصب 
والجدب والحرب والسلم» والحياة والموت."67) 

خطاب المثل الشعبي: 

يعيش المثل الشعبي مع الفردء ويتكرر عدة مرات في حياته اليومية العادية» بل 
يتخلل أدق تفاصيل حياته»ء حيث أنه 'يردد خلاصة التجربة التي صارت كذلك جزءا 
لا ينفصل عن سلوكه في حياته اليومية الجارية"2'7» وقد انتشر بسرعة فائقة بين 
الناس والمجتمعات والأمم» 'لسهولة تمثله واس تيعابه ولبنائه التركييبي وقدرته 


114 


التعبيرية التي تجعله يعكس مختلف أنماط السلوك البشري» ثم لاستمرارية حضوره 
وانتقاله من جيل لآخرء إضافة إلى طبيعته المتميزة بالتكثيف وبقدرته المجازية 
الكبيرة "(9, 

مفهوم الصورة: 

إن مضمون الأمثال الشعبية بصفة عامة يعبر عن الواقع الذي نعايش ويختزن 
صورا مختلفة عن الواقع البشريء» من ضمنها صورة المرأة التي هي موضوع 
دراستناء وقد ورد في قاموس ويبستر في طبعته الثالثة معنى لمصطلح الصورة 
بأنه: 'مفهوم عقلي شائع بين أفراد جماعة معينة يشير إلى اتجاه هذه الجماعة 
الأساسي نحو شخص معين أو نظام ما أو فلسفة أو قومية ما أو مؤسسة معينة أو 
أي شيء آخر"2”7ء ونقصد بها أيضاء 'ذلك البناء الذهني الذي يتم على مستوى 
الذاتية والرمزية والخيال» والذي يرتبط بالواقع الإنساني» من منطلق أن الإنسان 
بقدر ما يعي العالم المحيط به وعيا مباشراء من خلال حضور الأشياء بذاتها في 
العقل» فإنه يعيه بطريقة غير مباشرة» حيث تتواجد الأشياء في الشعور عبر 


)10( 1 
٠. صور‎ 


فبالمجاز نستطيع التفكير في كيفية 'بناء" الحقائق التي نؤمن بها في كل مجالات 
حياتنا اليومية» فتصبح لجميع أنشطتنا وتصرفتنا العادية طبيعة مجازية.» حيث 
إننا نبني مشابهات بين طبقات مختلفة من تجاربناء ونحيل على تجربة معينة من 
خلال تجربة أخرى. 
مكانة المرأة في المجتمع المزابي: 

تعد الأمثال وعاء للعادات والتقاليد والأعراف المنتشرة في المجتمع المزابي 
والتي يلتزم بها أفراده. لأنها تعبر عن الملامح الاجتماعية والثقافية للمجتمعات 
التي قيلت فيهاء وتصور ظواهرها وبواطنها بدقة» ومن هنا فإنها بمقدار ما 
شكلت الذخيرة المعرفية والأخلاقية للمجتمع» فإنها من خلال حفظها كوثيقة 
برزت كأداة لدراسة المجتمع وقيمه وعلاقاته الاجتماعية وتجلياتها. 


د11 


وبما أن المرأة نصف المجتمع فإنها حظيت بأكبر عدد من الأمثال الشعبية 
فالمخيال المزابي الاجتماعي شكل صوره عنها انطلاقا من كونه نسقا ذكوريا 
مهيمناء لأن المجتمع التقليدي هو مجتمع يكون فيه الرجل هو المسؤول عن تسيير 
الأسرة وتنظيمهاء أما المرأة فمكانتها في البيت حيث ترعى الأطفال وتهتم بأمور 
الأسرة ورعاية الأولاد. 

إن المزابيين ينظرون إلى المرأة نظرة الدين الإسلامي لهاء فيض عونها في 
المنزلة الرفيعة التي أحلها فيها الإسلام» ويعطونها كل حقوقها المشروعة التي جاء 
بها الدين» بل يرونها أهم قاعدة في المجتمع المزابي»ء وهي سبب صلاحه وتقدمه 
وسعادته» وعلى حسب صلاحها يكون صلاح المجتمع؛» لذلك اعتنوابهاكل 
الاعتناء واحترموها بالغ الاحترام» وبجلوها وأحاطوها بكل الوسائل التي أمر بها 
الدين مما يضمن صلاحهاء وغاروا عليها وحفظوها من كل ما يُضعف دينها 
ونلا هلدا 

ومن أهم بنود النظام العشائري بمنطقة وادي ميزاب لرعاية المرأة ما يلي: 

المرأة المحصنة تابعة لعشيرة زوجها. 

البنت تنتمي إلى عشيرة زوجها مالم تتزوج. 

الأرملة تبقى تابعة لعشيرة زوجها. 

المطلقة بدون أولاد ترجع إلى عشيرة والدها. 

المطلقة بأولاد تبقى في عشيرة أولادها. 

إذا تزوجت أرملة أو مطلقة تنتقل إلى عشيرة زوجها الجديد. 

المرأة المتنزوجة مع شخص لا ينتمي إلى إحدى عشائر البلدة تبقى تابعة لعشيرة 
والدها(2!. 
أهمية المثل في المجتمع المزابي: 

لقد عرف المجتمع المزابي هذا الشكل التعبيري وتناقله عن طريق المشافهة 
جيلا بعد جيل» وكثيرا ما أسهم في فك النزاعات والخصومات بين أفراد المجتمع 
الواحدء لأن له دور تأثيري وإقناعي ملحوظ على شخصية الإنسان» ولهذا ظل 


116 


تداول هذه الأمثال ساريا بين الأجيال» لكونها سريعة النفوذ والتوغل إلى عقولهم 
ونفوسهم» ومن ثمّة يسهل الاستشهاد بها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.» بل وإن 
كثرة حفظها تمنح صاحبها مكانة كبيرة بين الناس باعتبارها حكمة الأجداد وجزء 
من الماضي الأصيل. 

- تمتلك الأمثال سلطة مرتبطة بالجماعة لأنها صوت الأجداد. فعند الاستشهاد 
بالمثل الشعبي تتغير النبرة وتّعدل الهيئة» يقول غريماس في هذا الشأن: تتميز 
الأمثال والأقوال المأثورة في اللغة المنطوقة عن مجموع الكلام بتغير النغمة 
يكون لدينا عندئذ شعور بأن المتحدث يتخلى طوعا عن صوته متخذا صوتا آخر 
لكي ينطق بمقطع ليس له» وإنما يستشهد به فقط. )١*/‏ 

- فيلاحظ المستمع أن النبرة التي يقال بها المثل تختلف عن الكلام الذي يسبق 
المثل والذي يليهء فيتخذ المتكلم صوتا يمثل صوت الأجداد» ومن هنا كانت 
للأمثال سلطة مرتبطة بالجماعة بعيدا عن قائلها. 
صورة المرأة في الأمثال الشعبية المزابية: 

فكما رأيناء فإن للمرأة أهمية عظيمة وخاصة في المجتمع المزابي» باعتبارها 
قاعدة المجتمع»ء بصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسدء وحسب رقيها وتكوينها 
وثقافتها يكون مجتمعها. 

وبما أن البيئة المزابية وطبيعتها الجغرافية تتميز بالصعوبة؛» نجد المجتمع 
المزابي يثني كثيرا على المرأة المقتصدة والمدبرة والمساعدة لزوجهاء فنراها إذا 
رزقت ببنت تهيئ لها كل ما يهمها في الزواج»ء حيث يقول المثل المزابي: 
تامطوط إيرون تَايْزيوت آتيلي اتيمكرت2. وترجمته: أن المرأة التي ولدت بنتا 
تكون سارقة بمعنى أنها ستسرق وقتا كبيرا للدسيج وجمع وتخزين الزرابي 
والأفرشة التي تحتاجها ابنتها يوم زفافهاء فتساهم في مساعدة زوجها باقتصادها 
وتدبيرها. 

ومن جهة أخرى تتحرى الأمثال المزابية أهمية الأم بالنسبة للبيت والأسرة 
فنجد المثل المزابي يؤكد انها دعامة الأسرة وعمودها فيقول: مَامَا (دي) تدّارت 


117 


وترجمته: الأم في الدارء ويقال عن الذي يتحدث وهو واثقا ومعتدا بنفسه» فمن 
يملك أما هو في حماية كبيرة. 

ومثله أن الأم هي من يتحمل أعباء البيت رغم ولادتها حديثاء ففنرى المثل 
المزابي يخصها بذلك في قوله: وي يرون يسَنجُوجي. وترجمته: من يلد يعرف 
الهدهدةء فتبعات الولادة والتربية مهمة منوطة بالأم فقط دون أن تكلف الغير بأداء 
مهمتها. 

وقد يُنظر الى المرأة التي زوجت ابنتها على انها مهملة لشؤون بيتها وزوجهاء 
فتراها زائرة لها بمناسبة أو بدونها لتتفقدها وتحرص على سلامتهاء كما يقول هذا 
المثل: ماما نْ تايّزيوت أحوليس !74 يعلق ألدَوارت ن تَؤورت» وترجمتة: أم 
البنت حجابها (ملاءتها) معلقة بقفل الباب» كناية عن عدم التزامها لبيتها بسبب 
تفقدها المستمر لابنتها. 

وتبقى المرأة» تلك (النكود) التي لا تطيع زوجهاء فيضطر إلى تأديبها 
تيه قيزه+الزواع ليها إن لاتتحف,:. قفا يفول النكل: اوت صامطوط 
سنوتماس» وترجمته: اضرب المرأة بأختهاء كناية عن الزواجء وهو الأمر 
الوحيد الذي ريما يجعلها تعقل. 

ولا قيمة للمرأة في المجتمع إلا إذا كانت صالحة مطيعة» فهي تأخذ مكانتها 
واحترام الآخرين لها من خلال خدمة زوجها وحسن تربيتها لأولادهاء فنراهم 
يمدحون المرأة الفاضلة لأنها ستربي أولادها على الفضيلة والصلاحء وخاصة 
الفتيات» فنجد المثل يعبر عن تربية الفتاة هو من تربية الأم» بمعنى أن البنت 
ستفعل كل ما تفعله أمهاء حيث يقول: ماني اتقضع مامّاء. اتقضع يَليسء 
وترجمته: أينما تمضي (تتجه) الأم تمضي ابنتهاء وهو قريب جدا من المثشل 
العامي القائل: اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لامها. 

وقديما كان إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداء حتى يئدهاء إلا أن 
نظرة المجتمع المزابي للبنت غير ذلك. لأنها كانت تساعد في أعمال البيت وتحن 
على والديها وتخدم إخوتهاء فيصفها المثل بقوله: تايْزيوت أنسّا ن أيَتْمَاسْ 


115 


وترجمته: الفتاة ذات الأخوة السبعة» ونجد الصناع من اليهود يفرحون بولادة 
الفتاة أيضاء إذ أنه في القديم كان اليهود هم صناع وبائعو الحلي في المجتمع 
المزابي» فبولادة الفتاة يفرحون. لأنهم كسبوا زبونا جديداء لا ل 
يبا لأنوم وجدوا غنا برها ليم بين كايا التشنوجات: التي رتم تذريدها للفتاة لد 
صغرهاء فيصف هذا المثل فرحتهما بقوله: مِي اتلول تايزيوت تنّعْآَسْ أوداين دي 
غردايّن» وترجمته: لما تولد الفتاة يفرح لها اليهود والفئران. 

هذا من جهة» ومن جهة ثانية يُفضّل الولد على البنت لأنه يحفظ النسل 
والسلالة عكسهاء فقديما كان الأب عند المصائب والغارات المباغتة يهرع لإنقاذ 
الولد تاركا البنت لأهميته» وهذا ما نلتمسه في المثل القائل: وي ابن مَمِيسْ يَجَد 
ليس وترجمته: من أخذ إبنه ترك ابنته. 

وهناك ايضا مثل يذم تعب الوحم وآلام الولادة» ليكون المولود أنشىء فيعبر 
عن مثل هذه الحالة المثل القائل: تام تامَر ترود تايزيوت. وترجمته: شقاء 
شقاء. والمولود بنت. 

وتبقى الكنة والحماة في المجتمع المزابي وغيره من المجتمعات شيئين لا 
يجتمهات» 'فيهذا المثل يعر عن هذه الحالة يفرل الكنة: أمان 3 زيمت ولا كائقلت 
وترجمته: الماء والزيت ولا الحماةء بمعنى أنها تفضل العيش فقط على الماء 
والزيت ولا تصبر على حماتها ومشاكلهاء لأن الحماة ستفضل في كل الأحوال 
اولادها على كنائنهاء وخاصة بناتهاء فنجدها في هذا المثل تخاطب ابنتها: أش 
يي نش تسللت نجيون؛ وترجمته: كلي يا ابنتي فأنا والكنة شبعناء فتعطلي 
ابنتها الأكل على حساب جوع كنتها. 

وألصقوا بالحماة جملة من العادات السيئة كالدعاء على كنتها إن لم تطعها 
فتدعي عليها بهذا الدعاء: أَيَبْلا ربي منتنيتين ن تجخرست د وزوزي نَ صّيف 
وترجمته: اللهم اعطها وحم الشتاء وولادة الصيف. لحقدها عليهاء ففي الشتاء 
يكاد ينعدم كل مشتهى وفي الصيف تكون الولادة متعبة جدا. 


119 


ومثله في قولها أيضا: رب أميدج ديما أدان نَمْ اشورن د وخَمّال نَم يفرا 
وترجمته: اللهم اجعلها حاملا دائما وعند الولادة يكون حملها فارغا. 

ويقابلها أدعية خير من الحماة عندما تكون الكنة مطيعة ومحبة لحماتها ومؤدية 
لأشغال البيت» فنجد هذا المثل الاج عير حر فرع الع روماه لخدن كدي 
ويحمل في ثناياه دعاء: رب ؛ أميتدج اتزدَايْت نَتَمُجُوهرت» نوَيدر نوسفي أوَجرينت 
وترجمته: اللهم اجعلها مثل النخلة تحتها الماء وبجانبها الاخضرار. 
خاتمة: 

وأخيرا لا بد أن ننوه بأن المرأة المزابية تحظى بتكريم زوجها والاهتمام بهاء 
كما تحرص هي على رضاه وراحته»ء والرجل المحظوظ هو من يكون نصيبه 
امرأة تقدره وتحرص على بيته ويعتبرها حسنة الدنيا التي يتمناها المؤمن» وتبقى 
هذه الأمثال التي جمعتها من الميدان777) مرآة حقيقية لطبيعة المجتمع المزابي 
لأنها تعكس مواقف وسلوك أفراده»ء وتبقى بحاجة ماسة للجمع والبحث العلمي في 
عناصرها ومضامينها حتى نحفظها للأجيال المستقبلية. 


0آ1 


المصادر والمراجع: 

* جمعت مادة المقال من الميدان» بالضبط في منطقة مزاب بمساعدة الإعلامي لعساكر 
يوسفء. وراوي هذه الأمثال هو الشيخ عبد الرحمن حواش- رحمه الله - من مواليد 
غرداية سنة 1928» وترجمتها للعربية»ء وصحح لي الترجمة الأستاذ لعساكر 
يوسف. 

*نمر حسن حجابء» التراث الشعبي علم وحياة» مجلة الثقافة والتراث القومي» تونس/ 
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم» العدد الرابع» سنة 1992. 

*محمد جسوس-سلسلة مقالات حول الثقافة الشعبية- المغرب . 

' فوزي العنتيل» الفلكلور ماهو؟» مصرء دار المعارف. 

“محمد عيلان» التراث الشعبي الجزائري: مفاهيم ودراسات» مجلة التواصل» الجزائر 
جامعة عنابة» العدد الرابعء جوان 1999. 

*الميداني» مجمع الأمثال» تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيمء لبنان» دار الجيل» 1987. 

*عبد المالك مرتاضء» العامية الجزائرية وعلاقتها بالفصحىء. الجزائرء الشركة الوطنية 
للنشر والتوزيعء 1981. 

*ألكسندر كراب: علم الفولكلورء ترجمة رشدي صالح. وزارة الثقافةء القاهرة 
7. 

"علي أفرفار'صورة المرأة بين المنظور الديني والشعبي والعلماني" دار الطليعمة - 
بيروت-1996. 

*علي عجوة: العلاقات العامة والصورة الذهنية » عالم الكتب» الطبعة الأولى»ء القاهرة 
3. 

*سمير أحمد معلوف» الصورة الذهنية: دراسة في تصور المعنى» دمشق» مجلة جامعة 
دمشقء, المجلد 26» العدد الاول والثاني » 2010. 

* 1970 5325 ,أأناءع5 : 5مع5 ثانا ,7(35ماع:١0.ل.م‏ 
*محمد علي دبوزء نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركةء ج1» وزارة الثقافة 
7 . 
*يوسف بن بكير الحاج سعيدء الهوية المزابية» أهم عناصرها وتشكلها عبر التاريخ 
المطبعة العربية» غردايةء 2011. 


121 


هوامش الدراسة: 


(أ) نمر حسن حجابء التراث الشعبي علم وحياة» مجلة الثقافة والتراث القومي» تونس/ المنظمة 
العربية للتربية والثقافة والعلوم» العدد الرابع» سنة 1992» ص 170 

7) محمد جسوس-سلسلة مقالات حول الثقافة الشعبية- المغرب. 

9 فوزي العنتيل: الفلكلور ماهو؟. مصرء دار المعارفء ص 35 

) محمد عيلان» التراث الشعبي الجزائري: مفاهيم ودراسات» مجلة التواصل» الجزائر جامعة 
عنابة» العدد الرابع» جوان 1999:» ص 170. 

5 الميداني» مجمع الأمثال» تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم» لبنان» دار الجيل» 1987»ء ص 
07 

7اعبد المالك مرتاضء» العامية الجزائرية وعلاقتها بالفصحىء الجزائرء الشركة الوطنية للنشر 
والتوزيع» 1981: ص 112. 

0) ألكسندر كراب: علم الفولكلورء ترجمة رشدي صالحء وزارة الثقافة» القاهرةء 1967 
ص 243 

آ) علي افرفار"صورة المرأة بين المنظور الديني والشعبي والعلماني" دار الطليعة حبيروت- 
6 ]ص35-57. 

0 علي عجوة». العلاقات العامة والصورة الذهنية » عالم الكتب» الطبعة الأولىء القاهرة 

3.» ص 4 

سمير أحمد معلوف» الصورة الذهنية: دراسة في تصور المعنى» دمشق» مجلة جامعة 

دمشقء المجلد 26؛ العدد الاول والثاني » ٠2010‏ ص119-115 

(!') محمد علي دبوزء نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركةء ج1» وزارة الثقافة: 2007 
ص 228-227 

2') يوسف بن بكير الحاج سعيدء الهوية المزابية» أهم عناصرها وتشكلها عبر التاريخ 
المطبعة العربية» غرداية» 22011 ص 45-44 

7 م : 1970 5ق5 ,اأناع5 : 5605 نال ,5ومطأة/6.ل.م (3) 
4 الحولي وهو حايك المزابيات 
151 نيبي انطاه لأسا من الميداق» .وف موف ل توق الدكةة فقط عق المرن اق ووو اوها فق 


الشيخ حواش عبد الرحمن من غرداية 


)10( 


122 


أهازيج 'السمُورارة" جمالية البلاغة وسؤال الهوية قراءة 
في كتاب "أهليل قورارة" لمولود معمري 


بقلم الدكتور: نبيل حويلي 
جامعة الجزائر (2) 


12111.2011111© 11.60 


التوطئة: 

تزخر منطقة الجنوب الجزائري بثروة ثقافية هائلة أوجدتها الأزمنة المتلاحقة 
والأطوار المتتالية» ويعتبر الأدب الأمازيغي جزءً! أساسيًا من مكونات تلك الثقافة 
وتنواعت موضوعاته وتعدّدت أشكاله من حكايات وقصص وأساطير وأشعار ... بما 
في ذلك الأهازيج» وهذه الأخيرة كثيرة التداول مثلما هو الحال للأهليل الذي يتداوله 
أهالي منطقة القورارة بوسط الصّحراءء بلهجة أمازيغية صافية خالية من الشوائب. 
ويشترك في أداء الأهليل الرجال والنساءء يقفون صفا ويرتدون الأناشيد في صوت 
واحد مع مرافقتها بالتصفيق والطقوس المصاحبة لهاء هذا وتعد الأسئلة الني تعتّر 
عن الهوية مق أعَك الشكليات الارشاظيا بلذاك» فادر اك الأنامعر فين" اكنسن سن 
غيره لإسقاط الهوامات. وتحكم الأهواء والرغائب والعقد التي تترستب من المناخ 
السوسيو-ثقافي السائد أو تفرضها مجموعة من الصياغات الإيديولوجية المرغغوب 
فيهاء ولرصد ملامح النمط الشعبي والتعرف على رؤية الإنسان القوراري سنسعى 
إلى نبش هذا النمط الشعري. 

وسعى 'مولود معمري" إلى انتشال الثقافة الأمازيغية الشفوية وأخذ يجمعها من 
كل حدب وصوبء وتنقل ذات مرّة إلى الجنوب الغربي الجزائري الكبير وتحديدا 
إلى قبائل 'بني توات" وضواحي واحات "القورارة" أو ما يعرف باللغة الأمازيغية 
المحلية بثيقورارين» وبها عمل 'معمري" جاهدا في سبيل جمع أشعار وأغاني 
وأهازيج هذه المنطقة وذلك من خلال نمط شعري تؤديه الجماعة وهو "الأهليل"” ولقد 


123 


أشاد بهذا الشكل التعبيري الشفوي قائلا: "إن الأهليل نوع وطنيٌ للقورارة» وهو نوعٌ 
مسموغٌ للغاية» لكنه يتميّز بميزات الشعر القوي".!!) وسنحاول إلقاء نظرة على هذه 
الأشعار المنقولة والتي تناقلتها الأجيال جيلا عن جيل وقاومت الضياع والنسيان من 
خلال كتاب ألفه تحت عنوان (601012/2 © لاك !ذااوداث”"!) أو "الأهليل ن-فورارة" أو 
"أهليل نحتقورارين” من نشر دار علوم الإنسان 50160065 065 231502 3ا) 
1١007076(‏ 06 في طبعته الأولى بباريس سنة 1984» وأيضا من نشر المركز 
الوطني لأبحاث ما قبل تاريخ والأنتروبولوجيا والتاريخ في طبعته الثانية بالجزائر 
العاصمة سنة 2003. 

ولقد جاب 'مولود معمري" أطراف وقبائل القورارة من شمالها إلى جنوبها ومن 
شرقها إلى غربها ليكتشف أشعارا يؤديها الرّجال والنساء على حد سواء بقيمة فنية 
وجمالية بالغة ومعانيها لا تنضب أبدا وتحمل دلالات ومعان عميقفة عمق تاريخ 
انها الاق يدوه إلى اندي وتلل :لفل حك الأمتاريع الفعساافة الايد 
الصوفية الدينية ومواضيع أخرى مرتبطة بالأفراح والحبّ ولوازم الإنسان والأدوات 
التي يستعملها في حياته اليومية» ومكث 'معمري" ما يقارب تسع سنوات بهذه الناحية 
بعد جهوة تيكثقة وكتب رفول عن هذه التجرية: "إذا تحدك يوم وأن:«صيان: الأطيلن 
مثلما أبتكر وضنُبط ومورس خلال قرونء مهددا بالزتوال؛ فإنني سأكون في غاية 
الامتنان للرّجال والنساء الذين أدلوا بتراثهم» وهو يحتفظون به أوّلا ويملونه علي بعد 
ذلك؛ حتى وإن كان ذلك تحت تلك الهيئة الناقصة لكتاب ميّتة أوراقه, لا تتستطيع أي 
موسيقى أن تحركها".3) 

1 - الشعر الأمازيغي: 

يعتبر الشعر الأمازيغي الغذاء الروحي والوجداني لدى جميع القبائل الأمازيغية 
بشمال إفريقياء وظل هذا الشعر يلازم الإنسان الأمازيغي منذ أقدم العصورء يرصد 
نمط عيشه وطبيعة مجتمعه؛ ونقل تجاربه وأفراحه وكبواته وآماله وآلامه؛ ويمكن 
اعتبار الشعر الأمازيغي رافدا أساسيا من روافد الأدب الأمازيغي. 


124 


والشعن الشتبي: خامة هو شكل. .مق أشكال: التعبين:في: الأدت الشعيقء تال زاجنا 
كبيرا حيث عمل الإنسان ومنذ أن ارتقى حستّه على الرّغبة في التعبير والوصف 
وذلك عبر أشعار وكلمات وأغان ونغماتٍ وإيقاعات اختلفت كلها باختلاف البيئة 
والناكك وينول علد تغرن" (مامطارت 00 1) : "إِنّ الشعر هي المّادة التي تمر 
بدون إتلاف أو ضياع من القلب والصميم إلى الأقاويل» فالشعر هو بمثابة انبجاس 
مستمر تحدثه الطبيعة وتستهويه ملكة فطرية غريزية. إن الشعر الشعبي يتدفق من 
قلب كان يستقر فيه وهو فن تكونه روح فردية» وله شعراء رواد معروفونء ومن 
جهة أخرى بقيث العديد من الإبداعات الشعرية مجهولة المؤلف".© وهكذا فإنٌ 
الجذور الأولى لتفسيرات الإلهام الشعري تعود إلى فلاسفة اليونان القدماءء حيث كان 
'أفلاطون" من أبرز الذين فستروا العملية الإبداعية بالإلهام فقد كان في صدر حياته 
مولعا بقرض الشعرء وهذا ما حدًا به لأن يخصص بعض محاوراته الشهيرة ليوضح 
فيها رأيه في الشعر وفي الفنَ بوجه عام. فنجده في محاورة 'أيون" التي يتحدّث فيها 
عن "الإلياذة' و'هوميروس” يقدم فكرته القائلة بأن العبقرية إلهام.9) ومن المؤكد أن 
الشعر بوصفه خطابا إبداعياء يعد ثابتا مركزيا من ثوابت الثقافة الأمازيغيةء ومع أن 
هذه الثقافة ليست نشازا في هذا الأمر بالمقارنة مع الثقافات الأخرى وخاصة العربية 
فإنَ احتفاء الأمازيغ بالشعر يكاد يكون في سائر المناسبات» فطالما كان الشاعر في 
متكلوزيه' لذ اللقافة تمدو للمضة و العكية ما بولذلك فهد «الكنس “هد عاتم اناه 
اليومية للناس: يجري على ألسنتهم في أثناء العمل وفي فترات الرّاحة» تحت أشعة 
الشمس المحرقة وفي أَيَامم الشتاء الباردة» وفي الجبال والسهولء في البراري والقفار 
في الغابات وبين أشجار النخيل الباسقة» وفي الوديان والواحات» وتحت ضوء القمر 
من غسق الليل إلى فلق الصّبح. وفي سار المناسبات والاحتفالات والأعياد 
والأعراس.... وفي مقامات اللغو حيث بلاغة النظم كما في مقامات الحكمة حيث 
سداد القول.ومر الشعر الأمازيغي بمحطتين بارزتين: هما مرحلة الولادة الأولى 
وموكلة الرالادة الخائية: 


125 


فأمًا الأولى» فنعني بها الإبراقة الأولى للشعرء حيث يكون مجرد نطفة يلقى بها 
في لاوعي الشاعر يتلقاها عن سبق إصرار أو دونما تربّصء فتبدأ في النمو إلى أن 
تصير مضغة ثمّ تولد قصائد ومقطوعاتء هي لحظة الإلهام التي ترتسم فيها المعالم 
الأوّلية لتجربة الشاعر في القادم من أيّامه. وأمّا الثانية» فنعني بها ولادة النص 
الشعري بالنسبة لمتلقيه» فالشعر حين يولد يكون في وضع أشبه بالموت السريري ما 
لم يكن ثمّة متلق ينقذه من الموت ويعيد له أكسير الحياة» فمن هنا تأتي أهمية التلقفي 
في مسار الشعر ودوره في صناعة مقومات الاستمرار في الحياة للإبداع. 

ولعل من تلك الأنماط الشعرية الأمازيغية المتداولة في جنوب الصّحراء 
الجزائرية نجد "الأهليل" هذا النمط الذي كافح النسيان والتطوّر التكنولوجيء نمطّ 
يعود إلى زمن قديم يدل على قيمة حضارة هذه المنطقة التي تؤدي أشعار الأهليل؛ 
وهي منطقة القورارة الواقعة بوسط الصّحراء. 

2- منطقة "القورارة": (التحديد الجغرافي والاجتماعي) 

تقع منطقة القورارة في الوسط الصحراوي الجزائري» وهي جزءٌ من مجموعة 
جغرافية أوسع تدعى 'توات"” ويتشكل إقليم منطقة 'الفورارة" من أكثر من مائة واحة 
تتفرّع عبر القبائل المنتشرة هنا وهناك ومن أبرزها: توات ن-تبوء تاسفاوت» إغزر 
مدوراء مني البركة» ليشتا وغنات» مساهلء تماناء تورسيتء تينومورء تارووايا 
تلالات؛ أغلدء تالاء أمزاقارء بادريان» الكف. ألاميلاء بني ملوك؛ والقسم الجنوبي 
منها تشكله قبائل كبيرة مثل: تادمايت؛ أوفرانء متارفاء أوريرء أو عليء أدمور.... 
وغيرها.ويقع إقليم الفورارة على محور عرف في الماضي نشاطا تجاريا مكثفا عبر 
القوافل التجارية التي كانت تجوب هذا المحور مشكلة همزة وصل بين مدن شمال 
إفريقيا وإقليم السودان القديم. وقد وجدت مختلف الجماعات الزناتية في هذا الفضاء 
ملجأ لهاء بعضها لأسباب سياسيّة وأخرى لأسباب دينيّة وتوغل بعضها في الصّحراء 
حفاظا على سيادته والبعض الآخر لممارسة الشعائر الدينيّة بحرية دون تنسك أو 
انعزالية.(5) 


126 


والتف الأهالي داخل قرية محصنة تدعى القصورء ويبدو أن المؤرّخ الإغريقي 
"هيرودوت"* قد سبق له أن وصف هذه القرى ابتداءً من القرن الخامس قبل الميلاد 
هذا ما يكل على :قنم هذه الخضار:ة المقانة على أطزافة:واهاك وسحط الستهراء 
والتي عرفت استقرارا تدريجيا بشريا خاصة بعد العثور على منابع المياه التي 
استغلت في سقي البساتين» وتجدر الإشارة إلى أن 'هيرودوت" قد تحدّث طويلا عن 
قبائل كيمال. افويقيا انطلافا من: الننوااخل كان يبلميها آنذاك لببيا.ولعل كليل كلك متنا 
أشار إليه قائلا: "يبدو أنّ ثوب أثينا ودرعها وتماثيلهاء نقلها الإغريق عن الشساء 
الأمازيغيات» غير أن لباس تلك الليبيات جلديٌ وأن عذبات دروعهن المصنوعة من 
جلد الماعز ليست ثعابين» بل هي مصنوعة من سيور جلد الموان» وأمّا ما عدا ذلك» 
فإِنَ الثوب والدرع في الحالتين سواءء ومن الليبيين الأمازيغيين تعلّم الإغريق كيف 
يقودون العربات ذات الخيول".©6) 

ويتفرع الأهليل من اللغة البربرية الزناتية وهي إحدى اللّهجات الأمازيغية القابعة 
في الجنوب الجزائري وبأقاليم أخرى أيضاء ولقد أَدَى الصّراع المستمر ضد تراكم 
الرّمال حول قنوات المياه إلى بروز فنّ معماري يعتمد على مادة الطوب المحلية وتم 
الحفاظ على هذا الأسلوب في البناء عبر الأجيال في منطقة القورارة في انسجام تام 
نع اراسي لفقو والحاقي التفدهوت بالتدوكات :ار اففيئة فى لان معزو 
محكم يتماشى ويتلاءم مع فن الأهليل. 

ومع مرور الزمن انضمّت إلى الأهازيج القورارية اللّغة العربية -كونها لغة 
مدعّمة من الستماء أي الديانة الإسلامية- وانتشاره عبر أصقاع وبقاع شمال إفريقياء 
ونقل معه رسالة الأولياء الصّالحين والصوفيين الذين توالوا على المنطقة» ابتداءَ من 
أواخر القرن الرابع عشر للميلاد» وكانت في بداياتها الأولى عربية بدوية أتى بها 
البدو والرّحل ممّن كان يعيش خارج القصورء فأصبحت نصوص الأهليل متنوعة إذ 
أضفت في الكلمات جانبا دينيا عربياء استحوذ على مكانة بارزة في هذه الأشعار. 


127 


3 - اللغة الزناتية: 

تعتبر 'زناتة" من أشهر القبائل الأمازيغية وبدأت تظهر على مسرح الأحداث في 
بدايات الفتح الإسلامي» ذلك أنها ومنذ العصور القديمة كان يستى كل بطن من 
بطون زناتة باسمه». وكانت قبائلها موزّعة عبر شمل إفريقياء وبعد الفتوحات 
الإسلامية تعرّف العرب على القبائل الأمازيغية وأنسابهاء فكانوا يسمّون باسم القبيلة 
الأم فزاد ذلك من انتشار استعمال القبائل الأمازيغية الضخمة آنذاك؛ وكانت أعدادها 
تفوق الوصف وتمتاز بعصبيّة محفوظة» إذ كانت تعيش في شكل كنفيدراليات مستقلة 
عن بعضها البعض تلتحم أحيانا في شكل أحلاف قويّة أثناء الحروب وتفترق وتتنازع 
عند زوال العدو المشترك؛ وهو الأمر الذي صعب من مهمّة المسلمين الفاتحين» ومن 
أشهر قبائل الزناتة: مغراوة» بنو يفرن» جراوة» بنو ومانو بنو يلومي» وجديججن» 
وإغمرتء بنو برزالء بنو عبد الوادء بنو توجين» بنو راشدء بنو مرين» بنو برنيان 
بنو مزاب»... 

أمَا عن قبائل زناتة فلقد تركت آثارا عظيمة لا زالت إلى اليوم تشهد عن 
انجازاتهم وعبقريتهم فضلا عن شجاعتهم الفائقة التي خلدت ذكراهم؛ ومنها: القصور 
المنتشرة عبر الصحراء الجزائرية وهي من تشييد قبائل الزناتة» مثل قصور ورقلة 
واد ريغ» بني مزابء تيميمون» ومنطقة التيقفورارين وتوات وهي المنطقة التي 
سنعتمد عليها في دراستنا هذهء كون نمط الأهليل يتداول في هذا الصقع من أصقاع 
الجزائر وكان قد دونها الباحث الجزائري 'مولود معمري". 

4 - مولود معمري والجمع الميدان: 

شهدت الساحة الوطنية بروز شخصيات أدبية وفكرية نالت شهرة واسعة بفضل 
أعمالهم المتعدّدة ومن بين أولئك المبدعين الذين أبدعوا وأجادوا الإبداع -ولو بلغة 
'مولود معمري" (28 ديسمبر 25-1917 فيفري 1989) الذي أحسن 
أخذ ما عند الغير واستثماره استثمارا يليق بهويته وقيمة تراثه وعمق تقافته ويرقى به 
إلى درجة الكتاب العالميين. 


الآخر- نجد 


128 


ويعد 'مولود معمري" من الأدباء الجزائريين المخضرمينء وممّن اختاروا طريقة 
الكتابة الملتوية ففرض حضوره الدّائم سواء على الصتعيد الأدبي أم الأكاديمي وفي 
مشارب مختلفة المناهل» فهو روائيّ وكاتبٌ مسرحي كما قدّم بحوثا أخرى ضمن 
الأدب الشفوي في الأنتروبولوجيا واللسانيات الأمازيغية وكرس جل حياته لخدمة 
ثقافته سواء بالجمع الميداني والترجمة والتدوين والدّراسة لأشكال شفوية أدبية 
أمازيغية7) وها هو ذا 'طاهر جاووت" يورد في مقدمة لقائه الحواري مع 'مولود 
معمري" يقدم شهادة في شخصيته وكتب يقول: "لقد عاش مولود معمري حياة كاتب 
وباحث ميزتها وفاء جلي لمجموعة من الأفكار والغاياتء وتفكير متحرر من 
الظذروف وصرامة كبيرة في التحليل» ونزاهة فكرية لا يمكن إنكارها. إبسهامٌ كبير 
في شكل أبحاث أنتروبولوجية أو نحوية أو لسانية أو أدبية في الحقل التقافي 
الأمازيغي» وهو إسهامٌ مصيريٌ بقدر ما هو شجاءع. إنه أكثر الإسهامات أهمية في 
هذا العصر".!©) وتبدو ثقافة 'مولود معمري" مرهونة في فكرة لا يمكن له أن يبتعد 
عنها أبدا وهو ما أشار إليه على إثر لقائه مع 'ميشيل بوفير" (51/6أه28 هاؤحاءاالا) 
إذ كتب يقول: "ثقافتي» لغتي هما فعلا الأمازيغية وأنا متعلق بهما تعلقا خاصاء لأنني 
أومن بأنهما يصلحان لتعريفي» إنهما ذاتي» بشكل أو بآخر. أعتقفد أن أي ثقافة لا 
تكون حقيقية إلا إذا كانت مستنبطة؛ يمكنكم اكتساب أي ثقافة تأتيكم من الخارج 
وأقول إنه من المفيد اكتساب أكبر قدر ممكن من الثقافات؛ لكن ستنقصها دائما ثابتة» 
إنها بحق ثابتة الحميمية والصفاء".(© 

وعلى هذا القبيل حاول 'مولود معمري' أخذ الثقافة المنقولة وحمايتها من الضتياع 
والاندثار وأسّس للبحث الميداني الأنتروبولوجي الجزائري دعامة في سبيل ذلك» 
وهذا بعدما كانت تلك البحوث الأثنوغرافية (الناسوثية) والأثتولوجية (النياسية) 
والأنتروبولوجية (الأناسية) استعمارية أي تخدم مصالح الاستعمار» وتحوّل منحاها 
مع المدرسة الأمريكية التي ناقضت المدرسة التقليدية التي كان يقودها علماء أوروبا 
الغربية مثل: كلود ليفي ستراوسء بلونوسلاف مالينوفسكيء. فرانس بواس» جيمس 


فرايزرء فرانسيس هوكسلايء ليو فروبينيوسء فان جنيب.... وغيرهم ممن بحثوا 


129 


في ثقافات الشعوب البدائية لأهداف جلها لم تكن علمية بل سياسية استعمارية إلا 
القليل منهم من التزم بروح علمية ميدانية في سبيل التراسة. 

5 - أشعار الأهليل: 

كران ابولود متسري انه تلان في اليضة والنتقيت: قن القافة الأمازيفينة 
فحاول انتشال الأشعار الشفوية المتداولة من درج النسيان من خلال إنشاء فرق بحث 
متخصتصة لجمع التراث الشفوي لمنطقة القورارة بوسط الصّحراء» وكان له الدور 
الكبير في تصنيف هذا التراث المدرتج من طرف الأمم المتحدة وفرعها للتربية والعلم 
والثقافة (اليونسكو) ضمن قائمة التراث اللامادي للإنسانية. 

وهي أشعار بقيمة فنية وجمالية بالغة ومعانيها لا تتضب أبدا وتحمل دلالات 
ومعان عميقة عمق تاريخ إنسانها الذي يعود إلى أمدٍ بعيد. وتطغى على هذه 
الأهاز - القصائد والأناشيد الصتوفية الدينية باللغة الأمازيغية الزناتيةء مع أشعار 
تبرز تاريخ سكان المنطقة وما تزخر به ذاكرتهم الجماعية من ملامح وبطولات إلى 
جانب أشعار ترتبط بحياة الإنسان الفوراري اليومية ويقودها شيوخ معروفون 
بتجربتهم الطويلة وبحكمتهم ورزانتهم» ويشترك في أداء هذه الأنماط الشعرية النساء 
والرّجال» وهم يقفون ويرددون نفس الكلمات مع مرافقتها بالتصفيق الذي يتلاءم مع 
الألحان التي تدعّم بحركات أجسادهم. ويؤدى من طرف فرق تتألف غالبا من سبعة 
منشدين يكونون في أماكن عامة أثناء الليل في المناسبات الدينية والأفراح أو عند 
زيارة مقامات الأولياء الصالحين» ويعرفها أيضا 'مولود معمري" قائلا: "مظهر 
موسيقي وأدبي في آن واحدء ومشهد مسرحي دنيوي وفي نفس الوقت احتفال ديني 
ترا 1101 ومن ماعن هده لجان ا عيذ ل عانم لني ا سا و فق 
إثنوموسيقولوجي يبحث في الثقافة والتاريخ وعلى الرّغم من امتداد تواصله إلا أنه لا 
يزال يحافظ على شكله؛ وهو ما يشير إليه 'مولود معمري' حينما صرح قائلا: 
"اجتاز الأهليل كل التقلبات التي مسّته وهو لا يزال إلى اليوم محل اهتمام 
متواا ل "217 


1130 


وترتبط أشعار الأهليل بالكثير من الدلالات وتسميتها ترتبط بالكثير من الأسماء 
التي أشتقت منهاء وأولها : أنها مشتقة من أهل اللّيل باعتبار هذا النمط الشعري يؤدّى 
في الليل بين جنح الظلام» بينما ربطها آخرون بالهلال؛» ولكن من أكثر الاشتقاقات 
اعتمادا أنّ هذا النمط الشعري ينبثق من التهليل ومن عبارة التوحيد: "لا إله إلا الله". 
وتتفرّع مواضيعه في الدين وما يتعلق بسير الصتّحابة والأولياء الصّالحين» والغناء 
الصوفي المستلهم من الطرق التيجانية والقادرية وحتى الرّحمانية»... أو من التاريخ 
إذ تروي أحداثا جرت في عصور سالفة ووصلت أصداؤها إلى العصور الخالفة التي 
أخذت تترصّع في جبهات كل من تلقاها عن سواه. وأيضا مواضيع اجتماعية تروي 
عن نمط المعيشي وأشكال حياة وأمور الدّنيا وعن الغير والثبات والإصرار أمام 
مشقة الحياة أو حلوّها. ونجد في مقام آخر أن الأهليل أقرب من الكلمة العبرية "هلل" 
(طهلا-10هااهلا) والتي في تقديس الله وتبجيله وتقال في تأدية المزامير* مفرده: 
مزمور (0101165]لاأأا 053101765) والتي غالبا ما تبتدئ بكلمة: "هاليلويا" 
(111©|0-1/9) أي عظموا الله ونحن هنا أمام كلمة من أصول سامية وحامية أين 
يذل معتاها على .غناذة الله ووه وين 02 

هذا ويشير 'مولود معمري" في إحدى أقواله الرائجة معبّرا عن سحر أشعار 
الأهليل وحنينه وتوقه وشوقه إلى الجلسات الفنية مع أهالي الفورارة داعيا التارسين 
دعوة ضمنية إلى الاهتمام بتلك المدونة الخصبة والثرية: "إن المدوّتة الخاصة 
بأهازيج وأشعار القورارة لن يستنفذها أي تحليل؛ ولن يعوّض تجربة ليلة أهليل 
ممضية ومحتفى بها رفقة الفوراريين".13) وتجدر الإشارة إلى أنّ 'مولود معمري" 
وأثناء قيامه بالمعاينة والجمع الميدانيين التفى بمجموعة ممن ساعده على انجاز 
مهمته ولعل من أبرز هؤلاء دليله 'مولاي صديق سليمان" والذي أثنى عليه ثناءً 
كبيرا وشيّهه بالملك؛ ورافقه حيث تتواجد مجموعة القصور في شمال قبائل 'بني 
توات"؛ والتي يقطنها أمازيغ القفورارة» وهو من سهّل له عملية البحث كون الجامع 
الباحث ليس من أهالي المنطقة مما يصعّب وتيرة الغوص في البحوث الميدانية وهو 
ما استدعى تواجد هذا الدليل الذي ساعد في انتشال التراث الشعري القوراري؛ 


131 


وتعتدت رحلات 'معمري' إلى هذه المنطقة من فترة تمت من 1971 إلى 1979» 
وكللت بكتاب ضخم يحمل بين دفتيه طريقة الجمع الميداني وخصائص أهازيج 
الأهليل الفورارية وكذا المدونة التي جمعها من عند الرواة» ولو أنها -وكما يصرّح 
في الكثير من المناسبات- ضئيلة جذا بالمقارنة بما ينتجه هؤلاء المغنين الذي يؤدذون 
الأهاليل» ويقول 'مولود معمري" عن هذه المراحل التي جمع من خلالها المادة رفقة 
دليله الصديق الحبيب 'مولاي صديق سليمان": "أود ها هنا أن أهنئ الملك الطيّب 
الذي اقتداني يوما على طريق ذلك الإبداع الرفيع» والذي كان من الممكن أن يزول 
دون أن يترك أثراء لقد وصلت إلى القورارة في الوقت المناسب تماماء كان الأهليل 
لا يزال حيّا يافعاء ولم أجد أي صعوبة في جمعه"./14) 

إن جوًا مريحا كهذا من المؤكد سيكون دعامة أساسية لجمع مدونة حافلة؛ ولقد 
سادت بين 'مولود معمري" والرواة والحفظة ممّن أدلوا بثقافتهم وأشعارهم أجواءً 
خاصة وصفها "مولاي صديق سليمان" بالحميمية» ومرد ذلك هو بساطة الباحث 
وتواضعه وصدق نواياه وحسن أخلاقه؛» كدارس وباحث أو كإنسان قبل كل ا 
هذا ويبدي الدليل في حد ذاته في الشهادة التي أدلى بها في مجموعة أو سلسلة من 
اللقاءات التي نظمتها جمعية السلام (1121/115) في شهر فبراير 2014 بمنطقة أيت 
يني* والمتزامنة مع ذكرى رحيله؛ وهو يسترجع ذكرياته معه قائلا: "... أود أن 
أقول لكم إن مولود معمري كان إنسانا متواضعا وجدّ مهتما بتاريخ الأمازيغ؛ وفضلا 
عن ذلك ترك مروره من منطقة القورارة انطباعا حسنا".9!) وهي شهادة تثبت مدى 
تمستك 'مولود معمري" بطريقة الجمع الميداني القائمة. وأوّل دقائق التي يجب أن 
تستقر في الأذهان أن العمل الميداني إنما يخضع لظروف الميدان نفسه. ومن ثم 
فليست هناك طريقة واحدة يمكن القول بأنها الطريقة الصحيحة الوحيدة لمواجهة 
العمل في الميدان وأقصى ما يمكن أن نذهب إليه هو أن هناك إطارا عاما اتفق 
التارسون على صلاحيته لكي يتسع لأسلوب منظم لا خلاف عليه؛ بالإضافة إلى 
خبرة الباحث أو الجامع نفسه من واقع التجربة ذاتها. 


132 


إن الجامع هو الأساس الذي تنبني عليه دراسة الفولكلورء ومن ثمة فهو أهم عامل 
من العوامل التي تتكون منها الظاهرة أداءً وجمعا ودراسة» ولذلك لا بد أن تتوافر له 
مجموعة من المهارات الشخصية والقدرات العلمية وأن يكون على بينة بمهمته 
ومعرفة ما يريد جمعه؛ وأهمية ذلك الذي يجمعه بالنسبة للمجتمع الذي يتواصل معه 
باعتباره جزءًا مهما من ثقافته» إنه مطالب بأن يكون على استعداد لإقناع هؤلاء وألا 
يمل من الشرح وإعادته في أسلوب يناسب طبيعة الجماعة. 

إنّ معايشة الناس ومشاركتهم أوجه حياتهم أمران لا غنى للباحث الميداني عن أن 
يضعها في حسبانه وأن يضعها نصب عينيه أن يكون ذلك مدعاة إلى تكوين علاقات 
اا لعل هذا يقودنا إلى القول إن العامل النفسي له تأثير كبيرء وما يهمّنا هنا أن 
نلفت إليه النظر هو أن الباحث الميداني معرض لأن يواجه ظروفا كثيرة لا يستطيع 
أن يعد نفسه لمواجهتها سلفا فالأمر يعتمد على اللحظة التي يواجه فيها الموقف وعلى 
أبعاد الموقف وضروراته ومن ثم تختلف ردود الفعل.17) 

6- قراءة في الكتاب: 

تكاد تنعدم الدّراسات الميدانية والجمع الخاص التي أنجزت في أشعار وأهازيج 
الأهليل باستثناء بعض المحاولات المستشرق الفرنسي -أو المستغرب إن جاز القول 
يما أنه اتج صوب بلاد المغرب الكبير- 'روني باسي" *(835561 606) في 
لقو التاسع عشرء وذلك لأنّ أغلب الدراسات الأنتروبولوجية التي قام بها الاستعمار 
كانت شهز يفيقة :علنة ومركزة كلى التُخاطق التي كاومت الاتستسان بقسنة مقي 
منطقتي القبائل والأوراس .. 

هذا ولقد نزل 'مولود معمري" إلى ميدان القورارة» وجمع مدونته في مجموعة 
من القبائل وهي على التوالي: فاطيسء أجديرء كالي» تيميمون» غانات؛. شروين. 
وأعقيه على فق الدكن ,مق لذن الحسيول عتج جفونة: رظي امرناوم فقن وهفتا: 
"عائشة" من قبائل غانات وهي في الستينات» وأخرى في الثلاثينات (لم يُغخصح عن 
اسمها) من قبائل شروين أمّا البقية فكلهم من جنس ذكريء وثمّة مختصّون في مجال 
الإلقاء مثل: "ماهمي با ساوود" من تيميمون و'شريف مولاي عبد الرّحمان" من 


133 


شروينء وغيرهما بالإضافة إلى فئة الشبان التي قدّمت أو أدلت ببعض ما تعرفه. 
مثل شاب صغير في العمر لكنه أدلى بأربعة عشر نصا وبالتالي فهو يكاد يضاهي 
أسياده في الحفظ والإلقاء» مع أن المعلم هو وحده الجدير بتقسيم مجهودات تلميذ 
ليمنح له لقب المنشد المنفرد والترخيص له بأخذ مكانه أثناء تظاهرة ماء وهي اللحظة 
التي ينتظرها التلميذ بفارغ الصتبر لتشريف معلمه عند الأداء وإبراز قدراته الصّوتية 
ويخضع الشخص الذي يود ممارسة الأهليل إلى طقوس تعليميّة فمن تلميذ متحمّس 
ينتقل إلى رتبة معلم بعد أن يتلقى شفويًا الفنَ الشعري الفوراري من معلمه الذي 
يحفظه عن ظهر قلب ومعه جملة من الطرائق والأسرار لدعم النبرة والمحافظفة 
عليها مع طول النفس. 

يمثل الأهليل مجموعة من الفنون المجتمعة: فهو أدب وموسيقى وحفل راقص 
واحتفال بهيج؛ ويرافق كل الاحتفالات الجماعية والثينيّة» إنه الشكل الأساسي في 
وحدة الأهالي القوراريين» ويرتدي المشاركون لباسا خاصا بالتظاهرة: فالرّجال كانوا 
يرتدون لباسا يسمّى 'تشامير" وهو عبارة عن بذلة طويلة» وحايك من الصّوف يبلغ 
طوله ثمانية أمتار ومنديل بالأخضر والأحمر. كما يستعين بكيس صغير يحملونه 
معهم وبداخله حشائش مخدّرة وكبريت قصد تناولها أثناء أداء طقوس الأهليل. بينما 
ترتدي النساء المشاركات حايك يدعى 'ثافيلاليث' وقميصا طويلا يسمّى 
"أغرمبوز'(05 

ويتفرّع مصطلح الأهليل إلى تسميات أخرى منها 'تاجرابت" (1396/801) 
والأهليل فنّ نبيل يؤديه الرجال فقط وذلك في المناسبات ذات الصتبغة الدينّة؛ كما 
يؤدّى بطريقة الوقوف لذا يسمّى: 'لهليل ن-بداد" أو "أهليل هليل الوقوف" في الهواء 
الطلق» ولكن وفي الكثير في المناسبات مثلما هو الحال لدى قبيلة 'مسين" وفي اليوم 
الأخير من 'سبوعا" يدخل الرجال إلى ساحة مغلقة لمواصلة الأناشيد» وهذا بسبب 
تهاطل موجات البرد الغسقية ويواصلون الأداء إلى غاية الصباح» ويجلسون كلهم ما 
عدا من كان له صوت جاهر لإبلاغ البقية صداهء وينفصل الحشد في الصّباح 


134 


وينصرف كل واحد إلى انشغالاته اليومية والآخرون إلى الاستراحة بعد ليل طويل 
وكأنَ ما حدث هو مجرد فتح قوس استثنائي للحياة العادية ليغلق بعد ذلك. 

أمّا 'تاجرابت" (1996/5801) فلديها طابع أكثر خصوصية:. ويؤدّى خاصة أثناء 
اللخفالات العائلية» ولك :الكل مده" عضوو إن اذاخل” القان زلا وتجؤد للنسة 
خاصة كما أن الوسائل الموسيقية المستعملة بسيطة وهي: "البنفري" (11و880) 
والأحجار وقرعها والدق بواسطتهاء و'قلال" (1|21©لات) كما تشارك النساء أيضا في 
الاحتفالية» إذ تروي الأصداء أنّ الوليّ الصّالح 'سيدي محمّد أو عبد الله' وحينما 
كنك "تلكو هنخاس لفاك فط ازرنس لتنا رياد و هركا بسكل كير ة البناك 
وسط قهقهات وآهات النساء التي تتعالى هنا وهناك وأراد مشاركتهن الاحتفال» ولمَا 
علم والده أخذ عصا وأراد أن يعاقب ابنه» وما كاد يفعل حتى قام الولي مولاي "عبد 
الله' بالضغط على ثديه وأسال الحليب واللبن منه أمام دهشة الحضور ومن ذلك اليوم 
أصبح أداء هذا الطابع الأهليلي خاصا بالرّجال والنساء على حد سواء. 

وهناك نمط شائع آخر يدعى : 'تاهولي" (أال131701) وجمع منه 'مولود معممري" 
نصوصا متعددة مثل: 'أمايء أماي". "أسايحين” 'لله يا قلبي إوا يادادي.'سلامو". 
"ماما العزاري»... 

7- طريقة الأداء: 

تجمع احتفالية الأهليل من عشرة إلى مائة شخصء وفي وقت مضى كان كل 
الرّجال يشاركون في هذه الأجواء الاحتفالية» ومن الأعراف أن تشارك النساء 
المتزوّجات في مناسبتين فقطء ويمكن الاستغناء عن الأضواء والأنوار لكي لا تظهر 
وجوه المشاركات في الفعالية. يدخل المشارك إلى الحلقة ويشارك الجوقة ويخرج 
متى ما يشاء تحت فعل رغبته» ويدور الجميع في حلقة دائرية تسير عكس نظام 
عقارب الستّاعة»... وفي وسط الحلقة يخصّص لقائد الجوقة ومحركها ويشارك 
الموسيقيون (171311) وجمعه (10131/611) ويجري الاحتفال ابتداء من الساعة 
الحادية عشر ليلا إلى مطلع الفجرء إذ يقف الرّجال كتفا إلى كتف مع مشاركة بعض 
النساء المتقدمات في السّن» ويشكل الجميع حلقة التوائية وتتكوّن المجموعة من ثلاشة 


135 


أشخاص : المغني (/806611011)* وهو قائد الجوقة الذي يتلو أبيات الأهليل وعازف 
الناي باب نح-تمجا (5-161/0[3 886) وقارع الطيل (اهااع2-0 898) ونجد في 
الحلقة أيضا مسيّر اللعبة» وهو الذي يقود مسار الجوقة بالأشكال التي يقومون بها 
كالانحناء والرجوع إلى الوراء وتسمّى هذه الحركة "أرزتي" (81:6221)** وأمامه 
الراقصون الذين يقومون بنفس الحركة ولكن بصفة تراجعية. 

وتتابع الأهليل أو مراحله واحدا تلو الآخر لبعض دقائق ويحمل كل واحد منها 
اسما ويقدّمها العارفون باللعبة إلى ثلاثة أقسام: 

الأهليلات الأوائل» ويدعون : لمسراش 76561601 ا و"أوجروت ت" (أناولاظم) 

و"تيرا" (1]3) 

وتتكون الافتتاحية دائما بالصّلاة على النبي (ص) وذكر اسم الله عز ذكره. 
ويكون ذلك من قبل العازف والذي يعطي إشارة يشير بها إلى نوع الأهليل الذي 
شوو بلاؤتسة وهنا يحل 'أبشنيو" بإنشاء لازمة تكررها الجوقة مما يحدث تعدد 
الأصوات أو (001[/0000165) ويدوم هذا الوضع بضع دقائق يختمها المغني بمقطع 
موسيقيّ عادة ما ترمز إلى نهاية الأهليل. وتشرع الجوقة في تكرار نفس المقطع 
اللغوي والموسيقي وهو مقطع قصيرء ويصدر المغني صوتا مرتفعا وتققف الجوقة 
فجأة» وتسمّى هذه المرحلة الأخيرة 'تاندحت" (1300151) وهو يمثل القفل.(19) 

- التصوؤف في أهازيج الأهليل: 

تجزم طبقة النخبة في القبائل الفورارية بأنّ نمط الأهليل ارتبط ارتباطا وثيقا 
بانتشار الإسلام الصوفي بالمنطقة ابتداءَ من القرن الخامس عشر للميلاد» وذلك عن 
طريق الرّحلات التجارية والاتصال بالقوافل الآتية من الشمال» وكذا عبر ممارسة 
الستماع الصوفي الذي تؤديه المجموعات الصّوتية عبر الأناشيد الروحية والتهاليل 
وهناك نخبة من ترجع ظهور الصوفية إلى فترة سابقة تعود إلى التقاء البربر 
الثوراريين بالزهاد المسلمين الذين ساهموا في نشر الإسلام بالضحراء وجنوب 
الصتحراء ولعل المتتبّع للصوفية يكاد يجزم أنه مذهبٌ روحيٌ يحتل موقعا بارزا في 
الخطاب التيني المحلي؛ ويحتل موقعه داخل المنظومة المعرفية بشكل قويّ فاعل ولا 


136 


شك أنّ ذلك يعود إلى ثراء هذا الخطاب وقدرته على تخطّي الحدود المكانية 
والفواصل الزمنية والتموقع في الفضاءات الثقافية المناسبة وكذا التعبير عن الحالات 
الفكرية والوجدانية والجمالية والفلسفية» حتى أصبح هذا التصوّف يتحدّى النصوص 
الكبرى في الثقافات البشرية» ويرى الباحث 'مولود معمري" أنّ الخظاب الصّوفي 
يخاطب بالترجة الأولى النخبة في المجتمع: ومبدعوه يملكون المرروي مزه 
النظم والقول؛ ويتقنون صياغة الأفكار والرؤى بكيفية تضفي الجمال على القصيدة 
شكلا ومحتوى.” يركز المتصوفة جميعهم في سلوك الطريق إلى الله عزٌّ وجل 
على الحب بكل أنواعه وأشكاله» حب بني الإنسان الذي خلقه المولى عرز ذكره 
ووهبه الحياة ليعيش سعيدا مع أهله وجيرانه» فمن أحبّ الخالق» أحب مخلوقاته حبا 
بصدق وحرارة تستهلك صاحبهاء خيرهم وشريرهمء عليه أن يحبهم؛ ويرى ما 
يقومون به من سلوك هو من الله عزّ وجل "فألهمها فجورها وتقواها" سورة الشمس 
الآية (8) فلا يعترض ويعيب ما يرى من انحراف بعض الناس أو وقوعهفي 
معصية في لحظة ضعفء بل عليه أن يشفق عليه ويساعده على النهوضء ولا يغتتر 
بصلاح أمر نفسه فلربّما يقع في خطأ ما نتيجة ضعف بشري أيضا. الصوفي محبّ 
لخالقه وما خلق من الناس والحيوان والنبات» ويرى أنّ ما في الكون كله إلا مظاهر 
لتجليات المولى؛ وعلى الصوفي أن يحب حتى العشق والفناءء ويكون عامر القلب 
بالعواطف الجياشة التي لا تهدأ حتى تستهلك صاحبهاء والقلب البارد لا قيمة له 
عندهم إلا عندما تغمره مسالك الدفء الإلهي. 

ويرى "الحسين ألنوري" أن التصوّف "ليس رسما ولا علما ولكنه خلق» لأنه لو 
كان وشما الخصل #المحاهةة» ولو كان :غلا الحضنة: بالقطيد» ننه تعلق الاق 
اللهدا'”) ومن هنا فإنَ تجربة الصّوفي هي: تجربة ذوقية» تجربة عاطفية وانفعالية 
وليست تجربة عقلية ولا تجربة نظريات فلسفية والحق أن التجربة الصوفية ليست 
مجرّد تجربة في النظر وليست مذهبا دينيا فحسبء وإنما أيضا تجربة في الكتابة لقد 
استخدم الصوفيون في كلامهم على الله والوجود والإنسان والفنَ والشكل الأسلوب 


والرُموز والمجاز والصورة والوزن والقافية والقارئ يتذوق تجاربهم ويستشئف 


137 


أبعادها عبر فنيتها وهي مستعصية على القارئ الذي يدخل إليهاء معتمدا على 
ظاهرها اللفظيء بعبارة ثانية يتعذر الدخول إلى عالم التجربة الصفيّة عن طريق 
عبارتهاء فالإشارة لا العبارة هي المدخل الرئيس» من المواضيع التي تتغنى بها 
أشعار الأهليل نجد ما يلي: 

الصلاة والسّلام عليك يا سيدي 

بسم الله أقولها مرّات عدة: 

لا إله إلا اللهء ربي 

سبحانه 

إنه الحيّ الذي لا يموت 

لم يخلق شيئا ليدوم 

إلا هو 

المعزٌ المحبوب 

إليك أتوب إذا ما أخطأت ربي 

أستغفرك ربي 

لأنك ربي ونبيّك على لساني طيلة الوقت 

يها النبي سأتشبث بك بكل قوّة 

حتى إذا أردت أن تتسبّب في موتي 

فإنني لن أشعر بالحزن 

وفي الليلة التي جاء فيها 

ملك الموت وأمسك به 

وخاطب فاطمة قائلا: 

أيا فاطمة يا حبيبتي ويا ابنتي 

افتحي الباب للمبعوث الذي حل عندكم 

مرحبا بمرسولك ربي 

إنها رسالة ولن أرفضها أبدا.22) 


1368 


تتغنى هذه المقطوعة الغناتية التي أوردها 'مولود معمري" حول الأهليل في تعظيم 
صاحب الجلالة عزّ وجل ذكره؛ وعن المقام الرفيع الذي يتبوؤه النبي محمد (ص) 
بين أهالي الفورارة وتمتاز هذه الأشعار بطابعها الروحي إذ تبلغ المسامع بالحبّ 
الإلهي والمقام الرفيع والحصن المنيع الذي لا يبلغه العبد إلا بعد نصب وجهاد وسعي 
ومثابرة وحرص على إرضاء المحبوب. إنها أشعار تتصل بعلاقة الإنسان مع ربّه 
فهو يريد أن يكون إلى جانبه أينما حل وارتحل» هو إذن: وضع نابع من فهم علاقته 
باللهء فهم لا انفصام فيه بين الأنا والله والأنا والعالم» فالله ليس موضوع رقابة» بل 
موضوع مؤالفة قابع داخل النفسء ما دام الإنسان خلق على صورته. إنه حب يتحدى 
كل الصعوبات ويصل مقام العشق» "والعشق هو طمع يتولد في القلب ويتحرك 
وينمو» ثم يتربى وتجتمع إليه مواد من الحرصء وكلما قوي زاد صاحبه في الاهتياج 
واللجاج» والتمادي في الطمع والفكرء والحرص على الطلب حتى يؤذيه ذلك إلى الغم 
المقلق".(22) كلما تذكر شخصا جليلا في المجتمع الجزائري بخاصة والمجتمع 
الإطاامى يعانة وهو شخضية "قاطمة؟ لنبوية ينه الرمكحوق: (فن) ووه عطي 
رضي الله عنه وابنيهما "الحسن" و"الحسين" فهذه الأسماء كثيرة التداول في المجتمع 
الجزائريء وما ذلك إلا دليلا قاطعا عن مدى ارتباط أهالي الفورارة بأهل البيت 
الوافدين إلى شمال إفريقيا مع مرور الأزمنة والأطوار. 
مواضيع أخرى في أشعار الأهليل: 
ويمكننا أن نشير إلى أمر آخر هو أنّ بعض أشعر الأهليل وفي بعض 
عناصرها كبقايا الديانة اليهودية مثل عنوان هذا الأهليل : 'سلامو" (5819000) 
وحينما أستفسر من الستكان القوراريين عن أصل هذه الكلمة يُقال إن معناها السّلام 
مثل ما جاء في هذا المقطع: 
أعطف علي 
أنا ملكٌ لك 
8 زف (24) 


139 


ونفس الأمر ينطوي على المعبد وما يعرف بالأمازيغية 'تامزقيدا" 
(7232911102) وهو معبد للصلاة» ويُسِمّيه أو يُطلق عليه أهالي الفورارة 
الكعبة» ويرى 'مولود معمري' أنّ هيتة هذا المعبد أقرب من معبد 'سليمان" النبي 
عليه السّلام منه إلى الكعبة الشريفة.وتشير بعض المصادر في تاريخ الغرب 
الجزائري أنّ جماعة كبيرة من اليهود قد لبثت فترة طويلة في منطقة '"تامنطيط"* 
وهي مركز منطقة التوات التي كانت عاصمتها بالقرب من مدينة تلمسان» ويُقال أن 
"المغيلي" جاء إلى واحات القورارة لنشر مبادئ الإسلام الصّحيحة وأباد الجماعة 
اليهودية وأجبرها على اعتناق الإسلام» فمن سكان منطقة 'تيميمون" من يؤكد أن 
أصوله من أحفاد الجماعة اليهودية التي تبنت الإسلام. 

ولكي لا نبتعد كثيرا عن الإطار الموضوعي للدّراسة والقراءة في كتاب 'أهليل 
القورارة" 'لمولود معمري" لا بد على الأقل أن نشير إلى تواجد نوع من 
الإيديولوجية في الكثير من النصوص الواردة في الكتاب» وتنطوي على عدم 
التوازن بين أهالي الفورارة حيث تعطى الأولوية للششرفاء والأرس تقراطبين 
والفقهاء» وتقصي حالة المستضعفين الذين يتغنون بالنصوص ومما نستشفه من هذه 
النصوص معانات وشكوى وعتاب: 

إن كنت ابن عبد فإنك غزال 
وإن كانت لدينا أموالاء فحيّنا واحدٌ 
وفوق كل هذاء فإبدا مقنتاؤون' أمَام اللذاعته المويك 

ويفل تعكن: الغو ارهق الحعه الفضلهبريق الإبتيزلوهية الشتريقة والمرابطية 
والتفكير الإسلامي الصّحيح. لذلك يبتدي الأهليل رغبة في إعادة ترتيب الأمور إلى 
ما عليه الأصل وبحث حقيقة تاريخية معيّنة» ويقول الشاعر الفوراري: 

أتألم في رأسيء ولكني لم أشبع بعد من الأهليل 

تؤلمني يدّيء ولكني لم أرتو بعد من الأهليل. 

تؤلمني قدميء ولكني لم أرتو بعد من الأهليل 
وفي اليوم الذي ألقاك فيه أيها الرسول لن أشبع من الأهليل.(25) 


140 


اليوم الذي ألقاك فيه أيّها الرسول سأكون قد اشفيت غليلي من الأهليل. 

إذن الملاحظة أنّ البيت الأخير يقترح حلولا مغايرة للترجمة الأصلية ويمكن 
إرادة بالمعنى. 

ونجد في مقامات أخرى مجموعة من أشعار الأهاليل تتغنى بالمحبوبة على 
شكل مقاطع غزلية أوردها الفوراريون وحفظوها بالتداول ومن تلك الأبيات ما 
تنشده الجماعة: 

بربي يا رسولء الحبيب محمّدء أصلي عليك 

يها النبي الهاشمي» لقد أقسم قلبي» وعاهد نفسه في قرارته 

بأن لا يحدّث أحدهمء حينما يكون في حزن شديدء لقد نمت له جناحان 

وبدأ يبحث عن حبّه. تين هول الفتاة اليافعة العمرء بقلب رهيف 

وسأعيد الكرٌّ من جديد» مضت إحدى عشر سنة» عن عشقي 

وكم أسرفت في حقهاء حتى بلغت فؤادي ونلت مرادي29) 

وتتغنى هذه المقطوعة الأهليلية الفورارية عن عشق الفتاة الفورارية "تين هول"' 
وقد ارشياظ عقافها يوا فيو مسقي كل ب الالياكفة أذ لهو انحية: الا ماني هقفار عقة 
الزّمن لنيل مبتغاه ويعيش إلى جانبها. 

وفي مقام آخر نجد القورايين يتغنون بالمحبوبة مع إضفاء جانب عشقي للإله 
ونبيّه ذلك أنّ الخطاب الصوفي أراد أن يتوغل بالوعي الإنساني الفوراري نحو 
أعمق معاني السمو على نتفاهة الحياة وماديتها وحطتهاء وأن يخلص الأنا من سجنه 
ويخرجه من هشاشة الواقع ويحلق به في سماوات المطلق اللامتناهي بغية تجديد 
النبض الرّوحي وارتقاء أعلى درجات الصّعود نحو المتعالي» فجاءت الأبيات الآتية 
في التعالي بالمعشوقة: 

بسم الله يا رسول 

فى مليع بالاشواح 

بعدما أزلت أيها النبي الأتراح 


141 


لقد جعلتني أعمى 

من الستكر والعسل 

لقد قامت من مقامها وارتحلت 

ولعنيا عادت 

إنها تنتظر 

لكني لست حبيبا لها 

اذهبي واتركيني 

رغم أنني ما زلت مرتبطا 

وكل ما أعطيتك إياه 

لا زلت عاشقا لك 

وشاظل التقمك الرينا بد الفزات ا 

وصفوة القول إنّ جهود 'مولود معمري" في تدوين أشعار الأهليل التي ينتجها 
الفوراريون ملخصة مسار حياتهم اليومية والاجتماعية وكذا تاريخهم الحافلء ولا 
يمكن لرجل الواحات أن يعيش منعزلا في بيئة قاسية وصعبة» لا وجود له دون 
مجموعته بعيدا عن روح التآزر التي يبقى هدفها السامي التعايش الجماعي مع 
المحافظة على الروابط المتينة التي تشد الفرد بجماعته؛ فليس غريبا أن نجد 
التشكيليّة الرّمزية للأهليل تتجمستد في الحلقة أين تلتقي عناصر المجموعة الصوتية» 
الكتف عند الكتف متأمّلين المنشد المنفرد وسط الحلقة. وختاما نقول هكذا يجبتّد 
الأهليل دور الروابط الدموية في الحفاظ على الانسجام الاجتماعي ضمن روح 
جماعية تربط حياة الفرد بحياة الجماعة. 


12 


هوامش الدراسة: 


06 بأأصوطمهقا : لع ,أنامز0 عقط1 ععناج معنتام امع ,تتعمصصواا لنمانواة () 
,1987 ,أعواث ,65 أ2 06لا 
.6 ,لطا 2) 

بأأناء5 : لع بأعناونا8 عأنوالا عمامامم :16 بؤعامطأة ععمصمع ,و5عاامل رودم 6 

,وموم 

0) ينظر: أحمد المنادي» الإلهام والتلقي في الشعر الأمازيغيء المعهد الملكي للثقافة 
الأمازيغية/مطبعة المعارف الجديدة» الرباط» 2011» ص14. 

) ينظر في هذا الصّدد مقالا أعده: علي سياد» غناء متعدّد الأصوات (النغمات) أو رقصة 
الفورارة؛ باحث في الأنتروبولوجية الاجتماعية والثقافية بمتحف باردو للمركز الوطني 
لبحوث ما قبل التاريخ والأنتروبولوجية والتاريخ؛ ص37-35. 

* مؤرّخ إغريقي عاش في القرن الخامس قبل الميلادء وكان رحالة يحب الأسفار» وهو أوَل من 
صور أحلام الشعوب وعاداتهم وطرح فكرة وجود تنوّع وفوارق فيما بينها من حيث النواحي 
السلالية والثقافية واللغوية والدينية» ويمكن اعتباره أوّل أنتروبولوجي في التاريخ» لأنه أوّل 
من قام بجمع معلومات وصفية دقيقة عن عدد كبير من الشعوب غير الأوروبية وتناول 
بالتدقيق تقاليدهم وعاداتهم. 

7 خشيم علي فهمي» نصوص ليبيّة» دار مكتبة الفكرء طرابلس/ليبياء 1967» ص67. 

7 ينظر: عزيز نعمانء الثقافة الحيّة لدى مولود معمريء مجلة تحليل الخطابء العدد: 25: 
منشورات مخبر تحليل الخطابء كلية الآداب واللّغات» جامعة مولود معمري -تيزي -وزو» 
جوان 2017.؛ ص 44. 

.8م بأناموز0 عنقط13 عع مع أأعامع ,أتعصصوالا لناواناهل8ز 8) 

عاوغطاوناطز8 ,49كلما ,وتؤواك:0 3003065 أء 5عناومها ,ألعصصوالا لنوانهلز 0 

,1985 ,030303 ,ع06غ906 نال أحده هد 
نلجمه3لا عنامة6 يل 5ععأممقانا ,ذنضنامة بل الااعطكظ”ا ,تتعصمصذانا لنمانوالز ١‏ 
1510105 أ ذعنال01001مم0 طامط ,5عناو5أة5أطفط 5عرعععطعع عل 
7 ,2003 بععواث ,ناءثم.ط.ه.لا.0 ,1[كلح علرؤة 5عااعنابهلم 
.9 ,لطا (11) 
* هي مجموعة من الترانيم والأناشيد والأدعية يحمد فيها الله ويشكر على ما أسدى من جزيل 
الرغائب. 


(0 


,88نا60 نال اللاعطمنا ,أتعصصوانا لنمانولة 123) 
,01ا30ز0 1321 ععلل معتاع نامع ,أتعصسصواا لنوانول1 (13) 
.58-9مم ,لطا 14) 


143 


(5') ينظر: عزيز نعمانء الثقافة الحيّة لدى مولود معمريء ص51. 

* منطقة أيت يني أو بني ينيء تقع بأعالي ولاية تيزي وزو وهي دائرة من دوائرهاء وهي مسقط 
الباحث مولود معمري. 

رألعطاطة/ا لباماناهالا ع0 صه 3م015 ا ع0 عئأأو5اع/اأصصظ ,أدناه-482 310لا 

: ©| تعواخث ,7116 لظ ,صقنوللا اع ما ,تمصعلا أمع8 3 20قاناهم© عل الالعطك” ا 

05/03/2014, 0 

0') ينظر بهذا الصّدد المرجع الآثي: إيمان مهران بنت النيل» الففون الشعبية (دليل الجمع 
والتوثيق)» الجزء1 والجزء2» مؤسسة النيل الحضارية» القاهرةء 2014. 

رع1غ6ة5 "4 ,عنا851310 أوطلانامل ,عنؤطع8 عأطمق2ومه6ن<اه| 06 0165لا رأع8955 مومع +« 


)16( 


6-25 ,ع7أمأمما ,غع]1300-أ00ي 52 ,1887 علطمصععغمل-عءطمعاملم 
بلالامطاماً! ع0 عئؤطع5 /عم1وم عا “لاة 5عنال]أ5ألاومأًا أع ذ5عناوأطم0لومصطاع 
.1264 
.25-29م0 ,318]نا60 نال الااعطظ نا ,تتعصصواا لندانهال/] : عزم/١‏ (18) 
* ملاحظة مولود معمري: أبشنيو كلمة يستخدمها التونسيون وتفيد معنى الطالب الصغيرء بينما 
نلاحظ نحن أن الكلمة تتفرتع من كلمة إشنو باللهجة القبائلية التي تفيد الغناء. 
** من المحتمل أن تكون هذه الكلمة مشتقة من الكلمة الأمازيغية 'ثرزي" (173121) أي الانكسار 
ومصدرها الفعل "أرز". 
.0026-9 ,318]نا60 نال الااعطظ نا ,تعصصواا لندانهل/! : عزم/١‏ (19) 
بلامطنوط 803 : ومعصمءمها بأأل ة لمهطوانا طاتعط0 ,عصمواا لنوانولز 20) 
3 ,1990 أعوام 
(2) محمّد جلال شرفء دراسات في التصوّف الإسلامي» دار النهضة العربية» بيروتء 21984 
ص 199. 
6 ,601023 نال الالعطظ ”ا ,بمتعصمصولآا منمانواا 
0 محمّد زغلول سلام» الأدب في العصر المملوكيء منشأة المعارفء الإسكندرية» دت» 
ص135. 


)22() 


,38]ناه6 عل الااعطة نا ,أتعصصواا لنمانولز 24) 
وكتب في هذا الصتدد الروائي الجزائري "أمين زاوي" رواية بعنوان:* 
ألأعم 3 1 عل آآأبال تعأصع0 عا 

,88 ناه فل اللاعطظ” ا ,تتعصصواا لنوانولز (25) 
,زطا ©2) 


61م ,لطا 27) 


144 


الخصانص اللسانية للغة الأمازيغية 
مقاربة بين اللهجات المزابية والشاوية والقبائلية 


د. الصادق خشاب 
جامعة المدية 


1 تر(زلكاع 1520 


إذا كانت اللغات هي أصل ثقافة الشعوب»: وعند توحد اللغة على مساحة كبيرة من 
العالم وعلى سبيل المثال مجتمعنا الذي نعيش فيه. وبالتحديد الجزائر وعلى اتساع 
أراضيها وترامي أطرافهاء إلا أن اللغة الرئيسية التي تجمعهم هي اللغة العربية 
أو بالمعنى الأصح اللهجة العامية. لذلك نجد أيضا تشابها بالغا أو توحدا في 
الثقافات والفكرء ولكنه يبقى على مستوى الثوابت العامة والمحاور الرئيسية التي 
يتخذها الجميع سبيلا ليعيش من خلالها وخلال وحدتها الكل في تناغم وتلاق عند بعصض 
الفكرء وثوابتنا تبدأ من الدين والاخلاق وعادات المجتمع التي تعد بمنزلة خطوط رئيسية 
لا يختلف عليها اثنان. ولا ندري من الذي توحد مع الآخرء هل هي اللغة مع هذه 
الثوابت أم أنها الثوابت التي باتت جزءًا من مفاهيم اللغة. وقد يكون هذا كله على 
المستوى العام» ولكن اذا أردنا أن نخوض أكثشر فأكثرء فنجد أيضا أن اللهجات 
الأمازيغية المتداولة على مستوى البلد الواحد تؤثر في فرعيات الثقافة العامة لهذا البلد 
بحيث تجعلها ايضا واحدة» فنراهم يتفقون على إحدى المقولات أو الأمثالء» وكلها 
كلفات: حرجت من .واقع المكان» :.وعندما استختمك وتداولها الذلئن صتمت من خالينا 
جزمن أقافة ج1111" وناتيوكة هذا أن لكل كلمة احينت إن الليجة الماريسة 
كانت لصلة معينة أو لسبب بعينه أو أنها شرحت حالة» فعندما تكوؤنت وتجسدت 
وهي تحمل معنى يعرفه أبناء البلد الواحدء فإلى بعض الأمثال والكلامات جزائرية 
اللهجة - بنوعيها - والمعنى والتعبير. 


د14 


ولمعرفة أصول اللهجات الأمازيغية»ء ومن أين دخلت عليها بعض الألفاظ لا بد أن 
نتحدث عن أصول الأمازيغ ونسبهم. 

نسب الأمازيغ: 

٠.1‏ -التسمية: 

إن كلمة "أمازيغ" هي مفرد وجمعها "إمازيغن"» ومؤنثه: 'تمازغيت" وجمعها 
'تمازغيين". ويحمل هذا اللفظ في اللغة الأمازيغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد 
وصاحب الأرض. والأمازيغ هم مجموعة من الشعوب الأهليّةء كما عبر عنها 
عبد الرحمن الجيلالي بقوله: "هم مجموع سكان الشمال الأفريقي من حدود واحة 
سيوة المتاخمة للبلاد المصرية شرقا إلى ساحل البحر المحيط الأطلسي غربا بما فيه 
جزر الكناري وإلى ضفة وادي النيجر جنوب"7). وهي المنطقة التي كان يطلق 
عليها الإغريق قديما باسم البربر وهم قبائل كثيرة وشعوب جمة و طوائف متفرقة. 

اختلف المؤرخون في أصل تسمية البربرء إلا أله من الثابت اليوم أنها 
كلمة إغريقية أطلقها اليونانيون على من لا ينتمي لحضارتهم المميز باللغة 
الإغريقية والذيانة اليونانية. لذلك نجد المؤرخ اليوناني هيرودوت ١16000016‏ يطلق 
وصف البربر أو البرابرة على الفرس و المصريين القدامى على الرغم من أنهم أعظم 
شعوب زمانه. وكذلك أطلق الرومان لفظ البربر على الذين لا ينتمون لمنظومتهم الثقافية 
والحضارية الإغريقية/ الرومانية. ولعل بقاء الشمال الإفريقي خاضعا للنفوذ الروماني 
إلى غاية الفتح الإسلامي قد يفسر بقاء اسم البربر لصيقا بشعوب المنطقة» فلقد اتصل 
الأمازيغ بالشعوب والإمبراطوريات القديمة» وسبَّبْ ذلك اتساع الرقعة الجغرافية. 

يذكر ابن خلدون في تاريخه بشأن الأمازيغ» على أنهم في الحقيقة من ولد 'كنعان بن 
خام بن.النبي.توح" اغليه المتلام وهو بذلك يُدخض :كل الأقوال وَالآرَاء التي :قال بها 
سابقوه» مُعتبرا إياها خاطئة لأنها بعيدة عن اليقين. ولقد قسّم البربر إلى 
ثلاثة أقسام هي: البرانس» البتر وأخيرا الملثمون. ويقول "ابن خلدون" عن 
الأمازيغ: "و الحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم؛ أنهم من ولد كنعان بن 
حام بن نوح» كما تقدم في أنساب الخليقة» وأن اسم أبيهم مازيغ» وإخوتهم أركيش 


146 


وفلسطين إخوانهم بنو كسلوحيم بن مصرايم بن حام وهذا دليل على أن 
الأمازيغ قد وُجدوا منذ 100 سنة قبل الميلاد» وحافظوا على هويتهم 
وتقاليدهم وأراضيهم ولغتهم»ء وهو ما أورده ابن خلدون واصفا شأنهم: إن هذا الجيل 
من الآدميين هم سكان المغرب القديم» ملأوا الببسائط والجبال من تلوله 
وأريافه وضواحيه وأمصارهء يتخذون البيودت من الحجارة والطين ومن 
الخوص والشجر ومن الشعر والوبر"©. 

أما في الجزائرء فإن من أشهر المدن والعواصم التي س كنها الأمازيغ» نجد 
العاصمة التي "كان فيها بنو مزغنى الصنهاجيون»ء وجرجرة ببلاد زواوة 
ووارقلة ( بنو ورجلان ) في الجنوب بصحراء الجزائرء والمنيعة أو(القليع)» من 
واحات الجنوب الجزائري.و ندرومة» وتيهرت وما حولهاء وتلمسان»ء ومابين 
شرشال وتنس» وجبال وانشريسء» ونواحي جبال عمور بعمالة وهران وبين ثنية 
الأحد وتيارت» وسوق اهراس بعمالة قسنطينة وجميلة وفج مزالة غرب قسنطينة 
ونواحي بلاد ديار الشبكة من بلاد بني مصاب ( مزاب)"7). 

1 -دلغة الأمازيغ: 

الأمازيغية لغة شمال أفريقيا حسب معظم الباحثين» أي أنها إحدى اللغات 
الأفرو-أسيوية القديمة» وهذه اللغات الخمس هي: "اللغة المصرية القديمة واللغة 
الكوشية واللغة السامية واللغة الأمازيغية واللغة التشادية . وهي عائتلات لغوية تفرقت 
عنها كل اللغات واللهجات» كما عبّر عنها الباحث سالم شاكر"7. 

وهي تمثل لغة معيارية يتواصل بها الناس في ربوع شمال أفريقيا منذ عشرات 
الآلاف من السنين من واحة سيوة بمصر شرقا إلى جزر الكناري والمحيط الأطلسي 
غربا ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى مشارف الغابة الاستوائية جنوبا. 

ومن المعروف أنها لغة سكان شمال أفريقيا منذ ما لا يقل عن 5000 سنة كما 
دلت عليها امجموعة النقون: والوتائق الأركيولوجية :اوقد انتعشث أتداولا وكثانة 
في ليبيا وأفريقيا ونوميديا وموريطانيا القيصرية وموريطانيا الطنجية7 وتقدر 
مساحتها بخمسة ملايين كله2" (00. 


117 


تنقسم اللغة الأمازيغية على العموم إلى لهجات رئيسة ذكرها عبد الرحمن 
الجيلالي مفصلة في كتابه: تاريخ الجزائر العامء وقد حددها فيما يفوق الثلاثمائة 
لهجة» تندرج تحت جذمين عظيمين هما مادغيس* وبرنس117). إلا أننا نحتاج منها 
ما كان مختصرا وهذا الذي أحصاه الدكتور جميل حمداوي وأيضا الباحث محند 
آكلي حدادوء في ما يلي: 

اللهجات الزناتية» واللهجات المصمودية» واللهجات الصنهاجية» ويمكن 
اختزالها في حوالي عشر لهجات كلها تنحدر من اللغة الأم وتختلف فقط في الجاندب 
الصوتي وبعض الجوانب المعجمية» وأهم هذه اللهجات حسب تقسيم جميل حمداوي 
تتمثل في الآتي (02: 

٠‏ اللهجة التارقية: وهي اللغة الزناتية ويتحدث بها أمازيغ الصحراء الكبرى 
وتنتشر هذه اللهجة في شمال كل من مالي والنيجر وجنوب الجزائر وليبيا ومناطق 
من تشاد وبوركينافاسو. 

٠‏ اللهجة الشلحية: وهي لغة مصمودة ولمطة وجزولة وتنتشر في الغرب 
الجزائري والمغرب. 

٠‏ اللهجة القبائلية: وهي لغة كتامة المنتشرة في مناطق القبائل بالأطلس الساحلي 
الجزائري. 

٠‏ اللهجة البربرية: و يسميها بعض السوسيين ب “تابرابرييت”,» وهي لغة 
صنهاجة و تنتشر في تونس وفي بعض مناطق شرق الجزائر وبعض المناطق 
بالمغرب. 

٠‏ اللهجة الريفية: وهي لغة كتامة المنتشرة في جبال الريف والهضاب التي تليها 
جنوبا وفي شرق المغرب. 

- اللهجة النفوسية: وهي لغة نفوسة وتنتشر في جبال نفوسة بلييبيا وشرق‎ ٠ 
جنوب تونس.‎ 

٠‏ اللهجة الغدامسية: وهي لغة منطقة غدامس الموجودة بالجنوب الغربي بليبيا 
مع اللهجة الزواوية وهي لغة واحة زواوة بالقرب من جبال نفوسة بليبيا. 


145 


٠‏ اللهجة السوسية: وتنتشر في صحراء جنوب غرب مصر. 

٠‏ اللهجة الشاوية: وننتشر في جبال الأوراس بشمال شرق الجزائر. 

٠‏ اللهجة المزابية: وهي اللهجة المنتشرة في وادي مزاب بالجبال الصحراوية 
الجزائرية. 

ومن المعلوم أن اللغة الأمازيغية قد اضمحلت في جزر الكناري بس بب الاستعمار 
الإسباني» رغم اعتزاز أهلها الأصليين "الغوانش 610300165 " بأمازيغيتهم. 

تنتشر اللهجات الزناتية بشكل واسع في الجزائر وتونس وليبيا كاللهجة القبائلية 
واللهجة الشاوية» ولهجة بني مزاب» والشلحية بالجزائرء واللهجة النفوسية:» واللهجة 
الغدامسية» ولهجة أوجلة» ولهجة سكنة بليبيا» أما في تونس فيمكن الحديث عن 
مجموعات ساقية ومجورة وسند وتامزرات وشنين ودويرات وجربة» وتوجد بشكل 
قليل في المغرب/13). 

أما اللهعجات المصمودية فتوجد في الغرب الجزائري» لكنها بشكل كبير في المغرب 
الأقصىء كالأمازيغية» والريفية» والشلحية بغرب الجزائر والمغرب. 

أما اللهجات الصنهاجية فتنتشر هنا وهناك في مناطق محددة في المغربين: الأوسط 
والأقصىء وفي المناطق الجنوبية المحاذية للصحراء كاللهجة التوارقية ببلاد ااطوارق 
المحاذية للجزائر ومالي والنيجرء واللهجة السيوية في مصر.ء وتوجد مجموعة زناتة 
في الغرب الجزائري والحدود الموريطانية-السينيغالية. كما توجد الأمازيغية خارج 
رقعتها الأصلية» فنجدها بكثرة في 'هولندا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا وجزر 
الكناري الإسبانية التي يقطنها الغوانش 600306165 الذين كانوا يتحدثون بالأمازيغية 
الكنارية قبل أن يقضي الاستعمار الإسباني على اللغة الأمازيغية فيها. ومازال الغوانش 
5 يدافعون عن اللغة الأمازيغية ويسعون جادين إلى إحيائها وبعثها مرة 
أخرى04. 

و يظهر لنا جليّا أن اللغة الأمازيغية هي لغة أكدها جميع الباحثين القدامى والمحدثين؛» 
وكتبوا عنها. 


149 


1- التيفيناغ: 

وهي اللغة التي استعملها ويستعملها الطوارق بناحية الهكار من القطر الجزائري(15, 
في حين كتب الأمازيغ بكتابات أخرىء: ولا يوجد دليل على أن التيفيناغ كان خطا 
خاصا بالأمازيغ» إذ أنه ذكر أنهم ممن لا علم لهم ولا كتابة2) كما أن التيفيناغ هو 
نفسه الخط الموصوف في كتاب الفهرست لابن النديم في فصل كلام السودان» وقد نسبه 
إلى الحبشة أي إثيوبياء حيث أنه قال: 'و أما الحبشة» فلهم قلم حروفه متصلة كحروف 
الجميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين» يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط ينقطونها 
كالمئلث بين حروف الإسمين".17) 

وهكذا يتضح أن تيفيناغ ينتمي إلى مجموعة الخطوط البدائية العربية التي ينتمي إليها 
القلم الحميّري وهو الخط العربي القديم» هذا وقدم ابن النديم على أن النقط اس تخدمت 
كفواصل بين الكلمات في خط الحبشة» لكنها في خط ثمود (خط عربي قديم) رمزت إلى 
حرف العين نقطة ونقطتين وثلاث نقط وأربع نقط حسب الاكتشاف الأثري وفي بعضها 
رمز إلى حرف العين عند ثمود بدائرة صغيرة كما في الخط السّبئي. وقد سميت 
بالتيفيناغ لأنها تدل على معنى خطنا أو كتابتنا أو اختراعنا"2')» وهي كلمة مشتقة من 
فنيق أو فينيقياء ويعني هذا أن اللغة الأمازيغية فرع من الأبجدية الفينيقية الكنعانية. وهو 
ما وضحه الجدول التالي: 


جدول للخط البربري تيفينا ناغ والفينيقي 


مد ] تح [نيه ]ام | 200 [ييو | 


٠.‏ بد 

: و ْ 1 قٍّ‎ 7 8 ١ 
: > را ع ات 0ه‎ 

د ىم د 4 5 2 كن 6 
و 0 جو 18 ق-ك :. ى_ 

2 ان 5-7 1 ب 2 3 
رط + يت © ضٍ 5 اع له 
2-6 +« لي 0 - 3 38 

كدج ]| « يتك ا 3 , 6 

ل ١‏ كَل 6 





110 


لقد عثر الباحثون من علماء الآثار على مجموعة من النقوش والصخور وشواهد 
القبور منذ آلاف من السنين مكتوبة بالخط الحِميّري على صخور من ديار عاد وثمود 
ومشهد ووادي تقب» وهي قريبة الشبه جدا من نقوش الخط البربري الموجود بناحية 
الهكار من القطر الجزائري 7). وهو ما عبر عنه أيضا الدكتور عبد الرحمن 
الجيلالي في قوله: 'لقد أقبل البربر على اللغة الكنعانية الفينيقية» عندما وجدوا ما فيها 
من القرب من لغتهم وبسبب التواصل العرقي بينهم وبين الفينيقيين".(50) 

وفي نفس المنحى اتجه الدكتور عز الدين المناصرة في حديثه عن اللغة الأمازيغية 
مؤكدا على أن أبجديتها فينيقية في الأصل وكنعانية في النشأة» أما الجذور والأصول 
فهي عربية. حيث يقول: 'إن اللغة الأمازيغية متعددة اللهجات وهي قابلة للتطور إلى 
لغة راقية كالعربية وكتابتها بالحروف الطوارقية (التيفيناغ) هو الأصل2 فالمفرد 
المذكر هو كلمة (أفنيق) مما يوحي فورا بكلمة فينقيا. وهذا يُدلل على الأرجح أن اللغة 
الأمازيغية كنعانية قرطاجية» ولم تكن الكنعانية القرطاجية الفينيقية لغة غزاة: لأن 
القرطاجيين الفينيقيين هم الموجة الثانية من الكنعانيين. وبما أن أصل البربر الحقيقفي 
هو أنهم كنعانيون فلسطينيون ولبنانيون على وجه التحديد» فإن السكان الأصلبين 
للجزائرء البربر الأمازيغ» أي الموجة الأولى الكنعانية استقبلوا أشقاءهم الكنعانيين 
الفينيقيين ليسوا كغزاة»ء بل بصفتهم استكمالا للموجة الأولى. ومن الطبيعي بعد ذلك 
أنهم امتزجوا بالرومان والإغريق واللاتين. فالأصل أن تكتب الأمازيغية بحروف 
التيفيناغ الطوارقية الكنعانية القرطاجية الفينيقية» وأصل هذه الحروف يعود إلى 
الكنعانية الفينيقية والعربية اليمنية الجعزية2!17). والمقصود هنا الخط الذي اخترعه 
الأمازيع للكتابة» والذي يعود تاريخه إلى فترات تاريخية بعيدة من الصعب تحديدها 
بدقة» 'و هناك من الباحثين من يرجعه إلى 3000 قبل الميلاد» بل إلى 5000 قبل 
الميلاد"770)» وقد كان يعتقد إلى وقت قريب أن التبفيناغ بمثابة كتابة فينيقية ظهرت 
في القرن الثاني قبل الميلاد بفضل ماسينيسا 1/355171553» وهو ما أورده عبد 
الرحمن الجيلالي قائلا: 'و إلى هذا الملك البربري يعود الفضل في اختراع لغة ليبية 
على نمط الحروف الهجائية الفينيقية» حيث عمل على تركيب الجهاز الأبجدي 


151 


البونيقي على الرموز الصوتية القديمة التي كانت مستعملة عند الليبيين77©. غير أن 
الباحثة الجزائرية مليكة حشيد تمكنت من العثور على لوحات كتب عليها بالتيفيناغ في 
صحرائنا الكبرى*. 

وحسب الدكتور جميل حمداويء» فإن اللوحة الحاملة لحروف تيفيناغ ههي إحدى 
اللوحات المرافقة لعربات الحصان وهذا النوع من العربات ظهر في العصر ما بين 
ألف سنة قبل الميلاد وألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد الشيء الذي جعل غاب رييل 
كامبس 080005 (63616 يرى بأن تيفيناغ لا يمكن أن يكون قد ظهر في وقت 
أقل قدما من ألف سنة قبل الميلاد (...) وأن الإلمام بأصله رغم كل المحاولات في 
تصنيفه يبقى شيئا بعيد المنال./24) 

ومن ثم فإن تيفيناغ بمثابة كتابة قليلة الشهرة ولكنها قديمة لدرجة تستحق الاهتمام 
باعتبار أن تيفيناغ البدائي يكاد يعود إلى ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد. 

أما أصولها فيْرجَح الدكتور بوزياني الدراجي إلى أنها تتحدر من 'أبجدية لوبية 
قديمة» وهي ما زالت مستعملة - في هذه الأيام- ضمن الأوساط التوارقية» وتتميز 
بكونها لغة صامتة ©0017501817010؛؟ وكانت في البداية تكتب منفصلة في الاتجاهات 
كلها: من اليمين إلى الشمال» ومن الشمال إلى اليمين» ثم من الأعلى إلى الأسفل 
ومن الأسفل إلى الأعلى. وحروفها ليست كاملة حتى الآن... وكانت هذه الكتابة 
المعروفة بالليبية أو اللوبية منتشرة في كامل بلاد المغرب القديم.'(25) 

هذاء وتتسم هذه اللغة 'بالوحدة في بناها النحوية والتركيبية والصرفية» مع وجود 
اختلافات طفيفة دلاليا ومعجميا وفونولوجيا. ونتتماز ك ذلك بمرونة الاشتقاق 
والنحت» واستيعابها لقانوني التركيب المزجي والتمزيغ» وقدرتها على التواصل 
والنمو والتطورء وتأرجحها بين الشفوية والكتابة.(76) وتعد اللغة الأمازيغية كذلك من 
اللغات الحية التي مازالت تستعمل في شمال أفريقيا إلى يومنا هذاء رغم خضوع 
الأمازيغ لبراثئن الاستعمار إلا أنها حافظت على كيانها الذاتي» ومقوماتها اللسانية 
والثقافية والحضارية*. 


132 


1 - بعض الخصائص اللسانية للغة الأمازيغية: 

يقتضي تناول البنية اللسانية للغة الأمازيغية»ء النظر إليها من مختلف مكوناتها 
الصوتية» والصرفية» والمعجمية» والنحوية» والدلالية. وسنقتصر هنا على بعضها 
فقلة الأن يجا عل :هذا يضنق امال :هذه الدر لنية الو لسرعة: 

إن الأمازيغية هي لغة موحدة رغم الاختلاف السطحي بين لهجاتهاء 'فبنيتها 
وعناصرها وأشكالها الصرفية تتسم بالوحدة» إلى درجة أنك إذا كقت تعرف حق 
المعرفة لهجة واحدة منها استطعت في ظرف أسابيع أن تتعلم أي لهجة أخرى."7) وفيما 
يلي سنحاول تبيان بعضاً من تلك الخصائص في مستويات مختلفة» مع التمثيل لها . 

1[ - النظام الصوتي: ©0ا010100101آم 8176]ك5لاه 

بالمقارنة بين مختلف اللهجات الأمازيغية حدد العديد من الباحثين97*' النسق الصوتي 
الأساسي للأمازيغية في ثلاثة أصوات لا 1 2 وهي الفتحة والضمة والكسرة: وباقي 
الحروف عبارة عن صوامت ( ,81 وبآ يك1 ول ,11,11 ولا ,9 ,© 15 ,2 ,© ,© ,0 ,83 رع 
7و2 ولوك و377 و1 و1 و9 ,5 ,18 ,10 ,0 ,[2 ) 290 , 

إلا أن مجموعة من التغيرات الصوتية تطرأ على الصوامت حيث تتغير صفاتها عند 
النطق» وذلك وفق اختلاف اللهجات وسنبرز هذه التغيرات حسب طبيعتها كما يلي: 

الاحتكاكية : ١12311415231101أم5‏ 23ا 

و هي مجموعة من الأصوات التي تبدو انسدادية في لهجات معينة وخاصة في 
لهجات الغرب والجنوب» وهذه الأصوات هي (0.0.0.1.1) تصير رخوة عند النطفق 
بها في اللهجات الشمالية وتنطق على التوالي (»0/.0.0.1.1) 70 . 

التفخيم: 011311531101/ع” ا 

وهي مجموعة من الأصوات الجُهورية1©, أي أن هذه الأصوات يكون نطقها 


الأمازيغية. 


153 


التشفيه : ١31016131153110!‏ 23 ا 

وهي مجموعة من الأصوات الشفوية اللهوية» أي أن هذه الأصوات تنطق بضم 
ساكن بإضافة حرف الا إلى الباء 8 وهو حرف شفوي؛: كما تضاف أيضا إلى 
الحروف 6.16.9 وهي حروف حنكية» وتواجد هذه الاصوات الشفوية اللهوية يكون 
بكثرة في اللهجة القبائلية/62. 

1- النسق المورفولوجي والصرفي: 

ينقسم الكلام الأمازيغي إلى أربعة أصناف أساسيةء وهي الأسماء والضمائر 
والأفعال والحروفء وكلها نتحدر من جذر أحادي» ثنائي» ثلاثي» رباعي 
وخماسي»ء وسنوضح فيما يلي باختصار أهم سمات هذه المكونات المورفول وجية 
نستهلها: 

- الاسم: 

و يُشتق من جذر أحاديء. أو ثنائي» أو ثلاثي» أو رباعيء أوخماسيء وينقسم في 
جنسه إلى مذكر ومؤنث» وفي عدده إلى مفرد ومثنى وجمع»ء وفي وضييته يكون 
مفردا أو 6 في جملة. 

بالنسبة للجنس» فإن الاسم في اللغة الامازيغية ببتدئ بثلاثئة حروف هي:2 لا.!أ.3 

إن كان مذكراء و0ا48.61.6» إن كان مؤنثا مع إضافة علامة التأنيث .6.3.1237 

- الفعل: 

يكون الفعل في اللغة الأمازيغية من حيث صوامته وأوزانه أحاديا أو ثنائيا أو ثلاثيا 
أو رباعياء ويشتمل دائماء مهما كان نوعه» على الجذر والضمير المتصل الذي يدل 
على الفاعل»ء وهذا الضمير يمكن أن يكون في أول الفعل أو في آخرهء ثم علامة 
تصريف أخرى تبين زمن القيام بالفعل» وهذه العلامات تكون ملازمة للفعل دائما إذ لا 

- العدد: 

يكون الاسم في اللغة الأمازيغية إما مفردا أو جمعاء ونادرا ما يوجد المثنى 

ولصياغة الجمع من الاسم المفردء يتم تعويض الصاتت الأول اا.3.1 بالنسبة المذككلر 


14 


بصائت آخر 3.1.4 من نفس الجنس» وتلحق علامة الجمع بالمفرد في آخره وهذه 
العلامة مكونة غالبا من صائت أخرس وهو© والصامت5: ونادرا تكون بحرف 3 
والصامت5: هذا بالإضافة إلى التغيرات التالية: 

الاسم المبدوء بالصوت :3 يتحول عند الجمع إلى !. 

الاسم المبدوء بالصوت: لا يبقى على حاله في صيغة الجمع» ويضاف في آخر 
الكلمة إما /© أو 3/1. 

الاسم المبدوء بالصوت1ة : يبقى على حاله في صيغة الجمع» ويضاف في آخر 
الكلمة إما 0© أو3101. 

أما المؤنث فيبتدئ عند الجمع ب 4ا1 .11 .48 وينتهي بعلامة الجمع 7أ. 

أما في حالات الإسنادء يتحول 3 إلى لاء وأ إلى آلاء و نا إلى لاللا. 

أما في المؤنث» يتحول الصاتت المتصل أ6]: 88 إلى5©8: أو يسقط كليةء أما لاك 
فيبقى على حاله دون تغيير. 

11 - حروف المعاني 0211006|5+ 65 ا 

تحتوي اللغة الأمازيغية على كم هائل ومتنوع من حروف المعانيء التي تقوم 
بالتتسيق بين مكونات الجملة» ويمكن تقسيمها إلى قسمين: أحدهما يشتمل على حرف 
واحد مثل : 20 لء 5. أ.ء ... والآخر يتكون من حرفين أو أكثر مثل: 060 2» 560 
... وللعلم» فإنه قد يرد للحرف عدة معان» ويؤدي أكثر من وظيفة. 

1-- الظروف 5 5ه | 

إن الظروف في اللغة الأمازيغية يصعب تحديدها بدقة مما يجعلنا نحتار في كيفية 
تصنيفهاء ويحصل عادة أن تختلط مع حروف المعاني. والملاحظ أن مختدف أصناف 
الظروف لا تشترك» فيما بينهاء في علامات مورفولوجية» وتتنوع عادة فيما يخص 
مدلولاتهاء وهي تأخذ شكل حروف المعاني» ونسق الاسم بمكوناته» على المستوى 
المورفولوجي» ولهذا لا يمكننا الاعتماد في تصنيفها على هذا المستوى» وإنما ستصنف 
على مستوى الدلالة» وتمنح الظروف مزيدا من الدقة للفعل أو المعنى المعبر عنهما 
من الفعل أو الاسم أو الصفة أو الجملة أو حتى النظفرف نفسه7©؛ وينتقسم إلى 


1535 


قسمين هما: ظروف المكان» وظروف الزمان. وهناك ظروف أخرى غيرهماء مثل 
ظروف الحال 10301816 ع0 4057615 التي تتكون عادة من صادرة مستقلة هي 
5متبوعة بمصدر لأحد الأفعال ويمكن ترجمة هذه الصادرة ب: (5). 

وقبل أن نختم هذا الجانب اللساني للكلام في اللغة الأمازيغية» يجدر بنا أن نتحدث 
على أهم خاصية من حيث النطق» وهي خاصية الإبدال» أو التحولات الصوتية التي 
تطال بعض اللهجات رغم أن أصل الكلمة مشترك في جميع لهجات اللغة الأمازيغية. 

هذه التغيرات قد تكون بين لهجات اللغة الأمازيغية» كالقبائلية والشاوية والمزابية 
والشلحية والتارقية» وغيرها من اللهجات؛: كما يمكن أن تكون في اللهجة الواحدة كما 
هو الشأن في اللهجة الشاوية التي تختلف تأديتها من مجتمع لآخر في المنطقة الواحدة 
كاختلاف منطقة احمر خدو في لهجتها بمخارج بعض الاصوات عن بعض لهجات 
متلفة ار 


156 


5 


خاتمه: 

يتضح مما سبق ان اللغة الامازيغية رغم تعقيداتها وتنوعاتها الصونية واللفظية 
والدلالية» إلا انها تشتمل على وحدة لغوية بالرغم من التنوع البيئي والتباعد الجغرافي 
بين لهجاتهاء مما جعلها تتقارب بسبب وحدتها الثقافية والبنيوية»ء وكذا حفاظها على 
أصالة لهجاتها بالرغم من منازعات لغات أخرى لهاء ويتضح أيضا ان لكل لهجة من 
اللهجات» خاصية تميزها عن اللهجة الأخرى كالاختلاف الذي رأيناه من الجانب 
الصوتي بين اللهجات وبين اللهجة الواحدة. 


1537 


قائمة المصادر والمرجع: 

عبد الرحمن الجيلالي» تاريخ الجزائر العام» شركة دار الأمة» الجزء الأول» الجزائرء 
2009 

منصور الهاجري» تاريخ من الكلمات التراثية والأمثال الشعبية» مقال على مجلة الأنباء 
الإلكترونية» الكويت.ء 22 ديسمبر ,2007 

العربي عقون» الأمازيغ عبر التاريخ نظرة موجزة في الأصول والهويةء 
التتوخي للنشرء الطبعة الاولى 2010». ص 10. 

جميل حمداوي؛: الأمازيغية باعتبارها لغة الأم» مقال بجريدة المنعطفء الملحق 
الأمازيغيء المغربء العدد 3243 

جميل حمداوي؛ الحضارة الأمازيغية» أفريقيا الشرقء الدار البيضاءء المغرب» 2015. 
عز الدين المناصرة» المسألة الأمازيغية في الجزائر والمغربء دار الشروقء الطبعة 
الأولى؛ء الأردنء 1999. 

بوزياني الدراجيء القبائل الأمازيغية» الجزء الأول» دار الكتاب العربيء الجزائرء 
2003 

ابن خلدون» كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام الععرب والعجم والبربر ومن 
عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» بيروت. 1983 


2 


5611 عنا28ة[ 12 3 01030052[ .عتته/ ا -صدعل ,مع0211آ زد5عممععمالاء10آ اتام[ - 


.عالط >]) 


ع6010 .000101ع!تاعمصطة*”1 ع0 عاءع»ه1'31011625.01121 ع0 123تامقطن) :ز ع:كهأكنان) "إعاعرع/1 - 


1210101156 أ5ع60.310 .013امقطآكء غاعه01316 داع دعاءعا .عل202لتطتمع 
5 261161696 121165 5ع 01660111123116آ ,220030010 ناكلخ ل0متقطه 81‏ - 
7 3215م : عكعاعع1 : عالإطهكا عناوصصة!ا عل أعتاصد8 : أعومد8 م6مع] ‏ - 


لل علتقمطتصطة1ت) :(203311)) امفتتتطتها 00221 1 انمع ره1' ,لجاع أتداك لدصدكز - 
ركصمنائل15 حلط ,عنومامطوهك]8 تستسحكله1 1 :زعانوطم) متومصمعممه عغطهعط 


,تاعواذ 


5611 عتاعصةا 13 3 101020092 .26ة/ا-صمعل ,أعلل0آ[ :115امطآ ,5عممععمتللا عم[ - 
,0120101116 :7011106 تلع لطعم ,لتدعاط 6كلمخث كتاعاكمه81 عل ععدلمعط ,(عناناطكل) 


:10 0جمع50 


ر(ع2[11كآ علصدات) لدمم لد ا1-ن10 عمغطقع8 200 أ معصنه00آ عل تعتطعاط ,وعماممعدط - 
علص متطع هلل اء عحقاصزذ 11 ,عغطنع عناوناكت تاوصا عل اعناصة]/8 مسعلدذ ععلهوات .1960 


6 1ش ,0-1011005) لاا 


1535 


هوامش الدراسة: 


() منصور الهاجري» تاريخ من الكلمات التراثية والأمثال الشعبية» مقال على مجلة الأنباء 
الإلكترونية» الكويت» 22 ديسمبر 2007 بتصرف. 

عبد الرحمن الجيلالي» تاريخ الجزائر العام» شركة دار الأمة» الجزء الأول» الجزائرء 
9: ص 65. 

9 ابن خلدون» كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبرفي أيام العرب والعجم والبربر ومّن عاصرهم 
من ذوي السلطان الأكبرء بيروت.» 1983»ء ص ص 178 -254. 

ابن خلدون» تاريخ ابن خلدون» الجزء السادس» ص 89. 

ابن خلدون؛ تاريخ ابن خلدون» ص90. 

9) عبد الرحمن الجيلالي» تاريخ الجزائر العام» ص 74 

أ© ع<واملاة ,2 عمرما بعرغطغط عبولأدأناومنا عل اعنصؤوالا معاوط ممعاح5 () 

.07-9 مم ,1996 ,تعواث ,كده أ ألع-ق ظملاع .عاممعطعو أل 

العربي عقون» الأمازيغ عبر التاريخ نظرة موجزة في الأصول والهويةة, 

التتوخي للنشرء الطبعة الاولى 2010 ص 10. 

0 جميل حمداوي» الأمازيغية باعتبارها لغة الأم» مقال بجريدة المنعطف, الملحق الأمازيغي» 
المغرب؛. العدد 3243 ص6. 

') جميل حمداويء الحضارة الأمازيغية» أفريقيا الشرق» الدار البيضاءء المغرب.» 22015 
ص ص:113-107. 

مادغيس وبرنس هما من أبناء مازيغ بن حام بن نوح عليه السلام. * 

(1') عبد الرحمن الجيلالي» تاريخ الجزائر العام» ص 74 

2') جميل حمداويء: الحضارة الأمازيغيةء ص 113-107. 

3 جميل حمداوي: الحضارة الأمازيغية»ء ص 107 -113 بتصرف. 

4" المرجع نفسه»ء ص 112 بتصرف. 

3" عبد الرحمن الجيلالي» تاريخ الجزائر العام ص 81. 

9') جميل حمداويء الحضارة الأمازيغية»ء ص113 بتصرف. 

7 عبد الرحمن الجيلالي» تاريخ الجزائر العام ص29 . 

(9') جميل حمداوي» مواطن الاتصال والانفصال بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية» مقال في 
جريدة العلم» المغرب العدد 21033»: السنة 2008:ء ص 10. 

7') جميل حمداوي؛ مواطن الاتصال والانفصال بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية» ص 11. 

(70) عبد الرحمن الجيلالي» تاريخ الجزائر العام ص ص 141-30. 

(2) عز الدين المناصرة» المسألة الأمازيغية في الجزائر والمغربء دار الشروق» الطبعة 
الأولى» الأردن» 1999 ص69. 


08) 


159 


2 العربي عقون» الأمازيغ عبر التاريخ نظرة موجزة في الأصول والهوية» ص 39-19. 

(3) عبد الرحمن الجيلالي» تاريخ الجزائر العام ص101. 

* الباحثة هي مؤرخة وعالمة آثار أجرت فحوصات على تيفيناغ المعثور عليه» وتبين أنه يعود 
إلى ألف وخمسماتة سنة قبل الميلاد»ء وهو ما جعل البعض يرجح أن يكون تيفيناغ هو أقدم 
الكتابات الصونية التي عرفها الإنسان» مقال عن:- 5ه! 88/566 5نم أمرع1م 5عا 
امناط. لأطعه طحق الهم -ع6001675-6766:65-0م على الموقع: 

-948 5ع "نا أناهت/ لمت . م أ الام قاع لع جاعم مع . انالثاننا// :مااط 

جميل حمداويء مواطن الاتصال والانفصال بين اللغة الأمازيغية واللغة العربيةء ص 11. 

بوزياني الدراجي» القبائل الأمازيغية» الجزء الأول» دار الكتاب العربيء الجزائرء 
3؛: ص 34. 

9 جميل حمداوي؛ الأمازيغية باعتبارها لنفغفة الأم؛ء مقال بجريدة المنعطفء الملحق 
الأمازيغي. المغربء العدد 3243: ص 06. 

* ينظر: صالح آيت عسوء الاشتقاق في اللغة الأمازيغيةء مقال الكترونيء الجزء الثاني» 
موقع تاويزة. 

أ عناواملزاة || بعغطعط عبولاد5أنومنا عل اعنصذالز .صعفاودك ,ععاوم0 29) 

8 مم.1996 ,نعواخى ,5مه]أ0]-ت ظملاع بعاممعطعوأل 

0 من الباحثين الذين كتبوا في النسق الصوتي الأساسي للهجات الأمازيغية» نذكر: 

عالامقكا عناومقا 06 ع6صمصة علؤأمطعم عملا .00-5310 عوصم 5١‏ ,ثعاالان80 

7 أ5 بثعاانا80 .1897 ,أعوام ,30لاناول عاماه400 ,(3ن0ه30نام2 عاععا019) 

| :(ع3006 علمغقاءاناع0 عل 5انامء) عالاطهكا عناومدا ع0 ع1/6)6500! .010-5210 

3 16185 :3الاز0]نازنا نال عزالاطدكا ١3‏ الاة 5061010010106 ,عنانأ]5أناوطلا 

بلاكاطاع1913.88055 ,أعوام ,30ل0نامل عطما3400 ,ع8 105541 نكل ألاألاك 

:--120215 6أ9ممه من 01 .الاثم ناخ احاع للاع8 معطم ألأ5 زوعائوان 

عأاع ممما ععواخ'0 دوؤنأؤألاأل ا ع0 621165دكا 5ع١‏ 31م 3016م اع أثوة عاعم1وانا 

:2 اح هعالإاطقكا 6أمصهمءأنا .326/طا-ضوعل ,اع ااانا.18544 ,5ونموط ,عأاولاها 

١/1.‏ موعل ,اعغااذنا. 1982 رونموط ,عأماعهد ,اأعااعباومعلا أتثىم دعل عواموط 

-صوعل ,اعاامط.1985 رو5لموط ,عأكطاع5 ,بعالاطه»ا-5أ2؟ 130‏ عأ صضصماءانا 

,1 أانا30 1-نع01012912) أعالعبومعانا الث دعل ععائدط :عالاطهكا عمععنا عا .ع لوالا 

جتروع بعؤطع8 لمأو أمعمابءه0نا ع0 ععلطواط بعامصملة 5وعصصمعءع :| عمره[ 

-] 314لاثاناة طعاأقللاالا م /ناوالاث .صوعل ,عكاناع لااعنا.1953 نعواىم ,أهمه ولا 

م.1984 روموظ ,عأشطاع5 ,ؤذنتوعصوع-غ6]أط1/1023! عاأوصمملءاط ‏ :أذأقمة] 

ع661/ع5 عناوصذا ١3‏ 8 ممنأوأأأما .ع1 دا/ا-موعل ,اع ااانا ز5أناه ا ,دع لالاعنلذا/ا 


160 


0 6عأممعام ,لاكلظناط غ لمكم /لعأومهالا عل عمو6 مط ,رع االاطهك»ا) 
0 06 /علطواط ر5عمام2عناع :علانااملا 0ممعع5 ,بع" أو صادطة 0 
0 لا0ناظراناخ اط .1960 ,زع الامهكا 3228006) أهده0 أ لاحروط عمؤطرع8 
رع مومع لغلا ذقموطئعوام ,5هلا-قصصا ,عقؤطعط عانااناه ا عل علأنه .لكام 
6 ع86طنع5 16داناطدع0/ عا .أأكاثم 1/0630 ,0]0410010ا14! .2001 روموط 
00010131 06 ع85ط1آ ,5ع02الالالامه 5ع8ط0عط 5عرأع3: 5ع عأ01055 (انا”0 ألاأناك 
عالاأاناء أع عناوصقا ع0 أنعمع31م06نا ,10065 2 ,بعناولأ5ألاوماًا 06 أغواع :0 
,لا6006001لا.م 800 ,2003 ,لاه2بن0- 112 مل فأزويعلامنا ,ذعطوأجهمة 
ألا13 ,25(الالالامهت 5ع66 عط 5عراأءة 065 عاأوصصولاءانا .ألكلطم 0صو6طهلنا 
0 ,لا0ناظناناظ .2006/2007 تعواك ,غاتطوحعقمكظ'!ا 3 5521216أماصمن 
461 ,0010025 تكثلاع ,بعطوحوصهة عأومامعلاها عل 5وؤرط .لكام 
ع0 3215م ,أطو 13032 ع0 عأنأوصصوهلءأنا ١٠اكاثم‏ 300ط1/0! ,0610010اناثل .1 201 
ااكاع8 ,بعالامهكا- 5909215 <«علطا طن ععن/اج 5لووصوءعحعالإاطهكا. ,ع االاطهكا 
#الا 1202315-30 01102216 .© .ط عا ,علناولاناك.م 1058 ,2014 ,ؤممناللاع 
,الا0لا. 1902-1903 ,ؤقوط ,عموع600 .ا .5مه11أ0ل] ,(تالاةطو-تصنء 5نامو9) 
ع1أ3انا7063/ نال 610553166 :]30لامانا! 0 ]الاوطن0ع1 0 اوللتحمصث .طوااعل0طم 
بغأأطوأحد مك" 3 155311916مامام0 أناولطا ,16أ1/10236! ناج أع عالاطدكا نات انا تامام 
ب5أ9 131111-18 مأو مده ءانا .لعمقطهالا ,اثظلا10!؟اع2006/2007.5 ,نعوام 
06 غانهة 5380-2 عاعاومماع480 غأزة5علاأمنا ,0*5 0001056 ع0 عذهطا 
.لناوا/ا ,اعالا2001-2002.14 ,لاؤلاماة 1 ر5عطمتو منت 5دععموأه5 5ع أه 5م26 1ع | 
1991 ,2م13" ا ,5أهج صق أطو 1300321 ع أو صطدة ءانا 
ب35لإا-قمما ,عنغطعط عنبئانه ذا عل علأنة .أللاثظ لضقطهللط! ,130030010 ١‏ 
8م 2001 ,وموط ,عفصومع ]60لا وموط/معوام 

-03 مم.1987 5قم : عنعاعها : عالإطقكا عناوصصقا عل اعناصوائا : أ82556 ممعم ١‏ 
09 

61 :راثالا ة20) أمهةءأصها الأعهصطا م ألمب لاعزة 1 مومع أتولطا أومدو>ا ١‏ 
كماع ,عأوهامطامءهل/ا :لاللازالجة1 ١‏ :زعالامةءا) لله1همصمعأاممه عؤطاعط بل 
.5 1995.5 ,اعواث ,5ده1 ]01لا 

ععغطعط عنومها 13 ة ممنأداتما .عمدالا-موعل بأعاله0 :زد5أناما ,وعممعودز/ا عم ( 
:ناملا تعأممععم ,لنوواط لمكم الاعأوده/ا 06 عموأغ مط ,رع االامة»ا) 
0 © /#عأاطواط ر5عمامعئاع :عماناامل/ا 00م560 ,ع أو صمطاصطة 0 
1960.5 ,(عالاطدكا علصورق) أحممتقدل ارمع عرؤطرع8 


161 


)29 


30 


)31 


32 


65 امه 5ععغطمعط 5ممأء3: دعل مأو مضولاء01 ,130030011 أأكاث لمططه/1 (03) 
مم 

ععغطعط عناومذا ذا هة مهل هاتما .1306/ا-موعل بأعالج0 زدعممععم/اء0 ؤأنه] 64 

102-110 هم .ع اباطهكا) 

نالع امع طح ١‏ عل عأعهاوأل.85 نج | 06 دأنامط© : علاهأذناة عرعأعهة/1 0657 
60.2765 .13لا630 عأن 0136‏ لطع 5عالاء1 .0914 مقو علناة 


44-5 مم.18596 .0606 63]. 3115م.كانام2ع| 


162 


الأغنية الأمازيغية في الجنوب الجزائري 


أ. أمزيان زبيدة / جامعة خنشلة 
11 ه22 
أ. أمزيان وناس / جامعة باتنة 
الأدب الأمازيغي: 
- غير متعارض مع المباديء والقيم. 
- غير ثرثار. 
- مختصر ويقتصر على ذكر الأحداث. 
- قليل. 
- غير خيالي بل هو قريب للواقعية ولا يحسن سرد حكايات من نسج الخيال. 
الأغنية الأمازيغية: 
إن الأغنية الأمازيغية في الجنوب الجزائري هي من الأغاني الراقية في الأدب 
الجزائريء مثلها مثل الأغاني الأمازيغية وغالبا يمكن أن نلاحظ منها: 
اللحن: يقوم اللحن للأغنية الأمازيغية: اللحن يقوم على استعمال 
-الكمنجة الأمازيغية 
-التصفيق 
-الدف 
صفات اللحن: 
- لايدفع الانسان لهز الجسم ومن ثم يفقد المستمع توازنه .كما في بعض 
الاغاني فإن المستمع اذا أراد الاستماع للأغاني خسر توازنه لجسمه .ووعيه ودخل 
في حالة من الهستيريا في الرقص. فاللحن الامازيغي لا يدخل المستمع في تلك 
الحالة الرديئة. 
- الموسيقى متناغمة مع حاسة السمع ولا تجعل الحواس تشعر بالنشاز. 


163 


- هادئة وهي غير مملة قد تستمع اليها طول اليوم دون أن تشعر بالملل 
وتجعل الأغنية خفيفة ويمكن للفرد أن يعيدها طول النهار دون ملل. 

- تستعمل غالبا نوعا واحدا من الآلات وهي ليست من مروجي استعمال العديد 
من الآلات لأنها تتميز بالبساطة وليس التعقيد . 

- تجعل الانسان يحس بالسمو . 

- الانسجام بين الكلمة واللحن لدرجة انك تقول ان هذا الللحن خلق لهذه 
الكلمات. 

- الأغنية الأمازيغية لم تصل وتجد الملحنين الذين يقوممون بتطوير اللحن 
الأمازيغي لينتقل من طبقة إلى أخرى. 

الكلمات: 

- إن الأغنية الأمازيغية من الناحية الكلامية: صفة الأغنية الأمازيغية. 

- غير مثيرة للشهوات. 

- الكلام النظيف لا يخدش الحياء. 

- كلماتها قليلة ومكررة نظرا لأهمية الكلمة وقداستها عند الأمازيغي فهو ليس 
ممن يستسهل قول أي كلام فهو لا يقول الكلمة إلا اذا كان يقصد معناها (فالكلمة 
لديه تحمل معنى ثقيلاء ليس كغيرها من الكلمات الفارغة من المعنى). 

- إن الأغنية الأمازيغية تتميز بمواضيعها. 

الأغنية الأمازيغية: 

- كلماتها كلمة تشجع على الوطنية 
تعبر على الطبيعة 
- تعبر اللغة الأمازيغية عن العلاقات الاجتماعية (الوالدين الأبناء). 
الأغنية الأمازيغية: حين تعبر عن العواطف تكون بطريقة فيها: 
- حياء بعيدا عن الجرأة. 
- لا تسمى بمسمياتها بعيدا عن الوقاحة. 
- المفردات جميلة. 


164 


الغناء الأمازيغي: 

1-لا يستعمل المرأة كوسيلة للإثارة فهي على الرغم من تزينها بالحلي 
التقليدية ولكنها بعيدة عن العري 

2-العناء الأنثوي كان يعتبر إظافة في طبقات الصوت للزيادة في الشراء 
الموسيقي. 

3-جسد المرأة لا يستعمل ولا بأي شكل من الأشكال بل بما لديها من قدرات 
موسيقية في الصوت فقط 

4- المرأة والرجل يغنيان في نفس الفرقة: يستعملان نفس الوسائل ويغنيان نفس 
القصائد مثلها في ذلك المالوف الأندلسي. 

5- فالغناء الأنثوي لا يثير الشهوات بل إنه كفن موسيقى يزيد في تهذيب 
النفس. 

الغناعء الديني: 

1[-الأغنية الأمازيغية لا تستعمل قصيدا دينيا جافا لأنه لا يوجد لدى الأمازيغي 
أغنية فاجرة حتى تكون هناك لغة دينية فأغانيه كلها رغم أن مواضيعها تختدف 
ولكنها كلها تدخل تحت غطاء الدينية لأنها لا تتعدى حدودا تحترمها حدود الأعراف 
والتقاليد والحياء. فلا توجد أغنية أمازيغية تخدش الحياء. 

2-يستعمل مواضيع الحياة اليومية: فراق الأب - الأم - الولد - الزوج - 
الأقارب / وصال. 

3 مناجاة الطبيعة ويكون بالمناداة لأن المغني الأمازيغي متيقن بأن الطبيعة 
أحسن صديق يستمع لشكواك وصراخك دون أن يفشي السر. 

اسم الخالق يستعمل كوسيلة للمناجاة (للخالق وحده لا شريك له) مثل أمين أمين. 

مثل لا اله الا هو لعائشة لبقع 

وهذا الغناء الأمازيغي الهدف منه التفريغ النفسي ( التنفيس ) 

وحالة من التفريغ النفسي الذي من خلالها يقوم المغني بالتخلص من الانفعالات 
السلبية خوفا من الكبت. 


165 


الأغنية بالنسبة للأمازيغي ليس الهدف منها الحصول على شخص أو شيء 
ماديء بل إن الهدف من الأغنية الأمازيغية ليس سوى حالة نفسية من الهدوء النفسي 
الذي يحصل من ورائها. 

دإغاني. عفنا 'نالي” 

دمعة من قلب للعين سالت على الخدين 
غيرت سواد العين 
أصبح للقلب وجهين وجهه رجع وجهين 
تغير الحال صفين انقسم القلب نصين 

المغني الأمازيغي يلبس اللباس الأمازيغي والحلي الأمازيغية. 

-الاغنية الأمازيغية مرتبطة بالطبيعة: مهما كان المغني قد اهتم بالجمال 
الظاهري ولكن يرجّح تغليب جمال الطبيعة على جمال الجسم. 

-الأغنية الأمازيغية بسيطة غير متكبرة. 

-الأغنية الأمازيغية مهما حاول المغني في كلماته ومهما كانت المبادئ المادية 
سيطرت عليه ولكن في النهاية ينتهي بالتسليم للخالق. 

-اذا كانت الأخلاق السلبية سيطرت على الامازيغي ولكن في الأخير تتغلب لديه 
المشاعر الايجابية (التسليم للخالق والتفاؤل) بعيدا عن الحزن واليأس. 

-الآلات الموسيقية طبيعية وهي غير كهربائية. 

-حالة المغني غير متهورة بل تتميز بالرزانة والتوازن وتبين عن حكمة المغني 
(غالبا المغني هو الكاتب والملحن) 

- الأغنية الأمازيغية هي بمجموعها تعبر عن قصة وثقافة وأسلوب حياةة له 
جذور . 

الأغنية الامازيغية في مجموعها تشكل رسالة لها جذور غارقة في الزمن 
عميقة المعنى ولم تكن يوما سطحية وتافهة بدون معنى. 


166 


الأغنية الجزائرية: 

عبر التاريخ الأغنية الجزائرية كانت تحترم كل تلك الشروط احترامها 
للأعراف والمباديء الأخلاقية منها 

فالأغنية الجزائرية هي امازيغية المبنى ولكنها بلسان عربي فقط بداية: 

الأغنية الأندلسية. 

-أغنية المالوف. 

-أغنية تلمسانية. 

-أغنية شعبية. 

مستجدات غريبة عن الأغنية الأمازيغية: 

-الأغنية الأمازيغية حزينة ويائسة من قبل كانت دائما فيها حنين لمواقف كانت 
أكثر جمالا. 

-الأغنية الأمازيغية حاقدة. 

-الأغنية الأمازيغية تسعى للتقليد من أجل أن تثبت نفسها وجدارتها. 

-الأغنية الأمازيغية تسعى وراء الترفيه والرقص: 'ذلكم بأنكم اتخذتم آيات 
الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا" الجاثية/35. 

" وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور" الحديد/20. 

-بعدما كانت الأغنية الامازيغية تدخل في إطار 'قل من حرم زينة الله التي 
أخرج لعباده والطيبات من الرزق" الاعراف/32. 

- لم تصبح للكلمة قداستها لدى الأمازيغي ولا للطبيعة ولا لقيمه ولا 
لجذوره. 

أسباب تدهور الأغنية الأمازيغية: 

-إن سيطرة العولمة والمادية في حياة الانسان الأمازيغي ظهر ذلك جليا في 
أدبه وثقافته ولهذا أثر ذلك على حكم الأمازيغي الذي قلت ثقته بالقيم والمباديء 
وأصبح يؤمن بأشياء جديدة في حياته فتدهورت هذه اللغة الأمازيغية: 

- أهمية النفاق في حياته اليومية. 


167 


- اللامبالاة بالأخلاق لأنه لا أحد يتمسك بها والتمسك بها لا يأتي إلا بمزيد 
من الضغط. 

- بعد ذلك يقوم بالتوبة والتكفير عن ذنبه بأغنية تحاول أن تغفر له ابتعاده 
عن جذوره بأغنية مليئة بالاحساس بالذنب والجزن والبعد عن الجمال. 

هكذا أصبحت الأغنية الأمازيغية مقسمة إلى نوعين: 

- الأغنية المبتذلة التجارية الخفيفة الشبابية والتجارية المربحة هدفها مادي. 

- الأغنية الحزينة والتي تبكي التراث وتبكي الجذور وقد تكون قريبة من 
الأغنية الدينية. 

مواصفات اللغة الامازيغية: 

-التوحيد دون مشاركة بأي شخص. 

-التركيز على الجانب المعنوي وليس الجسدي. 

التركيز على الجانب العلاقاتي وليس الجانب المادي. 

التركيق خلى المصلخة العامة وليم ١‏ المصبلحة الخاضية: 


1658 


صناعة معجم للأمثال الشعبية المزابية 
من منظور النسق اللغوي والسياق الثقافي 


محرز عبد السلام 
جامعة أحمد بن بلة وهران كلية الآداب والفنون 


ام».211لمطاع © 771552172 


الملخص: 

تعد الأمثال الشعبية فنا من فنون الأدب الشعبي؛ وعالما رحبا يحوي خلاصة 
تجارب وخبرات وتأملات في مختلف مجالات الحياة» فهي بذلك تعتّر عن 
المعتقدات الفكررية و الأنواط الثقافية» والتقاليد و العادات اللكتماعية و تمل سحفنا 
حضاريا يحمل بين دفتيه قيما وحكما تبث في الأجيال المتعاقة روح الاعتزاز 
بالهوية اللسانية والاجتماعية والتمستك بالمقومات الفكرية والثقافية» والقيم الإنسانية 
والتربوية» وتفتح عيونهم على الحياة» حتى يعوا بأنها عالم من التجارب بحلوها 
ومرهاء وعسرها ويسرها ولينها وشظفهاء وتكون بهذا حلقات متصلة بين الإنسان 
0 0 لبناء 0 الصاو 
اي ا 1 
المعيشة» ومخزون حضاري متنوّع؛ ورصيد ثقافي وأدبيّ ثري» يوجّه الإنسان في 
لخي فريك بحاي تاراما اسه جدكك حبين مسر 
د 1 000 وجني الثمار المرتقبة. 

ونظرا لقيمة هذا التراث الأدبي الشعبي الزاخر من جهة: وأبعاده الفكرية 
والثقافية والاجتماعية من جهة أخرى يقتضي من الدارسين في جماعات علمية 


169 


متخصتصة (فرق بحثية) التصدي لهذا الكنز الشريء بجمع الأمثال المشتتة 
اللغوي وسياقها الثقافي وخصائصها الفنية» وجماليتها الأسلوبية» وتبويبها في معجم 
بيسّر عملية البحث لكل مطلع؛ أو باحث يريد أن يضيف دراسة إلى مجال 
الدراسات الأدبية الشعبية الجزائرية بوجه عام والدراسات الأدبية الشعبية المزابية 
بوجه خاص. 

وانطلاقا من عدم وجود هذه الأمثال الشعبية المزابية مكتوبة - إل ماكان 
إسهاما من جهود فردية في جمع بعضها- جاءت مشاركتنا بهذه الورقة البحثية 
لتقّم هذا الإسهام العلمي لصناعة معجم للأمثال الشعبية المزابية لتضيف لبنة 
علمية إلى صرح الدراسات الأدبية الشعبية المزابية من خلال إجابتها عن 
إشكالات» مفادها ما يأتي: 

1- ما المقصود بصناعة المعجم؟ وما هي الآليات العلمية والمنهجية لصناعته؟ 
وكيف يتمّ صناعة معجم للأمثال الشعبية المزابية من منظور النسق اللغوي والسياق 
الثقافي؟ 

2- ما مفهوم المثل؟ وما المقصود بالأمثال الشعبية المزابية؟ وما أهميتها؟ 
وأبعادها؟ 

الكلمات المفاتيح: صناعة - معجم - أمثال مزابية - نسق لغوي - سياق 
ثقافي. 

مقدمة: 

إنّ أدب أمّة ماء هو إكسير حياتهاء وطبيب أدوائها وبلسم عللهاء والعلاج 
لمختلف قضاياها؛ الدينية والاجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية والاقتصادية 
والمعبّر عن قيمها وتراثهاء وهو يتأثر بغيره ويؤثر فيه. 

والأدب الشعبي مركب من لفظتين: الأدب وهو التعبير عن الحياة وما تحويه 
من قيم اجتماعية وثقافية وإنسانية وفنية وجمالية بلغة أدبية ترقى بالتعبير من 


100 


مستواه العادي إلى المستوى الأدبي. وأمّا الشعبي فيعني ما ينتجه من تجارب في 
الحياة. 

وقد اختلفت آراء النقاد والدارسين في تعريف الأدب الشعبي؛ فمنهم من عد 
الأدب الشعبي لأيّة أمَّة هو أدب عاميتها التقليدي الشفهيء مجهول المؤلّف 
المتوارث جيلا عن جيلء ومنهم من اعتبره أدب العامية» سواء أكان شفهيا أم 
مكتوبا أم مطبوعاء وسواء أكان مجهول المؤلف أم معروفه؛ متوارثا عن السلف 
السابق أم أنشأه معاصرون معلومون لناء ومنهم من عرفه بكونه الأدب المعبّر عن 
ذاتية الشعب؛ المستهدف تقدمه الحضاري الراسم لمصالحه يستوي فيه أدب 
الفصحى وأدب العامية» وأدب الرواية الشفهية وأدب المطبعة؛ والأثر المجهول 
المؤلف والأثر المعروف المؤلف.07) ويتشكل الأدب الشعبي من أجناس أدبية 
متنواعة؛ الحكم والألغاز والأسطورة والقصة والرواية والمسرحية» ومنها الأمثال 
التي تعد عنصرا من عناصر هذا البحث. 

وبما أنّ الأمثال -مهما طال بها الأمد- تتميّز بالجدّة في كل موقف مناسب 
يستدعي ذكرهاء ونظرا للأهمية التي تكتسيهاء والقيم التي تعبّر عنها وجب التفكير 
في وسيلة علمية عملية لحفظهاء والمحافظة على كيانها وديمومتها وصيانتها من 
كل تصحيف أوالتحريف في شكلها ومضمونهاء » ومن هذه الوسائل صناعة معجم 
يبرز موردها ومضربها والدلالات التي تتضمنها. 

فالتبةارة المشحمية فق كلذلف السداشي” اجاكنت كند ووو فسن النناسام 
المتخصصين في المجالء والمتخصصين في مختلف المجالات العلمية ذات العلاقة 
بالمعجم؛ ونظرا لما يعتري هذه الصناعة من صعوبات في حقل اللسانيات 
التطبيقية'فإنَ الصناعة المعجمية الحالية تتطلب تضافر جهود كل من اللسانيين 
والمعاجميين وأهل المعلوماتية والمهندسين والمبرمجين".(2) 

هذا وإنّ الصناعة المعجمية لم تعد فنا أو خبرة فحسب؛ بل أصبحت علما 
يخضع لمنهج علمي له أمسه وضوابطه وآلياته» وحتى إِنّ المادة المعجمية تفرض 
مواكبة العصر لكل ماجد من ألفاظ جديدة وتراكيب حديثة لتلبية حاجات 


171 


مستعمليهاء وهذا ما يدفع بالمؤسسات المعجمية العربية إلى مراجعة طبعات المعاجم 
وتنقيحها بشكل دائم ومستمرء حتى تواكب عصر المعلوماتية وما يشهده من 
تحوّلات عميقة على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية 
والفكرية» وما يصحب هذه التطورات من اختراعات مذهلة في وسائل الاتصال'كل 
ذلك كان له انعكاسه وتأثيره القوي على سائر اللغات الحيّة بما فيها العربية".(2) 

وقد جاءت هذه المشاركة العلمية في هذا الملتقى بالورقة البحثية لترسم أهدافا 

توجيه المهتمّين بالبحث في التراث الشعبي المزابي بجمع الأمثال» وتصنيفها 
وتدوينها للحفاظ على هذا الموروث الأدبي. 

العمل الدؤوب من أجل استخلاص الأمثال الشعبية المزابية من صدور 
حملتها. 

تشكيل فريق عمل متخصص من الباحثين والمهتمين بالأدب الشعبي المزابي 
لصناعة معجم للأمثال الشعبية المزابية. 

وضع خطة عمل زمنية لجمع المدونة وخطة زمنية لإعداد المعجم. 

الإسهام في خدمة الثقافة الفنية الشعبية. 

وتجيب عن إشكالات الموضوع الواردة في الملخص وفق ما يأتي من 
العناصر: 

1 - تعريف المثل وأهميته. 

2 - المقصود بالأمثال الشعبية المزابية. 

3 - تعريف المعجم وبعض أنواعه. 

4 - صناعة المعجمء وآلياتها العلمية والمنهجية. 

5 - صناعة المعجم للأمثال الشعبية المزابية من منظور النسق اللغوي والسياق 
الثقافي. 


1/2 


1 - تعريف المثل: 

أ - تعريف المثل لغة واصطلاحا: 

يعرف المثل لغة بأنه الشيء الذي يضرب لشيء مثلا فيجعله مثله. 

وفي الاصطلاح الأدبي» يعرفه إميل يعقوب بقوله: "المشل عبارة موجزة 
يستحسنها الناس شكلا ومضمونا فتنتشر في ما بينهم» ويتناقلها الخلف عن السلف 
دون تغيير ممثلين بها غالبا في حالات مشابهة لما ضرب لها المثل أصلاء وإن 
جهل هذا الأصل".!) والمثل قول مأثور وجيز يعبّر عن خلاصة تجربة» مصدره 
كامل الطبقات الشعبية» يتميّز بحسن الكناية وجودة التشبيه له طابع تعليمي» ويرقى 
على لغة التواصل العادي. 

والمثل في طبيعته وليد حادثة معينة وقعت في مجتمع ماء وفي فحن في 
والأمثال تحافظ على سياقها اللغوي'لأنَ العرب تجري الأمثال على ما جاءتء ولا 
تستعمل فيها الإعراب".!6) 

فوظيفة المثل هو التعبير عن تجربة ما؛ لأنّ الإنسان بطبعه ينوه بما يحققه من 
إنجازات ومشاريع في حياته» وبحكم جهده ومعايشته للواقع يقبع في ما اكتسبه من 
تجاربه الصغيرة دون تفتحه على عوالم تجربة الآخرينء فبذلك نجده شغوفا 
بالتعبير عن تجربته وعمًا تسفر عنه من نتائج'فقد يحدث أن يفشل في أمر ما كان 
يتوقع نجاحه فيه؛ فإذا شاء هذا الشخص أن يصف سوء مصيره وعجزه فإنه يعر 
عن ذلك بكلمة (حظ)".77) 

ب - أهمية المثل: يكتسي المثل أهمية كبيرة تتمثل في ما يأتي: 

التعبير عن الواقع من خلال التجربة والتأمل والملاحظة. 

بعث روح الهمّة وإذكاء العزيمة في نفوس النشء والجيل الصاعد. 

تنمية روح التواصل الحضاري بين الأجيال» من خلال الربط بين الماضي 
والحاضر والمستقبل. 

تقديم صورة ناطقة عن تراث الأجداد رسالة على الأبناء والأحفاد. 

خ الإقادة مم تحازجة الناتقين البناء المستفيل: 


1/13 


غرس القيم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والحضارية في نفوس 
الأجيال. 

التعبير عن هوية المجتمع وقيمه وأصوله. 

اكتسابه حياة متجددة باستحضاره في كل مواقف جديدة» رغم مضي زمن 
طويل على مورده ومضربه. 

2- المقصود بالأمثال الشعبية المزابية: 

الأمثال الشعبية المزابية -كغيرها من الأمثال العربية الفصيحة والشعبية- مرآة 
تعكس حياة مجتمع ماء وتستوعب قيمه الفكرية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية 
والاقتصادية» وتعتبر تراثا ثرا ومخزونا حضارياء وذاكرة تحمل موروثا تاريخيا 
ونقاقا و فكزيا وتحضبار يا و اجتفاعية 

وهذه الأمثال التصبيجة و الشعيية كوة. والتهر .ةو الولاحظة با كين و 
تكلف وتصنعء وتتميّز 1 مكارقاة كنض راكيبكة "إنحعاة اللقيكل: :وإممانة 
المعنى» وحسن التشبيه". | ؟) وللمئل مورد ومضرب؛ فالمورد هو القصة أو الحادئة 
التي أطلق فيها لأوّل مرة» وأمّا المضرب فهو الحال الذي نوظف فيه المشل 
لمشابهته لقصتتهء وقد يكون المثل بالتأمّل والملاحظة فلا يكون له إِنَا المضرب . 

3 - تعريف المعجم: 

أ - تعريف المعجم لغة واصطلاحا: 

المعجد لعة من خجد» العين أو الجيع و الميد كلذك صر لعذها يال خلى سكو 
وصمتء والآخر على صلابة وشدة» والآخر على غض ومذاقة. 

فالأول الرجل الذي لا يفصح: هو أعجمء والمرأة عجماء بيّنة العٌغجمة. 

ويُقال للصبي ما دام لا يتكلم ولا يُفصح: صبيّ أعجم: ويقال: 'صلاة النهار 
عجماء" نما أزاك أده لز كحيو فرها بالقر اوقوء العمتناءة الجيسة: ويننتت عت 
لأنها لا تتكلم. وكتاب معجّم وتعجينه: تنقيطه كي تستبين عُجمته ويضيح.(9) 

وبإضافة الهمزة للفعل الثلاثي (عجم) ينتقل المعنى من الغموض والإبهام إلى 
الوضوح. و(المعجم) يجمعه اللغويون جمع مؤنث سالما (معجمات) استنادا على 


1/14 


سيبويه الذي أقر بأنَ كل ما بدئ بميم زائدة من أسماء الفاعلين والمفعولين يجممع 
على هذا الجمع» وبعض اللغويين يستندون في جمع المعجم (معاجم) على وجود 
ألفاظ كثيرة تجمع جمع تكسير منها: مرسل (مراسل)؛ مصعب (مصاعب)؛ مسند 
(مساند)؛ وقد اتخذ مجمع اللغة بالقاهرة قرارا بصحة هذا الجمع (معاجم)2) 

وقد أطلقت لفظة القاموس على المعجم؛ وهي من قمس في الماء؛ أي انغط ثم 
ارتفع» وقمسه هو فانقمس؛ أي غمسه فيه فانغمسء والقاموس أبعد موضع غورا 
في البحرء والقاموس والقومس؛ قعر البحر؛ وأصل القمس الغوصء!7) فإطلاق 
لفظة القاموس على المعجم من باب المجاز أو التوسع في الاستخداء.(12) 

ويعرف اللغويون المعجم بأنه 'كتاب يضم بين دفتيه مفردات لغة ما ومعانيها 
واستعمالاتها في التراكيب المختلفة» وكيفية نطقها وكتابتها مع ترتيب هذه المفردات 
بصورة من صور الترتيب التي غالبا ما تكون التراتيب الهجائية"./12) وهناك من 
يعرقه تعريفا آخرء المعجمكتاب يضم ألفاظ اللغة العربية مرتبة على نظام معيّن 
مصحوبة بشرحها ومؤيدة بالقرآن الكريم والفصيح من مأثور كلام العرب"/04) 
والمعجم بالمفهوم المعاصر لم يعد لشرح المفردات وتوضيح معانيها» بل أص بحت 
له أبعاد مختلفة نفسية ولغوية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتربوية وسياسية 
فهو'يستمد فكره ومناهجه ومعلوماته من واقع لسان المجتمع» ويصنفها بمساعدة 
علوم أخرى مستحدثة؛ كعلم اللسان العام» وعلم الدلالة» وعلم المفردات؛ وعلم 
النفس» وعلوم التربية» وعلم الاجتماع...واكتشافات علمية أخرى طالت ميدان 
الصناعة المعجمية في العصر الحديث".(15) 

ب - أنواعه: للمعجم عدة أنواع» منها ما يأتي: 

ب - 1 - معجم الصرف: ويهتم بأبنية الكلمات وأوزانهاء وتغيّراتها وتطوراتها 
ومعانيها ودلالاتهاء وجذورها واشتقاقاتهاء وقد سلك العرب هذا المسلك المعجممي 
كابن قتيبة في أدب الكاتب» وابن سيدة في المخصتص. 

ب - 2 - معجم النحو: يعالج الأقسام النحوية كالأسماء والأفعال والقظروف 
والنعوت والأدواتء مبيّنا معناها وأثرها في الخطاب. 


1/15 


ب - 3 - معجم النظام الإملائي: يعالج مشكلات الكتابة الإملائية والنطضق 
والشكل وعلامات الوقف. 

ب - 4 - المعجم الدلالي: يهتمّ بالمفردات ودلالاتها وتطوراتهاء والعلاقة بينها 
وبين ضروب الخطاب؛ كالمترادف والتضاد والمتشابه من الألفاظ. 

ب - 5 - معجم الوحدات الجملية: يختص بالتراكيب والجمل الجاهزة التي 
توظف في الحياة» بمختلف أشكالها الواردة في لسانء أو بيئة» أو في فترة زمنية 
ما؛ كأشكال التحية وألفاظ الشكر والثناء» وجمل التعبير عن العواطف. 

ب - 6 - المعجم السياقي: يعطي للفظ معيّن كل السياقات التي تستخدم فيها 
وما تصاحبها من معان ودلالات. 

ب - معجم التعبيرات: يجمع التعبيرات البلاغية الفصيحة التي وردت على 
ألسنة الفصحاء والبلغاء والحكماء والشعراء؛ كمعجم التعابير البليغة لمحمّد الصبّاح. 

ب - معجم الأمثال: وهذا النوع من المعجم هو المقصود في البحثء والذي يهتمّ 
بجمع مختلف الأمثال بنسقها اللغوي وسياقها الثقافي و'بمختلف دلالاتها الاجتماعية 
ويسرد طبيعة تكوينهاء صيغها ومواقع مضربهاء وقد يذهب إلى شرح طبيعة الففة 
الناطقة والبيئة التي ولد بها؛ لأنّ للمثل موردا ومضربا".!16) 

4 - 1 - صناعة المعجم: 

ترجع صناعة المعاجم إلى عهود سحيقة من الفترة الممتدّة ما بين المائتين قبل 
الميلاد» وميلاد المسيح عليه السلام؛ عهد الآشوريين والصينيين واليونانيين 
والهنود؛ وقد ابتكرت هذه الشعوب معاجم خاصة بلغتهم. وإنّ الهدف الأساس من 
المعجمية (صناعة المعاجم) المحافظة على اللغة بمختلف أبنيتهاء والمعاجم قد 
تنواعت بين معاجم الموضوعات ومعاجم الألفاظ ومعاجم المعاني. 

وأمّا المعجمية العربية فقد ظهرت بعد نزول القرآن الكريم لحاجة ملحّة إلى 
مفردات القرآن» حيث كان الني صلَى الله عليه وسلّم مرجعا لصحابته رضوان الله 
عليهم في ما استغلق عليهم من ألفاظ أو معان غامضة في النص القرآني. 


106 


وأصبح عبد الله بن عباس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مفسّرا لكل ما 
استعصى فهمه من الألفاظ اللغوية في القرآن» وكان يلتمس تفسير معناها من الشعر 
العربي وهو القائل: "الشعر ديوان العربء فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي 
أنزله الله بلغة العرب» رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا معرفة ذلك منه". 

تعد هذه المرحلة نواة المعجم العربي» فألفت مع نهاية القرن الأول الهمجري 
كتب في موضوعات مختلفة ككتاب أبي زيد الأنصاري في المطرء وكتاب في 
اللبن» وكما ألف الأصمعي كتابا في الشاهء وكتابا في الإبل» وفي الخيل. وإلى 
جانب ذلك رسائل متنوّعة في الأخبار والمغازي ومعاني الشعر.17) 

هذا وإِنَ المعجمية فرع من فروع اللسانيات التطبيقية» ويعرفها 'محمد رشاد 
الحمزاوي" بقوله "المعجمية نعني بها صناعة المعجم من حيث مادته التطبيقية 
وجمع محتواه ووضع مداخله؛ وترتيبها وضبط نصوصه ومحتوياته وتوضيح 
وظيفته العلمية» أداة ووسيلة يستعينان بها في الميادين التربوية والتلقينية 
والحضارية والاقتصادية والاجتماعية".(18) 

والمعجمية عامة نظرية؛ وعامة تطبيقية» فالنوع الأول هو علم المعاجم 
(المفرداتية) /19«0001091 يهتمٌ بالبحث في الوحدات المعجمية من حيث أصواتها 
وأبنيتها الصرفية» وأصولها واشتقاقها ودلالاتهاء والنوع الثاني صناعة المعاجم 
/١1م‏ 1660013 يبحث في الوحدات المعجمية التي تعد مداخل معجمية تجمع من 
مصادر ومستويات لغوية ماء وتؤلف في معجم وفق منهج معيّن. 

وبناء على ما سبق فإن تطور صناعة المعاجم لا ينفي جهود العرب وإسهامهم 
في التأليف المعجميء بل يعترف بسبقهم غيرهم من الأمم في هذا الميدان» وكما 
أقر بذلك وبتفوقهم غيرهم في هذا المجال. 

4 - ب - الآليات العلمية والمنهجية لصناعة المعجم: تتمثل هذه الآليات في 
م 131 

ب - 1 - جمع المعلومات والحقائق: أو جمع المادة وتحديد المصادر: تجمع 
هذه المادة مكتوبة أو شفهية» باستخلاص المفردات من النصوصء؛ وتوضع كل 


177 


مفردة في بطاقة؛ ويمكن الاستعانة حتى بالنصوص الصحفة لاحتوائها مادة 
معاصرة توافق الموضوعات التي تعالجهاء ويتمّ الجمع كذلك بوسيلتين اثنتين هما 
الدليل اللغوئ وانتشارة المعاهم الأخرى:فالأول من هاتين. الوشيلقين يمثل 'اللفحة 
التي ينطقها ويستعملها أبناؤهاء والثاني قد يكون أحد المعاجم الأساس لصناعة 
معجم جديد!20)» ومادة المعجم '"عنصر غير ثابت227). تضيق وتتسع حسب 
زرفي ان لنت اك 

ب - 2 - اختيار المداخل: والمقصود به الوحدات المعجمية التي سيتض منها 
المعجم'وهي ألفاظ يأتي بعدها تحديد شامل يسرد معلومات ضرورية وكافية لبيان 
طبيعة معانيها ومشتقاتهاء وكيفيات استعمالها بطرائق صحيحة قديما وحديثاء مدعمة 
بالسياقات والشواهد...' (22)؛ ويجب التقيد في المداخل بمنهج صناعة المعجم 
والهدف منهاء وضبط حجم المعجم. 

ب - 3 - ترتيب المداخل طبقا لنظام معين: تصنف المعاجم عادة بجمع المادة 
حسب الألفاظ بترتيب خاص'ترتيب الألفاظ على مخارج الحروفء أو على 
الحروف الهجائية ناظرة إلى الحرف الأول للفظة أو الحرف الأخير لهاء أو 
لكليهما277). وتشكلت بهذا النوع من المعاجم مدارس منها؛ مدرسة الترتيب 
الصوتيء مدرسة الترتيب الألفبائي» مدرسة الترتيب بحسب الأبنية» أو قد ترتب 
بحسب الموضوعات مرتبة وفق المعاني التي تفيدهاء ويعني بذلك"إيراد الألفاظ 
الخاصة بالموضوع المعقود له الباب والاستشهاد لكل منها أو لبعضهاء أو إلى إيراد 
النصوص الشعرية الخاصة بالباب واستخراج الألفاظ منها وشرحها(24). 

ب - 4 - كتابة المواد. 

ب - 5 - نشر الناتج النهائي. 

5 - صناعة معجم للأمثال الشعبية المزابية من منظور النسق اللغفوي 
والسياق الثقافي: 

نظرا لعدم توفر مرجع مكتوب للأمثال الشعبية المزابية؛ إِلَا ما هو محفوظ في 
ذاكرة بعض المهتمين بهذا الشكل من أشكال التعبير» تقتضى الضرورة إنجازا 


178 


علميا يتمثل في معجم لهذه الأمثال الشعبية المزابية» ليفيد الباحثين في الأدب 
الشعبي المزابي والدارسين لهذه الأمثال لغويا وأسلوبياء كما يفيد كل المهتمين بهذا 
الموروث الثقافي لاستلهام ما تحويه هذه الأمثال من قيم تربوية واجتماعية 
واقتصادية وثقافية من جهة» ويخلد رسائل تربوية وقيما حضارية للأجيال المتعاقبة 
من جهة أخرى. 

هذا وستتم صناعة هذا النوع من المعجم من منظور النسق اللغوي والسياق 
الثقافي» فالنسق اللغوي هو ذلك النظام الذي تمثله الأمثال الشعبية المزابية بصيغها 
وتراكيبهاء وأمّا السياق الثقافي فهي الظروف التي أنتجت كل مثل من هذه الأمثال 
والقيم التي تتضمنهاء "وقد أشار علماء اللغة إلى ضرورة وجود المرجعية الثقافية 
عند أهل اللغة الواحدة لكي يتمّ التواصل والإبلاغ(25). وصناعة المعجم تمر بأربع 
مراحل أساسية!26): 

أ- مرحلة الإعداد: تحديد الأهداف من المعجم -تحديد الفئة المستهدفة- تحديد 
المدونة. 

ب- مرحلة البحث: جمع المدونة والمادة -تحديد البرامج المساندة- تنفيذ 
التصورات المتعددة التي تأسّس المعجم عليها. 

ج- مرحلة التطبيق: تشغيل البرامج اللغوية المساندة -تصميم آلية عملها- 
التطبيق الفعلي لبناء المعجم. 

د- مرحلة التقييم: تطبيق آلية عمل المعجم - الوقوف على مدى تحقق 
الأهداف التي بني عليها المعجم لتحقيقهاء والوقوف على المشكلات التي ستعرقل 
مسار المعجم. 

وبناء على هذه المراحل يمكن صناعة المعجم للأمثال الشعبية المزابية وفق ما 
يأتي من الآليات العلمية والإجراءات العملية: 

5 -1- جمع المادة وتحديد المصادر: وتتمّ عملية الجمع من مصادر مختلفة 
وتتمثل في القصص والنصوص الشعرية (دواوين الشاعر الأستاذ عبد الوهاب حمو 
فخارء ودواوين الشاعر الأستاذ صالح ترشين» وقصائد الشاعر الأستاذ عمر 


1/19 


سليمان بوسعدة» وقصائد الأستاذ عمر داودي...) ومن القرص المضغوط للباحث 
في اللسان والأدب المزابيين الأستاذ عبد الرحمن عيسى حواشء والباحث 
المتخصص في اللسان والأدب الأمازيغي الدكتور نوح عبد الله. ومن حفاظ بعسض 
الأمثال الشعبية المزابية كالباحث في اللسان المزابي الأستاذ: إيراهيم أحمد عبد 
السلام» والباحث اللساني: نوح أحمد مفنونء والمهتمّ بالتراث المزابي الأستاذ: أحمد 

وكما تعتمد المراجع التي درست بعض الأمثال التي أوردها الدارسون أو 
الباحثون في اللسان والأدب المزابيين» أو ما يستخلص من الأمثال المسموعة في 
كلام بعض كبار السن. 

5- ب - اختيار المداخل وترتيبها: وتقوم فرقة الصناعة المعجمية ب 'تحديد 
المعجم المطلوب عن طريق إعطاء حصة محددة لكل حرف هجائي حتى يمكن 
عمل توازن في المادة أثناء الجمع والاختيار277). 

وتراعي ترتيب مادة الأمثال بحسب الألفاظ أو بحسب الموضوعات مبوّبة 
حسب المعاني» مع تحديد موردها ومضربها والدلالات الضمنية التي تفاد من هذه 
الأمثال» ومن نماذج ذلك ما يأتي:(28) 

* شار باجو دسات ساشو ويصنف في موضوعات اقتصادية في حرف الشسين 
والمثل يضرب لرعاية الأولاد وتربيتهم» ويحمل دلالة ضمنية وهي العمل وبذل 
الجهدء مع الاحتياط لتقلبات الزمن. 

* ويجي كاع ؤي :رضن أبرنوض ذا رجاز ويصنف في .ياب القيم التربوية 
كعدم الانخداع بالمظهر. وفي حرف الواوء وللمثل مضربء وهي حقيقة تاريخية 
يروى أن امرأة رأت أفعى ومخافة أن تضرها أو تضر غيرهاء فاستغاثت برجل 
ارتدى برنسا ظنا منها أنه رجل همّة وشجاعة:؛ لكن ردها بهذا المثل» فأصبح 
يضزب لكل ,خانت» جتان وقطوي تحت :هذا المثلدلالات:«طنمنية مفاذها أن يكون 
مظهر الإنسان كمخبره. 


160 


* ماني لان وولاون أذ أوضدنييضارن يصنف المثل في باب القيم الاجتماعية 
وفي حرف الميم» فيضرب لتحبيب زيارة الأقارب والأرحام؛» ويحمل من الدلالات 
الضمنية كثيرا منها؛ من رغب في الحصول على شيء ما لا بد من بذل جهده 
ليصل إليه. ويمكن أن يحمل دلالة أخرى كالطموح إلى بلوغ غاية يقتضي الاجتهاد 
والمثابرة. 

* أغرم أول يتيلي دي واس يصنف المثل في القيم الخلقية الصبر في حرف 
الألف» ويضرب المثل في الصبر والتريث وعدم التعجيل بالنتيجة» ويهدف المثل 
إلى دلالات ضمنية كطول النفس للوصول إلى المبتغى» أو بذل الجهد والكفاح في 
إنجاز مشروع. 

* بحا يرنا باسا يصنف هذا المثل في القيم التربوية كحسن التدبيرء يضرب 
المثل لمن يستهلك أكثر مما ينتج» ويمكن أن يعبّر عن دلالات ضمنية كالتربية على 
الاتخار لوقت الحاجة» أو الحث على الاعتدال وعدم التبذير. 

* وي شين أمنسي سس تاكزين يدج أكليل يصنف المثل في باب القيم الخلقية 
التعفف وفي حرف الواوء والمثل يحمل حقيقة تاريخية وهي عدم وجود الكهرباء 
في الماضي وهذا يقتضي من الإنسان أن يتناول عشاءه عصراء فهو يكتفي آنذاك 
بوجبة الفطور صباحاء والعشاء عصراء دون وجبة الغداء» فالمئل يضرب للتعفف 
وعدم الطمع؛ ومن الدلالات الضمنية للمثل الحرص على الراحة الكافية لتوفير 
الطاقة للعبادة ومزاولة الأعمال باكرا من جهة» والمحافظة على راحة الجار من 
جهة أخرى. 

* يرشن غنو ريضحت في القع 'الالمماعية رفي تحرف الباءة ويضري« لمشتل 
لمن لا نثق فيه ويحمل المثل دلالات أخرى كاللئيم الذي ينكر الجميل: ولا يعشترف 
بالإحسان» أو كل من لا ينتصح بغيره ولا ينصف للحق. 

* يكلي ياس تاكزينت يصنف المثل في القيم الأخلاقية في معاملة الغيرء وفي 
حرف الياء؛ ويضرب المثل لمن يضع حذا لغيره ولا يراعيه اهتماماء ومن دلالاته 
الضمنية ضعف العلاقات الاجتماعية» وتراجع قيم التقدير والاحترام. 


1681 


5 - ج - تأليف المداخل: وتتمّ هذه العملية لمعالجة مادة الأمثال من حيث 
سياقاتها وتراكيبها وأبنيتهاء وتوضيح معناها المكنى» وتبيان دلالاتها الضمنية 
المحتملة من وراء معناها الأولي» ويتطلب تأليف المداخل باعتماد طريقة موحّدة 
مع إظهار المعلومات التركيبية والدلالية» وتيسير الفهم من خلال التوضيح الكافي 
مع عدم التدقيق الذي قد يعيق عملية الفهم» وكما يجب على فريق صناعة 
المعجم'أن يضع مستعمل المعجم نصب عينيه» ويحاول أن يخلق صداقة بينه وبين 
مستعمل المعجمء وقد يلجأ (...) قبل البدء في تحرير المعجم إلى القيام 
باستطلاعات للرأي توجه إلى عينة من المستعملين المتوقعين للمعجمء وهدفها (...) 
معرفة أنواع المعلومات المطلوبة» وأهمية كل منها في الترتيبء وماذا يتوقع 
المسؤولون أن يأخذوا من المعجم".29) فصانع المعجم بمثابة مهندس معماري في 
البناء ولذلك عليه أن يحدّد وظيفة المعجم والفئة المخصّص لها. 

5 - د - كتابة المواد: يتبع فريق صناعة المعجم هذه الآلية العلمية في 
مراجعة الأمثال والتدقيق اللغوي لها من حيث أبنيتها وتراكيبها. 

5 - ه -نشر الناتج في صورة معجم: ويقوم صانعو المعجم بتحري مقدمة 
المعجم ترسم صورة تعريفية بالأمثال الشعبية المزابية» واسم المعجمء وأهداف 
صناعة هذا النوع من المعجم» والمنهج العلمي في الإعداد»ء والفئة المستهدفة واللغة 
المعتمدة في المعجم» طريقة تصنيف المعجم؛» وتوضيح الرموز أو الصور أو 
الاختصارات إن استعملت في القاموس. 


2ظ1 


5 


خاتمه: 

إن هذا النوع من العمل العلمي يحتاج إلى إمكانات مادية وبشرية» ويقتضي من 
فريق العمل صياغة مشروع علمي بأهداف محددة ودقيقة وأسس مضبوطة ثابتة 
تنتقل من مرحلة التأليف المعجمي التقليدي إلى مرحلة الصناعة المعجمية الحديئة 
والتي تتطلب توثيقا دقيقا بالاستعانة بالحاسوب» وما تشهده الساحة العلمية من 
تطور و كشوف إلكترونية أصبح من الضروري حوسبة المعاجم اللغوية نظرا لكبر 
حجم المدوانة اللغوية وطريقة استعمالها وتوظيفها واستدعائها من جهة؛ وتسهيل 
عملية البحث والدراسة من جهة أخرى. 

وبناء على ما سبق فإننا نقترح على الباحثين المتخصّصين -الذين سيقومون 
بإنجاز هذا المشروع - ما يأتي: 

1- إدراك الأهمية العلمية لصناعة المعجم؛» ومدى أهمية نقل هذه التعبييرات 
كالأمثال من الشفهية إلى الكتابية. 

2- ضرورة القناعة بأنّ صناعة المعاجم ليست فنا فقطء بل هي علم يقوم على 
مناهج البحث الموضوعية في علم اللغة الحديث. 

3- الإفادة من مختلف التجارب العلمية والخبرات العالمية في صناعة المعجم. 

4- تحديد النظرية والمنهجية العلمية والأهداف من وضع المعجم. 

5- صياغة خطة زمنية محددة الأهداف لتنفيذ المشروع. 

6- تشكيل فريق عملء وتحديد الأدوار مثل (المشرف العام» المنسق العلمي 
اللجنة العلمية» المنسق اللغوي...). 

7- جمع مدونة من الأمثال الشعبية المزابية من حفاظها ومن القصص 
والنصوص الشعرية خاصة. 

8- اعتماد آليات الصناعة المعجمية» مع الاعتماد الآلية المعاصرة في صناعة 
المعاجم الإلكترونية. 


163 


هوامش الدراسة: 


(') أحمد رشدي صالحء الأدب الشعبيء مكتبة النهضة المصرية» القاهرة؛ ط3» د.ت.طء ص14 
15. 

2) صالح بلعيدء في الأمن اللغويء دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع؛ الجزائر» د.طء ص195. 

0 عبد العلي الودغيري؛ نحو قاموس للغة العربية حديث ومتجدتد» مقال منشور في سلسلة 
المعرفة اللسانية بعنوان المعجمية العربية قضايا وآفاق» دار كنوز المعرفة العلمية للنشر 
والتوزيع؛ الأردن» عمانء ط1ء 1435ه, 2014م ج1؛ ص27. 

4 إميل يعقوب» المعجم المفصّل في مصطلحات اللغة العربية» جروس برس باسل سنتر 
طرابلسء لبنان» ط1ء 2012,. ص667»: 668. 

(0) ينظرء عبد المالك مرتاضء الأمثال الشعبية الجزائرية» ديوان المطبوعات الجامعية؛. بن 
عكنونء الجزائر؛ د.ط؛ د.ت.ط.» ص92. 

) جلال الدين السيوطيء المزهر في علوم اللغة وأنواعهاء دار الكتب العلمية» بييروتء لبنان 
طاء 1418ه؛ 1998م: مج1ء ص375. 

7 نبيله إبراهيم» أشكال التعبير في الأدب الشعبي» دار النهضة؛ مصرء القاهرة:؛ د.طهء د.ت.ط 
ص .17١‏ 

جلال الدين السيوطيء المرجع السابق»ء ص274. 

ابن فارسء معجم مقاييس اللغة» دار الكتب العلمية» بيروتء لبنان»ء ط2؛ 2008م: 1429ه» 
مج2. ص 2225 226 

') ينظرء أحمد مختار عمرء البحث اللغوي عند العرب مع دراسة لقضية التأثير والتأثر» عالم 
الكتبء القاهرة» ط9, 2010م» ص164» 165. 

(!') ابن منظورء لسان العربء دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيعء بيروتء لبنان؛ ط]1 
09ه. 2008م: مج3: ص 134»: 135. 

2') ينظرء أحمد مختار عمرء صناعة المعجم الحديث» عالم الكتب الحديثء القاهرةء ط2 
9م ص24. 

(3') أحمد مختار عمرء المرجع السابق ص162. 

2') محمد علي الرديني؛ المعجمات العربية» دراسة منهجية» دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع 
عين مليلة؛ الجزائرء ط2» د.ت.طء ص12. 

(آ') ابن حويلي ميدنيء المعجمية العربية في ضوء مناهج البحث اللساني والنظريات التربوية 
الحديثة» دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع؛ الجزائرء د.ط» 2010م» ص69. 


1634 


9') ابن حويلي ميدني» المرجع نفسه»ء ص98. 

7') ينظرء العمري بن رابح بلاعدة» الألمعية في الدراسات المعجمية؛ دار الوعي للنشر والتوزيع 
الرويبة؛ الجزائر؛ د.ط؛ د.ت.طء ص22»: 23. 

[9') عبد القادر بوشيبة» محاضرات في علم المفردات وصناعة المعاجم» جامعة أبي بكر بلقايد 
تلمسانء؛ كلية الآداب واللغات, قسم اللغة والأدب العربي» ص31. 

(7') علي القاسمي؛ علم اللغة وصناعة المعجم» مكتبة لبنان ناشرونء بيروتء لبنان؛ ط3 
4م ص6. 

(0) ينظرء أحمد مختار عمرء البحث اللغوي عند العرب» ص167» 168. 

(') عبد القادر بوشيبة» المرجع السابق» ص38. 

)22 ابن حويلي ميدني» المرجع السابق» ص122. 

(3©) محمد عبد الكريم الرديني» المرجع السابق» ص40. 

* أحمد مختار عمرء البحث اللغوي عند العرب» ص288. 

07 عقيد خالد حمودي العزاويء علم الدلالة دراسة وتطبيقات» دار العصماء» سورية؛» دمشق 
ط1ء 1434ه. 2013م» ص72. 

) وليد العناتي» العربية في اللسانيات التطبيقية» كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع؛ الأردن 
عمان؛ ط1ء 1433ه؛ 2012م: ص253. 

7 أحمد مختار عمرء صناعة المعجم الحديث» ص86: 87. 

(2) مقابلة الأستاذ إبراهيم أحمد عبد السلام» يومي الخميس 22 مارس ويوم الثلاثاء 27 من نفس 
الشهرء مدة خمس ساعات بين اليومين. 

2 أحمد مختار عمرء صناعة المعجم الحديث. ص97. 


163 


أسماء المواقع باللسان المزابي في مدينة تجنينت (العطف) 


© 


وأثره في بناء الذاكرة التاريخية للمدينة 


إعداد: محمد بن بكير سعيد 
11.601 © نامطلتطاء 521047 
مدخل: 
تعتبر الدراسة التاريخية التي تهتم بالمدن والحواضر من مختلف الزوايا 
(اقتصادية» اجتماعية» سياسية» ثقافية دينية....)» وفي مختلف الفترات (قديم وسيط 
حديث ...) مهمة كثيراء كونها تسلط الضوء على سواد المجتمع وعلى تفاصيل 
حياته..... متلمسة في ذلك كل ما قد يخدم الموضوع.ء واللغة بكل روافدها من بين 
هذه التفاصيل... تحمل تاريخ وتراث وثقافة شعوبهاء وهي في ذلك كتاب مفتوح على 
البحث والتنقيب» إذ وراء كل اسم ومثل أصيل حكاية ورواية تاريخية متداولة. 
أسماء الأماكن في الجزائر ترتبط ارتباطا وثيقاء بالحقبات التاريخية التي مرت 
بها الجزائر منذ نشأتها وعبر مراحل تاريخهاء والشعوب التي بصمت حضارتها 
وثقافتها من خلال أسماء منحوها للمناطق التي عمروا بهاء وما وادي مزاب في 
كمال الشبهر اع الحو انوي ١1‏ لدوم مزه اذه المنشل دين ممنظقة ناز بسة لضن انين 
حضور وبصمات تاريخية» من فترة ما قبل التاريخ (الرسومات والنقوش الصخرية 
المنتشرة بعدة أماكن في المنطقة» منها: "أوخيرة" و"النوميرات" في تجنينت و'مومو" 
و "'أنتيسة" في بني يزجن...)(1): إلى عصرنا الحالي. 
مدينة تجنينت (العطف) من أولى الحواضر الأمازيغية في وادي مزاب» تأسس 
قصرها الحالي (قصر تجنينت-العطف) سنة 1012/:402م: وقبل هذا التاريخ 
وبعده» للمدينة حضور من فترة ما قبل التاريخ» إلى فجر التاريخ... فبداية التواجد 
الإسلامي في الشمال الإفريقي.... ونتلمس ذلك جليا من خلال تتبع الشواهد المادية 
المنتشرة في المنطقة؛ أوخيرة» أنوميرات» تلزضيتء أولاوال» تجنينت؛ العطفء ... 


157 


جل أسماء الأماكن والمواقع الأصيلة في مدينة تجنينت؛: هي أسماء مزابية 
أمازيغية» من لسان السكان المحلين للمنطقة» وتحمل هذه الأسماء بين ثنياها ذاكرة 
وتاريخ أهلهاء إذ أن اسم المكان يمثل جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة الشعب؛. قد يرتبط 
بذكرى ما في الماضي أو بحادثة معينة» وهو يساعد في ذلك على إحياء تاريخ 
وذكرى ماضية!©. 

من هذا المنطلق جاء بحثنا هذا ليسلط الضوء على أسماء الأماكن باللسان المزابية 
في منطقة تجنينت (العطف)؛ ودورها في بناء الذاكرة التاريخية للمدينةه من خلال 
تتبّع وجمع وجرد تلك الأسماء. ومحاولة تفسيرهاء والأهم في كل ذلك الاستفادة مما 
تحلمه بين ثنياها من معلومات وحقائق تاريخية... حاولنا جرد وتقييد أكبر قدر من 
هذه الأسماء من خلال الذاكرة الشفوية للمدينة» كخيار أحادي في ظل غياب تام 
للمصادر والمراجع الورقية المكتوبة التي تتناول هكذا مواضيع. 

كما سجّلنا إمكانية الاستفادة من المعاينة الميدانية لبعض الأماكن في المدينة 
للوقوف على خصائصها الجغرافية الطبيعية» وهي معلومات مهمة تساعد على تكوين 
فكرة عن المكان وتقدم سندا وعونا في محاولة التفسير أو التثبت من معانى أسماء 
هذه ألأماكن. 

علم أسماء الأماكن (الطوبونيميا) وعلاقته بالبحث التاريخي: 

الطويونيميا: 

عرق طاح اللقة الأنممزانة لفك وظاف) صل شنح لتعكبه فوته عن ب 
ويفترض أن يكون لكل شيء اسم أو رمز أو رقم على الأقل يعرف به. ومن ذلك أن 
للأماكن أسماء تعرف بهاء ويتم التعامل معها بعلم أسماء الأماكن ١2/306‏ 306ام - أو 
علم الأسماء الجغرافية /ا7/ا10001 حيث يعني الشق 1000 من هذا المصطلح اليوناني 
مكان ©0196 » ويعني الباقي أي 001/019 تسمية 0/3006 » أي إطلاق اسم(©. 

والطوبونيميا هو علم» وفرع من الألسنة» يهتم بدراسة أصل المكان وعلاقته 
باللغة الحالية أو اللغات الأقدم التي كانت سائدة» وهو القاعدة الخرسانية لعلم 
الجغرافياء وهذا العلم يهتم أساسا بالأصل اللغوي لأسماء الأماكن والمناطق 


16 


الجغرافية في كل منطقة من مناطق العالم. بيد أنه من الطبيعي أن لكل منطقة 
جغرافية أسماء ترتبط بشكل أساسي بالإنسان الذي يقطن تلك المنطقة:؛ بلغته 
وثقافته» تختزن ذاكرته وتعبر عن كينونته» وعلى هذا ألأساس فكل الأعلام 
الجغرافية بمنطقة جغرافية معينة تستمد من لغة المجموعة البشرية التي تقطن تلك 
الرقعة. 

دور الطوبونيميا في بناء الذاكرة التاريخية: 

لما كان التاريخ هو أثر حركة الانسان في الزمان على المجال تفاعلا مع فكرة؛ 
وكان المجال هو وعاء حركة هذا الانسان» صار لابدّ من التعرف على أسماء 
الأماكن» لأن قيمة المجال لا تتم بغير ضبط اسمه والتعريف بأثار حركة الانسان 
عليه. 

وبما أن أسماء الأماكن هي مفتاح التعرف على تاريخ المجال وطبيعته وثقافقه 
وتطوره؛ كان لابد أن ينصب الاهتمام على الطوبونيمياء انطلاقا من أن اختيار 
أسماء الأماكن لا يمكنه أن يكون فعلا فجائيا أو اعتباطاء بل هو فعل قصدي يستمد 
أصله من طبيعة الملمح الثقافي المهيمن على ثقافة ساكنة ذلك المجال خلال حقبة 
تاريخية محددة#). 

يلعب علم الطوبونوميا لدى كل المجتمعات والشعوب التي تبحث عن ذاتها 
وحقيقة تاريخها دورا مهما باعتباره عنصرا من العناصر المساعدة لاستعادة 
الذاكرة الجماعية» واعادة تركيب مكونات هويتها الثقافية والتاريخيةل)» وهي من 
الأذدوات الكبرى لحفظ اللغة والتاريخ والحضارة: إنها الذاكرة الجماعية في 
صورتها الحية والناطقة . والبحث في المجال الطوبونيمي هو نافدة تضل على 
التاريخ بمختلف تجلياته اللغوية والسياسية والحضارية» ويفتح آفاقا جديدة وذلك 
بالرجوع إلى أصل تسمية المكان أو الأماكن» ففي هذه التسميات دلالات أكيدة على 
الشعوب التي أنشأت هذا المكان وقد قيل أن المدن تتكلم لغة مؤسسيها). 


169 





ذكر لأهم أسماء الأماكن في تجنينت (العطف) باللهجة المزابية: 

نبذة عن اللغة المزابية: 

اللغة المزابية أصلها زناتية وهي قريبة جدا من الشلحية والشاوية والنفوسية 
من خصائصها: 

* ابتداؤها بالساكن واجتماع ساكنيّن أو أكثر في كلمة واحدة مثل: قولهم 
'تمارت" للحية» وقولهم 'تفاويت" للشمس. 

* تاء التأنيث تكون في أوّل الاسم فنقول "تبجنا" للرأس. 

* قد يكون المؤنث في المزابية مختوما بتاء كذلك؛» من أمثلة ذلك: 'تمطت" 
للمرأة. و'توارت" لأنثى الأسد (اللبؤة). 

« لا توجد في اللغة صيغة التثنية. 

اللغة المزابية غنيّة بالأمثال التي تغني عن الكلام الطويل؛ وللمزابيين قصائد 
شعرية يتغنون بها في المناسبات كوقت الدّرس للفلاحين» وأوقات النسج للنسوة 
وفي أيام الأعراس للفتيات» وفي الأعياد الدينية» وقد تأثرت اللغة المزابية كثيرا 
باللغة العربية لغة القرءان؛ لكن الألفاظ المقتبسة منها لم تبق على هيتتها الأولى بل 
ضاهها لنزناقون عقر قرزرهه لتقي توق الشدولين :متاك ا للفيتا اناا لكلل 
الفضيك 1 

أسماء الأماكن في تجنينت بالمزابية: 

أولا: القصر 

« أدّاين (تطلق للمكان السفلي...) 

» بوسالم (أبي سالم). 

* العسّة (مكان الحراسة). 

* أغلاد أن لكوارا (شارع الاسطبلات). 

« أغلاد أن إيموشن (شارع القطط). 

»© سور بن حريز. 


© ترواحيت. 


0آظ1 


تسكيفين أن أت الحجاج (دهاليز عائلات عشيرة آل الحجاج) 
بونقاب (صاحب النقاب). 

عيسى موسى. 

تازارين أو تفرجونت. 

لالة وسارة. 

تماستخت : 

جار تمسي دلجنة (بين الجنة والنار). 
سعدذه. 

أم العز. 

تاسه. 

لَلِي. 

أغلاد أن رباط (شارع لربط الدواب). 
نونة. 

ترجوز. 


تبحيرة» الحوش. 


ثانيا: ما جاور القصر 


زيزراطوا (إغزر أن واضو). 
إدران أت حاجو. 

لمرافق. 

بوركيزة. 

الضربان. 

باعلي وعمر. 


باحيو موسى ٠‏ 


191 


المقابر والمصليات: 
* أَمّي محمدء باعبد الله با يوب أو قاسمء بابا حموء بالة ومسلمء إد بلحاج أمي 
ابراهيم» عمي حمو. 
© تامو: 
« أت طالب باحمدء أت سماويء با مسعودء أو نجيء ماليطاء أو خيرة؛ حمو 
وسعيدء المالح» الشرفة... لبدوعات. 
٠‏ أعرقوب أو (أعركوب): 
» تيزوقاغين. 
ل أحماطيين: 
»* أسجلاف. 
ثالثا: الواحات 
« واحة أولاوال: 
« أغرم أن أولاوال» أخنيفرء باحيو ولحاج» بن يونس» أت هيبة؛ إخف أن 
أولاوال... 
© واحة أحباس: 
» تلزضيتء أحباس أن تلولت» أحباس أت سماويء أحباس أت الحاج 
اسماعيل» أحباسء أت الحاج عيسى.. تلم ساسين 
© واحة الجاوة. 
© واحة العطف: 
© بهيمان» ضاية مزاب. 
ملاحظات حول أسماء الأماكن في تجنينت: 
بتتبع مجموعة أسماء الأماكن في مدينة تجنينت» يمكن تقسيمها إلى ثلاث 


مجموعات رئيسية وهي: 


2ظ1 


أولا: أسماء مزابية لتجمعات سكنية أولى: 

أغرم أن تلزضيت (قصر الصوف). أغرم أن أولاوال (قصر أولاوال)» أغرم 
أوخيرة (قصر أوخيرة)» أغرم أن تجنينت (قصر تجنينت). 

ثانيا: أسماء مزابية لمشايخ وأعلام من المنطقة: 

المقابر والمصليات» مثل: الشيخ أمي محمدء الشيخ أمي ابراهيم» الشيخ با عبد 
اللهء بالة ومسلم.. 

شوارع وأحياء (في القصر وما جاوره والواحة): الشيخ با حيو موسى,. باعلي 
وعمرء بو سالم» عيسى موسىء با حيو ولحاج.... 

ثالثا: أسماء نسبة لعشائر أو عائلات مزابية سكنت المنطقة: 

إدران أت حاجوء تامو أت سماويء تامو أت طالب باحمدء أحباس أت الحاج 
رابعا: أسماء مستوحاة من نشاط أو حادثة ما: 

شوارع على جوانب القصر كانت تستعمل لربط الدواب: أغلاد أن رباطء أغلاد 
أن إيموشنء أغلاد أن لكوارا.. 

بوركيزة» لمراففء إدران أت حاجوء العسة... 

خامسا: أسماء مزابية أخرى (منها ما عرف معناها ومنها ما لم يعرف): 


ملامح لصياغة تاريخ مدينة تجنينت من خلال أسماء الأماكن فيها: 


تجنينت ما قبل التاريخ: 


تزخر منطقة تجنينت ووادي مزاب عامة بالعديد من الشواهد والأثار التي تعود 


إلى فترة ما قبل التاريخ» وقد بيّنها الدكتور بيير روفو 501710 +اعام من خلال 
حصيلة بحوثه الميدانية في بلاد الشبكة» والتي ذكر فيها بالتفصيل إحدى عشرة 
محطة من العصر الحجري الأول» وصف فيها ما جمععه من أدوات ونقوش 


)8( 


ورسوم” '. 


163 




















في تجنينت يرتبط الاسم الأمازيغي المزابي بمكانين بالمدينةء وهما: منطقة 
"أوخيرة" ومنطقة "النوميرات", ففي "أوخيرة" نجد مجموعة من الرسومات والنقوش 
الحجرية» وفي منطقة "النوميرات" كذلك أثار لمعالم جنائزية تعود لفترة ما قبل 
التاريخ 77 ؛ ودراسة وتقصى هذه الأثار من قبل الباحثين المختصين في المجال 
كفيلة بأن تمدّنا بمجموعة من المعلومات حول نشاطات الانسان الأول الذي كان 
يجوب المنطقة. 

التجمعات السكنية الأولى بالمنطقة: 

سبقت قصر تجنينت الحالي والذي تأسس في حوالي 402ه (9)0403') / 
2م مجموعة قصور وهي: 

* أغرم أن تلزضيت (قصر تلزضيت) حوالي 710/:92م: 

(معنى كلمة 'تلزضيت" الصوف) يقع أغرم أن تلزضيت جنوب شرق قصر 
تجنينت بالقرب من السد الكبير (سد أحباس)» هناك عدّة رواياتل تاريخ تأسيس 
القصرء فيوجد من يرجعه إلى القرن العاشر ميلادي» ويوجد من يرجعه إلى قرنين 
ونصف من تأسيس قصر تجنينت (حوالي القرن الثامن الميلادي)؛ كما أن هناك 
من يعتقد أن سكانه الأصليين هم أولاد بهون من عشيرة أولاد باكة من 


001 
تجنينت 


60 


وتكمن أهمية قصر تلزضيت في أنه يمثل أول نواة معمارية بالمنطقة» ويؤرخ 
لبدايات فترة انتقال المزابين من حياة البداوة والرعي والتجوال» إلى الاستقرار 
وبناء المدن. 

وحول القصر والموضوع. يمدنا الباحث نوح مفنون بنوح بالكثير من التفاصيل 
في مقال له حول الموضوع02. 

« أغرم أن أولاوال (قصر أولاوال): 

يقع جنوب قصر تجنينت باتجاه سد أحباس بجانب منحدر" أخنيفر" المؤدي إلى 
واحة "أولاوال"؛ والقصر قريب من منازل آل حاج عيسى بأحباسء. ويعتبر من 
القصور التي أنشئت بوادي مزاب قبل القرن الحادي عشر الميلادي7**' ....وحول 


104 





قصر وواحة 'أولاوال"» تنتشر العديد من المعالم والمواقع التي تحمل آثارا وأسماء 
لأماكن بالمزابية» كفيلة بأن تمدنا بالعديد من المعلومات حول تاريخ مجتمع تجنينت 
(خاصة في نشاطه واستقراره خلال فترة من السنة بالواحة) ومن هذه الأماكن 
مسجد أولاوال (يرتبط بناؤه بالشيخ القطب امحمد بن يوسف اطفيشء وتلميذه الشيخ 
الحاج عمر بن حمو بكلي)»؛ واحة باحيو ولحاج» أسطورة أخنيفر» واحة أحباس 
المجاورة لقصر أولاوال .... 

« أغرم أن أو خيرة (قصر أو خيرة): 

عاصر قصر تلزضيت قصر أوخيرة» وخراب قصر أوخيرة كان على يد رجل 
يدعى باله» وتقول رواية أخرى أن خراب القصر كان يوم عيدء على يد سكان 
قصر تلزضيت 4*7" »2 يعد مسجد أوخيرة أقدم مسجد في الواحة بوادي مزاب ويعود 
تاريخ بنائه إلى القرن الحادي عشر الميلادي. ويعتبر مصلى أوخيرة من المصليات 
الجنائزية المشروعة بقصر تجنينت (75 
امحمد الحاج ابراهيم نقلا عن الباحث المرحوم الحاج عبد الرحمن حواش: (اسم 
'أوخيرة" له علاقة بالاسم الذي يطلقه المغاربة على بناتهم 'خيرة". وهو من 
الميثولوجيا اليونانية الآلهة 'هيرا" أو 'خيرا", وهي ربة الأرباب» وربة كل ما يتعلق 
بحياة النساء» وهي في العربية قريبة من معنى الخيرة...)9). 

تجنينت في الفترة الاسلامية: 

«العهد المعتزلي ثم بداية الدعوة الإباضية في تجنينت: 

أهل تجنينت كانوا معتزلة من أتباع واصل بن عطاءء قبل اعتناقهم المذهب 


'» وعن معنى "أوخيرة" يقول الباحث الحاج 


الإباضي؛ وحول هذا الموضوع يمدنا الباحث ابراهيم بن بكير بحاز في مقاله حول 
"المزابيون المعتزلة" بالكثير من المعلومات والتوضيحات17)... 

تجمع المصادر على أن تحوّل المزابيين من المذهب المعتزلي إلى المذهب 
الإباضي كان بفضل جهود الداعية أبي عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي النفوسي 
وعن الشيخ وتاريخه في مدينة تجنينت نجد مقام الشيخ أمّي محمدء والذي يقع على 


105 





يسار القادم إلى مدينة تجنينت» وكذا مقام "أونجي" الذي يقع أعلى موقع قصر 
"أوخيرة" على جبل الشيخ با مسعود... 

ما عن أسماء الأماكن في المدينة والتي تشير إلى العهد المعتزلي» نجد مقبرة 
'بالة ومسلم" وقصر تجنينت... فحول قصر تجنينت الحالي يفترض الشيخ الحاج 
أيوب الحاج محمد القرادي أنّ تجنينت الحالية كانت تشتمل على قريتين 
متجاورتين» إحداهما كانت حول المسجد العتيقء والثانية كانت حول حي 
'تاقرجونت" ("تزارين')»؛ إحداهما للمعتزلة والأخرى للإباضية؟!), وإذا صح ذلك 
فمن الأرجح أن يكون قصر المعتزلة حول حي تاقرجونتء لقرب هذا الأخير من 
مقبرة المعتزلة بالمدينة مقبرة "بالة ومسلم". 

ويرى الشيخ الحاج أيوب ابراهيم القرادي احتمالية أن يكون باله (والذي أطلق 
اسمه على مقبرة المعتزلة بالمدينة) هو من قام بتخريب قصر أوخيرة» لذلك لم يعقد 
أهل المدينة أي من المقابر بمصلاه؛ لأنه قد يكون مات بغير توبة» واسم باله لا 
يوجد سوى في تجنينت وأت مليشت (مقبرة باله وهالة)» وهو من الاسم المزابية 
القديمة التي ترتبط بفترة المعتزلة في المدينة 9). 

العائلات المزابية في البلدة: 

تنتشر في مدينة تجنينت بين القصر والواحة» العديد من الأماكن التي تحمل 
أسماء لعشائر وعائلات مزابية أقامت في حيز خاص بها بالمنطقة... وتوزيع 
الأراضي بهذه الطريقة معمول به في كامل شتى المناطق الأمازيغية بشمال 
إفريقياء إذ تختص كل عائلة بحيز معيّن تقيم به أسر تلك العائلة... 

في تجنينت لا تزال الكثير من العائلات التي تنتمي إلى عشيرة واحدة؛ تقيم 
بمجال واحد خاص بهاء ودراسة وتتبع توزيع تلك العائلات على القصر والواحة 
كفيل بأن يمدنا بعدة معلومات» مثل: 

قرب وبعد العائلات من مركز القصر (المسجد) يشير إلى الفترة التي استوطنت 
بها العائلة في المدينة» .....العائلات المختصة فى ان النشاط الفلاحي أكثر.. 
العائلات الأولى بالبلدة....العائلات سابقة العهد باعتناق المذهب الإباضي. 


156 


مشايخ وأعلام من بلدة تجنينت: 

الشيخ أمّي ابراهيم الزناتي (ت: حوالي 5550) صاحب مقام أمَي ابراهيم 
المشهور بمحاذاة قصر تجنينت. 

الشيخ با عبد الله (النفوسي الأصل) العالم الزاهدء والذي تبرع بقطعة أرض كبيرة 
منحت له وهي الآن مقبرة البلدة. 

الرجل الورع العامل عمي حمو والذي أطلق اسمه على المقبرة المحاذنية لباب 


العسة. 
الشيخ باحيو بن موسى العطفاويء. والذي ارتبط اسمه بكفاح المزابيين ضد 
الاستعمار الاسباني .....هؤلاء الشخصيات وآخرون غيرهم كثيرء نجد أسماءهم 


منتشرة في مختلف مواقع المدينة (قصرء واحة» مقابرء ...) وينتمون إلى فترات 
زمنية مختلفة» وهم أصحاب مناقب وأعمال» وذكرهم وتاريخهم من صميم تاريخ 
المدينة. 

وختاما ننقل ما قاله الباحث في الطوبونيميا المغربية نور الدين شوقي: 

ليست دراسة اسم المكان مجرد توضيح وتبيان معانيه كما يعتقد الكثيرون» بقدر 
ما هي عبارة عن نبش في الذاكرة التاريخية والحضارية والثقافية الخاصة 
بالمجموعة البشرية المعنية بغية اكتشاف أسرار وخبايا العقلية الجماعية ومدى تأثرها 
بمحيطها المادي والإيديولوجي في تحديد العلاقات بين أفراد هذه الجماعة الواحدة. 

وعلى هذا الأساس يتضّح دور الأعلام الجغرافية (أسماء الأماكن) والمتمثل في 
الحفاظ على الشخصية الثقافية للمجموعة البشرية التي تقطن مجالا معينا نظرا لكونها 
تختزن الذاكرة الجماعية والتاريخ المشترك لهاء فالتسمية ومن حيث كونها تس تنبط 
من لغة وثقافة الشعب المعني فإنها تمكن هذا الأخير من الحفاظ على شخصيته 
المتميزة في إطار التنوع الذي هو سنة من سنن الكون» وأي تحريف قد يلحق هذه 
التسميات سواء أكان مقصودا أم غير مقصود فإنه لا شك يؤثر ليس على كينونة 
المجموعة البشرية فحسب بل وعلى مستقبلها برمته مما سيؤدي بالمعالم الثقافية 
للمجموعة المستهدفة إلى الاندثار (0. 


1537 


قائمة المصادر والمراجع: 


إبراهيم بن بكير بحازء المزابيون المعتزلة قراءة جديدة لنصوص قديمة» دورية الحياة» 
العدد الأول» جمعية التراث» القرارة-غردايةء» 1997. 

ابراهيم بن يحي الحاج ايوب (الشيخ القرادي): رسالة في بعض أعراف وتقاليد وادي 
مزابء؛ تح: يحي بن بهون حاج امحمد؛. ط1ء جمعية النهضة:. (العطف-غرداية) 
الجزائرء 2009. 

الحاج ابراهيم بن بهون الحاج امحمدء أسماء بعض حومات تجنينتء؛. بحث غير 
منشورء 05 فيفري 2018. 

الطيب آيت حمودة: الحرب على طوبونيميا الأمازيغ» موقع مؤسسة الحوار المتمدن 
العدد 4520 يوم 2014/07/22. 

الحاج داود حمو علي و بابا نجار يونس» سلسلة قصور غرداية (قصر العطف- 
تجنينت)» ديوان حماية وادي مزاب وترقيتهء 1435/2014. 

محمد البركة: الطوبونيميا والبحث التاريخيء مجلة كان التاريخية» العدد 224 يونيو 
4. 

نورالدين شوقيء الطوبونيميا في كبدانة ..نماذج من أسماء الأعلام الجغرافية التي 
حرفت معانيهاء موقع مغرس الإخباريء يوم 02/11/ 2018. 

نوح مفنون بنوح: محاولة في وضع مدينة أغرم أن تلزضيت الأثرية في إطارها 
الكرونولوجي؛ بحث غير منشورء ماي 2016. 

هاني عبد الرحيم العزيزي: الأسماء الجغرافية علم هوية الأسماء والمكان» موقع 
جريدة الغدء نشر الساعة 10:00» يوم 27 /04/ 2005. 

هجيرة نقاز» إعداد مدونة معجم طوبونيمي حاسوبي لمدينة تلمسان» مذكرة ماجستير 
كلية الأادب واللغات» جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان» 2013/2012. 

لالوت باحمد وبغباغة عبد العزيز وزعباب خضير: دليل المواقع والمعالم التاريخية 
لولاية غرداية» ديوان حماية وترقية سهول وادي مزاب» 2013. 

يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني مزابء» ط04). المطبعة العربية» غرداية- 
الجزائرء 2017. 


158 


هوامش الدراسة: 


- الحاج داود حمو علي و بابا نجار يونس» سلسلة قصور غرداية (قصر العطف- تجنينت) 
ديوان حماية وادي مزاب وترقيته» 4ه ' »...1 ص05. 
- نقاز هجيرة؛ إعداد مدونة معجم طوبونيمي حاسوبي لمدينة تلمسان» مذكرة ماجستير». كلية 
الآداب واللغات» جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان» 2013/2012. ص 19-14. 
-هاني عبد الرحيم العزيزي: الأسماء الجغرافية علم هوية الأسماء والمكان» موقع جريدة 
الغدء نشر الساعة 10:00» يوم 27 /04/ 2005. 

0) - محمد البركة: الطوبونيميا والبحث التاريخيء مجلة كان التاريخية» العدد 24» يونيو 2014. 
9 - الطيب آيت حمودة: الحرب على طوبونيميا الأمازيغ» موقع مؤسسة الحوار المتمدن» العدد 
0 يوم 2014/07/22. 
- نقاز هجيرة» المرجع السابق» ص 14. 
7 - يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني مزاب» ط04,. المطبعة العربية» غرداية-الجزائر 
7 ص12. 

- حمو علي الحاج داود و بابا نجار يونس» سلسلة قصور غرداية (قصر العطف- تجنينت) 
ديوان حماية وادي مزاب وترقيته» 4ه ' .»4 ص05. 
0 - لالوت باحمد و بغباغة عبد العزيز و زعباب خضير: دليل المواقع والمعالم التاريخية لولاية 


غرداية» ديوان حماية وترقية سهول وادي مزاب». 2013» ص06. 


6) 


08) 


') - ابراهيم بن يحي الحاج ايوب (الشيخ القرادي): رسالة في بعض أعراف وتقاليد وادي 


مزاب» تح: يحي بن بهون حاج امحمدء ط1ء جمعية النهضة؛ (العطف-غرداية) الجزائر 
9»: ص 22. 
(!') - حمو علي الحاج داود...» مرجع سابق»ء ص06. 
2') - نوح مفنون بنوح: محاولة في وضع مدينة أغرم أن تلزضيت الأثرية في إطارها 
الكرونولوجيء بحث غير منشورء ماي 2016؛ ص11-1. 
(3') - حمو علي الحاج داود...» مرجع سابق»ء ص07. 
4') - ابراهيم بن يحي الحاج ايوب» مرجع سابق» ص22. 
(3') - حمو علي الحاج داود...» مرجع سابق»ء ص08. 
4) - الحاج محمد الحاج ابراهيم بن بهون» أسماء بعض حومات تجنينت» بحث غير منشورء 05 
فيفري 2018. ص06. 


159 


0) - ابراهيم بن بكير بحازء المزابيون المعتزلة قراءة جديدة لنصوص قديمة» دورية الحياة 
العدد الأول» جمعية التراث» القرارة-غرداية» 17. 


(18) - ابراهيم بن يحي الحاج ايوب» مرجع سابق» ص33-32. 


(19) - ابراهيم بن يحي الحاج ايوب» نفسه» ص 23-22. 
(70) - نورالدين شوقيء الطوبونيميا في كبدانة ..نماذج من أسماء الأعلام الجغرافية التي حرفت 


200 


اللثاقفة الأسانيّة بالجنوب الجزائري 
حتى القرن الهجري السّادس 
من خلال أخبارالسير الأباضيّة 


الباحث: الهاشمى الحسين 
(جامعة قابس» تونس) 


201 الع 011لا 


تتوسّع الستير الأباضيّة في المكان كلما تقتم مشروع تدوينها في الزّمان وتحاول 
بذلك الاستجابة لحاجات ثقافيّة متغيّرة بتغيّر مكونات المجتمع الأبإاضِيّ بين تمدد 
يستوعب جماعات غير الجماعة المؤسّسة» وبين تقلص يُحدَ الجماعات في جماعة 
مومتعة هي حلقة عزابة» أو في مجموعة ضيّقة تقتصر على المجلس العلمي لجملة 
من العازمين» وفي الحالين تعمل هذه الفضاءات الثقافيّة على تمتين روابط التعلم 
والانتظام عزماء وروابط التأليف الجماعيّ بين المراكمة والمراجعة حفظا. وكما 
يؤكد جو لايتز(218062 ١‏ 30هل ) )١!)-1932(‏ في هذا الإطار فإنَ “كنا من النصً 
والسّياق متمّم للآخر وتعتبر النصّوص متممات للستياقات التي تظهر فيها. أمَا 
السّياقات فيتمَ تكوينها وتحويلهاء وتعديلها بشكل دائم بواسطة النصوص التي 
يستخدمها المتحدثون والكتاب في مواقف معيّنة"0. هؤلاء المحدثون الكتاب 
لنصوص الدتّير قد أشبعوا الحاجات الأباضيّة تدوينا بُعاد تنظيمه وترتيبه وتقييمه كلما 
دعا داع من الستياقات الثقافيّة المحتدة للحاجيات المتجددة في تواصل الجماعة 
الأباضيّة التاخلي ضمن فروع مذهبهاء وفي تواصلها الخارجيّ مع مخالفيها ردا ومع 
أصولها المشرقيّة انشداد وامتدادا. 

ضمن هذا الجدل المستمر بين الستير الأباضيّة نصًا يُراجِع باستمرارء وبين 
السياق الثقافي الحاف بتدوينها يتطوّر داخليًا ويتوسّع خارجيًا اكتشفنا خمس دوائر 


201 


سياقيّة ذهبنا في ترتيبها مذهبا زمانيا يبدأ مباشرة بعد انهيار التولة 
الرستميّة(909/296م)» ويستمر حتى نهاية القرن الهجري العاشرء السّادس عشر 
ميلاديًا. ولا يمكن دراسة هذا الجدل المميّر دون فهم التداوليّة اللسانيّة الكرى ذاك 
'التنظيم الشامل للفعل المشترك في الأداء والإنجاز أعني متوالية أفعال الكلام 
والسياق وعلاقتهما ببنية الخطاب"7!”) ويحصل ذلك في مناهج البحث العلمي ضمن 
مجال الإنسانيات ب'معالجة المعلومات المجتمعيّة أعني كيف يقوم التواصل بين 
الجماعات والزّمر الإنسانيّة والمؤسّسات. فهذا النمط من التداوليّة الكبرى ينبغي أن 
يقارن بعلم الاجتماع ذي البنيات الشاملة الكبرى وعلم الاقتصاد الكلي البنيات 
الشاملة'47' . واستتناسا بملاحظات جان دايك هذه؛ فقد حرصنا على تتبّع متواليات 
أفعال الكلام والسّياق ضمن بنية الخطاب في تنوّع الالسن وتثاقف الفعل اللغوي 
بالجنوب الجزائري» مراعين التمشي التاريخي التطوري لتداوليّة الخظاب ضمن 
فضاء بلاد المغرب عامّة. فتمٌ لذالك عرض هذه التوائر الستياقيّة النامية الخسس 
مصحوبة بعنونة جامعة بين طبيعة تكوّن الذائرة في مجالها المؤستساتي ونتائتجها 
الثقافيّة في مجال أدبي لساني. 

بنى جوهان كوتفريد هاردر (/3/06 0011160© (ممقطمل) 7 (1156- 
7ه-1803-1744م) تأويله لتعتد الثقافات على تنوع الألسن 77 نظرا لما 
بين الأسان والثقافة من جدل حاصل يجعل الفعل اللغويّ موضوع المثاقفة وأداتها 
المرنة. ولما كان"اللسان أكثر الأنظمة العلاميّة الدالة على الخصوصية الثقافيَّة 
للجماعات البشريّة"77) فقد أمسى البحث في أشكال الاقتراض اللّغوي: وفي اللفظ 
الأعجميء وفي الدّخيل والمعرب والمنحوت من أوكد مباحث اللغة في مختلف 
التراسات الألسنيّة. وهي مباحث تصبّ في عمق مظاهر التشاقف الحاصلة بين 
جماعات بشريّة تتحرتك باستمرار ضمن فضاءات متباعدة حينا ومتقاربة حينا آخر. 

ينطلق الثقافاتيون الأمريكيون من القول إنه لا توجد أمّة صافية عرقيّاء وإنّ كل 
الجماعات البشريّة مهما كان صغرها مؤسّسة على التنوّع والتعدد» وهو ما يقتضي 
أن .يكون تبلبل الألسن أساس التطور الحضناري الإنسائي؛ والمغذي الرئيسيّ 


202 


لإمكانات الإبداع باللقة والإبداع فيها. ومن أوكد مظاهر الإبداع فيها فتح أنظمتها 
على بعضها البعض بالتفكيك والاستعارة وبالتركيب والتوليف ضمن آليات من 
التمازج والتوليف وإعادة التأويل كما تصطلح دراسات التثاقف الأمريكيّة على ذلك. 

كانت الجزائر بشمالها وجنوبها عند مجيء الأباضيّة الأوائلك من مشرق بلاد 
الإسلام 'شفويّة الثّقافة متعددة اللهجات..التنويعات القديمة فيها لا تكاد تختلف عن 
تلك الموجودة حاليًا بين اللهجات المركزيّة الثلاث: تامزيغت وتشليحت وتاريفت87), 
ولم يحل القرن الهجري الثالث إلا وهؤلاء الأمازيغ يضعون الكتب بلسان عربيّ 

ين معلنين بفعلهم هذا عن درجة عالية من التثاقف هي ذاك الاستيعاب الذي 

لايكون 'مجرّد إعادة إنتاج خالصة أو بسيطة لثقافات المهاجرين الأصيلة؛ بل أقلمة 
لها وإعادة تأويل وفق المحيط الاجتماعي والقومي الجديد"."') سيما وأنّ من قوانين 
التثاقف أن 'فقدان أيَّة مركزيّة إثنيّة يفضي إلى الاستيعاب عبر تبني اللغة والثّقافة 
والقيم لجماعة أخرى تعتبر أرقى' ذاك هو حال القبائل الأمازيغيّة في بلادهاء فبعد 
أن أسلمت وصارت لدين العربيّة أنصاراء يستقبلون دعاة بلاد المشرق بينهم 
مهاجرين» ويخاطبونهم بترجمان لا ينفي اللغة الأمازيغيّة الأمّ» لغة المكان والسكان 
ولا يستنكف من اللغة العربيّة لسان الوافدين ولغة الكتابة والذين» ولايستثني لغات أمم 
فجرت إلى فضائه من بلك السترذاق: أو جاعت البهه من جلاد'فارسن.زياك الروم: 

لم تمض القرون الأربعة الأولى من تاريخ الإسلام ببلاد المغرب حتى تشكلت 
بوتقة لغويّة تتجانس فيها الألسن في حقول التداول الشفاهي» وتتباال داخلها أشكال 
التعبير الأدبيّ في ضروب إنتاج النصّ الكتابي» مما استدعى أن نبحث في وجوه 
المثاقفة ضمن المستوى الأدبيَ بفرعيه» الفرع اللّغويّ خطابا تداوليّاء والفرع الففني 
إنشاء كتابيًا مهتمّين أساسا بالجدل الحاصل بين اللسان الأمازيغي واللسان العربي وما 
تفرع عنهما من استدعاء للألسن المحايثة في العبارة والاستعمال والتركيب دون أن 
تكون دراستنا دراسة نحويّة موغلة في التوصيف اللساني» أو دراسة بنيويّة مدققة في 
تفكيك البنى السترديّة النصوص الثاوية. من أجل ذلك سيهتمٌ هذا البحث بالمشاغل 
التالية: 


7 


203 


كتليل الالشى ,و الاقف الخصوت رمز الذولة الر ميد 

2- اللسان الأمازيغيّ وشروط الانتماء إلى الفضاء 

اكات الأمازايفثة لغة صلاة ولسان الصبلاك 

4- تعريب القلم وإكراهات الدفاع عن المذهب الأباضي 

5- إعادة التأويل اللساني أو سلة اللّغات البشريّة بالجنوب الجزائريّ 

- تبلبل الألسن والتثاقف الخصيب زمن الذولة الرستميّة: 

كان قدر الدولة الرستميّة» أن تتعامل مع تبلبل في الألسن يثري الحية الثقافيّة 
بتنوع مثير» ويفرض على السّلطان أن يوضّح مراتب الجماعات بحسب توارد 
اللغات إلى لسانه. ولم تكن اللهجات في ذهن السّائس الرستميّ لغات مكتملة بقدر ما 
كانت ضروبا من التداول يميّز الألسن بطباع الأمكنة بين بلاد العرب وبلاد الحضر 
وبلاد البربر فبلاد الحبش. لقد امتد سلطان عبد الوهّاب بن رستم من تاهرت إلى 
تقوسة قوق قاضيل يفضت ملكة كنا تحط ل كلك لمن جاع تعدده كانت نار فد لجيه 
نفوسه ومكوثه به سبعا قد سمحت له بأن يخالط جل الألسن فأقصى لسانه الفارسي 
أصلا من الاستعمال» وصار يكيّف خطابه وفق أكثر الألسن انتشارا في مملكته 
وليس أدل على ذلك من حادثة توليته ل 'أبي عبيدة عبد الحميد؛ء رجل من 
جناون7!!) قرية العبيد يوليه على كل أهل نفوسة الأحرارء فيرفض الولاية بحكم 
ضعفه الاجتماعي ليرد الإمام بأن 'حلف لهم 'بالله' بالعربية وا'بربَك' بالحضريّة 
و'أمر' باالبربريّة (272 و'أن'بالحبشيّة لا أقلد أمور المسلمين إلا رجلا يقول'آأنا 
ضعيفء أنا ضعيف' "013 

يظهر القسم في المواطن الأربعة موحّد المدلول مختلف الال اختلافا صوتيًا 
بعبارة الألسنيين» مما يكشف تمازجا في الألسن داخل الخطاب السّياسي الرْسمي 
بداية» تمازجا يقتضيه سياق التقبّل في جبل نفوسة بالذات» وهذا التمازج بدوره هو 
أداة مهمّة للحاكم الأباضي التوافقي» الضتعيف بين الاتحاديات القبليّة» والحاكم 
الرّستميّ الموفق بقوّة الستياسة وسلطة اللسان بين الجماعات الضتّعيفة ليبني من وفود 
المهجّرين وجموع المرتحلين في فضاء بلاده دولة المستضعفين؛ لا يخفي لسان 


204 


صلواتها ألسنة صيلاتهاء ولا ينفي بيان كتابها تباينات خطاباتها. إنها دولة الزتتوج 
الحاميين كأبي عبيدة الجناوني(3ه/9م) وإدريس ابن مفتيا الوناني12/:6()!47م) 
ودولة الفرس الآريين كعبد الرّحمان بن رستم الفارسي ودولة العرب الساميين كأبي 
الأعلى المعافري ومن صاحبهم من الثلاثة الأمازيغ حملة العلم. ولا يمكن لدولة 
القُوئ'الضتعيفة 'المجتمعة أن تكو متواشجة ما لم تعترق لكل لسان'بمكانتة» وما لم 
تغترف من كل خصوصيّة لسانيّة ما سيساعدها على استيعاب كل نظاميّة لسانيّة 
سواها دون تذويبها. 

يبدو أن أشكال التمازج الألسني قد نشأت عن ذلك التمازج العرقي الحاصل بين 
الجماعات البشريّة في فضاء استقبال الهجرات؛ بلاد المغربء وذاك من الإرث 
الثقافي الستابق للإسلام ببلاد المغرب'فالافارقة سكان الستاحل هم أقرب في مزاجهم 
وثقافتهم إلى سكان شواطئ البحر المتوسط عامّة» وهم جنس بحري نشيط كان 
يتكلم قبل الفتح العربي تلك اللغة العاميّة التي كان يتكلمها أهل المواني والشواطئ 
على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وتسمى الكويني(16آناه»!)أي اللهجة وهي 
خليط من لغات البحر الأبيض كلهاء وبها كان يتفاهم الملاحة والتجار77) فليس 
غريبا أن يكون المدون الأول للستير الأباضيّة باللسان الأمازيغي غير أمازيغي 
النسبة» ممثلا في أبي سهل الفارسيء لقد كان فارسي النسبة» لكنّ الستير تحرص على 
تقديمه نفوسيًا "غلبت عليه هذه العزوة الفارسية وليس بفارسيء وإنما هو نفوسي 
ولا شك أن أمّه رستميّة من بيت الإمامة. فغلب نسبها عليه واشتهر به وقيل هو 
رستميء أبا وأمّ"9). ويكفي أن يكون أبو سهل هو الترجمان للبيت الرستميّ حتى 
يثبت أن فعل الأرحية بهو أكثر آليات المثاقفة تأثيرا في التحو”لات اللسنلقة الحاصلة 
بين اللغات المتجاورة داخل هذا الفضاء الأباضي. 

لن يستغني الفرس في مملكتهم الجديدة عن لغتهم ولكنها ترد في ثنايا الخطاب 
السّياسيّ المبطن فعندما تمرّد نفاث النفوسي(3ه/9م) على الإمام أقلح بن عبد 
الوهاب(3ه/9م) لم يزد هذا الإمام غير أن رد عليه بقوله 'ليأت إلينا نفاث فيو*ّح 
لنت لعو ل كان بحن لقا رن اهل فاق 'وتوعد الإمام في قوله 


205 


'يُ. فلمًا سمع نفاث بذلك قال'وأيّهُ من السلطان هو القتل"17). من كل ذلك يثبت 
نم انتما عات "الفارسدكة قد حرصت عل انككداب قلف اللبجاك المسقوة كطحاء 
دولتهاء وقد ضمنت بهذا الاستيعاب الاستمرار لملكهاء والمحافظة على تنوع لساني 
يمكن أن يستثمر في إثارة الفتن ودفع القبائل والجماعات ببعضها البعض كما فعل 
أفلح بن عبدالوهقاب حسب شهادة ابن الصغير في كتابه عن الائمّة الرّستميين. 

إذا كانت الحاجة الستياسيّة تدفع الإمام الرستميّ أن يتقن مختلف لهجات ساكنة 
مجاله فإنَ معارضيه سيحاولون تعلم لهجات مناصريهم في أحوازهم كخلف بن 
الستمح المعافري(9/:3م) العربيّ النسبة واللسان» فقد اضطر إلى تعلم الأمازيغية 
لنشر دعوته بين أمازيغ جبل نفوسة» لكنه لحظة القبض عليه بجربة يخطئ في 
اكاجنا لا هذه الف النائية لدو فيستعفه: ذلك مزل ند على اهلها فهو تر عل 
الشيخ اليهراسني لمّا طلب منه تسليم نفسه؛ 'فقال له خلف" ليتكم لم تسموني أميرا 
ياامشومات'|بالأمازيغية)". فأنثهم لأنه رجل عربي لم يحسن البربريّة"777), وهو 
الخطأ الذي تداركه أبو صالح اليهراسني معيدا صفة "أمشوم' الأمازيغية إلى التذكير 
دون التأنيث في قوله زاجرا صاحب أمانة الغنم 'رد عليه غنمه يا مشوهم(19. 

- 2- اللسان الأمازيغي وشروط الانتماء إلى الفضاء: 

يدفع الحضور المكثف للمعجم الأمازيغي مستعملي هذه اللهجات إلى التصرّف 
وفقا لخصوصيات لسانهمء في الوافد العربيّ والعبري» فيتمٌ حذف الحروف الحلقيّة أو 
إبدالها في الأسماء الأعلام» ومثال ذلك اسم أب الأنبياء إبراهيم ينتشر بين الأمازيغ 
بإبدال الهاء ياء إذ يروي الوسياني'عن إبراييم بن جنون"2207. وقد ظل الأمازيغ 
زمانا يناقتشون جواز ذكر الله في الصّلاة باللسان الأمازيغي فقداسأل الشيخ يونس 
بن أبي زكرياء مؤدبا عن معنى قولهم'يا يُوش" فقال له المؤدب: يا الله» فنظر إلى 
يونس لم يقنع بالجواب, فقال له: ما معناه عندكم؟ فقال له يونس: إلاههم؛ فقال له 
المؤدب: أنتم أحسن منا تفسيرا يا يونس017). يكشف هذا الخبر أنّ مروّجي الثقافة 
الدينيّة في الوسط الأباضيّ طبقتان» طبقة الشيوخ وطبقة المؤدتبين والطبقة الثانية 


206 


أقرب إلى أفهام الجمهور من الأمازيغ» فلا تستنكف عن استخدام التسمية الأمازيغية 
وتحميلها دلالة إسلاميّة توحيديّة متوفرة في دلالة الألوهيّة باللسان العربي. 

وإذا ما حسم الشيخ يونس بن أبي زكرياء في الجواب التسمية بأن تطلق "الله" 
العويكة يدوق عن ارون" اانا ونيا 6 الجدن عارق حي الاوك قالطاو قتي 
القرن الهجري الرابع لمّاسأل أبو نوح سعيد بن زنغيل(10/:4م) أبا العز بن جدولة 
اليلياني(10/:4()2م) وكان عالما كبيرا: هل يقال لله بالأمازيغية: يَسَل يَرَرْ يَدَر؟ 
فقال له أبو العزّ: إنما أقول: سميع بصير حي كما قال؛ فلبّبه أبو نوح وجبده. وأبو 
نوح أصغر منه ستاء وقال: قل قل كما قلت بالأمازيغية. فقال أبو العرّ: سميع 
بصير حي هكذا أقول. فقال له أبو نوح: قل هكذا بالبربريّة» فغضب أبو العرّ حين 
جبده فتفرقوا"7. ماذا يعني أن يصرٌ أبو نوح سعيد بن زنغيل على التسبيح 
بالأمازيغية حد تعنيف مجادله ومفارقته وهو حامل الاسم العربي؟ 

يحاول الباحث مبروك المنصوري نفسير ذلك برد موطن الاختلاف إلى'رؤيتين 
مختلفتين في جدل الدين واللسان» رؤية يتخذ أصحابها موقفا معياريَا فلا يجيزون 
غير استعمال اللسان العربي في الاعتقاد والتعبّد كليهماء ورؤية يتخذ أصحابها موقفا 
استيعابيًا يقرون فيه بإمكانيّة استعمال اللسان المحلي في التديّن لمن قصر لسانه عن 
تعرفة اللساق :القويي :1771 و الاقم أن نول هذا لير بيكابكي يكن ناد مع شيا 
المجادلة التي فتحها باب جدل الدّين واللسان ضمن كتابه» لكنه لا يصيب عمق 
المثاقفة اللسانيّة مجال بحثنا رغم بكي رودم 
مفكري بلاد المغرب'تشكيل مقالة عقديّة إسلاميّة استعابيّة" 

- 3- ثبات الأمازيغيّة لغة صلاة ولسان اتصالات: 

إن الرؤيتين الظاهرتين في هذا الموقف ليستا سوى نوعين من أنواع التشناقف 
احتدم التصارع بينهما طيلة العصر الوسيط في بلاد المغرب» تثاقف رسميّ عميق 
يعتمد استيعابيّة مخالفة لما ذهب إليه الباحث مبروك المنصوريء إنها استيعاب الثقافة 
الرّسميّة الكتابيّة في اللسّان ار لا الأليق قتانا هما سن 
"تلقف ما صنعوا". ومتاقفة مضادة : تشعر بخطورة هذا الاستيعاب اللساني فتحرص 


207 


على التمستك بالمحلي الشفاهيّ صنوا للرّسميّ الكتابيّ في المعاملات والاتصالات: 
وتتمستك برفعه إلى مستوى القدس منافسة للغة تنزيل الكتاب. يذهب إلى ذلك المفكقر 
الأباضي أبو يعقوب الورجلاني(570ه/1174م) فيجعل الأمازيغية أوّل لسان 
خطاب ربّاني للنبيّ موسى في مشهد النداء الأول فقد 'كان أول ما ابتدأ لموسى 
بالخطاب بلغة البربر حين ناجاه. فقال: 'يا موسى نج أد يكش مقرن". فقال: يا ربي 
لم أدر. فما زال يخاطبه بلغة بعد لغة؛ فكان آخر ما خاطبه به بالعبرانية» فهم 
موسى وأجاب"267) وهو ما يدعم إيمان مفكري الأباضيّة بالتعتد الألسني في ثنايا 
الحديث عن الاختلاف والتنوّع بين الأديان جميعهاء ويشي بإقرارهم بأهميّة 
'السبعمائة ألف لغة التي خلقها الله -عز وجل -وخاطب بها موسى عليه 
السلام'277) لكنهم لم يروا 'لغة أفضل من العربيّة"297) قراءة وترتيلاء ولا لغة 
أحلى من الأمازيغية استعمالا وتوصيلاء ف"هذا الكلام له بالبربريّة وزن» وطلاوة 
ومساغ, غير ما يظهر من تركيبة العربية"207) كما يقول الترجيني معلآقا على رد 
مقدتم جبل دمّر زيري ابن كلمين(4ه/10م) لعتاب أبي صالح اليهراس ني (4ه/10م) 
أهل الجبل بقوله: "إن عذرنا يا شيخ بيّن أما سمعت المثل السائر في كلام البربر؟ 
وخاطبه ببيت بربري ترجمته 77" : المرأة متى لم يزرها بعلها ابتغت السفاح(61. 

لم يغفل الوسياني عن إيراد هذا البيت المثل برونق الأسان الأمازيغي تتقتمه 
ترجمته العربيّة 'كيف قالوا يا شيخ في امرأة تركها أحماؤها فلم يردوها إلى أنفسهم 
تتبع الستياح والسيّارة: تا يَفَجَدْ ميس تَطفِر إنخمطن62, وعد ولك عنم هيل 
مدوني الخبر كما لخصه الوسياني 'فصل الخطاب. وكان حقا عليه ذلك"3©. لكن 
كيف ينتقل فصل الخطاب عن لغات التنزيل من عبريّة لقمان وعربيّة محمّد ببلاد 
المشرق ويسكن لغة الشرح والتأويل لغة أمازيغية أعجميّة في بلاد المغرب؟ 

ذاك هو سر المثاقفة اللسائيّة الحاصلة بين جموع الأباضيّة البربر وجماعات 
الدّعاة القادمين من المشرق عربا وفرسا بالخصوصء معلوم أنهالم تنتشر اللغة 
العربيّة إلا في المدن الإسلاميّة الكبرى مثل القيروان وتونس وتاهرت وفاس أو 
المناطق الواقعة تخوم الطرقء. بينما يتواصل استعمال اللهجات الأمازيغيّة إلى اليوم 


208 


في مناطق مغربيّة كثيرة"747)» وهو الوضع اللساني الذي سيحدث مثاقفة إعادة 
التأويل بأن بُفتى مع يغلى بن زلتاف(ت380ه/990م) أن"الله أخبر خلقه كل 
صنف منهم بلغته التي يصل بها إلى معرفته. فاختلفت اللغات ولم يختلدف المخبر 
عنه في نفسه: هو الله بأيّ لغة دل على نفسه ولو اختلفت اللغات"2757: وبأن 
يستحسن بعض الشيوخ نص دعاء بالأمازيغية فيورده مشفوعا بالترجمة العربيّة كما 
فعل محمّد بن علي بن ترح(11/:5م) عندما قال'يقال بالأمازيغية بَابَتَغ ديراد وقولهم 
أهيقشك أس تملا أن يُوش قال يريدون الرّحمة بذلك ولاباس به يَرْعْدْ يُوش قال 
لاباس إنما يريدون الحمد لله"66. 

وعليه فإنَ لسان الأمازيغي لسان صالح للتعبّد والتديّن على الأقل لمن لم يفقه 
لسان العربيّة بعدء أمّا عند أمثال أبي نوح سعيد بن زنغيل(10/:4م) فهذا اللسان ثابت 
التراية تامّ الرواية فلا بد من اعتماده في أدق حالات التعبّد عند الصّلاة» لذلك يورد 
الوسياني على لسان هذا الشيخ بالذات حكاية تكفا بنت أبي ثمان النفوسي(8/:2م) 
تؤدي الصّلاة بلسانها المحلي الخالصء فقد'قامت إلى الركوع والصلاة فقالت: 'مَك 
أيتيغ مك أكتيغ أيْرزلوفن أن تمس ياو ييطس أل نسنديذ أرَازْمك أتوطون'حتّى برق 
الفجر وطلع الصبح وهي كذلك تصلي"277 . 

تبدو النساء في أخبارهن أكثر صاحبات المتير باللسسّان الأمازيغي تسمية وخطابا 
مثل قول'مكيت امرأة في قصر بكر في وارجلان وكانت صالحة: معنىتامتانت" 
ثمانية أيَام ينسونه؛ معنى'إنيلن'إليهم نريد» وقالت: من أزال الصّرد والشبم عن 
مسلم-وهما البرد- غفرت ذنوبه"33, وصالحات م 1 اكات اهلان 
متجد زات اللسئية اللماذيكيةة اودر 3 2 وين اك الفبية عضيل 
واسمها"ورتنجير7) إلى 'توجنيّت17!*) و'زورع'"2 ددعم تعريب اسم الأمّ إلى 
زينب في خبر أبي عبد الله محمّد بن أبي عمرو التناوتي)(11/55م) رأس بيت 
أهل الذعوة في نفزاوة من تناوتة» فإنّ هذه الأمازيغية الاثابة ليكنا 'تزووؤجت رجلا 
تفوميًا قتطنار نا تولدك له صينا وضيتين + "كلو واخزئ أوتنو"7" افأعادت تحلتين 
تسمية البنات في اللسان الأمازيغي الرائج» وأخرجت بيت الدعوة من صفويّة اللسان 


209 


العربي الكتابي إلى سلاسة اللسان الأمازيغي الشفاهي منتصرة للتداوليّة على 
المعياريّة» لتثبت أنّ حفظ اللستان الأمازيغي في الأسماء والكنىء وفي الأماكن 
والأشياء ليس مجرّد ردّة فعل على تعريب قسري تجريه الثقافة الرأسميّة المهيمنة. 
وإنما هو استمرار لتثاقف شكليَ يجري على اللفظ العربي ملامح تمزيغ تحفظ دلالته 
المعجميّة وتجريها في تركيب أمازيغي مفصلل لتتمّ بربرة الوافد اللساني العربي. 
فهذا اسم النبيّ محمّد يحذف منه الحرف الحلقيالحاء'" فيغدو'مامد37) وهذا أبو 
عثمان المزاتي التجمي)(3ه/ 9م)"غلب على اسمه ما غلب على ذلك اللسان فكان 
اسمه مشهورا باللغة النفوسية فإذا ذكروه قالوا(باثمان)"7؛ وتلك المدينة الجديدة 
تسمّى'تجديت7) بسابقة ولاحقة أمازيغيتين في التاء»ء وقد يلحق الجمع بعصض 
العائلات العربيّة فتبربر تركيبة اللفظ دون دلالته مثل"إيعبّاسن 77و" إيفاطمن (50) 
رويتقلب الاسم جزءا من تبونوميا المكان إن لم تستمر تلك التوبونوميا أمازيغية 
الأصل والنشأة» والأمثلة على ذلك كثيرة مثل'موضع يقال له'تيمتي وقرية بحيال 
عسكر أبي عبيدة تسمّى'إدرف17. ومثل'لالوت من حريم الجبل...فقال أبو 
مرداس: نسيت لاله لاله"2©) أو مثل'قصر من القصور يقال له "غردانت"033) أو'قلعة 
في كتامة يقال لهاتاهروت”51. 

هكذا يظهر من خلال جملة الإشارات الواردة في أخبار النساء وتسميات المكان 
أن اللسان الأمازيغي منغرس في تربة المكان» زاك بثقافة المرأة في أصالة المسان 
وَأ شفانفية الحطاب:في” البيوت: والأسواق وف يعظن : مكالين العلمقد التهرتت 
تتعامل به وتستفيد منه في استيعاب تعاليم الدين الوافد من الشرق دون أن تجد مانعا 
يْحِل لغة ويُحرم أخرىء وإن عرفت هذا التمزيغ منافسة كثيفة من لغة التنزيل 
الموجّهة لجهود العلماء والشيوخ نحو مجادلة المخالفين بلغتهم ومنافسة أهل الحواضر 
والمدن في فصاحتهم لتظهر وجوه أخرى للتثاقف في تعريب اللسان وامتلاك ناصيّة 
الكتابة بالحرف العربي. 


210 


- 4- تعريب القلم وإكراهات الدفاع عن المذهب الأباضي: 

تبيتنا في عنوان الانتقال بظاهرة التمدرس عن المجلس والحلقة إلى نظام العزّابة 
ضمن الفصل الثالث من الباب الثاني أنّ تعلم لسان الكتاب المنزّل يعد الرّهان الأكبر 
لرواد المجالسء؛ فمن يفكَ الخط العربي ويؤدي الآذان بلسان عربي» ويقيم الصّلاة 
بلغة عربيّة» فقد تعلم من حفظ القرآن العربيّ ما يقي به نفسه؛ وقد أوفى بشروط أبي 
إسحاق الشارني(4ه/10م)757 في تربية الرّجال. هذا الانتقال في الواقع لم يكن 
وليه حاخيات الثؤلة القادمة من تبلا النشرزق بل هن بالأبناين نتاج شروط:العمران 
المغربيّ في جدله الداخليّ بين الديّن واللسان. وهي جملة شروط تناولها الباحث 
مبروك المنصوري مستفيدا من نتائج بحوث الأنتربولوجيا التينيّة وقد كيّفها وفقا 
لمقولات الأنتربولوجيا الثقافّتة في المدرسة الأمريكيّة. 

ونحن وإن كنا لانخالفه الرأي في أهميّة فهم'بنى الثّقافة العامّة وطبيعتها 
العمرانيّة البدويّة التي لاتمكنّ سكانها من الاستدلال استدلالا منطقيّا"(276 فإننا نرى 
أنّ بُنى هذه الثقافة الأمازيغية لجموع الأباضيّة على الأقل لم تفهم من داخل يُحدثها 
بقدر ما سلطت عليها مقولات عامّة أنتجها الخارج المشرقي في الرّحلات والخارج 
المغربيّ في كتب الفقه والتفسير غير الأباضيّة» وإذا ما عدنا إلى نصوص السّتير 
أمكن أن نجد_ على الأقل ثلاثة مستويات من البّنى هي في حة ذاتها أشكال تفاقف 
مثريّة لحوار الثقافات بين مشرق بلاد الإسلام ومغربهاء هذه الأشكال هي التوليف 
وإعادة التأويل والتمازج في المجال اللساني الشفاهيّ منه والكتابي. 

تقترن صورة اللغة العربيّة في الذهنيّة المغربيّة بالحرف والكتاب» وهي الصّورة 
المستمدّة من حديث القرآن عن نصنه في الكثير من آيات الافتتاح!7”'لكن فهم 
المغاربة للحرف لم يكن فهما فينومولوجيًا يرتبط بالأصوات بقدر ما أمسى فهما 
تركيبيًا يقرن الحرف بالمسألة 2750 في دعوة أبي عمران موسى الدمري قائلا 'تعلم 
حرف من العربيّة كتعلم ثمانين مسألة» وتعلم مسألة كعبادة ستين سنة"*2 واجتماع 
المسائل هو الذي يؤلف الكتاب جملة من المتؤالات والأجوبة تشبع النهم العقليّ إلى 
المعرفة لأن"من حمل إلى بلاد كتابا لم يكن فيه خير ممّن حمل ألف حمل دقيقا 


211 


فتصدّق بها"2©, فلا تتراكم قناطير الأحمال من غذاء الأبدان بل تشيّد 'قناطر 
الخيرات"7* 5 » بفعل القراءة» سبيلا إلى شفاء سؤال العقل. إنّ مركزيّة الستؤال هي 
التي دفعت أبا العبّاس أحمد الفرسطائي تلميذ أبي عمران موسى التمري أن يضع 
كتابه الفقهي بعنوان 'كتاب أبي مسألة"2 مفسّرا ذلك العنوان برؤيا انتابته فأنتج من 
الحرف السّؤال ومن الكتاب الجواب عن كل أسئلة توجّه بها بعض علماء نفوسة. 

لقد فهم الحرت العربي انحراقا بالتر 'غدن التلقسين والإبلاء إلى المتسؤاك 
والاستدلال» وفهم الكتاب العربيّ عندها جملة أسئلة يلقيها التلامذة المغاربة وتمليها 
أجوبة الشيخ المدرسء فليس غرببا أل تتشأ خطوط أول سيرة أباضيّة منسوبة إلى 
أبي الربيع سليمان بن يخلف إلا بعد أن"ألحوا على الشيخ في الطلب في تنظيم 
المسائل فأخذ أكابر التلاميذة ألواحا فافترقوا على تأليفه فإذا قام من مجلسه وقد 
نظم لهم فنون العلم صاروا يؤلفون كل ما جاء في مجلسه وقد ألفوا ألواحا كثيرة 
أبوابها فعرضوها عليه فطائفة منهم أسقطت له كثيرا وطائفة منهم أسقطت ألواحا 
كلها وطائفة أثبتتها. فعرضوا عليه مرة بعد مرة فمكثوا في ذلك زمانا يعرضون 
عليه ينقص ويزيد حتى حققها فأمر بتدوينها (وكانا) دفترين يقال لهما الجزء الأول 
والثاني"3). 

في مثل هذه الحالة سيكون التأليف أصعب معظلات التلامذة الأمازيغ فالشيخ 
يملي حديثا منسوبا إلى الرّسول العربي محمّد يقول فيه"العلم علمان علم بالقلب 
وعلم باللسان ومعلم اللسان حجة على أهله"647؛ فلا مفر لهؤلاء العزّاب من تعلم 
اللسان العربيّ لمجادلة أهل العربيّة وإظهار القدرة على التفوق فيها من قبل الأباضيّة 
الأمازيغ» ولا تُعلّم العربيّة من مجرد التخاطب مع العرب المهاجرين والمهجّرين 
كالهلاليين مهما كانت حال"البوادي وقد أصبحت مرتعا للبدو من أعراب بني هلال 
وسليم وهو ما جعلها تنفتح على التعريب بصورة مباشرة"777) وإنما تتعلم من 
الكتب» وقبل قدوم بني هلال 7657 بزمان» كما في تجربة أبي محمد ويسلان بن 
يعقوب الدجمي (المزاتي)(4ه/10م)"مكث فيهم(نفوسة) سبع سنين فبلغ ما قدر 
الله له وجمع ديوانا كبيرا وكان يجتهد في القراءة بعد رجوعه إلى أهله شتاء 


212 


وصيفا"2277, ثم لم يدخل القيروان إلا 'وفي كمه كتاب"677 ليشهد له أهل القيروان 
بالعلو في العلم والأدب قاتلين'هذا عقل بربري"577 يحمل الكتاب ويحفظه بلسان 
عربي. لقد تعلم العربيّة لسانا وآدابا فأتقنها من عشرة الكتاب تمكينا ومن رسم 
الحرف تدويناء ومن طرح المسائل مجادلة. بكل هذه الأنشطة المتكاملة في حرف 
الستؤال وكتاب الجواب كان التوليف المعرفي وجها أوّل من المثاقفة الحاصلة في 
تعريب اللسان لدى تلامذة الحلقات العلميّة منذ القرن الهجري الرابع وقبل تكوّن نظام 
العزّابة بالذات» وهذا التوليف في حد ذاته لم يكن سوى ارتقاء بالأنظمة الاجتماعيّة 
لإنتاج المعرفة في الحضارة الرومانيّة القديمة تستعاد في فضائها القديم بثنوب 
دوناتي/عزابي جديد. 

كانت الثقافة الرومانيّة في مسارها الطويل قد 'نظمت فيها ثلاثة مناويل اجتماعيّة 
المعرفة: اللقاء والزيارة والمقابلة. فالأولى تتابع في ساحات عامّة والثانية تنخرط 
في علاقات اجتماعيّة جارية» تستجيب لطقوس التنظيمات الوديّة. والألثة نهاية 
تفترض نظاميّة مؤسّسة على ترابط ذهنيَ مهما كان الفضاء الجامع للمتعلمين 
بمعلمهم"777 . وليس بعيدا عنها تحركت المدارس الأباضيّة ترتقي باللقاء والزثيارة 
إلى المقابلة والمثابرة فيكون التعريب محضنة إنتاج المعرفة عن عقل أمازيغي بلسان 
عربيَ في فضاء متعدد الألسن متنوع الثقافات يستدعي الاشتغال على إعادة التأويل 
والتمازج. 

- 5-إعادة التأويل اللسانيَ أو سلة اللغات البشريّة بالجنوب الجزائري: 

تَعرّف إعادة التأويل في الدرسات التقافيّة من قبل هرس كوفيتس بكونها تلك" 
الصيرورة التي تسند بها دلالات قديمة إلى عناصر جديدة أو التي تغيّر بها قيم 
جديدة الدلالة التثقافيّة التي كانت لأشكال قديمة"77'/ . لعل ميزة هذا التعريف في 
الجانب اللساني أنه قادر على تفسير بعض الانحرافات اللاليّة في استعارة اللغات 
الخال الترقى من نمه النغكى .و ميل المدلول التصوجني. الحميق لماه واقة جر" 
ذلك إلى ظهور ما يسمّيه الباحث عبدالرزاق بالنور بالتأثيل الواهم!22»: تأثيلا 
مارسه اللسان العربيّ في انتشاره ببلاد البربر على جملة المسمّيات الواقعيّة لييستدر 


213 


اللفظ الأمازيغي دلالة تهجين يوفرها المعجم العربي» ومثال ذلك مطاردة القاقد 
الشيعي عبيد الله الصنعاني لخصمه'أغيار'فقد'سأل عن شيخ أهل وارجلان: فقيل 
له"غيار", فقال'أين منزله؟" فقيل له'تغيارت" فقالشيخهم غيار وبلادهم تغيارت غيّر 
الله ما بهم"20). قد لا يكون في لفظ أغيار ضمن اللسان الأمازيغي ما يمت للتغيّر 
بصلة» ولكنّ تناسب اسم العلم واسم الموقع مع دلالة التغيير القسري القادم من 
المشرق في مشروع التشيّع قد جعل الدعاء يستخلص من توليد يفرغ اللفظة من دلالة 
اللغة المانحة(الأمازيغية) ليملأها بدلالة اللغة المستفيدة(العربيّة)» وعندها يغدو هذا 
التأثيل الواهم مفهوما في فضاء المثاقفة كلما حشر 'ضمن سياق اجتماعيَ 
مخصوص. فإذا ما تغيّر السياق وحوفظء على الرَغم من ذلك؛ على ذلك التقليد فلا 
يمكن تفادي ضرورة إعادة تأويله؛ وفقا للسياق الجديد"1/*'' . 

فرض انتشار التشيّع وانتصار التولة العبيديّة على بلاد المغرب سياقا ثقافيًا جديدا 
صر يُنظر من خلاله إلى التسميات الموقعيّة الأمازيغية بدلالات عربيّة وبحث 
الفاطميون عن تأويلات كثيفة تشد كتامة سندهم إلى العرق العربي» فاضطر الأمازيغ 
بدورهم إلى استعارة دلالات اللغة العربيّة في تسميات موقعيّة حادثة» ففي تفسير 
الورجلاني لتسميتي منطقة 'صبرا" ومدينة 'رقادة"' بفضاء القيروان ينسج القصص 
من تأويل للفظ العربي يحضر فيه الفاعل الأمازيغي مهزوما أو منتصرا فهو يضصع 
قصّة آخر صمود لصاحب الحمار أمام خصومه العبيديين سببا مفسّرا لنشأة /صبرا" 
ويكتبها بتاء مغلقة تناسب تأويله 'فلم يزل الشيعي في ساقتهم يقتلهم إلى أن انتهى 
إلى القيروان 'فلمًا وصلوا إلى الموضع الذي بُنيت فيه مدينة 'صبرة" قال أبو يزيد 
لأصحابه: "اصبورا صبرة" فكرّرها فلذلك سمي الموضع 'صبرة53) 
تفسيره لتسمية رقادة عن هذه الآليّة فهو يعيد نشأتها إلى زمن حصار أبي الخطاب 
الأباضي لورفجومة في مدينة القيروان(761/:144م) رابطا الرقادة!2"6 بفعل الرقاد 
متغافلا كليّا عن العلاقة بين رقادة المكان في علوه ورفادة الإنسان في منزلته 
يقول'وبلغنا أن أمرأتين خرجتا من مدينة القيروان حين هزم الله أهلها على يدي 
أبي الخطاب. فنظرت واحدة منهما إلى القتلى مزمّلين في ثيابهم كأنهم رقود. 


» ولا يبتعد 


214 


فقالت: 'يا أختاه انظري إليهم كأنهم رقود". فسمى ذلك الموضع 'رقادة'777) إلى 
يومنا هذا"7*"). إن جموع الأمازيغ المفتوحين من الكتبة المدونين ومن الرواة 
المحدثين قد انجروا في التأريخ لجماعاتهم إلى نفس آلية العرب الفاتحين يعيدون 
تأويل فضائهم بما يناسب دلالات المعجم العربي فيطمرون حقيقة النشأة الأمازيغية 
وراء رغبة الانتماء إلى مشروع تعريب توحيدي تسيّره الثولة لتسهيل معاملاتها 
الإداريّة» وتنجزه التنظيمات التعليميّة لتسريع نسق التمدّن ومقاومة سببة القبائفل 
ومنعتها. 

يبدو أن مشغل إعادة التأويل قد حرك الشخصيّة الكتابيّة الأمازيغية في القرن 
الهجري الخامس وهي تدوّن نصوص أسلافهاء فدفعها دفعا إلى الانخراط في 
مشروع التعريب حتى يُعترف بعلمهاء ولعلّها تبحث بذلك عن موقع لكتاباتها بين 
المدونات الإسلاميّة الرائجة بمدينة القيروان بالذات عسى أن تعود إليها كتبها بعد أن 
أخرجت منها حلقها في ما أقدم عليه الإمام سحنون(240-160ه/777- 
"امن تير اف الوبق أجل تنك مصاول ككل من الوييتياتق 
والترجيني إعادة بناء الأمثال الأمازيغية الدارجة في خطاب الجيل الثاني من علماء 
جبل نفوسة وشيوخه رغم إقرارهم بأن”بعض الأمثال» فيما شوهد من تلك الأحوال 
وإن كان في وضعها وألفاظها بعض السير فإنا اعتذرنا عنهاء إنما وضعها واضعها 
باللسان البربري ليتناقلها البربرء فكالهم بصاعهم لم يضعف ولم يبخس ولم يعد من 
الألفاظ ما يفهمونه, ولا أعرب ولا أغرب بحيث يتوهمونه"777 . لكنها قادرة على 
أن تتأقلم مع فضائها الثقافيَ الجديد بمجرّد اندراجها ضمن متن النص السيريً 
الأباضي» وذاك ما يقتضي إعادة تأويل تكسبها سلطة المعرفة على القرّاء في 
اختلاف مشاربهم. 

وجد زمن التدوين منذ القرن الهجري الستادس سياق تقبّل جديد يفرض أن يخرج 
هذا الأدب عن مكنونه الشفاهيّ المحلي الأمازيغي إلى إشعاعه باللغة الكتابيّة العربيّة 
لغة موحّدة لينافس هذا الأدب الأمازيغي أمثال العرب في التمثل بحيوانهم ويجاري 
أمثال الهند في إنطاق هذه الحيوانات بالذات. من أجل ذلك ترجم الوسيانيء دون أن 


215 


يقِث:نضيه الأمازيفي كغادته تمثلا لأبي مهاضر موستى بن جعفر (0/3م) يلخصن 
فيه أثر الجدل بين نفاث نصر بن سعيد(3ه/9م) ومهدي الويغوي(9/:3م) وعمروس 
بن فتح (ت.283ه/896م) خلال القرن الهجري الثالث ومدى تأثيره على موقع أبي 
مهاصر عالما بين علماء جبل نفوسة» يقول المثل'قال أبو مهاصر مثلا: تنبح جروة 
أبي مهاصرء أكل الذئب الغنم» حتى أتت سلاليق ويغوء فهرب الذئب. يعني بالجروة 
نفسه؛ ويعني بالذئب نفاثاء وبالغنم نفوسة» ويعني بالسّلاليق مهديًا وعمروسا 
رضي الله عنهما"27' . تبدو الترجمة إلى العربيّة شكلا راقيا من إعادة التأويل 
ينسج الحكاية أطوارا تنثر في فنون اللعب فنون الأدب جامعة بين هزل المشهد وج 
المقصدء فليس المهمّ أن يُدحر نفاث عند أبي مهاصر بل الأهمّ أن يعرف قراء 
العربيّة أن الأمازيغ لهم من الآداب والعلوم في لغتهم ما يرقى ليصبح جملة 
مفاخر 777 وليس بهم عيب العيّ والجهل بألسنة الأمم2*) فهم بكل لسان 
يتفاصحون77), وهم الأقدر على مثاقفة كل الأمم. 

ترتقي درجة المثاقفة اللسانيّة في الوضع الكتابيّ إلى مرتبة القدرة على الفعل 
الثفافي باللسان العربيّ والإبداع فيه دون إهمال اللسان الأصل» ومن إعادة التاويل 
تلك يتمّ 'التمازج؛ وهو على عكس التآلفء فهو تركيب تحتفظ فيه مكوناته على 
تمامها..ويستمد التمازج قوته من عدم استقراره بالذات. فهو ليس انصهارا ولا 
انسجاما بل هو مواجهة وحوار في حركة لا تهدأ"./9* يظهر هذا التمازج في 
كتابة الأعلام وتعريف المواطن واستعمال العبارة الشفويّة ضمن مجرى الحوار من 
النص الكتابي. وسنكتفي بأمثلة قليلة توضّح هذا التنازع في جدليّة اللسانين داخليًا. 

يعمد رواة الستير أحيانا إلى تركيب الاسم من الشخصيّة فيجمعون بين الكنية 
يصنعها الانتماء إلى ثقافة عربيّة والاسم يوقعه الانتماء إلى ثقافة أمازيغية ومثال ذلك 
الياجراني'أبو صالح اسمه 'تبركت””*) والورجلاني'أبوصالح جنون بن يمريان557) 
واليراسني "أبو محمّد ويسلان بن أبي صالح بكر ابن قاسم"5*”7؛, وقد يمدون سلسلة 
النسب من الشخصيّة فيظهرون التحول من اسم الوالد أمازيغيا إلى اسم الولد عربيًا 
أوالتتحول عن تعريب اسم الوالد إلى تمزيغ اسم الولدء وقد جمعهما الورجلاني 


216 


راويتين لنفس الخبر عندما ذكر'عمران بن زيري وتسودرا بن سليمان"7. ويذهب 
الإسناد أيضا إلى إيراد اسمين عبريين عن جد أمازيغي في المسللسلة فقد'ذكر سليمان 
بن موسى بن زنغيل17" أو هو يراوح بين الاسم العبري والاسم الأمازيغي كما في 
قوله'ذكر يونس بن أجاج عن عيسى بن يرسوكسن"2”. ما يلاحظ من كل هذا 
التمازج في الأسماء والكنى أن نسبة الكنى إلى الأعلام قد حرصت على شدها بالابن 
البكر يقول الورجلاني حول أبي صالح تبركت الياجراني5(2ه/11م)"وكان لأبي 
صالح ولدان أحدهما يسمّى سليمان والآخر يسمى صالح وبه يكنى7”). ويقتم هذا 
الولد صالحا في عين أبيه» بل يبدو أنّ اسم تبركت الأمازيغي منغرس في الصلاح 
والبركة ف"الصالح تبكرمت"77" في اللسان الأمازيغيء وإذا أخذنا بالإبدال الشفوي 
بين اللهجات الأمازيغية أفلا تكون أسماء أمبارك وأمباركة المنتشرة في الفضاء 
الأباضي ببلاد المغرب من مترجمات تبركتء وتكون كنية أبي صالح عندها مجرد 
تعريب كتابي لصفة هذا الشيخ الصتالح المبارك؟ أمّ أنّ لفظ البركة العربي قد مزتغ؟ 

أمّا الحضور العبريّ للأسماء فغالبا ما يجد مبرّراته في تأثير المرجعيّة القرآنّة 
على ثقافة الشيوخ؛ ولكنّ كثافة حضور هذه الأسماء في سلسلة أنساب الشيوخ قد 
تحيل على تمان حتفن ذوجة ثلثة يكخذ فيه عق المدوان "النيني المدرقي الأسفاء 
ويُبقي من المتواتر الوضعي الشفهي المغربي الألقاب؛ فيكسب الاسم النبويّ قدسا 
وحرمة تشيعانه بين الأمم؛ ويثبت بذلك أهل المغرب أن ولاءهم للأنبياء جميعا هو 
ولاء لمن جمع كلمة الناس على كلمة الله» وذاك أجدى وأثبت من ولائهم لفرقاء 
قريش الذين فرقوا كلمة الله فافترق الناس في الدين الواحد. إِنّ الاسم واللقب عندئذ 
من الموا اللغوية المثبتة لروح تثاقف حاملة عند الأباضيّة في تناول مظاهر دقيقة 
تتعاق بالولاء والبراءة» ولاء يتجاوز الثيانة الواحدة عند الشيخ يحيى بن أبي يحيى 
ليُتولى المدين بدين عيسى المحمّدي لأنه ما جاء به إلا ما قد علم أنّ في دعاه 
إليه الحق حكى ذلك عن الشيخ أبي خزر"69©. 

بين مدوقة السيل"الأباضكة يتاقد المشدوي سمي بننواطن" لقان" العراية 
ويحاولون حصرها بدقة متناهية» لكنهم يدركون أنّ خرائط الجغرافيين العرب قد 


217 


تغفل عن بعض تلك المواطن أو قد تسيء قراءتها وتعريبهاء لذلك يردفون بععمض 
المواطن منها بتعريب أو يقدمونه عليها كقول الوسياني في خبر أبي يعقوب يوسف 
بن سهلون الأطرفي””(5ه/11) مع التمري أن موضع تسمين الجمال هواموضع 
يقال له الركبة الضالة'أفود أنصطون' بين وارجلان وأندرارا"7"ءأو في قول محمد 
بن خيران اليراسني(11/05م) في 'حكاية منقولة من كتاب سطيح أن وارجلان اسمه 
أعير منه يتقاتلون على غير شيء"7”. والواقع أنّ هذه الترجمة المتبّتة لثنائيّة 
التسمية إنما تكشف ارتجاجا بين صدقية الخبر وشروط التقتّل وصورة هذا الارتجاج 
هي رسوخ التسمية الأمازيغية في التداول الشفاهيّ وظهور تسميات عربيّة في 
المتناول الكتابي» ولن يستطيع قارئ الخبر أن يدرك علاقة اسم المكان بالوظيفة ما لم 
يشرح له معنى التسمية الأعجميّة فإذا بالنصّ الستيريّ يتأرجح بين الوظيفة المرجعيّة 
الصتادقة والوظيفة التعليميّة الحريصة على صناعة التصديق في سياق ج دلها مع 
المخالف والمختلف. إنّ التمازج في تسميات المواطن نهاية ضرب من التفسير 
يستدعيه فعل الكتابة بلغة ثانية في نقل فعل التفكير بلغة أولى» وذاك مظهر عناء 
الكاتب الأمازيغي لحظة تدوين سير أعلام يتخاطبون بالأمازيغية لقراء يتعاملون مع 
نصوص تخط بالعربيّة. 

يجد الكاتب مدون الستير عندها نفسه في حاجة إلى لغة ثالثة وسطى بين فصاحة 
العربيّة وبلاغة الأمازيغية» فلا يستطيع في ترجمة الخبر حفظ طلاوة اللسان 
الأمازيغيء ولا يمكن بلوغ حلاوة اللسان العربئ» ليصيب المدون اللفظ الحؤشي 
العربي ويضطر إلى شرحه عند الورجلاني في تعريب خبر العجوز النفوسيّة حتى 
لا يلتبس صوتيًا بالمبتذل الممنوعء فقد'ذكر عن مومنة الكبيرة امرأة صالحة قالت 
لشيخ وكان يفتي الرّخص من المسائل: دع عنا أزبّاتك فشبّهت الرّخص بالشاة 
الكثيرة الشعر على الحاجبين. قال: فابتليت ببعضها فأتته فسألته فقال لها: ليس هنا 
إلا الأزمّات :العفات :11907 لإاتيتف أن عجورا"تفوسثة متأصلة في الداتها الأمازيغي 
قادرة على التقاط هذه العبارة من حوشيّ لسان العربء وإنما يظهر بها الورجلاني 
توسّع معرفته باللسان العربي» وهو ينتقي لفظا شديدا في الوقع شدة الأداء الصّوتيّ 


218 


لأسماء الحيوان في اللسان الأمازيغيء ليتمٌ التمازج في المستوى الفينولوجيّ للكلمات 
تشابها للمخارج واختلافا في المعاني. 

وإذا ما ذفع المدونون في هذا التمازج إلى حواشي القاموس العربي دفعا لبيان 
قدرتهم على استيعاب لسان العربيّة فإنّ طبيعة الحوار الذائر بين الشيوخ والتلامذة أو 
بينهم وبين النساء لا يترقي في الخطاب إلى فصاحة متقنة» ليظل عاميّ العبارة يعتمد 
لفظا محليًا تنصرف معانيه حيناء ويلحق معاني أخرى أحيان مختلفة. وقد لاحظنا في 
جملة من الأخبار المتشابهة بين الورجلاني والوسياني تكرار لفظ "عاد" بشكل ملفت 
ففي واقعة قتل زيري الزنداجي بتمولست كانت من العزّاب'طائفة - عاد - لم 
يأخذوا في القرا ا اكتيال الشعير السلف من رجل فلاح"'قال له الشيخ 
مزين: عاد؟؟ كيّل, فغضب واكتال حتى بلغ ثلاثة عشرء فقال له الشيخ: كف وهذا 
تصديق للعزاب"2217, ولمًا بلغت نوبة ماء العين لدى ورجلاني مائة دينار شاور أبا 
يعقوب يوسف الأطرفي في بيعهافقال له: عاد.ثمٌ نادى بها حتى بلغت ثلاث مانة 
دينارا فأخبر لأبي يوسف فقال له: بع1923). يبدو معنى عاد في سياق الجمل الثلاث 
متحولا عن بعد في الأولى» إلى كيف التعجبيّة في الثاية» إلى ليس بعد في الثالثة. 
والدلالات الثلاث تلتقي في دلالة الناسخ العربي 'مازال". وهذه المعاني الثلاشة لا 
تتوفر في الجذر اللغوي: ع/و/د للسان العربي» عندها تكون'عاد" استعمالا شفويًا 
مترجما يخفف ما حدث من تمازج صوتي في لهجة المغاربة بين "أيض ا العربيية 
واثيض" الأمازيغية1947/ الدّالة على الاستمرار والمناسبة لمعنى مازال. 

تظهر الكنى والأسماء وثنائيّة تسميات المواقع والدارجة المعرتبة ضروبا من 
التمازج الصوتي والدلالي تحدث فعل المثاقفة اللسانيّة في مستويات التنغيم والتركيب 
والتوليف الدلالي وتحاول الاشتغال على المشترك بين اللسانين بشكل يجعل التعريب 
غير منصرف عن الأصول اللسانيّة الأمازيغية للغة العزابة» وغير مخل بالشروط 
الكتابيّة العربيّة تتحول عن الإنشاء الترسلي البيانيّ إلى التفنن البديعي» فهل سيكون 
مشروع تهذيب اللسان منذ عصر الترجينئّ حلما في السير الأباضيّة لاستعادة مجد 
التولة بامتلاك الستلطة على لغة الديانة؟ 


219 


5 


الخاتمه: 

تفرعت المثاقفة اللسانيّة بين اللسان الأمازيغي المحلي والألسن الوافدة على مجال 
الجنوب الجزائريّ عن المثاقفة الأدبيّة الشاملة» وكانت مثاقفة أدبيّة نثريّة مسّت أكشر 
أنتكااع الكخاية المشرفنة تافن] بالنطوون:والتحؤيق كالفين : والحكانة النظقسة و لوال 
الشعريّة» أو مثاقفة أدبيّة شعريّة في تماسّ الشعر الأمازيغي والشعر العربي» ورغم 
أن تجربة أبي سهل الفارسي شاعرا لم تبق نصوصها الأثيلة المؤسّسة لكل منظومة 
الستير الأباضيّة إلا أن تأثيراتها الجماليّة الشفاهيّة قد استمرّت موجهة للصّيغ والصّور 
خاصة في نسج الأمثال ونظم الأشعار على السنة النساء الزّاهدات العابدات. 

لقد اكتشفنا من خلال البحث في وجوه المثاقفة الأدبيّة الثلاثة أن أكثر المنااهفل 
تأثيرا في أدبيّة النصّ الأمازيغيّ هو المنهل العربي المشرقيّ بحكم سلطة النص 
القرآني وميزة النصّ الشعري وانتشار فنون الحكاية المثليّة والخبر والترستل في 
استجابة مباشرة لحاجيات ثقافيّة موجّهة لحركيّة الجماعات الأباضيّة والمجموعات 
العلميّة والستياسيّة منها بالخصوصء وأعدنا ذلك إلى السير الطوعيّ نحو التعريب في 
تجارب متفاوتة بين جيل وآخر تدرك اكتمالها مع عصر الترجيني في تحويل السسّير 
طبقات مناقبيّة.وقد استدعى ذلك أن يكون التثاقف شكليًا ماديا في الجوانب الفنيّة كأن 
يُقتبس من تجارب المشرق ويحاكيها ويعارضها معتمدا آليات التكيّف والاختراع 
كأقصى حالات التثاقف الحاصلة في التجربة الشعريّة: أو أن تحور بعض الأشكال 
والبنى الفنيّة للحكاية المثليّة والخبر بتقليص الإسناد وتوجيه الاهتمام نحو بناء 
النموذج الستيري على الجمع بين جماليات الخيال وإكراهات الواقع وبالمحصلة فإِنّ 
الأشكال المشرقيّة للكتابة النثريّة والشعريّة قد استعيرت وأعيد تأويلها بما يناسب 
حاجيات اللسان الأمازيغيّ بالجنوب الجزائري» وقد تحولت في الزّمان والمكان. 
وبالجملة فقد ظهر من وراء ذلك نزوع أباضيّ نحو إعادة نحت ملامح الشخصيّة 
الثقافيية من معاشرة المكان الواحي وترويض المكان الجبلي والاستفادة من انفتاح 
المكان البحري لترسيخ ملامح الهويّة والخصوصيّة. 


220 


نخلص في نهاية هذا البحث المهتمّ بأنواع المثاقفة اللسانيّة الحلصلة في النصً 
الستيري الأباضيّ بالجنوب الجزائري إلى التأكيد على ما تحقق بهذا الفضاء 
الضتخراوي" م تطورات في :الرتترئ:والأذواق والألوان الثقافية كان النص البسيري 
الغيري في كتابات أعلام المدونين المغاربة راصدا لأغلب مظاهرها في حياديّة 
أحياناء وبروح تأصيليّة أحيان أخرىء؛ وعلى توتر بين المسايرة والمغايرة في مجمل 
الأحيان» لما يحدثه التثاقف من ردات فعل ذاتيّة تكون أقلام المدوتين عاجزة عن 
ردها أو تهذيبهاء سيما والسير الأباضيّة مشروع أجيال» ينشأ كل تهذيب فيه وتشذيب 
لماتته وتنويع لطريقته وتفريع لمباحثه عن مثاقفة تحصل لجيل في زمان ولا تتوفر 
لآخرء أو تنشأ مع جماعة في مكان وتكون لجماعة أخرى بشكل آخر. 

يترتب عن نتائج هذا البحث التأكيد نهاية على أهميّة اللسان الأمازيغيّ في تأصيل 
الفعل الثقافّ وفي بيان دوره في التفريب بين التيانات المغربيّة القديمة والديانات 
التوحيديّة القادمة من الشرق»؛ واكتشفنا أنّ جدل اللسان والإيمان قد ظل مستمرًا حتّى 
القرن الهجري السادس.ومثل هذه المظاهر اللسانيّة ستعم مثاقفة أديئة تثمن قيمة 
الاقتباس عن المشرق وإعادة تأويل البنى الحكائية النثريّة بإنتاج جديد للأمثال 
المتفد ل والحعابات المتهيلة والرساتل: المعاالة :كسار ] للستفاة تمكو" المعازظينة 
والمزج بين شعريّة أمازيغيّة تتمثل المكان جبلا يختزن الأسرار وشعريّة عربيّة 
تنطلق جماليات المكان الصّحراويّ فيها فناءً هادماء لتصيب المثاقفة في العمق 
جماليات الكتابة وآليات التصوير الشعريّ وتحوّر مضامين الشعر عن الإمتاع 
والتوجيه التعليمي إلى التاريخ والتنظيم الجغرافيَ كما سيظهر ذلك في القصيدة 
الحجازيّة لأبي يعقوب يوسف الورجلاني. 


221 


المصادر والمراجع: 

- 1-المصادر: 

- 1-1-المصادر المخطوطة: 

- -الفرسطائي (أبو العبّاس أحمد)؛ كتاب الألواح» مخطوط عدد541» المكتبة 
البارونيّة بجربة تونس» نسخ عمر بن الحاج يحيى الشماخي» 51 ورقة. 

- -المزاتي (أبو الرتبيع سليمان بن يخلف)؛ كتاب السير لأبي الربيع سليمان 
بن يخلف في طلب العلم» مخطوط 2/88 المكتبة البارونيّة بجربة تونس» نسخ 
صالح بن محمد بن صالح التندنميرتي» 26 ورقة. 

- 2-1-المصادر المطبوعة: 

- -البغطوري(مقرين بن محمّد)ء سيرة مشايخ نفوسة؛ تحقيق توفيق عبّاد 
الشقروني» مؤمتّسة تاولات الثقافيّة» المغرب2009. 

- -الدّرجيني(أبو العبّاس أحمد بن سعيد)» طبقات المشايخ بالمغرب» تحقيق 
إبراهيم بن محمّد طلايء سلسلة من كتب التراث؛ طبعة ثانية» [د.ت] 

- -عبد الكافي(أبو عمّار)ء سير الحلقة» تحقيق مسعود مزهوديء؛ نشر مكتبة 
الضامريء؛ مسقط عمان» 2006. 

- -الشمّاخي(أبو العبّاس أحمد بن أبي عثمان سعيد)؛: كتاب السّيرء تحقيق 
محمّد حسنء طبعة دار المدار الإسلامي» بيروت2009. 

- -الورجلاني(أبو زكرياء يحي بن أبي بكر)» كتاب السيرة وأخبار الأدمة 
تخفيق :عيذ الرتكمام أزوبةه ك2 الذار التوتسييكة للنشر ءوتن 1985 

- الورجلاني (ابو زكرياء يحيى بن ابي بكر)ء كتاب سير الائمّة وأخبارهم: 
تاريخ أبي زكرياءء تحقيق عمّار الطالبي» ط2» دار الغرب الإسلاميء بيروت 
لبنان1982. 

- -الوسياني(أبو الربيع سليمان)» سير الوسياني» تحقيق عمر بن لقمان 
بو عضن افة انقو و الثقاقة اششفظه اده سبان 2009 


222 





- 2- المراجع العربية: 

- ابن خلدون(عبدالرحمان)» العبرء ط3؛, دار الكتب العلميّة بيروت 
لبنان2006. 

- الأباضي (ابن سلام)؛ كتاب فيه بدء الإسلام وشرائع الدين» تحقيق: قرينر 
شقارتس وسالم بن يعقوب». ط]ء دار فرانز شتايزء المانيا1986. 

- الباروني (سناء)» البعد الحضاري لنماذج من الفقه الإباضيء ط1ء دار15![ 
فقت 

- البكري (أبو عبيد)» المغرب في ذكر بلاد إفريقيّة والمغربء. ط1ء مكتبة 
المتى» يعدن العراق [داك] 

- براهمي (عبدالكريم)» الجمل والصحراءء. مقاربة تاريخية انتربولوجية 
كل|4: الماقي الخر قسركة تمر هالا مسلسلة كناب الثقاقة الجعنكة المخروي 2017 

- بن زلتاف (أبو خزر يغلى)؛ في الرَدٌ على جميع المخافين» تحقيق: عمرو 
خليفة النامي» (نص مرقون)» مكتبة فرحات الجعبيري. 

- بن سعدون (نورالدين): نخلة التمر: يوميات يرويها عاذق» ط1ء مطبعة 
مؤقال البليدة الجز ار 1 201: 

- بن عميرة(محمّد)؛ دور زناتة في الحركة المذهبيّة بالمغرب الإسلامي؛. ط1 
المؤوسشحة الوطتتة للكقات؛ الج3 19843 

- خليفات(عوض)..النظم الاجتماعيّة والتربوية عند الإباضية في شمال 
إفريقية في مرحلة الكتمان» ط.1(د. ط)ء(د.ت) 

- -الجعبيري (فرحات). نظام العزابة عند الأباضيّة في جربه. ط2» (د. ب) 
6 -الجعبيري(فرحات). البعد الحضاري للعقيدة الأبإاضيّة.» ط1ء سلطة عمان 
مطبعة الألوان الحديثة»1989. 

- -الجويلي(محمد). صورة البطل في الإسلام الشعبي. ط1ء مطبعة تونس 


قرطاج؛ تونس2007. 


223 





- التريسي (فرحات).؛ الجماعات العلميّة: النشأة والخصائص و الوظائف(في 
البيئة الثقافيّة العربيّة الإسلاميّة)» مرقون. 

- الزاهي(نور الدين)؛ المقدّس الإسلامي» ط1ء دار توبقال للنتشرء الدار 
البيضاء المفرب2005. 

- شقرون(محمد)» الإسلام الأسود جنوب الصّحراء الكبرى» ط1ء دار الطليعة 
رابطة العلمانيين العربء بيروت لبنان2007. 

- الشيباني(محمد سعد)ء تاريخ إياضية تامزغاء ط1ء مطبعة5ناام5 الال 
تونس2013. 

- العدواني(محمد بن محمد بن عمراء تاريخ العدواني» تحقيق ابو القاسم سعد 
الله ط1ء دار المغرب الإسلامي» بيروت 1996. 

-عمامو (حياة)» أسلمة بلاد المغرب» ط1» دار أمل للنشر والتوزيع». صفاقس 
تونس2004. 

- قريش (روزلين ليلى)» بنو هلال سيرتهم وتاريخهم. ط1ء منشورات 
الشهاب» بيروت لبنان1996. 

- -المالكي(ابن الصغير)» أخبار الائمّة الرستميين» تحقيق محمّد ناصر 
وإبراهيم بحّارء ط1ء دار الغرب الإسلامي» بيروت لبنان1986. 

- مجهولء مفاخر البربر لمجهولء تحقيق: عبد القادر بوباية» ط1ء دار أبي 
رقراق للنشرء الرباط المغرب2005. 

- معمّر (علي يحيى). الأباضيّة بين الفرق الإسلاميّة» ط4؛. مطبعة المدينة 
سلطنة عمان» ج2. 

- المنصوري(مبروك).؛ جدل الدين الإسلامي والعمران المغربي. ط1ء الدار 
المترنيطية للنشو توكين 2010 

- النامي (عمرو خليفة)» دراسات عن الأباضيّة» ط1ء مطابع النهضة:عمان|د 


ت]. 


224 


- النفوسي (أبو حفص بن عمروس). أصول الدينونة الصافية» تحقيق حاج 
أحمد بن حمو كروم؛ ط1» نشر مركز 

- -الورجلاني(ابو يعقوب)» الدليل والبرهان:(نحقيق سالم بن علي الحارثي) 
ط2» نشر وزارة الأوقاف. مسقط عمان2006»: 2ج 

- -الورجلاني(أبو يعقوب)؛ العدل والإنصاف. ط1» نشر وزارة التراث 
القومي والثقافة» سلطنة عمان1984. 

- يقطين (سعيد)» الكلام والخبر: مقدّمة للسترد العربي» ط1ء المركز التقافي 
العربيء الدار البيضاءء المغرب1997. 

- يوسف (جودة عبد الكريم)؛ العلاقات الخارجيّة للدذولة الرُستميّة؛» ط1 
المؤمسة الوطئئة للكتانت» الجؤائر1984. 

- 3- المراجع المعربة: 

- أونج(والتر ج)» الشفاهيّة والكتابية» تعريب: حسن البنا عزّالدين» ط1 
المجلس الوطني للثقافة والآداب» سلسلة عالم المعرفة» عدد182» الكويت1994. 

- بنديكت (أندرسون). الجماعات المتخيلة؛, تأمّلات في أصل القوميّة 
وانتشارها. ترجمة: ثائر ديب» تقديم: عزمي بشارة» ط1.» طبعة شركة قدمس 
للنشر والتوزيع» بيروت لبنان2009. 

- جوليان (شارل أندري)» تاريخ إفريقيا الشماليّة» تعريب: محمّد مزالي 
و النقيين :ساكةه ط3 : الذان :التو نمتية لني توسة8 197 

- دايك (فان)» النصّ والستياق» تعريب: عبدالقادر قنينيء ط1ء دار إفريقيا 
الشرق» الدار البيضاءء المغرب2000. 

- روبيناتشي (روبيرتو)» العزابة حلقة الشيخ محمد بن بكرء ترجمة لميس 
الشجني وتقديم موحمد ؤمادي» ط1» منشورات مؤسسة تاوالت الثقافية:؛ المغرب 
5. 

-روبيناتشي (روبيرتو)» العزّابة» تعريب: لميس الشجني» ط1ء مؤسّسة تاولات 
الثقافيّة» المغرب2006. 


225 


-ريكور (بول)» الذاكرة» التاريخ» النسيان» ترجمة: جورج زيناتي» طبعة دار 
الكتاب الجديد المتحدة» بيروت لبنان2009. 

-ريكور (بول)» الزّمان والسرد. ترجمة: سعيد الغانمي»؛ ط]ء دار الكتب 
الجديدة المتحدة» بيروت لبنان2006» ج1. 

-فولف (كريستوف)؛ علم الأناسة التاريخ والثقافة والفلسفة:(تعريب أبو 
يعرب المرزوقي)؛ ط]» الدّار المتوستطيّة للتشرءتونس2009. 

-كوش (دنيس)؛ مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعيّة» ترجمة منير السعيداني 
نه مو كز فر اسات الؤيهدة العويئةء ميو وت2009: 

-لاينز (جون)» اللغة والمعنى والسياق؛ تعريب: عبّاس صادة الوق ابء ط1 
ذاو الشؤوة: الثقافكة العافة» آقاق: خريقة» العراق 1987 

-ليفتسكي (تدايوش)» المؤرّخون الاباضيون في شمال إفريقياء ترجمة: ماهر 
كران راوها هر انه مده مفقتور لقم مويتفية تاركاف التقافنةة لساب 72001 

- 4- المقالات: 

-الطرابلسي (حنان) 'بدء الإسلام وشرائع الثين للواب بن سلام الإباضي: 
قراءة مغربيّة بربريّة إياضيّة لقواعد الإسلام وسير الحكام والاعلام'”, ؛ مجلة مجله الحياة. 
العدد6 1»الجزائر 2012» صص:231-217. 

-المناصرة(عزالدين)» "النقد الثقافي السّلافي: جماليات المثاقفة وتلميحات النواة 
الحفي", مجلة فصولء, عدد99, القاهرة مصرء ربيع2017.» صص 138-108. 

-بالنور (عبدالرزاق)» التأثيل الواهم؛ دروس اللسانيات الزمانيّة» كلية العلوم 
الاجتماعيّة والإنسانيّة» تونس» في 2012-1-12 (مرقون لدينا) 

- بلحاج (معروف)؛ الاباضيّة والخوارج من وجهة نظر الشيخ ابي إبسحاق 
اطفيشء مجلة المنهاج» غرداية الجزائر» اكتوبر2014»عدد خاص. صص 127- 
6. 


226 


- بوبيدي(حسين)؛ "دور المحور الأوسط من الطرق التجاريّة في التواصل 
الاقتصادي بين المغرب الإسلامي والسودان الغربي. مجلة المعالم؛ قالمة 
الجزائر2013» العدد13» صص138-122. 

- جابر(فحار)» "التاليف الأصولي عند الأباضيّة:دراسة كرونولوجيّة وص فيّة' 
مجلة المنهاج؛ غرداية الجزائرء اكتوبر2015» عدد 4» صص126-105. 

- جديد(صالح)؛ "شكال التعبير في السّيرة الشعبيّة العربيّة". الثقافة الشعبيّة 
النحروة» شكاء 42013 العذد 20 *صتص 35-24 

- خريّف(محي الدين)» "النخلة في الجنوب التونسي"” الثقافة الشعبيّة البحرين» 
ربيع2010» العدد9. صص 39-24. 

- زرفاوي(عمر).» "النقد الثقافي بين عبدالله الغذامي ويوسف عليمات". مجلة 
فصولء القاهرة؛» عدد99: ربيع2017.صص 149-139. 

- شوية(فاطمة الزهراء)» "الستلطة العرفيّة في المجتمعات التقليديّة؛ دراسة 
أنتربولوجيّة: جماعة الصّلح بمنطقة الجلفة نموذجاء الثّقافة الشعبيّة» البحرين 
غدة8 3 صيك2017: ضيصض111398: 

- عيساوي(مها)» "عادات وتقاليد ريفيّة معاصرة بالشرق الجزائري لها دلالة 
تاريخيّة". الثقافة الشعبيّة» البحرين» عدد23؛ خريف2013. ص115-104. 

- كرّوم (الحاج احمد بن حمّو)» "جهود الميزابيين في التأليف ونشر الكتب 
َدَيْمَا:وبحديكا:"مجلة السياق»: جامعة غوداية: الجر انز 2512:20:16 ستضن 181 
4. 

- جالحسين (الهاشمي)» 'السيز الأباضيّة وإشكالية المنهج من خلال مخطوط 
كتاب الألواح للفرسطائي" (مرقون) 

- -كياشغنر(دوجلاس). مدرسة فرانكفورت وَالأراسات الثقافكبة 
البريطانيّة(تعريب كرم أبو سلحي)؛ مجلة فصول.مجلد3/25, عدد99 
ربيع2017. صص 278-249. 


227 


- 5-رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه: 

- الخمار (إيراهيم)» تعريب إفريقيّة من القرن الأول إلى القرن السّادس 
للهجرة؛ء رسالة ماجستير» إشراف: محمّد شقرونء كلية العلوم الإنسانيّة 
والاجتماعيّة بتونس» تونس2014. 

-بن موسى(يوسف).؛ التوارق والإسلام» رسالة ماجستيرء إشراف: محمّد 
شقرونء كلية العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة» تونس2014. 

-بوخنوف(شهيرة)؛: أساطير وطقوس الاستقاء واستقبال الربيع في منطقة 
خراطة(بجاية)» رسالة ماجستير في الأدب الشعبيء» إشراف: زهرة طراحة» جامعة 
مولود معمريء تيزي وزوء الجزائر2012. 

-طالب(جميلة)» سيرة بني هلال دراسة سرديّة,(فصل البنية الصراعيّة) 
رسالة ماجستيرء إشراف: جميلة قيسمونء؛ جامعة منتوريء قسنطينة 
الجزائر2010. 

-فارس(محمّد)» الوعي بالمكان في السير الاباضيّة الوسياني نموذجاء رسالة 
ماجستير» إشراف: عبد المجيد العطواني؛ كلية العلوم الاجتماعيّة والإنسانئيّة 
بتونس2017. 

--محمد حسن(محمد)» المدينة والبادية بإفريقية في العهد الحفصي. ط]1ء نشر 
جامعة تونس الأولى» تونس 1999:2ج. 

- 6-المعاجم: 

-ابن منظور(أبو الفضل جمال الدين)؛ لسان العرب المحيطء ط1ء دار الجيل 
بيروت_لبنان» 1997. 

-الفيروزبادي (أبو الحسن علي)» القاموس المحيط؛ بيت الأفكار الدولية 
بيروت لبنان» 2004: ط]1. 

-الموسوعة العربيّة الميسّرة, ط3» المطبعة العصريّة صيدا لبنان2009» 7ج. 

- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهبء: ط1]ء دار الندوة العالميّة للطباعة 
والنشرء الرياض1999: ط4؛ 2ج. 


228 





- بون ت(بيار) وآخرونء معجم الاثنولوجيا والأنتربولوجياء ترجمة: مصباح 
الصمدء مؤسسة مجدء بيروت لبنان2011» ط2. 
- شفيق(محمد). المعجم العربي الأمازيغي. ط1ء (د ط)ء الرباط1987. 
- كاسترس(أم اتش)» بيبلوغرافيا الأباضيّة» ترجمة: محمّد ؤمادي وخديجة 
كريرء نشر وزارة الأوقاف والشؤون التينيّة» مسقط سلطنة عمان2006: ط1 ج1 
قسم المغرب. 
- مجموعة من الباحثين» معجم مصطلحات الأباضيّة» (تجميع وزارة الأوقاف 
والشؤون الدينيّة)» ط2؛ مقسطء سلطنة عمان2012. 
- هولتكرانس(إيكه)» قاموس مصطلحات الأثنولوجيا والفلكلور» ترجمة: حسن 
الجوهري وحسن الشاميء دار المعارف مصر1972»: ط]. 
- الأرضي(مبارك)؛ المعجم الأمازيغي الوظيفي:ط1. مطبعة النجاح الجديدة 
الذار البيضاء 20058. 
- مجموعة من المؤلفين.موجز دائرة المعارف الإسلامية» ط1؛. نشر مركز 
الشارقة للإبداع الفكعري1998: 8ج 
- 7-المراجع الانقليزية: 
لاا ] 5لا0نام.ل .ل 218/01الاأألاع©4 ,5اأنامكاوء طوعل ع ااأنااع/! - 
.8 ك8 0, /الاعالطا ,جاع روا اقنامط 
عا ,70 ائاء ل|,7/ ١6/19/02‏ 3/10 - 5أوبزا/703/15ع/[25 ,لاما ملمرع- 
0 6558م لإأأقاع/اأمنا 
3 ,منا10ة وصاطةأاطنط لهصه ل و صاعاصا لالانام امم :ارملا 
05 عممعه50 عط عارمناا 2/5 3/70 1/3/7/ ,5أأنلامكاوعرع! موعل ع|أنااع/ا 
8 ,م0 كا ررم ءا0/ الاعلا ,لاو0اهمهنطامكم اونا اناه 
الع نحل :ذا .3/1لانا/15/1لا4/17 ©1ولا72(»!| 01 67011115 7/776 :طلطناكا /اعع2- 
,3 .80 .أ5ق3ط عوعلط! عتصواذا لالتهع 0قة عصتأمدعلا8 غ16 :ز.لع) لممأعلموت 


.5 (مأعممارط 


229 





- 8-المراجع الفرنسية: 

,65 "«الأاظلاع8 5غط ل3أ0ا6الاع5 قا الا5 55 انعط انع ,© أا80556- 
5مقظ ,كؤموزأوزاعء دعل مغأماةواط١|‏ عل عباعها 

ع6صصطق ١”‏ 1536101أألانى عل (زه20]1 3ا “لاد ع6)هلم8 (عاأصمصعا)صاع كاردا - 
7 ,1913 ,1.ا0/ ,عناوأوهام5001 

اعطعزل بال عأععاوأنا) معاعمة عنغطعط عأأوانامهء0/" ,زضوعل) 0650015]- 
489-13 مم ,1900 5أصنا! 5528 .1 .ا '(552نامأعلى 

عأوه01مهطاصة "| عل 5ع35ط 5عا (1950) 5األاكاوعط .ل عااأنااعالاا - 
31/ا-صضوعل 3م علا0611اناط لممأ5اع/ا مع 0001م أمعصاناءمل صلا بعلاعىنناناء 
ناع11انامت ألالأنامءاط) 06 معو6ن با 6أو506510 ع0 'ناء55ع101م ,لاواطممطع؟ ]1 
٠.‏ :علا 5116 66010/10601017.63 50610100104 ال 

: االقصده5معم 3ا عل اعننالاناء أمعداعل0مم6؟ عا (1945) دماصنا املهك. - 
,لاواطمع١‏ 1 عنو اا موعل صم عناوغماناه ممأ5اع/ا دمع 31أ0المام أمعمابيءه0 صلا 
أماتأنامعاطت ع0 معو06 لا 500010016 06 اناع101655م 
:ماعنلا 5, 3 6601/1601 لا 50010100_ألماز: انام 
رازه أ500 /أعص.أتماآما.كعووم// :مخطا 

م0 "الاعالام 065 أ <"ل0ا0613 1645 20105 5ع| ,(عمعكا) أع8355- 
.5 رؤلروط بعمؤطععط 

ها 5أموصوءط ععواغ 0ط ,متوكصلها عا اع متقطعممم عا ,عوهمك) 85006 - 
,535 75005 ,32 أ2مم3ل'ا عناو0ع مانا 55ل5]3-أناغا دملاأأ0ة ,عمتأوام 
0 ممصو 

,0003 لالط 5ع2]3026هالاا 5ع 5عصصهمط ,زعلاء00) )86006226- 
7 عموصقءط ,أودةا6 كمم للع 

5 58©ه| 0305 علا أأنلاء 06 201101 123 ,(0©01/5) عاة0 - 
4 35م ,همه أله ,عاع/الامع06 ١3‏ ,2165أع50 

10310االج6 ,الامأع: أعوععاع'! عل عطالا ع1 ,(ع0وذاع) 3 - 


169موم 


230 





3 .235 . 5ع1ال5]011اط و5عامء6 5ع ٠ا‏ ) منمو/ا / )0 606نام8 .- 
1ا0/ ,2016 ناو عنان1ك8 "!| ع عنممعاعمق عأأمأ5واك (ع30لام 516) الوه - 
عل عأوهاه0ممطامظة :ذ5ع26055 5عناوأوه ا ,(مناما-صوعل) عااعومم - 
,أ0/ا22 ,علال111أضمعأء5 عبانغطأهاطتط وىىياعااأج أء عباولككق4 مع غ6 أأمعل! ١"‏ 

0م 

65 أطداء50 عماءىعءه | أ ©1361 3ا » ,طمعول ‏ طولأذلقطت0 ./ا- 
علوم ,3 عم بعفموو 6926 5ملقصصة مأ متحمهمء عرأممره؟! ذناهك5 5عأصوتاجه 
(األال 

5ع عط 08اقاط ١3‏ عل أنضعدمعممماع/اغ06 أ 56غممع066 ,بعزاماوأ/ا- 
,ب2]9165مة0 5ع0ئلأة 065 د5هعمواع5 5غ616أ500 ,5عصأطغ طوهدوط 5ع1ل0جطا 


6ع نم8 


231 


هوامش الدراسة: 


(') - جون لاينز أستاذ علم اللغة بجامعة اندبرة بالمملكة البريطانيّة المتحدة له عدة كتب في 
المجال (ينظر جون لاينز. اللغة والمعنى والسياق» (تعريب عباس صادة الوقاب)؛ ط1 
العراق» دار الشؤون التقافيّة العامّة» آفاق عربيّة» 1987» التمهيد» ص 5) 

2) - جون لاينز. اللغة والمعنى والستياق» ( تعريب عبّاس صادة الوقاب).؛ ط1ء العراق» دار 
الشؤون الثقافيّة العامّة» آفاق عربيّةء 1987» ص215. 

- فان دايك. النص والستياق؛ (تعريب عبدالقادر قنيني)» ط1» الدار البيضاء المغربء دار 
إفريقيا الشرق» 2000. ص 309. 

#) - فان دايك. النص والسّياق» ص 309. 

(7- يوهان جوتفريد هردر. كاتب وشاعر وفيلسوف وناقد ولاهوتي ألماني. عمل مدرساً وواعظاً 
في مدينة ريغا. وفي عام 1769 قام هردر برحلة بحرية إلى نانت» وأدت هذه الرحلة إلى 
تحوله من الإيمان بحركة التنوير إلى اقتناعه التام بحركة العاصفة والدفع كما اعترف هو 
نفسه. تعرف على غوته؛ وكان صديقاً لكل من جان باول وفيلاند. 

- ينظر كتابه (62656,1914م5 /عل ومنءموع دعل معطب ومدالمقططم) 

7)- مبروك المنصوري. جدل الدين الإسلامي والعمران المغربي» ط1ء تونسء الدار المتوسطية 
للنشرء 2010, ص116. 

آ)- مبروك المنصوري. جدل الدّين الإسلامي والعمران المغربي» ص: 2116 117. 

- يشار إلى كتاب ابن سلام الاباضي بعنوان 'بدء الإسلام' وقد كتب قبل نهاية القرن الهمجري 

الثّالث وعد أقدم وثيقة باللسان العربي عن بلاد البربر. 

- دنيس كوش. مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعيّةء ص: 54. 

(1')-الورجلاني. كتاب السيرة؛ ج1» ص: 124 

2) - يثبتها عمّار العربي في تحقيقه للسير بياكس بدل أمر وهو إلى الصّاب أقرب فياكش اسم 
إلاه أمازيغي فعلا (أبو زكرياء» سير الائمة وأخبارهم: تاريخ اأي زكرياء» تحقيق عمّار 
العربي»ء ص: 124) 

(13)- الورجلاني. كتاب السيرة؛ ج1» ص: 125. 

4'- إدريس بن مفتي الوناني: فقيه أسود من وارجلان خلال القرن الهجري السادس (ينظر 
سمو الور اح دن 88) 

(5- مؤنس حسين. تاريخ المغرب وحضارته قبل الفتح الإسلامي إلى الغزو الفرنسي» ج1» ص: 
66 


)010( 


232 


1)- الدرجيني. طبقات المشائخ» ج2» ص: 170:169. 

(7!)-الورجلانيء السيرة» ج1» ص138. 

(15)- الورجلانيء السيرة؛ ج1» ص: 148. 

7- الورجلاني» السيرة» ج2» ص:353. 

()-الوسياني» الستيرء ج1» ص: 463. 

(21)-المصدر نفسهء ص: 306 

(2- أبو العزّ بن جدولة شيخ إياضيّ من الجريد معاصر لأبي سعيد بن زنغيل (ينظر حسنء ت 
السير» ج3: ص983) 

(3- الوسيانيء الستير» ج 2» ص: 715. 

)- مبروك المنصوري. جدل الدّين الإسلامي والعمران المغربي»ء ص122. 

(2)- المرجع نفسه» ص123. 

7- أبو يعقوب الورجلاني. الدليل والبرهان» (تحقيق سالم بن علي الحارثي)» نشر وزارة 
الاوقاف» مسقط عُمان 2006 ط2»: ج2؛: ص: 68» 69. 

7- المرجع نفسه» ص 69. 

(28سم.ن, ص: 69. 

()-الترجيني. طبقات المشائخ» ج2» ص: 176» الشمّاخي. كتاب السيرءج2» ص: 547. 

0- يفسد الشمّاخي ترجمة المثل عندما يحوّله إلى خطاب سياقيّ مباشر يذكر مستاوة خصوم 
الوهابية بقوله:"إنَ عذرنا بيّن المرأة إذا لم يغشاها زوجهاء ابتغت الستفاح. وأنتم إذا لم تأتونا 
أتتنا مستاوة'(الشماخيء السيرء ج2» ص 549) 

(01)-الدترجيني. طبقات المشائخ» ج2» ص: 176.» الشمّاخي. كتاب السيرء ج2» ص: 549. 

02-الوسياني. السيرء ج1» ص: 289. 

(03-المصدر نفسهء ص: 289.288 

4 -مبروك المنصوري. جدل الدّين الإسلامي والعمران المغربي» ص: 117. 

3- أبو خزر يغلى بن زلتاف. الرّد على جميع المخالفين» (تحقيق عمرو خليفة النامي)» نص 
مرقونء مكتبة فرحات الجعبيري»ء ص3. 

0- الفرسطائي. كتاب الألواح» مخ» ورقة: 33. 

7" - الوسياني. السيرء ج2» ص: 534. 

6 - الوسياني. السيرء ج 1» ص: 399. 

9 - المصدر نفسهء» ص: 341. 


233 


)40) -م.نء ص: 449. 


- الوسياني. السيرء» ج2» ص: 547. 

2*) - المصدر نفسهء ص: 636. 

3) - أبو عبدالله محمد بن تامر التناوتي شيخ اباضي من تناوت نفزاوة خلال القرنين الرّابع 

والخامس الهجريين (ينظر حسنء ت السيرءج3» ص 971) 

- الوسياني. السير» ج 1ء ص: 331: 333. 

(4) - المصدر نفسهء ص: 250. 

9 - أبو عثمان المزاتي الدّجمي فقيه وشاعر باللسان الأمازيغي من منطقة دجّي بجبل نفوسة 
(إفكلن سك الوب عل عن 981) 

7 - الترجيني» طبقات المشائخ»ج2» ص: 121:120 
- الوسياني. السيرء ج1» ص: 330. ص: 343.: ص: 383. 

49 - المصدر نفسهء» ص: 423. 

)50 -م.ن؛ ج2؛: ص: 536. 

- الوارجلاني. كتاب السيرة؛ ج1» ص: 130:129 

- الوسياني. السيرء ج 1» ص: 2616260 

- الوارجلاني. كتاب السيرة» ج1» ص: 148 

54 -المصدر نفسهء» ص:159. 

(57)-“قال لأهل منزله أشارن اضمنوا لي أربعا أضمن لكم أربعا؛ الصلاة والآذان وحفظ الخط 
وتعليم القرآن» يسلم مسافركم وينمو رزقكمء وتّطفأ نار حربكم عليكم» ويرتفع القحط(الوسياني 
.السيرء ج1» ص: 247) 

7- مبروك المنصوري. جدل الدّين الإسلامي والعمران المغربي» ص: 127. 

) -'ألمّ ذلك ألكِتَاب لآريْب فيه هْدّى مين ((البقرة 5 الآيتان2:1)»'لر يِلْكَ آيّات لتاب لين 
نا أَنزْلنَاهُ عَلَيِكَ قر*آنًا عَربيَاً لعلّهُمُ يَعقِلُونَإيوسفء الآيتان2.1) 

59) - مما يثبت هذا الفهم المغربي للحرف مسألة تختزلها الكلمة/الجملة الخبر التالي يورده 
الورجلاني' فلما وصل أبو مسور إلى أبي أيوب أخبره بمراد الشيخ فقال له أبو أيَوب: 'وجد 
على حجر مكتوب في طرفه ثلاث كلمات الأولى: لا يركب البحر إل مخاطر أو جاهل أو 
مغرورء الثانية: مالي مالي تمادام في كمي فإذا صار في يد غيري صرت فيه مدعياء 
والثالثة: من يعطي ماله على القراض يعثر به مرض البرسام". (الورجلاني. كتاب السيرة» 
ج1» ص: 190) 


234 


9-الوسياني. السير» ج 1» ص: 400. 

(60)-المصدر نفسه»ء الصفحة نفسها . 

(0)- هو العنوان الذي اختاره أبو طاهر اسماعيل بن موسى الجيطالي 
النفوسي (ت750ه/1305م) لكتابه الفقهيّ الموجّه لجملة الأحكام والمسائل في زمانه. 

2©- ينظر(أبو العباس أحمد الفرسطائيء كتاب أبي مسألة» تحقيق محمد صدقي والسبع إيراهيم 
ط1]ء دارالبعث» قسنطينة الجزائرء 1984»: 2ج.) 

(69) - الورجلاني. كتاب السيرة» ج1» ص: 2275 276. 

6- المزاتي. سيرة أبي الربيع» مخ» ورقة: 2. 

7 - إبراهيم الخمّار. تعريب إفريقيّة من القرن الأوّل إلى القرن السّادس للهجرة؛ رسالة 

ماجستيرء إشراف محمّد شقرونعكليّة العلوم الإنسائيّة والاجتماعيّة بتونس» تونسء 22014 

ص: 90. 

- يذهب مؤنس حسين إلى القول: "إن بني هلال عندما استقروا في إفريقيّة واختلطوا بطبقات 

الناس في كل نواحي البلاد عربوها تعريبا شاملا عميقا" (مؤنس حسينء تاريخ المغرب 

وحضارته من قبل الفتح الإسلامي على الغزو الفرنسيء دار العصر الحديث للنشر والتوزيع 

بيروت لبنان»ء 1992: ط1ء ج1؛» ص90). لكنّ استقراء المدونات السيريّة الاباضيّة يثبت أن 

مشروع التعريب في المجالات الرّسميّة قد سبق هذا القدوم بأكثر من قرنين (ينظر بدء الإسلام 

لابن سلام الاباضي)» وأنّ استعمال اللسان الأمازيغي قد استمر بعد قدوم بني هلال في عمق 

البوادي وفي المناطق الواحيّة وحتى الجبليّة لسان التداول اليوميّ لأكثر من ثلاثة قرون تالية 

(ينظر تاريخ العدواني)» فنسبة التعريب إلى بني هلال مسألة تحتاج مراجعات كثيفة لأنّ قانون 

المثاقفة يقتضي أن يكون لسان بني هلال العربي نفسه قد تبربر» وأن تتولد لغة ثالثة وسيطة 

بين فصاحة العربيّة وعجمة الأمازيغية تأخذ من اللسانين وتسترفد بالألسن الحافة كلهجات أهل 

الستودان ومعاجم الفرس والبقايا الثقافيّةة من اللسان الفينيقي واللسان الروماني واللسان العبري 

وهي جميعها تنتج سلّة لغات» ما بنو هلال سوى حمّالة لبعض ثمارها. إن بني هلال قد شقوا 

من تغريبة في التاريخ وغربة في الجغرافيا وأنى لمتغرّب مغترب يفقد الوطن ان يكون ذا 

لسان قادر على تخت الهويّة خسب مؤجبات قوانين ثشأة الجماعة المتحيّلة غحد أندرسون 

بنيديكت (ينظر أندرسون بنديكتء الجماعات المتخيّلة» تأمّلات في أصل القوميّة وانتشارها. 


66) 


ترجمة ثائر ديب» تقديم عزمي بشارة» طبعة شركة قدمس للنشر والتوزيعء بيروت 
لبنان2009: ط1 ) 
67 الورجلاني» كتاب السيرة» ج22 ص:294. 


235 


(9)- الورجلاني؛ كتاب السيرة» ج2؛ ص: 294. 
لكك الوسدر شاف طن 396 
بأ معمع ها...عأصق/اد5 6 لاتطوأء50 ذا أمعذاصووره 5عاغلمم 5لصورو ذأم7 +-70 
85 0656 0305 الاالاة ,عل6أطعم ها .(لمأأوأمعلوة5 ا ,عأأؤألا دا 
عأاطةأة 06(3 عاوأء50 دملأواع؟ عدن 0305 أأاءذط ”5 عولغتاناع0 ها...5م اطلام 
.3315 5عااع07؟ 051]9665م20كه 5ع| ضماعة ذاعناان 5أمع 016 3 )ز06ه مااع 
ع3 ذانا آلاة 105066 عم0رع/اأم00» علالا 056مملاة طأآامع ,عمؤأوام] ها 
5عصاامأءذأل 5ع!ا أأصنا أبان معنذا عا أ5ع اع : اعباعع|اعامأ' نان أضواند اأعصمم5سعم 
0660/65 « عاععه ها أع عاطها ها » ,طمعول ‏ صولأذقطكت ./ا) .ع الهم عبعا 
مألال-أ3, ,3 هص رعؤصصة عمغ69 5ع أوطصة دأ متلومماه. عمأممع ١٠١‏ 5لا50 51/301645 
(2005.0.515 
اهاناانا© 0ه ععمعاء5 عط1 ,كاملا ولط صق طذاا ,كاأتاماورعل صوعل ع ااتياوا/ة -(71) 
.8 ,مهمكا, كم ,اهل /تاعلا ,لاوهاممهاطاصم 
2- يعرفه عبد الرزاق بالنور في درس حول اللسانيات الزمائيّة بكلية العلوم الاجتماعيّة 
والإنسائيّة ألقي يوم الخميس 2012-1-12 فيقول: 'يقوم التأثيل الواهم على مبد! تقريب المتكلم 
لما لا يعرفه مما يعرفه أو هو الاشتقاق الشعبي'» ص 1» (مرقون لدينا) 
(3- الوارجلاني. كتاب السيرة» ج1» ص: 160. 
0- دنيس كوش. مفهوم القافة في العلوم الاجتماعيّة» ص 197. 
(73- الوارجلاني. كتاب السيرة» ج1» ص: 178. 
)- من معاني الرقادة في المعجم العربي ما يفيد الإقامة بالمكان وتعميره يورد لسان العرب 
لابن منظور" ابْنْ الأعرابي: أَرقَد الرَجْل بأرض كذَا إرقادا إذا أقام بها"إينظر: ابن منظور 
لسان العرب» ط دار صادرء ج3» ص183) 
- مدينة رقادة أسسها الأمير الأغلبي إبراهيم بن أحمد سنة 264 ه/870م في ضواحي 
العاصمة الأغلبية لتصبح مقر الإمارة بعد مدينة العباسية أو القصر القديم. والغزوة المتحّدث 
عنها من قبل الورجلاني وقعت سنة:142ه/759م قبل تأسيس المدينة ب-122 سنة. مما 
يثبت صناعة توليفيّة للخبر في تفسير اسم المدينة. 
(78)- الوارجلاني. كتاب السيرة» ج1» صص: 70:69. 
9)- عبد السّلام بن سعيد بن حبيب التنوخي قاض فقيه انتهت إليه رئاسة العلم في المغرب 
(الزركليء الأعلام» ط15»: بيروت: 2006:ج4: ص5) 


(007 


236 


(5) -'فقد جاء سحنون فعمل على نشر المذهب المالكي وحده وكان بالمرصاد لأصحاب المذاهب 
الأخرى" (ينظر محمد حسنيء أثر الفكر الاعتزالي في علماء إفريقيّة خلال القرن الثالث 
للهجرة: أسد بن الفرات أنموذجاء رسالة ماجستيرء إشراف فتحي القاسميء كليّة العلوم 
الاجتماعيّة والإنسانيّة بتونس» تونس: 2016.» ص101) 

((8)- الترجيني. طبقات المشائخ» ج2» ص: 127. 

(82- الوسياني. السيرء ج1» ص: 266» الدّرجيني. طبقات المشائخ» ج2» ص: 128. 

(3- ينظر في هذا السياق كتاب مفاخر البربر لمجهول؛ تحقيق عبد القادر بوباية» دار أبي رقراق 
للنشرء الرباط المغرب2005,. ط1.ء ص 91. 

*- ينظر حكاية تشبيه العالم الإسلامي بطائر بلاد المغرب ذنبه وكيف حول المغربي الحاضر 
في المجلس الطائر طاووسا (كتاب مفاخر البربر لمجهولء ص92:91) 

(7- ينظر في هذا السّياق كتاب'الحمار الذهبي' للوكيوس أبوليوس.(تعريب عمّار الجلاصي) 
ط1ء نشر دار تاولان المغرب: 2000. وقد عد أوّل رواية خياليّة لكاتب أمازيغي في الكتابات 
القديمة تعتمد الستحر والخوارق وتستدعي المسخ والتحوّلات في الأدب الإفريقي المكتتوب 
باللاتينيّة (تنظر دراسة الباحث رضا الابيض تحت عنوان: صيّادو الخيال حراس الكذب: في 
العودة إلى لوكيوس؛ 25 صفحة مرقونة) 

310 لقاع ,5مة5 ,155306أ16/! ا ,5ذناولطا 5للاعا3 أ علتأصوامها وأمعووع -(856) 

5 م1997 

(7*- الوارجلاني. كتاب السيرة» ج2؛ ص: 314. 

(5)- المصدر نفسهء ج1» ص: 274. 

89) -الوسياني. السيرء ج1» ص: 312. 

(")-الوارجلاني. كتاب السيرة» ج2» ص: 313. 

(01- المصدر نفسهء ص: 317. 


(62_ مءن» ص: 1. 


(7- أبو صالح اليراجني من بني غسريت من جهة ورقلة فقيه زاهد أخذ عن أبي عبدالله محمد 
بن بكر (ينظر: حسنء ت السير» ج23 ص952) 

- الوارجلاني. كتاب السيرة» ج2» ص: 313. 

(07- محمد شفيق. المعجم العربي الأمازيغي» ج1» ص:681. 

- الفرسطائي. كتاب الألواح» مخ» ورقة: 10. 


237 


7- أبو يعقوب يوسف بن سهلون الأطرفي شيخ أباضي من وارجلان في النصف الاوّل من 


القرن الهجري الخامس (ينظر حسنء ت السيرءج3»ء ص1055:1054) 

[09- الوسياني. السيرء ج 1» ص: 432:431. الدرجيني. طبقات المشائخ؛ ج2؛» ص: 
7. 

(- الوارجلاني. كتاب السيرة» ج2. ص: 336» الوسياني» السيرء ج2» ص:843, 844. 

الوسياني. الستير» ج 1» ص: 326. 

(!9')-الوارجلاني. كتاب السيرة» ج1» ص: 175. 

2')-الوسياني. الستيرءج 1» ص 377 

(1- المصدر نفسه؛ ج 1» ص: 431:430. 

'"-ينظر محمّد شفيق المعجم العربي الأمازيغي» ج21 ص: 486 وقد أشار إلى أن المغاربة 
قد تمزّغت (والعبارة له) عربيتهم في هذا الفعل بمفعول الجوار الصوتي. 


238 


الغناء الشعبي المازيغي الزناتي أهليل 
(أهل الليل) في منطقة قورارة 


أ. عبدالرحمان عبدالحى 
كاسع قرواية 


11.0 © ع3 مطتطة .اج 


الملخص: 

تزخر مناطق الجنوب الجزائري» بتراث قديم» يترجم حياة وعادات وتقاليد 
المجتمعات أنذاك؛: كما يعد معجما تاريخيا يجسد الحياة الاجتماعية واللغوية والثقافية 
للمنطقة» واللغة أفضل وسيلة لحمل ونقل هذا الزخم الكبير من التجارب والعادات. 

وتعد منطقة قورارة (تيميمون) من الأقاليم التي تزخر بتراث لامادي ضخم 
تجمتد في الموروث الثقافي الشفوي من خلال أغاني وأهازيج أمازيغية زناتية 
تزخر بها المنطقة» تعرف بأهليل» وهي قصائد وأشعار صوفية ودينية بالمازيغية 
الزناتية تصف تاريخ المنطقة والحياة اليومية للسكان» ولتسليط الضوء على هذا 
الموروث الثقافي» وإبرازه وتعريفه كنوع من الآداب الجزائرية المازيغية» نقترح 
هذه الورقة البحثية الموسومة بالغناء الشعبي المازيغي الزناتي بمنطقة تيميمون من 
خلال الموروث العالمي أهليل. 

كلمات مفتاحية: تيميمون؛ أهليل» تفرابت» الزناتية» إيزلوان. 

160006 

ع5 بلاعاعصة'! ع0 عع دأتاقط'! ,عتقع لك '! ع0 5010 نل د5عطع كمماعة1 دع[ 
,كلام 50616]65 065 02011005 15 أء 5ع12ناتامه 165 بعللا 13 هم 201 


,50121 ع1 13 عمتوعمآا ع1ل510552 12 ااعطاع1701ماكلط أده هاعه عتتصامء 
ع0 12052 عتناء[لاعطط 12 أء عنتاعصدا 12 ,مماع16 12 عل ع لاع انه أء عدان 0ك 1ناع متا 


11 أء دععطع62م2ه'0 طهاة لمع ع اعلةآكطةنا أء 1ع011م عطقنا 


نل 322012 هم رع د5عطع د5مماع16 دعل (2نامسطتتصة1) طنه1ما عممج هآ 
5 3 10131 عل أعتتطلناهء عماممستادم ع1 حصهل عمتتدعصة ,اعتمة 2 حصا مصممع 


239 


660 12 عل عماعام أده طتاهدك قاتطاع اجقمطة ععكققط0 أء كمممصقطء دعل 
طمتتدمععاى عطاع1جهمته عل دعرمطغمم 5ع1 أء دعمغمم 5ع1 ,لتلطمظ عتصممء 
ع1 12 أ زم1ع16 12 ع0 عتامائتط1 غمعء17مء06 «تعالعتاع1 أء عنال ادال 
011 06 5111 11110161 12 1211 00111 أت ,1202نامه0م 12 عل عصمع10001ان 
ع0 50116 12 عمتحطمء 102 تملقل 55 ععمعل610 مه عتتاعمط عل أء ,اعتتقلنه 
]6 ع1ع311 أعه 210205015 70115 20115 ,لاع 1تقططته عمدع مم21 عتلنطد 116 
1 120715 3 11201120112 2201ك/ عطع1جقططة 2م1ع16 عتكتهة1نام0م غأطقطاء 


لق طخ 12020121 1م متهم 





تزخر منطقة تيميمون بمزيج من ألوان الفولكلور والغناء الشعبيء الضارب 
جذوره في أعماق التاريخ» ومن بين أهم أنواعه الذي تختص به منطقة قورارة 
الأهليل الديوان الشعري القوراريء الذي يعد ديوانا شعريا ضخما يعكس مناحي 
الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للإنسان في منطقة توات يعالج قضايا دينية 
واجتماعية وثقافية» بأسلوب إيقاعي متميزء وأداء منفرد النظير» ومن خلال هذه 
الورقة البحثية نحاول تسليط الضوء على هذا الفن وفق الخطة التالية: 

- بعد المقدمة 

- الموقع الجغرافي لمدينة تيميمون 

- تعريف مدينة تيميمون 

- التراث المادي وغير المادي 

- فلكلور أهليل 


210 


الموقع الجغرافي: تقع مدينة تيميمون في الجنوب الغربي للجزائر» تتشكل من 
قصور متعددة تتخللها واحات» يحدها شمالا العرق الغربي الكبيرء وغربا ولايتني 
أدرار وبشارء أما شرقا وجنوبا سهل تادمايت. 

تقدر مساحتها ب ( 9936 كلم مربع) » بلغ عدد سكانها سنة 2008 حسب 
إحصائيات الديوان الوطني للإحصائيات (3060 3نسمة). 

التسمية: تعرف بمدينة تيميمون» ويطلق عليها الواحة الحمراء» وتسمى تبعا 
بقورارة. 

أما بالنسبة للاسم الأول تيميمون» فنسبة لرجل صالح قدم من المغرب يدعى 
ميمون» استقر بالمنطقة سميت باسمه بعد وفاته!!). وأضيف له لفظ (تين) 





بالمازيغية وتعني بالعربية (مُلك؛ ل ») ميمونء فنسبوا المدينة لميمون» وتعني 
باللهجة العامية -تين- (نتاع ميمون)» وللتخفيف حذفت النون» بسبب الإدغام 
فأدخلت النون في الميم» فنطقت ورسمت (تيميمون). 

وقد اكتسبت تسمية الواحة الحمراءء بسبب كثرة النخيل والبساتين المحيطة بها 
بالإضافة لطابع عمرانها الذي يغلب عليه اللون الأحمرء فالمواد الأساسية لتشييد 
البنايات والمنازل بالمنطقة» هي الطين الأحمر المبلل الممزوج بالتراب» والطوب 
المصنوع كذالك من الطين الأحمرء مما جعلها تكتسي الحلة الحمراءء فسميت بذلك 
توصيفا لها. 

أما بالنسبة لاسم قورارة؛ فهي لفظة مازيغية» 'معناها مفرد لكلمة اقروا 
وتعني التجمع أي مجموعة من القصورء وقد ذهب البعض إلى أن قورارة» تعريب 
للفظة البربرية تيكورارين وهي جمع لكلمة تقرارت وتعني المخيم أو المعسكرء وقد 
وصفها الحسن الوزاني فقال تيكورارين منطقة مأهولة في صحراء نوميديا ©. 

ومنطقة قورارة» تعد من المناطق الثلاث المعروفة لإقليم أدرار(توات» تيديكلت 
قورارة) هذه الأخيرة 'تقع شمال توات يحدها العرق الغربي من جهة الشمال 
الشرقي» ومن الجنوب هضبة تادمايت» ومن الشرق الحوض الشرقي لواد الساورة 
ويوجد الإقليم في موقع جغرافي متشابه طبوغرافيا باستثناء بعص المنخفضات التي 


241 


توجد فيها القصور والتي تقع في شمال الإقليم سبخة تينجورارين الممتدةةمن 
الشمال إلى الجنوب وكذلك بعض الأدوية الجافة مثل وادي أمقيدن ووادي صالح"4) 

من هذا المنطلق يمكن القول أن إطلاق لفظ قورارة أوسع» حيث يشمل منطقة 
تيميمون وما جاورها من مناطق 'أما إقليم قورارة فهي إلى الشمال من قصر 
تبلكوزة شمالا إلى قصر تسابيت جنوبا7؛ تتربع على مساحة قدرها 64640كلم 
مرجم 

تيميمون إداريا: تشتمل المقاطعة الإدارية تيميمون على أربع دوائر» (تيميمون 
أقروتء تينركوك؛ شروين) تضم تسع بلديات تتمثل في (تيميمون؛: أولاد السعيد 
المطارفة» أقروتء دلدول» تينركوك؛ قصر قدورء شروينء طلمين» أولاد عيسي) 

اللغة: تحوي تنوعا في لغتها الاجتماعية» بين أمازيغية (زناتية)» وعربية(اللهجة 
العامية). 

مقوماتها الطبيعية: نظرا للموقع الاستراتيجي الذي تتموقع فيه منطقة تيميمون 
بالإضافة لسشاعة مساحتهاء جعلها تزخر بمعالم طبيعية وإمكانات سياحية طبيعية 
وجغرافية وأركيولوجية وثقافية» متنوعة أهمها: 

سبخة تيميمون» وهي منابع مياه جافة تقع بين واحات تيميمون والعرق الكبير 
'والسبخة كمورد سياحي طبيعيء عبارة عن منخفض أرضي تتجمع فيه المياه شتاء 
وتجف صيفاء ولملوحة التربة فإنها تبدو للناظر من بعيد وكأنها بريق تلمع فيها 
ومضات الملح وتعلوها من الجانب أجراف محرزة: ويضفي منظرا جماليا في قمة 
البهاء للمتأمل إليه من خلال سطح فندق القورارة مع تواجد نخيل الواحة التي 
بجوار السبخة7) واحات» وتضم مجموعة من البساتين» حيث يشتمل كل حائط منها 
على نخيل ومحاصيل زراعية تلبي الحاجيات اليومية للسكان. 

قصورء وهي عبارة عن تجمعات سكانية» يحيطها بها سور خارجيء. تشتمل 
على بيوت مختلفة» وفي أغلب الأحيان تضم مجتمعا تربطهم قرابة وأرحام. وتشيد 
غالبا في مناطق مرتفعة الغرض منها مراقبة العدو. ومنع غارات الأعداء 


202 


واللصوصء ونذكر منها لا على السبيل الحصرء قصر (أغلادء إغزرء الحاج 
قلمان» أولاد سعيدء بادريان» زقور» ماسين» تورسيت» حيحة؛ شروينء؛ طلمين...) 

العرق الكبيرء وهي سلسلة من الكتبان الرملية» 'ويعرف أيضا ب بحر الرمال 
الغربي هو ثاني أكبر عرق في الجزائر بعد العرق الشرقي الكبير يقعوفي 
الجنوب الغربي للجزائر ويمتد على مساحة 000 ,80 كمت وتتكون من كثبان 
رملية تصل حتى 300م طولا. يحده من الجنوب ومن الجنوب الشرقي هضبة 
تادمايت الضخمة» ومن الغرب وادي الساورة وعرق الراوي»ء ومن الشمال 
الشرقي السلسلة الجبلية الأطلس الصحراوي7©. 

الفقارة» "عبارة عن سلسلة من الآبار المائية المتصلة بعضها ببعض في طريقة 
تصاعدية عجيبة وطريقة توزيعية للمياه أعجب», وهو نظام للري ( السقي ) قديم 
جداء تعددت الروايات في أصله ومصدره واتفقت على شيوعه وانتشاره في أكثر 
من عشرين منطقة من ربوع العالم . غير أن ما يميز المنطقة التواتية في نظامها 
المائي هذاء هو توارثه عبر الأجيال منذ عدة قرون وإلى الآن؛ مع المحافظة على 
كثير من مقوماته وأسس بنائه» بالإضافة إلى أنه أسهم وبشكل كبير في توازنات 
السكان وانتشاره داخل الإقليم»؛ ومن ثم الاستقرار واستمرار العيش إلى الآن 
وسط ظروف طبيعية جد قاسية» كما كان لهذا النظام أيضا الأثر البارز في غرس 
روح العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع تبعا لقدرة كل فردء ومدى حضوره 
ونجاعته في أعمال الحفر والصيانة السنوية التي يعرفها النظام» إضافة إإلى ما 
يصحب كل ذالك من قيم ومثل تضامنية عليا هذا دون أن ننسى أثر كل ذالك على 
كافة التحولات الاجتماعية والمجالية التي عرفها ويعرفها الإقليم"7. ومن أقدمها 
حسب الرويات فقارة (افلي امقان» وآزقواء ونا سلمى)19) 

مرافق سياحية: تزخر قورارة بمرافق ومعالم سياحية عديدة جعلتها مقصدا 
سياحياء تستقطب عددا كبيرا من السياح من خارج وداخل الوطن» ومن أهم هذه 
الروافد السياحية المميزة للمنطقة» منها ماهو مادي وآخر غير مادي. 


213 


أولا: التراث المادي: تتميز منطقة تيميمون بمعالم ومناظر طبيعية:؛ وآثار 
عمرانية سياحية» تستهوي عاشقي الكشف والبحث ومحبي المناظر الطبيعية 
الجميلة» والتي نذكر منها: 

المغارات: وهي أنفاق تحفر في الجبال أسفل القصورء أشهرها بالمنطقة مغارة 
إغزر. 

القصور القديمة المتميزة بطابعها العمراني» ولونها الأحمر. 

الكتبان الرملية وواحات النخيل الجميلة. 

الفقارات» وهي نظام سقي فلاحي متميز من حيث الهندسة والتقسيم. 

منظر غروب الشمس الرائع الذي صنف ثاني أحسن منظر غروب في العالم. 

الواحات القصور نظام سقي 





ثانيا: تراث غير مادي: وهو مجموع الممارسات والاحتفالات؛» وأشكال 
التعبيرالشفوي؛ وجميع الفنون التقليدية من طقوس ورقصء وأغاني يتميز بها 
مجتمع ما يعبر بواسطتها عن أحاسيه ويترجم فيها طرق حياته. 

ومنطقة قورارة تتميز بمزيج متنوع من هذا النوع التراثي الثقافي» نذكر منه: 

- التعابير الدينيةء(الربعية» السلكة» البردة)!!!) والمتمثلة في الزيارات (طقوس 
خاصة تقام لولي صالح)؛ ومن أشهرها السبوع (بمناسبة أسبوع مولد النبي صلى 
الله عليه وسلم)» سيدي عثمان» سيدي أحمد أعثماك » سيدي بوغرارةء سيدي 
باسيدي وسيدي المسطور... 

- أغاني وأهازيج نسائية خاصة بالأعراس» وهي أغاني شعبية خاصة بحفلات 
الزواج. 


214 





- طقوس وعادات خاصة:؛ تقام حسب نوعية المناسبات» كطقوس الزواج 
(الحناء تلبيس العريس)؛ طقوس عند الختانء وطقوس خاصة بخاتم القرآن 
طقوس خاصة بالصائم لأول مرة؛ طقوس التويزة» طقوس إكمال عدة الوفاة... 

- الرقص والأهازيج؛ وهي إيقاعات غنائية يصحبها رقص يميزها عن 
غيرهاء تؤدى في اطار جماعي منظم, نحو البارود( أغاني ورقصات بالسلاح - 
مكحلة- في مجموعة»؛ تختتم بضرب البارود)ء والعبيد (رقصات بقرقابوا 
مصنوع من الحديد يضرب ببعضه بعضا يعزف باليد يصدر إيقاعا خاصا) 
الحضرة:(أذكار طريقة صوفية» تنشد فيها مدائح دينية تعليمية» مع الضرب بالدف) 
وهذه الأنواع جميعها تشترك فيها تقريبا منطقة أدرار مع اختلاف طفيف في 
بعض التفاصيلء» في حين تتميز منطقة قورارة عن غيرها من مناطق أدرار 
بأهليل» كونه تغلب عليه اللهجة الزناتية هذه الأخيرة توجد بمنطقة قورارة. 

من هذا المنتطلق يعد فن الأهليل نوعا من أنواع الفلكورء لذا نتعرف أولا عن 
ماهية الفلكلور. 

تعريف الفولكلور: 

- يعرفه طومسون: بالتراث» وهو شيء انتقل من شخص إلى آخرء وحفظ إما 
عن طريق الذاكرة» أو بالممارسة أكثر مما حفظ عن طريق السجل المدوّن» ويشمل 
الرقص والأغاني والحكايات وقصص الخوارق والمأثورات» العقائد والخزعبلات 
(المعتقدات الخرافية)» والأقوال السائرة في كل مكان/2!). 


6 





245 


فلكلور أهليل: 

تتميز منطقة قورارة بنوع من التراث الشعبي القديم» المتمشل في أهازيج 
ومنظومات شعرية» مع حركات إيقاعية راقصة» يوظف فيها إيقاعء يصدر عن 
ضرب الحجر بالحجرء وآلة الناي» مع ضرب الدف» يصحب ذلك تص فيقات 
خاصة... هذا الطابع الغنائي المحصور في منطقة قورارة نظرا لاعتماده على 
اللهجة البربرية الزناتية المتواجدة بالمنطقة» يعرف باسم أهليل» وقد سجل ضمن 
التراث الثقافي العالمي غير المادي من طرف اليونسكو عام2005», 'وأهليل أحد 
الممارساتء, وربما كان الأكثر تأثيرا في منطقة قورارة: إذ أننا لا نجده بالشكل 
الذي اكتسبه في أي مكان آخرء إن ممارسة أهليل هذه كما يمكننا ملاحظته على 
أيامناء هي بالتأكيد نتاج تطور طويل الأمدء ومسار تركيبي لمختلف التأثيرات سواء 
منها الديني أم في مجال انتاج النصوص الشعرية» وحتى في البنية الموسيقية ويمثل 
أهليل الذي له أثر عميق في ثقافة القصورء في وقت واحد فترة مرح واسترخاء 
وممارسة متصلة بالسرور العائلي والأفراح الجماعية» وهو عنصر أساسي في 
التراث الثقافي غير المادي لهذه المنطقة» ويبقى المعنى الحقيقي للكلمة محل 
جدل(13). 


فما هو هذا الفن؟ 





تعريف أهليل: اكيت الروايات وتعددت في ماهية هذا التراث الشعبي 
والموروث الثقافي» إلى روايات» وتأويلات» فمنهم من نسبه للوقت الذي يؤدى فيه 
(الليل)» ومنهم من أرجع أصله باعتبار اشتقاق اللفظة أهليل من الهلال (القمر) 
ومنهم من ربط ذلك بالحدث الغالب على قصائده وهو التهليل. 


216 


نفصل الأراء الآنفة الذكر حول معنى أهليل حسب ما ذكره ونقله المهتمون 
والباحثون في هذا الفن: 

1. أهليل كلمة مركبة من (أهل) أي أناس أو قوم و(الليل)» أي فترة ما بين 
المغرب والفجر وبذلك فكلمة أهليل تعني أصحاب الليل أو أناسه04). 

وقد عارض هذا التعريف الباحث في التراث الزناتي» الأستاذ بن زايدلة')؛ أين 
نفى انتساب هذا الفن لليل فقال: 'يخطىء الكثير من الناس في تعريف أهليل 
هناك من يقول أنه اشتق من أهل الليل أو سمار الليالي» ربما ذهبوا إلى هذا الطرح 
كون أهليل يجرى دوما في الليل ولكن لم يكن كذلك فقط إنما يجري في النهار 
أيضا في العديد من المناسبات وزيارات الأولياء والأعراس"©12. 

ونقول نلمس في هذا التعريف وجها من الصحة كون أهليل في أغلب حالاته 
يؤدى في الليل» وربما أعطي هذا الاسم باعتبار الغالب» وهو الليلء "فحتى وإن 
كان الأهليل يؤدى في النهار أيضا إلا أنه مقدما غالبا ما كان يقام ليلا في أغلب 
المناسبات والزيارات الدينية» بالإضافة إلى ممارسة أهل القصر له أثناء التتناوب 
على الحراسة -ففئة الشباب من غروب الشمس حتى منتصف الليل» والشيوخ من 
منتصف الليل حتى طلوع الشمسء وذلك من أجل إعلام الغزاة بأن الحراسة مشددة 
وقائمة طوال الليل"07. 

2 أهليل لفظ مأخوذ من من الهلال أي ميلاد القمرء وأهليل إيحاء بدخول شهر 
0 1 

3 أهليل كلمة مشتقة من التهليل من هلل يهلل تهليلاء وتعني قول لا إله إلا الله 
متمد :رسول انر 

ويكاد يتفق الباحثون على هذا التعريف؛ كون جميع القصائد الشعرية لأهليل 
تكاد لا تخلوا من البداية بحمد الله والثناء عليه وتهليل الله وهذا لغلبة الطابع 


الديني على المنطقة. 
كما نجد له تسميات أخرى يسمى بها على غرار أهليل؛ منها (أقرود؛ إيزلوان 
الهضار)!0. 


217 


مناقشة التعاريف السالفة الذكر من وجهة نظرنا: 

- ننفي القولين الأوليين» لسبب رئيسء كون التسمية» تعود لحدث بارزء أو 
لشيء غالبء ولا يمكن أن تخرج التسمية عن لغتها الرسمية؛ إلا لسبب مقنع» من 
هذا المنطلق» نقول أن اشتقاق أهل الليل من (قوم الليل) أو (القمر)؛ء ضعيف 
لانعدام سبب يلزم اطلاق التسمية بالعربية» مع وجود بديل عنها في المازيغية 
بالإضافة أن القصائد بلهجة زناتية» وموجهة لمجتمع مازيغي زناتيء لذا كان من 
الممكن تسميتها أهل الليل ب - قوم انض فيضء أو نسبة للقمر نقولء -قوم 
انتزيري-» وهذا ما جعلنا نستبعد هذا الرأي. 

- أما القول الثالث الذي رجحه جل الباحثين» فنفسر ذلكء بسبب التعظيم 
والتبجيل الذي يكنه أهل المنطقة للشريعة الإسلامية وتعاليمها» وذلك من خلال 
تضمين القصائدء على التهليل والتكبير والتسبيح... واعتزازهم باللغة العربية كونها 
لغة القرآن. 

أما من الناحية الاصطلاحية فيعرف فلكلور الأهليل بأنه: 

** طابع فلكلوري إيقاعي موسيقي متوارث لدى أجيال منطقة قورارة» مأخوذ 
على لسان الشعراء والأولياء الصالحين منذ حوالي ثمانية قرون» يتضمن أغراضا 
مختلفة منها الأدبية والفنية» ويروي قصصا من جوانب حياة المجتمع الزناتي 
القوراري سواء من الجانب الإقتصادي أم الاجتماعي أو الثقافي بأبعاد دينية 
وإنسانية.[21) 

**» ويوصفه الباحث في التراث الزناتي بن زايد بقوله: فن من الفنون الشعبية 
الفريدة من نوعها كتراث غير مادي تزخر به المنطقة» يترجم الحياة الإقتصادية 
والاجتماعية واليومية للمجتمع الزناتي القوراري الذي حل بالمنطقة قبل قرون 
مضتء يؤدى بشكل جماعي ذكورا أو إناثا أو بعضهم البعض في ش كل حلقات 
مختلفة الأحجاه22. 

** ويعرف من طرف محافظة المهرجان الثقافي لأهليل من نظرة تظاهرة 
سنوية: مجموع أغاني خاصة بمنطقة القورارة» تنجز بأسلوب احتفالي في أماكن 


218 


عامة» ليلا على وجه التفصيل بمناسبة الزيارات وبوجه خاص بمناسبة السبوع؛ بل 
وحتى أثناء الأعراس العائلية الحميمية!23. 

من خلال هذه الإطلالة على التعاريف يمكن أن نخلص للتالي: 

- أهليل طابع فلكلوري شعبيء خاص بمنطقة قورارة. 

- له طابع غنائي موسيقي متميز. 

- يؤدى بلغة بربرية مازيغية» هي اللهجة الزناتية» المختلطة باللغة العربية. 

- يعكس عادات وتقاليد المجتمع القوراري. 

- متشبع بالقيم الإسلامية. 

- يؤدى على شكل مجموعاتء أو فرق ذكورية» أونسائية» أومختلطة. 

خصائص أهليل: يتميز فلكلور أهليل بجملة من الخصائص تتمثل في : 

1)طابع فلكلوري إقاعي موسيقي قوراري. 

2) حلقة دائرية جماعية يتوسطها قائد الجماعة. 

3)قائد المجموعة(ابشنيو)» وهو الذي يردد أبيات شعرية ويقوم بحركات 
بخاضنة: 

4 0) اللهجة الزناتية. 

5) لات إيقاعية خاصة؛ بكل نوع من أنواع أهليل. 

وقبل أن نلج في التفصيل في فلكلور أهليل» نسلط الضوء على اللهجة التي 
تؤدى بها قصائد أهليل» وهي الزناتية: 

تعريف اللهجة الزناتية: 

هي أصوات بربرية» تتكون من صوامت وصوائت يستعملها سكان إقليم قورارة 
خاصة:؛ للتواصل بينهم» والتعبير عن أغراضهم؛ ويسميها بعضهم خارج إقليم 
قورارة بالشلحية. 

وحسب الروايات الشفوية لكبار المنطقة» أنها كانت لهجة منطقة توات قاطبة 
والدليل أسماء مدن ومداشر المنطقة» جل أسماؤها بربرية نحو (تيطاوين تماسخت 
تامستء تيمادانين» تمنطيط؛ أزواء تيوريرين...) لكن الواقع السيسيوثقافي للهجة 


219 


الزناتية في منطقة توات أدى لانقرضها في إقليم توات؛ ولم يبق لها وجودا إلا في 
بعض مناطق قورارة#)» وتنحصر في قصور دائرة تيميمون» ودائرة شروين 
وبعض قصور أقروت وقليل من قصور زاوية الدباغ. 

ومما تجدر الإشارة إليه أن اللهجة الزناتية» تتباين فيها بعض أصوات المونيمات 
حسب المناطق فمثلا نجد: 

نحو لفظ من تكون؟ أو من أنت؟ تنطق في تيميمون (داحدوا شك؟) وفي طلمين 
بتغير الصامت (د) ب (م) فتنطق (ما حدوشك؟) 

والأمر كذا في لفظة الغسلء» تنطق في زناتية تيميمون (أسيد)ء وفي زناتية 
طلمين؛ (أصبّن)» وتنطق بزناتية شروين (أسيعد). 

أما لفظة إعطني: فتنطق في تيميمون وطلمين بالزناتية (أويد)ءأما في 
شروين(زيغد). 

وبالنسبة للهجة الزناتية» في دوائر تيميمون وأوقروت وزاوية الدباغ تتشابه في 
جل ألفاظهاء في حين تختلف بعض الألفاظ مع اللهجة الزناتية لدائرة شروين 
والمدن المجاورة لها نحو أجدير وطلمين. 

أنواع أهليل: 

فن شعبي موروث يمارس بطريقتين» أو أداءعين يتميز الواحد منهما عن غيره 
بطريقة إيقاعه» وشكل تأديته» وينقسم من حيث الأداء إلى لونين أو نوعين هما 
أهليل وتقاربت» ومن حيث نوعية القصائد إلى أربعة أقسام» بزيادة نوعين آخرين 
هما تكيتوت؛ وتنديحت: 

أولا: أهليل: ويسمى باللهجة الزناتية (أهليل انبْدَاد)» أي أهليل الوقوف. وتكون 
طريقة تأديّة القصائد بوقوف أعضاء الفرقة في حلقة دائرية:؛ الكتف للكتف 
ويميلون يمينا وشمالا بطريقة منسسقة» يتوسطها قائد المجموعة أَبَشنيو (المنشد) 
وإلى جنبه عازف الناي؛ المسمى (باب ان تامْجَة) أي صاحب الناي» وتنظم حلقة 
أهليل كالتالي: 


2230 


بداية الجلسة: وتبدأ الجلسة في هذه المرحلة بعد توسط المنشد الجلسة» فيفتتحها 
صاحب الناي بوصلة موسيقية» ا المنشد بصوت مرتفع حاد بالغناء. 

الشروع في الجلسة: ثم ثم تشرع المجموعة بالتصفيق» وترديد جمل وكلمات 
معينة» 'وهكذا يتبادل الطرفان المهمّة -القوال والمرددون- مرة بعد مرة» مرة في 
القرارات ومرة في الجوابات ولا مجال لعلامات الصمت لأنّ تلك الفراغات 
ستمتلئ بالإيقاع والتامجا"(5”) 

بداية نهاية الجلسة: وتكون بانضمام القوال (المنشد) للفرقة في الغناء» وهذا " 
بغنائه لنفس الجملة بنفس اللحن إعلانا على بداية الانتهاء من الأهليل» فقسم من 
المرددين يغني الجملة قصيرة (الله يا الله) في الطبقات الغليظة بدون توقف 
وبسرعة أكبر قليلا من الأولى» في حين يأخذ القسم المتبقي جملة أخرى (يامولانا 
يا مولانا) وهي مكملة للجملة السابقة"(6. 

إعلان نهاية الجلسة: وتنتهي جلسة أهليل برفع المنشد القوال صوته بالقول (الله 
أو النبي)؛ 'فكما بدأ القصيدة بذكر الله ينهيها بذكرهء ثم يرفع يديه إلى أعلى في 
اد لاد ا لجع نجاوا'”. 





فرقة أهليل انبداد 


231 


قصيدة الغاني يالله الله النهداة”) 

يبدأ المنشد أبشنيو. بصوت مرتفع حاد 

بسم الله بديت ربنا 0.٠.‏ خالقنا رازق 

يخلق السما والهوا ..... والارض وما فيها قاع 

اسمنك أربي إيعزيز غلي 

فتردد الجماعة: الغاني سيدي ياللهو الله الله 

فيقول أبشنيو: الله داغ الله 

فتردد الجماعة: داغ الله أدايم 

فيقول أبشنيو: غفريي ياربي الذنوبينو.... الذنوب نيما دبابينو 

ثانيا: تقرابت: وهي كأهليل» في جميع مراحله الغنائية غير أنها تؤدى جلوسا 
وبنغم خفيف وسريع؛ ويصطف أعضاء المجموعة في صفوف جنبا لجنب» ويكون 
المنشد معهم في الصف بجانبه صاحب الحجرة والبنقفري وأقلال» وغالبا ما يؤدى 
في البيوت بمناسبة الأعراس. 

ثالثا: تكيبوت: وهي قصائد من قصائد أهليل قصيرة الفواصل خفيفة الوزن 
سريعة الإيقاع» 'وهي وصلات فنية تمكن الشيخ من استرجاع أنفاسه'(20. 

نحو قصيدة ماما لعزاري/00: 

بسم الله ابديت أولايلها .... إلا الله 

مما لعذاري أيما هاما 

بسم الله ابديت آيفاخان آو نتيدينغ... 

مما لعذاري أيما هاما 

بسم الله ابديت مولانا الكريم ادتاغع أدافغ 

مما لعذاري أيما هاما 

أغاس أتاغ ايد لخميس اتاغ اجمعة.. 

مما لعذاري أيما هاما 

وفي المقاطع النهائية 0 


252 


اظريغ تاغهدمت توسي تاكحاست توشو الدرز إِي لرض 

مما لعذاري أيما هاما.. مما لعذاري أيما هاما.. مما لعذاري أيما هاما 
تصنو لالا تيفاو تزيري الله يا الله العالم ما بيا 

أربي أ الشورفا أ لبنو هاشم أطاعُوا نوت النبينا 

أربي كولها تقنيت الموت أربي أولاد نش لا تفنييذ الموت 

ولا بوذا من يوم النداما اللا فانا اوت النبينا 


انشا الله أمن قيق الجيرا الله أربي .... آالله أربي 


الله أربى 56ظ أسلام الله 
رابعا: تنديحت: تقتصر على تصفيقات المجموعة» وعلى إيقاع أقلال» وتؤدى 
دون غناء. 





ويكون التصفيق على النحو التالي: (طق طق طقطقطق) 
الآلات المستعملة في فلكلور أهليل: اللآلات الموسيقية المستعملة في أهليل» هي 
التي تضفي عليه نوعا من النشوة» ووقعا في نفوس المؤدين» كما تساعد على 
انسجام المجموعة» بل من آلة الناي (تامجا) يعرف المنشد والمجموعة القصيدة 
المراد تأديتهاء كما تشارك الآلات الموسيقية المستعملة؛ في معرفة الفارق بين 


223 


طبوع أشكال أهليل» وتصنع جميع الآلات الموظفة في فن أهليل من أشياء طبيعية 
تصنع محلياء وهي: 

1)تامجاء وهي القصبة أو الناي» تصنع من القصبء, تحوي على عدة تقوب 
تصدر صوتا ونغما عن طريق النفخ بالفم؛ مع الضغط باليد على التقوب لإعطاء 


داخلها وتجففء ثم تغلف بالجلد المدبوغ» وتوصل بعصا خاصة؛ توصل بالأوتار 
على شاكلة الآلة الموسيقية العود والكيتارة/61. 

3) الحجرة؛ (أضغا) ويتكون من ثلاشة أحجارء الأول متوسط الحجم 
والآخران صغيران يسهل قبضهما والضرب بهما على الحجر الأول» والحجرة هي 
عادة (أغاف أن تسيحت) وهو الجزء العلوي للرحى الحجرية أو (أضغا ان توونت) 
وهي الحجرة التي يهشم فيها نوى التمر أو الإقط» وتتكون من ثلاث قطع ذات 
رنات مختلفة» فالقطعتان الصغيرتان حجما تؤخذان كلتاهما على حدة في اليد اليمنى 
واليسرىء وأما الكبيرة المسطحة توضع أمام مستعملها(2©. 

4) أقلال» دف مصنوع من الطين» يغلف بجلد الماشية المدبوغ؛ ويكون 
متوسط الحجم. 

5 )تاقلالت؛ نوع على شاكلة أقلال: غير أنه صغير الحجم. 

وهذه الآلات الموسيقية الخاصة بأهليل» منها ماهو خاص بأهليل أنبداد» وأخر 
خاص بتقرابت» أما الآلات التي تستعمل في أهليل انبداد فهي (تامجاء أقلال)» في 
حين تقرابت فتستعمل فيها (الحجرة: البنقري» تقلالت). 


١ 





254 


مراحل أداء أهليل: فلكلور أهليل» عبارة عن أهازيج شعبية» متمثلة في مدائح 
وابتهلات» تمجد الدين» وتعبر عن الثقافة والعادات المحلية للمنطقة»وتعكس نمط 
حياة أهل المنطقة» تتم بواسطة رقصات وأهازيج خاصة» مع استعمال متنوع 
ومختلف للآلات الموسيقية المحلية» التي بواسطتها يتغيّن نوع الغناءء وهذا ما 
يؤدي إلى القول بوجود اختلاف بين رقصات وأهازيج فلكلور أهليلء وهي ما 
تعرف بمراحل أداء أهليل» وقد قسمت إلى ثلاثة أقسام؛ء هي مرحلة المسرح 
ومرحلة الأقروتي» ومرحلة التران. 
1. مرحلة المسرح: تتضمن مجموعة من القصائد الدينية السهلة الأداء 
الواضحة المعاني» بإيقاع بسيطء خال أحيانا من آلة التامجا (الناي)؛ يكثر فيها ذكر 
الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم "تتم هذه المرحلة في الثلث الأول من 
الليل"73؛ والذي عليه الحال في المنطقة أن هذه المرحلة الابتدائية تبدأ عادة بمدائح 
دينية وأذكار وابتهالات» وتنشد عادة باللغة العربية» "ومن جملتها قصيدة (النبي 
صلى الله عليك أسيدنا) وهي التي تفتح بها السهرة سواء في أهليل أم تقرابت» وكذا 
قصيدة (باسم الله الذي لما يضرونا)» (الغني يا الله)» (اللهم صل على)» (العربي الله 
لا إله)» (العالي لمام الزاويا)» (محمد الهاشمي)» (سيدي الجيلالي)»... مضمونها 
ذكو الله و لمشو لتو ]لو الدبف و04 

إيزلي (قصيدة) ان العالي ليمام الزاويا(ة”) 


ي الله مولانا لع الي ليمالمم الزاوييا 

سبحنه يا الع الي ليمالم الزاويا 
لاسوقا اضراحغ لحساج مي يوري 

وي لاابلدش نعطيها مهيا 
بسس م الله اربب يلد غ اك تسلاغ 

س-االقران دا الاطس زب إي يفللران 


2025 


اقتتيها ريمح حا متحيدنا عتتتجكرق 

ستول إن بجي البعبتاا تحصن 
كس روا الله [الموهقولين 

تحجر : التحح ا تحت لحنان مجو عبان 


2. مرحلة آقروت: نسبة لمنطقة أوقروت07(التي تبعد عن مدينة تيميمون 
بحوالي 70كلم) وتتضمن قصائد غرضها غزليء تمجد الحب والعشقء 'وأغلب 
قصائد هذه المرحلة تتضمن سردا للذكريات الغابرة التي عرفتها منطقة قورارة 
والوقوف على الأطلال وهذه المرحلة أشبه بتوسط حلقة الأهليل سهرت تلك الليلة 
حيث يمتد زمنها من نهاية الثلث الأول حتى بداية الثلث الأخير من الليل»ء وقصائد 
هذه المرحلة ذات غرض غزلي في الغالب"27» 'وتفتتح بذكر الله والرسول» ومن 
جملة هذه القصائد نجد (ألمحمد اربي اهدايي) و(ارسولنغ آيد النبي) (سلامو) 
(الوحيد آمولانا)» (دادة نبيهي): (ماما لعزاري)» (أسيدي اعمر).ء (لالينو)» (ادايم 
الله ايولينو)... هذه القصيدة الاخيرة عبارة عن قصة حب بين شاب وشابة تشبه 
قصة عنتر وعبلة بكل ما تحمله من معاني الحب والعشق. كما يندرج مض مونها 
ضمن استرجاع الذكريات ومغامرات الصبا والمعاني والألغاز التي ما انفكت تصل 
الى المناظرات الكلامية حيث يستعرض الكل ما يحفظه من أشعار وقصائد. وكأنك 
في سوق عكاظ أيام العرب قبل الإسلام» وفي آخر هذه المرحلة يتحول اسم اهليل 
الى اسم الهضار وذلك لانسحاب الهواة ودخول الدوهقانيين'(65) 
(قصيدة) إيزلي ان سلامو”: 


بسبل'موب ‏ اله أتثاري لحجاب إي العفين 
إييمينو سّولان إي المهالييك إي تت غغوا هلك الى 
مولاي الطميبآالوزان أنفي قي يق تسيفغلال 
[الكتكهر ار تشحكنا للمكحهياتن” 7٠ ١‏ تاستححدزة اشحبين الحتدواية 


2256 





اآسسلامىق أبييد سحتام أرغقلي تهاورند 


3. مرحلة التران: ولفظ إتران معناها النجومء وتبدأ بتربع الدهقانيين على الحلقة 
في أخر الليل إلى الفجرء 'وتتميز قصائد هذه المرحلة بطول أبياتها وصعوبة لحنها 
وبطء في أدائها بالإضافة إلى التعقيد الذي يتخلل كلماتها"””) ومن جملة قصائدها 
'(أ الغني واش انه واحد)؛ (سيدي العالي أهلال)؛: (سيدي العزيز أمولانا)ء (الله 
مولانا أعلم)؛ (الصلاة على النبي لحبيب وسلام): (أرسول أيارسول)...وفي هذه 
المرحلة من أهليل يتضرع فيها الساهرون إلى الله عز وجل كي يغفر لهم ويفتح 
لهم جميع أبواب الرحمة» وكذا أن يسعدهم في الدنيا والآخرة(!4) 
قصيدة إيزلي آرسول أيارسول”") 
أرسول أيارسول يدي النبي لاغ اظيظاعخت بسم الله ابديت أو لا إله إلا هوا 
بسم الله ابديت 1 يا كريم أدتاغ أدافاغ العالم باللي كان واللي ما يكون 
الضامن هوا 
سبحان العالي ما كان عالي من غيرو هوا 1 يا رسول عيضغ ! النبي يناييد نعام 
أعزيز الله يا الله الله دايم ربي يا ربي وانا غريب ما عندي بويا 
ما عندي ولي إلا أنت يا صاحب ليمور سيدي يا ربي هون اعليا خروج الروح 
مدارس أهليل: يتربع على عرش أهليل مدرستان بارزتان في هذا الفن هما: 
)مدرسة تيميمون؛ بقصورها من زاوية الدباغ إلى أوقروت» تتزعمها اللديما 
واللامريم؛ اللتان تنسب إليهما قصائد أهليل» حسب رويات منشدي أهليل. 
ب) مدرسة شروين والمناطق المجاورة لهاء أجدير وطلمين» ويتزعمها مولاي 
عو الي ما 


2537 





مشاهير أبشنيو(منشدي) أهليل بالمنطقة: 

الحاج محميء باسعود» محمد فولاني؛ الحاج بركة فولاني» محمد سوداني 
الهامل» مسعود عفيان» محمد لسحييء حاجي حموء بابا خامس» محمد بازاء سالم 
خديم» محمد عمرء» مسعود سوداني» محمد أولاد دحمان ‏ (44) 

أغراض قصائد أهليل: 

استخدم فن أهليل في شكل قصائد غنائية شعرية» ومنظومات ملحنة» قصد تعليم 
الناس وتوعيتهم في شتى المجالات؛ وأنبل ما وظف به أهليل؛ تعليم الناس تعاليم 
دينهم» وحثهم على الإكثار من الذكر والتسبيح والتهليل» والتكبير في طابع فلكلوري 
يستهوي النفوس ويجلب الأذهان» بأسلوب رائع جذابء بالإضافة لأغراض أخرى 
على منوال أغراض الشعر العربيء نحو الغزل والمدح والافتخار.... 

1) الغرض الديني: ويغلب على قصاتدهاء " تمجيد دين الإسلام» ودوره 
الأساسي في تنظيم حياة الناس وبناء علاقاتهم وتفعيلها .فقد تغنى أهل قورارة 
بالمدائح الدينية والأهازيج التي تتناول الجانب الديني(» وتقسم إلى شقين حسب 
غرضها: 

أ) غرضها تعليمي: والغرض منها تلقين الناس تعاليم دينهم» بطابع موسيقي 


قواعد الاسلام خمسة معدودة الشهادتين داين الصلاة في ديسنس 
الزكاة والصيام انحج الكعبة انوقف فعرفة انطوف الكعبة 

أدناوي سنت الركعات فالمقام نبراهيم الصفا والمروة ادسوغ امان نزمزم 
فرائض الوضوء سبع معدودة اغيمي سنية دومان اطهران 
اسيد نودم دغالن فيديسنس مسح تمقنا تنسا ال تكعبة 
الفور والدلك عادهم محسوبين الشيخ الجيلالي شياالله به 


ب) غرضها وعظي إرشادي: تحث على مكارم الأخلاق» وتتناول حكما وأمثالا 
تدعو للاتعاظ؛ وأخذ الدروس والعبر» مثل : 


258 


قصيدة دادة بيهي. 

دادة بيهي يادادة دادة بيهي نو 

سيدي ياربي وانا غربي ما عندي بويا 

ماعندي والي إلا أنت إلا انت صاحب ليمور 

ليغ افساغ الزاويت غ الصالحين رجال الديوان 

1 ريضات الله والوالدين هما ولدوني 

أشياخي كامل أ مول البغداد راه ابغاني. 

2) الغرض الاجتماعي: يعالج قضايا اجتماعية متصلة بالمجتمع القوراري 
نحو الفلاحة مثل قصيدة سيدي الجيلالي شايل الله بيه 

الشجرة المولوعة لالا يا تاظاحت 20 إيقا فوا تللي ينغبن بابنس 

تيفراي إي تيلي تاغجحت إي ولقون قوم مي وا يللي وايظيد إي مندي 

تاغروط غ تغروط...أودم غ وودم تيكلي نات سعيد اضراحغ سو هال 

لالا ماروشا عيضغ إي يغريبن إيغريبن شاعض أيد إيعمودان 

3) غرضها المدح: تمدح وتمجد الرسول صلى الله عليه وسلمء؛ وبعصدض 
المشائخ وأولياء الله الصالحين المعروفين في المنطقة مثل: 

قصيدة سيدي أعمر 


آسيدي عمر آسيدي عمر... سيدي محمد واعمر مكة والمدنية 
قبلغ القبلت..... آسيدي عمر غربا وشرقا.... الشيخ سيدي عثمان 5 


آل الزاويت أسيدي عمر مولاي الطيب .... آسيدي عمر دار الوزان 
.... آسيدي عمر 

سيدي بوجمعة .... آسيدي عمرر سيددي باسيدي ... آسيدي عمر 
آشياخي كامل .. آسيدي عمر 

4) غرض الغزل: يتغزل بمحبوبته» ويشمل هذا الطابع عديد القصائدء التي 
عادة ما تبدأ بالتهليل والأذكار ثم تلج للغزل» مثل: قصيدة أمحمد ربي أهدايي 


259 


راحغ غ تحبيبت ادسنقبل إيمال أنيغاس اممساكمت وا يي تيدالينت (وايي 
يتدارين) 

بداغ ف الميجو واتللي اتزمات تسميضري فللي توشي أم يمود فوق أيو فاع 
فلاكمت أ توصبيحين 

أ تيفاخاتين أ توصبيحين أؤرود غاكمت اد تصا اد وورا 

تيني وانكني ماويد غا سنت والله وات تظريمت أولى أق لاقحت 

آفاق النهوض بأهليل: 

يعد أهليل أحد أقدم موروث ثقافي لا مادي تزخر به منطقة قورارة» لقي في 
الآونة الأخيرة بعض الاهتمام نظرا لبعده السياحي» وبعد تسجيله كتراث عالميء 
حيث يستغل كرافد من الروافد السياحية التي تستقطب الأجانب. أما بُعده 
الاجتماعيء فيتمثل في دراسة الماضي وفهم طبيعة تطور المجتمع وكيفية تشكل 
بنيته» لفهم الحاضر واستشراف المستقبل» ويتمثل البعد اللساني في الحفاظ على 
اللهجة الزناتية التي تعرف تهديدا بالانقراض مؤخرا في المنطقة» وفي هذا السياق 
نما الوعي بأهمية الموروث الثقافي لدى الغيورين والمهتمين به. فاستحدثوا طرقا 
وأساليب لتنمية الوعي بهذا الموروث السيسيو-ثقافي لدى شباب المنطقة ومن بين 
هذه الوسائل: 

1) إقامة مهرجان سنوي لأهليل؛» تحت إشراف وزارة الثقافة» بدأ سنة 2006 
يجري كل سنة بتيميمون» مع تأسيس محافظة تسمى محافظة المهرجان الثقافي 
الوطني لأهليل. 

2) إقامة مسابقة سنوية لفرق أهليل» في المهرجان السنوي. 

3) إنشاء جمعيات شبانية تهتم بفن أهليل بحثا وتدوينا. 

4) إنشاء قسم خاص بتعليم أهليل» بجمعية تيفاو تزيري»ء تحت إشراف أحد 
شيوخ أهليل الحاج بركة فولاني. 

5) تدوين قصائد أهليل» وتسجيلها من طرف الباحثين. 


2060 


5 


خاتمه: 

فلكلور أهليل فن شعبي ضارب الجذور في منطقة قورارة » له دور كبير في 
التنمية المحلية المستدامة» والدعوة للحفاظ عليه؛ ترجمة لوعي الأفراد 
والجماعات؛ وترسيخ للهوية الفردية والجماعية. كما أن تنامي الخطابات الداعية 
إلى الحفاظ على التراث» باعتباره جزءا من ذاكرة الأفراد والأمم. وأداة لتحعصين 
الهوية الوطنية» من هذا المنطلق تنبع قيمة هذا الفن وضرورة الحفاظ على هذا 
الإرث الثقافي القوراريء ونقترح الوسائل التالية: 

1. العمل على تدوين وطبع هذا التراث من أفواه مشايخه قبل أن يندثروا. 

2. تشجيع طلاب الجامعة الباحثين في إعداد رسائل جامعية حول هذا 

الموروث الثقافي. 

3. اتخاذ تدابير وإجراءات تضمن استمرارية نقل هذا التراث للأجيال. 

4. تضمين البرامج التعليمية المازيغية حيزا لهذا الفن خاصة في المنطقة. 

5. الاهتمام باللهجة الزناتية» تدوينا وتعليماء كونها لغة أهليل. 

ملحق: 

مولود معمري رائد استكشاف أهليل. 

إن الاعتراف بأهليل كعنصر من تراث الجزائر الثقافي غير المادي. هو نتاج 
جهد طويل وصبورء في جمع مختلف الأنواع وتدوينها وتثمينها العلمي» في شكل 
مقالات وأعمال» تمت أساسا في إطار مركز بحوثء هو المركز الوطني للبحث في 
ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ» (مركز الأبحاث الأنتروبولوجية التطبيقية 
والدراسات سابقا)» وإن مولود معمريء أول مدير جزائري لهذا المركزء هو من 
قام بجمع المتن الشعري المشكل لأهليل» وعمد في الوقت نفسه» إلى تسجيل عديد 
جلسات الإنشاد» في مختلف قصور قورارة» وهذه التسجيلات الثمينة التي أنجز 
أغلبها خلال السبعينيات محفوظة حاليا في مقر المركز الوطني للبحث في ما قبل 
التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ» وقد دون مولود معمري أشعار أهليل هذه وترجمها 
إلى الفرنسية وتم نشرها تحت عنوان (أهليل قورارة) في منتصف الثمانينيات» وقد 


261 


أعاد المركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ» نشر هذه 
الدراسة سنة 2005. 

...وقد باشرت وزارة الثقافة الحريصة على تثمين مختلف عناصر تراثها 
الثقافي غير المادي وتعريف الإنسانية به» المساعي الضرورية لتسجيل أهليل 
فورارة» في قائمة اليونسكو الممثلة لتراث الإنسانية غير المادي» فتم تكليف فريق 
من المركز خلال سنة2004» بمباشرة العمل التحضيري للملفات العلمية والشريط 
الوثائقي (من3 [آدقيقة) قصذ تقديمه للجنة تحكيم اليونسكوء وقد أفضى هذا العمل 
إلى تسجيل أهليل فورارة» ضمن القائمة الممثلة لتراث الإنسانية الثقافي غير 
المادي في نوفمبر 2005» ويلاحظ أنه فيما يخص هذا التراث المسمى غير مادي 
فإن أهليل هو أول عنصر جزائري يتم تسجيله» ضمن القائمة التي أعدتها 
لوف ا 


262 


هوامش الدراسة: 


(') - روايات شفوية يتناقلها الأجيال عن الأباء» وقد سمعتها من أكثر من واحد من أبناء 
المنطقة. 

9) - وقد ذكر اسمها ب تينجورارين في عديد الكتب نحو ما ذكره ابن خلدون» " وفواكه بلاد 
السودان كلها من قصور صحراء المغرب مثل توات وتكدرارين ووركلان" ينظر ولي الدين 
عبدالرحمن بن محمد ابن خلدون: مقدمة ابن خلدونء» تحقيق: عبدالله محمد الدرويشء دار 
يعرب» دمشق» ط4 200: 5/01 142: ج01: ص4 15. 

9 - الجمعية الثقافة تيفاوتزيري للمحافظة على الأصالة والتراث تيميمونء ديوان الأهليل الطبعة 
4 هه ص 21 

#) - محمد حوتية: توات والأزواد خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة (الثامن 
عشر والتاسع عشر ميلادي) دراسة تاريخية من خلال الوثائق المحالية» دار الكتاب العربي 
الجزائر 2007: ج01؛ ص28. 

9 - أحمد أبا الصافي جعفري: الحركة الأدبية في أقاليم توات من القرن 7ه حتى نهاية القرن 
3 هه أعلامها مواطنها ومساراتها مظاهرها وخصائصها الفنية» منشورات الحضارة 
الجزائر ط01؛ 2009. ص07. 

7)- أهليل نشيد فورارة الأزلي» طبعة 5 ص04. 

0 - مجموعة من الباحثين: آفاق التنمية المحلية في الجزائرء دراسة في واقع ورهانات التنمية 
المحلية في منطقة تيميمون» دار الخلدونية» الجزائر» 2015» ص173. 

)6 - ينظر موقع: العرق الغربي الكبير / 60129/171121. 223 71112©013. 3 / / : قوغاغط 

© - أحمد جعفري: نظام السقي الصحراوي العجيب» مجلة التراث» هيئة أبو ظبي للثقافة 
والإعلام .مدينة العين/, الإمارات العربية/ السنة الحادية عشرة/ العدد 131 أغسطس 
0 ص140 

9') - وهي فقارات تمر بحي تحتايت وما جاوره؛ وسمعنا هذه الروايات من آبائنا وكبار الحي 
لكونها تمر في وسط الحي الذي نقطنه. 

(1!) - الربعية» اجتماع مجموعة من الناس» لقراءة ختمة كاملة من القرآن الكريم» توزع عليهم 
حيث يكلف كل واحد منهم بقراءة جزء منهاء على روح الولي الصالح صاحب المناسبة 
وعادة تقرأ بعد العصرء أما السلكة» فهي قراءة القرآن كاملا جماعة بصوت واحدء على 
روح الولي الصالح صاحب المناسبة» وتبتدئ بعد الصلاة العصر وتختم صباحا»دون توقف 


263 











)03( 


014) 


)15( 


)16( 


07 
)18( 


)19( 


إلا لصلاة فرض أو طعام. وبالنسبة للبردة هي قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم 
تتلى بالمناسبة وتبدأ عادة بعد صلاة المغربء؛ أو العشاءء وتشمل عادة إما (امتن القصائد 
الوترية» أو الهمزية» أو البوصيري) 

- فوزي العنتيل: الفولكلور ما هو دراسات في التراث الشعبي؛ دار المعارف» مصر 
5 ص35. 

- أهليل نشيد قورارةء ط05» ص08. 

- الجمعية الثقافية تيفاو تزيريء» تيميمون: من ديوان الأهليل» قصائد على لسان الشيخ 
التيميموني الحاج بركة فولاني» طبعة5 4/143 201؛: ص 25 

- الأستاذ محمد السالم بن زايدء أحد أبناء المنطقة المهتمين باللهجة الزناتية» وبالتراث 
الأمازيغي بمنطقة قورارة له عديد المشاركات والمقالات» ومن مؤلفاته أهليل أن توقرارين 
وقواعد اللغة الزناتية» بالإصافة لكتب هي قيد الطبع» نحو قاموس خاص باللهجة 
الزناتيةالأمثال والحكم بالزناتية... 

- محمد السالم بن زايد: أهليل أن تقورارين»مجموعة قصائد شعرية» دار الإرشاد للنشر 
والتوزيع» 2016 01؛ ص 10. 

- من ديوان الأهليل» ص6 2. 

- من ديوان أهليل»ء ص 25. 

- ينظر أهليل تقورارين»ء ص10» وينظرء من ديوان أهليل» ص25» وينظر أهليل نشيد 


قورارة» ص9. 


(20) - وهي مصطلحات زناتية مرادفة للفظ أهليل في استعمالها العام» وتعني (أقرود)تفريغ 


21) 
)22( 
)23( 


)24( 


)25( 
)26( 


27 


الهموم» و(إيزلوان) جمع إيزلي أي قصيدة» (الهضار) مرحلة من مراحل أهليل. 

- من ديوان أهليل» 26. 

- أهليل أن تقورارين» ص10 

- أهليل نشيد قورارة طبعة05» ص9. 

- وحسب روايات أهل المنطقة» يعود سبب اندثارها في منطقة أدرارء لانفتاح المنطقة على 
غيرها » في حين حافظت بعض مناطق إقليم قورارة على اللهجة الزناتية بسبب انغلاق 
مجتمعها على نفسه وعدم انفتاحه على غيره مما سمح له بالمحافظة عليها لوقت أكثر. 

- من ديوان الأهليل» ص8 3. 

- نفس المرجعء ص39. 

- نفس المرجعء ص39. 


2064 


)28( 


)29( 


)30( 


04) 
05 
)36( 
07 


)08( 


09( 
)40( 
)41) 
)42( 
)43( 
)44( 


)45( 


)46( 


- نفس المرجع ص»80-79. 
- من ديوان أهليل»ء ص40. 

- ينظر أهليل أن تقورارين»ء ص 71-65. ونلاحظ اختلافا في القصائد من أبشنيو إلى أخر 
ومن منطقة لأخرىء كما هو الحال في قصيدة مما لعذاري في كتاب من ديوان أهليل 
ص 182. 

- رواية عن السيد الحمام» رحمه الله من أولاد سعيد. كان مختصا في صناعتها 

- أهليل أن تقورارين» ص 11. 

-عاشور سرقمة: الرقصات والأغاني الشعبية بمنطقة تواتءدار الغرب للنشر والتوزيع 
وهران» 2004: ص 81. 

-أهليل أن تقورارين» ص 11. 

- نفس المرجع؛ ص 49. 

- من ديوان أهليل» ص7 3. 

- من ديوان الأهليل» ص7 3. 

- أهليل أن تقورارين»ء ص 12.أما مصطلح الدوهقاني فيطلق في المنطقة على من له باع 
كبير وقديم في شيء ماء وهو متمكن منه تمكنا لا نظير له؛ ويكون كلامه قليل ومعانيه 
كبيرة. 

- نفس المرجع؛ ص 85. 

- من ديوان الأهليل» ص7 3. 

- أهليل تقورارين»ء ص 12. 

- نفس المرجع؛ ص 132. 

- رواية عن شيخ أهليل حاليا في تيميمون» الحاج بركة فولاني. 

- أهليل نشيد فورارةء ص17. 

- قاسمي محمد عبدالرحمنء المظاهر الاحتفالية لأسبوع المولد النبوي الشريف بمنطقة 
قورارة دراسة في الفلكلورء مجلة الأثر جامعة قاصدي مرباح ورقلة» العدد 29» ديسمبر 
7»: ص185. 

- أهليل نشيد قورارة الأزلي» ص18. 


265 


مضامين الأمثال الشعبية الجزائرية 
منطقة جيجل أنموذجا 
أ. وليدة مجراب 
جامعة البليدة -02- 
مطام».211 ممع © 7ىا. طوتك (0ع102 
الملخص: 
تعد الأمثال الشعبية أكثر أشكال التعبير الشفوي على تصوير تجارب الإنسان في 
المجالات الحياتية المختلفة » فلها قوتها وتأثيرها في المجتمع ودلالاتها الرمزية 
الموحية التي تؤدي دورا في تشكيل إطار مرجعي للجوانب المعرفية واللغوية 
للأفراد. 
فانطلاقا من أن لكل مجتمع ميزات جغرافية تساهم في إنتاج ثقافته وتؤثر في 
تفكيره وإبداعه تأثيرا كبيراء نجد أن الأمثال الشعبية الجزائرية وغيرها من الأجناس 
الأدبية تستمد موضوعاتها وقوتها من البيئة الجغرافية والتاريخية والاجتماعية: لأن 
العلاقة وطيدة بين أدب الجماعة الشعبية والبيئة التي يعيشون فيهاء فهي لا تتصمن 
مضامين تعبر عن ديناميكية المجتمع وتطور خصائص حياته الاجتماعية التي مر بها 
فحسب » ولكن أيضا تعتبر ميدانا خصبا يمثل الذاكرة الجماعية والسجل الحي لأنماط 
التفاعلات والعلاقات الاجتماعية لمظاهر الحياة اليومية . 
وعلى هذا الأساس اخترت هذا الموضوع بعنوان مضامين الأمثال الشعبية 
الجزائرية- منطقة جيجل أنموذجا- (جمع وتصنيف ). 
تناو ]1 
0121 105ووع1م<ء'0 145 101205 كتتاآم 5ع1 )مهد 5ع111311م0م 5عط2ء107م 5ع[ 
8 عل دعمتقحطمل كامعة]011 حمهل دع 0تممطتاط 5عمعمع تممه دع1 عتتمع16 تتامم 
15 هت أء 5001616 13 03125 1211116266 502 أء 01157011م 502 3 1آ, عل 
متتل 151360126105 حصحل ع101 نا أضع1ا0[ 0101 51155501765 أء 1101165 0طمالاد 


5 112811150101165 أ 082115 كاععم35 5ع1 0101م ععمعة1ة16 عل عتلدهء 
1111011 


267 


116 ©2016طآه ع0 5عنان لط مداع 560 5ع65001أعمتتده دعل أمدكتتوط 
8 أء ع06256 532 األاعع2ع !كما أء عتتطلته 52 ع0 0010م 12 3 عتاطتاومء 
55 11316ام0م 101761565م 165 ع1ال 0111705 201015 ,الاعمطعلممعج 6 1كللوة6 01 
الاع تع مم1 كمع "1 ع0 كاع(ناد كتتاع1 لمع د5ع1لة116161 د5عتمعع دعتاتنة'0 أاء 
عتتاطء ع50110 أوء داع 12 عنان ععتته ,50121 أء ع1ا110ماقاط ,عناوتطمممعم6ع5 
[عتالوع1 كطقل األعططع ممم كمع '1 أء ع:11211ام0م 21116 2تامتحطم» 12 عل عتتدطة 1116 12 
ه أمعاغ ع1 011الن كتلاللعاصمء دعل العماعاناء5 205 أمعاصمء 11 ,أمع11؟ 115 
71 59 ع0 5ع611510أعوتهء 5ع0 167011005 أء 501616 12 عل عنانتستفمول 
12610011 12 عامءد165مء1 01001 علتاكت1 مطتقطء 111 211551 كتقطط ,عله1ء50 
و أء 005ع اعمال د5ع1غ27200 دعل غمهة11؟ اللاعمطاع تاماوع 1ه مدا أء ,ع تكتاعع لام 
.01 م71 12 عل 5013165 60005 12ع1 

5 165656 15ااء]02ت عا 10410116 أع تتاو ع6 [كامكء 21'[ عكوط عناعه كلاد 
ع0 أ 5ماعع11مع)- ع220081 من 111 مملع16- ك5معتمقع21 5ع1211تاممم 
مم نوع اوكه1ء 


الإشكالية: 

يحتل الموروث الشعبي الجزائري مكانة هامة في الدراسات الفلكلورية؛ لأنه 
منتوج ثقافي لا يمكن الاستغناء عن مظاهره المتضمن لألوان التعبير الشعبي الشفهي 
المخزون في الذاكرة الشعبية الجماعية من قصصء نوادر وحكمء» أغاني وأمثال 
شعبية...الخ» إذ قد تبدو هذه الخطابات الشفهية لدى البعض بأنها ذات صلة وثيقة 
بميدان الفلكلور بوجه عام» إلا أنها تستمد قيمتها أكثر في إطار الدراسات 
الأنثروبولوجية باعتبارها رموزا للهوية الثقافية المجتمعية يتعذر دراستها بمعزل عن 
الوسط الذي نشأت فيهء فهته المخلفات الثقافية الشفهية تعكس خصوصية سوسيو- 
ثقافية ينفرد بها المجتمع الذي أنتجها وصنفهاء لان العلاقة وطيدة بين أدب الجماعة 
الشعبية والبيئة التي يعيشون فيهاء حيث تستند عليها الجماعات المحلية كشاهد قوي 
على الهوية الثقافية للمجتمع الجزائري: وغالبا كأحد وسائل الضبط في حقل 
التواصل الاجتماعي بين أجياله . 

ومن هذا المنطلق فإن الأمثال من أكثر المأثورات الشعبية تعبييرا عن ضمير 
المجتمع الجزائري وشخصيته وممارسته الحياتية» خصوصا أنها تعبر وبإيجاز عن 
مجموعة كبيرة لنتاج تجارب المجتمع وتكشف بدلالاتها عن أحكام القيم السائدة فيه 
التي توارثتها الأجيال عبر الزمان» فغذت بذلك الأمثال الشعبية إطارا مرجعيا 


2068 


للسلوك يستعين بها الفرد في شتى الأمور وفق معطيات كانت شائعة في مظاهر 
الحياة اليومية بالمجتمع وما تزال صالحة إلى اليوم» والأمثال الشعبية في منطقة 
"جيجل" تعتبر ميدانا خصبا يمثل العادات والتقاليد والذاكرة الجماعية التي ساهم في 
الحفاظ عليها أدباء وحكماء المنطقة » لما تحويه من مضامين خاصة بالشؤون 
الحياتية إذ تحمل في طياتها معايير وقيم اجتماعية يعتمد عليها المجتمع والأسرة على 

حد سواء في عملية التطبيع الاجتماعي» بقدر ما تثريها وتعطيها أبعادا أخرى يمكن 

الاستفادة منها وتوظيفها في استقرار البناء الاجتماعي واستمراره. فهنا يطرح 

السؤال: 

فيم تجلت ابرز مواضيع الشؤون الحياتية المتضمنة في الأمثال الشعبية الجيجلية؟ 





تدور لفظة المثل في المعجم العربي حول جملة معان منها:« الشبه والنظير 
والضنفة؛- و “الححة” والغيرزة»:- و القول:السائق بين النلين 8" المقنهوز .ينين عنائتيه 
وخاصتهم يضربونه لتصوير المعنى المراد تصويره تصويرا حيا بأوجز عبارة 
وابلغها تأثيرا في النفوس»(). 

يمكن تعريفه على أنه « قول معبر عنه في جملة قصيرة محكمة البناء بليغة 
المعنى» قابل لكثير من الدلالات في تصويره لأحوال المجتمع المتداول فيه ويكون 
من لقاع ااذه «ققة : الحصن الفكل تمسيحةم اودر انتانق الاوك يقتر سج لقنا عا ركد 
تكون عن ملاحظة مبنية على خبرة أو حكاية اختبرتها فئة شعبية» 2. 

أما إيمل بديع يعقوب فيقول:« المثل عبارة موجزة بليغة شائعة الاستعمال 
طرق و تعلق هن" للقت تمقاة هاده نا انا وتمتدة المي ووكيزلة الف 
وجمال جرسها» (0. 

ويقول ابن السكيت:« المثل يخالف لفظ المضروب له» ويوافق معناه معنى ذلك 
اللفظ وقد شبهوه بالمثال الذي يعمل عليه غيره »7). وعليه نستخلص من هذه 
التعريفات ثلاثة أشياء هي: 


269 


* أن المثل قول سائر يتداول بين أفراد الجماعة حيث يعبر عن أحوال المجتمع 
المتداول فيه. 

* أن المثل يتميز بإيجاز اللفظ والشمولية والدّقة في التشبيه وإصابة المعنى 
(الفكرة) وجمال العبارة. 

* أن المثل هو المشابهة بين الشيئين سواء للاعتبار أم لتمثال السياق. 

حيث أن للمثل الشعبي 'مورد ومضرب"” فالمقصود بمورد المثل: المناسبة أو 
الحالة التي قيل فيها المثل أول مرةء أما المضرب فيقصد به: المواقف أو الحالات 
التي تشبه تلك المناسبة التي قيل فيها المثل أول مرةء ولا يطرأ عليه أي تغيير في 
لفظه في أي حال من أحوال استعماله . 

فنجد مورد المثل القائل 'خذ الرفيق قبل الطريق ". يتجسد في: من وصايا الإمام 
علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لولده الحسن رضي الله عنه:قال يا بني سل عن 
الرفيق قبل الطريق» عن نصيحة أب لابنه أراد السفر إلى مكان بعيد فسأله أبوه عمن 
سيرافقه في سفرهء فقال: لا أحد معيء فقال له أبوه: (خذ الرفيق قبل الطريق)» في 
حين مضربه: يقال لكل من يريد السفر دون الاستعانة برفيق » كي يساعده ويؤنسه 
في رحلته» ويتحمل معه مخاطر ومشاق السفر . 

2/ الفرق بين المثل والحكمة: 

أ- أنّ المثل أساسه التشبيه( أي تشبيه مضربه بمورده)و الحكمة عمادها إصابة 
المعنى (تعني الإصابة في القول والفعل والفهم). 

ب- أن أسلوب المثل دائما موجزء عكس أسلوب الحكمة الذي قد يطول نسبيا. 

ت- أن الهدف من المثل الاحتجاج» ومن الحكمة التنبيه والإعلام والوعظ. 

ث- أن المثل يصدر عن جميع الناس بمختلف طبقاتهم» أما الحكمة فلا تصدر إلا 
عن فيلسوف أو حكيم. 

ج- إن المثل يفيد معنيين: المعنى الظاهر وهو إما حدثا تاريخيا أو قصة أو 
حادثة لها شأن غريبء والمعنى الباطن الخفي مرجعه إلى الحكمة والإرشادء في حين 


200 





الحكمة تفيد معنى واحدا من نهي أو أمر أو إرشاد» وفيه يلتفي المثل بالحكمة في 
المؤدئ وإن كأنا مختلفين في بعض صفاتهما وخصائصهما 9. 

3/ خصائص المثل الشعبي: 

يتميز المثل على ما عداها من فنون الأدب بخصائصء» نذكر منها في النحو 
التالي: 

أ- إيجاز اللفظ وجودة الكناية: إذ هي مكونة من كلمات قليلة تحمل قدر أكبر من 
الدلالة وتطوي الكثير من التفصيلات ذات وقائع متعددة صارت به مثلاء "المثل 
يتمثل في الإيجاز وجمال البلاغة"9» من حيث أن المتمثل به لا يصرح بالمعنى 
المراد والصيغة المطلوبة»ء وهو مضرب المثل مما يكسب المعاني بهذه الكناية 
وضوحا. 

ب- إصابة المعنى وحسن التشبيه: فالأمثال صائبة المعنى المراد به من حيث 
مطابقته لما يعبر عنه » وتكتمل بناء على جودة التشبيه وحسن دلالته باعتباره مطلبا 
بلاغيا يقوم عليه المثل فقيل: يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: 
إيجاز اللفظء وإصابة المعنى» وحسن التشبيه وجودة الكناية » فهو نهاية البلاغة”) 
وقال الزمخشري 'حين أوجزت اللفظ فأشبعت المعنى»ء وقصرت العبارة فأطالت 
المغزى". ش 

ت- استخدام اسم الموصول بكثرة©. 

ث- يمكن وصف أسلوب المثل الشعبي بالأسلوب الدقيق الذي يقوم على التجربة 
والممارسة واختبار الإرادة الإنسانية في مراقبة ذاتية السلوك!09. 

ج- تعدد الروايات: ويرجع ذلك إلى أسباب منها:أمية العرب لندرة الكتابة لديهم 
فقد اعتمدوا على الحفظ » والسمع» وهذا مما لا يمستطاع تخزينه دون كتابة أو 


. :. (11 
توثيق! . 


ح- تنوع تراكيبه بين الطول والقصر والإنشاء والخبر والإرسال والتوقيع 
والتسلسل والانقطاع والإيجاز والتكرار ويربط النتيجة والمقدمة!12). 


2/11 





خ- الأمثال خفيفة الاستعمال سهلة التداول 13)؛ لأنها مصاغة بأسلوب شعبي 
يتضمن غرضا أو تجربة أو خبرة أو معرفة في مجال الحياة الشعبية البسيطة 
المألوفة. 

4/ مصادر الأمثال الشعبية الجزائرية: 

أ- القران الكريم . 

ب- حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

ت- البيئة التي يعيش فيها متداولو المثل. 

ث- الأمثال العربية القديمة . 

ج- الأدب العربي شعره ونثره. 

ح- الثقافات الأجنبية/4). 

ا- الإجراءات المنهجية: تعطي الأصول المنهجية للدراسة نظرة شاملة عن 
طبيعة الموضوع وكذا كيفية تناوله»ء خاصة في العلوم الاجتماعية» وفيما يلي نقدم 
عرضا لهذه الخطوات المنهجية: 

أ- الأهمية العلمية: 

* محاولة التعرف على محتوى مواضيع الشؤون الحياتية المتضمنة في الأمثال 
الشعبية بمنطقة الدراسة وتصنيفها . 

* المساهمة ولو بجزء بسيط في جمع الممارسات الشفوية الشعبية وحفظفه من 
الزوال والتي نراها تتوافق في نفس اتجاهات الحقل المعرفي للأنثروبولوجيا 
وخصوصا أنها تبرز التركيبة الثقافية للمجتمع قيد الدراسة . 

* إعطاء بعد آخر لهذه المساهمة المتواضعة آملين أن تكون نتائج هذه الدراسة 
منطلقا لدراسات وبحوث أخرى في مختلف المجالات والأصعدة التي تهتم وتبحث 
في هذا الموضوع. 


212 





ب- الأهمية العملية: 

* توجيه أنظار الأسر حول أهمية ودور المأثورات الشعبية الشفوية وما تحمله 
نصوصها من قيم ومعايير اجتماعية أصيلة في الحفاظ على تماسك الوحدة 
الاجتماعية وأمنهاء وذلك بالعمل على ترسيخها وغرسها في نفوس النشء (الأبناء). 

* الاستفادة من الحقائق التي تكشف عنها هذه الدراسة في مجالات الخدمة الثقافية 
وحتى الاجتماعية للمنطقة. 

أوّلا / تحديد مفاهيم الدراسة: إن تحديد المفاهيم خطوة وضرورة هامة من 
ضرورات البحوث الاجتماعية » فتحديدها بدقة يعد بمثابة الطريق التي يسير وفقها 
الناحت إلى 'خاني: انها قباجة القارى على إدزاف الى المتشكوة: مين النفت افد 
الرئيسية الواردة ضمن عنوان البحث. وفيما يلي تعريف إجرائي بتلك المفاهيم: 

* المضامين: ويقصد بها في الدراسة الحالية مواضيع الشؤون الحياتية التي 
تنطوي عليها الأمثال الشعبية الجيجلية . 

* الأمثا لأمثال الشعبية: هي خطاب شعبي شفهي يُلَخص نصيحة وتجربة أو يعبر عن 
رؤية وموقف اجتماعي معين» يتم تداولها بين أفراد الجماعة في المواقف 
الاجتماعية المختلفة والتي تتفق في وضعها مع المعنى الذي ينطوي عليه المشل 
حيث تكون صياغتها بأسلوب الجملة القصيرة نسبيا ومصيبة للمعنىء كما أن 
مضامين(محتوى) نصوص هذه الأمثال وليدة البيئة التي نشأت فيها فتعكس كل ما 
يتصل بها وما ينبع منها أو يصب فيها في زمان محدد ومكان معين. 

وتعتبر الأمثال الشعبية في الدراسة الحالية المادة الحقلية التي يجمعها 
الباحث ويدونها كمادة خام والتي أصبحت مهددة بالانقراض والزوال إن 
لم يسرع الباحثون إلى جمعها وتدوينها وصيانتها ودراستها . 

* منطقة جيجل: تتمثل في المجتمع المدروس الذي يضم المجال الجغرافي 
بالأهالي المبحوثين (الإطار البشري ) الخاص بالدراسة الحقلية . 

* جمع وتصنيف: جمع وتدوين المادة التراثية (الأمثال الشعبية) من الميدان 
مباشرة» والسماع لمصادرها الأصلية (رواة » حرفيين ٠‏ حفظة وممارسين للعادات 


2103 


والتقاليد والطقوس والمعتقدات الشعبية) كممارسة اجتماعية» ثكم تصنيفها ضمن 
المواضيع التي تعالجها . 

ثانيا // مجالات (حدود) الدراسة: تمثلت مجالات الدراسة فيما يلي: 

أ- المجال الموضوعي: اقتصرت هذه الدراسة على إيراز مواضيع الشؤون 
الحياتية التي تنطوي عليها الأمثال الشعبية الجيجلية. 

ب- المجال المكاني: تم اختيار المناطق الريفية لولاية جيجل كمجال مكاني أساسي 
للدراسة الميدانية وجمع البيانات اللازمة»ء حيث نقع مدينة جيجل حاليا شرق الجزائر 
العاصمة» يحد الولاية من الشمال البحر الأبيض المتوسط . أما جنوبا ولاية ميلة 
وولاية سطيف ومن الشرق ولاية سكيكدة وغربا ولاية بجاية» يغلب على الولاية 
الطابع الجبلي بنسبة 782» بها ثمان وعشرون بلدية موزعة على إحدى عشر دائرة. 

ت- المجال الزمني: توزعت الفترة الزمنية للدراسة في ثلاث مراحل هي: مرحلة 
جمع المعطيات النظرية التي تخص موضوع الدراسة وتدوينها ثم مرحلة جمع المادة 
الميدانية المتمثلة في الأمثال الشعبية» و أخيرا تصنيف الأمثال المتحصل عليها ضمن 
المواضيع التي تعالجها وتحليلها وتفسير النتائج» أما دراستنا في مجملها بشقيها 
النظري والميداني فقد استغرقت ما يقارب عشرة أشهر فكانت الانطلاقة الفعلية 
للدراسة يوم 2016-11-02 إلى غاية يوم 2017-08-02. 

ف :لمجال البشري# رسكل المجال: للبشري التتحتمع البحث سيداك .مسنات تتر ارخ 
أعمارهن مابين 80-50 سنة» وكان اختيارنا لهذه الفئة كونهُنَ في هذا المجال 
يعتبرن الذاكرة الجماعية الشعبية للمنطقة» ووثيقة تاريخية قيّتمة عن الممارسات 
الشعبية الشفوية» "إن الأدب الشعبي في المنطقة حاليا كما سبق ذكرهء لا يتبناه رواة 
معينون من محترفين أو هواة» فكله موكول إلى الذاكرة الجماعية وهو في مجمله 
محصور في فئتي الكهول وبنسبة أكبر في فتئة المسنين» وفيما يخص المثل الشعبي 
فإنَ النسبة الكبيرة من حفظته يمثلها العنصر النسوي من الفئتين المذكورتين(05. 

ثالثا / عينة الدراسة: تعتبر العينة جزءا من الكلء بمعنى أن تؤخذ مجموعة من 


أقولة ابحم الأساك على أن تكو شكة المتس الذي ترق يونا اللزاننكة 


2014 





فاشتملت العينة على خمس عشرة 'سيّدة مُيئَة' تم اختيارهن بطريقة عشوائية 
نظرا لملاعمة الطريقة لطبيعة الدراسة ومُرَاعَاة لتعميم نتائجها. 

رابعا / المنهج المستخدم: لقد قمنا باستخدام المنهج الوصفي », باعتباره اننسب 
المناهج الملائمة لطبيعة الدراسة وأهدافها. 

خامسا / أدوات_جمع بيانات الدراسة الميدانية: تم استخدام الملاحظة بالمشاركة 
والمقابلة مع الإخباريين في جمع البيانات الميدانية بالإضافة إلى والمعلومات 
المستقاة من بعض المصادر والمراجع التي ساعدتنا في إيصال الفكرة» وقد اختلفت 
المصادر من عربية إلى أجنبية وكل الدراسات التي لها صلة بالموضوع سواء أكانت 
بطريقة مباشرة أم غير مباشرة . 

ااا- نماذج عن مضامين الأمثال الشعبية الجيجلية: 

وكما ذكرنا أن الأمثال تتناول مواضيع مختلفة متصلة بكل نواحي الحياة وتدور 
حولها » عمدنا في هذا النوع من الدراسة على جمع الأمثال الشعبية الخاصة بمنطقفة 
الدراسة ثم حسب الموضوعات التي تعالجهاء على خلاف بعض الدراسات المشابهة 
التي تمت في هذا المجال معتمدة الترتيب الألفبائي (الأبجدي)اوسوف نعرض 
مضامين بعض منها ذكرا لا حصرا : 

المرأة: 

* لحنذ في ظقَارهَا ونا جَابُوَا خبَارهًا (يضرب هذا المثل في المرأة التي تبدي 
تصرفات غير ملائمة في بيت زوجها وهي مازالت عروسا جديدة لدرجة أن لون 
الحنة لا يزال يغطي أظفارها ). 

* لي خَانوَهَا يَديْهَا تقول بيَا نّم (ومضرب هذا المثل عن المرأة التي تدعي 
وجود عائق ما وهو السحر يحول أمام عجزها وعدم قدرتها على القيام بأعمالها). 

* مُولَات زوج لَابْسَه دَربَاله وَمُولآة وَاحَذ مَاشيّه عَرثيّاته (ومضرب المثل في الأم 
التي لها ولدان إذا حصل لأحدهمامكروه بقي واحدء أما الأم لطفل واحد إذا حصل 
له مكروه لم يبق لها شيء ). 


215 





الصير: 

* تشكي للَي يَسْمَعْنِي وتبكي للَيْ يَرْحَمْنِيْ (ومضرب المثل يكون عندما تغلق كل 
السبل في وجه الإنسان فلا يجد من يساعده أو يقضي له حوائجه » وأنَ الذي ينبغي 
أن لقو بالعبادة والدعاء هو الله سبحانه وتعالى لذا دالشكرق لال الله مذلة ) 

ا ألَي خاف مُوَلاة ودمُعت عينو مَايْخَاف من ربي ] دام ناس يهينو (ويقال فيمن 
يخشون الخلق بالغيب لدرجة يخرُون للأذقان في اليسر والعسر فالله لن يخيب ظنه 
أمام عباده في كل المواقف الحياتية)(العناية الإلهية) 

* نيا في رَآسٌ لَجَاحَد أنعيم أو في راس لَمُومَن أَهشييح ( ويكون: مخسربه عنن 
الجاحد الذي غرته الحياة الدنيا باعتبارها نعيما وممتعة أما في اعتقاد المؤمن فهي 
كالهشيم (العشب الجاف ) وأنها ليست دائمة) 

النصح والإرشاد: 

لكر اب ميق وانخالة ترك كين يضرت عن كلم الله كن امدق 
والحذر من مكره وخداعه فلن يصبح صديقا مهما أظهر من حسن نيته) 

* حَط يك على عيتك كيما توجعك تواجع غيرك ( ومضربه عن ضرورة 
الإحساس بالآخرين وبالامهم ) 

* دَعْوَه بلا ذنوب فِيْ راس مُولَها توب (مضربه أن البريء لاا يغاف من 
دعوة الظالم له) 

العلاقات الاجتماعية: 

* بَعد ولي ل وقربا تولئ بُصل (ومضرب المثل عن أهمية حرص الطرفين 
على عدم تجاوز حدود العلاقة الاجتماعية حتى تنجر عنها مشاكل) 

* راجل بلا مَال فَدَنيَا مَايَسُوآش » كِي دلو لمقعُور' يُوصل للماً وما يَمْلاشُ (يقال 
هذا المثل فيمن يرى أن قوة الرجل بقدر قوة ماله) 

* قالت لَمرا: مرضي ونفاسي يُوَريليْ حبيبي من نادي (ويضرب في معرفة 
الصديق الحقيقي والعدو في الظروف الصعبة) 


206 


* أَديهَا عَاليّةَ ولو تَعُودْ غاليَّة تضرب لرجل عندما يرغب في إكمال نصف 
دينه فينصح بالمرأة ذات الحسب والنسب حتى ولو كلف ذلك خسارة مادية كبيرة) 

* أَروَاج لمْرَيّش مَادفي مَائِعيّش (ويضرب هذا المثل عندما يكون الزوج فقيرا 
جدا لا يملك ما يعيل به زوجته) 

* يَامًا كذبُوا يوْمْ خطبُوا وكثر' يُوْمْ دَاوْ ( يضرب هذا المثل في أهل الخطيب عند 
خطبتهم للفتاة» فيكون اغلب كلامهم كذب وتلفيق » ثم تصدم المرأة بالحقيقفة عند 
معاشرتهم ) 

خلاصة: 

إذا اتفقنا على ضرورة الاهتمام بالثقافة الشعبية الشفوية فإن البحث في الأمثال 
الشعبية يُعد وثيقة إثنوخرافية مهمة للتأريخ الاجتماعي والثقافي لأي جماعة بشرية " 
إن المثل الشعبي جنس أدبي كغيره من الأجناس الأدبية الأخرى في حاجة إلى لفلة 
وعناية» فقد أهمله الدارسون والباحثون واتجهوا إلى دراسة أجناس أخرى ٠‏ بينما هو 
الجنس (المصدر) الذي من خلاله نكتشف البناء الاجتماعي والنفسي والثتقافي 
والتاريخي للمجتمعات"9!)» مما يجعل من هته الأمثال الشعبية أكشر النشاطات 
الجماعية التي يعتمد عليها الباحثون والداررسون للتحليلات الاجتماعية والأدبية 
كذلك التاريخية والأنثروبولوجية» وقد تتعداها إلى الناحية النفسية وحتى السياسية 

- أن بعض الأمثال الشعبية المستعملة في الدراسة تحمل أكثر من معنى في 
مضمونها مما يجعلها صالحة للتدليل بها على أكثر من سمة داخل المجتمع الواحد 
واستخدامها كقواعد منظمة للحياة في مجالاتها المختلفة . 

- أن أفراد العينة يحتفظون في ذاكرتهم بمجموعة كبيرة من أمشال المنطقة 
وقدرتهم على بيان معانيها ومواقفها. 

- طغيان الجانب الاجتماعي والديني في مضامين الأمثال الشعبية الجيجلية. 


2 


- وجدنا تشابها والتقاء كبيرين بين بعض أمثال المنطقة والأمثال الشعبية 
المتداولة في ربوع الوطن. 

- وجود فجوة ثقافية فيما يخص أشكال التعبير الشعبي الشفهي بين جيل 
الأجداد والأحفاد. 

اقتراحات: 

- ضرورة دعم ومساعدة الباحثين الفلكلوريين من اجل القيام بدراسات معمقة 
ومتنوعة لجمع وتدوين الثقافة الشعبية الشفوية من مختلف مناطق ولاية جيجل. 

- تنظيم حملات تحسيسية» ملتقيات وأمسيات من طرف السلطات المحلية 
المختصة لعرض الموروث الشعبي الجيجلي خاصة وما يخص باقي مناطق الجزائر 
عامة في أوساط فئة الشباب وتشجيعهم على الاطلاع عليه واستخدامه في حياتهم من 
اجل المساهمة في التاريخ الاجتماعي للفنون القولية عبر الأجيال. 

- إنشاء مراكز بحث وطنية لجمع وتوثيق التراث الشعبي بمختلف أنماطه من 
ربوع الوطن. 

- أحقية الفنون الشعبية وخاصة القولية منها بتدريسها وفق احدث المناهج في 
كل المراكز والمؤسسات الجامعية والتربوية التي تفتقر برامجها التعليمية من معالم 
الثقافة الشعبية الجزائرية . 

- تفعيل دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة للحفاظ على هذا 
الموروث الشعبي وحمايته من الزوال والاندثار والعمل على نشره باستخدام التقنيات 
الحديثة . 


218 


المراجع والمصادر: 

1 - كمال خلايلي» مقدمة معجم كنوز الأمثال والحكم العربية النثرية والشعرية مكتبة 
لبنان ناشرونء» لبنان» ط 1 . 1998 . ص ه . 

2- عبد الحميد بن هدوقة» أمثال جزائرية»؛ دار القصبة للنشرء الجزائرء دط 
7:». ص12-.13 

3- خضر موسى محمد حمود» التجوال في كتب الأمثال » منشورات محمد علي 
بيضون لنشر كتب السنة والجماعة» دار الكتب العلمية»ء بيروت: لبنانء ط1 22002 
ص14. 

4- عمر عروة: النثر الفني القديم أبرز فنونه وأعلامه» دار القصبة للنشر الجزائرء 
(دط)ء 2000. ص16-15 

5- على مهدى كاظم؛ عبد القوى سالم الزبيدى» المضامين النفسية للأمثال الشعبية 
العمانية 'دراسة عاملية"» مجلة دراسات عربية في علم النفس دار غريب للطباعة والنشر 
والتوزيع» القاهرة» المجلد الأول» العدد الأول» يناير 22002» ص55. 

6- نبيلة إبراهيم» أشكال التعبير في الأدب الشعبي » دار غريب للطباعة والنشر 
والتوزيع» القاهرة.ء مصرء ط3» دون تاريخ» ص 139. 

7- محمد عيلان» معالم نحوية وأسلوبية في الأمثال الشعبية الجزائرية مع ملحق 
ب300 مثل شعبي جزائريء دار العلوم للنشر والتوزيع» عنابة» دطء 2013 ص.22 

8- سليمان محمد سليمان» دراسات أدبية في الخطب والأمثال الجاهلية» دار الوفاءء 
الإسكندرية» مصرء ط1 » ٠.2005‏ ص179. 

9- التلي بن الشيخ» منطلقات التفكير في الأدب الشعبي الجزائري»: المؤسسة الوطنية 
للكتاب» الجزائر» دطء 1990. ص 21-20. 

0- التلي بن الشيخ» منطلقات التفكير في الأدب الشعبي الجزائري»ء ص163. 

1- خضر موسي محمد محمودء التجوال في كتب الأمثال» ص20. 

2- رابح العوبي » المثل واللغز العاميان » دون دار نشرء عنابة:. ط1ء 2005 
ص19-18. 

3- أبي هلال العسكري. جمهرة الأمثال» دار الجبل» بيروتء لبنان» الجزء 
الأول» ط2»؛ دون تاريخ» ص”5. 


209 


4- محمد عيلان» محاضرات في الأدب الشعبي الجزائري- مع ملحق بنصوص 
مختارة (قصص-حكايات- أحاجي- أمثال-نوادر)» دار العلوم للنشر والتوزيع » عنابة الجزء 
الأول » 2013 ص.92 

5- بوردوز عبد الناصرء الأمثال الشعبية في منطقة قوراية (تيبازة) دراسة ميدانية» 
مذكرات المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ» عدد 
2 2009. ص50-.51 

6- محمد عيلان» محاضرات في الأدب الشعبي الجزائري مع ملحق بنصوص 
مختارة (قصص -حكايات-أحاجي-أمثال-نوادر شعبية)» مرج سابق ذكرهء ص87. 


2230 


الالتزام في الأغاني والأناشيد المزابية 


أ/ فائزة بن عمور 
جامعة غرداية 
11.0 ©310213 1217351 

المقدمة: 

تعتبر الأغاني والأناشيد سلوكا إنسانيا ومتنفسا ثقافيا للذات البشرية» فمنذ أن وعى 
الإنسان وجوده صاحبته طقوس الغناء والرقصء وإن كانت في البدايات الأولى قد 
عبرت عن ميول تعبدية من مثل ما كان في الحضارات القديمة» إلا أنها تغيرت مع 
مرور الزمن وأصبحت أكثر ارتباطا بالطرب» وتعبيرا عن الفرحة والحبورء وفي 
بعض الأحيان كانت الموسيقى انعكاسا للحزن وتذمرا من الواقع؛» وكاتب الكلمات في 
كل ذلك مرتبط بتوجه وإيديولوجيا معينة تتحكم فيما يسكبه من عبارات» والموسيقي 
ينطلق بدوره من طبيعة الكلمات فيوشحها بما يناسبها من لحن يتساوق ومقتضى 
أحوالها فينتج باتحادهما عرفا فنيا منسجما. ولم تشذ منطقة وادي مزاب عن ذلك إذ 
كانت الأناشيد والأغاني وسيلة طيّعة للتعبير عن التزام صاحب هذا النشاط التقفافي 
الإنساني» ومن خلال هذا المنطلق سنحاول التعرف على المواضيع والإيديولوجيات 
التي التّزم بها في الأغنية والأنشودة المزابية وقبل ذلك نقف عند جذور ومفهوم 
مصطلح الالتزام. 

مفهوم الالتزام: 

يعيش الإنسان في هذا العالم ضمن مجموعة كبرى تحدد على أنها إنسانية ويعد 
الأب بكل فنونه من أهم الوسائل التي تعبر بها المجموعات في هذه الدائرة عن 
أفكارهم وتوجهاتهم, والالتزام في الأدب هو انعكاس لتلك التوجهات إذ يلزم الأذنيب 
نفسه بتبني فلسفة وفكر يدافع عنهما من خلال كتاباته وقد جاء في المفهوم اللغوي 
لكلمة الالتزام عند ابن منظور " لزم الشيء» يلزمه» لزما ولزوماء ولازمه ملازمة 


2651 


ولزوماء والتزمه» وألزمه إياه فالتزمه» ورجل لزمة يلزم الشيء فلا يفارقه. واللزوم 
الملازمة للشيء والدوام عليه؛ والالتزام الاعتناق.!!) وعلى هذا المعنى جاء تعريف 
الالتزام في الأدب اصطلاحا على أنه " مشاركات واعية في القضايا الإنسانية 
الكبرى» السياسية والاجتماعية والفكرية» وليس الأمر مقتصرا على المشاركة في 
هذه القضاياء وإنما يقوم الالتزام في الدرجة الأولى على الموقف الذي يتخذه المفككر 
أو الأديب أو الفنان في هذه القضاياء وهذا الموقف يقتضي صراحة ووضوحا 
وإخلاصا و صدقا واستعدادا من المفكر الملتزم لأن يحافظ على التزامه دائما 
ويتحمل كامل التبعية التي تترتب على هذا الالتزام"7©) وبالتالي فالالتزام الأدبي هو أن 
يوقف الكاتب والأديب قلمه على القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية المعاصرة 
له التي يؤمن بها ويتبناها ويظهر هذا الالتزام واضحا في مضامين كتاباته الفنية 
والفكرية» ولعل التاريخ يقف بنا عند الكتاب الماركسيين الذين دعوا جهرا إلى 
المذهب الماركسي وألزم والتزم العديد من الأدباء في الغرب الدفاع عن هذا الانتماء 
فظهرت كتاباتهم مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذا المذهب؛» على غرار 'جان بول سارتر" 
الذي كان من الأوائل الذين نادوا بالالتزام في الأدب أو الأدب الملتزم. 

وانتشرت فكرة الالتزام في الأدب العربي مرتبطة خاصة بالأدب الإسلامي في 
الغالب؛ إذ يعتبر الأديب الذي يلتزم بما جاءت به الشريعة المحمدية من أخلاق سامية 
وفضائل أديبا ملتزما. ومن هذا المنطلق جاء التعبير في الأغنية المزابية يحمل بين 
طياته هذه الخصيصة والدعوة إلى تلك الشمائل والتحلي بها والتزم المنشد المزابي 
بقضايا دينه وأمته وتاريخه. 

مظاهر الالتزام في الأغنية المزابية: 

وتلتزم الأغاني في منطقة وادي مزاب بالعقيدة التي يعتقدها أهلها منذ الفتح 
الإسلامي للبلاد المغاربية وفي ضوء ذلك جاءت أغلب النشاطات الثقافية والجمالية 
وعلى رأسها الأغاني والأهازيج معبرة عن هذه العقيدة المتجدرة تاريخا والممتدة في 
الحاضرء فعبرت هذه الطقوس عن الالتزام الإسلامي شكلا ومضمونا داعية في كل 
مرة إلى التمسك بما جاء به الإسلام والالتزام بأوامره والانتهاء عن نواهيه. كما 


262 


التزمت بالقضايا الاجتماعية والإنسانية وحتى التاريخية منها اللصيقة بالمجتمع 
الغرداوي الأصيل وبذلك تعددت المواضيع التي حملتها هذه الأغاني نذكر من بينها. 


العبودية لله تعالى: 


التسليم لله وتعظيم شعائره والدعوة إلى التقيد بتعاليمه السامية» والحض على إتباع 
أركانه وترك نواهيه من أهم التيمات التي وسمت بها الأناشيد الدينية:, نجد ذلك 


خاصة عند المنشد "عمر الداودي" الذي يستحضر في أناشيده هذه الملامح على غرار 


(تزاليت- الصلاة)»( رمضان)... 
كلمات أغنية تزاليت: 
أي وا تشئ برت تملاالت 


أوتعمآاكآدن تفرتام 


أميدن يبهارمضان 


أبيبهايو نلغفرن 





أيبهاتلويلت-ن ولوان 
أيبهاتلويستن ولوان 


رببي يشوري سورزان دتنهييرين 


أتق 50 5 أجل 
مهن يض انس ستقيام 


سسولتش ألرا نكم 


أمقل ان ينيبت أمين 
ولحو يفت وغزام 


أزربعحت دي وتروين4 


2053 











فرقة إنشادية غرداوية 


والأغنية تعبر عن قيمة رمضان في الدين الإسلامي وأجره وأجر قارئ القرآن 
فيه وقيامه»ء ودعوات خالصة لأن يتقبل الله من المسلمين صالح أعمالهم في شهر 
الغفران. 

كما أن الجانب الأخلاقي والدعوة إلى محاسنها حاضرة وبقوة في خطاب الأغنية 
المزابية» من بر الوالدين نمثل بأغنية شعبية متداولة بين أفراد المنطقة على اختلاف 
مستوياتهم وتوجهاتهم وفيها: 
الوانلدين أيوا عزي زان تددرت تيفاو تبهاأسيسان 


أنميضطسساد أن ووررازانت دتنشعرين دطعتنشسان#) 


أناشيد ومدائح المولد النبوي الشريف: 

وقد كانت مناسبة المولد النبوي الشريف من أكثر المناسبات التي تغنى بها المنشد 
المزابي وقد عبقت أماسي هذه المناسبة الجليلة بجميل المدائح النبوية:؛ داعية إلى 
اتباع سنة الرسول الأعظم والاهتداء بهديه والاقتداء به» وقد ألف ولحن الشيخ "صالح 
باجو" في ذلك قصيدته المشهورة " يلولد سيدنا محمد" والتي كانت أول نص شعري 
باللهجة المزابية أصبحت تقليدا درج على الإنشاد بها في كل مولد نبوي متجدد وفيها 
يقول المنشد: 


204 


ينولد س ينا محمد تضٌّ وا أدونئيت سس نقنوار 


أرفمتكي [ال تفنسلفة ١‏ فواتستىي ستسكتتتاين شحهار 
توليدتزي ري نرسول تشعشع مس نيجنوان 
تففكوان غ]سل_ يدلول يالل ناوي إزل وان" 





الشيخ صالح باجو خلال إنشاده في المولد النبوي الشريف 
ومن الأناشيد التي رددت أيضا في هذه المناسبة: 


يب الل يبي الله أل وا أشس بهابيضد 

ياك ض ههه آنيفضو غرنغغ دييس العيد 
للم يي بل _جناة إنبار كن 

شنلاش تقرح ٠.‏ ديمس آي ول 
يجنون تقصعهل ورا ششئ_ ين 

بإبا ني دن ديس يلول د 
وال د فس يدن محم ساسك 

إسدي وؤال فقس سسب نطف ة 7 


205 


أناشيد حفل 'إيروان": 

وحفل 'إيروان" من الحفلات التي عرفتها مدينة (قرارة) بغرداية» ففي كل سنة 
تنظم هيئات وجمعيات المجتمع القراري» من معهد ومدرسة الحياة:ء وفرق أنغام 
الحياةه وتحت إشراف هيئة العزابة حفلًا بهيجا يحضره أهالي البلدة بمختلف الأعمار 
والفتات لتكريم المستظهرين لكتاب الله العزيز ويتخلل الحفل مجموعة من الأناشيد 
الملتزمة المنوهة بفضل حافظ القرآن وحامله» ومن أشهر الأناشيد التي تردد في هذه 
المناسبة قولهم: 

أسو دلجيموعة دلعيد 

دلعيد نلمعروف نلقورآن 

أيوا قداش أيتبهيد 

سشيردان أحولي نيروان 

منشت نيارن أتحفظد 

القرآن أولدتئيس أبلاش 

أنيلان بلاش مايحلاش 

وفي الأبيات احتفال بحافظ القرآن والذي يكون غالبا في يوم الجمعة؛ إذ أن يوم 
الجمعة كما جاء في الأبيات عيده عيدان عيد للمسلمين وعيد احتفال بالمستظهرين 
لكتاب الله عز وجلء وتنشد هذه الأغنية مصاحبة للحظات تتويج المستظهر بما يسمى 
(أحولي نيروان) وهو عبارة عن لباس خاص لتمييز الحافظ عن العامة. 

كما يذكر في هذا المحفل بضرورة المحافظة على القرآن حفظا وتلاوة وعملا 
بأحكامه كما في إنشادهم: 

القرآن دوال أن ربي 

يلزم أنطهلا ديس 

سوعزامس دوفهام لمعانيس 

دودجا سوايني يلان ديس 


256 





جانب من حفل إيروان 

الحضارة المزابية والقصور: 

وإذ تميزت منطقة غرداية بحضارة إسلامية قديمة وممتدة في حاضرها جعلت 
المنشد المزابي يلتزم بقضاياه التاريخية» ويتغنى بها ويبدع الأشعار والألحان في هذا 
المنحىء فسجلوا بذلك مآثر القدماء وأساليب عيشهم وصبرهم وتفانيهم في تأسيس هذه 
الحضارة؛ بحفر الآبار لاستخراج المياه الصالحة للشرب الداعية للاستقرار وبناء 
القصور السبعة» وتشجير البساتين واستصلاح الواحات؛ " قصة مزاب” واحدة من 
أعرق الأناشيد التي عبرت عن هذه الحضارة حيث يقول فيها المنشد: 

تشرند أماس نتمورا تيمورا تمبارشين 

ماني زوان نيت أنولنسن ربي ددين 

دتمورا نتيهرت دجومنسن دجين ديس أينيدجين 

أوالو شمرنت لوجنا أسيس أولين 

معاسن تنميرين نوجليد أمقران 

وسان ديضان أنتنين أدجورن 

أدسيل فوادسيل ربي دونيسنسن 


237 


كما تعتبر أغاني الأعراس في واجهة الخطابات الأدبية الإنشادية المحلية حيث 
تشهد خطاباتها الالتزام» وقد أحاط المزابي المناسبات العرسية باهتمام كبير» فألففت 
الكثير من القصائد لهذا الغرض وأصبحت تردد بنظام شبه دائم من الفرق الإنشادية 
المتخصصة في ذلك وكانت أناشيدها تدعو إلى حسن المعاشرة والطاعة والتحلي 
بالأخلاق الإسلامية الحميدة في بناء الأسرة منها: 


اريسي لتحي السو" اميم لسرن همان السنوزران 
أتشمر فوس ييوش أمقرانك أشيصيوض غلويني تمنيد 


وقولهم: 


صصطلِيوادا أوصطاودنت صطغتغ ليولا أوصطاودن 


شنيتمام اس يوض لمني أإإباس_ يوض 
واحتفلت النساء بالنفساء ومولودها الجديد وأقامت لذلك أفراحا صاحبتها أغاني 
مهنئة مثل قولهن: 


أيا لوجي يوش ربي ساغيلول 

طارود ممين دامبارش داميمون 

وتبع ذلك أناشيد للمولود في المهد ترددها الأمهات لتهدهد بها ابنها الصبي من 
جهة ومن جهة أخرى تعمل على ترسيخ العقيدة في لاوعي الطفل إيمانا منهن بأن 
الطفل سيشب على ما يلقن له من تعاليم دينية قويمة فغنين على رأس الطفل: 

رارا رارا 

رارا ممي رارا 

يوشنغ أغنيوش 


258 


الحنين إلى الحياة الأسرية الحميمية والطبيعة: 

وقد حن الشاعر أيضا إلى حياة البساطة التي تجتمع فيها العائلة مع بعضها 
البعض ويجالس الأب أبناءه وتسرد لهم الجدة قصصا تراثية (تينفاس)؛ وكل هذا 
يحدث في جو شاعري يسوده الحنين والحب والجمال ويصور ذلك بأسلوب حكائي 
بديع حيث نجد الشاعر يبدأ فيها بذكر الطبيعة فيقول: 


تفويت تنو جر إيوريرن 
سوولس يولد في غرممان 
تيزداين تجموين كمشنت 
مامادبابا جر طرق 


ماماتتزي زت أت الس 


أون ون دف رس ولاون 
سوبرنوس يادن مدن 
أطفقفت إياسن 
جرون أمس نتزفري 
دولن ألوس ان أنبكلري 
جر تنفوسين أتزنلون 


ماما تاام تيمهيرا 


تفكقلري وس تيمور( 


واهتم كتاب هذه الأشعار ومنشدوها أيضا بتخليد رجال البلاد بذكر أعمالهم 
ومساهماتهم في الحفاظ على تقاليد المنطقة» وصناعة إنسان ابن بيتته الصحراوية 
المتواصل مع رمالها والمتغني بغاباتها المثمرة» فذكروا في أشعارهم هذه الغابات " 
تجميوين" ووثيق صلتهم بالنخلة 'تازدايت" يقول الشاعر 'صالح ترشين" على سبيل 
المثال: 


شك ١‏ للتك ‏ الكضة > ة 


ضخروي زوالووجب لد 


اخ زرت يبور تزيري 


دست أشلو نيجوضاد 


يسشوشنيو يلين إتران 


209 


تطفاس فوس إوجوري تتوناسسيت سسزؤززلوان 


لس لا أتذج 3 د .1 ٍ | إر((10) 


كما اهتم الشاعر المزابي أيضا بتوثيق الأحداث الاجتماعية الحاضرة وصور 
الآفات والانحرافات الاجتماعية» بل وحتى الكوارث الطبيعة» وذلك على غرار 
الأناشيد التي وثقت لكارثة فيضان 2008 بهذه الولاية» والتي أدت إلى خسائر مادية 
وبشرية جسيمة جعلت بعض شعراء المنطقة يبدعون قصائد في تصوير الخراب 
الذي حل بالمنطقة» وبأسلوب حكائي أيضا يبدأ بمقدمة يصور فيها استعدادات الأسر 
ليلا للعيد من تجهيز للملابس الجديدة ولبس الحناء للأطفال الصغار والننساء حتى 
اللحظة التي تتحول فيها فرحتهم إلى مأسي إنسانية صباحا: 


القيست كيل فتجتبحنا ع فينححتةق: . ااستحخمالي اسححمنن 
تيور تسكن التتحتتتن . الس لسن 
تجاوتحسوت تقمحيية ايتاك - ٠امستسم‏ كاين ليت م دي 
وينان آين غغشلا فلزواملبتت ب يو ) 


وكانت الألحان مرتبطة في الغالب بأصوات المنشدين أو باستعمال الدف في 
أغلب الأناشيد الملتزمة ولم يسرف المنشدون في منطقة غرداية في استعمال الآلات 
الموسيقية إلا ما ندر وبذلك كان الرهان على إيصال المعنى والكلمة الراقية أكثر من 
التركيز على دور الموسيقى في ذلك. 

ورغم وجود هذا الجانب الملتزم في الأغنية المزابية إلا أن ذلك لا يعدم وجود 
بعض الأغاني التي حادت عن هذا الجانب إلى الاختيار من سفاسف الكلمات 
والألحان مما لا يتلاءم وطبيعة المجتمع» ولكن ذلك لم يكن إلا بالنزر القليل مقارنة 
بالطابع العام. 


200 


ومن خلال جولتنا في هذا الموروث المحلي للأناشيد المزابية لاحظنا أنها تتكئ 
على دواوين أشهر الشعراء بالمنطقة على غرار صالح ترشين وغيره من مبدعي 
الأدب المزابي» كما لاحظنا قلة المهتمين والدارسين لهذا الأدب الأمازيغي المحلي 
وقلة المتخصصين فيه» وعلى ذلك فهو يعاني الإهمال على كافة المستويات جمعا 
ودراسة» وربما حتى إنتاجاء وذلك أدى بالمقابل إلى صعوبة التهميش والتوثيق 
المنهجي الذي يعتمد فيه على السماع والحفظ أو فيديوهات على شبكة اليوتويب. كما 
نلاحظ أيضا الارتباط الوثيق بين هذا الأدب وتصويره للواقع والحياة الاجتماعية بكل 
تفاصيلهاء ونثمن من جانب آخر حرص الشعراء على تنقية اللغة ومحاولة الكتابة 
بلغة مزابية أصيلة» رغم استعمال بعض الكلمات العربية أحياناء إلا نا نلاحظ 
بالمقابل توظيف بعض الكلمات المهجورة في الاستعمال اليومي مما يتطلب في بعض 
الأحيان العودة إلى القواميس المتحركة - بشرية- لشرحها وذلك لقلة القواميس 
الورقية في هذا المجال. 


201 


هوامش الدراسة: 


(). ابن منظور لسان العرب؛ م12»؛ دار صادرء دطء بيروت؛ دتء ص 541. 
©. أحمد أبو حاقة» الالتزام في الشعر العربيء دار العلم للملايين» ط1ء 1979» ص13. 
(0. تراث شعبي. 
)كح -/7 جاع 1لا إمامء. ع دانتأنا0لاء الاللمنا// تملاط!" . 
(. تراث شعبي. 
2108-55 ل0/ 50/11/1١‏ ص7 جاع هل مام . عطانتأنا 0لا /لالناملم/ :ك جا . 
الاك لانا 00/1/١١‏ -/2 طاعاه انا حتامء. ع حالنان هلا /لالهنها | :عمناط/. 
ع8 9ع«موح 2 ءاول مامء.ع انهلا الاللمطم// :كمتاط 8 . 
0ج ات 6»! 27-1 ع اهن نامع . ع حالان 0لا /لالحهمام | :عمخاطا©. 
('). صالح ترشينء أول أنوء دار الكتب» ص16. 
200810 7/3017 عاقلا مامء. ع طانتأنا هلا /لاللمنم/ تمناط!! !. 


202 


دراسة الأنساق المضمرة في الممارسات الثقافية الأمازيغية 
بالجنوب الجزائري 
احتفالات يناير أنموذجا 


أ. حنان عقون 
جامعة الطارف 
.00 © 10101112017 
الملخص: 
تهدف هذه الورقة البحثية إلى بيان أوجه الثقافة المتعددة التي تتجسد كأنساق 
ثقافية مضمرة متخفية تحت أقنعة متنوعة منها قناع العادات والتقاليد التي اخترنا 
منها كموضوع للدراسة والبحث احتفالية يناير عند أمازيغ الجنوب الجزائري من 
خلال استثارة هذا الفعل النسقيء وأهم ما يصبو إليه البحث هو الوقوف على مدى 
تأثير ثقافة الأنا والآخر على التعايش والتواصل الحضاري في إطار الوحدة» ونبذ 
فكرة الهيمنة المركزية وإقصاء ثقافة الهامش. وجاءت النتائج كما يلي: صراع 
الأنساق من أجل الهيمنة المركزية بين النسق الطبيعي لأصالة احتفالية يناير وبين 
النسق السياسي لمظاهر الاحتفال المعاصرةء الكشف عن الأنساق المضمرة يسمح 
بالتعرف على الثقافة كعامل حاسم في تكوين الحضارات ونموها وتطورها ومنه 
كانت مداخلتي موسومة بعنوان: دراسة الأنساق المضمرة في الممارسات الثقافية 
الأمازيغية بالجنوب الجزائري- احتفالات يناير أنموذجا- وبناء على هذه الأهداف 
تم تحقيق المحاور الاتية: 
العادات والتقاليد 
الممارسات الثقافية الأمازيغية 
الأنساق المضمرة في احتفالات يناير 


203 


الكلمات المفتاحية: النقد الثقافي- الأنساق المضمرة-العادات والتقاليد- 
احتفالات يناير. 

مقدمة 

تعتبر الثقافة بما تشتمل عليه من معارف وتجارب وخبرات إبداعية من أهم ما يميز 
الشعوب وتتفرد به شخصيتهاء فثقافة أي مجتمع هي مجمل تراكم الحراك الإبداعي 
والمعرفي وخلاصة التجارب والمكتسبات الحياتية المعبرة عن الخصوصية والتمايز. 
وتعد الثقافة الشعبية جزءا من هذا التحصيل الهائل الذي اكتنزته الثقافة الأم على مدى 
عصورء فهي ذلك الجزء الذي يمثل التفاعل مع الآخر عبر الأجيال وهي تشكل عالما 
رحبا من الدلالات والرموز التي اختزنت داخل الذاكرة الجمعية» لتطفو على السطح 
على شكل سلوكات وأقوال انتقلت من بيئة الى أخرى لتشكل موروثاء سواء ظل على 
هيئته أم تحول إلى دلالات رمزية مبثوثة في أشكال تراثية جديدة أنتجتها المخيلة 
الشعبية» وهذا ما يحاول النقد الثفافي دراسته وتحليله من خلال كشف الأنساق الثقافية 
المضمرة والمتخفية داخل هذا الإبداع الشعبي الذي له نسبة مقبولية جماهيرية واسعة 
فهذه الاستجابة تحركنا نحو البحث في هذا الفعل النسقي ممثلا في احتفالات يناير عند 
امازيغ الجنوب الجزائر أنموذجا ومحاولة رصد أنساقه المضمرة من خلال هذه 
الدراسة التي سنعالج فيها الاشكاليات التالية :ما طبيعة احتفالات يناير بين الأمسس 
واليوم؟ هل يمكن رصد الخلفية الثقافية الحقيقية لهذه الاحتفالات؟ 

ولطرح هذه الدراسة اعتمدت على بعض الخطوات المنهجية كضبط مفاهيم بععصض 
المصطلحات كمصطلح العادات والتقاليد والنقد الثقافي وكذا الأنساق الثقافية: لنقف 
بعدها وقفة تحليلية لمظاهر احتفالات يناير ورصد بعض الأنساق المضمرة التي يمكن 
استنباطها لنختم بجملة من النتائج المتوصل اليها. 


204 


ضبط المفاهيم: 

أولا: العادات و التقاليد 

إن العادات والتقاليد مرتبطة بالسلوك اليومي للإنسان في تفاعله مع نفسه أو مع 
الآخر ولها قدسيتها المستقاة من الجانب الاعتقادي عند الناس. 

فالعادة الشعبية سلوك جمعيء عامء متكررء يمارسه مجتمع ما في منطقة ما 
أو أكثرء جماعات أو أفراد لحاجة ما أمنية أو صحية أو تربوية أو ترفيهية(...) 
أما التقليد فتكون بدايته غالبا بعمل مبتكرء وفكرة مبتكرة من أحد الأذكياء من 
قضاة شعبيين أو حرفيين أو فنانين...فتنال الفكرة الجديدة والعمل الجديد استحسانا 
من المهتمين بهاء فيتبعونها فتصير تقليدا متبعاء وعرفا شائعاء له حكم القانون. 

إن هذا التلقي المجسد كسلوك فردي وجماعي في آن واحد يجعل من العادات 
والتقاليد الوعاء الذي يحتضن كثيرا من المعارف والمعتقدات» والفنون» وأشكال 
الأدب الشعبي» واتصاله بالجانب المادي لهذا التراث يتجسد من خلال جملة من 
الممارسات التي تصاحبها.وكثيرا ما نجد العادة منعكسا لمعتقفد شعبي ونظرا 
للترابط الملموس بين العادة والمعتقد جعلت بعض المصنفين يجمعون العادات 
والتقاليد مع المعتقدات الشعبية في قسم واحد في تصنيفاتهم !') 

إن هذا الترابط بين العادات والتقاليد وبين المعتقدات الشعبية أضفت عليها قدسية 
جعلت الأفراد يخضعون لها دون وعي أو مساءلة عن سببها أو الغاية منها حيث 
يرى طلال حرب أنهم يمارسونها «من غير أن يعلموا حقيقة الأسباب التاريخية 
التي دفعت إليها"!2) .ويقسم عبد الحميد بورايو العادات والتقاليد إلى ما يلي: 

1حدورة الحياة (الميلاد والختان» الزواجء الوفاة» ) 

2-الأعياد والمناسبات المرتبطة بدورة العام (الأعياد الدينية» الأعياد الوطنية 
احتفالات المناسبات الزراعية...) 

3-المعاملات الاجتماعية بين أفراد الجماعة (الاستقبال» التوديعء الضيافة 
علاقة الصغير بالكبيرعلاقة الغني بالفقيرء علاقة الذكر بالأنثى...) !*) 


205 


إن هذه العادات والتقاليد محفوظة في الذاكرة الجمعية والامتثال لها عن طريق 
الممارسة دليل على وحدة المجتمع وارتباط أفراده فيما بينهم ودليل على تشبثهم 

يقول محمد سعيدي: «إن المعتقدات والخرافات الشعبية منفذ من المنافذ 
الأساسية لدراسة عقلية الشعوب ومدخلا مهما من أجل اقتحام فضاءاتها العقائدية 
والفكرية وممارساتها الباطنية المختفية منها والظاهرة الجلية فهي تترجم أيضا 
مستويات التفكير الشعبي وحركية داخل فضاءات مادية وروحية خاصة"47) . 

إن هذا الطرح لمحمد سعيدي يتفق مع ما يذهب إليه "عبد الله محمد الغذامي" 
الذي يرى في هذه الفضاءات الشعبية مجالا للتعمق في ثقافة المجتمع من خلال 
استنباط واستقراء مستويات تفكيره بكشف أنساقه الثقافية المضمرة التي هي مجال 
بحث النقد الثقافي فما هو النقد الثقافي؟ وماهي الأنساق الثقافية؟ 

ثانيا: النقد الثقافي: 

النقد الثقافي نشاط فكري يتخذ من الثقافة على اختلاف أبعادها موضوعا لدرسه 
وبحثه» فهو نشاط يتفاعل مع المفاهيم والنظريات في قراءة الففون والنحصوص 
واستنطاقها ثقافياء من أجل قراءة الأفكار و الأنساق والاتجاهات بغية التعمق في 
الثقافة وفعلها ويعد 'فنسنت ليتش" أول من استعمل مصطاح النقد الثقافي وأراد الاشارة 
الى نوع من النقد يتجاوز البنيوية وما بعدها والحداثة وما بنعدها الى نقد يس تخدم 
السوسيولوجيا والتاريخ والسياسة والمؤسساتية دون أن يتخلى عن مناهج النقد الأقبجي 


وأهم ما يقوم عليه هذا الأدب الجمالي الرسمي إلى تناول الإنتاج الثقافي أيا كان نوعه 
5 


5 


ومستواه 

فالنقد الثقافي إذن من وجهة نظر" ليتش "هو الذي يدرس الأدب الفني الجمالي كما 
يدرسه النقد الأدبي ليتجاوزه إلى اعتبار النتصوص ظاهرة ثقافية؛ بمعفى ربط الأدب 
بسياقه الثقافي. 


206 





لقد صار النقد من منظور النقد الثقافي مشروعا في كشف الأنساق وفضح العيوب 
الثقافية وتسمية الخلل باسمه ومنحه اسما لم يكن له» ولم يعد النقد بحثا في الجميل 
البلاغيء وإنما هو بحث فيما تحت القناع الجمالي !7 . 

يتضح لنا من خلال هذه الاشارة لماهية النقد الثقافي أنه قد جاء ليبين العيوب 
من خلال الغوص في ثقافة المبدع وكشف ما يضمره من أنساق يقوم بتمريرها عن 
طريق أقنعة الإبداع المختلفة» في المقابل نجد حفناوي بعلي يرى بأن النقد الثقافي 
لا يدور حول الفن والإبداع فحسب وإنما حول دور الثقافة في نظام الأشياء بين 
الجوانب الجمالية والأنثروبولوجيا (الإنسانية)بوص فه دورا يتمايز في أهميته 
وخطورته ليس بما يكتشف عنه من الجوانب السياسية والاجتماعية فقط بل لأنه 
يشكل كذلك النظم و الأنساق والقيم والرموز والعلامات ويصوغ وعينا بها 
وإدراكها!") 

فمن خلال النقد الثقافي يهتدي الناقد الى القرائن الثقافية التي يمكن التوصل من 
خلالها الى تفسير كثير من الاشكالات والظواهر في الأدب وتاريخه ونقده» وعليه 
يتغير كثير من المفاهيم القارة والثابتة (...) لذا ظهر الاهتمام بأدب الأقليات 
المهمشة والطبقات المقصية عن المركز ونشطت الدراسات النسائية والنقد 
النسائي(...)وقام النقد الثقافي بمعالجة هذه القضايا من خلال توظيف خطاب بإمكان 
كل أمة أن تعيد قراءة تراثها وحاضرها!؟) 

إذن فالنقد الثقافي من خلال هذا الضرح عبارة عن مقاربة متعددة 
الاختصاصات تنبني على التاريخ وتستكشف الأنساق والأنظمة الثقافية وتجعل 
النص أو الخطاب وسيلة أو أداة لفهم المكونات الثقافية المضمرة في اللاوعي 
اللغوي والأدبي والجمالي من خلال إعادة الإنتاج. 

ثالثا: مفهوم النسق في النقد الثقافي 

يقول عبد الله الغذامي: 'لقد أدى النقد الأدبي دورا مهما في الوقوف على 


207 





ولكن النقد الأدبي(...)أوقع نفسه وأوقعنا في حالة من العمى وظلت العيوب النسقية 
تتنامى متوسلة بالجمالي الشعري والبلاغي حتى صارت نموذجا سلوكيا يتحكم فينا 
نا و00 

يطرح الغذامي مفهوم "النسق" كمفهوم مركزي في مشروعه النقدي فيما يلي: 

1-يتحدد النسق عبر وظيفته»ء وليس عبر وجوده المجردء والوظيفة النسقية لا 
تحدت الأافى وضع فكدك ومفية؛ من خلال تعارض نسقين أو نظامين أحدهما 
ظاهر والآخر مضمر. 

2-النسق من حيث هو دلالة مضمرة فإن هذه الدلالة ليست مصنوعة من مؤلف 
ولكنها منكتبة ومنغرسة في الخطابء. مؤلفتها الثقافة. 

3-النسق ذو طبيعة سرديةء» يتحرك في حبكة متقنة لذا فهو خفي مضمر وقادر 
على الاختفاء دائما يستخدم أقنعة كثيرة. 

4-الأنساق الثقافية أنساق تاريخية أزلية راسخة ولها الغلبة دائما وعلامتها هي 
اندفاع الجمهور إلى استهلاك المنتوج الثقافي المنطوي على هذا النوع من 
الأنسناة 0/97 

نستخلص مما سبق أن النسق من وجهة نظر النقد الثقافي وما طرحه الغذامي 
يتلخص فيما يلي: 

أن النسق هو حالة ثقافية يقوم على التضاد ولابد من نسق ظاهر وآخر مضمر 
كما أنه يتضح من خلال الدلالة النسقية التي تكون منغرسة في النصوص وهي من 
إنتاج الثقافة» ويكون ظهور النسق على شكل أقنعة متنوعة وهذه الأنساق هي 
أنساق تاريخية أزلية مبثوثة في اللاشعور الجمعي. 

'فالنسق الثقافي خطر وخطورته تكمن في كونه مضمرا كامناء حيث يمارس 
تأثيره دون رقيب وحينما يأتي النقد لكشف هذه الأنساق فإنه بذلك يحرك س كونا 


ذهنيا وبشريا كان مطمئنا ومن ثم راضيا عن نفسه!””) 


208 


هذا الكمون والاختفاء يجعل من كشفه شيئا صعباء خاصة في مظاهر الثقافة 
الشعبية مما يشكل نوعا من الحساسية في معالجة هذه المظاهر من خلال الكشف 
عن أنساقها المضمرة بحكم أن منتجها الشعب وهو نفسه حاضنهاء وهي بمثابة 
الهوية القومية لمنتجي هذه الثقافة الشعبية. 

الأصول التاريخية والأسطورية لاحتفالية يناير في الجنوب الجزائري: 

يرتبط إحياء طقوس يناير بمجموعة من الأساطير التي يرويها سكان الصحراء 
وأشهرها على الإطلاق أسطورة القائد 'ششناق" قاهر الفراعنة الذي حكمت أسرته 
مصر لمدة قرنين»ء وتختلف الروايات اختلافا كبيرا في أصل 'ششناق" وكيفية 
استيلائه على بلد الفراعنة فبعضها يروي أنه من بني سوس وأنه صد هجوما قرب 
مدينة تلمسان غرب الجزائر قام به الفراعنة للسيطرة على بلاد الأمازيغ» وهزمهم 
شر هزيمة وطاردهم حتى بلادهم واستولى عليها ونصب نفسه فرعونا لمصر وما 
جاورهاء وتم الاحتفال بهذا النصر العظيم واختياره ليكون بداية التفويم الأمازيغي 
تقديرا لهذا القائد» في حين تذهب بعض الروايات الى أن 'ششناق" ينحدر من قبيلة 
أمازيغية ليبية وكان عادلا متسامحا لدرجة أن المصريين التجأوا إليه ليخلصهم من 
ظلم الفرعون ونصبوه ملكا عليهم. 

فيما تذهب رواية ثالثة الى أن 'ششناق" كان قائدا عسكريا في جيش الفرعون 
سمحت له الفوضى والاضطرابات التي عانت منها مصر أن يسيطر على مقاليد 
الحكم ونصب نفسه ملكا عليها /52) 

أسطورة يوم العجوزة: 

بالإضافة الى حادثة البطل الأمازيغي 'ششناق" يروي الأمازيغ أسطورة يوم 
العجوزة التي استهانت بقوى الطبيعة» واغترت بنفسها ونسبت صمودها ضد الشتاء 
القاسي إلى قوتها ولم تشكر السماء وشتمت يناير قائلة 'لقد مرت أيامك كأنها الربيع 
وها أنت ستغادر ليحل فورار" شهر فيفري "الذي لن يصيبني فيه البرد ولن تعرقلني 
الثلوج"' غضب يناير كثيرا وطلب من فورار 'فبراير" إعارته يوما وليلة كي ينتقم من 


209 


العجوز التي شتمته فلبى فورار رغبته وتنازل له عن يومين من عمره.ء خرجت 
العجوز إلى حقلها ومعها غنمها وهي مطمئنة بأن يناير قد رحل» وهنا استدعى 
يناير البرد والثلوج والرياح» لتلقى العجوز حتفها مع قطيعها/*7) 

الأنساق الثقافية في احتفالات يناير عند أمازيغ الجنوب: 

يحتفل سكان الصحراء وخاصة العنصر الأمازيغي 'يناير'أو'ينار'أو"أسقاس"'... 
وغيرها من التسميات التي تختلف باختلاف اللهجات» ويتم إحياء هذه المناسبة في 
جو طقوسي مليء بالعادات والتقاليد التي لا تزال راسخة في وجه النسيان»ء والتي 
سنحاول عرض أهم مظاهرها ودلالاتها الرمزية والكشف عن أنساقها الثقافية 
المضمرة فيما يلي: 

أهم مظاهر احتفالات يناير ودلالاتها الرمزية: 

تعد مناسبة الاحتفال بيناير "السنة الفلاحية" مجالا خصبا للمخيال الشعبي 
الأمازيغي لاستحضار ممارسات طقوسية تم توارثها جيلا بعد جيل» وفي هذه 
المناسبة الثقافية الأمازيغية السعيدة يبتهج فيها البيت الأمازيغي بإقامة طقوس تحمل 
طابع التقديس. حيث يتم في هذا اليوم ما يلي: 

-تغيير حجارة الموقد بأخرى جديدة» ودفن رماد المواقد القديمة وهذا يندرج 
ضمن مفهوم الخصوبة الواسع الذي يحمل رمز التجديد وإعادة الحياة» ويمكن إدراج 
هذه الممارسة أيضا كعلامة على التوبة والتواضع ففي رمزية الرماد في الثقافات 
الأخرى كالمسيحية والهندوسية يرمز للتواضع والتوبة» وفي التوراة تعبر كلمة تدثر 
بالرماد عن الحزن» وأيضا عن حالة المذنب والتائب !2*4 . وهذه الرمزية يمكن 
ربطها بحادثة العجوزة كدلالة للتوبة من ذنب العجوزة والتواضع لقوى الطبيعة. 

- تحضير وجبات من مكونات وخيرات الطبيعة تقام على ما يتم ذبحه لهذه 
المناسبة وغالبا ما يتم ذبح ديك لونه أسود» وسط حقل زراعيء وتكون هذه تقدمة 
من كل بيت فالديك عن كل رجل والدجاجة عن كل امرأ ة» وهذه ممارسة لإبعاد 
الشر وجلب الخيرء وجاء أيضا في رمزية هذا الحيوان ما أورده فيليب سيرنج أن 


300 


الديك كان على الدوام طائرا شمسياء رمز الكوكب والنور المتولد»ء والديك يصيح 
قبل شروق الشمسء» وبذلك فهو رمز الحيوية» وصياحه علامة تشتت الأشباح 
الطائفة أثناء الليل (175'»؛ وقد وجدت صورة الديك منقوشة الى جانب "ميركور 'اله 
التجارة لأنه يدعو البشر إلى العملء ويضيف" في اللغة الحديثة» ما يزال الديك 
رمز الرجولة"97*' فهذا الحيوان وبما يحمله من رمزية له مكانته القارة في هذه 
الاحتفالات. 

-إعداد الحلويات التي هي أيضا من نتاج الطبيعة كالرفيس والطمينة وغيرها 
والتي تحمل بدورها رمزية الاحتفال وكذا الارتباط بالأرض» والأرض تحمل دلالة 
الاصل والعطاء 

والخير»ء ووفق معتقد شعبي سائد أنه من يحتفل بيناير يبعد عن نفسه الحسد 
وأذى الدهر وأيضا من يشبع يوم احتفال يناير من أكل خيرات ما يقدم سيظل كذلك 
طيلة العام. 

-يتم أيضا عشية السنة الأمازيغية الجديدة إعداد الطبق التقليدي "أمنسي انيناير" 
المتمثل في طبق الكسكسي المرفق بأنواع اللحوم والخضرء يتم استهلاكه جماعيا في 
صحن واحد 'قصعة من الطين أو الخشب «اعتقادا منهم أنها فرصة سانحة للجميع 
في أن يتصالحوا ويتركوا النزاعات جانباء والملاحظ في هذه المناسبة أن جل 
الأطعمة التي يتم تحضيرها مكونها الأساسي هو القمح الذي يعتبر عند بعض 
الشعوب علامة الرخاءء حيث وفي أعياد الميلاد» يأكلون أطباقا وطنية معدة من 
القمح» وحلوى موضوع عليها سكر مع قمح 7“ فالقمح من بين أنواع الحبوب 
الأخرى له مكانة مقدسة في جميع الحضارات الإنسانية» ففي القرآن الكريم ذكر 
القمح بلفظه أو بلفظ الحب في عديد المواضع من الذكر الحكيم منها على سبيل الذكر 
لا ل :"الحج5", "الند أ15"-"إلا. م95" 0 : 27-25" "البق 2615" 
الرحمان12". 'يوسف157"17) ويبين مكانته في الميثولوجيا العالمية فيليب سيرنج 
بقوله:" في كل مكانء» كانت السنابل الأولى-بواكير المحصول-تقدم للآلهة ففي 


2301 


آرغوس حيث كانت تزدهر عبادة هيرا كانت سنابل القمح تسمى (زهور هيرا) ولكن 
السنابل كرست بصورة خاصة لديمتير فقط ربة الأرض والخصب"77*)وفي 
احتفالات يناير يتم تعليق حزمة من سنابل القمح(أول المحصول)على أبواب المنازل 
كتعويذة جالبة للحظ مرتبطة بالطقوس الزراعية كاعتقاد أن " في السنبلة الالهية 
يستقر أكثر وأفضل غذاء طبيعي"207) . 

ويتم أداء رقصات فلكلورية كالرحابة التي تحمل أيضا رمزية الانتماء لالأرض 
والتجذر والتأصل فيها من خلال ضرب ان با ب أغنباتي 
أصيلة تحمل معانيها أدعية حتى يكون العام الجديد عام خير وبركة 17 

-كما ترتدي في هذا اليوم النسوة أجمل الثياب المصحوبة بالحلي التقليدية التي 
تحمل رموزا تعكس ثقافة حاملهاء فالحلي تصلح كعلامة على الهوية قادرة على 
الترميز لأصل ومكانة الفرد الذي يحملهاء فبالإضافة إلى وظيفتها النفعية التجميلية 
لها وظائف اجتماعية رمزية سحرية و دلالة على الهوية» فهي تحكي أساطير 
الماضي وتقاليد حضارة عتيقة» مستوحاة من الميثولوجيا والأساطير القديمة بأشكالها 
الهندسية وألوانها التي تحمل مدلولات متجذرة في الفكر الانساني» كرمزية الككف 
والعين التي ترتديها المرأة كحلية ومعروفة بالخمسة في الوسط الشعبيء 
تستعمل ضد الحسدء فالاعتقاد بالحسد والعين الساحرة آمنت به معظم الشعوب منذ 
القديم الى يومنا هذا. فالشعوب البدائية مرورا بالسومريين والإغريق والفينيقيين 
جميعا آمنوا بالعين الشريرة وكذلك اليهود والعرب والأوروبيون» فرمز الكف كان 
ضد شر العين واللسان في العهد الروماني وكان له عمل سحري عند الأوروبي 
(2*)فقد عرف الكف تحت أسماء متعددة 'يد الرب" و 'يد الإله بعل" في المسلات 
الفينيقية و القرطاجية و 'يد مريم 'عند الأوروبيين و 'كف فاطمة" في الشمال 
الافريقي وبلاد المغرب وعرف ب كف عائشة "أيضا !27 » فالخمسة لها مدلول 
سحري في المفهوم الشعبي حيث يقال 'خمسة وخميسة في عين العدو 'أي اليد 
والأصابع في وجه الأشرار الخمسة كانت علامة شؤم عند الشعوب الشرقية ويقال 


302 


أنه في اليوم الخامس من أحد الأشهر القمرية أخرج الله آدم من الجنة» وأصيب فيه 
قوم النبي يونس» ورمي فيه النبي يوسف في الجب|2*7)) أما اسلاميا فالرقم خمسة 
'مبارك وعظيم" لأن أصول الدين الاسلامي خمسة والصلوات اليومية خمسة. بينما 
ما يلاحظ في الحلي التقليدية التي ترتديها المرأة الأمازيغية أن صورة الكف ترافقه 
العين وهذا دليل على أنها أداة لصد الحسد الذي ترمز له العين التي تتوسط الكف. 

أما عن الأشكال الهندسية التي تزين الحلي فهي قديمة العهد عرفت في 
الحضارات السابقة واستعملت في الزخارف الاسلامية» وهذه النزعة نحو التجريد 
وصياغة المظاهر الطبيعية في أسلوب هندسي من الصفات الأساسية التي تميز 
شعوب البادية بشكل عام 2”7) ومن أهم الأشكال والوحدات الهندسية المستعملة كانت 
الدوائر المتماسة والمتداخلة والمتجاورة والخطوط على أنواعهاء والمثلث والمربع. 

الأنساق الثقافية المضمرة: 

أ-النسق الأسطوري: 

إن الاحتفال بيناير يجسد لنا ثقافة شعب ممتد على طول شمال افريقيا لثقافة 
ضاربة في أعماق التاريخ ليتم إحياؤه بجملة من الطقوس ذات طابع احتفالي مرتبط 
بحدث تاريخي وأسطوريء إلا أننا وبالنظر إلى هذه الطقوس والممارسات التي 
تؤدى ليلة 12 يناير نجدها طقوسا مرتبطة بالجانب الميثولوجي» فهي نوع من 
الطقوس الدورية الكبرى التي ترتبط بأساطير التكوين» فالطقس هنا هو إعادة إحياء 
للأسطورة: التي تحولت إلى سلوك يستهدف استعادة الزمن الميثولوجي البدئي؛ هذا 
معناه أننا لم نعد نعيش في الزمن التاريخيء بل في الزمن الأول الأصل إنه زنمن 
الأسطورة. القوي و القدسي فالأساطير تكشف لنا أن العالم والإنسان والحياة لهم 
جميعا أصل وتاريخ خارقان» و أن هذا التاريخ دال» ثمين ومثالي 767) وبالعودة 
إلى الطقوس الممارسة أثناء احتفالات يناير نجد ما يجسد النسق الأسطوري بجانبه 
الاعتقادي بصورة جلية من خلال الممارسات التالية: 


303 





1-ذبح الذبيحة في الحقول الزراعية رمزية لتقديم القرابين عن طريق الدم 
المسال» كقربان لقوى الطبيعة استرضاء لهاء وهي من الطقوس المرتبطة بأساطير 
الخصب بهدف استعادة دورة الحياة وإحياء الطبيعة النباتية والانبعاثن بعد انقضاء 
الشتاء» ودفع دورة الفصول التي لا غنى عنها للحياة الزراعية. 

2-ما يقوم به المحتفلون من طقوس لا تتخذ صفة العبادة لقوى الطبيعة وإنما 
المشاركة مع هذه القوى من أجل مساعدتها على الانبعاث من جديدء حيث أن ربات 
البيودت تحرصن على استبدال الأواني القديمة بأخرى جديدة» وأيضا تغيير حجارة 
الموقد القديمة بأخرى جديدة مصبوغة باللون الأخضر المستخلص من فرك الحجارة 
البيضاء بقليل من العشب الأخضرء ومن هنا نستنبط هذا النسق الأسطوري الذي 
يتمسك به البربر لأنه متجذر في الذاكرة الشعبية الجمعية المشتركة. 

ب -نسق الأنا والآخر: 

إن حادثة انتصار القائد ششناق جانبت التاريخ لتدخل في حيز الأسطورةء لأنها 
حادثة ارتبطت بالزمن الغابر» زمن البدايات الأولى» وهي تروي كيف تشكل 
الأمازيغ» أين اكتشفوا هويتهم في مقابل الآخر والآخر هنا هم الفراعنةء لذا يتم 
استدعاء هذا الحدث كحدث أسطوري ارتدادي على عكس الحدث التاريخيء وهنا 
يظهر نسق الأنا والآخر أو كما ذهب إليه نادر كاظم تمثيلات الآخر. فالآخر يتغير 
بتغير الأجيال» ولكن يبقى الهدف واحدا ألا وهو البحث عن الأنا ونثبيت الهوية 
ففي الزمن الأسطوري الأول للحدث التاريخي انتصر الأمازيغ على الفراعنة 
ولفظة الفرعون تتضمن عدة دلالات تحيل على القوة العظمى والجبروت» والسلطة 
ليكسروا كل هذه الحواجز ويثبتوا تفوقهم ويضمنوا تميزهمء» وهم يلجؤون إلى هذا 
الزمن الأول لاستعادته وعيشه من خلال الطقس الدوري لأن الزمن المقدس كما 
أشرنا سالفا ليس زمنا خطيا يمتد من الماضي إلى الحاضرء بل هو زمن ارتدادي 
يمكن استرجاعه والدخول فيهء إن نسق الأنا والآخر فكرة نمتها و غذتها السياسة 
الاستعمارية الفرنسية فور وصولها لأرض الجزائرء فقد عملوا على خلق هذا 


2304 





التضاد من خلال ترويج الفكرة البربرية والدعوة إلى خلق كيان بربري مفصول عن 
باقي جسم الشعب الجزائري» وقد تم تتويج هذه الفكرة على الصعيد السياسي بظهور 
ما يسمى ب"الظهير البربري'سنة277,1914» وقد تم ذلك من خلال خلق جو ثقافي 
مناسب في الجزائر منذ بداية الاحتلال لتكريس ثقافة الآخر المتمشة في العنصر 
العربي الوافد على العنصر البربري الساكن الأصلي. وذلك من خلال رصد 
الاختلافات في العادات والتقاليد والذهنية لكلا الجانبين(البربري والعربي),!28). 

ج-نسق الحياة والموت: 

من خلال احتفالات يناير يتم الدخول في هذا الزمن المقدس من أجل الاستعانة 
بقوة الأصول لتجديد الحاضر وبعث الحياة في المستقبل» وهنا يتبدى نسق الحياة في 
مقابل نسق الموت» نسق الموت الذي يمثله انقضاء السنة الماضية بما تحمله من 
آلام وأمال» ونسق الحياة يتم من خلال مشاركة قوى الطبيعة في إعادة صنع عالمهم 
وهويتهم واستحضارها من أعماق التاريخ ممثلة في إعادة الحياة لسنة جديدة. 

د-النسق الطبيعي: 

إن احتفالات يناير بشقها التاريخي والأسطوري تحيل إلى التكوين الأول للأمازيغ 
المرتبط بالخصب الدوري للأرض وانبعاث الفصول من جديد. فالأرض كرمز 
للعطاء والخصوبة» وهي الأم الحاضنة» ومنها تولد كل الخيرات التي تسمح لساكنة 
هذه الأراضي ؛أي الفلاحين بالتجدد معها مع كل انبعاث» لذا نجد أن الأرض لها 
المساحة الواسعة من هذه الاحتفالات التي تقام في ينايرء إضافة إلى رمزية الغذاء 
المقدم اثناء هذه الاحتفالات وارتباطه بالطبيعة» وهذا النسق الطبيعي المرتبط 
بعناصر الطبيعة هو النسق المركزي في مقابل نسق هامشي سياسي يصارع النسق 


المركزي من أجل الهيمنة. 
ه-النسق السياسي: 


إن النسق السياسي يتبدى من خلال ثقافة الاختلاف والمغايرة التي كانت بداياتها 
مع محاولات الاستعمار الغاشم الذي حاول غرس هذه الثقافة في أواسط الشعب 


2305 








الجزائري وصولا إلى بعض الحركات المناوئة لوحدة الشعب الجزائري التي اتخذدت 
من هذه الاحتفالاات فرصة لتمرير ايديولوجية وثقافة الآخر في مقابل الأنا. 

و-نسق الاختلاف والمغايرة: 

إن نسق الاختلاف والمغايرة يظهر في محاولة تغليب النسق التاريخي على 
الاسطوري لاحتفالات يناير من خلال التركيز على حادثة القائد 'ششناق" وانتصاره 
على الفرعون والتي في كتير من كتب التاريخ لا يتم ذكرها كحدث تاريخي واقعي 

هذه الثقافة التي تحاول التسلل داخل جسد الشعب الجزائري لها دوافع هو البحث 
عن أرضية تاريخية لحضارة الأمازيغ» فالأمازيغ وأصلهم ضارب في الزمن الغابر 
للحضارات الانسانية» لكنهم لم يمتلكوا حضارة تحاكي الحضارات الأخرى لعل 
السبب في ذلك راجع إلى طبيعة المجتمع الأمازيغي القائم على القبلية والحل 
والترحال» فهم أهل بداوة يمتازون بالتنقل» والحضارة تنبني داخل المجتمعات 
القارة»ء هذا من جهة ومن جهة أخرى افتقارهم للغة مكتوبة اققدهم حق التواجد 
ضمن جملة الحضارات التي شهدتها البشرية» لأن اللغة هي وعاء الفكقر ووسيلة 
نقله عبر الأجيال» ونسق الاختلاف والمغايرة يظهر أيضا في اعتماد تأريخ مخالف 
لما ارتضاه المجتمع ألا و هو السنة الأمازيغية بالموازاة مع التأريخ الميلادي و 
الهجريء كما يتجلى هذا النسق أيضا في رفع راية الأمازيغ التي تحمل رمز الحرية 
أثناء الاحتفالات والتظاهرات المختلفة» فالراية من مقومات الهوية الوطنية ومخالفتها 
يعتبر انتهاكا للوطن كل هذه الممارسات التي تسعى لتمرير ثقافات مختلفة تحت أقنعة 
احتفالية التي هي في أصلها ذات طابع اجتماعي»ء طبيعي» شعوبي نابع من وعي 
جمعي بانتماء الانسان للأرض وضرورة تكريمها وخدمتها فهي بمثابة الأم الحاضنة» 
وبالرغم من محاولات تغليب نسق الأنا والآخرء نسق الاختلاف والمغايرة إلا أن 
النسق الطبيعي هو النسق المركزي لهذه الاحتفالات. 


306 





5 


خاتمه: 

اكتسبت الثقافة في الآونة الأخيرة أهمية خاصة» حيث بدأت الحكومات تنظفر 
إليها بوصفها سببا في الصراعات الدائرة بين الشعوبء؛ وبدً الاهتمام بها 
وبدراستها يزداد على نحو واضح ويخرج بها عن نطاقها التقليدي إلى نطاقات 
أخرى أرحب وأكثر اتساعا حيث طرحت اسئلة حول كيفية تغيير ثقافات الشعوب 
وإمكانية حدوث ذلك من الأساس وماهي علاقتها بالصراعات السياسية في العالم؛ 
والنقد الثقافي يعد مدخلا مناسبا لفهم النصوص على اختلاف أنواعها بشكل ثقافي» 
لأن كشف الأنساق المضمرة يمكن من الوقوف على الخلفيات الثقافية الحقيقية 
لبعض مظاهر الثقافة الممارسة. 

-كاحتفالات يناير التي تجسد نسق أسطوري نابع من معتقد أمازيغي ممرر من 
خلال جملة الطقوس الدورية الممارسة المرتبطة بأساطير الخصوبة. 

- أيضا تمرر نسق اجتماعي متمثل في وحدة العنصر البربري»ء من خلال 
الحادثة التاريخية للقائد ششناق الذي ومن خلال اختلاف الروايات حول 
أصله(جزائري-ليبي-مصري) فهو يجسد انتماءه لشمال افريقيا ككل» فمن خلال 
هذه الحادثة يصبح أمازيغ شمال افريقيا كأمة واحدة تشترك في التاريخ والأرض 
وهذا ما يجسد هذه الوحدة. 

-احتفالات يناير في أصلها احتفالية بالأرض المعطاء التي منها وجد الانسان 
واليها يرد لذا على الانسان تكريمها وخدمتها. 

-احتفالات يناير يمكن استغلالها لتمرير ثقافة الهوية من خلال نسق الأنا 
والآخر وهذا التضاد هو ما يتم استغلاله لزعزعة وحدة الشعوب من طرف بعمض 
الأطراف. 

-الكشف عن الأنساق المضمرة يسمح بالتعرف على الثقافة كعامل حاسم في 
تكوين الحضارات ونموها وتطورها وكمكون أصيل للشعوب. 


307 


قائمة المصادر والمراجع: 

1. القرآن الكريم. 

2 أكرم قانصو: التصوير الشعبي العربي. عالم المعرفة» المجلس الوطني للثقافة 
والفنون والآداب الكويت. 1995 . 

3. | براهيم خليل: في النقد والنقد الألسني أمانة عمان الكبرى» دطء 2002. 

4. حفناوي بعلي: مدخل في نظرية النقد الثقافي المفارن» منشورات الاختلاف» 
الجزائرء ط1 2007. 

5. عبد الله محمد الغذامي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية. المركز الثقافي 
العربي» المملكة المغربية» الدار البيضاءء ط 3 2005. 

6. عقون حنان» الموروث المادي ودلالته في المخيلة الشعبية-مادور أنموذجا- 
مذكرة لاستكمال متطلبات الماسترء جامعة الطارف» كلية الآداب واللغات» قسم اللغة 
العربيةء» 2014. 

7 عبد الحميد بورايو: الأدب الشعبي الجزائري» دراسة للأشكال الأداء في الففون 
التعبيرية الشعبية في الجزائرء دار القصبة للنشرء الجزائر. 

8. طلال حرب: أولية النص» نظرات في النقد والقصة والاسطورة والادب الشعبي» 
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع»ء ط1ء بيروتء. لبنان» 1999. 

9. فيليب سيرنج : الرموز في الفن -الاديان- الحياة: تر: عبد الهادي عباسء دار 
دمشق» سورية دمشق. 

0 مبروك بطقوقة». 'يناير الأمازيغ طقوس وأساطير". السفير 
العربي2313016.355311.6017.21/01/2015 

1. محمود مفلح: البحث الميداني في التراث الشعبي(عرض-مصطلحات-توثيق- 
مقترحات-آفاق)» منشورات وزارة الثقافة» مديرية التراث الشعبي» دمشقء؛ 2009. 

2. محمد سعيدي: من أجل تحديد الإطار المعرفي والاجتماعي للمعتقدات 
والخرافات الشعبية ظاهرة زيارة الأولياء والأضرحة أنموذجاء مطبوعات الأبحاث في 
الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية الجزائرية الشعبية» 1995. 


308 


3. ندر كاظم تمثيلات الآخر صورة السودء في المتخيل العربي الوسيطء 
المؤسسة الوطنية العربية للدراسات والنشر بيروت» لبنان»ء ط1 2004. 

4. ناهضة ستار عبيد: أثر الأنساق الثقافية في تشكيل الخطاب السردي الصوفيء» 
مجلة القادسية للعلوم الإنسانية» مج11: عدد4 2008. 

5. كاظم ادار: تمثيلات الآخرء السود في المتخيل العربي الوسيطء ص9. 

6. يسمينه شرابي: الموروث الثقافي في أدب الرحلة الجزائري" نماذج من 
رحلات القرن العشرين «» مذكرة لنيل درجة الماجستير في اللغة والأدب العربي- 
تخصص دراسات أدبية ولغوية»ء جامعة أكلي محمد أولحاج البويرة-الجزائر-2012- 
23. 


2309 


هوامش الدراسة: 


(أ) ينظر: محمود مفلح: البحث الميداني في التراث الشعبي (عرض-مصطلحات- توثيق - 
مقترحات-آفاق)» منشورات وزارة الثقافة» مديرية التتراث الشعبيء» دمشقء 22009 
ص 75 

ينظر: المرجع نفسهء ص 79 

9 حينظرء طلال حرب: أولية النص» نظرات في النقد والقصة والاسطورة والادب الشعبيء 
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع» ط1ء بيروتء لبنان» ٠1999‏ ص80 

#) -يسمينة شرابي: الموروث الثقافي في أدب الرحلة الجزائري" نماذج من رحلات القرن 
العشرين «» مذكرة لنيل درجة الماجستير في اللغة والأدب العربي-تخصص دراسات أدبية 
ولغوية» جامعة أكلي محمد أولحاج -البويرة-الجزائر-2013-2012:٠‏ ص16 

() -محمد سعيدي: من أجل تحديد الإطار المعرفي والاجتماعي للمعتقدات والخرافات الشعبية 
ظاهرة زيارة الأولياء والأضرحة أنموذجاء مطبوعات الأبحاث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية 
والثقافية الجزائرية الشعبية. 19915» ص7-6. 

) حينظرء ١‏ براهيم خليل: في النقد والنقد الألسني أمانة عمان الكبرىء دطهء 22002 
ص126. 

7 نادر كاظم تمثيلات الآخر صورة السودء في المتخيل العربي الوسيطء المؤسسة الوطنية 
العربية للدراسات والنشر بيروت»: لبنان»ء ط1 22004 ص9 

)ا ينظر حفناوي بعلي: مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن» منشورات الاختلاف». الجزائرء 
ط]1 2007 ص1]5. 

© ينظر ناهضة ستار عبيد: أثر الأنساق الثقافية في تشكيل الخطاب السردي الصوفء. مجلة 
القادسية للعلوم الإنسانيةء مج11: عدد4 2008 ص168. 

9" ينظر عبد الله محمد الغذامي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية» المركز الثقافي العربيء 
المملكة المغربية» الدار البيضاءء ط 3 2005» ص8-7 

((') ينظرء م.نء ص80: 81: 82: 83 

2') نادر كاظم: تمثيلات الآخرء السود في المتخيل العربي الوسيط» ص9. 

(9) ينظرء مبروك بطقوقة:؛ 'يناير الأمازيغ طقوس وأساطير": السفير 
العربي212016.355311.6017.21/01/2015 

4" المرجع السابق. 


310 





(9) ينظر فيليب سيرنج: الرموز في الفن -الاديان- الحياة: تر: عبد الهادي عباسء دار دمشق» 
سوريةء دمشق ط1ء 1992» صء 348. 

0!) ينظر: المرجع نفسهء ص 185-184 

7 القرآن الكريم 

(') المرجع نفسهء ص 186 

9') ينظر المرجع نفسه» ص 348 

0 فيليب سيرنج: الرموز في الفن -الاديان-الحياه ص311 

(7) ينظر: عقون حنان» الموروث المادي ودلالته في المخيلة الشعبية-مادور أنموذجا- مذكرة 
لاستكمال متطلبات الماسترء جامعة الطارفء. كلية الآداب واللغات» قسم اللغة العربية» 
4:؛: ص 71-70-69 

2 أكرم قانصو: التصوير الشعبي العربي» عالم المعرفة» المجلس الوطني للثقافة والففون 
والآداب» الكويت. 1995 ص89. 

23) 


)24( 


مءنء ص90 

م.ن»ء ص90 

ام.ن». ص 110 

7 خليل أحمد خليل: المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع» دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع» 
بيروت» لبنان» ط11 849. ص18 

0 عبد الحميد بورايو: الأدب الشعبي الجزائري» دراسة للأشكال الأداء في الففون التعبيرية 
الشعبية في الجزائرء دار القصبة للنشرء الجزائرء 2007» ص10 

(آ©) المرجع نفسه.» ص11. 


311 


أشكال التعبير الأمازيغي بالجنوب الجزائري 
أساطبر الاستسقاء أنموذجا 


أ/ هاجر حمداوي 
جامعة الشاذلى بن جديد الطارف 
17 © 20101301[61596 قط 


الملخص: 

تهدف هذه الورقة البحثية لإبراز أهمية الأدب الأمازيغي كونه مكونا أصيلا من 
مكونات ثقافتنا الوطنية المتسمة بالتنوع والتعددء ولعل أكثر ما يميز هذا الأدب أنه 
ينتسب إلى تراث موغل في القدم وغني بالأشكال التعبيرية والاحتفالية» وقد غلب 
عليه الطابع الشفهي» وبقي يُتوارث جيلا بعد جيل باعتماد المشافهة والسرد 
والؤواية يشكل أنتلاى: إلى أن تطون الزمن وأصبيع الإنمتان يَقيد ما نهو شفهي لياتي 
بذلك عصر التدوين ليحفظ تراث الأمازيغ وهذه الثقافة الممتدة عبر التاريخ. 

وأهم ما يصبو إليه البحث التركيز على الأشكال التعبيرية وقد اخترنا منها 
الأسطورة للوقوف على هذا الجنس الأدبي القديم والذي يعد موروثا أدبيا توارثقاه 
مع الزمن ليكون بذلك مرجع القراء والنقاد والكتاب» والتنبيه على أهمية التوثيق 
لهذا الإبداع لحفظه من الضياع ومنه كانت النتائج كالآتي: الأسطورة شكلا للتعبير 
الشفهي قديما والكتابي في الحاضرء مساهمة الأسطورة في الحفاظ على تراث 
الجنوب الجزائري الضارب في جذور الزمن» ومن خلاله يمكن طرح الإشكال 
الآتي: كيف ساهمت الأسطورة بكونها شكلا تعبيريا في التواصل وإبقاء التماسك 
بين مجتمع الجنوب الجزائري رغم اختلاف اللهجات وتنوعها؟ ومنه كانت مداخلتي 
موسومة بعنوان "الأشكال التعبيرية الأمازيغية بالجنوب الجزائري -أسطورة 
الاستسقاء أنموذجا-”. وذلك لإبراز أهمية الأساطير الأمازيغية كجنس وشكل 


313 


تعبيري في الأدب عامة والأدب الأمازيغي خاصة والتعريف بالموروث الأسطوري 
الأمازيغي بالجنوب الكبيرء وبناء على هذه الأهداف تم تحقيق المحاور الآتية: 

1. تاريخ الأدب الأمازيغي. 

2. أشكال التعبير في الأدب الأمازيغي-الشفهي والكتابي-. 

3. الموروثات في الجنوب الجزائري. 

4. الأسطورة الأمازيغية بالجنوب الكبير. 

5. أساطير الاستسقاء - دراسة تحليلية -. 

تعد الأسطورة مفتاحا يجعل الإنسان يعرف هذا الكون من خلال ظواهر وقضايا 
تجسد الواقع عن طريق الخيال وهذا ما نلاحظه في الأساطير الأمازيغية التي بها 
أصبح الفرد يبحث عن المعرفة وكل ما هو مجهولء فهي عملية إخراج لدوافع 
داخلية في شكل موضوعي. 
مقدمة: 

تميز النص الأسطوري عن غيره وحافظ على استمراريته» نظرا لما خلفه 
القدماء من أغان وأناشيد وحكايات» لكن جلها قد اضمحل مع موت الرواة: إلا أن 
هذه الأخيرة بقيت مستمرة بتعاقب الأجيال» وقد سطت الأسطورة على النفس 
البشرية حتى في كوكب العلم الحديث فهي مازالت تسيطر على العقولء. بل 
واستمرار الناس في الحفاظ عليها من الضياع وذلك من خلال ممارسة بعمض 
الطقوس مثل طقوس الاستسقاء والفلاحة والاستمطارء فهذه الطقوس مازالت 
تمارس في شمال إفريقيا (أمصرء المغربء الجزائرء ليبياء مالي والنيجر) 
وبالأخص الطوارق في الجنوب الجزائري وكان سلاحهم للحفاظ عليها اس تخدام 
الكلمات السحرية بما أن اللغة ذات وجهين: دلالي وسحريء فإن الأسطورة تستعمل 
اللغة السحرية القادرة على الإيحاء بمعان غير مباشرة واستثارة المشاعرء فالطابع 
السحري للميت وأثرها الفعال في توصيل الأفكار المجردة وتثبيت المعتقفدات 
وأكثر الفئات تأثرا واستهدافا هم الشباب» وقد حافظ أمازيغ الصحراء الجزائرية 


314 


وحرصوا أشد الحرص على نضوب الفكر الأسطوري وتفعيله في شتى أنحاء 
الصحراء رغم تراجع الأسطورة عن مواقعها القديمة للحياة الفكرية في المجتمعات 
وقام العلم بالاستيلاء على معظم ميادينها ومع هذا فالأسطورة دراسة للإنسان 
ودراسة الماضي إلى فهم الحاضر واستشراف للمستقبل. 

أولا- هوية الأمازيغ: 

إن تاريخ الأمازيغ تاريخ عريق له جذورء 'ولقد مرت آلاف السنين واجه فيها 
الشعب الأمازيغي تقلبات التاريخ المتميز خاصة بالفتوحات والغزو ومحاولات 
الدمج لهذا الشعب الموزع في هذه البلاد الشاسعة التي تبدأ من غربي مصر إلى 
المحيط الأطلنطي وتمتد إلى أعماق الصحراء في النيجر ومالي7!). فهذا الشعب 
وجد منذ الأزل البعيد ويتواجد الأمازيغ في مختلف بقاع شمال إفريقيا بحيث 'تمثل 
المجموعة القبائلية في الجزائر ومجموعتا آيت زيان والشلوح في المغرب بضعة 
ملايين من الأفراد على عكس الواحات الصحراوية التي تمثل أقاليم واسعة شاسعة 
ولكنها محدودة حيث يتمركز سكان الصحراء والإقليم المزابي والترقي ويتكلمون 
الأمازيغية بلهجات متعددة"27)؛ فالأمازيغ في الجزائر والمغرب يشكون الأقلية 
بالنسبة للقبائل الموجودة في الصحراء الجزائرية بخاصة» فهم يتوزعون فيها فيوجد 
الآلاف من الأفراد الأمازيغ. 

ثانيا- تاريخ الأدب الأمازيغي: 
مفهوم الأذب الأمازيغي: 

تعددت مفاهيم الأدب الأمازيغي لذا لا نستطيع حصر تعريف واحد له نظرا 
لكثرة النظريات والرؤى حوله ولعل أبسط تعريف هو أنه "الجانب الإبداعي للثقافة 
المنطوقة بالأمازيغية وهو أدب قديم يرجع إلى جذور الحضارة الأمازيغية التي 
تعود إلى أزيد من ثلاثين قرنا ومشكل من أجناس أدبية مختلفة إذ يضم إلى جانب 
النثر الحكاية والخرافة والألغاز وغيرها)؛ فهو كغيره من الآداب؛ أدب قديم ظهر 
منذ آلاف السنين ويتشكل من مجموعة من الأشكال لعل أهمها الحكاية 


315 





والقصص...إلخ» وقد كان منطوقا لمدة كبيرة من الزمن إلى أن "دون برموز 
ابتكرها الإنسان الأمازيغي وتعرف تلك الكتابة بتيفيناغ". 

لقد مر هذا الأدب بالعديد من المراحل وصفت بالتهميش وأخذ يتداول عن 
طريق الرواية والمشافهة من جيل إلى جيل إلى أن وصلنا اليوم وانتقل من مرحلة 
المشافهة إلى مرحلة الكتابة لحفظه من الضياع "إن التاريخ العريق الذي قطعه الفن 
والأدب الأمازيغي كان يحمل في طياته الكثير من الأصداء والأهواء والحقائق 
وأشتات الخلق والإبداع الفني التي وسمت الحضارة الأمازيغية عبر العصورء ولا 
شك أن المميزات الأساسية لهذا الأدب كانت في كل عصر تكتسب ملامح جديدة 
تونق لقتسم الكهذافة هيه ودرات حفاكالااء كان حصي هيد أكنيث 
الأذب الأمازيغي حلة من الثراء الجمالي وأضاف للمعنى الكثير 'فالأدب الأمازيغي 
خلال العصور الوسطى كان يحيا حياته الواقعية التي حافظ عبرها على مقوماته 
الكلية وخصائصه النمطية» وقد ظل الأدب الأمازيغي يقاوم من أجل الحياة6) 
وخلال هذا الزمن بدأت الإنتاجات الأدبية «وهي في حد ذاتها تحمل في داخلها سرا 
عميقا يجعل منها بنية تنطوي على نسق متراص متلاحم تنتسب لمظاهر وعي أو 
موقف حضاري تاريخي أو ثقافي أو فكري بوجه عام(. 

ورغم وجود الأجناس الأدبية والأشكال الفنية الأمازيغية إلا أن "مسألة تاريخ 
الأدب الأمازيغي قضية بالغة الأهمية تتعلق بما يعرف بالأجناس الأدبية والمعايير 
الكمية أو الكيفية التي يمكن التميز على أساسها بين ضروب الإبداعات والإنتاجات 
الأدجية لأا يفي 

ومن خلال ما سبق فإن الأدب الأمازيغي عريق لكن لا يمكن تحديد بدايته 
بشكل دقيق. 


316 


ثلثا - أشكال التعبير في الأدب الأمازيغي: 

على مستوى الأدب الأمازيغي يمكن تصنيف الأجناس الأدبية كما يأتي: 

1 -الحكاية: 

تعد الحكاية من أنواع الأدب الأمازيغي «هي ذات طابع تعليمي في الغالب 
الأعم وتحكى على لسان الحيوان النبات أو أي من الكائنات الأخرى التي قد تتخذ 
رموزا لشخصيات وأحداث ما 07 ومنه فهي نتاج قصصي ناتج عن جماعة تنتقل 
عن طريق الرواية الشفوية. 

2-الأمثال: 

يعد المثل الشعبي محصول التجارب والخبرات «وهو من الأجناس الأدبية 
القديمة في كثير من الثقافات» وتجمع كما هو معروف بين ميزتين متكاملتين 
التعبير المكثف عن واقعة أو حادث أو حالة وثانيا تحول العبارة إلى رمز والانتقال 
من خلاله بالوقيعة من سياقها الخاص إلى دائرة العام» وتستند الأمثال مرجعتيها 
من الحكايات والقصص19)» وتزخر منطقة القبائل بكم هائل من الأمثال الشعبية 
نظرا للتاريخ العظيم والعريق وكذلك تجاربهم في الحياة فهو معنى يصيب الصميم 
مباشرة كمنا يحثوي على جمال البلاغة ويمتان بالدقة والإيجان: 

3-الأحاجي: 

عرفت الأحاجي كجنس أدبي له مكانته بين الموروثات الشعبية 'تعتمد على 
التورية والتعريض والألغاز ومنها ما يعرف 'ب ثيغونا وينو ثيمزوزار" ويعني 
المستغلفات والمطارحات؛ ويستخرج المعنى أو الدلالة منها بالحدس7!!)ء وأغلب 
سكان الأمازيغ قديما يحبونها ويحفظونها وظلوا يتوارثونها إلى أن وصلت إلينا في 
شكلها الحالي اليوم. 

4-الشعر: 

يحتل الشعر الشعبي الصدارة في الموروثات من حيث الزمان والمكان وبعده 
الأنثروبولوجي و'تتكون معظم القطع الشعرية ما بين موال وأهازيج ومنظومات 


317 


شعائرية ووظائف موسيقية تستلزم حركة إيقاعية ورقصة جسدية فردية كانت أم 
جماعية كما تستلزم آلات موسيقية مصاحبة ما بين الأرغول والدفون وبلاتا الندبات 
إضافة للطبول"12)؛ وكلها طقوس كانت تستعمل من قبل القبائل. 

'يتوفر الشعر الأمازيغي على قيم معنوية وجمالية لا تختلف على اللغة الشعرية 
في قسماتها العامة وهي خصوصيات نابعة من البلاغة والتوظيف الأسلوبي(13) 
فالشعر الأمازيغي مثله مثل الشعر الأدبي الفصيح يخضع لمعايير تحكمه مثل 
الروي والبيت...". 

5-الأسطورة: 

"الأسطورة تروي حدثا تاريخيا مقدسا جرى في الزمن البدئي الزمن الخيالي 
فهي تحكي لنا كيف جاءت حقيقة الوجود بفضل مآثر اجترعتها الكائشات العليا 
فهي باختصار تصف مختلف أوجه تفجر القدسي في العالم» فهي تكشف عن 
الفعاليات المبدعة لهذه الكائنات العليا"2!)؛ فهي في الأصل عبارة عن حكاية ثم 
تطورت زادت أو نقصت” كان من المعتاد أن تشكل النصوص الإغريقية واللاتينية 
ونصوص الكتاب المقدس جزءا أساسيا من تربية كل إنسان» والآن قد زالت من 
الوجودء فإن المعرفة الميثولوجيا للتقاليد الشرقية ضاعت؛ وكان من المفروض أن 
تعيش هذه الحكايات في أذهان الناس"157)» فالأسطورة عبارة عن ظواهر وكان لا 
بد من حفظها لأنها تحوي قيما وأخلاقا. 

"إن قراءة الأساطير تعلمك أن تتوجه إلى الداخل حيث تصلك الأسرار والرموز 
قراءة أساطير الأقوام الأخرى وتجاوز ما يرتبط منها بمعتقداتك الخاصة لأنك 
ستميل لأن تفسر دينك الخاص» فهي تساعد على جعل عقلك يجسد هذه التجربة في 
كونك'(06, 

وقد تطورت الأساطير وأصبحت تزاحم النص" فتمزق ثوبها البدائي الأول 
ومنه لا نجد أنفسنا إلا أمام نص الأسطورة بل أمام أسطورة النصء ونجد 
النصوص تشحن نفسها تحت منهاج أسطوري فريد يساعد على تأجيج ذاك الوابل 


315 


مخ الانيقه] 1201 المشييق 4و الوا ولك ووه فيه قو اله لصاوف واليمطورة 
تطورت بتعدد قراءات الباحثين من حيث إنها تتميز بأنها '"تشتمل على الزمن القابل 
للإعادة وأيضا على الزمن غير القابل للإعادة» ولغة لها خصائص التزامن والتتابع 
التي أكدها (دي سوسير) أن الزمن الأسطورة يمكن تمثيله في ضوء الزمن القابل 
للإعادة (15),. 

فهي بذلك تتميز بخصائص تجعلها منفردة وخاضعة للبحث أكثر والتأويل فهي 
'تشير دائما على وقائع يزعم أنها حدثت منذ زمن بعيد لكن النمط الذي تصفه يكون 
بلا زمن فهو يفسر الحاضر والماضي وكذلك المستقبل ولا يكمن في أسلوبها أو 
موسيقاها أو في بنيتها ولكن في القصة التي تحكيهال”''؛ ومنه فالأسطورة لها لغة 
خاصة تتميز بالتتابع والتزامن وقصص تناسب جميع العصور. 
رابعا- الأسطورة الأمازيغية (الميثولوجيا) 

1-تعريف الميث: 

يرى دوراند أن الميث هو نسق (سيستام) من الرموز التي تنحو منحى الانتظام 
في نصء أما دوميزيل فإنه يرى أن الميث وظيفته هي أن يعبر دراماتيكها عن 
الإيديولوجيا التي يعيش فيها المجتمع وأن يصوم أمام وعيه ليس فقط القيم والمثل» 
أما كراب فيرى أن الأسطورة تسعى دائما لتفسير شيء ما سواء علة ظاهرة 
طبيعية أصل مؤسسة أم عادة وهي في جوهرها حكاية تفسيرية!0. 

ويقسم جاكبسون الميثات إلى: 

1-ميثات الأصول: وهي التي تسأل عن أصل الكون أو جملة كينونات في 

العالم؛ آلهة» نباتات» بشرء وعادة ما يعطي الجواب في صيغة الولادة والخلق 

أو الصنع(!.. فهذا النوع من الأساطير يبحث عن الأصل؛ أي يهتم بالولادة 

ويحقق في ماهية الكون. 

2-ميثات التنظيم: هي التي تسأل كيف حدث هذا النوع في نطاق العالم 
الراهن» كيف أصبحت الزراعة منظمة» كيف ظهرت إلى حيز الوجود فئات 


319 





غريبة من الكائنات البشرية وحدد لها وضعها72؛ أما هذا النوع من الميثشات 
فيختص في دراسة التنظيم الزراعيء الصيدء تنظيم الأفراد في المجتمع. 
3-ميثات القيمة: وتشكل مجموعة متفرقة من أساطير التنظيم» سأل بأي 

حق يمثل هذا الشيء أو ذاك موقعه من العالم» فقارن بين الفلاح والراعي أو 

بين الحبوب والصوف37؛ فهذا النوع يقيم ويقارن بين الأساطير؛ فهناك 

أساطير الفلاحة وأساطير الرعي وهكذا.... 
خامسا - الميثولوجيا الأمازيغية في الجنوب الجزائري: 

قالت جميل لاكوست في دراسة لها في الأنثروبولوجيا إن "الجزائر يمكنها أن 
تفخر بامتلاكها ضمن تراثها الثقافي لغنى عز نظيره وجدير بأن يحتل الرتبة 
الأولى في الآداب الشفوية للعالم بأسره. فإن الأدب الشفوي الأمازيغي يشكل زخما 
امتسانيا مق هذه المررونات. الأمساظور مقي سق بالف الف 

ولعل أكبر فئة مستوطنة من الأمازيغ في الجنوب الصحراوي هم 
"الطوارق'(25, وعرفوا ميثات حقيقية واشتهروا بها وكانت تتداول شفهياء ومن أهم 
وأشهر الأساطير هي الإيمزاد وأسطورة العجوزة وكذلك أسطورة الاستسقاء. 
سادسا- أسطورة الاستسقاء أو الاستمطار في الجنوب الجزائري: 

أسطورة الاستمطار في الجنوب كان يتغنى بها سكان الصحراء نظرا للطبيعة 
القاسية الشديدة الجفاف وهي أسطورة تسليث وآنزارء وهي "طقس استسقائي 
أمازيغي قديم» يرجع إلى أسطورة آنزار إله المياه والأمطار عند الأمازيغ القدماء 
اسمه حرفيا يعني مطرء ملخصها أن فتاة عذراء كانت شديدة الجمال مغرمة بالماء 
فكانت تخرج كل يوم إلى النبع حيث البحيرة العذبة» فتلعب وتغتسلء» وفي المساء 
تعود وكان الإله آنزار يراقبها كل يوم» ووقعت في نفسه موقعا حسنا فأحبهاء وذات 
يوم أظهر نفسه لها وخطبها لنفسه» وتحت الصدمة والحياء والخوف من رد فعل 
الناس رفضت الفتاة» فصعد آنزار إلى السماء ومنع مياهه؛ فتوقف المطر وعم 
الجفاف»؛ فجاء الناس من كل منطقة يرجون الفتاة أن تقبل عرض آنزارء قبلت في 


2300 


الأخيرء فألبسوها لباسا أبيضاء وحزاما أسوداء وعصابة حمراءء وأخذوها إلى 
البحيرة يزفونها عروسا لإله المطر آنزارء نزل آنزار من عليائه سعيداء فأخذ 
عروسه وعاد إلى السماء وصارت عروسه تظهر معه في كل مرة يحضرء فهي 
قوس قزح المعروف عند الأمازيغ ب تسليث و آنزار عروس آنزارء فاللون 
الأزرق من زرقة عينيهاء والوردي لون خديهاء والأحمر لون شفتيها وهكذا كل 
لون يمثل شيئا من صفاتها"56). 

كلما عم الجفاف يخرج سكان الصحراء يناجون الإله آنزار بدمية يلبسونها 


الأبيض ويضعونها ثم يقومون بترديد هذه الكلمات: 


82 [3 302731/(/ باانلزاريا ات زر 
0131ل و وتطأع مقط ناج فليسقط المضر على الجبل 
0 نا لالما3 ثلا و مممككلل الع لم الماضي 
6556213060160 أججخلري لتنا نمال 
30231 /[3 30731 لا3 يا []نزار يا ات زر 
نا 300 ط/[ 364 نامطقط هها هي لأرض وقد جفت 
انالا 35||اع20031ع1 311 وممير عليه ا بيهر 
عا قز 359603 المرفلعبي ن الأودية 
انكمم أطمقم 275) أيها الرب عطاشى ونحتاج الماء. 


وبعد هذه التهاليل يذهب الأطفال وإذا وجدوا الدمية فإن آنزار لم يقبلهاء وإذا لم 
يجدوها فإنه قبلها وسوف ينتهي عهد الجفاف وتمطر عليهم. 

هذه ما تسمى أسطورة الاستمطارء وهي في شكل طقوس تقام في كل سنة أو شهر 
أو فصلء آمن بها الأمازيغ منذ زمن طويل وتواصلت هذه الطقوسء وتداولت شفاهة 
إلى أن دونت وأصبحت تدرس من طرف الباحثين والنقاد وتقارن بالأديان كذلك. 


321 


لعل هذه الأسطورة أقرب للخرافة فالبطلة وهي عروسة الماء تشكل نموذجا 
متخيلا بعيدا عن الواقع» ولعل وظيفة هذه الأسطورة في ش كلها الطقوسي هو 
السلوك المستقل ورد الفعل من طرف العروسة والذي ورد عنه رد عنيف من 
طرف إله الماء وهو حرمان الناس من الأمطار التي يرتزق منها الناس ويعيشون 
بهاء ولعل السلوك في هذه الأسطورة موجه لينتقل الوعي من الانفعال غير المباشر 
وما ينتج عنه من مخاطرء فمعظم الأساطير تحمل دلالات ترافق الوعيء وكلما 
مارس سكان الصحراء هذه الطقوس كلما اتسع الوعي وزادت رقعته ويتضح 
وينتظم. 
سابعا - أسطورة الاستسقاء: تلا غنجا 

إن بعض الممارسات الطقوسية المعهودة في الجنوب الجزائري وبالأخص 
الأمازيغ» فإن معظم هذه الطقوس لها جذور ترجع لأساطير تناقلت عبر الأجيال 
ولعل هذه الممارسات جعلتها خالدة ومن بين هذه الأساطير نجد أسطورة الاستسقاء 
أو تلا غنجا. 

تلا غنجا: لها دلالات كثيرة في الأمازيغية»؛ منها تل أغنجاء وتفيد غط المغرفة 
الذكرء وتلا أغنجا بحيث تدغم في كلمة واحدة» وتعني تزوجت المغرفة الذكر 
واقترنت به. أما اللفظ 'تلا” لوحدهء فيعني اسما أمازيغيا من أسماء الأمازيغيات 
ومازال متداولاء يأتي هذا الاسم منفردا أو مستقلا ليدل على ملكية مقدرة» فنقول: 
إن " تلا" تعني مالكة لشيء ما مقدرء كأن نقول " ذات السعد" أو ذات الخير أو ذات 
الأبناء وغيرها من المقدرات'(28). 

إذا عدنا للثقافة الأمازيغية سنجد حفلا طقوسيا يقام للاستسقاء» "وهو حفل نسوي 
بامتياز تقوم به النساء والفتيات العذارى على حد سواء أيام الجفاف طلبا 
للغيث”777)؛ وتختلف هذ الطقوس من منطقة لأخرىء ولكننا نجدها حاضرة وبقوة 
في الجنوب الكبير بالجزائر. 


2322 





يتمثل هذا الحفل الطقوسي في «العروسة التي يستسقى بها ليست مجرد دمية 
يلعب بها فترمى لينتهي تاريخهاء إنها في الثقافة الأمازيغية رمز وعمق دلالي 
خصب؛ لأن العروسة ذاتها يستجاب لها ويمكن أن نلتمس أوجه التعريس"0) في 
تزيين تاغنجات حتى تصبح شبيهة بالعروسة ويذهبون بها في موكب طلبا للغيث 
وإعادة الخلق. 

2-تلا غنجا: الوصف والتحليل 

ترتبط تلا غنجا بطقس الجفاف بعينه وبجنس النساء وبالمغرفة الخشبية؛ "أما 
ارتباطها بالجفاف فلأنها لم تكن حفلا سنويا أو شهريا أو أسبوعيا أو فصلياء إنها 
منقطعة في الزمان العارضء وهو زمن الجفافء فالجفاف حالة لا فصل له(61) 
فالصحراء دائما جافة وفي حاجة للماء أما "ارتباطها بالجنس (النساء) فلأنهن 
المستجيبات بالتنسيق فيما بينهن» لتنظيم هذا الحفل الطقسي» وهن المعنياات به 
فالرجال لا يبادرون ولا يقاطعونء وحتى إذا بادر أحدهمء فإنه يقترح ذلك على 
زوجته» وتبقى المبادرة الفعلية متعلقة بالمرأة» فتتشاور مع باقي النساءء وينسقن 
فيما بينهن لتحقيق الطقس"2) وهذا لأن النسوة هن العنصر الفعال في المجتمع 
واللاتي يقمن بجميع الطقوسء 'وأما ارتباطها بالمغرفة» فلأن الآلة (الأداة) التي 
يستسقى بها في هذا الطقس هي هذا الشكل الخشبي الذي يتصرف في شكله؛ بحيث 
ينتصب في شكل فزاعة» على هيئة بشرية توثق قطعة خشبية (عصا صغيرة أو 
مغرفتين صغيرتين)؛ فتأخذ شكل صليبء بحيث تتحدد يدا تلاغنجا كما يمكن أن 
تستعمل مغرفتين صغيرتين» تتخذان شكل الكفين» مرفوعتين صوب السماءء كمن 
يتضرع.؛ ثم يعطى لها شكل العروسة بإلباسها زيا مزينا بتفاصيل العروسة 
الأمازيغية» ترفع بعد ذلك في السماء ويسير الجميع في مسيرة مرددين: ”7 تلا 
غنجا أسي عوراون كيكناء غر ءي ربي آديك أنزار س كيكان"” 'يا أيتها المغرفة 


23203 


ارفعي يديك إلى السماء واطلبي الله أن يرزقنا بالدلاء'(2©3, ثم يطفن في البلاد 
ويشاركنهن الأطفال ومن بعد ذلك يقمن بطبخ الكسكس لتعم المنفعة على الجميع. 

3-تلاغنجا ولماذا الأسطورة؟ 

ابتكر الإنسان وسائل جديدة لإعادة خلق الطبيعة وتحقيق الخلود.ء ومن هنا 
جاءت الأسطورة 'مزامنة لمحاولة الإنسان استغلال الطبيعة بالصيد في العصر 
البالي ليثي» وبالزراعة في العصر النيوليثي» محيطين واقعهم بمجموعة من 
التفسيرات وأشكال الخلق» فقبل عشرة ألاف سنة تقريبا اخترع البشر الزراعة» ولم 
يعد الصيد مصدر طعامهم الرئيسي"72)» فالإنسان في ذلك الوقت كان عاديا ومع 
الوقت اكتشف أن الأرض مصدر إنماء ويجب استغلالهاء فاخترع الميثولوجيا 
للتكيف مع الواقع؛ ومنه رافقتهم الأساطير كوسيلة للنهوض من وضعهم واكتشاف 
مصادر جديدة للأكل» فكانت بمثابة صحوة روحية عظيمة» هكذا نرى دور الحياة 
في إنتاج الأساطير ودور الأساطير في فهم الحياة» فالأسطورة ولدت مع الإنسان 
الأول لتساعده على فهم الحياة من حوله 'وكذلك كان الإنسان الأمازيغي الذي أنتج 
'تلاغنجا" للاستسقاء» ونرى أن هذا الطقس يمكن أن يعود إلى المرحلة "النيوليثية" 
لأن المخلفات التي تعود لفترة النيولتيك» متوفرة بكثرة في شمال إفريقياء فمغارة 
الدببة في قسنطينة» ومغارة التركولوديت (أو سكان الكهوف) في وهران تعتبر من 
أهم المواقع» 'كما أن ارتباط هذا الطقس بالاستسقاء يدل على المرحلة الانتقالية 
التي انتقل فيها الإنسان من حالة الصيد المطلق إلى الزراعة واكتشاف العطايا التي 
تعطيها الأرض بغير انقطاع؛: وذلك ما يسمى بالانتقال من " الباليالتيك" إلى 
النيوليتيك”757) وهكذا فإن الأسطورة وسيلة الإنسان البدائي لفهم هذه الحياة وعدم 
الاستسلام لتلك الفترات الصعبة مثل الجفاف. 

4-تلاغنجا / من البوار إلى الإخصاب 

للمغرفة دور هام في هذا الطقس: تلاغنجا في الثقافة الأمازيغية» بكونها معادلا 
لكل إنسان سيء الحظء لذلك توصف المرأة البائرة بالمغرفة» وهناك أمثال كثيرة 


2324 








تبخس من قيمة هذه الوسيلة "المغرفة» كما في قول الأمازيغ: 'أياغنجا نْ ترك' بما 
معناه: 'يا محمل الجمر" للإشارة بنعت مشين وبدلالة مقذعة على إنسان كما في 
قولهم: إيبدا أو غنجا ك أو حرير أي وقفت المغرفة في الحساء" وذلك للاستغراب 
والاستخفاف من الكذاب مثلاء وكأن المستحيل تحقق» وهناك أمثلة أخرى منها 
'ماك يسودان ك لقش أياغنجا؟" بمعنى من يقدرك أيتها المغرفة بين الأواني؟(6©. 

إن المغرفة رمز للأشياء السيئة كالمرأة العانس والكاذب والسارق...الخ» "هذا 
التناقض الذي نكشف عنه بعقل اليوم هو روح" الميث (الأسطورة) التي قبعت في 
عمق الفهم البشري القديم عموما للطبيعة» والتأثير الأمازيغي في القوى المتحكمة 
في المطر من جهة ثانية» لذلك ارتبطت مجموعة من الطقوس بالاستسقاء طلبا 
للغيث حينا أو طلبا لإيقاف المطر حينا آخر حسب الحاجة والضرورة:؛ فأمكن 
الحديث عن 'وجا وتامغرا نووشن وتسليت ديسلي" وغيرها بحثا في هذا العممق 
الدلالي المؤسس للأسطورة الأمازيغية المجسدة في أشكال كثيرة من بينها 
'تلاغنجا677. 

إن الأسطورة من أهم الظواهر الثقافية الإنسانية فهي حكاية تقليدية تلعب فيها 
الكائنات الماورائية أدوارا بارزة؛» ولعل كل الطقوس مرتبطة بأساطير حفظفت 
استمرارية الأسطورة: كما أنها تتمتع بقدسية لا تضاهيها سطوة سوى سطوة العلم 
الذي أثبت عكس المعتقدات؛ وما ترمي إليه الأسطورة هو الكشف عن الوجود 
وحياة الأنسان. 


2325 


5 


ختمه: 

من خلال ما سبق توصلنا للنتائج الآتية: 

1. تاريخ الأدب الأمازيغي تاريخ عظيم إلا أنه تنوقل شفهياء فإن معظم 
الموروثات ضاعت بموت رواتها. 

2. عرفت شمال إفريقيا أساطير أمازيغية منذ أكثر من عشرة آلاف سنة. 

3. اشتهر الأمازيغ بأشكال أدبية لها وزنها في الأدب الأمازيغي خاصة. 

4. الجنوب الكبير يزخر بأساطير عريقة تتبعها طقوس لازالت تقام لحد اليوم. 

5. أساطير الاستمطار والاستسقاء من بين أهم الميثات في الجنوب الكبير 
ولها تاريخ ضارب في جدور التاريخ. 

6. دور المرأة في الثقافة الأمازيغية دور لا يؤمن بمركزية القرار بيد الرجل 
أو بيد المرأة (لكل منهما شؤون تعنيه). 

7 لا يمكن تصور تنسيق بين النساء وتأمين إحداهن من غير تصور تنظيم ما 
تتوحد فيه هذه النساء (مجالس النساء مثلا). 

8. لايمكن تصور شكلين من الاحتفال من غير إمكان وجود حفل يوحدهما 
في الأصل (الحفل الخالص). 

9. جمع القربات من المنازل يوحي بوجود كتلة سكانية مجتمعة بالجوار 
القريب (المحاذاة)» مما يوحي بكون الناس هم الذين يأتون بقرابينهم للحفل في مكان 
ما (أنرار/ البيدر) غالباء في إطار الحفل الخالصء تقربا من إله الغيث. 

0. تحمل "تلاغنجا" مجموعة من الشفرات اللغوية والدلالية ذات الأهمية 
الكبرى في فهم التوظيف الأسطوري للإنسان الأمازيغي القديم لرموز مستغلقة على 
الفهم رغبة في فهم الحياة من حوله وتعبيرا عن إمكانية التحكم في الطبيعة. 

1 . المغرفة وسيلة لاستنزال الغيث وقت الجفاف؛ وصدّه في حالة الفيضء مما 
يدل على قوة الترابط بين الإنسان والغيب وإيمانه القوي بوجود قوى تتحكم في 


الوجود. 


326 


2 تلا غنجا طقس من المفاتيح الأساسية لإنتاج معرفة علمية في مجالات 
الأنثروبولوجيا وعلم الأديان والمعتقدات كما في علم الجنسانية وغيرها من 
الدراسات النفسية والاجتماعية. 
قائمة المصادر والمراجع: 

1. جوزيف كامبلء قوة الأسطورة؛. حسن صقرء دار الكلمةء» 1999»: ط1. 

2 دراسات وأبحاث في الثقافة الأمازيغية. دكتور شبير محمدء 
. .ع وومحوهاط/م/لامه.أهمذوهاط. ومتطعوعة- واه ممطة/ /ماخط 

3 علي جعفر العلاق» من نص الأسطورة إلى أسطورة المعنىء دار 
فضاءات» عمان» دط. 

4. العربي عقونء الأمازيغ عبر التاريخ» مندىس ور الأوزبكية:؛ التنوخي 
للنشر والتوزيع» 2010, ط1. 

5. كلود ليفي. الأسطورة والمعنى» تشاكر عبد الحميدء دار الشؤون الثقافية» 
بغداد» 1986. 

6. محمد اقضاضء تاريخ الأدب الأمازيغيء مطبعة المعارف الجديدة: 
الرباطء» 2005» دط. 

7 محمد أسوسء الميثولوجيا الأمازيغية» مطبعة المعارف الجديدة؛ الرباطء 
8»؛ دط. 

8. محمد المسعودي وبوشي ذكيء الشعر الغنائي الأمازيغي: العدد التاسع 
والخمسون 1999-07-16» شراع للنشرء دط. 

9. مرسيا الياد» مظاهر الأسطورة:؛ ت نهاد خياطة؛ دار صنعاء» دمشق» ط1ء» 
1 . 

0. ليلى حسنء الأديان والميثولوجيا والتاريخ 2015/07/29 (فيسبوك). 


327 


هوامش الدراسة: 


(') العربي عقونء الأمازيغ عبر التاريخ؛ منتدى سور الأوزبكية» التتوخي للنشر والتوزيع»ء 
0؛: ط1آء ص7. 

9 المرجع نفسه» ص8. 

محمد المسعودي وبوشي ذكيء الشعر الغنائي الأمازيغيء العدد التاسع والخمسون 07-16- 
9+» شراع للنشرء دطء ص8. 

#) المرجع نفسه» ص9. 

محمد اقضاضء تاريخ الأدب الأمازيغي مطبعة المعارف الجديدة: الرباطء 2005» دطء 
ص76. 

9 المرجع السابق» ص76. 

(0) محمد اقضاضء تاريخ الأدب الأمازيغي» ص 79. 

(آ) المرجع نفسهء ص80. 

9 المرجع نفسه» ص77. 

(9') المرجع نفسهء ص78. 

(!') المرجع نفسه» ص78. 

2') المرجع نفسه» ص8. 

3 الشعر الأمازيغي»ء ص87. 

(4!) مرسيا الياد» مظاهر الأسطورة؛ تء نهاد خياطة دار صنعاء؛ دمشق» ط1ء 1991: ص9. 

(7') جوزيف كامبل؛ قوة الأسطورة؛ حسن صقرء دار الكلمة» 1999: ط1ء ص20. 

©" المرجع نفسه» ص23. 

7) على جعفر العلاق» من نص الأسطورة إلى أسطورة المعنى» دار فضاءات؛ عمانء؛ دط 
ص58. 

[9') كلود ليفي؛ الأسطورة والمعنى؛ ت شاكر عبد الحميد» دار الشؤون الثقافية» بغدادء 1986؛ 
ط1؛ ض5. 

9') المرجع نفسه» ص6. 

0 محمد أسوسء الميثولوجيا الأمازيغية» مطبعة المعارف الجديدة؛ الرباطء 2008, دطء ص9. 


2328 





(©) المرجع نفسهء ص10. 

02 المرجع نفسهء ص10. 

03 المرجع نفسهء ص 11. 

محمد أسوسء الميثولوجيا الأمازيغيةه ص13. 

051 الظرار يمون الفتدين كك ادق كل نمالو كل كتاف لكيفناغ 61 4 اهم 
الأمة الأمازيغية التي تستوطن الصحراء الكبرى» في جنوب الجزائرء وأزواد شمال ماليء 
وشمال النيجر وجنوب غرب ليبياء وشمال بوركينا فاسو. والطوارق مسلمون سنيون مالكيون» 
ويتحدثون اللغة الطارقية بلهجاتها الثلاث: تماجق» وتماشق» وتماهق. عرقيا يمكن وصف 
الطوارق بأنهم جنس أبيض مع ميل إلى السمرة»ء عاش الطوارق حياة بداوة عريقة 
في الصحراء الكبرى منذ آلاف السنين ولا يزال بعضهم إلى اليوم متمسكا بنمط العيش هذا 
بسبب التهميش الذي عانوه من الدول التي تقاسمت أراضيهم. عرف الطوارق بتسميات عديدة 
في مراحل تاريخية متلاحقة» ففي عصور ما قبل التاريخ عرفوا بالجرمنتيين وفي أوائل 
العصر الإسلامي عرفوا بالملثمين» ثم المرابطين» وأخيرا في العصر الحديث عرفوا 
بالطوارق (أكاا/ها/ 3.019أ0عملاانها.,ه//:5صقغط.). 

(017ن .»060001 2]. الاالالنا// :105 ليلى حسنء الأديان والميثولوجيا والتاريخ» 29 جويلية» 
5. 

7 المرجع السابق. 

(8©) دراسات وأبحاث في الثقافة الأمازيغية» دكتور شبير محمدء ص 1.» -30032198//مغاط 
.النأطا.عو3م-وهاط/م/لامه.أممذوهاط. ومتاعجع5 

المرجع نفسهء ص1. 

0 المرجع نفسهء ص1. 

(1 دراسات وأبحاث في الثقافة الأمازيغية» دكتور شبير محمدء ص 2, -30032198//مغاط 
.التأنا.عو3م-وهاط/م/لامء.أهمذوهاط. ومتاعجع5 

2 المرجع نفسه» ص2. 

03 المرجع نفسه» ص2. 

المرجع نفسه» ص2. 

5 المرجع نفسه» ص2. 


2329 


6 دراسات وأبحاث في الثقافة الأمازيغية» دكتور شبير محمدء ص 3, -30032198//مغاط 
.النأحا.عو3م-وهاطا/رم/لامء.أهمذوهاط. ومتاعهع5 


67 النوجع م مرا 


2330 


الموروث الأدبي الشفوي عند ايموهاغ (التوارق) 
بالجنوب الجزائري وضرورة تدوينه 


حامد لمين إبراهيم (جامعة غرداية) 
طيبي فاطمة (جامعة الجزائر) 
.11 © ع15]011ط. مستطة رط 
- مقدمة: 
يزخر الجنوب الجزائري بموروث أدبي ثري ومتنوع الفنون عند إيموهاغ؛ فهو 
يشمل الأشعار والقصص والمثال والحكم والألغازء ويحمل في ثناياه خبرات وثقافة 
التوارق المتراكمة عبر تقادم الزمن؛ ومع الأهمية البالغة لهذا الموروث في 
استمرار حضارة تماهق إلا أنه مهدد بالزوال والنسيان؛ كونه لا يزال موروثا 
شفهيا يعوزه التدوين والتوثيق» وقد ساهمت عوامل متعددة داخلية وخارجية في 
تقهقر هذا الموروث الأدبي واضمحلاله يجب تداركها من أجل ضمان استمراريته 
عبر الأجيال» كونه مرتبطا بالإنتاج الفكري للتوارق وخصوصيتهم الحضارية. 
1 -الد ع : 
إيموهاغ هم من العناصر الأمازيغية التي تواجدت في المنطقة إلى جانب فرع 
زناتة فرع صنهاجة وهم (التوارق الملثمون) حيث يقول المؤرخ الجزائري أمبارك 
الميلي: "أن صنهاجة تتشعب إلى شعبين عظيمين بقي إحداهما في الجزائر 
واستوطن الآخر الصحراء وهم الملثمون"/*). ومن أشهر قبائك صنهاجة التي 
استوطنت إقليم توات قبيلتا (جدالة) و(لمتونة)».وينتشر الضوارق في الصحراء 
الكبرى» ما بين حدود جمهورية مالي الشمالية الغربية مع موريتانياء إلى حدود 
السودان؛ مرورا بشمال مالي وشمال النيجر وشمال تشاد وجنوب غربي ليبيا 
وجنوب شرق الجزائرء كما تنتشر مجموعات منهم ببركينافاسو ونيجيرياء ونستطيع 
القول إن الطوارق ينتشرون في وسط الصحراء الكبرى من مدينة غدامس وغات 





331 


في ليبياء» إلى تمنغست بالجزائر وجانت» وتوات وبرج المختار وتيمياوين على 
الحدود مع مالي» وإلى تنبكتو بمالي وإلى طاوة بالنيجر وانفيفمي على بحيرة تشاد 
ولم يكن هذا موطن الطوارق الأصليء فقد تزحزح التوارق من الشمال إلى 
الجنوب موغلين في الصحراءء إما هربا بحريتهم من الجيوش التي كانت تهاجم في 
الشمال (الرومانء الوندال)» وإما اندفاعا نحو إفريقيا؛ لنشر الإسلام والاستيلاء على 
الممالك والسيطرة عليها 27 . 

وينتسب التوارق على -حسب ابن خلدون- إلى قبيلة صنهاجة أحد بطون 
البربر الأمازيغ؛ واختلفت الروايات في أصل تسميتهم؛ فبعض الروايات تقول سموا 
بالطوارق لأنهم طرقوا الصحراء وتوغلوا فيهاء والبعض يرجع ذلك لانتساب 
البعض منهم إلى طارق بن زياد قائد الجيش الفاتح للأندلس» وهناك رواية أخرى 
تقول: إنهم سموا (التوارك)؛ لأنهم تركوا الوثنية إلى الإسلام؛ء وذلك عند أول 
عهدهم بالإسلام وهذا الاسم حرف وأصبح يقال لهم (طوارق). 

لكن القول الأرجح إن الطوارق نسبة إلى اسم المنطقة التي تسكن بالقرب منها 
قبائل الملثمين الغربية من العواصم المغربية في الشمال» وهو وادي ورغة جنوب 
مراكش (تاركا/13:93) وتوجد أيضا في ليبيا جمعها توارك وكلمة 
(تاركا/131:903) أو (13113) معروفة عند جميع الأمازيغ» وتعني الأرض المستقيمة 
الخصبة» والتوارق لا يطلقون هذا الاسم على قبائلهم» بل إنهم (كل تماشق).» أو 
(كل تماهق)» أو (كل تماجق)؛ وتعني أهل تماشقء وتماشق في اللغة الطارقية تعني 
الناطقين بالأمازيغية. وهناك اختلاف في نطق الحرف قبل الأخير في كلمة تماشق 
حيث تنطق على شكل (ج) في النيجر وعلى شكل (ش) في مالي» وعلى شكل 
(ه) في ليبيا والجزائر(”" . وسموا بالملثمين؛ لأنهم يضعون اللثام على الرأس 
والوجه؛ فهو إضافة إلى أنه وقاية من حرارة الصحراء وعواص فها الرملية 
وضرورة» وتقليد اجتماعي راسخ توارثته الأجيال منذ آلاف السنين» وهو رمز 
الرجولة والأنفة والشجاعة عند التوارق. ولا يكشفون وجوههم, ولذلك سموهم 
بالملثمين وتلك عادتهم يتوارثونها خلفا عن سلف/4) . 


332 


يتكلم التوارق لغة من أصل أمازيغي يعود إلى اللغة الليبية القديمة.ء» تكتب 
بحروف تسمى تيفيناغ (1180391)» مؤلفة من أربعة وعشرين حرفاء وهي تنقش 
على الحجارة والجلود والخشب» وتستعمل في مناسبات قليلة لتسجيل الملكية أو 
عقود الزواج. وتكتب من اليمين إلى اليسار أو من فوق إلى تحت. 

ينقسم التوارق إلى قبائل أساسية تنتشر في الصحراء أيير»ء طوارق إيفوغاس 
طوارق أوليميدان !7 . وينقسم الطوارق اجتماعيا إلى طبقتين فقط وهما: طبقة 
السادة والنبلاء وطبقة الموالين والعبيد. وللمرأة عند الطوارق قدر كبير من الكرامة 
والاحترام» بحيث تساهم في الحياة العامة» ومجلس القبيلة وتقوم بتعليم الأطفال 
وتحملت المرأة التارقية أعباء أسرتها لغياب الرجل المتكرر أشهرا وأعواما ببسبب 
تجارة القوافل» أو بحثا عن المراعي الوافرة الكلً؛ كل هذا أعطى مكانة مرموقة 
للمرأة التارقية/7» وقد لاحظ ذلك الرحالة ابن بطوطة وذهل عن الحرية التي 
منحها الطوارق لنسائهم!”! . 

يشتغل التوارق منذ القديم بتربية الحيوانات خاصة الإبل» والماعزء وأنواع من 
الضأن تخص المنطقة ليس لها أصوافء ولها ذيل طويل وأجسامها مغطاة بشعر 
قصيرء ويتخذ الطوارق من ألبان الإبل والماعز ولحومها طعامهم الرئيسيء كما أن 
التوارق دائمو التنقل في الصحراء بحثا على المناطق الممطرة الوافرة العشب 
والكلأً لرعي مواشيهه!؟ . 

يشكل التراث الثقافي اللامادي بالنسبة لكثير من الشعوب والأمم مصدرا ثريا 
تتناقله الأجيال عبر العصور متأثرا بالواقع الاجتماعي والثقافي والعقاقفدي لكل 
عصرء حيث يساهم في تحديد هوية هذه الجماعة وانتماءاتها الحضارية؛ لأن ما 
تحمله الذاكرة الشعبية من قيم» ولغة» وفكرء وعادات وتقاليد يشكل طابعا ونمط 
حياة متميزا؛ يكسب أصحابها الإحساس بالهوية والاستمرارية. 

فلغة تماهق كانت ولاتزال تتسم بتراث غني ومتنوع؛ ضارب في أعماق 
التاريخ» وتتصل بالمخزون الفكري والإبداعي للتوارق (إيموهاغ)» وهي مكون 
أساسي لهويتهم ابتداء من كتابة تيفيناغ التي تعود لفترة ما قبل الميلاد» فهي كلمة 


233 


أمازيغية بتماهق تعني اختراعنا أو اكتشافنال” » حروفها 23 حرفا ليس من بينها: 
(ث - ح -ذ - ص - ع) العربية» وهي ذات شكل هندسي بسيط» غير متواصل 
وكانت تكتب في جميع الاتجاهات» وظهرت حروف التيفيناغ بشمال إفريقيا كما 
توحيه لنا النقوش الصخرية بالجبال والصحاري حوالي خمسة ألاف سنة قبل 
الميلاد أو يزيدء وبذلك تعتبر أقدم الأبجديات في التاريخ كما تبين من خلال أبحاث 
العالمين الأركيولوجيين 'ماثيوس" و'ديكا" من خلال تحليل النقورشنات الصخرية 
بالحمض الكاربوني 15 خاصة بموقع الطاسيلي بالجزائر2*' » ويعزز ذلك تلك 
الفحوصات التي أجرتها عالمة الآثار الجزائرية مليكة حشيد على التيفيناغ المنقوشة 
بجبال الطاسيلي» وتبين أنها تعود إلى ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد» وهو ما 
يرجح أن تكون التيفيناغ من أقدم الكتابات الصوتية التي عرفها الإنسان» واللوحة 
الحاملة لحروف تيفيناغ هي إحدى اللوحات المرافقة لعربات الحصان وهذا النوع 
من العربات ظهر في العصر ما بين ألف سنة قبل الميلاد وألف وخمسمائة سنة 
قبل الميلاد!2*) . وقبل ظهور كتابة التيفيناغ كان الأمازيغ يعتمدون على النقوشات 
الحيوانية وبعض الرموز كرسائل مشفرة إما للتواصل أو للطقوس الدينية:» أو 
كتعبير عن البيئة التي يعيشون فيها وعن كل ما يتواجد ويتعايش مع محيطهم 
البيئي» وبعد ظهور حروف التيفيناغ حلت محل الرسومات الحيوانية وانتشرت بكل 
ربوع الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا!2*' ؛ حيث كانت تستعمل كرسائل» ولوحات 
توجيهية تشير وتدل على أماكن وجود الماء والكلأ والطرائد وغير ذلك. 
تشير مصادر إغريقية وبعض الحفريات إلى أن تيفيناغ واللغة الأمازيغية كانت 
حاضرة وبقوة ولا يعرف الأمازيغ غيرهاء إلا أنه بعد تمدد قرطاج على طول 
الساحل المتوسطي ظهرت اللغة البونيقية[*) وانتشرت» وبعد غزو الرومان 
والوندال والبيزنطين قاربت الكتابة الأمازيغية على الاختفاء وحلت محلها البونيقية 
واللاتينية» وانحصر استعمالها خاصة في الشمال» وفي الصحراء حافظ إيموهاغ 
(التوارق) على لغتهم وحروف التيفيناغ. 


2334 


2-دور المرأة التارقية في الحفاظ على الموروث الأدبي الشفوي لتماهق: 

تحتل المرأة مكانة اجتماعية محترمة جدا في مجتمع التوارق بالهقار» سمحت لها 
أن تبسط نفوذها وسيطرتها في مجالات عدة وتفرض إرادتها وطريقة حياتها بحرية 
أكثرء تفوق نظيراتها في المجتمعات الصحراوية؛ ويظهر ذلك من خلال المكانة 
الاجتماعية للأولاد حسب المكانة التي تحتلها الأم» كما تتمتع المرأة بحرية تامة؛ فهي 
لا تحتجب إلا في مواضع الاحترام» كما يحق لها الذهاب بكل حرية لزيارة أهلها 
وقد نجحت المرأة التارقية في فرض مبدأ الزوجة الواحدة» وهو عرف عند 
الطوارقء» كما أن للزوجة أملاكها الخاصة بهاء والمستقلة عن الزوج مثل: الأغنام 
والإبل التي تحمل علامة مختلفة عن علامة زوجهاء ولا يمكن للزوج إرغامها على 
القيام بالأعباء المنزلية» وتمئلك النبيلات منهن عدة جواري زنجيات يقمن بشؤون 
البيت» ويمكن للزوجة طلب الطلاق (أمزي)» ولها الحق في حضانة أولادها إلا أن 
الطلاق يندر في مجتمع التوارق ولا يقدم الزوج على تطليق زوجته إلا إذا رأى منها 
عيبا جسيما كالخيانة!4” . 

والمرأة في مجتمع التوارق أكثر ثقافة من الرجل فهي تجيد قراءة وكتابة التيفيناغ 
أحرف لغة التماشق» وهي عازفة الإمزاد وهي آلة موسيقية شبيهة بالكمان ذات وتر 
واحد تختص النساء فقط بعزفها وهي مفضلة عند التوارق7”7' . وفي الغياب الكثير 
للرجل بسبب انشغاله بالتجارة والسفر كانت المرأة سيدة البيت والراعية لشؤونه 
وخاصة ما تعلق بتربية الأولاد وتعليمهم حروف التيفيناغ قراءة» وكتابة» وكان أول 
ما تعلمهم إياه العبارة الجامعة لجل حروف تيفيناغ وهي: فاضيماته ولت أوغنيس 
تجاهينيت ورتتوضيس تقالتنيت ماراو إيسان أدسيضيسء أو عبارة : تلُوكيت 

وتعتبر هذه المرحلة الأولى في التعليم بعد أن يتعلم الطفل جميع الحروفء يتبارى 
مع أقرانه أو إخوانه في جلسات مسائية بعد انتهاء الرعي وجلب الماءء وعند العودة 
للديار يقوم المتعلم بكتابة رسائل قصيرة أو كلمات مركبة تكون الأم هي الحكم بينهم 
والمشرفة على ذلك والخط غالبا ما يكون على الرمل إلى أن يتمكن من الكتابة 


335 





ويتقنها» يكتب على الجلود وينقشها على الصخور الطرية بعد البراكين» وبعد تصلبها 
يستعين بأدوات أغلبها من الحجارة الصلبة والمسماة ب'تيمشي"09. 

ومما ساهم أيضا في بقاء اللغة هو ممارسة أماهغ (التارقي) منذ القدم مختدف 
الصناعات التقليدية من صناعة الحلي والخشب وصناعة الجلود» فقد تفنن التوارق 
في صنع كل احتياجاتهم اليومية» كما أن هناك فرق بين ما تصنعه المرأة وما يصنعه 
الرجلء ويرجع ذلك إلى الاختلاف في الذوق الفني والإبداعي» ومن خلال هذه 
الحروف يتبين ثراء الموروث وتنوعه فنيا وثقافياء ويظهر ذلك جليا في تلك 
الزخارف والنقوش» وبعض حروف التيفيناغ التي ترسم وتنقش على مختلف 
المنتوجات والصنائع والتي استوحاها الحرفي من حياته ونمط معيشته. 
3-ملامح الأدب الترقي في حفظ لغة تماهق: 

من المعروف أن العلوم والفنون والآداب هي وليدة البيئة التي نتواجد فيهاء إذا 
تأملنا الظروف الطبيعية والاجتماعية المميزة للبيئة الصحراوية؛ نجد أنها تتصف 
بخصائص تختلف عن غيرها من البيئات الأخرى» فالصحراء معروفة بحياتها 
القاسية وعوارضها الطبيعية الطارئة زيادة على ذلك ما يميز المجتمعات قديما من 
حروبء وغارات» وترحال دائم في طلب الماء والكلاً7” 7 » وهذه العوامل وغيرها 
تركت آثارا واضحة على الفنون والآداب الصحراوية» وزودت أهالي الصحراء 
بالذكاء الحاد والاستعداد الفطري لتلقي الإلهام؛ وهو ما يتجلى في الآثار والإبداعات 
الفنية والأدبية التي تفتقت عليها القريحة التارقية منذ القدم في شتى مجالات الآداب 
والفنون. والثقافة التارقية شأنها شأن أي ثقافة في العالم مرت بمراحل متباينة من 
الإبداع» فقد ازدهرت أحيانا وتراجعت أحيانا أخرى» كما عرفت عدة تأثيرات 
خارجية ترجع أساسا إلى عامل الاختلاط؛ والاحتكاك بثقافة الشعوب الأخرى مما 
جعل الثقافة التارقية تتأثر بهاء وبما أن الأدب الشفهي يعتمد على الذاكرة والتناقل 
بالسماع فإن أهالي الطوارق لم يدخروا جهدا في الحفاظ على تراثهم الزاهر بشتى 
ألوان الأدب الشعبي والحكم والمواعظ التي قيلت في شتى المجالات حول الكرم 
والشجاعة والحب والحنين» وهم يتناقلونها بكثرة ويتغنون بها في الأفراح والأتراح 





336 


أو يرددونها تحت أضواء القمر وبهجة النار الموقدة ليلا خاصة في الشتاء كأحلى 
صورة جمالية يحبذونها ويشربون على نخبها الشاي[19 . 

يتميز الأدب التارقي منذ القدم عن غيره حيث إن أيموهاغ (التوارق) يبدعون 
في التأليف ولا يعيدون أو يقلدون» ويشكل الشعر (تيسيواي) والأمثال (انهيتن) 
والقصص والحكايات (تينفاس) أو (تينفوسين) والغناء (أوساهغ) ملامح الأدب 
التارقي وفنونه المتنوعة» وقد لا يُخفى المستمع والمنتاول لهذا الأدب انبهاره 
ودهشته من ضروب القصص العجيبة التي تدور أحداثها بين الحقيقة والسحر 
وتجد التنوع في أبطال هذا الموروث الأدبي» حيث يضم الكائنات كلها والإنس 
والجن والطير والدواب والريح والسراب وغيرها. 

- القصة: 

تجمّع القصة عند الطوارق كل الظروف المشكلة للواقع من طبيعة وحيوان 
وإنسان» فتتحرك كلها لتؤدي أدوارها وتحدث أخبارهاء فالقصة يمدد بها أماهغ 
(التارقي) أصداء شتى من موروثه الثريء» وتهدف أساسا إلى تكوين فصاحة اللسان 
التارقي» وإحياء تعاليم وقيم دفينة» ومثال ذلك قصة قصيرة ذات معنى عميق 
تتناقلها الأجيال» ومازالت عجائز الطوارق تحكيها كتعويذة دينية وسميت بقربة 
الحسنات (أجذود أن مريكيدن). 

كان هناك رجل قد حفر بئرا حتى تحطم عليه؛ء وغمرته الرمال حاول الناس 
إنقاذه بكل الوسائل المتاحة فلم يفلحواء فعندما يئسوا من إنقاذه طمروه جيدا حتى 
أصبح البئر قبرا له» وبعد مرور سنوات مر أحد العابرين بذلك المكان عن طريق 
الصدفة فسمع أنينا عميقا تحت الأرض فتملكه الخوف؛ رجع أدراجه وأخبر الناس 
بما سمع؛ فتجمعوا حول المكان فسمعوا الأنين الفاجع الذي مازال يبعث من جوف 
الأرضء فحفروا التراب حتى استخرجوا ذلك الرجل؛ وهو مازال على قيد الحياة 
رغم مرور السنوات عليه وهو في جوف التراب» فعالجوه حتى شفي تماماء فسألته 
إحدى العجائز عن سر بقائه على قيد الحياة منذ سنوات؛ فأجابها: إنه لم يمت 


أصلاء وإنه عندما كان يعيش فوق الأرض كان قد خصص قربة ماء لسقي 


337 


العابرين الذين يجوبون الصحراءء وهذه القربة هي التي أنقذته من المسوت طوال 
مكوثه في عمق البئر المطور وكان كلما عطش تتدلى من فوقه تقطر ماء باردا 
فيفتح لها فمه حتى يرتوي من مائها الذي يغنيه عن الطعام. عاش على هذه 
الصورة الدراماتيكية حتى اللحظة التي نزعوه فيها من جوف الأرض/793 . 

هذه القصة الخرافية كانت سببا في إنقاذ حياة الكثير من البشر في الصحراء 
على مر العصورء بل حتى الحيوانات والطيور فهي رغم وضوحها وبساطتهاء إلا 
أنها قد زرعت في قلوب الطوارق ضميرا إنسانيا جميلا ورسخت فيهم أخلاقا 
رفيعة» وأضفت على القصة نوعا من القداسة الدينية فعادت على المجتمع بفوائد 
كان سيفقدها لولا الإبداع في هذه الخرافة التي تزرع قيم التكافل الاجتماعي؛ بحيث 
تشير إلى إرواء عابر السبيل من الماء البارد في الصحراء أفضل عمل يقرب الفرد 
إلى الله» ويعتقدون أنه عندما يموت الأشخاص الذين يمنعون الماء عن عابر 
السبيل» حتى لو كان لديها من الحسنات ما يفوق الجبال؛ إلا أن أرواحهم لن تشرب 
قطرة ماء في قبرهاء وستظل معذبة مدى الأبد» لذلك تجد في الأزمنة الحارة 
خاصة في الصيف التوارق يعلقون قرب الماء على الأشجارء أمام البيوت ومعها 
إناء ناصع نظيفء يستطيع أي عابر سبيل أن يراه عن بعدء لأنه يعكس أشعة 
الشمس من شدة لمعانه»ء ويضع التوارق بجانبه إناء واسعا مملوءا بالماء في ظفل 
الشجرة؛ لتشرب منها الطيور التي يطردها لهب الشمسء فتلجأ إلى ظلال الأشجار 
لتجد الإناء فتشرب وترتوي. وصوت الرّاوي هو بديل الكاتب في القصص حاضر 
يملأ حسه ووجدانه النص الذي يعايش أبطاله فيعاني عناءهم حتى يُخيّل للسامع أو 
المتلقي أن المصاب مصابه؛ والألم ألمه؛ فينفعل في السرد وهو يروي الوقائع 
ويصف النفوس بإمعان فيفتي بأحوالهم من فقهه؛ فبهذا الفن القصصي تحيا الذاكرة 
الشعبية» ويزداد اللسان فصاحة والعقل حكمة وثراء في جلسات السمر في ليالي 
الصيف الهادئة تحت ضوء القمر قبل الخلود للنوم أو قرب موقد النار في ليالي 
البرد القارصة الطويلة؛ ليعيش الطفل مغامرة شيقة بمخيلته العذراء لتردتسم في 
شخصيته الناشئة نخوة الأبطال وشجاعتهم ومروءتهم وكرمهم. 


335 


- الحكمة والمثل: 

أدب الحكمة والمثل عند إيموهاغ فهو وثيق النسب بالخرافات القديمة» ويمكننا 
القول إنه تخيلي تعليمي وتمثيلي فهو هادف مسدد » قريب القول بعيد الغور» فوراء 
كل مثل فعل بوح وروح؛ ومورد ومضرب.ء مثل المثل القاقفل: (تازين بويسن 
ورتزئيّن إيتالستين) حيث تقول القصة: إن امرأة اختطفت واستبعدت عن أهلها 
وبلادهاء وفي الطريق تمكنت من الهروب وصادفت أسدا فصعدت على ظهره 
وأعادها إلى قريتهاء وقد ابتهج ذووها بعودتها وسألوها من أحضرها فأجابتهم إن 
أسدا قد فعل ذلك» وعاملها بلطف إلا أن رائحته كريهة كانت تصدر من عنقه 
فسمع الأسد قولها وهو مختبئ على مقربة من المكان» وفي إحدى الأيام خرجت 
المرأة تحتطب فصادفت أسدا فقال لها: خذي لك عصا من الشجرة واضربيني بها 
فأجابته: لن أضربك لأن أسدا قد أسدى إلي جميلا ومعروفا لن أنساهء فقال لها 
الأسد بعنف ولهجة شديدة: اضربيني أو أفترسكء فأخذت المرأة عودا وضربته 
حتى جرحته وابتعد الأسد عنهاء ومرت عدة شهور فالتقى الأسد بالمرأة فقال لها: 
أنظري إلى الجرح هل شفي فقالت: نعم لقد شفي فسألها الأسد: هل نبت عليه 
الشعرء فأومأت برأسها إيجاباء فقال الأسد: يشفى الجرح ويندمل عادة؛ ولكن جرح 
الكلمة السيئة لا يشفى مطلقاء وضربة السيف أهون عندي من لسان امرأة» فوثئب 
عليها وافترسها وهو ينطق بعبارة (تازين بويسن ورتزين إيتالسنين). 

والمغزى من القصة هو أن الكلمة الطيبة أقل ما ترد به دين من أحسن إليك 
عملا وليس العكسء وأن الكلمة السيئة تبقى موجعة» متوغلة دائما في قلب المسيء 
فضلا عن من أحسن إليك؛ وما يسمى بآلون عند التوارق يحوي في طياته الكثير 
من الأمثال والحكم من بينها: 

-(وَيُوفَظَنْ ماس أدشيتماس أكد تاتوججت تسان فلاس) معناه أن الرجل الذي 
يحافظ على أمه وأخواته (عرضه) فيسمع عنه حتى البعيد غير القريب له نسبا 
والحكمة منه: أن الرجل الحافظ لعرضه وشرفه ستذاع هيبته ويتداول صيته بين 
الناس. 


2339 


-(ألينّي أوف وايرزن دغ تاغما إي وايرزن دغ تنا) بمعنى أن الرجل الشهم 
عند التوارق هو الرجل الذي يفضل أن يكسر في فخذه على أن يكسر كلمته 
ويخلف وعده » فالصدق والوفاء من شيمهم وأصولهم. 

-( أك تيغسي إيسكنيت آستيلواي) أي إن كل معزة تمسك وتقاد من قرنها 
المؤاد "متها أن كل إسآن يحاسب بماافطه هوعوليدن قله غيلة: 

-(إيري كيكقن سفوس إِيَن هاكاغي أسْ واهضن) أي من أعطاك يدا واحدة 
سيخنقك بالأخرى يقال هذا المثل عندما يعطيك أحدهم ثم يجعلك مدينا له. 

-(أنياك أنياك تافظت وتلمَظذ) المثل يعبر عن تلك المواقف المتكدرة كالخصام 
والعتاب بين الأقارب؛» أو من تربطهم صلة كيف كان نوعها؛ فمهما كان الخصام 
والعتاب فلا بد أن نجدد علاقاتنا ونرتدي حلة صافيه من جديد بيننا. 

-(أوادم أق إيمانيت ودين أق أبانيت) بمعنى أن الإنسان ابن نفسه» وليس ابن 
أبيه» والحكمة منه هو إلزامية تحرر الإنسان من قيود التفكير الظالم وأن يعتمد 
على نفسه ويعطي لذاته معنى إيجابياء وهو شبيه بالمثل العربي القائل: 

ليس الفتى من يقول كان أبي *** إن الفتى من يقول ها أنا ذا 

-(إيهري كود أميهغ تايتي ماتَتُو هغن) بمعنى أن الثروة إذا سرقت لم يسرق 
العقل. وهنا يدعو المثل للتفكير والبحث لأجل الوصول للهدف بروية:؛ وأن قيمة 
الإنسان بعلمه وعقله وليس بثروته. 

-(أُوَرَتمُويَد سيميل أوتومايد سيبًا) يقول المثل إنه من لم يعرف قدر النعم 
سيعرفها عند فقدانهاء والمطلوب هنا أن يحمد الإنسان ربه على نعمه التي يملكها 
كنعمة الصحة والعقل والإيمان قبل فقدانها. 

-(إِيلّغْ لاظ إيمي إن قَاد) بمعنى لحس الماء لفم العطش؛ وهو تعبير مجازي 
يقال في حالة احتياج شخص لشخص هو مثله أو أقل منه في طلبه أو حاجته ل ذلك 
المرغوب فيه؛ والحكمة منه أن تراعي حاجة الغير وأن لا تكون أنانيا عند تكليف 
محتاج: 


310 


-(أوال نيري تريد وريتصّدو) : أي الحديث مع من تحب لا ينتهي لذلك ينصح 
علماء النفس بذلك الحديث المفيد للصحة النفسية» والمثل يقف على هذه المسألة 
بالتحديد. 

-(أفوس إهان تانوارت كود ودّيوي أودي آذوي آغ): بمعنى اليد التي تدخل 
للشكوى إذا لم تجلب دهنا تجلب حليباء وفي المثل حكمة؛ أن جه ود الإنسان لا 
ع 5 

-(أتَتورذ أتنهيد تنفانيت آرْ أوكسان)29) : أي كل ما تدخره تحصد خيرا منه 
إلا الحقد فكلما ادخرته دمرت نفسك. 

هذا غيض من فيض من الأمثال والحكم المتناثرة بصحراتنا الواسعة وثنايا 
وطننا المترامي الأطراف والمتنوع اللهجات والألسن المتناغمة؛ مشكلة بذلك تنوعا 
ثقافيا شعبيا مرصوص البنيان بتراث يحفظ قيم ورؤى الأمجاد ويرسم مس تقبل 
الأجيال على خطى الأسلاف. 

أما النوع الأخير من فنون الموروث الأدبي التارقي المشتهر والمحبوب حاليا 
فهو الشعر والأغنية» فهما صوت ضميرهم الحائر المتبرم بالأنام والذي يرثي 
لحالهم ويشهق كالضاحك في أرواحهم؛ هو دواؤهم الذي يدرؤون به عن نفوسهم 
وطأة الهموم عند اشتدادها درءًا لليأس» ويحوي داخله قصصا رائعة يشجي النفس 
ألواناء ويصورون فيه جوانب الفرح والحزن في حياتهم. وقد حظي الشعر بقبول 
اجتماعي لسرعته في التأثير على الوجدان ولكونه أقرب الأساليب التارقية إلى 
الصدقء وأوثقها في حمل التجارب الإنسانية » كما له دور كبير في التثقيف 
والتهذيب؛ ومن هنا ترى أن الشعراء تمكنوا بفضل فصاحتهم اللغوية في التارقية 
وموهبتهم الفطرية في صنع ثقافة خاصة ومميزة للتوارق. فمن هاته القصائد 
الشعرية تكونت صورة متكاملة من الجمال الحسي؛ حينما تواسي الألحان والكلمات 
الأوتارء وحينما يتحول الصراع والأنين والمرح لموسيقى تترجم إيداع التارقي 
وموهبته الفطرية» ولعل أبرز دليل على ذلك هذا البيت الشعري الذي غناه الففان 
النيجيري جابوني يقول فيه: 


341 


أكيادقم تيكلّد تيكال (أنظر إليك تخطين خطوات) 


أزجزقم هار إيمجيّان (تمعنت فيك حتى العروق) 

تان دو إينر تتواك هولان (التي تحت الحاجب صافية جدا) 
جِنَاسْ ليون سين فرجان (حي طبها بستانين) 

تينشارنمٌ هوند أملال (أنفك مثل أنف الغزال) 

إيوات أضو إنساج أمان (يتحسس الريح ويشم الماء) 
إيضلاي واتن إيم المرجان (الشفاه محددة و الفم مرجان) 


إيغلايا سجني 2227 وجين بوكارا22» (مخضب بالنيلة وليس بوكار) 

هذه الأغنية هي من أبدع أغاني التوارق من الناحية التركيبية الشعرية» فبعيدا 
عن الصورة السحرية التي التقطها الشاعر لجسد المرأة من رأسها إلى أخصسص 
قدميهاء دون أن يهمل عضوا من أعضائها إلا وصوره تصويرا جذاباء وما يسحر 
فعلا هو مجيء الشاعر بكلمات شعرية» كل واحدة منها تعشق الأخريات» بشباني 
راقصة ساحرة لتتعانق في زهو حميمي مع زميلاتها في تركيب شعري آسرء يدل 
على قدرة الفنان الباهرة في الخيال وترويض اللغة لتأدية المعنى المراد؛ء كما أن 
أكثر الأصوات المنطوقة في هذه الأغنية هي السين المهموسة؛ بحيث وردت في 
أكثر من أربعين مرة تقريباء فاختار الفنان لها أيضا إيقاعا مهموسا شجيا وحزينا 
ولكنه أبدع وتناسب ذلك طرديا مع اللحن والكلمات الزاهية؛ كأنها هي نفسها تتغزل 
بنفسها وتلتقط الصور لجمالهاء لتضفيه على جمال المرأة التي يمدحها الشاعر حتى 
يزيدها حسنا وبهاء»ء وهناك أيضا ما يسمى ب (تازهلت) في لغة التوارق أي اتجاه 
الأغنية إيقاعياء فهذا هو الإبداع الذي بإمكانه أن يرتقي باللغة ويوسعها. 

فليس هناك كتب حفظت لنا أدب إيموهاغ الغزير رغم تنوعه» والأغنية كانت 
حاضرة في حياة إيموهاغ عبر مسيرة تاريخه الطويل؛ حيث عاشت معه البطولات 
والأفراح والأتراح» كما تتميز بتعدد الإيقاعات» فالإيقاع العادي ييسمى (آليون) 
والإيقاع الراقص للمهاري يسمى (إلُوجَان)» والإيقاع الناشط السريع (تيندي) وهلي 
والإيقاع الحماسي الناشط (تِهَمَات)» كما يصاحب الكل التصفيق والزغاريد» ويوجد 


2012 


أيضا الموال الذي يصاحب آلة الإمزاد التي تعزف عليه المرأة فقط ويُحظر على 
الرجل في العرف الاجتماعي. 

فمن أي باب دخلنا الموروث الأدبي التارقي نجد الصحراء مادته الأولى طبيعة 
ومناخا مشيعا بألوانها وسكانهاء ولكنه بقي شفويا على حد قولهم: (الكتاب نسن 
أكشنت) أي إن كتاب علومهم وأدبهم قد ابتلعوه فهو مجموع في عقولهم ووجدانهم 
ومع تقادم العصور أصبح هذا الأدب مهددا بالزوال والانقراض بموت أهله خاصة 
من شيوخ الطوارق» وجملة أخرى من الأسباب والعوامل؛ ولعل أبرزها الحروب 
وما خلفته من تجهيل وتشتيت للهوية التارقية» فأصبح أبناء الطوارق في قلق يفتشون 
عن هوية ضائعة أوشكت على الضياع بين مطرقة القمع والتهميش وسندان الإلحاق 
الثقافي الأجنبي الغربي» فاقتصر ظهور التوارق في المشهد التقافي تقرييا على 
المشهد الفلكلوري والزّي المظهري الفارغ من أي إنتاج فكري وثقافي. 

4-تأثير الاستعما الثقافة والأدب عند إيموهاغ: 

التوارق شعب متميز بالحرية والارتحال والاستقلال وعدم الخضوع لأي جهة 
تملي عليهم أو تحد من إرادتهم المطلقة في صحرائهم؛ فبعد خروج المستعمر 
الفرنسي من هاته الأصقاع؛ كان أول اهتماماته تحديد مصير الشعوب التي رحل 
عنهاء فرسم حدود الدول المستقلة عنه وفق مصالحه المستقبلية» ونظرته الاستعمارية 
التي تدعو إلى التفرقة وفق مبدأ فرق تسد. وهكذا نال شعب الطوارق حظه السيئ 
من هذه العملية السياسية دون مراعاة لخصوصياته الثقافية والتاريخية والجغرافية 
فتوزع على خمسة دول هي الجزائرء ليبياء مالي» النيجرء وبوركينا فاصوء وبهذا 
ضرب الفرنسيون بمثل تلك الإجراءات التعسفية صميم حياتهم المعيشية» وضيقت 
مجالهم الجغرافي المفتوح لتفتيت وحدتهم الاجتماعية حتى يسهل احتواؤهم ودمجهم 
مع غيرهم» وبهذا تتحقق أهداف الاحتلال ما بعد الاستعمار التقليدي. 

وإلى جانب ذلك سعى الفرنسيون إلى طمس أهم مكونات الهوية عندهم؛ وههي 
الثقافة الإسلامية» حيث أن أول بعثة تنصيرية إلى أهقار ممثلة بالراهب الفردسي 
(شارل دي فوكو) الذي استطاع كسب ثقة العديد من زعماء المنطقة؛ أبرزهم موسي 





213 


أق أمستان قائد أهقار وأبرز زعماء التوارق في ذلك الحين» وساهم شارل دي فوكو 
في تمهيد السبيل أمام الفرنسيين للتوغل العسكري والثقافي في المنطقة إلى جانب 
الدور التبشيري الذي تبناه إلى جانب من سبقه من المستكشفين» وقد اعتمد في نشره 
للمسيحية عدة طرقء فقد كان متعدد الوظائف؛, فكان يجمع بين العبادة وعلاج 
المرضى وتقديم خدمات إنسانية للطوارقء فقد تعلم لغة أماهغ» وسعى إلى اختراق 
التوارق نساء ورجالا وأطفالاء فكان يستعطف الأطفال بالسكر والهداياء ويعلم الكبار 
الخياطة والنسيج وبناء المنازل والزراعة وغيرهاء وكل هذا من أجل كسب تقتهم 
وتطويعهم لتقبل الاستعمار الفرنسي/22) . وبعد احتلال الفرنسيين للمنطقة شرعوا في 
تنفيذ السياسات الاستعمارية المتعلقة بمسح الهوية الثقافية للطوارق؛ ففرضوا حصارا 
وتضبيقا على الكتاتيب والزوايا العلمية والمساجد؛ وهي موارد العلم عند إيموهاغ في 
تلك الفترة. 

ولم يكتفوا بذلك فقط» بل سنوا تشريعا إداريا عام 1926م يفرض بموجبه على 
أبناء التوارق التعليم النظامي الحديث وفق المناهج التعليمية الفرنسية للذين يصلون 
سن التمدرسء وقد اتضحت لاحقا أهدافهم الاستعمارية التي تسعى جاهدة إلى بتر 
انتمائهم بمحيطهم البشري؛ فوراء كل تلك المدارس لم يتجاوزوا مرحلة الأساسي في 
دراستهم» التي تعج مناهجها بضرب الهوية والتنصير والفرنسة» ويضاف لهذه 
السياسة الفرنسية التعليمية المقيتة ما قام به من إبادات في حق الشعب التارقي. 

وبعد انتشار حركات التحرر بإفريقيا ضد الاستعمار الأوروبي سعى الجنرال 
ديغول إلى إعطاء الصحراء الكبرى أو جمهورية التوارق الكبرى كيانا سياسيا 
للتوارق لإعطائهم الاستقلال بعيدا عن البلدان المجاورة لهم؛ شريطة أن تبقى تحت 
الحماية الفرنسية» ودعا لهذه الغاية وفدا من طوارق مالي والنيجر والجزائر لحضور 
احتفالات 14 يوليو 1958م بفرنساء وأطلعوهم على المصانع الحربية ومصانع 
السيارات؛ ظنا منهم أن هذا سيغير رأيهم في الاستقلال التام عن فرنساء فاتفقوا 
جميعا وصوتوا لصالح الاستقلال والتخلص من المستعمر الكافرء وبعد خروج فرنسا 
بقي التوارق بعيدا في صحرائهم يضطهدون من جديد على يد حكامهم الجدد» وهكذا 


244 


وجدوا أنفسهم يخرجون من استعمار إلى اضطهاد. مثل الذي حدث في مالي بين 
التوارق بالأزواد والحكومة المالية. فكل هذه الظروف السياسية التي مر بها الطوارق 
من استعمار واضطهاد والمشاكل الإقليمية أَنْرت وبشكل كبير على النمو والتطور 
الثقافي العلمي عند إيموهاغ بما فيها الأدب وفنونه المتعددة(24) . 

-بوادر نهضة الأدب التارقي وأهم رواده بالجنوب الجزائري: 

قال الوزير الفرنسي الأسبق بينون: لقد خسرت فرنسا إمبراطورية استعمارية 
عظيمة وعليها أن تعوضها بإمبراطورية ثقافية» ويقصد بكلامه إمبراطورية التوارق 
لذلك سعوا لتسهيل الأمور وتذليل المصاعب أمام الفنانين والكتاب الكبار ذوي 
الأصول التارقية؛ فكانت بداياتها من أوروبا ومنها بدأت النهضة الثقافة التارقية 
واشتهرت على الصعيد المحلي والعالمي؛ فكان من أبرز روادها إيراهيم الكوني 
الكاتب والروائي الليبي التارقي» من مواليد 1948 بغدامسء درس الآاداب في معهد 
جوركي للآداب بموسكو ويجيد ثمان لغات؛ وله واحد وثمانون مؤلفاء وتتسم رواياته 
بلغة عربية كلاسيكية» نستطيع وصفها بلغة الاستعارة أو هي لغة روحية شبيهة بتلك 
التي كتب بها كبار المتصوفة» وهذا ما أهله أن يكون مدرسة سردية لها عالمها 
وقوانينها ولغتها الخاصة» فقد صنع الرجل مقاما روائيا خاصا بأساطير وديانات 
الأمازيغ وحكايات البشر والحيوانات والكائنات في الصحراء الكبرى بخيال ومفردات 
ثرية سجل عبرها أسرار التوارق التي استرددها من قبضة الضياع والتيه» بحيث أثر 
في كل المثقفين التوارق بالصحراء الكبرىء وبدوره شاعر الطوارق مخمدين خواد 
النيجيري الملقب بصوت التيه والترحال؛ الذي من أقواله الراسخة: جزء كبير من 
أشقائي الأفارقة -التوارق خاصة- يسيرون إلى الغرب؛ لكن لماذا لا نسير إلى 
أنفسنا؟ فاستطاع الشاعر منذ كتاباته الأولى في منتصف الثمانينيات أن يكون سفير 
شعبه وأن يكشف تراث وحضارة هذا الشعب سواء في شعره أم نثرهه وكذلك في 
رسومه التشكيلية ومقالاته السياسية» ومؤخرا تحصل على جائزة الأركانة الذهبية 


العالمية بالمغرب. ويعتبر كذلك من بين الأوائل الذين اهتموا بالأدب التارقي وأسسوا 


215 


مدارس ساهمت في النهضة الأدبية لكل التوارق بالصحراء الكبرى بمن فيهم 
التوارق بالجزائر(27) ). 

5-بعض رواد الأدب التارقي في الجنوب الجزائري بتمنغست: 

لا يعرف الكثير عن الثقافة التارقية في غير الفن والموسيقى التي بلغت العالمية 
فبقيت مجهولة ومغيبة عن المدونة الثقافية الوطنية لغياب أو نقص المهتمين 
والباحثين» وهذا ما دفع مثقفي التوارق إلى البحث والكتابة في هذا التتراث الحامل 
للحقيقة» بعيدا عن الإيديولوجيات الحديثة التي تفرضها من حين لآخر الشقفروف 
السياسية» ومن الأسماء اللامعة في هذا المجال نجد الأستاذ البلاأحث محمد حمزة 
والدكتور بادي ديدا الأنتروبولوجيء والشاعر المتنقل رغم كبر سنه محمد عجلة 
(خمده)» والأديب والشاعر مولود فرتوني. 

-الأستاذ حمزة محمد فوفو: حمزة محمد من ولاية تمنغست يعمل حاليا مفتش 
اللغة الأمازيغية في وزارة التربية الوطنية» ومن مؤسسي جمعية الإمزاد التي تعنى 
بحفظ التراث» وساهم بشكل كبير في إحياء حروف التيفيناغ ونقلها من الكتابة على 
الحجارة والصخور إلى الأوراق» وله جهود كبيرة في تطويرها وإضافة الحروف 
المتحركة لها من أجل تسهيل كتابتها وقراءتهاء ولاتزال أبحاثه متواصلة في هذا 
المجال» له عدة مقالات وطنية ودولية» له عدة دواوين شعرية ومحاضرات مسجلة 
في الأنترنيت» وله برامج دائمة حول تماهق بإذاعة تمنغستء, ويعمل حاليا على 
تأليف كتاب يجمع فيه ما توصل له من أبحاث حول لغة تماهق وحروف تيفيناغ. 

من أشعاره: 

نك امانوكال باس تقالغ 

اكال نانا باس تقدالغ 

أوا ترهم باس تسانغ 

آشك نويي استطافغ 

الشاش نكس باس تنضاجغغ 

تماهق داغ باس اوالغ 


316 





آفنغ أوييق باس تكتابغ 

سرهونشتما باس توقازغ 

تمات نلكه باس نواالغ 

ايمزاد سوات باس اجادغ 

تيناري وين باس ازاغغ 

اميس نكسنت باس تنايغ 

تيركفينين باس الوايغ 

تيكمسينين باس اغراهغ(26). 

-مولود فرتوني: كذلك هو مهتم بالبحث في الثقافة الشعبيةء من مواليد 11 
مارس 1976 بالحي الشعبي أنكوف بعاصمة الولاية تمنغستء وهو خريج قسم اللغة 
العربية بجامعة الجزائرء وبعد أن خاض غمار الشعر نشرت له عدة قصائد في 
الجرائد والمجلات الوطنية» واشتهر برواية (سرهو) التي جمعت في طياتها أسمى 
معاني الجمال والصفاء من جهة والحب والتضحية من جهة أخرىء بالإضافة إلى 
عدة نصوص مسرحية مثل 'أتاكوريا"» وحاليا يشتغل كمستشار ثقافي بمديرية الثقافة 
الفاعلة والمساهمة في الدعوة إلى الالتفاف حول الثقافة المحلية والاهتمام بجمع ما 
يمكن تداركه من الموروث الشعبي الشفوي الذي يهدده الأفول والذوبان277) . 

-محمد عجلة: هو علم من أعلام منطقة الهقار» مؤمن بأن التشعر هو سجل 
لتاريخ الإنسان التارقي ورمز هويته الأمازيغية التارقية الصحراوية» بدأ نظم الشعر 
منذ كان عمره 12 عاما على حد قوله؛ فقد تبللورت قدراته على نظم الشعر 
بحضوره حفلات الأعراس والأعياد بمسكنه إيدلس (220 كلم من تمنغست) 
واستمتاعه بسماع أشعار أمازيغية (تارقية) قديمة نظمت من قبل أوائل الشعراء 
التوارق» واعتكافه في الصحراء بعيدا عن ضوضاء المدن لأنه يؤمن بأن الشعر لا 
يلقن بالمدارس أو الجامعات. وعرف الرجل بحبه للأشعار المرافقة للإمزادء فهو 
يرى الإمزاد نوعا من العلاج الروحي للتارقي» ولا يجوز بأي حال من الأحوال 
عصرنته لأنه مساس بالهوية» ومن أشعاره: 


2317 


تاهيوين ادؤيغ جير تِدَرغين 

أميتنيّد وَقَدْ هُوند تودابين 

تغِيلد امَجدال وان تمدذوين 

وايَجِمَيّن تلا اد تهوليلين 

آسمهيّغ اد مزّاغ وان تركفين 

أليلد أبَادا وان تَسلِيكاوين 

أسُوليغ إظيرنين تظوليَاوين 

ئيس هنيغ اد تيس تجار ع تيو كاسين 
أهو رب يغ دري يه ان تَملالين 

ادق وادجميتت الا داو تميوين 
اويندغ اوف تيذرين أدّربتنين فل تنذيري تان تلوين 
إن تطايت ادجّرغ قير تموين أفليغ 
ساة ضة ايتمضّانين 

تايتسمضرن اولين هراوه وتتنسين 
نفلا انسانفران جير تماواضين 
اننوسا تيهوساي تيهيدكبلنين 


تاترّبى ماس دغ افوسنيت ورتلغين 
اسلاتاس كيل تاهيفت أكد ويهتلانين 
اد كيل تاظروك ويهنين إسغلاي وين تين تارابين(28). 





إن ما شهده الإعلام والاتصال من تطور تكنولوجي سريع ساهم بشكل كبير في 
إزالة الحواجز اللغوية بين شعوب العالم وجعل اللغات القوية تسيطر على اللغات 
الضعيفة وتضعف ثروتها الحضارية شيئا فشيئا(”*» وهذا ما يهدد لغة تماهق في 
عصرناء والحفاظ على ما تبقى من هذا الرصيد يقتضي الإسراع بتدوين الموروث 


3158 


الشفوي من شعرء ونثر وقصص وأمثال وحكمء التي تخزن لنا مآثر الأجداد 
وفلسفتهم في الحياة» هذا إضافة إلى رسم سياسة تعليمية فعالة وبناء منظومة تربوية 
ناجعة تمكن الطلبة والباحثين من حفظ التراث المهدد بالزوال(30 . 

ويرى الأستاذ محمد حمزة الباحث في اللغة الأمازيغية أن الدور الذي يمكن أن 
تقوم به الأكاديمية الوطنية للغة الأمازيغية يكمن في نقل التراث الأمازيغي وخاصة 
التارقي من الشفهي إلى الكتابي» وأن يكون لها دور إعلامي تواصلي وتحسيسي 
بين كل المتغيرات الأمازيغية (اللهجات) بالموازاة مع عمل الأكاديمية الذي يعنى 
بالبحث العلمي والميداني بالتنقل لكل المناطق التي تتواجد بها مصددر الرواية 
الشفوية وتدوينهاء وأن يضم على مستواه باحثين ومختصين وعلماء مركزيا ومحليا 
وعدم الاكتفاء والتوقف على ما توصل إليه الأستاذ الراحل مولود معممري فقط 
لكون اللغة تطورت وعرفت بروز إضافات جديدة مما يحتم العمل بروية وتأن 
للوصول إلى نقل التراث من الشفهي للكتابي وكيفية رسمه!ة7 . 

كما أكد الدكتور تياني أحمد -أستاذ اللسانيات بالمركز الجامعي الحاج موسى 
أق أخموك- ضرورة إخراج الأمازيغية (التارقية) إلى التناول العلمي والموضوعي 
عن طريق دراسات دقيقة تعيد الألفاظ والأساليب إلى بداياتها وفسح المجال أمام 
المتخصصين للفصل في ذلك حرصا على التكامل وحفاظا على الهوية وتحقيقا 
لحضور التراث المشترك في وطننا العزيز لتجسيد تجانس لغوي بين كل اللهجات 
الأمازيغية المتنوعة والثرية» ومن خلال ذلك يمكننا حفظ وترقية الموروث الأدبي 
الشفوي لتماهق من خلال: 

-إعادة تواجد اللغة الأم من خلال فتح المجال لعمل الذاكرة لإحياء الماضي في 
نسخته الأصلية وجعلها حقائق تسكننا طوال الحياة» فمن المحاور الهامة التي 
بالإمكان تناولها هي: 

-العودة للغة الأم تماهق» ومنه إحياء مجالها الجغرافي؛ مما يسهم في بناء 
الإنسان؛ ليتعرف على نفسه وهويته. 


2319 


-تنشيط اللغة الأمازيغية (التارقية) باستحداث الكلمات لزيادة الرصيد اللغوي 
المرتبط بالتعبير العميق» ويتطلب الأمر الشروع في البحوث اللسانية التطبيقية 
لتطوير كافة الوسائل الضرورية لممارسة الترجمة بالاستناد بداية إلى اللغة التارقية 
مع العمل الدائم على حماية المضامين والمعاني. 

-الاهتمام كذلك بالطابع الأمازيغي للمحيط بتدوين مزدوج لواجهات المؤسسات 
العمومية والخاصة والإشارات التوجيهية وكذلك المحلات بالعربية والأمازيغية 
التارقية بخط تيفيناغ. 

-إعادة بعث المهرجانات الموسمية والاحتفالات التي تشجع على الإبداع الففي 
الثقافي لمختلف الفرق الفنية والجمعيات؛ لأنها تعتبر فرصة مثالية لتبادل الأفكار 
والرؤى والثقافات المتنوعة من خلال نشاطاتها التي تنقل صورة إيموهاغ للعالم. 

-تنظيم دورات تكوينية لفائدة المثقفين غير المتحصلين على شهادات أكاديمية 
في كيفية كتابة النصوص العلمية والأدبية بلغة تماهق وتشجيعهم ومرافقتهم العلمية 
في هذا الميدان. 

-تحسيس العائلات والمواطنين بأهمية تدريس اللغة الأمازيغية وحروفها 
التيفيناغ؛ كونها تختلف عن التي يتكلمون بها في البيت؛ لأن اللغة التي لا نعطيها 
البعد البيداغوجي والأكاديمي العلمي اللازم تبقى لغة شفهية ومع مرور الوقت 
تسيطر عليها اللغات القوية» فكتابتها بحروفها شيء لابد منه؛ من أجل ضمان 
استمرارها وبقائهاء وأن يعمم هذا على المستوى الوطني» فهي الوسيلة التي تساهم 
في تكوين الإنسان لواقعه وحفاظه على هويته وخصوصيته الحضارية عبر الزمن. 

-جرد وتدوين كل الموروث الشفهي بجميع فنونه» بحيث يكون العمل ممنهجا 
وتحتضن المشروع هيئات مختصة مثل وزارة الثقافة أو وزارة التعليم العالي 
بمخابرها المختصة. 


330 


- خاتمة: 

نظرا للخطر الذي يهدد هذا الموروث الأدبي الغزير» توجب علينا البحث 
والابتكار لحمايته» ولا يقتصر الأمر على حماية هذه المفردات والعناصر التراثية 
داخل المتاحف والمظاهر الفلكلورية والأزياء الفارغة» وإنما البحث في قابليتها 
للتحديث» والعصرنة بعيدا عن المغلفات والجسوم الجامدة للفرجة:؛ وإنما عبر 
إحيائها بالتدوين والتعريف بهاء ثم جعلها جزءا من الواقع اليومي للتارقي» والتأكيد 
على الغنى والتنوع الذي يتميز به هذا الموروث وإيرازه وضرورة جمعه والعمل 
على توظيفه في الوسائل التكنولوجية الحديثة» من أجل نشره على أوسع نطاق» 
ولابد في هذا السياق من الاقتداء بالتجارب الناجحة للغير في عملية التوثيق 
والتدوين» مما سيساهم لامحالة في حفظه من الضياع والاندثار» وفق منهج علمي 
وبحث معمق ورؤية إبداعية ثاقبة؛ تنتقل بالموروث الأدبي والثقافي للتوارق من 


الذاكرة المستهلكة إلى المستقبل المنتج. 


3531 


هوامش الدراسة: 


(() - مبارك الميلي: تاريخ الجزائر في القديم والحديث» تح. محمد الميلي: المؤسسة الوطنية 
للكتاب؛ الجزائرء ج2» د.تء ص216-215. 

9) - المرجع نفسه. ص20. ينظر: محمد السعيد بن سعد: المعمّون والملثمون يحاورون 
الصحراء (الهقار وتديكلت نموذجا)» مقال بمجلة الواحات للبحوث والدراسات» تصدر عن 
المركز الجامعي غرداية- الجزائرء ع15., المطبعة العربية:؛ غرداية. 2006م.» ص207- 
05 

0 - التنبكتي: الطوارق» منشورات منظمة تاماينوت » د.م.ن» دت» ص ص 20- 21. 

- المرجع نفسهء ص21. 

9 - محمد السعيد القشاط: التوارق عرب الصحراء الكبرى؛ مركز دراسات و أبحاث » د.م.ن 
ط22: 1989م » ص ص 18-17. 

9) - محمد السعيد بن سعد: المرجع السابقء ص208. 

0 - محمد بن عبد الله ابن بطوطة: رحلة ابن بطوطة: تحفة النظار في غريب الأمصار وعجائب 
الأسفارء تح.محمد عبد المنعم العريان» راجعه مصطفى القصاصء دار إحياء العلوم» بيروت 
لبنان» ج2: ط1ء 1987 م » ص 709. 

(آ) - التنبكتي: المرجع السابق»ص35. 

0 - محمد الهادي حارش : مملكة نوميديا » دار هومه » الجزائرء 2003م: 219. 

')- تتمثل هذه الدراسات باكتشاف صخرة في نهاية جبال الأطلسي موحدة بين المغرب والجزائر 
تتضمن رسما جداريا لرجل موشم تيفيناغ وعثر على مقبرة منه على رمح برونزي مع العلم 
أن ظهور البرونز يعود لحوالي 1500 سنة ق.م بينما الأبجدية الفينيقية ظهرت حوالي 1200 
ق-.م أي إن ظهور الكتابة الفينيقية متأخر بقرون عن نقوش تيفيناغ التي عثر عليها. ينظر: 
مدوننة عبد ال رحمن الحرمي:-70816لا5://08600مااط 
امناط. 9_غ5هم-01.6071/2016/11/6109م1095ط./ا10ة]نامطاة3 يوم 2018/3/20. 

(1!) حينظر 102©]8.019.الاللانها//:214]05 يوم 30 مارس2018م. 

2') - إبراهيم العيد بشي: البعد العسكري في تاريخ بلدان المغرب القديم من خلال رسومات 

تاسيلي ناجر والمؤرخين القدامى؛ دار زاد الطالب» (د.ت): ص7-6. 

- محمد الهادي حارش: التاريخ المغاربي القديم السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى 

الفتح الاسلامي؛ دار هومهء الجزائرء 2014. ص32-31. 


013) 


352 


4')- إبراهيم بتقه: جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية لدى قبائل الطوارق خلال القرن 
9م: مقال بالملتقى الوطني حول الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الجنوب الجزائري خلال 
القرنين 13-12ه/19-18م من خلال المصادر المحلية: 24.25 يناير 2012م بالمركز 
الجامعي الوادي» مطبعة منصورء 2012م» ص275- 276. ينظر: إبراهيم العيد بشي 
الطاسيلي ناجر الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع التارقي قديماً وحديثاً: 
منشورات الحبرء الجزائر ط1ء 2009. ص 110. 

(5')- عبد السلام بوشارب: المرجع السابقء ص65. 

9') - تيمشي: تعتبر نوعا من أنواع الحجارة الكريمة» كانت تستخدم عند التوارق قديما في نزع 
الشعر من الجلد وفي أعمال الدباغة عموما لأنها حادة الحواف. 

(7') - عبد السلام بوشوارب: الهقار أمجاد وأنجاد , د د نء د ب نء 1985: ص57. 

(3!) - المرجع نفسه » ص 59-58. 

9) - القصة متداولة في مجتمع إيموهاغ وسمعناها كذا من مرة من شيوخ إيموهاغ التوارق. 

0) - هذه الأمثال والحكم متداولة عند الطوارق بالجنوب الجزائري وهي حاضرة دائما في 
حديثهم وتحتفظ بها الذاكرة الشعبية لإيموهاغ. 

(0) - بوكار: هو نوع من القماش الرديئ أمنود اللون. 

ات بجني هو الصبغة الزرقاء التي يتركها للقمائن (الشى) على جلك أو بشرة التارقي: 

(3©) - تيمشي: عميراوي حميدة وآخرون: السياسة الفرنسية في الصحراء الجزائرية 1844- 
6م دار الهدى عين مليلة» الجزائرء» 2009م» ص 124. 

0- كنانة ولد النقره: الطوارق من الهوية إلى القضية» المركز الموريتاني للدراسات والبحوث 
الاستراتيجية» موريتانياء 2014» ص9. 


6- المرجع نفسه» ص9. 


(26) - مقابلة مع حمزة محمد فوفو بتمنغست يوم 15مارس 2015م. 
)27 - مقابلة مع مولود فرتوني بتمنغست يوم 16 مارس 2018م. 
(8©) - مقابلة مع محمد عجلة بتمنغست يوم 16 مارس 2018م. 
(29) 


يكير أرزقي فراد: الأمازيغية وسؤال الانتماء» دار هومةه.» الجزائر» 2206 ص 47. 
 60(‏ المرجع نفسه » ص 47. 


(61- حمزة محمد فوفو: المقابلة السابقة. 


3233 


اللسان الأمازيغي في سير الوسياني 


أ. عيسى حاج امحمد 
دراسات أدبية - جامعة غرداية 


110.315522002 © 1-1 


إذا بحثنا في تراثنا عمّا نقله علماؤنا باللسان الأمازيغي وما مدى اهتمامهم 
بثقافتهم الأمازيغية نجد رصيدا ثريا نفتخر به. حيث ساهم في الحفاظ على هذه 
الثقافة» ومن هذه الأعمال مدونة ترجع إلى القرن السادس الهجري / الثاني عشر 
الميلادي وتتمثل في كتاب 'سير المشايخ" لأبي الربيع سليمان بن عبد السلام 
الوسياني (حيّ في: 557ه / 1161م) مدونة تحوي مفردات وتعابير وحكما 
ورصيدا ثقافيا نادرا رواها صاحبها من لسان أصحابهاء وحافظ على روايتها. 
ومدونة مهمّة لدراسة اللغة الأمازيغية القديمة» والتي تمثل حقبة تاريخية متميّزة من 
حياة الرجل الأمازيغي» والتي يصف فيها صاحبها أُسُس حياته الدينية والعلمية 
والاجتماعية. لذلك ارتأينا أن ندرسها ونكشف ما فيها من خلال هذه النقاط التالية: 

أ) التعريف بالوسياني وكتابه السير وأهميته. 

ب) النصوص الموجودة في الكتاب باللسان الأمازيغي. 

ج) شرح ألفاظها وكشف معانيهاء والعبر التي تحتويها. 

د) اللهجة الأمازيغية المستعملة والطريقة التي كتبت بها. 

ه) الخاتمة والتوصيات. 

خطوات العمل: قمنا باستقصاء العبارات والجمل الموجودة في الكتاب باللسان 
الأمازيغي؛ وبيان سياقها في النص إما بتقديم ملخص لها أو وضعها كما وُجدت في 
الكتاب» ثمّ قمنا بشرح ألفاظها قدر الإمكان بالاستعانة بالمعجم العربي الأمازيغي 
مع إثبات ترجمة المؤلف للنصّ الأمازيغي إلى العربية إن وجدت. 


355 


أ) التعريف بالوسياني وكتابه السير وأهميته: 
1) التعريف بالوسياني: 


هو أبو الربيع سليمان بن عبد السلام بن حسان الوسياني» ولد بقصطيلية من 
بلاد الجريد بتونس» ينتسب إلى قبيلة بني واسين البربرية» وصفه الدرجيني في 
كتابه الطبقات بأنه: "أحد شيوخ الحلق الكبارء الحافظ للسير والآثارء المروي عنه 
الفوازيك والأخيان ل ننه نون 5 تأفل العو فى كل الأعضار» وهمدية أوضنتافه 
باختصارء إنك مهما وجدت رواية قديمة عن أبي الربيع فهو راويها عن شيوخه 
الأخيار7')؛ نشأ في برقة بليبياء ثم نزل إلى آجلو بوادي أريغ وعمره ثماني عشرة 
سنة» حيث أستاذه أبي محمد عبد الله بن محمد العاصمي (ت: 528ه/1133م) 
وقضى فترة من الزمن بوارجلان؛ أهمّ معاقل الإباضية بعد انقراض الدولة 
الرستمية» وقد برز في اللغة والتفسير وعلوم القرآن» وأمّا عن مؤلفات الوسياني 
فلم تذكر المصادر إلا هذا الذي بين أيديناء الموسوم ب "سير الوسياني" بجزأيه©. 
توفي بعد (557ه / 1161م). 

2) تعريف بكتابه السير وأهميته: 


الكتاب فيه ذكر لمناقب السلفء وكرامات الأولياء الصالحين» وفتاويهم الفقهية 
وأحداث تاريخية» ومواقف تدعو إلى التأستي والاعتبار» وفيه ذكر التراجم بصفة 
خاصة» خاصة فيما لم يذكره من سبقه. حيث غطى الفترة التي بينه وبين أبي 
زكرياء يحيى بن أبي بكر الوارجلاني في كتابه السير (توفي بعد سنة: 
4ه/1071م)؛ جمع من اشتهر من الرجال في كل منطقة إياضية في المغرب 
الإسلامي» فابتدأ بمنطقة نفوسة؛ ثم منطقة جربة» ثم منطقة القصور وهي قصطالية 
ونفزاوة» ثم منطقة أسوف وأريغء ثم منطقة وارجلان. 


فقد اهتم في الجزء الأول بذكر سلسلة نسب الدين» من لدن مؤسسه جابر بن 
زيد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهاء عن رسول الله يك إلى آخر عالم تلقاه 
ليبيّن لمن لا يعرف أصل المذهب الإباضي منبعه ومصبّه. 


356 


وأورد بعض الأقوال على لسان العلماء» تفصح عن المعتقد الإباضيء. مثل 
الحديث الذي جرى بين أبي زكرياء والد يونسء وأبي محمد كمّوس الزواغيء وهو 
على فراش المرضء وقد وسوسه الشيطان: ويقول له: 'كيف ربّك؟ وأين ربّك؟ 
فقال له أبو زكرياء: "اعلم وأيقن أن كل ما يخطر ببالك» وتكيّفه بقلبك» فذلك صفة 
الخلق» والله لا تكيفه العقول» ولا تبلغه الأوهام» ولا تمثله النفوس؛ ولا تحيط به 
الآراءء ولا تدركه الأبصارء طلَيْسَ كمثلِه شيء وَهْو السّميعٌ البصير” 2(4) 

وأما الجزء الثاني: فنجد أغلب تراجمه عن مشايخ جبل نفوسة» وعن مشائخ 
قنطرارة ونفزوة وجربة» نسبها إلى قراهم المشهورة بالعلم والصلاح.؛ مثل: 
إيجطالء وتندميرة وتملوشايت وغيرها. 

وذكر مستجابي الدعاء؛ ومشايخ تزوّجوا قرائنهم في الخير وآخرين تزوّجوا 
رديئات» ثمّ يخصص قائمة للنساء (العجائز الصالحات)» وينسبهن إلى قراهن» ك: 
زروغ وأسيت وأصييل» وتوجّينت وغيرهن. 

وأورد أهم الروايات التي تخدم الجانب الأخلاقي والعقديء وذكر كرامات 
الأولياء الصالحين كما كان شائعا في ذلك العصرء مثل ما هو عند أبي زيد عبد 
الرحمن الدبّاغ (696-605ه) في كتابه 'معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان" 
الهدف من ذكرها الاقتداء والتأسّي بأخلاق هؤلاء الأولياء. 

كما ذكر الوسياني عدّة وقائع؛ منها: تفاصيل وقعة مانو الشهيرة (سنة: 
3هم/896م).: وأيضا قتال المعزٌّ بن باديس وطريقة تعذيبه لأبي عمرو النميلي 
(سنة: 431ه/1039م). وغيرها. 

وقد ذكر أيضا وجود الإباضية بغرب إفريقيا تنويها لما للإباضية من شأن في 
نشر الإسلام بإفريقيا وحيازتهم قصب السبق في الميدان التجاري والدعوي» 
كذهابهم إلى 'جاو'(4) وذلك في القرن الثاني/ بداية القرن الثالث الهجريء وإلى 
'"غانة" في القرن الثالث وبداية الرابع الهجريين. 

لقد كانت لسير الوسياني أهمّيتها عبر العصور فعليها اعتمد أبو العبّاس أحمد 
الدرجيني (ت: 670ه / 1271م) في طبقاته؛ وأبو العبّاس أحمد الشمّاخي ( ت: 


357 


8 ه / 1521م ) في سيرهء وغيرهما من المؤرخين وكتاب السيرء فهي إحدى 
أهمّ مصادر المادّة التاريخية لتاريخ المغرب الإسلامي©. 

ب) النصوص الواردة في الكتاب باللسان الأمازيغي: 

سياق النص: وذكر أبو الربيع وأبو نوح وأبو سهل' أن أبا ثمان7) ممن كان 
سكن بجبل نفوسة من مزاتة» قالوا عنه: مشى يوما إلى البئر يستقي الماءء فلم يجد 
من يمسك له فم السقاء» فنظر فإذا ذئبء فقال له أبو ثمان: «وار سَدنوس اس 
شك غف ومان أكلد أَطّف أَيَدَيد أيتلّاف أَنولي»»: وقال الذئب: «أولي أدتمدورت أنغ 
أبَا نْمَان» ورتكنيز أَمْ شك توليين»» فجاء الذئب فأدخل رأسه بين عِلَاقنَيْ السقاء 
وأمسك بفيه فم السقاء» فملاً أبو عثمان السقاء ماء؛» فذهب كل لوجهه. فأخبر الذئب 
بأمر غائب» فرجع أبو ثمان إلى غرفة له فيها شعير مخزونء فتصدق بما فيها من 
الشنعيل 28 

1) الفقرة الأولى: «وار' دوس غاس شك غف ومَان أكلد أطّف أيَديد يتناف 

شرح الألفاظ: أطف أَيديدُ: امسك القربة؛ وأَيَديِد > تعني القربة» ويقال 
بالميزابية: أَجَديد أن - للإضافة. أيلّاف أنولي: يا آفة الغنم؛ ولي - الغنم. 

ترجمته في النص: «فقال له أبو ثمان: تعال امسك لي هناء لم أجد غيرك يا آفة 
الغنم»©. 

2) الفقرة الثانية: وقال الذئب: «أُولّي أَدْتَمَدُورت أَنَعْ أبَا قْمَان, ورتكنيز أَمْ شك 
توليين» 

ترجمته في النص: «تلك معيشتي يا أبا ثمان لم أخزن مثلك الشعير حَولي» 
أو لم أكنز مثلك!12). 

شرح الألفاظ: تَمَدُورت - المعيشة أو الحياة» أنغ - للجميع. ورتكنيز -لم 
أخزن؛ أم شك - مثلك. 


العبرة : يتعظ الشيخ أبو ثمان بالحيوان الذي يسعى ولا يدخر. 


355 


سياق النص: جاء في رواية لثلاث نسوة صالحات تمنين التفاني في خدمة 
الغير رجاء ما عند الله» قالت إحداهن تسمّى منزو بنت با ثمان: أتمنى لو تزوجني 
رجل ذو غلظة فيحملني ما يعجز عنه مثلي» وصار الأمر كذلك إذ كان زوجها 
فاجراء بنى لها بيتَا بعيدا عن الناس وكان يسيء إليهاء فلما كان ذات يوم إذا قاففة 
لأهل جادو(!!) قد مرت بهاء فأنشدت بينَا بالبربرية» فقالت: «مَصِي أَنودًا يحل مقر 
نا كنا أَيَدَا تو إشجمطغ وَسركنوا أوراجيغ تسخاغف ورسقع ؛ أمطاجيغ تامتزوية 
تسلو أدجية أغوريغ غومَرتَن يمان أمِيدّان تفحدن أوقيذ َف يوش 
أمْرِيِي»7” ') فوقع كلامها في مسامع بعض أهل القافلة» فكان أهل القافلة يتذاكرون 
قول المرأة ففطن لها الشيخ أبو زكريا يحيى بن يونس السدراتي7) الذي في قريته 
'تين ورزيزف» فخرج إليها هو وأبو ثمان والمشائخ» فمكثوا عندها ثلاث ليال» 
فلما اران وداعها قالت لأبي زكرياء: «تكسط واروجنء تَملَيطْ[تَمِْيط] توسُوتة 
إيسدرا ينغن» قاد أأسْ أن تصنريرن" فقال لها قولي : أس أن تتَمّرِين», ثم قال لها 
أب شنانة: «أريتت ترا أشغشم ؛ [أشغم شم]أيل َيُوشمْ ورتويد أَكسِيِلِي أكسِيلِي 
صصيدر تورذ تامْرا أن وسّان يَمَت ويتَمَتّان يَلَدْ وَمُونَسْ أس فلَام», فودتعوها 
ومضواء فحتى إلى اليوم العاشر من دعوة ني ثمان» أخذ زواج منزو إيله على بئر 
لهم؛ فانقطع له الدلو في البئرء فنزل إلى الدلوء ولم يترك أحدا من حفدته ينزل» 
فلما رفعوه من لخن هاف حتاو عتلن ف زه لم فأحام ريكقيد لل غاره؛ء فسمعوا 
قضفضة عظامهء وكفى الله المؤمنين القتال. 

وذكر الشيخ أبو نوح أنه لما جلبها قامت إلى العشاء فعملته وأصلحته وشأنه 
وقامت إلى الركوع والصلاة فقالت: «مك أكتيغ مَك أكتيغ وز كوف أن تمن ؛ يَاوز 
ييطس أل شسنديذ أَرَازْمك[أرَانَ مَك] أتوطون». حتى برق الفجرء وطلع لمكت 
وهي كذلك تصليء حتى وصلت منزل الزوج الفاجر والحمد لله. 

3) الفقرة الأولى: : «مصبي أنودَا يحل مَقر' إنا كنا أَيَدَا أيتوا تَجَمَطغ وَسَرَكنوا 

أو راجيغ تسُخاغف ورسقغ أمَطَاجِيغ تامئزويّة أيتسلون أَوُوجيغ أغوريغ عومرتن 


يمان أمِيدان” يفحدن ا غف يُوش أَمْرِينِي»4 1( 


359 


ترجمته في النص: فقالت: لا أحد يزور في الله أحداء فيذهب غم النفوس 


ويوتل الواسكرة 
4 الفقر 5 الثانية: وقالت لأبي زكرياء: «تكسّط وَارُوجن» 1 


إيسدرا 0 فاد أأس” أت تصنريرن" فقال لها لقول: أ أت تتَمّرِين كد 


شرح الألفاظ: أَسْ أن تصنريرن- يوم الشدائدء أَسْ أن تَنمّرينْ - هو يوم 


البركات والمفاوز. 
ترجمته في النص: قالت لأبي زكرياء “انضبي لى ها هنا افتدمك أريدل ينا 
الوحكنة قتصيها»وغطلف علية قدكاء فقالت: أزلت عني الوحشة» و علمتني العلم 


لم تر العطش يوم المرورات» فقال لها: ليس كذلك» ولكن قولي: أزلت عني 
الوحشة» وعلمتني العلم يا سدراتي؛ لم تر العطش يوم الشدائد؛ لأن المرورات 
المفاوز في الدنياء والشدائد جمعت الدنيا والآخرة 
5) الفقرة الثالثة: قال أبو ثمان: "أريتت ترا أشغشم7 0 ييل أَيُوشمْ ورأنويد 
أكسيَلِي أكسِيَلِي صصيدر' تور تَامْرا أَنْ وَسّان يَمَت وَيتْمَتَان يَلْد وَمُونس أَُسْ 
فلات"(18) 
شرح بعض الألفاظ: أرينت ترات كتبت الصحف؛ يلت بحاصي ترد 
وَسّانْ- عشرة أيام» يَمَت ' ويتمتان- يموت من يموت. 
ترجمته في النص: ثم قال لها أبو ثمان: سبق القضاء يا بنيتي» وزوجتك لمن لا 
يحبني ولا يحبكء ولا أحبه إنه [كذا]إاصبري عشرة أيام» يموت من يموتء وينقطع 
عنك السوء والنصب. 
6) الفقرة الرابعة: قالت: «مَك ا مَك أكتيغ أَيُزَزلوقن أن تَمْس ياو ييطس 
أل تمندي” أراز'مك(9 11 أتو علو 200 
شرح الألفاظ: أرازامك أتوطو: - أفتح عيني. 
سياق النص: قيل في حادثة مقتل أبي عمر النميلي21» قتل شهيداء قتله بني 
وتران زويلة" بأمر من المعز بن باديس الصنهاجيء قتلوا أكثر مشائخ جربة؛ ونجا 
من نجاء فلما جن عليهم الليل رجعوا يتفقدون القتلى ويدفنونهم» فسمعوا قائلا يقول: 


3060 


يلبث المعز بن باديس إلا قليلا أن خرج عليه مونس بن يحيى الطنبريء ففرق 
شمله» ومزق وصلهء وخربت زويلة والقيروان. 

7 «أوينغن بُوبْكَر' النميلي يفترق العزنك أو ويثال أيُو صا افتَافقَاس 
ترجليد:»(23) 

شرح الألفاظ: أوينغن بُوبْكرْ النميلي- يا مَنْ قتل أبا بكر النميلي» 

يَفترق العزنك - تفرق عزك؛ افتانتاس- تفتت (في القاموس) تفتوتس؛ ترَجلين- 
ريشء (في القاموس) تبجير: تبجيرن أو تبجيرين. 

د في النص: يقول: «يّا مَنْ قتل أبا بكر النميليء تفرق عِرْك مثل 
الرخهاة 7 إذا وقع ريشة ريشة» 

النض-وذكن الفشافة يمان سكي أباامهامى دوسن بن جذزه تيدان 
التوجّه إلى الحجّ وأبو مهاصر يتوهم أنه خرج معه مودّعا له» حتى وصلًا مصلى 
أبى مهاصرء فوقفت به أتانه» فدعا الله» فقال له: ابق في حفظ الله يا باثمان» فقال 
له باثمان: أوَ تقول ذلك يا موسى بن جعفر؟ أو ترى أني أقيم بعدك؟ لعلنا نرعى 
الإبل والغنم» فقال أبو مهاصر: فإذا عزمت فتوكل على الله. فاصطحبا ومؤونة أبي 
ثمان على أبي مهاصرء حتى قال له رجل ممن كان معه سائرا إلى الحجّء اترك أبا 
ثمان إلي 0 به» ففعل أبو مهاصرء ومضوا ومؤونة أبي ثمان على الرجل 
المتكفل بها. حتى وصلوا الحجازء فقالت له عجوز المكتفل لزوجها: دغ هذاء إلى 
متى نحمله؟ تعني أبا ثمان» فأخذ بقولهاء كلق باثمان وتركه» فرجعت مؤنة أبي 
عثمان إلى أبي مهاصرء كما كان أونًا فبقيت في نفس باثمان مضاضة من كلام 
العجوزء فدعا الله أبو ثمان فقال: وصلنا الحجاز موضعٌ كرب النفوسء فزالت 
المروءة وتَبّت الدين لمن كان عليه؛ فيا سيل ياك إِيّاك الرجال المختارين» ودونك 
دونك العجائزء لا تدع من يعبر منهنٌ عليك. 

فتكلم بما معناه: وصلنا أرض الحجاز وموضع كرب النفوس» فذهبت المرأة 
وثبت الدين لمن كان عليها فيا سيل إياك؛ إياك الرجال؛ ودونك العجائز - لا تدع 


361 


منهن من يعبر أو كما قال» قيل فأجاب الله دعوة أبي ثمان» فبعث الله سيلا فغغفرق 
فيه ثلاثمائة عجوزء ولم يَضْيَْ أحدا من سائر الناس....وقال أبو ثمان ذلك: «تنويط 
ُو جَعقْر أذ تقيمَغ أزدتفرك آل تشفراذ7ة” أل نغ ألغْمَان9»» وقال: «نيوط الحجاز' 
نيمرن يمَان تاش الْمَرَوَت يَزْجَ الدين أيوغر ينا سوستك سوش اك أن مَجِنَان77©) 
أبر 0 إفرنين اما تيوليدان سٍ 0 د 


هاس مس 
فيو يك 1 ب عي . “اف 


30 

شرح الألفاظ: أذ تقيمَغ أزدفرك- نبقى بعدك. 

ترجمته في النص: فقال له أبو ثمان: وتقول ذلك يا موسى بن جعفرء نبقى 
بعدك لعلنا نرعى الغنم أو الإيل. 

09 وقال: «نيوط الحجاز أنيمرن يمان تاش الْمَروت يرج الدين أيوعر' ينا 
سوستك سوشاك أن مَجِلَان أبريّان إفرنين اما تيوليدان سو تتجمطنت فلاك» 

شرح الألفاظ: نيوط الحجاز- وصلنا الحجازء تاش المَروت يَزْجَ الدين- زالت 
الموبوعة "قبت :الدين» 

ترجمته في النص: وقال: وصلنا الحجاز موضع كرب النفوسء فزالت المروءة 
وثبت الدين لمن كان عليه» فيا سيل إياك إياك الرجال المختارين» ودونك دونك 
العجائز. لا تدع من يعبر منهن عليك. 

العجواةة انماع لكب "السباء المطاترة: 

سياق القض > كيل في انرأة شالحة تست 'أضين" كل :مسنتجابة الشدعاء 
وذكر أنها أرادت ذات يوم أن تمضي إلى تهنكة بمولود» فقال لها: «أَغْر تَمَزيدَانمَ 
أيصيل» تَجَّدْ ويتمتان ونا ادغ ويتلالن» مَك تصريط أرّازن أتووشنين ايويفجتن 
تمزيذان نوش يتصذاء الشكل انيد غك احانتية» إتقتاط تفار اتجتدية ورت 
تصكين, لان أديافار فتمُطنية) لصحن يتين ورتنت ترطيط تلَطنْ: أمسث 


362 


0) «اغر*' تَمْرِيدَانم أيصيلء تج يمان ونا ادغ ويتلاآن» مَك تصنريط أرازن 
نوو فين الويفحة 202:3 تمر يدان ووش ايتصضكاة: الشعل :يعدن احايتين؛ اساط توا 
اتحنية وَزحت تشككية الشغغل أديثفار” سمطنينة اقبط ليت د ورت 
ترطيط تلط مث اما سعلون دشر يه © الميزان أم تقيراطين». 

شرح الألفاظ: آغر' تمزيدانم آيصيل > أسرعي إلى مسجدك يا أصيل؛ تَجَّد 
ويتَمَتَان ونا ادغ ويتلالن - دعي من يموت ومن يولد؛ تمَزيدان يُوش- مسد الله 
ا يصليز؛ الشغل ادي غغنت احايتين > الشغل مثل الأحجار التي تتحتت. 


ترجمته في النص: «امض إلى مسجدك يا أصيل؛ ودعي من يموت ومن يولد 
لو رأيت الثواب الذي يتلقى من يزور مسجد الله للصلاة؛ لا تشتغلي بالأحجار التي 
يغتر بهاء تدخل البيوت العالية التي لم تبنهاء لا تشغلين بالسبرات07 والبرد 
تلبسين ثيابا رقاقا لم تنسجيهن» تبكين اليوم ماء حارًا يوزن لك في الميزان 
كالقراريط» 

سياق النص: وذكر عنها أيضا أنها رفعت الماء لغسلها للصلاة » فقالت: 
«وراجييغ ادْمَدّاتت نضذا اديَسُور وزجُوم؛ إِدَادَ غْ تفغ اس وامان» فأجابها فقال: 
«أدادغ ورمدينت تضلايقي" اديَسُور وتَجُوم : أَجَين ور أن يوش أيُوفين» فقال لها 
يوما: «مك تلسيط تاكبّت توشط إيلوان» تتفطّن أيُصيل أي اتكمرن يمَان» 

ترجمته في النص: فقالت أصيل: «أشك وأخاف أن لا تتم صلاة مختلطة 
بهموم»ء تخرج بالماء كذلك»» فأجابها فقال: «إن كانت لا تتم صلاة مختلطة بهموم 
ساس فقة يكل بالكاق عا جد شقان "ليا بوساء !3 لحت ححة ايده 
الخلق من ثيابك» تجدها وقت الضيق على القلوب. 

1) الفقرة الأولى: فقالت: «وراجييغ اذْمَدّاتت تصيلا اذْيَسُورُ وَرَتجُومْء إِدَاد غ 
تفغ عن 
شرح الألفاظ: اذْمَدَانت - تكمل؛ تصلا- الصلاة؛ رتجكوة: مستوم [فنن 


ق)أنزجوم» أنزووم/ج/ تنزجومن» تنزوومن؛ ؛ تفغ - تخرج؛ اس وامان > بالماء. 


363 


ترجمته في النص: فقالت أصيل «أشك وأخاف أن لا تتم صلاة مختلطة بهموم 
تخرج بالماء كذلك» 

2) الفقرة الثانية: فأجابها فقال: «أَدَادَعْ وَر'مديتت تصليتين ايسور وَرَنْجُودْ 
أجّين ور' أن يُوش أيُوفين» 66 

شرح الألفاظ: ومديك - لا تكمل؛ تصليتين - الصلوات؛ ادْيَسُور” - الكثيرة 
زجوم - هموم/ (في ق)أنزجومء أنزووم/ج/ تنزجومن» تنزوومن؛ أجين- تركوا 
يوش- الله تعالى؛ أيوفين- وجدوا. 

ترجمته في النص: فقال لها صاحبها: «إن كانت لا تتم صلاة مختلطة بهمموم 
ووساوس فقد حل [خل] بالخلق ما وجدوا» 

13) الفقرة الثالثة: وذكر أنها - الما لغسلها للصلاة» فقالت: «وراجييغ 
ادْمَدَانت تصينًا اديسُور”* جوم 2 إِدَادُ 3 تفغ اس وَامَانْ» فأجابها فقال: «أدادغ 
فيك هليه اديسُورْ وَرَنَجُوم أَجّين ور' أن يُوش أيُوفين»37) 

فقالت أصيل «أشك وأخاف أن لا تتم صلاة مختلطة بهموم» تخرج بالماء كذلك 
> فقال لها ضاحتها» جاخ كانت لا تسر اصتلاة مكتلظة يهموم ووساوين فقة بحل .[خل] 
بالخلق ما وجدوا» 

4) الفقرة الرابعة: «مك تَلْسِيطٌ تاكبّت توشط إيلوان» تتفطن أيصِيل أُيَدْ 
اتكمرن يَمَانْ» (38) 

ترجمته في النص: إذا لبست جبة وأعطيت الخلق من ثيابكء؛ تجدها وقت 
الضيق على القلوب. 

شرح الألفاظ: تاكبّت: الجبة؛ توشط: أعطيت؛ تتفطن: مسكت؛ أيدتكمرن: 
الضيق/ (في القاموس) تكمر: ضاق؛ أكمار: الضيق. 

سياق النص: وذكر عنها أيضا: أنه حدث عندها لحم؛» فجعلت تطبخه؛ فلم يطبخ 
حتى مضى الليل؛ فقالت: اليتامى الذين هم جيراني رقود بعد إإلى غد أعطيهم 
فقاق: لها نكا كقييظ ايعبيشن توه أبضيل ‏ تجلسين اتسين قف (لفاظ وان 


سمين» 


304 


5) الفقرة الخامسة: «مك تشييط72© ايصيدئن توشد) ايصيل تيجلين41) 
اللنين ع زلماط وار و2 

شرح الألفاظ: تشيط: أكلت؛ توشد: أعطيت» تيجلين: اليتامى: (في القاموس) 
أووجيل- اليتيم» أيوجيل/ج/: تووجيلن» تيوجيلن. 

سياق النص: وذكر عنها أيضا أن عندها يتيمة تخدمهاء وليس لها أحدء فلما 
كبرت جعلت تخطب لهاء لم تجد أحداء فتحيّرت من ذلكء فتكلم إليهاء فقال: «تملك 
دج إيجتّون إيستين» إيجين وانجلوسن أغرندس مَومَن أووكيل» ومومن بن وكيل 
رجل في ذلك الوقت من تَادْمَكت» فانتظرت إلى قوله» فجاء مومن بن وكيل فخطب 
غيرها فملكها فتحيّرت من ذلك فقال لها: «ورتيشتت ترا امك ورتيشن يتران دَجَّ 
وَجِنَا يسَجّد؛ اطرتن ايصيل» فلم تلبث امرأة مومن بن وكيل أن ماتت؛ فتزوج يتيمة 
أصيل. والحمد لله رب العالمين. وقالت العامة من الناس: إن الذي يكلمها الجنيء 
فقال لها: أخبرك أخبار الهدى والثبات» فجعلوني جنيا «إنما الغام الجيلّان أن أَجنِي 

6) الفقرة الأولى: «تملك دَجْ : إيجتون ل انحن واتجلوتتر: أفرقن: 
مَوَمَنْ أووكيل»(43) 

شرح الألفاظ: تملك: ملكة؛ دج إيجنون: فوق السماوات؛ إيستين: السبع 
وانجلوسن: الملائكة؛ مَوَمَنْ أووكيل: مؤمن بن وكيل 

ترجمته في النص: فقال: ملكة في السماء السبع» شهدت الملائكة فنادوا بمومن 
بن وكيل. 

7) الفقرة الثانية: «ورتيشتت ترا امَك ورتيشن يثران دح وَجَنَا يسَجّد 
0 َّ:(44) ايصييل»(45) 

شرح الألفاظ: ورتيشنت- لا يمحو؛ ترا الكتاب؛ امك- مثل؛ يتران- النجوم 
دج- فوق؛ وجنات السماء؛ يسجد- يسجد؛ ايصيل- يا أصيل. 

ترجمته في النص: فقال لها: لا يمحو الكتاب كما لا يمحو كواكب السماء 
انظري تراها يا أصيل. 


2365 


8) الفقرة الثالثة: «إنما الغام الجيلّان أن أَجَنِي تَاولجَن9) أن مَاويتن48(»)47) 

شرح الألفاظ: أن أجني- الجني؛ تَاولْجَن أو في نسخة: داولجن: داول جن - 
كلام الجن. 

وقالت العامة من الناس: إن الذي يكلمها الجنيء فقال لها: أخبرك أخبار الهدى 
والثبات» فجعلوني جنيا. 

سياق النص: وذكر عن امرأة تسمى توجّينت وهي مولاة» قالت: إن أبا الخير 
الزواغي طلع ذات مرة إلى الجبل» فأتى مصلى أبي عبيدة فرأى من يصلي فحسبه 
رجلاء فتيممه؛ وقد رأى معه عموراء وطمع فيه الماء؛ وقد كان وصله العطش 
فلما قرب من المصلى قيل له: دونك! فلم ير شخصا فرجع وراءه حتى انفلتت من 
الصلاة طلب إليها أن يشربء فأعطته لبنا من إنائها» ثم طلب الماء ليصلي فأعطته 
من إنائها المذكورء فعجب أبو الخير» فقال: «تجيظ أورتجيتن تيتزنين أي تجينت» 
أمنويغ أغ تسّيركد أسوامّان»!09. 


19) «تجيظ أورتجيتن50) تيتزنين5!7) أ 


تيتزنين7!”) أي تجينتء أسنويغ أغ تير أسنْوامَان» 

شرح الألفاظ: تجيظ - عملت؛ أور تجيتن - ما لم تعمل؛ تيتزنين أو تتيرايتن - 
العريقات؛ توجّيتت: اسم امرأة مولاة؛ أسويغ أغ: شربت اللبن؛ نسّيرذ أُسْوامَان: 
كلكا بالماء. 

ترجمته في النص: فقال أبو الخير : «عملت ما لم تعمل العريقاتء أي 
كينت نروك لبن وعسلت والقاء» 

سياق النص: ارتحال الشيخ ماكسن بن الخير من أهل "تين ثلاث" هروبا من 
فتنة أهلية لما سمع هاتف يهتف: «أْمَاكْسَن اطرب إيدرار دار الزمَان» سَاذ أجَنَا 
52( 


ورتجيتن 


تيف ترُولاء الجرأة توغ إصوران روددات نيت» 
0) «أمَاكْسَن اطرب إيثرار' دَار' الزمّان» سلا أَجِنَا تيف تَرُونَاء الجُرأة توغ 
إصوران روددات نيت» 
شرح الألفاظ: إيثرار- الجبال؛ تُوغ - ضربت؛ إِصُوران- عروق؛ تَرُولَا - 


الهرب أو الجبن. 


366 


ترجمته في النص: يا ماكسن اهرب اهرب! الكهوف والجبال حيث كان 
الزمان» أهكذا الحين كين من الحرأق الفشة كرنت يعروقهاء فمطى :قدن/0, 

سياق النص: وذكر أبو عمرو أن أبا مسور له ولد يقال له موسىء ورع 
عابد» زاهدء مجتهد» توفي ولم ينبت» وتزوج أبو زكرياء» وفرش خيمته بألوان 
الثياب العالية» وأكسى الجاري الثياب: فجعل الناس يدخل الناس إلى الوليمة» فدعا 
أخاه موسىء فلما دخل نظر فإذا البيت منجد مزين فخرج؛ وقال: وذال دنياوي يا 
أخيى ِ توفي حرحمه اللهم- عيدو هاتفا يقول: « نان أُيْصودا يمان دَامُول دج 
أَيَت الجنت» داسول دج أَيَت الدنيت» يس الدّين تايفورت دِمَار يَزْوَج يُفُوا54. 
21) « أنان (55) أَيُصود21" يَمّانْء دَامُول67 دَجْ يت الجنت» داسول دَج أت 


«(53) 59 مَار(60) يزو !6 يُهُو. 


الكت :001 الكيدة كايفووقف 
أنان في نسخة أمان- أما ينو: فتى؛ أُيُصيودَا - يوصل؛ دَجْ أَيَتَ الْجنت: في أهل 
الجنة؛ دَجْ أَيَتْ الدُنيت- في أهل الدنيا؛ يس الدّينْ- الدين له. 

ترجمته في النص: أي فتى مات هنا قد سبق أهل الدنيا تشوطٌ ذو عزّة؛ في أهل 
الجنة» لذلك صار دينه له فبذلك يمشي كما يريد غدا. 

2) النص: « وذكر الشيخ عيسى بن حمدان أن الشيخ عبد الرحمن الكرتي 
المصعبي كتب إلى شيوخ وارجلان حرحمة الله عليهم- بخمس مسائل» فردَ أبو 
عمار جوابها مع جملة الشيوخ: ... والثالثة: هل يقال لله أَيْرَاد بالبربريّة؟ فأجاب 
بأن قال: ما سمعنا أحدًا جوزه غير أبي سهل رضي الله عنه؛ ولعلّه هروبهم عن 
جوازه لاشتراك اللفظة لقولهم للدواجن من البهائم: أَيْرَائَنُء وقولهم: ييسردء ولمن 
يخلف الوعد: ييردي» فيهرب من الإشكال إلى الوضوح., ومعنى شيء موجود.ء 
ومعناه لدو يا 

والرابعة: من قال: إن الله ليس بِأَيُش بالبربرية» فأجابه بأن قال: هالك كمن 
قا ليس اله تومن قال» إن الله لين دإلة كين مقبرك» قال همق مطدان+ اتتي 
درجت [كذا] المسألة؟ فقال لهم: أو تشكون في ربكم؟ فقال حينئذ الشيخ أبو محمد 
عبد الله بن سجميمان النصيري عن أبي سليمان أيوب رضي الله عنه: إن من قال 


367 


أي هي السلحفاة أيكفر؟ أشرك بالله العظيم؟ وروى أبو عمر عن أبي زكرياء عن 
أبي الربيع أن من وحّد فقال: أَيّش بالبربرية فأتم الجملة فهو موحد(2©. 

3): « وقال أبو عمرو رحمه الله : معنى أَيُش: المعطيء بقول البربر أوشيذ 
يا رب» أي اعطني. وقيل: إن معناه: العظيم. قالوا: إنّ أول ما خاطب الله به 
موس عليه السلام- بحين أنزل غليه القوراة: أناة أيُشء أى“عظيمة وقال ينغن مغتاء: 
الأحسن, بقول البربر لمن شكروا له: أيش أيشء أي حسن ما فعلت حسن ما 
فعلت (63), ْ 

سياق النص: قيل في امرأة لواتيّة» من لواتة أسوف؛. صالحة عابدة» لها منبه 
ينبهها ويأمرها بالخير. وذكر عنها أنها أرادت أن تأكل تمرا من قلة لهاء وذلك في 
سنة جوع وقحطء فقال لها: «الوزّن ميدن أسارت» الوانّت امنجّيت أشو» فقامت 
إلى جرتها فتصدقت بثمرهاء فقال لها ميمون: «اتَمُويْمَنْ ايتين أسارت امنتِوْطّط 
الجن 6( 

4 الفقرة الأولى: «ألوزن ميدن أسارت» الوالت اسجّيت7) أشو» 

قوت الألفاكده الور واه ماعو لجنيا الناى لدو الكل 

ترجمته في النص: فقال لها: جاع الناس يا سارتء لا تكثري الأكل 

5) الفقرة الثانية: «اتَمُويْمَنَ ايتين0) أسّارت امتتوطط الْجَنة»67) 

شرح الألفاظ: انَمُويْمَنْ أو ايمويّمن - مَيْمُون؛ اينين- الجرة. 

ترجمته في النص: فقال لها ميمون: جرة أَصبْتِ بها الجنة 

ج) اللهجات الأمازيغية المستعملة والطريقة التي كتبت بها: 

إذا تتبعنا النتصوص الأمازيغية الواردة في الكتاب نجد عدّة لهجات نقلها المؤلف 
من لسان أصحابها كما سمعهاء وحافظ على روايتهاء وقد صنفتها حسب أماكن 
تواجد أصحابهاء نجد فيها: 

1) لهجة أهل وارجلان: وردت لما كتب الشيخ عبد الرحمن الكرتي المصعبي 
إلى شيوخ وارجلان حرحمة الله عليهم- بخمس مسائلء فرد أبو عمار عبد الكافي 
خؤانها بع كله اليو ع 


365 


2 اللهجة النفوسية: وردت في رواية أبو ثمان وبنته مَتزُو ممن كان سكن 
بجبل نفوسة من مزاتة» ورواية أصيل وتزويج يتيمتها لمومن بن وكيلء ورواية 
المرأة المسماة 'توجّينت" مع أبي الخير الزواغيء ورواية الشيخ أبي محمّد ماكسن 
بن الخير الجرامي ثم الوسياني حين أرادوا قتله. 

3) اللهجة السوفية: وردت في رواية المرأة اللواتيّة» من لواتة أسوف. 

4 لهجة أهل جربة: كما في رواية أبو مسور مع ابنه موسى؛ ورواية: مقتل 
أبي عمر النميلي. 

د) الخاتمة والتوصيات: 

يبقى كتاب "السير" من المصادر القليلة والنادرة التي تنقل لنا طبيعة اللغة 
الأمازيغية في تلك الفترة الزمنية وهي القرن السادس الهجري/الشاني عشر 
الميلادي» والتي من خلالها تمكن الباحثون من دراسة التحوّل التاريخي لهذه اللغة 
وغير ذلك. 

ويعتبر كذلك كتاب "السير" مغربيّاء إذ يبرز لنا العلاقة الوطيدة بين الأقضار 
الشقيقة: الجزائر وتونس وليبيا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى معرفة 
ماضينا المشترك المجيد. 

وفيما يخص استقصاء عدد الجمل أو الفقرات المرويّة باللسان الأمازيغي في 
الكتاب وجدنا خمسا وعشرين جملة مكتوبة بالحرف العربيء وكتابتها بهذا الحرف 
ربما لأنَّ اللغة العربية لغة القرآن هي التي كانت منتشرة ومستعملة في التأليف. 

- تنواعت اللهجات التي وردت في الكتاب بين لهجة أهل ورجلان»؛ وسوف 
ونفوسة» وجربة. 

- وجدنا أن هناك كلمات أمازيغية في طريقها إلى الانقراض مثل: تيجلين: 
اليتامى: أووجيلء اليتيم» أو أيوجيل/ج/: تووجيلن» تيوجيلن» ومنها ما هي متداول 
إلى وقتنا الحاضر. 


369 


التوصيات: 

- الاعتناء والاهتمام أكثر بالمدونات الأمازيغية القديمة التي تحمل ثروة لغوية 
نادرة. 

- فتح مخابر خاصة تبحث في اللغة الأمازيغية وآدابهاء ودراسة أوجه الاتفاق 
والاختلاف بين اللهجات الأمازيغية في الجزائر خاصة. 

المصادر والمراجع: 

الدرجينيء أحمد بن سعيدء أبو العباس»: طبقات المشايخ بالمغربء تحقيق الشيخ 
إبراهيم بن محمد طلايء المطبعة العربية» ط2:» 2011. 

شفيق محمدء المعجم العربي الأمازيغيء ج1-ج2-ج3- الرباط 
0 .. 

مجموعة من الباحثين» معجم أعلام الإباضية» (قسم المغرب) جمعية التراث. 

سليمان بن عبد السلام بن حسان الوسياني» أبو الربيع» كتاب السيرء تحقيق 
ودراسة د. عمر بن حمُو سليمان بوعصبانة» (1430ه-2009م) الطبعة الأولى؛ 
نشر وزارة التراث والثقافة مسقط - سلطنة عمان. 


2300 


الهوامش 

(') - الدرجيني» أحمد بن سعيد أبو العباس» طبقات المشايخ بالمغرب, تحقيق الشيخ ابراهيم بن محمد 

طلايء المطبعة العربية ط22 22011 335/2. 

© - للتوسع انظر: معجم أعلام الإباضية» (قسم المغرب)؛ جمعية التراث» رقم الترجمة: 452؛ مقدمة 
سير الوسياني» تحقيق ودراسة د. عمر بن حمُو سليمان بوعصبانة» (1430ه-2009م) الطبعة 
الأولى» نشر وزارة التراث والثقافة مسقط - سلطنة عُمان. ص 134-131 (بتصرف). 

© - الشورى: 11. 

0) - جاو أو غاو هي مدينة في شمال مالي وعاصمة منطقة غاوء وتقع المدينة على ضفاف نهر النيجرء 
وتبعد 320 كم جنوب شرقي تمبكتو. (موقع ويكبيديا) 

7 - مقدمة محقق سير الوسياني: من ص 214-208 (بتصرف).؛ ومعجم أعلام الإباضية؛ قسم المغرب» 

رقم الترجمة: 452. 

0 - أبو الربيع: هو سليمان بن يخلف المزاتي النفطي القبسي: صاحب السير (ت: 471ه / 
09 0). 

أبو نوح: هو صالح بن إبراهيم بن يوسف الزمريني التجممي (أواخر ق 5ه/11م)؛ نقل أن له كتاب في 
السير إلا أنه يعد في عداد الكتب المفقودة. راجع معجم أعلام الإباضية رقم 499. 

أبو سهل: هو يحي بن إيراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن ويجمّن الوارجلاني: من علماء الطبقة الثنية 
عشرء له روايات تاريخية عديدة نقلها الشماخي» وكذا الورجلاني في السير وأخبار الأيمة» ومن 
تلاميذه الدرجيني صاحب الطبقاتء له تأليف معروف باسم 'العقيدة في علم التوحيد والعلم والسير" 
مُحقق» للمزيد من ترجمته راجع: الشماخي 145/2»: ومعجم أعلام الإباضية رقم 990. 

- هو أبو عثمان المزاتي الديجي الشهير ب«باثمان»: (ق: 3ه / 9م): شيخ النسك والزهد من قرية 
ديج. قال عنه الدرجيني «ذو الإيثار والسخاءء وكرامات الأولياء ... سلك في النسك والزهد أنهج 
المسالك» وتحرئى جهده فيما يبعده عن المهالك». كان شاعراً يتكلم بكلام بربري موزونء وابنته متزو 
شاعرة صالحة» ورثت خلاله وبيانه. وهو إلى ذلك مزارع كبيرء وافر الظلال» كثير النوال. وضمن 
مشاهد اليل مصلَى باتمان. (معخ أعلام الإبلضية شم المغرب: رفم التجمة: 617) 

9) - الوسياني» كتاب السيرء 529/2. 

(7) - ترجمه الدرجيني: 'لم نجد اليوم على الماء سواكء فهلم فامسك لي فم السقاء يا آفة الغنم' الدرجيني 
الطبقات» 122/2. 

- ترجمة الدرجيني: 'أنا ساع في تحصيل معيشتي» إذ لست مثلك يا با ثمان» تدخر الشعير لحول' 
الدرجينيء الطبقات» 122/2. 


3/11 


(!') - مدينة جَادُو إحدى قرى جبل نفوسة بليبيا. 

(2) - الوسياني» كتاب السيرء 2/ ص 532. 

(2') - يحيى بن يونس السدراتي (أبو زكرياء): (الطبقة 5: 250-200ه / 864-815م): ذكره 
الوسياني في قائمة شيوخ جبل نفوسة وقرآئهم؛ فهو من «تين ورزيزف» من قرى الجبل؛ وأمّا نسبته 
السدراتي فهي إلى القبيلة التي كانت تقطن بجبل نفوسة» لا إلى سدراتة» إحدى قرى وارجلان. (معجم 
أعلام الإباضية» قسم المغربء رقم الترجمة: 1016) 

4 - الوسياني» كتاب السيرء 2/ ص 532. 

(5) - في نسخة: [تمليط] 

0 - الوسياني» كتاب السيرء 529/2. 

7 - في نسخة: أَشعمْ شم. 

(05) - الوسياني» كتاب السيرء 534/2. 

9) - في نسخة: أرآن مكا. 

0 - الوسياني» كتاب السيرء 534/2. 

- أو عمرو النميلي الزواغي (و: 311ه / 923م ات: 431ه / 1039م) : عالم ومحقّق 
ولد بجربة» وكان أحد أقطاب الجزيرة» ومن مشايخها المشهورين بالعلم والصلاح؛» وهو من الأشياخ 
الذين لّوا ديوانهم بغار أمجماج؛ كما درس في الجامع الكبير مع أبي صالح بن بكر بن قاسم 
اليهراسني. مات شهيداً إذ قتله بنو وتران زويلة جيش المعزّ بن باديس الصنهاجي» سالطان إفريقيا 
أنذاك سنة 431ه/1039م؛ وتوفي عن عمر يناهز 120 سنة. (معجم أعلام الإباضية؛: قسم 
المغرب» رقم الترجمة: 684) 

02 - في نسخة: يو ضا. 

(03 - الوسياني» كتاب السيرء 549/2. 

- الرخم: جمع الرّخمّة وهو الطائر. 

(5© - في نسخة: تسفرآ. 

09 - في نسخة: لِلغمَان. 

الاك منة كك 

() - في نسخة: أيريّان. 

© - في نسخة: + أس. 

(60 - الوسياني» كتاب السيرء 535/2. الدرجيني؛ الطبقات: 2/ 126. 

('6 - الوسياني» كتاب السيرء 639/2. 


372 


9 - في نسخة: ايويعَجِدن 

(63 - ظٌِ نسخة: دمج 

4 - السبّرات : جمع سَبْرةٍ وهى الغداة الباردة. 
(63 - الوسياني» كتاب السيرء 639/2. 

60 - الوسياني» كتاب السيرء 639/2. 

0 - الوسياني» كتاب السيرء 639/2. 

(69 - الوسياني» كتاب السيرء 640/2. 

09 - في نسخة: [تتسيط]. 

(040) _ 7 نسخة: [توشط] 
(0) - في نسخة: [تيوجيلن]. 

2 - الوسياني؛ كتاب السير» 640/2. 
(3) - الوسياني» كتاب السيرء 640/2. 
49 - في نسخة: [اصركن]. 

(5) - 520 كتاب السيرء 641/2. 
9 - في نسخة: [داولجن]. 

7" - في نسخة: إتتاويتن]. 

(68) - اساي كتاب السيرء 641/2. 
(9) - الوسياني» كتاب السيرء 642/2. 
لحف ده إن تدك 


(61 في خة: تتيرايتن. 


62 - الوسيانى» كتاب السيرء» 2. 
07 - ترجمة الدرجيني: 'يا ماكس اهربء اهرب إلى حيث طاب الزمان؛ فالجبن خير من الجرأة إذا 


الفننة تمكنت عروقها" الدرجيني» الطبقات» 02 
64 - الوسياني» كتاب السيرء 740-739/2. 


)55 - في نسخة: أمان. 
50 - في نسخة: أَيَصود. 
7" - في نسخة: دَامُوا. 
)58) - في نسخة: يياس. 
(59) 


- فى نسخة: تايفارت. 


313 


60 دفي ة خة: ديمار. 


)610 تفي نسخة: يزوح. 


42 الوسياني» كتاب السير»‎  )62( 


9 - الوسياني» كتاب السيرء 745-744/2. 


4©) - الوسياني» كتاب السيرء 760/2. 


(65) - في نسخة: امئجي. 
60 - في نسخة: ايمويّمن اينين. 


0 - الوسياني» كتاب السيرء 760/2. 


2314 


مدخل إلى الشعر الأمازيغي في وادي مزاب 
المدونة والخصائنص 


عبد الله نوح 
جامعة مولود معمري تيزي وزو 
1 13خ 117لا 


5 


مقدمة: 

يزخر الجنوب الجزائري بتراث أدبي أمازيغي ثري لا يزال بعيدا عن تناول 
الدراسات الأكاديمية المتخصصة لاستكشاف أغواره وأسراره. فإذا كان الأدب 
الأمازيغي في شمال الجزائر لاسيما بمنطقة القبائلك حظي بدراسات وافية منذ القرن 
9 بفعل إسهامات الكتاب الفرنسيين» بالإضافة إلى الكم الهاثئل من الأعمال 
الأكاديمية المنجزة في العشريتين الأخيرتين(1)» فإن الأدب الأمازيغي السائد في 
الجنوب الجزائري» مثل وادي مزابء على وفرته وثرائه وتنوعه وأهميته» ما زال 
في أغلبه على الحالة الشفوية بعد أن اندثر رصيد هام منه عبر الزمن» ولم يعرف 
طريقه بعد إلى التدوين الشامل فضلا عن البحث والدراسة العلمية. 

ففي وادي مزاب يشكل الشعر الأمازيغي المعروف في اللغة المزابية ب 
7 بنوعيه القديم والحديث؛ أحد الأصناف الأدبية الرائجة التي تضرب 
جذورها في التاريخ الأمازيغي الألفي لهذه المنطقة. وهو الصنف الوحيد الذي 
تطور بفضل الإبداع الشعري الحديث وما أنتجه من مدونة هامة. لكن بالإضافة 
إلى اندثار قسم كبير من الرصيد الشعر المزابي القديم بفعل الشفوية ووضعية 
الازدواجية اللغوية التي يعيش فيهاء فإنه يفتقد حتى اليوم إلى البحوث والدراسات 
الجامعية التي تسلط عليه الضوء لتكشف روائعه الجمالية ومميزاته الفنية 
والتركيبية» إذا ما استثنينا قلة من الأعمال التدوينية للأهازيج المزابية التي قام بها 
كتاب المدرسة الكولونيالية بمناسبة بحوثهم حول النحو واللغة المزابية. 


315 





نحاول في هذه المداخلة المقتضبة» التي نعترف بادئ ذي بدء أنها بعيدة عن 
الإحاطة بكل جوانب الموضوع؛ وضع ملامح أولية عامة؛ يمكن أن تساعد في 
البحث حول هذا الحقل الأدبي الهام» اعتمادا على ما توفر من المراجع على قلتها 
بالبحث عما هي مدونة وخصائص الشعر المزابي؟ من خلال عنصرين: 

محاولة تحديد مدونة الشعر الأمازيغي المزابي القديم منه والحديث» باستعراض 
المسار التاريخي لتدوين ما تبقى من التراث الشعري الشفوي المزابي ونشره منذ 
القرن 19» ومدونة الشعر المزابي الحديث الذي انتقل إلى النشر(أولا). 

استعراض أهم الخصائص الأدبية للشعر الأمازيغي المزابي من حيث الأغراض 
الشعرية الغالبة» والمميزات الفنية البلاغية والجمالية واللغوية الخاصة به (ثانيا). 





إن أي عمل بحثي حول الأدب المزابي بصفة عامة والشعر المزابي بصفة 
خاصة يتطلب بادئ ذي بدء تحديد وحصر مدونته القديمة والحديثة والتعرف على 
الإنتاج البحثي والتراكم المعرفي حوله؛ وفق منظور تحليلي ونقدي.وهو ما نحاول 
تحقيقه في هذه العجالة. 

باستثناء منطقة إموهاغ (التوارق) التي حظيت بدراسات لغوية وأدبية وافية 
نسبياء فإن الأعمال التدوينية للأدب الأمازيغي في الجنوب الجزائري قليلة جدا 
مقارنة بالمناطق الأمازيغية الأخرى في الجزائر والمغرب. وحسب مختلف أعمال 
الجرد البيبليوغرافي الشامل للدراسات الأمازيغية» لاسيما الجرد التحليلي للأستاذ 
سالم شاكر الذي شمل 1.408 عمل بحثي في الميدان الأمازيغي؛: يمكن ترتيب 
مناطق الجنوب من حيث عدد الأعمال البحثية والدراسات حول اللغة والأدب 
الأمازيغي في الجزائرءعلى التوالي: /2) 


منطقة إموهاغ (التوارق)» حوالي 21 / 
منطقة وادي مزاب» حوالي 1.5 / 


306 


منطقتا آنقوسة وتابلبالة عمل واحد لكل منهما أي 0.07 # من مجموع 
الأعمال. 

وبالنسبة للأدب المزابي فإن هذه القلة من الأعمال المنجزة هي في أغلبها 
بحوث وصفية اثنولغوية أجريت في إطار حملة الاستكشافات العلمية التي قام بها 
المتمزغون الأوروبيون قبل وإبان الفترة الاستعمارية» بينما لم تتجاوز البحوث التي 
قام بها أبناء هذه اللغة عدد أصابع الأيدي. بحيث نعاين غيابا تاما للدراسات 
الجامعية (الرسائل والأطروحات) حول الأدب والشعر الأمازيغي لوادي مزاب 
فضلا عن اللغة المزابية في مختلف جوانبها. 

وأغلب الظن ضياع الكثير من الأدب الأمازيغي المزابي عبر السنين بفعل 
طابعه الشفوي واقترانه بالوضع الدوني للغة الأمازيغية في علاقتها باللغة العربية. 
إذ تتمتع هذه الأخيرة في المخيال الجماعي والفردي بكونها اللغة الحصرية للعلم 
والدين والإبداع والسلطة في المجتمع المزابي القديم. وبالتالي ظهرت الحاجة إلى 
كتابة آدابهاء بل ظل معرفة شيء من هذه الآداب من شروط الرقي العلمي 
والاجتماعي ومعيارا للنخبوية» بينما اعتبرت اللغة الأمازيغية لغة “الدهماء” من 
عامة الشعب؛ وساد الاعتقاد بعدم توفرها على قواعد الكتابة. وببسبب احتضان 
الذاكرة الشعبية للأدب الأمازيغي كالوسيلة الوحيدة للانتقال بين الأجيال» فإنهلم 
تظهر الحاجة إلى الكتابة كضرورة للحفظ والاستمرار. 

ويعود الفضل في تدوين جزء من الأدب المزابي ضمنه مجموعة من الأهازيج 
المزابية الشعبية» إلى مجموعة من الكتاب الفرنسيين منذ القرن 1(19)»: بينما 
انطلق الشعر المزابي الحديث منذ الثمانينيات بفضل نهضة شعرية على يد عميديه 
الشاعرين عبد الوهاب حمو فخار وصالح ترشينء ليشكلا صنفا جديدا مدونا في 
دواوين مطبوعة(2). 

(1) مدونة الأهازيج المزابية الشعبية في الفترة الاستعمارية: 

لم يتمكن الباحثون الفرنسيون في محاولاتهم لاستكشاف اللغة المزابية إلا تسجيل 
النزر القليل من الأدب المزابي الأمازيغي الشفوي حسب ما توفر لهم من مصادر 


3 


بسبب ما يبدو من صعوبة البحث الميداني وعلاقات العداء بين السكان المحليين 
تجاه الوجود الاستعماري. 

ومع ذلك يمثل ما دون هؤلاء من الأساطير والقصص والأشعار القديمة رصيدا 
لغويا وأدبيا وتاريخيا وثقافيا هاماء بات منطلقا حتميا لأية دراسة حول اللغة والأدب 
والثقافة المزابية. وبالطبع يجب مع الاعتراف بالقيمة التاريخية اللغوية لهذه الأعمال 
ودورها في إنقاذ هذا الأدب من الشفوية» عدم إغفال ما تضمنته من أهداف لخدمة 
السياسة الاستعمارية التي تقوم على معرفة العادات الشفوية للشعوب 
المستعمرة!” ونقد ما يكتنفها من أحكام استعلائية استعمارية بعيدة عن الحقائق 
العلمية. 

إن القارئ للإنتاج البحثي حول الأدب المزابي في الفترة الاستعمارية يلاحظ غلبة 
النصوص السردية باللغة المزابية» مثل القصص والأساطير والنصوص الوص فية 
الاثنوغرافية التي جاءت كلها كملحقات لبحوث ودراسات حول نحو اللغة المزابية 
وتصريفها. ولعل أول عمل في هذا المجال هو مؤلف الباحث المتمزغ رينيه باسيه 
5855527 ©8606 سنة 1890 أين دون ستة نصوص أدبية واثنوغرافية. !4 وتبعه 
بعد ذلك عمل اوقوست موليراس 255اعا| الا1/0 عأ5ناولاة في دراسته 
المونوغرافية حول سكان بني يزقن سنة 1895 حيث دون جملة من القصص 
والأساطير المزابية القديمة» !”2 الخ؛ مع أن أهم عمل تدويني للقصص المزابية القديمة 
هو الذي قام به الأستاذ جون ماري داليه 17اا04 1/1336 6380ل في مؤلفه 
الصادر سنة 2957.1965 جمع فيه 36 قصة وأسطورة باللغة المزابية مترجمة إلى 
اللغة الفرنسية. 

وفيما يتعلق بالشعر المزابي القديم الذي تم تدوينه فإنه لا يعدو أن يكون شذرات 
من الأهازيج الشعبية الأمازيغية الغنائية» استطاع الباحثون الفرنسيون أن يتلقفوها 
من أفواه بعض المتعاونين معهم. وأغلب الظن وجود أشعار وأهازيج كثيرة لم 
يصل إليها التدوين آنذاك قد يكون الكثير منها قد اندثر اليوم. وتشمل المجموعة 
المدونة أهازيج غنائية تراثية كانت متداولة غير معروفة المؤلف والتي تتناقلها 


315 


الأجيال أبا عن جد. ويمكن استعراض أهم الأعمال التدوينية للأهازيج المزابية وفق 
الترتيب الكرونولوجيء فيما يلي: 

مؤلف الباحثة قوانشون 60127211017 حول الحياة النسوية في وادي مزاب 
الصادر سنة 27.1927 وتضمن مجموعة شعرية هامة من الأهازيج القديمة 
النادرة بلغت حوالي عشرة أشعار حول مختلف المواضيع مثل الألعاب النسوية 
والعرس والغربة (الشوق إلى الغريب والاحتفاء بعودته)» وهدهدة الرضيع والهجاء 
والرثاء. ولعل أشهر ما في هذه المجموعة أهزوجة أ8600 8 708-41 “أغنه يا 
رب” التي تغنيها أم مزابية لولدها الذي اغترب في البلاد البعيدة طلبا للمال وأغنية 
100607 0030-1 قال لي الناس” لأم تدافع عن خصال وصفات ابنها أمام 
معايرة الناس الحاسدين لهاء وأهزوجة ”73563 ١313‏ السيدة المحظوظة” لهدهدة 
طفلة والتفاؤل بمستقبلها. 

ما جمعه الباحث جون ماري داليه 1-ا-ا04 1/1316 630ل من أشعار نشرها 
في دورية الوثائق والأرشيف البربري في الأربعينيات !7 . وأهم ما تم تدوينه 
أهزوجة /آ00176 167063 30 /00ا-8/6601 ” بقيت لوحدي كالغريبة” 
الشهيرة على لسان امرأة تنسج في المنسج التقليدي. وتؤرخ هذه الأهزوجة للوضع 
الاجتماعي والاقتصادي للمرأة المزابية ومعانات الغربة التي خلفها ظاهرة الهجرة 
التجارية للمزابيين إلى مدن الشمال. 

تدوين الأب جون دولور 92الاع!ااعغ0 5وهل والسيدة آلان مادلين ااام 

,13016 لمجموعة هامة من الأهازيج النسوية المزابية المتعلقة بالمنسج 
التقليدي 366113 في بحثهما القيّ حول صناعة الصوف بوادي مزاب الصادر سنة 
9 هب بالإضافة إلى أهازيج نسوية حول معاناة الغربة» كما تضمن هذا العمل 
قاموسا مصطلحيا وثقافيا هاما للمنسج الصوفي المزابي. 7*) 

تدوين الأب جون دولور لنصوص هزابية قديمة تعود إلى النصف الثاني من 
القرن العشرين من أفواه أشخاص مسنين في كتابه القيّم الموسوم: حكايات وأعمال 
بني مزاب» الصادر سنة 5971985 . ويتضمن هذا المؤلف بعض الأشعار 


3019 


والأهازيج المزابية القديمة النادرة» بالإضافة إلى كم معتبر من النصوص المزابية 
مع ترجمتها الفرنسية» تكتسي أهمية لغوية خاصة بالنظر إلى محتواها الثقافي 
واللفظي. 

وهكذا يتبين أن تدوين الأدب والشعر الأمازيغي لوادي مزاب إنما بدأ بالفعل في 
الفترة الاستعمارية منذ نهاية القرن التاسع عشرء بينما نلاحظ الغياب التام لأي 
عمل تدويني لهذا الأدب من طرف الناطقين باللغة المزابية» مما يطرح أسئلة 
معرفية عميقة حول مركز اللغة والأدب الأمازيغي التمثلات الفردية والجماعية 
للناطقين به» لا يتسع المجال للخوض فيها هنا. ومع ذلك فإن الموروث الشعري 
الأمازيغي المدوّن في الفترة الاستعمارية» يكتسي رغم قلته العددية» أهمية بالغة إن 
من الناحية اللغوية أو الأدبية» لما يمثله من رصيد أدبي ولغوي نادر يشهد على 
حالة اللغة المزابية وأدبها في تلك الفترة التاريخية» ليظل بذلك مادة للدراسة 
التاريخية الأدبية واللفظية والنحوية للغة المزابية لم تحظ حتى الآن بالاهتمام من 
قبل الباحثين. 

(2) مدونة الشعر المزابي الحديث: 

لا يسعنا في محاولة تحديد مدونة الشعر الأمازيغي المزابي الحديث إلا الاعتماد 
على ما هو منشور من قصائد ودواوين منذ بداية القرن العشرين» بصرف الننظفر 
عما قد يوجد من إنتاج شعري أمازيغي مخطوط لم يخرج إلى الفضاء العام. وبناء 
عليه نلاحظ حداثة التجربة الشعرية الأمازيغية بوادي مزاب بسبب ما ييدو من 
سواد الإنتاج الأدبي المدون باللغة العربية الفصحى. ولا يمكن أن يفسر ذلك إلا 
باستمرار وضعية الازدواجية اللغوية بمفهوم فريكسونء أين تحتل اللغة العربية 
الفصحى في المجتمع المزابي المرتبة العليا في المخيال الجماعي بكونها اللغة 
الراقية ولغة الأدب والإبداعء أمام اللغة الأمازيغية التي تمثل بشفويتها وطابعها 
الشعبي مستوى أدني كلغة وظيفية للعامة والأميين والجهلة بالعلوم الدينية. 


300 


أ)البدايات الأولى للشعر المزابي الحديث: 
من الصعوبة الجمة التأريخ الدقيق لظهور وتطور الشعر المزابي الحديث 
لانعدام المراجع والشواهد التاريخية» ولوجود مجموعة هامة من القصائد المزابية 
المنشورة مجهولة التاريخ. !**! ومع ذلك يمكن أن نرجع ظهور الشعر المزابي 
الحديث إلى النصف الأول من القرن العشرينء إذ لم تصلنا قبل هذا التاريخ أية 
نصوص شعرية حديثة مكتوبة باللغة الأمازيغية المزابية بالرغء من لزوم هذا 
الشعر (إزلوان) للمجتمع المزابي عبر تاريخه الطويل كوسيلة للتعبير الشعبي. 
ولعل أول قصيدة انتشرت في الأوساط الشعبية هي قصيدة 0عل/لاألا نالالا 19061 
1/21 "أفيقوا وصل الضوء (إلى مدينة) الأغواط" لشاعر مجهول» والتي تمت 
ترجمتها إلى الفرنسية من طرف لوكوت 17ل1ا12048 ا سنة 27.1935:)ويدور 
موضوعها حول الصراع بين الحركة الإصلاحية والحركة المحافظة بوادي مزاب. 
وما لبث أن ظهرت أول قصيدة باللغة المزابية لشاعر معروف بعد الحرب العالمية 
الثانية سنة 1946 وهي القصيدة الموسومة “1730071760نا!/! 5101723 0-انااأ ولد سيدنا 
محمد” نظمها شاعر اللغة العربية صالح باجو حول ذكرى ميلاد الرسول محمد(ص)» 
في إطار مسابقة في الشعر المزابي كان قد قرر مشائخ الحركة الإصلاحية بمعهد 
الحياة بمدينة قرارة تأسيسها وتنظيمها لأول مرة في تاريخ وادي مزاب؛» بهدف 
"مخاطبة المجتمع النسوي" الذي ظل بعيدا عن التعليم الديني العربي النخبوي. 
كما عرفت قصيدة قصيرة من سبعة أبيات باللغة المزابية تعود إلى سنة 1955 
بعنوان 30-5 813 6130| “قطيع بدون راع" لمؤلف مجهول يا بلقب 
مستعار أمدبر راسو" الذي يتوكل على نفسه”. وتتضمن هذه القصيدة شكوى وتذمر 
من حالة المجتمع آنذاك. 
وبحلول أواخر الستينيات وبالتحديد سنة 1967 اشتهرت في الأوساط الشعبية 
قصيدتان اجتماعيتان للشاعر الشيخ سليمان باشعادل: الأولى بعنوان ١‏ 0-858| 
30اناكراا 5 آآنالالا ماع2مع22 أطمعةا "قل (للمرأة) التي استبدلت حرفة الصوف 


3531 





بالتسكع عبر البيوت", والثانية التي تلتها كانت بعنوان!|5©6 66]نا/آ| ١‏ 3/لاللاعلا 2 
“يا أخى الغربة اسمع جيدا”. 

ب) نهضة الشعر المزابي الحديث: 

كانت الانطلاقة الفعلية للشعر المزابي الأمازيغي في السبعينيات على يد الشاعر 
عبد الوهاب حمو فخار بغرداية» وما لبث أن توج هذا المخاض بصدور أول ديوان 
شعري باللغة المزابية سنة 1984 موسوم ب 68ه!! 0م (اع/لا1506]13 "دموع 
الفرح".2)577 بل كان صدور هذا الديوان حدثا هاما في حياة اللغة المزابية باعتباره 
أول مؤلف مطبوع نشر باللغة المزابية ينجزه أحد المزابيين في العصر الحديث. ثم 
أعقبه بعد ذلك ديوان 126991031761 0/61ا1506113 "الدموع الحمراء" سنة 
0 وهي قصيدة نقدية اجتماعية سياسية طويلة من إلهام الأحداث الدامية 
لسنة 1985 بغرداية. 

وفي مدينة بني يزقن عرفت الثمانينيات في سياق تداعيات الربيع الأمازيغي 
على المستوى الوطني بروز الشاعر صالح ترشين بإنتاج شعري غزير باللغة 
المزابية» ما لبث أن جمعه في ديوانه الشعري الموسوم لااأ-الا " قلبي" الصادر 
سنة 1994 متضمنا 53 قصيدة حول مختلف الأغراض الشعرية. !275 وفي نفس 
السنة تدعم الإنتاج الشعري باللغة المزابية بالمسرحية الشعرية التربوية الموسومة 
تايدرت ن وغلان “سنبلة ميزاب”» لعبد الوهاب حمو فخار. 

وتمثل هذه الدواوين الثلاثة اللبنة الأولى التي دفعت لانطلاقة شعرية هامة 
كي عزااف »ناكس كفن ترون بمسترحة التق من التاطفوق بواللدة الك ابيمة تخضاة 
لغتهم وتثمينها كلغة إبداع أدبي وشعري لها قواعد ونحو وهي تكتب ويمكن نشر 
كتب بها مثلها مثل اللغات الأخرى؛ بعد أن كانوا يترددون حتى بإعطائها وصف 
اللغة. وبالفعل كان الهم الأساسي للشاعرين هو إثبات هذا المركز الذي تفتقده 
الأمازيغية في المخيال الشعبي والرفع من قيمة اللغة الأم وأدبها وشعرهاء حيث 
يقول عبد الوهاب حمو فخار في مقدمة ديوانه: << أتمنى أن أوفق في هذه 
المحاولات حتى أصل إلى غايتي المنشودة إن شاء الله وهي التعمق أكثر في أعماق 


3562 





هذه اللغة العزيزة على كل غيور على قوميته والمهتم بثقافقه الجزائرية 
الأصيلة...>>97* . ومن جهته يقول صالح ترشين في مقدمة ديوانه <<سميت 
هذا الكتيب “اول انو” عبرت فيه بأبيات شعرية عمّا يكنه صدري وذلك بلغة 
رضعتها من صدر أمي الحنون(...) العقتني لسانا صافيا غير آسن وتراثا 
ثمينا...>> 177 , 

وما فتئ الإنتاج الشعري المزابي أن ازدهر بالتزامن مع تطور الوعي بأهمية 
البعد الأمازيغي للهوية الوطنية» بحيث ظهر عشرات الشعراء بمختلف مدن وادي 
ا »؛ مثل حمو زيطاني وأحمد الحاج يحي وعمر بوسعدة وموسى كريزو 
الخ/7١)‏ كما تتابعت المحاولات الشعرية والدواوين مثل أعمال يوسف سيوسيو 
مابين 1998 و207.2006) والأهم من ذلك هو انتقال مهنة الشعر المزابي إلى 
المجتمع النسوي في السنوات الأخيرة بظهور شاعرات يحاولن إثبات وجودهن في 
سوق الشعر الأمازيغي. ويدل على ذلك نشر مجموعتين شعريتين: إيوالن سْ أول 
ف "كلمات من قلبي" للسيدة سعيدة قرقر(2015)» وتاونجينت يرسين- 501 أزداع/لاة] 
07 ث“راحة الخاطر” للسيدة فلة مصطفى مقنين(2117.)2017) 

وعرف الشعر المزابي انتقالا نوعيا بأن أصبح مادة للتدريس منذ الثمانينيات 
بالرغم من انحصار هذا التدريس في معهد الإصلاح بغرداية. واستعرض الشاعر 
عبد الوهاب حمو فخار هذه التجربة في كتاب تدريس الأدب المزابي الذي أصدره 
سنة 2015. ويتضمن دروسا وتمارين لكتابة المزابية بالحرف العربي ونحصوص 
الأدب المزابي التي كان يلقيها بمعهد الإصلاح الديني بغرداية.227) كما نلاحظ 
اعتماد الشاعر لوسائط النشر الحديثة لنشر وبث الشعر المزابي في شكله الصوتي 
الإلقائتي من خلال الأقراص المدمجة بعد أن كانت تسجل في الأشرطة السمعية في 
الثمانينيات والتسعينيات» مثل قصيدته0130ا10 /3[ أ/1021©/آ] 0 ]131/565 "أزمة 
غرداية بين السطور" حول الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة وادي مزاب سنوات 
723- 2015. 


2303 


ومع تطور المطلب الأمازيغي والحركية الوطنية لإحياء اللغة والثقافة 
الأمازيغية وتكفل الدولة التدريجي بترقيتهماء عرف الشعر المزابي بثا واسعا في 
الأوساط الشعبية بفضل انثقاله إلى فضاء الأغنية والإنشاد» من خلال المجموعات 
الإنشادية والمغنين العصريين؛ لعل أهمها فرقة البلابل الرستمية في الثمانينيات 
وفي الوقت الحالي فرق إزلوان ن مزابء واوتشيدان» وإتران» والمغنشني عادل 
مزاب... الخ. يضاف إلى ذلك استفادة الشعر المزابي الحديث من البث الإذاعي 
من خلال الحصص الشعرية التي يعدها الشاعران عبد الوهاب حمو فخار وصالح 
ترشين أسبوعيا في إذاعة غرداية التي سمحت بكسب جمهور واسع من المستمعين 
والمتذوقين للشعر الأمازيغي !227 . 

ورغم الضآلة الكمية للمدونة الشعرية باللغة الأمازيغية بوداي مزاب فإن لهذا 
الشعر رمزية خاصة في تمثلات الناطقين باللغة المزابية كسمة من سمات الهوية 
الأمازيغية» لذلك بقي يلعب دورا محوريا في إحياء اللغة المزابية وترقيتها إلى لغة 
إبداع أدبي وفني. وهو ما يفسر إقبال المجموعات الإنشادية والغنائية على تلحينه 
وأدائه استجابة للطلب الاجتماعي والشعبي المتزايد عليه» باعتباره شكلا من أشكال 
التعبير الأدبي الأمازيغي الممثل لمنطقة وادي مزاب» في غياب تقليد الكتابة 
والمقروئية باللغة الأمازيغية لدى الناطقين بها. 

ثانيا: خصائص الشعر المزابي 

تطورت أغراض الشعر المزابي تطورا كبيرا تبعا لتطوره الوظيفي في المجتمع 
المزابي (أ)» مثلما تطورت خصائصه الفنية والأسلوبية والجمالية مع تحوله إلى 
إيداع فردي يبرهن فيه الشاعر عن قدرته التعبيرية (ب). 

أ- الخصائص الموضوعاتية للشعر المزابي: 

بعد أن كان الشعر المزابي الشفوي المتمثل في الأهازيج الشعبية منحصرا في 
الموضوعات التقليدية المرتبطة أساسا بالحياة النسوية (1)» فإنه توسع ليعبر عن 
مختلف الأغراض والموضوعات التي تشغل الشاعر حتى بات الناطق عن آمال 
وآلام الجماعة وانشغالاتها العصرية (2). 


354 








(1) الشعر المزابي القديم: 

إن ما يميز الأهازيج المزابية القديمة هو انحصار أغراضها في ميادين التعبيير 
الشعري المزابي القديم ويمكن أن نصنف أهم الأغراض التي تتناولها إلى أربع 
ستعرض أمثلة لها فيما يلي: 

الأهازيج الاحتفالية: وهي الأكثر رواجا وشعبية حتى اليوم بسبب دورها 
الوظيفي في الطقوس الاحتفالية للمجتمع النسوي. لعل أهم هذه الأهفازيج الشعبية 
المتداولة إلى اليوم الأهزوجتين الشهيرتين55311/317607 أللا 2 /اوللاأة 47*) “بلغ 
أيها الذي يبلغ (الأماني)”؛ التي تؤدى في أعراس الزفاف. وأهزوجة اهق»ا 

1ل311121"امشطي خصلة الشعر (الطفل)" التي تغنى بمناسبة العرس النسوي الذي 
يقام للطفل المختون» ويقول المقطع الأول للأهزوجة: 
يا ابني» أيها القمرء يا إشراقة في ملألا م اللات]لا 3 ,انالا 23 ,أمتصطعم م 


الظلمات ! 

جعلك الله فرجا للمرضى! م ]األلااها 0 ممعلا-عج 30 مطعا 
تاق /انا مألا 

أيها الناس(الحاضرون) قولوا معي: 30 أططع؟ : 3/إ2قم ألما معللأم م 

اللهم اجعل الأيام بيضاء! 55 ااأعمرةا 


أهازيج النسيج: كانت المرأة المزابية تقفضي أغلب يومها في صناعة الزرابي 
المعقدة الرسوم والأشكال والألوان» وكأنها ترسم بأناملها لوحات فنية بديعة تعبر 
من خلالها عما يختلج في قلبها من شجون وأمنيات ورسائل. وفي الوقت نفسه 
كانت تبدع ألحانا وأشعارا أمازيغية أصيلة تتغنى بها للتعبير عن همومها وآمالها. 
لذلك نجد قسما معتبرا من الشعر المزابي النسوي القديم هو أهازيج كانت ترددها 
المرأة وهي تعمل في المنسج التقليدي. فالمنسج التقليدي 3661718 هو ساس كل 
منزل عامر ودليل على وجود امرأة صالحة عاملة فيه. في حين كان مجال الرجل 
الفلاحة والتجارة» طبقا للمثل المزابي الشهير: 


23065 





نا م أاع5اعا 0 بأ5ع1ا م أاع5 6لا : أد5اعا أعرممعه اعلا ومطعلا مواتكم 
262 
'حضارة مزاب قامت على ركيزتين: ركيزة البئر(الفلاحة)» وركيزة المنسج 
(إنتاج الزرابي)' 
وعليه فليس من الغرابة أن أحيط المنسج بهالة من التقديس وأنتجت حوله عدة 
أشعار لاستجلاب الفأل بنجاحه ولإبعاد عين الحساد عنه277 . ومثال ذلك ما يقال 
عند الانتهاء من الزربية» حيث تقوم المرأة برفع 19603 'أداة النسج" والضرب 
الخفيف على 11198583017 "الحبال الأربعة التي تربط الزربية بأعمدة المنسج" 


ا. (26) 
ولدعدي ٠‏ 


قيمتك. يا منسجىء كقيمة الأمّة دللا م [329 0 ,للاكاحجأاع36 /إ3 ,؟-2231/ 
قيمتك. يا منسجىء كقيمة العريس أ151 2 3231 0,للكاح-ق1اع36 /(3 ,©-26231 
حرمتكء. يامنسجيىء كحرمة 5 (ل6ع66ا ل للكاحوااع36 لاه ج-ممرقعتق ا 


العريس أعاةع] 
حرمتك. يا منسجيء كحرمة خارج سور 7قع8ا 0 /لما-5أأء36 لاه ©-رمقع8 ا 
المدينة(كحرمة المدينة المزابية) آنا 7317 دعلا ما 


الأهازيج الاجتماعية: وهي متعددة المواضيع وتتعلق أغلبها بالحياة الأسرية 
والغربة ومعانات الفراق والوحدة من طرف المرأة. من أمثلتها أهزوجة أزلامة لإ 
'أيها الضيف". وتؤدى في الحفل النسوي الذي يقام على شرف المرأة العاقر. وتعبر 
عن الرجاء والفأل بمولود قادم وتمنيات له بحياة ناجحة في المستقبل القريب 


والبعيد. هذا مطلعها: 

أيها الضيفء يالله ربىء عندما 180-لا3 80 7/آ3 5 ,أططع؟ا عبانلا م أزنامة لام 
يولد لي (ولد) 

يولد لها ولد مبارك وميمون 0 عع36ط0ت 0 ذأ-مللصاعم با36] 


مانا مطامطو 


356 


أهازيج الغربة: لعل أشهرها أهزوجة أ85660 23 9709-4 "أغنه يارب" التي 
تغنى للمسافر الذي يتغرب لمدة سنين طويلة من أجل الاسترزاق في التجارة 
متحملا كل أهوال الطريق ومعاناة الفراق. وبما أن الغربة لا يعاني منها الرجل 
وإنما المرأة أيضا فإن المرأة المزابية أبدعت أهازيج عميقة المعنى تصور معاناتها 
من فراق الغربة والوحدة وقسوة الزمان» وأشهرها أهزوجة 30 أ860ع/نا /2065أ00 
23 “بقيت وحدي كالغريبة” التي حيث يقول مقطع منها: 


بقيت وحدي كالغريبة» يا ابانا الله 3 ,قوطنمياع١|‏ 5ق,أل8ع/لا لآاعمان00 

,! لاماحقط63 
(ليس هناك) حتى شخص يمر من 5 8626900688 236 831/8 /لا والا 
الشارع ويقول (يتفكر) إنني هنا اع 9802ا؟: تطصقئا,30اركعننا 
جعلت حبل المنسج كخالتي» وعصا 0 (قل/لاةالاا,ا- ]اا 0 66301عز19 /آأه00 
المنسج كعمّي بأ -ممطعة 
كأنني (شأني شأن) الحرملة التي تنبث :آلانن 0ع/لاو30 5 0 العصممع116 اأمه 
في قاع السور... 


أهازيج الألعاب: يتضمن الشعر المزابي القديم العديد من الأهازيج المرتبطة 
بالألعاب التي تمارسها الفتيات والنسوة والأطفال» بحيث تؤدى هذه الأهازيج كجزء 
من هذه الألعاب. ومن أشهر أهازيج الألعاب النسوية أهزوجة 5 طاأ8666 9ا1اها 
8 ' سيدتي- كلمة غير مفهومة- سعفة النخل"2277)» وتؤدى جماعيا من طرف 
الفتيات اللآئي يخرجن في جولة في الحي لجمع سعف النخل لإيقاد النار وتحضير 
طبق جماعي من الكسكس صدقة للعابرين والحاضرين» حيث يدقن باب كل دار 
طلبا لسعف النخيل منشدات لهذه الأهزوجة في جو من الدعابة والمرح. ويقول 


مطلعها: 
الله (كلمة غير معروفة المعنى) أن م عاتطمعة ذااها 
فة اله خيز 
منسجكم الصوفي ٠‏ يا أبينا /ه102أ 380‏ ,لمعللام- و 6617م 


357 


أمركم» يا أبينا 221/2 ,لاع نا حو5/الاق ا 1 


صلاتكم, يا أبينا.... ...31/8 لط ,بعص ]زااهة 1 


وفي الواقع لا تشكل هذه الأمثلة إلا بقايا تم إنقاذها بفضل التدوين» من جملة 
رصيد شعري مزابي ثري يكون قد اندثر بفعل الشفوية والعوامل السوسيو لسانية 
السالفة الذكر. ولا نشك في وجود العديد من الأشعار والأهازيج المزابية القديمة 
حتى اليوم في ذاكرة المسنين من حاملي الثقافة الأمازيغية بمختلف المدن المزابية 
وبات تدوينها أمرا مستعجلا قبل زوالها مع أصحابها. 

(2) _الشعر المزابي الحديث: 

بعد أن كان مجال الشعر المزابي القديم (الأهازيج الأمازيغية) منعحصرا في 
المواضيع التقليدية ويؤدي وظيفة اجتماعية محدودة تنحصر في الاحتفالات 
والعادات الفلكلورية والتراثية» فإن الشعر المزابي الحديث عرف منذ السبعينيات 
توسعا كبيرا في ميادينه ليشمل أغلب مناحي الحياة العصرية وقضايا المجتمع 
والفكر والسياسة» بل وليلج المجال الفكري التجريدي» ليصبح خير معبر عن الأنا 
الجمعي للمجتمع» وليكتسب مشروعية اجتماعية لدى الناطقين باللغة المزابية مثله 
مثل الشعر العربي الفصيح. وبذلك بات الخطاب الشعري في خدمة قضايا وآمال 
وآلام المجتمع المزابي» ومن وراء ذلك خدمة اللغة المزابية وانتشالها من الدسيان 
والهوان لتصبح لغة أدب عصري راقي يضاهي في أشكاله التعبيرية ومواضيعه 
الشعر العربي الفصيح الذي احتكر هذه المكانة لمدة قرون من الزمن. 

وإذا حاولنا تصنيف الشعر المزابي الحديث من خلال الإبداع الشعري لعميديه 
عبد الوهاب حمو فخار وصالح ترشين» يمكننا وضعه في خانة الشعر النقفدي 
الملتزم الهادف لخدمة المثل العليا للمجتمع والدفاع عن قضايا وأفكار ورؤى 
الشاعر في الإصلاح الاجتماعي. باعتبار أن رسالة الأدب ليس مجرد ملء الفراغ 
وإلهاء الجمهور وإمتاعه» وإنما هي كما ذهب أفلاطون وأرسطو وقسم كبير من 
النقاد << نقد المجتمع وتوجيهه واستغلال عناصره الطيبة والارتفاع بها إلى 


3055 





مستوى أمثل. وهكذا تصبح رسالته توجيها للجماهير ودعوة للمثل العليا واتجاها 
بالناس إلى حياة أفضل>>207). 

ويؤكد تفحصنا للإنتاج الشعري المزابي الحديث ما ذهبنا إليه. إذ نلاحظ غلبة 
المواضيع والأغراض الاجتماعية التاريخية والأخلاقية التربوية على سائر الأغراض 
الأخرى. وهو يعكس انشغال الشاعرين بالتحولات التي يعرفها المجتمع المزابي 
نتيجة صدمة الحداثة وما تولد عنها من صراع القيم والممارسات بين الأجيال. 
ويمكن جمع أهم الأغراض الشعرية الغالبة في أربعة» نستعرضها فيما يلي: 

1-الحنين إلى الماضي والحث على إحياء التراث: نلاحظ في إنتاج الشاعرين 
مسحة غالبة من الحنين إلى الماضي السعيد وما كانت عليه حياة الأجدادء باعتبارها 
النموذج المثالي والأصيلء والدعوة إلى التمسك بالأصالة المزابية أمام غزو 
منتجات الحداثة وقيمها وممارساتها. فمثلا نجد الشاعر عبد الوهاب حمو فخار 
(1972) في قصيدة ةنامأ م الال 0010161 31/655311 أع/لاللا5 “اسأل 
العجوز الذي يمشي محتكا بالجدار” يصف الحياة القديمة بتحسر ويرثشي ذلك 
الزمان. وفي قصيدة| 16006 ©0316 2617 17 200310-16 “انظر الى زماننا 
كيف تبدل!”؛ ينقل تحسرات المسنين عما حصل من تغيرات في الممارسات 
الاجتماعية بفعل تأثيرات الحداثة قائلا في مطلعها: !27) 
انظر إلى زماننا كيف تبدل اعل0ع16 عع 30 لعجا , عمصحطوتاج 
حلق الطيرء هرب ولم يعد.... أللال-0 آنا والاغعلا ,اعآع1 0ناؤولام 

وفي قصيدة 5علألا 5 0313/21 “كفى نوما” (1989) ينتقد الشاعر صالح 
ترشين أوضاع المجتمع داعيا إلى إحياء سيرة الأجداد» ومتحسرا على تلك الأيام 
التي كانت فيها المرأة المزابية الحقيقية» وصناعة المنسج التقليدي» الخ قائلا: /32) 


أين هي آلة النسج 22 والعالاهم 
أين هو الصوف موصان موااع ناه 
أين هي الأم لاوط واأعااهم 
التي تصنع الأيام 0 190080 أ 


23059 


أين هو الفرس لق ؟ والعالاهم 
أين هو البرنوس 5ناطعط3 عناوم 

2-نقد الأوضاع الاجتماعية: ويشكل الموضوع الغالب في شعر صالح ترشين 
بحوالي 16 قصيدة» بحيث نلاحظ غلبة أسلوب الشكوى فيها عن الممارسات 
والتحولات التي عرفها المجتمع المزابي» ولعل أحسن مثال على ذلك هذا المقطضع 


من قصيدة مطامط “لماذ|؟”317) : 


لماذا القمر هرب من المدن موماعنأ ؟ اعبرقعا أده أمطتد 
لماذا الرجولة هربت من الجذور (... ) موقندا 5 اعبنصها أعزعهة تلد 
لماذا الأبواب أغلقفت في وجه مع 32 1 أمعؤاع5ه انان أمصلم 
الرجال... 


كما لا يخلو شعر عبد الوهاب حمو فخار من النقد اللاذع للمجتمع والدعوة إلى 
إصلاحهء بحيث كرس قصيدته الطويلة في ديوانه الثاني (1990) لنقد أوضاع 
المكتت النؤاتى نوجها سيا النقد إن التعيل القديم وممازنامه ونواقنات برقل ذلك 
خصص لنفس الغرض روايته الاجتماعية عا أع36| ” لاشيء لاا شيء” (1982) 


من ديوانه الأول» أين يقول متذمرا في أسلوب هجائي: (2*) 


اندحرناء اندثرناء» انهزمناء» وضيعنا 63 ,قلاع ,وللافع7 ,وللاطاعم 
ليس لدينا شيء صحيح إلا اللسان 5 | ألا عقع5ذا هماه باعمزعل عدا 
السليط.... لاعلا 


التأكيد على الهوية المزابية: كرس الشاعران عدة قصائد للتأكيد على الهوية 
المزابية بكل أبعادها الوطنية والدينية والأمازيغية» وكأنهما يجيبان على سؤال 
الهوية الذي شكل ولا يزال موضوع نقاش مجتمعي خاصة بين الشباب في سياق 
التأثر بمختلف التيارات الفكرية والثقافية والدينية. ومفهوم الهوية المزابية الذي 
يدافع عنه الشاعران يشمل مجموعة من القيم والممارسات والعادات وكل الموروث 
الترائي الذي تركه الأجداد. فينبري الشاعران مدافعين شرسين على وجوب 
المحافظة عليه أمام زحف الثقافة الحداثية. ونلاحظ حضور موضوع الهوية بصفة 


23130 


أكثر جزما في شعر صالح ترشين حيث خصص له حوالي 8 قصائد. أغلبها 
جاءت في تعظيم شأن نموذج الحياة المزابية» لعل أهمها قصائد /لاكاأ-]5لا20] 
"أسطورتي”» /لاأ-أ6لا1810 “وطني”» ”30032177 الأمازيغي” الخ. (33) 
ومن لاعن بعد" الريهانة حم فكاز لاق اليوقة الدزاثية ف قله لاني سنن 
قصيدته الطويلة /12699011/31/6 10061131061 “الدموع الحمراء” قائلا: (34) 


اعلموا أنا مزابي أقطر 5 لإأماع5 6مانا 0 أهمة أعععم 
بالمزابية 6361 لاا 
روحي هو القرءان في هذه 0ع/لاج مقانان١‏ 0 /لاكاحنا ماص اناما 
الأقلية 30105 


الشعر التربوي والوعظي الأخلاقي: ويشكل قسما معتبرا من الإنتاج الشعري 
الحديث. حيث كرس الشاعر عبد الوهاب حمو فخار مسرحية شعرية تربوية 
وعظية ضمنه ديوانه الثالث» موجهة للبنات المتمدرسات في المدرسة الدينية. (35) 
ونلاحظ نفس المسحة الوعظية الأخلاقية الغالبة في عدد معتبر من قصائد الشاعر 
صالح ترشين في سياق خطاب الحنين إلى قيم الأجداد ونموذج الحياة الماضية. 

وأهم ما يمكن ملاحظته في الأغراض الشعرية في الشعر المزابي الحديث هو 
قلة موضوع الطبيعة مقارنة بالموضوعات التربوية الاجتماعية والسياسية: إذا 
استثنينا بعض القصائد الواردة في التغني بالطبيعة المزابية وسحرها وجمالها مع 
ربطها بسيرة الأجداد والتمسك بالتراث الأمازيغي الأصيل. ومن جهة أخرى 
نلاحظ انعداما كليا لموضوع الغزلء ويجد هذا الواقع تفسيره من جهة في العادات 
الاجتماعية التي تعتبر التغني بحب المرأة أو جمالها مسا ب”حرم” الجماعة 
وأخلاقها. ومن جهة أخرى في الصرامة الأخلاقية الكبيرة التي يتميز بها المذهب 
الإباضي تجاه كل أشكال الترف الثقافي والفني. 


321 


(3) الخصائص والمميزات الفنية والجمالية: 

يتميز الشعر المزابي القديم بأنه شعر جمعي شفوي يعبر عن الفئات الشعبية. 
ومن الناحية الفنية يتميز ببساطة أسلوبه ولغته المباشرة وقلة الصور الجمالية(1)؛ 
بينما يتضمن الشعر المزابي الحديث كل خصائص الشعر الحديث من حيث 
فردانيته وصياغته الإبداعية الخاصة الذي تميزه عن اللغة العادية(2). 

1. الشعر المزابي القديم: 

تصنف الأهازيج المزابية القديمة ضمن "الشعر التقليدي" (أو ”الشعبي”) (36) 
لتوفره على سمات الشعر التقليدي كما ينظر لها الأستاذ محمد جلاوي» من حيث 
الزمن(القدم) والموض وعات والأغراض والأدوار والوظائفء. والطابع 
الشفوي. !”* كما يمكن تصنيفه في خانة الفلكلور 57*) باعتباره من بقايا الثقافة 
الشعبية القديمة التي تنتقل شفوياء وتشكل نوعا من الإبداعات الأدبية الشفوية 
وعنصرا من تراث الجماعة. 

وأهم المميزات والخصائص التي تميز الشعر المزابي القديم ثلاث هي: أنه 
شعر شفوي غير مكتوب تتناقله الذاكرة الجماعية عبر الأجيال ولا يعرف تاريخ 
ظهوره على وجه الدقة؛ وأنه شعر جمعي غير معروف المؤلفء يعبر عن ثقافة 
ومعتقدات ووجدان الجماعة. ومن المحتمل تعرضه إلى تحسينات وتغييرات على 
مر العصور؛ وأخيرا أنه شعر الفئات الشعبية الدنيا من غير العارفين للغة النخبة 
والسلطة. 

ومحنة الأدب الأمازيغي كما يرى بحق محمد المسعودي وبوشتي ذكي تتمثل 
في كونه <<يهمش وينظر إليه على أنه في الدرجة الثانية بعد الأدب المدون 
المكتوب» ومن ثم يشكك في قيمته الجمالية وبلاغة أسلوبه ومصداقية مضامينه 
وهذا التهميش لا يقتصر على الأدبء بل يمتد إلى مبدعيه ومستهلكيه>>777. مع 
أن للشعر المزابي القديم خصائص تميزه عن الشعر المزابي الحديث, إن على 
المستوى الفني والأسلوبي أو على المستوى اللفظي واللغوي. 


2302 





المستوى البلاغي والجمالي: تتميز الأهازيج المزابية القديمة بصفة عامة 
ببساطة الأسلوب وخلوه من التنميقات الإبداعية والجمالية إلا نادراء طالما أنها 
تخاطب عامة الناس حول قضايا ومسائل عامة يشتركون غالبا فيها. ومن أمثلة ذلك 
أهزوجة أ5666 3 703-14 "أغنه يا رب" وأهزوجة 300210 60 "امشطي 
خصلة الشعر (الطفل)"؛ وأهزوجة55311/317617 أللا 2 ©/لاأ5 “بلغ أيها الذي يبلغ 
(الأماني)”» الخ. 

غير أننا يمكن أن نجد في الشعر المزابي القديم بعض المقاطع الرائعة التي 
تنبئ عن ملكة إبداعية أصيلة لدى واضعيها المجهولين. ففي الأهزوجة المعروفة 
ب 09568 1303 "السيدة المحظوظة"ءالتي ترددها الأمهات عند هدهدة الطفلة لتنام 
في الليل» نلاحظ روعة الصورة البلاغية في هذه الأبيات التي أرادت واضعتها أن 
تعبر عن طريق الكناية عن مدى الجمال والنسب والمكانة التي ستتمتع بها 
ابنتها(عندما تصبح فتاة)» مادحة لها بقولها: 490) 


أنا السيدة ناصرة! 3 والها 0 أععهلم 
من يقصد السيدة ناصرة (للخطوبة) 2 313 ا معناقعن ألا 
فليشاور أمه في البيت 1200311 3-5 تالوم عونا 
ثم يشاور أباه في الجماعة 0أ1822 0968-5 ععنلاوه! 
ثم يأتي بحمل من أقراط الذهب 2أ/لا م مباطمع8ج ل-ابيجل/ا 


(من فئة لويس 14) 

كما ينفرد الشعر المزابي القديم بوجود قصائد مشفرة تم نسجها على الأسلوب 
المجازي لإخفاء المعاني المراد إيصالها للمتلقي. وأغلب الظن أن هذه الأشعار إما 
تتناول موضوعات محظورة قد تتعلق بالمجال الجنسيء أو أنها صيغت كذلك 
كشكل من أشكال الألغاز والتلاعب باللغة في الأوساط النسوية والأطفال. ومثال 
ذلك قصيدة “0©|1©057 7 1311051 قصة بلخفوس” وأهزوجة هلا 8لا55 , 
“أ5لا5لاط أفق أيها الغافل”. إذ تبين أن الأهزوجة الأخيرة من وضع أمَة لتنبيه 
سيدها بقدوم عدوء فأصبحت لغزا تتسلى به الفتيات. 457) 


203 


المستوى اللفظي: يتميز الأسلوب الشعري للأهازيج المزابية القديمة بالبساطة 
واستعمال الرصيد اللفظي السائد في اللغة الجارية بكل ما تحتويه من الكلمات 
العربية الدخيلة» مع الخلو من التنميق اللفظي والابتكارء وعدم وجود أي محاولة 
لتمزيغ الألفاظ أو الحرص على اختيار الكلمات الأصيلة» بل إن الشاعر يستعمل 
أحيانا ألفاظا عربية دخيلة دون مبرر مع وجود مترادفات لها باللغة المزابية 
السارية. 

ومع ذلك يحتوي الشعر المزابي القديم على رصيد لفظي أصيل اندثر الكثير 
منه في اللغة المزابية المتداولة اليوم. فعلى سبيل المثال نجد في أهزوجة 80 
3002101 الألفاظ التالية: 30لإا©5! "الخيوط المتدلية"» ,130310 "البرائيس الفاخرة" 
0 "النقود": /951"الدواء". وفي الأهازيج المتعلقة بالمنسج التقليدي وصناعة 
الصوف نجد جملة كبيرة من الألفاظ المندثرة المتعلقة بالصوف والمنسج التقليدي 
ومختلف الألبسة والأفرشة التي ينتجها. 

2. الشعر المزابي الحديث: 

يتميز الشعر المزابي الحديث بكل مميزات الشعر الحديث المختلفة عن الشعر 
الشفوي التقليدي من حيث إنه شعر فردي معروف المؤلف يعتمد على التدوين 
ويخاطب النخب الثقافية الفكرية بواسطة أسلوب انحيازي يميز الهوية الشعرية 
للشاعر ويجلب له الاعتراف بالقدرة الإبداعية. 

المستوى البلاغي والجمالي: تتميز اللغة الشعرية الحديثة بثرائها بالصور 
البيانية من كناية ومجاز واستعارة» ومن استعمال للمحسنات البديعية اللفظية 
والمعنوية 457 . وهي كلها خصائص اللغة الشعرية الانحيازية المتميزة التي دعمت 
اللغة المزابية بالمستوى الأدبي أو المستوى المدعم. ومن أمثلة الكناية هذا المقطضع 
من شعر عبد الوهاب حمو فخار الذي يتحدث فيه عن اكتفاء المسلمين باستهلاك 
منتجات الغربء. بسبب غلق باب الاجتهادء فيقول: (43) 


هم (الغربيون) يعدون (الأكل) مو ناما صتماعلح 
ونحن نتذوق الالاعلمطط مأصععم 


23024 





علقت ارات 1/2 بأمعقاءه 
ضاعت المفاتيح أمع /اماعز 59ألالا 
وعلى سبيل المجاز يدعو الشاعر صالح ترشين كل من لا يعرف قيمة الحضارة 
المزابية أن يسأل النخيل والكثبان» وكأنها كائنات تتذكر وتشهدء لتحكي له ملحمة 
الأجداد قائلا: (44) 


اسأل النخيل مألا 1120 معاأوء5 
اسأل الكثبان الرملية مالأع مل معاوعه 
تحكي لك القصص 5 أمع36-2315 30 


كما أبدع الشاعران في استخدام المحسنات البديعية من جناس وطباق وسجع 
وتورية» الخ2457» فأعطيا للغة المزابية رونقا وجاذبية شعرية لدى المتلقي. ومن 
الأمثلة الرائعة للجناس التام تلك التي استخدمها الشاعر عبد الوهاب حمو فخار 
حول فعل /6/7/7/ر /لا كلا يقول -/- لا يركب” في هذا المقطع: (46) 
من يخاف» يا أخي» من كلام 3ثلناع لا 2 وعللااو أللا معللاط صلصا مم 


الناس 

لا يقول شيئا أبدا أصمعلا اناه أ6قمعة 
من يخاف من السقوط لاحنلا أ لاعلنلان آلالا 
بقى يمشى على رجليه 5-مع]1/9أ ؟ الاممعلا 
لا يركب أبدا أممعلا آنا باقمعة 


ومن أمثلة التورية العميقة المعنى ما جاء في أحد أشعار صالح ترشين أين 
استعمل لفظة |[إلازة “اليتيم”» مع أنه كان يقصد بها الشخص الذي يفتقد إلى سمات 
هويته كما يفتقد اليتيم إلى الأبوين ورعايتهما. حيث يقول:'”*) 
من هو يتيم اأزنازة 0 5هللا 


لا يعرف أناه 6983-5 (أو5علا انا 
فإنه سيضيع (يعيش حياة غير متوازنة) 15090-5 اآنالا انا 


ولايعرف حتى نبعه (أصوله) 1919-5 1311 


205 


المستوى اللفظي: يتميز الشعر المزابي الحديث عند التأثيث اللفظي بسعي 
الشاعر تحقيق النقاء اللغوي وصياغة شعر مزابي "أصيل". حيث نلاحظ حرص 
الشاعر على استبعاد الألفاظ الدخيلة من اللغات الأخرى وبعث الألفاظ المزابية 
الآيلة للزوال وتوظيفها مساهمة منه في الحفاظ على الرصيد اللفظي للغة المزابية. 
ونذكر من هذه الألفاظ على سبيل المكال: لاط “الظهر”: 1101 "العرق" 
72031"الإعانة".206/61017 "المخبأ".“1//617أ1000 الوالدين”» الخ. كما يقوم الشاعر 
أحيانا بتوظيف الألفاظ الأمازيغية المبتكرة السائدة في الفضاء العلمي والدراسي 
والإعلامي الأمازيغي للدلاالة على المدلولات الجديدة والأفكار التجريدية 
مثل 30065121"الطبيب":13011/13 "الثورة”»” |ااعانا الحرية", الخ. 

ويبقى حقل البحث العروضي للقصيدة المزابية مفتوحا لاستكشاف البنى 
العروضية التي يقوم عليها. فإن كان الشعر القبائلي بدأت تتضح بعض ملامح بنيته 
الإيقاعية والوزنية بفضل بعض الدراسات التي أجريت على المادة الشعرية الوفيرة 
القديمة منها والحديثة 457 »فإن الشعر المزابي لا يزال بعيدا عن الدراسة الموسيقية 
والعروضية. وقد حاول الباحث يوسف لعساكر من خلال نماذج من شعره الخاص 
اقتراح اثني عشر وزنا مبنيا على مقاطع صوتية قد ينبني عليها الشعر 
المزابي !77 . ويبقى كشف مدى وجود بنية عروضية خاصة ومميزة للشعر 
المزابي أمرا ملحاء من خلال دراسة وافية وشاملة للمنتوج الشعري المزابي» مع 
أن ذلك يصطدم بضالة المادة الشعرية القديمة وتأثر الشعر المزابي الحديث بالشعر 
العربي. 


3326 


الخاتمة: 

يمثل الشعر أهم أشكال التعبير الأدبي الأمازيغي قوة وحيوية واستمرارا في 
المجتمع المزابي؛ مثله مثل كافة المجتمعات الأمازيغية في شمال إفريقيا منذ أعماق 
التاريخ 777 . وبالرغم من تقلص وظيفة الشعر والشاعر في المجتمعات الأمازيغية 
المعاصرة» حتى أنه لم يعد <<البيت الواحد قد يثير حادثة أو يفجر ثورة أو يقالب 
وضعا أو يثير حربا أو يفرق أو يجمع أو يؤلف أو يصلح>> 7*”)كما كان عليه 
في القديم. كما ضعف تأثير الخطاب الشعري في المجتمع بفعل اكتساح أشكال 
التعبير الفني الأخرى للفضاء الإعلامي والسوق اللغوي بواسطة الوسائل 
التكنولوجية المتطورة. 

إن الميزة الغالبة في الشعر المزابي هو طابعه الملتزم بكونه خطابا نقديا 
إصلاحيا إرشاديا موجها إلى الجماعة ومعبرا عن انشغالاتها وهمومها وآمالهاء 
أكثر منه تعبيرا عن معاناة الشاعر وأحاسيسه الفردية والوجدانية. وبسبب هذه 
الوظيفة الاجتماعية للشعر الأمازيغي في المجتمع المزابي الحديث» فإنه عرف 
تطورا متزايدا منذ السبعينيات كوسيلة لإحياء اللغة المزابية وبعثهاء بفعل تطور 
الوعي الهوياتي الذي شهدته الجزائر بعد الربيع الأمازيغي بمنطقة القبائل» والمكانة 
القانونية والمؤسساتية للغة الأمازيغية» وما ترتب عن ذلك من تحسن مركز اللغة 
الأمازيغية وآدابها في المخيال الجمعي للناطقين باللغة المزابية. 

ورغم أن الإبداع الشعري الأمازيغي يمثل أكثر من تلثشي ما دون باللغة 
المزابية» فإن مدونة الشعر المزابي تبقى ضئيلة جدا وحضورها ضعيف في 
الفضاء الأدبي والتعليمي. ويعود ذلك إلى مركز اللغتين العربية والأمازيغية 
المتعايشتين في المجتمع المزابي في سياق الازدواجية اللغوية غير المتكافقفة كما 
تمت الإشارة إليه. وترتب عن ذلك عدم التكافؤ في المقروئية الني تعد إحدى 
عوامل تطور السوق الأدبية الحديثة. ما دام أن الشعر العربي يُدرس منذ قرون في 
المدارس العامة والخاصة منذ المراحل التدريسية الأولى كمدونة لتعليم النحو 


327 


والصرف العربيء بينما يغيب أي تدريس للغة المزابية وإبداعها الشعري وآدابهاء 
مما ترتب عنه معاناة الأدب الأمازيغي المزابي من غياب المقروئية. 

إن التطور الموضوعاتي والأسلوبي والفني والجمالي للشعر المزابي الحديث 
خلق منه لغة أدبية راقية» جاءت لتدعم اللغة المزابية السارية بجملة من التعبييرات 
والألفاظ والصور الجمالية لتجعل منها لغة أدب وإبداع بعد أن كان ينحصر دورها 
في الوظيفة التواصلية المحدودة المجال. وعليه فمن نافلة القول إن تدريس الشعر 
المزابي في كافة مستويات التعليم الأساسي والثانوي والجامعي بوادي مزاب؛ إن 
كان في التعليم الحر أو الخاص أو العام؛ بات أكثر من ضرورة مدام أن الشعر 


هو وعاء اللغة وروحها تستمر وتتقوى باستمراره وازدهاره!272. 


2308 


هوامش الدراسة: 


(') ينظر الجرد البيبليوقرافي العام للرسائل والأطروحات في الأدب الأمازيغي» قسم اللغة والثقافة 
الأمازيغية» في جامعة مولود معمري مثلا ا11110.0انا. الالالالالا » وكذا قسم اللغة والثقافة الأمازيغية 
في جامعات بجاية والبويرة وباتنة. 
تنظر الدراسات الجردية البيبليورافية التالية: 
عأامةوهاطأط,(66/08:65)1980-1990 0*600065 عأصموم6ل ممنارجاعكامنانت «رواوك 
بعلااع1تاننا80 5مملاللع ,عنوتاته .مم ,1992 ,عول154 -ذعاللاع8 علنوات.5 أه 
-85.5.لظا.1992-1993,0 بعقامصصمهت علؤطمزعم عأنطموءوهناط ,غلزرامروع 
.20-4.مم ,1984,اللاءث. الا.ع. .ا 
5 3 01101765 065 ,56/6665 5عالمأه61]ا أ عباودها ,2تن01ن6لا850 6ولطلقا 
,1997 برؤقوم رووععظ ذأطا-اق/لث ,30002145صلمعاما عأطامق:ومزاطأ8 ,5انامز .مم ,126 
10 
0 عبد الحميد بورايوء الأدب الشعبي الجزائريء دراسة لأشكال الأداء في الفنون التعبيرية الشعبية في 
الجزائرء دار القصبة للنشرء الجزائرء2007,ص.15. 
3351م بعغطهط موموما ,آع55هم8 غممهة) 
5اناع)| أع عأاعع 0131 “ناعا “ناة أ1/23(,6553)نعناوذا-امع8 5>ا ,كشوع|انا0/ا عأونولم 60 
و بغعناوناهع ,5ع أوانامهم كدمها301] 
م , وعاؤطء8 لمملأمامعمانهه0 عل عولطواع ,طددالا دك كاءفه أعاله0 عنواا موول(6) 
04 الاق 
08 ع0نأة ,موا ننه عمتصتصغ؟ عا ها ,5اتعهكانا مدثلاتئلا عموغمم ,6010011 .1/1 
-1927.00.278 ,تاع|١ناع0‏ ابوط عأأوامامعته ع نوطنا ,عصضوصانونام عأوهام5000 
35 
(8) ينظر على الخصوص: 
1أ[0 00 أ ل0ضمط لطأ ,« قع5لاء155 06 قكأضوطتن » ,اع الثنا عرولا صوعل 
.7 "5 أه : 1947 ,0185 بعؤطع8 
7 ,7"18 ,عتغط/ع2 00أ2 لم000 أة عموطا مأ رج«5اعةا » ,[علاكما علواا موعل 
مأ ب« 6689:0818 3 عملها ا 6ل الهلاهنا عا » ,علااعاطماا متداه , عهناعطاعم موول© 


.9 ,27 خم بعغصموتع01لغم ذا ع0 أء موص !ااناذناممط أمعل م00١١‏ ع0 عبريعمط 


209 


مهدالا نل 5عئأل أه كأندع/طهداا ع م وممعصا ل معاوبنز ,اناغ طاع0 موعل) 09 
5 ,رةاعاعهة2/ أماع5 
('') انظر المجموعتين الشعريتين: عمر ن سليمان بوسعدة» أحوف ن وغلان»”اناشيد مزاب” أناشيد 
ميزابية مختارة من التراث لألمع الشعراء والمنشدينءغرداية»2006. يونس فرصوصء نفحات من 
الحياة» أناشيد دينية-وطنية-اجتماعية-طبيعية-ميزابية:؛ المطبعة العربية:؛ غرداية: الطبعة 

السادسة»2013»ص.166 وما بعدها. 

يوسف لعساكرء أنتولوجيا الأدب المزابي» إِدُوران ن تسكلاء مديرية الثقافة لولاية غرداية» وزارة 

الثقافة» الطبعة الأولى؛ 2011.» ص. 9. 

(') عبد الوهاب حمو فخارء إمطاون نلفرح؛ “دموع الفرح”>من تراثا الشعبي الجزاكريء المطبعة 
العربيةء»غرداية.1984. 

4" عبد الوهاب حمو فخارء إمطاون إزوقاغن» د.د.ط » 1990. 

(') صالح ترشين» تقديم عبد الرحمن بن عيسى حواشء أول إنوء قصائد بالميزابية مترجمة الى العربية 
والفرنسية» المطبعة العربية» غرداية. 1994. 

عبد الوهاب حمو فخارء إمطاون نلفرح؛ المرجع السابق»عص.20. 

7 صالح ترشين؛ أول إنوء المرجع السابق»ص.9. 

9 بلغ عدد المشاركين في المهرجان الثاني للشعر الأمازيغي المنظم من طرف المحافظة السامية 
للسازيفية ريق :2002 :دول كفن ناض امن دكي شاطرة: ودر المحفطنة لسبدايزة 
للأمازيغية» ولاية غرداية» المهرجان الوطني الثاني للشعر الأمازيغي. 22 الى 24 مارسء 22000 
إيرقان. البرنامج. 

7 انظر: عمر ن سليمان بوسعدة» أحوف ن وغلان» مرجع سابق.يوس ف لعساكرء انتولوجيا الأدب 
المزابي» مرجع سابق» ص.33 وما بعدها. 

( يوسف ؤصالح سيوسيوء لقوت نالؤمت 'قوة الأمة(1998)؛ يور اجديد ايلولد 'ولد الشهر 
الجديد'(1999).: الماد بس بسي اتحاولد يوغلاب أد باسي 'تعلم قليلا واجمع الكثير"(2001)؛ تيفاوت 
ننور تفغد سؤل 'ضياء النور اشرق من القلب'(2003)» يّف ؤرغ؛ غرداية» 2006. 

(/©)قرقر سعيدة» ايوالن س اول انوء كلام من القلبء(د.د.ن) (د.م):2015؛ فلة مصطفى مقنين» 
تاونجيمت يرسينء» أ5/ع/ا 17-1210/611[111716أ5/علا 1210/611[111116 (القلب المطمئن)؛ مطبعة شريف 
م.(الآفاق)»بني يزقن» غرداية» الجزائر» 2017 . 

(2) عبد الوهاب حمو فخارء تيساسلت ن وورغ؛ ألماد ن تمازيغت د تسكلاسء تساننت تمزوارت؛ مطبعة 
الفنون الجميلة» الجزائرءنوفمبر 2015. 


02( 


0100 





(9© الحصتان الأسبوعيتان في إذاعة غرداية هما : 01/055231 15 730الال1 "الأيام المتتالية" للشاعر عبد 
الوهاب حمو فخارء و 36لا 3//ا 12/1/31 "اشعار وتراث" للشاعر صالح ترشين. 
,.أأه.مه ,« قتعقاء» ,[علاخ0ط وتنوالا موول!24) 

7 وردت أغلب الأهازيج النسوية التي تغنى عند صناعة النسيج والزرابي المزابية في المؤلف القيم 
للب جون دولور ومادلين آلان : 

.م0 ,« 6830319 3 عملوا وا ع0 انهنات عا » ,كاناءلطاعنا صوعل ,لااطاخم عراعا0دا/ا 
.5 أ 9.مم 

نفس المرجع»ص.31. 

.مم ,الا عوألمعمم3 ,أه.مه , ...طوداا ناج عمتصتصة علا ها ,للملا للام6. .م6 

2010 

(2) معروف مصطفى زريقء الأدب في خدمة المجتمع» منشورات مكتبة النور» دير الزورء سورياء 
8 :ص.20. 

() عبد الوهاب حمو فخارءإمطاون ن لفرح»ءص.145:153. 

6 صالح ترشينء أول إنوه ص.85. 

017 نفس المرجع السابق»ص.92. 

2 عبد الوهاب حمو فخارءإمطاون ن لفرح؛.ص.93. 

(03 صالح ترشين» أول إنوء ص.65274:80. 

2" عبد الوهاب حمو فخارء امطاون إزوقاغن»ص.36. 

07 عبد الوهاب حمو فخارء تايدرت ن وغلان» ” سنبلة ميزاب”» تسنايت س ازلوان س تومزابت.” 
مسرحية شعرية باللغة الميزابية”» مطبعة الواحاتء غردايةء 1994. 

7 يرتبط مصطلح “الشعبي” بالشفوية» كما يرتبط بالطبقات الشعبية الدنيا. لكن تعرض هذا المصطلح 
الى الانتقاد لما يكتنفه من الغموض والضبابية» إذ أصبح يرتبط ايضا بمصطلح الشهرة والانتشارءالخ. 
انظر: 

5 اغا 065 ع1ل003مله1 لأ ,« عتتدانام0م » ,(.0ا.5)لطااكنلا0ا/اع0ا 5عبوعول 

1239-0 .مم,3,5,1987م ,عد5نا ناذا ,5ع غوودمئة أه دعدأمههوصمة؟ 

© د.محمد جلاوي؛ تطور الشعر القبائلي وخصائصه؛ (بين التقليد والحداشة)»؛ الجزء الأول: الشعر 
التقليدي» المحافظة السامية للامازيغية»الجزائرء.2009»ص.40 وما بعدها. 

(© حول تنظير هذا المصطلح أنظر: فوزي العنتيل» الفولكلور ما هو؟ دراسات في التراث الشعبيء دار 
المعارف بمصرء القاهرة. 1965»ص.35 وما بعدها. 


101 


07 محمد المسعوديء بوشتي ذكيء الشعر الغنائي الأمازيغيء( الاطلس المتوسط نموذجا)» سلسلة شراع؛ 
العدد 59 جوليت 1999» وكالة شراع لخدمات الاعلام والاتصال؛ طنجة؛ المغرب» ص.9. 
بأالكا عوألمعممظ ,.أأء.مه , ...طودالط! ناج عمتمتصة؟ عأنا ها ,لمن للامت. الام ( 00 
2 296 .مم 
(4) صالح بن الحاج عمر ترشينء المحرك الذهبي» المرحوم بليدي بوكامل عبد الله بن الحاج صالح 
(1956-1860). رواية» مطبعة الآفاق» بني يزقن» غرداية» 2016» ص.8. 
2*) ينظر: رابح بوحوشء اللسانيات وتطبيقاتها على الخطاب الشعريء دار العلوم للنشر والتوزيع؛» عنابة؛ 
6؛: ص:154-151. 
(3) عبد الوهاب حمو فخار» امطاون ن لفرح»ء ص.115»118. 
() صالح ترشين؛ أول-إنوء ص.24 
(#)علي الجارم» مصطفى أمين» البلاغة الواض حة: مكتبٍة البشرىء كراتشيء باكستان» 22010 
ص.267-244. فضل حسن عباسء البلاغة فنونها وأفنانهاء علم البيان والبديع؛ دار الفرقان للتشر 
والتوزيعء الأردنء الطبعة العاشرةء 2005» ص.309-299. 
) عبد الوهاب حمو فخار » امطاون ن لفرح؛ ص.123. 
7 صالح ترشين» أول-إنوء ص19. 
(9) د.محمد جلاوي» تطور الشعر القبائلي وخصائصهه. الجزء الأول»ص.474 وما بعدها. 
(0) يوسف لعساكرء أنتولوجيا الأدب المزابيء إدُوران ن تسكلاء ص. 14-13. 
بلظللام - ذوعلط ؤزئطا بوعنؤطعط دعل عتنأمقتانا ها اند أددووع ,521هكم8 امون ((60 
اليه ل ته 
('©) محمد الحبيب الفرقاني» سمات وخصائصء وظواهر عامة للأدب الأمازيغي» مقال في: تاسكلا ن 
تمازيغت- مدخل للأدب الأمازيغيء أعمال الملتقى الاول للأدب الأمازيغيء الدار البيضاء 18-17 
ماي 1991.» الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي. 1992» ص34. 
2 عاطف حميد عواد» وظيفة الشعر في تكريس منظومة القيم الثقافيّةه مجلة أطلالة جبيلية» العدد 24- 
5 ايلول 2016» لبنان» ص.1» الرابط الالكتروني: 
3 مع 648:5 1 - ممع ]7 محام. ممع ة/ حمه. 5ه اطالاط 212 لأع. /لالماا/ :مقاط 


0102 


القيّم والمناجمنت من خلال الأمثال الشعبية المزابية 
تعليل سوسيولوجي لمجموعة من الأمثال الشعبية المزابية 


أ. مامة عائشة السعودي 
المدرسة العليا للمناجمت تيبازة 


52903260 


الإنسان هو ذلك الكائن الاجتماعي العاقل الناطق يحفظ عناصر ثقافته و ينقلها 
عنى الأجيال:قن خلال متحفزضة من لمرو والشاطات اللدوية أ انسور نيه 
ووو فك اها الس هو النواط بيج ايه الخاكة محتطة 

هذا الكائن الإجتماعي فاعل في مختلف مجالات الحياة» سواء الاقصادية 
امكف لأساف "ار الس دصر ادن هك لقعا من سللق: الج لقي سمي 
لهتز اكيبها: الشحر #4 اشسورك أحبو انه التتيقية ويك تقول كوه نزو ون مسن 
خلال تحليل محتواها التصوريء و استخراج دلالاتها الرمزيّة دراسة الأفعال 
الاجتماعية لأفراد مجتمع ما. من هذا المنطلق سنقوم في هذا الحيز المعرفي 
تاواجة التتالعملت عل احتتادي تنطيمي ركيد ومصدونة المي من تخاذل: نكيل 
اليطوى الزطري للأبفال كتواقيب اتدونة بضي ةا قي متحاولة اللجهاية عن اونا 
الإشغائي كدق المجضشم المؤ ابي قاغدة تصيوركية كرت "مشتواكة سكن يما وزع 
مناجمنت حولها؟ 

لاعة المؤاكة كعنها'من: للعلك الأسازيكية ريه بالأمتال فنهة ميتم ادف قفني 
القوظة المز ابي عه زاحنا راف سا بيه عن الالفي يت نو قبل افصو كما 
تيف للألكال: القن جنعها ص مها لنت النشاط كالتماية الفتهه وعيرهتا 
والمثل بالمزابية 0721| و الجمع 10231؛ لغويا حسب ما ورد في لسان العرب 
بمعنى الصفة والخبر عن الشيءء والعبرة» والمثال المقدار والقالب الذي ينقدر على 


003 


مثله(!)» أي القالب الذي يقاس عليه» وفي المعاجم اللاتينية هو قول قصير مشهور 
وبليغ يشير إلى حقيقة عامة أو نصيحة!©. وهو استنتاج ميداني صار شائع 
الاستعمال!. يمكن القول إن المثل لغويا هو معيار قياس مواقف حياتية يومية 
ميد : فخ تجا رت متتدائية: الى على كلها لدى مجمواعة مق الأقر دفي أرمكنة 
مختلفة من خلال التشابه والتكرار. 

الأمثال الشعبية: 

إصطلاحا إخترنا بعض التعاريف الدالة على محتوى الأمثال وأهميتهاء فهي 
حسب ابن عبد ربه "وشي الكلام» وجوهر اللفظء وحلي المعاني»و التي تخابرها 
العرب وقدمتها العجم ونطق بها في كل زمان» وعلى كل لسانء» فهي أبقى من 
الشعرء وأشرف من الخطابة» ..."247 بمعنى الوجيز من الكلام الدال العابر للزمن 
وقد ميزها عن الشعر والخطابة فمن جهة هي نابعة من كل طبقات الشعب» وليست 
كما بين أحمد أمين حكرا على الطبقة الأرستقراطية في الأدب (25. 

ندعم هذه الفكرة بما قاله الفرابي عن المثل أنه " ما ترضاه العامّة والخاصّة في 
لفظه ومعناه حتى ابتذلوه فيما بينهم» و اقتنعوا به في السسّراء والضرًاءء ووصلوا به 
إلى المطالب القصيّة» و هو أبلغ الحكمة» لأنّ الناس لا يجتمعون على ناقص ولذا 
فالمتل قيمة خلقية مصطلح على قبولها في شعبهاء وهو يمر قبل اعتماده وشيوعه 
في غربال معايير هذا الشعب وينمٌ صراحة أو ضمنا عن هذه المعايير على كل 
رصيدء وفي كل حال يتعاقب عليها الإنسان في حياته"77) فالمثل كلام رشيد افق 
عليه مجموعة من الأفراد كنتاج تراكمي لعدة تجاربء كنموذج للتعبير عن مواقف 
معيشة» والحكم عليها بما يحتويه من قيم. 

في تعريف أشمل للباحث إبراهيم شعلان للأمثال في كتابه موسوعة الأمثشال 
الشعبية المصرية هي ' شواهد ثقافية على القيم السائدة كالعادات والتقاليد 
والأعراف وتقوم بدور الموجه العام للسلوك» وهي دستور العلاقات بين الأنساق 
الثلاثئة للمجتمع ككلء وهذه النصوص تعبر عن نوعية الثقافة الشعبيّة المازجة بين 
كل الطوائف» وهي تعبر عن فلسفة المجتمع بشكل صريح وتلقائي وتحمل خبرات 


404 


ثقافية اختزنها اللأشعور عن طريق المعاشرة والسّمع وتطفو على السّطح عند 
الحاجة؛ ..."277 فهي بذلك يمكن أن تعكس الجوهر التصوري للمحَيّلة الاجتماعية 
لتم كرنها سكل تير عير سو ادن اتتة" لوزت الشوطق:ولاتن النعااء 
تصورية مشتركة لدى أغلب أفراد المجتمع. 

من التعاريف السابقة يمكننا إستنباط مصادر الأمثال التي إتفق على أنها تعبيير 
عن تجارب معيشة لأفراد مجتمع ماء قد تكون بدايتها تجربة فردية؛ لكن تكرار هذه 
التجربة وتوافقها مع البيئة العامة للمثل جعلها تنتشر وتترسخ كقيمة مشتركة» وهي 
بذلك تعين :عن أمتكتلق: العتاضز' الثقافية للمجتمع سنواء المانئنة أم اللآمائية 
بالإضافة لدورها التدويني لتاريخ المجتمعات» ودورها كناقل للقيم وإعادة إنتاجها 
عبر مختلف الأجيال فالأمثال في الثقافة الأمازيغية المزابيّة بالخصوص تعبر عن 
الخبرات» المشاعرء والممارسات التي اختبرها الفرد المزابي عبر مختلف المراحل 
الزمنية لوجوده؛ كما نجدها نابعة من مختلف مجالات الحياة التي اختبرهاء حيث 
البيئة الصحراوية القاسية وندرة المياه حاضرة في الأمثال (0/651ا 00ذانا 2030) 
الفلاحة والسقي (0لا0030]نا 6099100 0035/م)» تربية الحيوانات الأليفة ( 0035م 
02 انا 1800016 32012 3180)» الحياة الاجتماعية والمهنية للمرأة المرتكزة حول 
النسيج (18+©32 أع2أانا ]الالاوع-»6 1980651116 أ[0ذانا أ1/35): الحرف عامة 
(مع0أكانا 5عذا مهنع 6). 

فالأمثال الشعبية المزابيّة نابعة من مختلف مجالات الحياة الاجتماعية 
والكهيانهة كر ادها في ازمدة ماطتة عن نون القثر مذها بن الاخسال الا 
أنّ الكثير منها بقي صامدا رغم التغيّرات التي واجهت أغلب هذه المجالات؛ لثراء 
حيزها الدلالي بالمعاني والقيم التي لا تزال سائدة» هذا ما جعلنا نبحث في القيم 
التي تحملها هذه الأمثال في مكنونهاء وهذا في محاولة لاستنباط القيم التي تصلح 
كنواة جوهرية للمناجمنت كفعل اجتماعي جماعي تنظيمي رشيدء فماهو 


المناجمنت؟ 


00 


البنية المفهوميّة للمناجمنت: 

المناجمنت مفهوم معقد ومرن في نفس الوقت» وهو فعل حضاري تراكمي 
لتجارب إنسانية. لغويا المناجمنت "151/31306176171 ©" كلمة لاتينية مشتقة من 
الفعل "0730396 0" يعني توجيه خطوات الحصان يعود أصله إلى منتصف القرن 
ال16مء"730699191" بالإيطالية من المصدر اللاتيني "7781105" أي 
اليد.(”اتوجيه خطوات الحصان يحتوي على بعدين» الأول عملي يتم بمسك لجام 
الحصان وتحريكه والثاني معرفي يتمثل في التحكم في حركات الحصان من خلال 
توجيههاء وهي تعكس نوعاً من الخبرة والمعرفة»؛ ونجد لفظ ميناجمنت 
"١/1 6030101"‏ في الّغة الفرنسيّة يستعمل للدلالة على نفس المفهومء بإضافة 
معنى الاقتصاد وتسخير الموارد للتحقيق الأنجع للهدف المنشودء وأهم تعريف قد 
نجده في المعاجم هو الذي وضعه هانري فايول 280901 ١1.‏ 'قيادة؛ وإدارة 
مؤسسة7 وهو الأقرب إلى المفهوم الاصطلاحيء سنحاول فيما يلي التطرق إلى 
بعض التعاريف الاصطلاحية فهي جد متعددة وفضفاضة:؛ يعرف جون ميشال بلان 
عالااشاط اوان1/ط30-1هل المناجمنت على أنه 'نشاط إنساني واجتماعي مصوب 
إلى تحفيز السلوكات» وتنشيط الفرق والجماعات» وتطوير الهياكل التنظيمية» وقيادة 
نشاطات منظمة بهدف تحقيق مستوى معين من الأداء» ... يهتم أساسا بقيادة 
النشاطات لتطوير الهياكل وقيادة الأفراد في وضعية العمل".19) يرتكز هذا 
التعريف على عاملين مهمين: الإنسان والأداءء الأول كفرد أو جماعة:؛ الثاني هو 
نتيجة أفعال هؤلاء الأفراد الهادفة لبلوغ منفعة. 

ومن جهة أكثر تقنية يعرفه عمر أكتوف على أنه: 'سلسلة من النشاطات 
المتكاملة والمترابطة» ... تستطيع توليد منتوجات أو خدمات ضرورية وممكنة 
اقتصاديا واجتماعيا للمؤسسة بهدف منفعي وربحي.!!) يربط هذا التعريف 
المناجمنت مباشرة بالمؤسسة بمدخلاتها ومخرجاتها. ومن جهة أخرى يرى بيتر 
دروكر 01217لا01 :5616 أن المهمة الأساسية للمناجمنت 'تبقى جعل الأفراد 
قادرين على الأداء الجماعي بإعطائهم أهدافا وقيّمًا مشتركة: الهيكل المناسب 


106 


بالإضافة إلى التكوين المتواصل الذي يحتاجونه ليكونوا فعّالين» ويس تجيبون 
للتغيير."2!) يظهر هنا أهمية القيم في حث الأفراد على الفعل الجماعي من أجل 
تحقيق أهداف مشتركة» ولزوم الاستثمار في هذه القيم للاستفادة المثلى من الأفراد. 

يعتبر مينزبارغ 1/1/781156 أن المناجمنت مركب من السيرورات المعقدةء 
ذو جانب تقني عملي يتخصص به الشق الأيسر من الدماغ؛ وذو جانب فني 
احترافي يتكفل به الشق الأيمن:27) لذلك فإن المناجمنت هو تخطيطء وإبداع. 

ما يهمنا في هذه الدراسة هي الرؤية التي ظهرت في الثمانينات من القرن 
العشرين» فبعد تحليل عوامل تميّز عدة مؤسسات أمريكية ناجحة خلص الباحثان 
بيترس وواترمان لالذا/اجاع 7 ثلا 11و00 8 5هاعاعط 035ه18 إلى أن هذه 
المؤسسات قد طورت ثقافات أدرجت قيم وممارسات مُديريها المحترفين» وتصمد 
هذه القيم المشتركة عبر الزمن وتعاقب المديرين على المؤسسة ومنه توصلا إلى 
أن المتالحاتفك ف ناز قي الشطلت 1ن كالمةكمقف اهنا قو روت الفاطمة: :تأنه 
مجموعة من القيم المشتركة بين أعضائها. 

مما سبق يمكننا القول إن المناجمنت فعل اجتماعي ذو بعدين الأوّل عملياتي 
واع يبرز في الجانب الإجرائي والتنفيذي لهذا الفعل» وبعد تصوري لا واعي يمكن 
إستنتاجه من خلال المعايير التي يخضع لها الفعل ويتمثل هذا البعد في الهويّة التي 
يستمد منها المناجمنت صبغته الاجتماعية. 

كما أن المناجمنت فعل موجّه لبلوغ درجة متميزة من الأداء الفمّال بهدف 
تحقيق المنفعة» و الربح» للفردء أو المنظمة أو المجتمع. يتميز هذا الفعل بالعقلانية 
والمرونة يُتعلم بالممارسة الميدانية» يبني استراتيجيته وفق شروط المنافسة 
والسُوق» ومتطلبات المحيط» ويأخذ مضمونه من قيم ومعتقدات الثقافة المجتمعيّة. 

المناجمنت والقيم: 

سنبيّن فيما يلي العلاقة بين المناجمنت والمجتمعء بالعودة إلى مفهوم الفعل 
الاجتماعي عند ماكس فيبر ١1/5811‏ 1/13 الذي يعتبره 'ذلك الفعل الذي يتبع في 


معناه المقصود من قبل فاعله أو فاعليّة سلوك أفراد آخرين ويتوجه في تتابعه 


107 


حسب ذلك(17)» فالمناجمنت نتاج تراكم تجارب سابقة للأفراد في مواقف تنظيمية 
متشابهة وواضحة لدى أغلبهم» تتبلور قصدية الفعل في الأهداف المراد تحقيقها. 

يضيف فيبر +5811//ا عن الفعل الاجتماعي أنه: 'عقلاني قيْمي: من خلال 
الاعتقاد الواعي في قيّم أصيلة أخلاقيّة أو جماليّة أو دينيّة أو تفسيرا آخرء لا غنى 
عنه لأيّ سلوك معيّن بحت ولا علاقة له بالنجاح."9!) المناجمنت فعل عقلاني 
لغايته النفعيّة ولكونه مجموعة من التقنيات الرياضية والمنطقيّة في أغلبهاء وهو 
فعل قيمي كونه ذرة تنظيمية نواتها مجموعة من القيم المشتركة التي يستمدها أفراد 
اللنظي مرخ سيد قاف ات 

من وجهة نظر موْسَسَاتِيَّة فإن النسق القيمي للمؤسسة كنسق مفتوح لا يمكن أن 
يتم تغذيته من قبل شخص معنوي (الإدارة العليا) بل هو إستنساخ للقيم المغروسة 
في المجتمع المحيط بالمؤسسة وهو أمر صعب حدوثه واقعيا.7!) الصعوبة تكمن 
في تعقد آليات إنتقال القيم وتأسيسها إلى معايير ويعتقد كل من بروبست وأولريتش 
ااانا .لا 8 25808517 .6 أن المؤسّسَّة تتحكم في نسقها القيمي من خلال 
الإدارة المعيارية ©107أ50110731 011601107 13 من خلال ما سمياه بأخلاق المؤسسة 
ع115م16 "١‏ ع0 1/0316 الذي يصب فيه أعضاء التنظيم قيمهم بوعي وبغير 
وعي وأيضا القيم السائدة والقيم المجتمعيّة. ثم تقوم الإدارة المعياريّة بتبني قيما 
معيّنة وتعزيزها بعد أن تم اختبارها ميدانيا عبر مراقبة وتقييم النشاطات التنفيذية 
على المنتوى العناراضي: وو انا حايس الأفسداف والتسحرفات الشببر وريه 
المرغوبة على مستوى الإدارة الاستراتيجية يتم إضفاء الشرعيّة لهذه القيم اتشكل 
النسق القيمي للمؤسّسةء وهذه الآلية ديناميكية مستمرة وبالتالي يكون هذا النسق 
متجددا باستمرار.()هذا يؤكد العلاقة بين قيم المجتمع وقيم التنظيمات؛ أما فعاليّة 
الفعل التنظيمي الاجتماعي فتكمن في توافق مضمونه القيمي مع القيم المجتمعيّة. 

دراستنا للمناجمنت كنتاج لتراكم حضاري خارجة عن الإطار المؤسساتي 
فكون هذا الفعل يستمد صبغته من القيّم يمجعل منه متباينا إجرائيا وفلس فيا 
واستراتيجيا بتباين هذه القيم وبالتالي الثقافة والمجتمع المتفاعل فيه. 


008 


القيم: 

تعتبر القيم مفهوما زتبقيا تمّ تناوله في أغلب ميادين المعرفة» لا يسعنا في هذا 
الحيّز البحثي التطرق لجميع هذه الميادين» نكتفي بما يلي: لغويا القيمة: واحدة 
القِيّ وأصلها بالواو لأنه يقوم مقام الشيء. والقيمة: ثمن الشيء بالتقويم."19) أي 
المقابل المادي للشيء. 

اصطلاحا في المجال السوسيولوجي يوجد زخم من التعريفات للقيم؛ فمن يراها 
اتجاهات» مبدأ عام للسلوك» مجموعة من الصّفات وغير ذلكء نكتفي بتعريف 
تالكوت بارسونز 581950115 1310044 الذي يعرفها على أنّها: 'عنصر في نسق 
رمزي مشترك يعتبر معيارا أو مستوى للاختيار بين بدائل التوجيه التي توجد في 
الموقف. فكأنّ القيم هنا تمثل معايير عامة وأساسية يشارك فيها أعضاء المجتمع 
وتديم ف فكقيق التقامل م فرع ايده الاعتفاء :(07ااينوق مد اللدريسيفت أن 
القيم مشتركة بين أفراد المجتمع»؛ ومتفق على مضمونها الرمزي كمعيار للسلوك 
العام وذات دور لتحقيق التكامل بين نشاطات النسق العام. 

القيم في الأمثال الشعبيّة المزابيّة: 

كما بيّنا سابقا فالمضمون المعنوي للأمثال الشعبيّة يمتد إلى مختدف مجالات 
الحياة» باختلاف مصادرها فالكثير من الأمثال المستعملة في مجال التجارة مثلا 
مستوحاة من آليات السقي» الزراعة والنسيج؛ هذا إن دل على شيء فهو يدل على 
قوة مؤسّسات التنشئة الاجتماعية في إنتاج القيم ونقلها. سنحاول فيما يلي بناء 
مخطط للسيرورة البنائيّة التصوريّة للأمثال وفق نموذج جلبار دوران 66/6األ 
8100 انالا للمراحل الزمنية للحقل الدلالي: 


109 


الشكل رقم (01): 
يبين المراحل الزمنية للحقل الدلالي للأمثال الشعبيّة المزابية 


جريان المياه (01556/607611ا*]): معارف وتجارب ميدانية تنتج أقوالا 


تقسيم المياه (اناة© 065 23/12906): اتفاق جمعي على المحتوى القيمي للأقوال 
(رفض/ قبول؛ إيجاب/سلب) 


التقاء المجاري (0011106/665): إعادة إنتاج القيم المتفق عليها من قبل 
مؤسسات التنشئة الاجتماعية 


تسمية النهر (ع/الا©11 لال 070107 لاك): صياغة المثل وتثبيته كبعد لغوي 
وغتصير ثقافي 


تهيئة الضفاف (11/65 0©5 61076139061576111): تبلور المدلول الرمزي للمثل 
وتوسع مجال استعماله (عمومية) 


استنفاذ الدلتا (تفريعات) (0©1135 065 077©/11ع5أناملا): الحوض الدلالي 
يمكن أن يأخذ ثلاثة انحرافات 


ا 


بقاء المدلول وتغير السياق بقاء المدلول والسياق زوال المدلول 


المرجع: (معدل) ع0 م 16001مأه50 13 3 مهنعل 00 اما ,اأدكظط0 وولائأمعاو/١‏ 
فزع306) وقنوط بعصوع أللأمنن عأنا دا عل دموأومعطغممدمه عصب :ع علوم أوهم "ا 


0 ,2005 ,مهنأ 60 1565 


410 


فهم المخطط أعلاه يفسر لنا سبب استعمال أمثال ذات ألفاظ مستوحاة من مجال 
حيوي معين في مجال آخرء حيث أن الأقوى هو ما تحمله من دلالات 
وبالخصوص مضمونها القيمي فالأمثال كما سبق أن أشرنا سابقا نتتاج تراكم 
معارف وتجارب سابقة» حتى ولو كان ظهورها الأول فردياء فتعزيز استمراريتها 
هو عن اتفاق جماعيء والاتفاق فيما تحتويه من قيم أو أكثر دقة تصنيفها لهذه القيم 
برفضها أو قبولهاء تدرجها بين الإيجاب والسلب. 

يأتي دور مؤسّسَات التنشئة الاجتماعية لتعيد إنتاج هذه القيم وبالتالي نقلها 
وترسيخها بين مختلف الفئات الاجتماعية. وفي المجتمع المزابي» نذكر من أهم هذه 
المؤسسات الأسرة بالدرجة الأولى : البستان» الدُكان (محل التجارة)» الورشة 
المدارس القرآنية» المسجد. هنا تنتهي صياغة المثل ويمتد استعماله إلى مختدف 
المجالات الحيويّة وفق ما تحمله من معنى. بحيث تصير قابلة للتأسيس إلى معابير 
يقيمٌ بها السّلوك والاتجاهات؛ والأفعال عامة. 

هنا يأخذ الحقل الدلالي للمثل أحد الاحتمالات الثلاثة» فإما أن يزول وهذا 
لضمور المحتوى الدلالي للمثل بتغير محتواه القيمي أو تغيّر ترتيب هذه القيمى في 
سلم القيم» وقد يعود ذلك لزوالء أو تراجع السياق الذي ظهر فيها المثل نذكر على 
سبيل المثال: 7اع/1/031ا-آ 760 77©0ع]علا 4للاأ2/ا13 1اع/لاآلالا (من خلف البنات 
يكنس الرماد لليهود) لم يعد هذا المثل متداولا لسببين الأول تغير النظرة إلى قيمة 
المرأة والثاني هجرة اليهود من المنطقة» الاحتمال الثاني يكون ببقاء المدلول 
وزوال السياق الأول لبروز المثل ويعود ذلك لكون القيم المتضمنة في جوهر المثل 
خارجة عنه ومثال ذلك 7اع2005ع|اع203ع! صلاأو5ع ز5ع003000ع<آ) 5دالااج]' 
0 -! (أصعده أبناؤه إلى منطقة تيمشمين) رغم زوال السياق المتمثئل في 
جلب الجبس من منطقة 1106601717 باستعمال الحمير إلا أن المثل لا يزال متداولا 
ولو بشكل محدود فالقيم المتضمنة في المثل خارجة عن البنية التعبيرية له وهذه 
القيم تحافظ على قيمتها في سلم القيم (الإفراط في الثقة وغياب الرقابة كقيم سلبية) 
أما الاحتمال الثالث المتمئل فى استمرارية المدلول والسياق فيعود لكون هذه 


411 


الأمثال قيم لذاتها كقولنا 4113106 01764©*ا© (العمل نور) استمرار سياق واستعمال 
هذا المثل يعود لكون العمل قيمة لذاته. 

سنتناول بالتحليل مجموعة من الأمثال في مجالات حيويّة مختلفة قصد التنقيب 
عن قيم سائدة لدى مختلف أعضاء المجتمع المزابي» وسنكتفي في هذا الحيز 
البحثي بتحليل بعض النماذج من الأمثال دون تصنيف: 

قوع تبراق لفان فى "اللقة الم نكم خيس التركرية تفوس قيفتسي 
بعض النماذج المركبة من شطرين مرتبطين بعلاقة شرطية؛ أغلبها تبتتدئ بكلمة 
|/الا(من)» أو 1151 فين لمعت الذي يدل على عموميّة وقوع النتيجة الواردة في 
المثل على من توفر فيه الشرط الوارد في النبن الأولممق المثل: 

0-738 50212 اعللتزعلا 5ا©56|7 (اعاللاج+ ألالا بمعنى من تهرب من 
دفع حق كراء مكان في السوق لا يمكن أن يبيع ويشتريء الفعل الموظف هنا ههو 
الهروب يتكرر في جزثئي المثل كرمز دال على شدة عاقبة الإخلال بأحد طرفي 
معادلة الأداء المتمثلة في المدخلات الذي سينعكس لزوما في المخرجاتء ففعالية 
الفعل التجاري ناتجة من احترام جميع آليات وقواعد الأداء. 

كلمة 217615: ترمز إلى كل المصاريف الواجبة على التاجر في أدائه من 
كراء المحل؛ دفع الضرائب وغير ذلكء فالقيم التي يمكن أن نستخلصها من هذا 
المئل هي: احترام الحقوق والواجبات في الأداء والوضوح في التعامل واحترام 
القواعد والآليات التنظيمية للأفعال. 

8 أهالا3وا 351067 آلاة 560< ألالا : بمعنى من أراد الغدير يهيئّ 
له مجراه في حر الشمسء الفعل هنا هو 30317 العمل وهو مقرون بظروف 
معينة هي حرارة الظهيرة: المكافأة الناتجة عن هذا العمل عبر عنها ب 55 الذي 
يدل على الخير الكثير. فبالعودة إلى طبيعة البيئة الصحراويّة مسكن آت مزاب فإن 
الكلمات المستعملة في المثل قوية الدلالة حيث الماء كمورد ثمين قيمة مادية دالة 
على الخير الكثير والوفرة» كذلك حر الظهيرة رمز قوي الدلالة على القساوة 
والصبر. المتل هنا يعكس عدة قيم من الجانب العملي ©1931 591701 الفعل يتم عبر 


412 


مراحل وآليات: تخطيطء تنظيم وتنبؤء ومن جانب آخر تظهر قيمتي المثابرة 
والصبر. 

662301 ]آل/ا132031 (أق/ا30 ألاعضاع5 الاععع1 أطالانا 3016 وعه<ا آلا 
10/0 3016 5 اللا 312 ,0 أ/لاأ101]: بمعنى من أراد أكل تمر مليء بالعسل 
فليطلع النخلة وتغرزه إبرهاء اخترنا هذا المثل لسبب موضوعه؛ حيث تمثل النخلة 
أحد عناصر الحضارة المزابيّة» فهي مورد غذائي أساسي خاصة في الماضي. في 
المثل فعلان 65ت الأكل يرمز إلى الجزاءء ولا3اا الصعود يرمز إلى الجهدء 
التمر هنا كالماء في المثل السابق قيمة مادية كونه من أهم العناصر الغذائية عند 
آت مزابء؛ ودعمت قيمة التمر ب 561076171 1800101 أي مليئة بالعسل كرمز 
على حلاوة النتيجة المرجوة من العمل الشاق الذي رمز اليه غرز الإبير 602301 
01 . ويتضمن المثل جزءً ثالتا للدلالة على الجزاء المتوقع في حالة التهاون 
في خدمة النخيل ف23083117/617 (تمر غير صالح للاستهلاك البشري نتيجة لكونه 
غير ملقح بسبب التهاون في أحد مراحل الأداء) ترمز إلى فساد المحصول. 

القيم التي نستخلصها من هذا المثل هي الصبرء العمل الجادء التفاني والمشابرة 
من أجل تحقيق الأفضل. 

2 أع اانا ]الالاوعغ-» 130651111 أزل1انا أ35//: بمعنى من لم يخطئ 
في النسج لن ينسج. ؛الالاو1]6-© 190651116 أخطاء في عملية النسج. فالتعلم لا يتم 
دون ارتكاب الأخطاءء القيمة المستخرجة هي الصبر على التعلم. 

؟آأأأانا 201965 ,اللا لاآنالا أ35//ا بمعنى من وجد ولم يتمسك بحث ولم 
يجدء في المثل فعلان 0101 القبضء» 858 الإيجادء المعنى الدلالي هو أن من يضيع 
الفرص المتوفرة سيبحث عنها في المستقبل ولن يجدهاء والقيمة هنا هي انتهاز 
الفرص وخلقها. 

لاأنالا اماع أللا ابالازاع/لامة 13]اع2 طق آآثالاانا مع أعصمع أللا 

أأأأ/ا الالا/33: بمعنى من تسول ولم يجد مثله مثل الحمار ومن تسول ووجد الحمار 
أفضل منه. 


413 


يتكون هذا المثل من مقطعين كل مقطع يصف حالة معينة» أهم فعل وظف هو 
311 أي التسولء والتشبيه هنا كان بالحمار الذي يرمز للشقاء فهو قيمة سلبية 
هنا التسول منبوذ ومرفوض بشدة وتزداد شدة الرفض في الشطر الثاني من المشل 
حيث يصور المتسول أقل قيمة من الحمار دلالة على الاحتقار» بذلك تكون القيم 
المستوحاة هي: نبذ التسول واعتباره قيمة سلبية» وأن قيمة العمل ليست بالجهد 
المادي المبذول (حتى الحيوان غير العاقل قادر عليه)» وأهم من ذلك فالإنسان قيمته 
بعمله. 

بعض الأمثال مركبة من كلمتين قويتي الدلالة» وفي الغالب تكون أحداهما قيمة 
لذاتها. 

ام-0 8010 (الدرهم والبركة) الدرهم قطعة نقدية ذات قيمة مادية 
لذاتها ولو كانت هذه القيمة ضعيفة؛ 1906117117116 قيمة معنوية لذاتهاء دمج القيمتين 
يولد قيمة أقوى هي القناعة. 

310/6]-» 1601061 (العمل نور) العمل قيمة لذاته؛ /اا13أ رمز للخير 
اقتران الكلمتين يعزز القيمة الإيجابية للعمل ويقويها. 

صياغة أخرى حاضرة بكثرة في صياقغة الأمثال المزابية تبتدأ بكلمة 
26003001 (ذلك الشخص) غرضها الحكم على تصرفات الأفراد بالقبول أو 
الرفضء أو تبتدأ بكلمة 131/61711© والغرض هنا الحكم على موقفء أو فعل معين. 

أأأع35 030ق/لا-؟ 0عطمعزعلا 1100310001 بمعنى السقي من «الحورحن أضيل 
السقي أن يكون من البئر وفي حالة وفرة المياه يتم ملئ الحوض المحاذي للبئر 
للسقي منه؛ يستعمل هذا المثل في التجارة للدلالة على توفر رأس المال بما يغطي 
أي مشروع. وبالتالي الاستثمار الذي يرمز لقيمة عملية وماديّة حيث المال يولد 
المال. 

5ل 2031لا 32 ألاضعلات1) -أ5مطاا 0-2030 قللادع1 5ع ألاموة- : 
ذلك الشيء كالشحم فوق النارء يقال هذا المثل للدلالة على الإفلاس وزوال النعمة 
0 شحم الأمعاء للدلالة على الهشاشة» أ11715 النار للدلالة على سوء المصير 


414 


اجتماع اللفظين في المثل يراد به الإشارة إلى أن الأصول الفاسدة للمال وسوء 
التصرف (بوضع الشحم فوق النار سيؤدي حتما الى ذوبانه)» والقيمة المادية هنا 
أن الفعل المبني على أصول مشبوهة سيؤدي إلى الإفلاس وبالتالي الغش قيمة 
معنوية سلبيّة بشدة لاقتران الجزاء بالنار. 

صياغة أخرى مركبة من طباق لجمل قصيرة دالة مرتبة وفق تسلسل زمنيء أو 
منطقيء أو جمالي. 

0 306 ,ع0 301161 ,0أ65581/اأ) أ©11أ80 : يحرث في 
رجب؛ يحصد في شعبان؛ يأكل في رمضان. والأشهر هنا كناية على التسلسل 
الزمني كون الأشهر القمرية غير مرتبطة بمواسم الحصادء ولكن اختيار الأشهر 
ليس عشوائيا بل هناك دلالة روحية في هذا الخيار تتمثل في الاستعداد الروحي 
لشهر رمضان للعبادة وما يتبع ذلك. أما بالنسبة للأفعال فترمز لعدة دلالات؛ أولا 
الحرث والحصاد ثم الأكل كرمز دال على الاستهلاك هي نشاطات أساسية في 
الزراعة؛ فالفعل سواء أكان اقتصاديا أم تنظيميا يتم عبر مجموعة من الآليات 
المترابطة والمتكاملة» ومنه فأهم قيمة عملية نستنتجها هي تقسيم العملء يليها 
التخطيط» والصبر كقيمة معنوية. 

امام هنال 2ه الاتوادم /ا2/13 أن 31انا 10أ001انا 37اناطا: فيفري لم 
يبق لعب إلى نزح الماء وكنس مصطبة الحصادء يحمل أجزاء المثل تسلسلا زمنيا 
لعمليات الفلح» توظيف شهر فيفري يرمز لضيق الوقت والحرص على الأداء 
وكذلك لأهميته للتهيئة لموسم الزراعة؛ وبالخصوص ما يتعلق بالنخيل» القيم هنا 
هي تقسيم العمل والزمن كقيمة لذاته وبالتالي إدارة الوقت. 

اخترنا مجموعة من الأمثال بصياغات متعددة؛» تختلف سياقات بروزها 
واستعمالاتها والقيم التي تحتويها: 

11111651 83 التحكم في الحبل المستعمل في نزح الماء من البئر» يحتوي 
هذا المثل على الدلالات التالية : الاقتصاد في جلب الماء لشحّه يعني وجود أزمة 
عالية (ويها في القنيؤلة): والتسكه في طول السل يساح هيازة تفين الشي4 فنع 


415 


المصاريف. أهم قيمة يمكن استنتاجها هي ترشيد النفقات» والتحكم في آليات 
الإنفاق. 

511231 113560 ]أللااج] أاعه 1 1950© 1311/5351 : المحنة ع مرة 
واحدة» والفرج يأتي تدريجياء 500231 دلالة على بطء عملية الشفاء»ء يحتوي هذا 
المثل على نموذج للتعامل مع الأزمات فحلها يكون وفق استراتيجية طويلة المدى 
وخطة دقيقة ومدروسة» والقيم المستخرجة معنوية هي الصبرء عدم اليأس والثبات. 

أأع561515 6]125]]! بمعنى عدم الشفقة حيث ]1351561 أداة مصنوعة من 
كزناقة البكل تتفل :في #تليسن السك ابتعمالها على اقلم ينتست فى :توي 
والدلالة على القساوة؛ تستعمل للدلالة على غلاء الأسعارء والقيمة سلبية ههي 
استغلال حاجة الزبائن لتحقيق الربح. 

١‏ 3/60 167720 113117/3: حواء تطحن دون طحينء الفعل هو الطحن» رمز 
لجهد مبذول. ١36‏ 30860 دلالة على عدم وجود نتيجة لفعل الطحنء أي ضياع 
القيمة المادية للعمل بعدم انتاج المنفعة» ممكن لغياب تنظيم للأداء؛ أو عدم 
الاستغلال الأمثل للموارد بتضييعهاء ومنه قيمتين سلبيتين: جهد مبعثر غير منفعي 
والتهور في الإنفاق. 

0 530040 1/313 101031 5300100: تحت حجر القبر ولا بجينب 
الجدران» 1770031 حجر يوضع على القبر» والمعنى الموت خير من قلة العمل 
هنا تنديد على العزوف عن العمل فاستعمال رموز دالة على الموت دللالة على 
ارتباط قيمة الانسان بعمله وبالتالي انتاجه» يمكننا ترتيب العمل كقيمة لذاته كأعلى 
قيمة في سلم القيم والبطالة في أدنى السلم القيمي» كون ارتباطهما بوجود الفرد في 
مخيلة المجتمع المزابي» والمقصود بالوجود الكينونة الفعالة. 

7ل لعز 1121 اعبو66 1/31/!: البطال يثقب الجرب» بمعنى أن قلة العمل 
مفسدة للفرد»ء تؤدي به إلى التخريب لأن النشاط فطري لدى الإنسان» فإن لم يوظف 
طاقاته في عمل منفعي سيوظفها في الإذاية» هنا تظهر البطالة كقيمة سلبية منبوذة 


يعدو العمل قيمة لذاقه: 


416 


الاستنتاج العام: 

من خلال تحليل عينة من الأمثال الشعبيّة المزابيّة استخرجنا العديد من القيم 
تتراوح بين العملية كالتخطيط والمعرفية كالتنبؤ» بين الماديّة كرأس المال والمعنويّة 
كالقناعة» بعضها إيجابي مقبول اجتماعيا كالعمل والآخر سلبي مرفوض كالعزوف 
عن العمل» ومن حيث الموضوع يمكننا تصنيف هذه القيم إلى مالية اقتصادية 
كترشيد النفقات والادخارء وتنظيمية كتقسيم العمل» وأخلاقية كالإخلاص والأمانة. 

ون اككاحف تداق خليوو أر كدان الال ]لا انما سورك كن كد كن 
خاصة المتعلقة منها بالعمل والتصرفء ولهذا الاشتراك عدة دلالات؛ أهمها انتشار 
هذه القيم» و عموميتها بين مختلف أفراد المجتمعء؛ باختلاف إنتماءاتهم 
السوسيومهنية. فترشيد النفقات» والإتقان والصبر قيم تظهر بنفس الشدة عند الأمثال 
المستوحاة من النسيجء أو السقيء أو التجارة» أو حتى الحياة اليوميّة للأفراد. 

مما سبق يمكننا الاستنتاج أن للمجتمع المزابي نموذج تصوري قيمي تنظيمي 
تكمن خصوصيته في عموميته في مختلف أنساق الفعل للمجتمع؛ ولا يقتصر هذا 
النموذج على الجانب التصوري فقط بل لديه وجه مادي ملموس يتمثل في نشاطات 
الفعل التنظيمي ذاته تظهر في الأمثال من خلال القيم المادية» يبقى السؤال قائما 
عن إمكائية بناء نموذخ مناجمنت حديث .على :هذه القاعدة التصورية تتطلّب الإجابة 
عليه جرداً أشمل للأمثال المتداولة قديما وحديثاء وتحليلها ثم تتبع المسارات 
التطورية للقيم عامة والقيم التصرفيّة بشكل خاصء فدرجة ثباتها والقيم المحورية 
هي التي ستحدد طبيعة النموذج الممكن بناؤه. 

ويبقى المجال مفتوحا لعدة تساؤلات إشكالية فكيف يمكننا الاستفادة من المخزون 
الرمزي والدلالي للأمثال في دراسة الظواهر الاجتماعية والتنظيمية؟ و إلى أي 
مدى يمكننا الاعتماد على الأمثال في دراسة النموذج التصوري للمناجمنت؟ 

مصدر الأمثال: 

مجموعة من المقابلات مع الباحث الأستاذ حواش عبد الرحمان؛ باحث في 
اللسانيات والأدب والثرات المزابي» في مكتبه بباب الحدادء غرداية: 


417 


يوم: 2016/09/07» الساعة: 12:48. 
يوم: 2016/09/17» الساعة: 17:15. 
يوم: 2016/09/19» الساعة: 11:00. 
وكان موضوع المقابلات حول الأمثال والأقوال المتعلقة بالقعل التّصرفي لدى 


415 


هوامش الدراسة: 


1 أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظورء لسان العربء المجلد 11؛ بيروت: دار 

صادرء ص ص2012-2010. 

)2 01م مهن أص الع / مزمء. 10026165ئه0001)<ه. مع// :5م‎ 6١مم‎ ٠0 
0م 21585/16806215 طاحه اع 1/0 . 55 0ه . الاللاموام/ :مط(‎ 27 
0- 1016م‎ 691١. ٠7 

علي بن محمد بن حبيب الماورديء الأمثال والحكم» تحقيق ودراسة: فؤاد عبد المنعم أحمدء 

ط1ء الرياض: دار الوطن للنشرء المملكة العربية السعودية» 1999» ص20. 

9) محمد أمين عبد الصمدء القيم في الأمثال الشعبية بين مصر وليبيا في مجتمعي البيضاء الليبي 
والغرق المصري -دراسة مقارنة في الانثروبولوجيا الثقافية-» القاهرة: الهيئتة المصرية العامة 
للكتاب,» 2014» ص27. 

جمال طاهر وداليا جمال طاهرء موسوعة الأمثال الشعبية دراسة علمية؛ نشر إلكتروني 
0117 |. الالالالالاء ص 25. 

97 إبراهيم عبد الحافظء الأمثال الشعبية المرتبطة ببعض الحرف التقليدية» الثقافة الشعبية» السنة 
الخامسة؛ العدد8ة1» صيف 2012» المنامة» البحرين»ء ص36. 

,17/0/2017 ,0206 طط ره أصااعل/ لمء. 2165 0ه1ئه0001)<ه. مع// :وم م8 

1 ,ونط| 8 

366 ,ذمه 53 أصوونه 065 أم206076صهم أه عأرمغط1 ,عالالضاط اعدو ]أاا-موعل10) 
.0503-4 ,2012 ,00صنانا :(عممهعط) 5موط ,60 

بأمع ممعااع/انامطمع؟ أع مه]أ120 عتنأمع أمعمصمعووصمهم عا ,عنام كام عومره (1) 
,2006 ,لأ مصطصة 626 :(209موت) ادغتاموالا ,60 عمغ4 

30لا :(عوصوط) ,15هط ,أاعماع030230 ذال 10005م ه ب,أعاوناهم ممم 02) 

7 2000 ,لوألصهالا 

05 060168 لات ©306لإام/ا 3030600616ط عا ,عهع28لرا بمموام (03) 
,0*0103015211011 001005 :(ععصضوط) ذ5ذموط ,ع1590ا ملاع 3,ذ5مه521أصوونه 
5076-7 ,2000 

بععمعااعععءة”!| عل ؟<ثرم عا باللفاللدع ملفلا أموطمه هج كمعرعم وووروم 4) 
ت(ععصقط) 5ذقموط ,كاع ايانط اماموطنت 86 لاعككقة عاعلءاالا :مملاءن20] 


5 ,1983 ,مه أأألعاءعاما 


419 


3" ماكس فيبرء مفاهيم أساسية في علم الاجتماع» ترجمة: صلاح هلال» ط1ء القاهرة (مصر): 
المركز القومي للترجمةء 2011. ص29. 


') نفس المرجع» ص 53. 
أ عأومواو موومعهط ,لأواعطانا 5صوط غهء 0857هط .قل 6رومازت 07) 


-طوعل : 130061150 ,5ع <اعامدامه 5عممؤاطمم 5ها علنامه5غ؟ : أمعصمحعووصهم 
7 0*01030153110 001005 5عا :(ععصقط) ذموط بكاعانكاعالا دعص 
280-17 مم ,لاطا (18) 
9" أبو الفضل جمال الدين ابن منظورء لسان العربء المجلد: 12؛ بيروت(لبنان): دار الصادر 
بدون سنة نشرء ص500. 
حنان محمد عبد المجيدء "استنباط القيم من تحليل الأحداث والبيانات"؛ في: القيم في الظاهرة 
الاجتماعية» تحرير: نادية محمود مصطفىء سيف الدين عبد الفتاح» مدحت ماهرء وآخرون» 
القاهرة (مصر): دار البشير للعلوم» 2011. ص 238. 


010 


موضوعات الشعر الأمازيغي ودلالته في ديوان "قلبي” 
للشاعر صالح ترشين 
طرفاية أمال 
جامعة غرداية 
طمء.211 ماع © :21123 [عمطتة 
الملخص: 
يعتبر الشعر الأمازيغي من أكثر الأصوات انتشارا في الأدب الأمازيغيء وذلك 
لما له من صدى عميق وسط الخارطة الأدبية الأمازيغية فهو يحمل الكثير من 
المعاني والموضوعات الشعرية التي تشكل جزءا كبيرا من حياة الإنسان العربي 
بصفة عامة والأمازيغي خاصة ومن بين الأقلام التي لقحت قريحتها للتعبير عن 
موضوعات وأغراض مختلفة تخص المجتمع الأمازيغي هو الشاعر صالح ترشين 
هذا الأخير الذي قام بولوج عالم المجتمع الأمازيغي من خلال ديوانه الشعري 
قلبي والذي لعب فيه الشاعر صالح ترشين الكثير من الأدوار الشعرية؛ وتحمل 
قصائده الكثير من الدلالات العميقة. 
وعليه أحاول في هذه الورقة البحثية أن استبين الموضوعات التي استلهمها 
الشاعر في ديوانه " قلبي " حيث نجد الشاعر صالح ترشين عالج الكثير من 
المواضيع والمعاني. لذلك ترمي هذه الورقة البحثية إلى معالجة القضايا 
والموضوعات التي شغلت الشاعر صالح ترشين والهدف من كل قصيدة 
موجودة في طيات ديوان ' قلبي ' وطرح إشكالا واضحا وصريحا وهو من أهم 
الموضوعات التي عالجها صالح ترشين في ديوانه " قلبي " ؟ ومن المعاني 
والأهداف التي تحملها كل قصيدة من القصائد؟ 
ومن أجل الإجابة عن هذه التساؤلات اتبعت الخطوات على النحو الآتي: 
صالح ترشين بطاقة تعريف. 
«ماهية الشعر الأمازيغي؛ 
#تقديم في عرض الديوان؛ 
«موضوعات الشعر الأمازيغي ومعانيها في ديوان " قلبي '؛ 
421 


#القيم والأخلاق الفردية والإجتماعية في ديون ' قلبي" ؛ 
#البيئة في شعر صالح ترشين . 


5-7 


تمهيد: 

يعتبر الشعر أعلى أصوات الأدب الأمازيغي في الجزائرء ويكاد يكون الشعر 
الأمازيغي طاغ على مختلف الألوان الأدبية الأخرى» فهو أكشر الففون تداولا 
وأعمق انتشارا تعددت مضامينه وأغراضه فقد كان الشاعر الأمازيغي بمثابة لسان 
حال المجتمع يعبر عن مجمل أفكاره وعواطفه ومشاعره. فكان بذلك الشاعر 
الأمازيغي يجسد بقلمه العديد من السبل لأحداث تاريخية وأخرى ثقافية وغيرها 
للمجتمع الأمازيغي . 

فالشاعر الأمازيغي يلعب الكثير من الأدوار ويخط بحبره الكثير من المعاني 
المتضادة فهو يتحدث عن الألم والحزن تارة والفرح والسعادة والأمل واليأس تارة 
أخرى. 

لذلك سنحاول في هذه المداخلة ولوج عالم هذه المواضيع و الثنائيات والمعاني 
المجسدة بين طيات ديوان " قلبي " للشاعر الأمازيغي صالح ترشين. لذلك وسمت 
مداخلتي بعنوان 'موضوعات الشعر الأمازيغي ودلالتها من خلال ديوان قلبي 
لصالح ترشين". 

أولا صالح ترشين بطاقة تعريف: 

لقد تعددت الحناجر الشعرية في كتابة القصائد الشعرية الأمازيغية ومن بين 
الشعراء الذين كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب هو الشاعر الأمازيغي صالح 
ترشين هو من مواليد " 2 [سبتمبر 1952ببني يزقن ولاية غرداية, تعلم في 
المدرسة الحرة الجابرية» والاستقامة للمرحوم الشيخ محمد بن يوسف أطفيش ثم 
المدرسة الرستمية» ومرحلة المتوسطة في المعهد الجابري الحر وفي متوسطة 
غرداية» زاول تعليمه الثانوي بالجزائر بثانوية الادريسي وفي سنوات (-1975 
1) انتقل إلى الجامعة والمدرسة العليا لتكوين الأساتذة ليتخصص في الفيزياء 
والكيمياء" )01 


002 


أهم المناصب التي شغلها صالح ترشين: 

لقد احتل الشاعر الفحل صالح ترشين العديد من المناصب العليا سواء في 
التعليم أو غيرها واشتغل على نيل الكثير من المشاركات العلمية في كثير من 
المجالس العلمية من بينها مايلي: 
« 'إطار مكون في شركة أنابيب بغرداية510/5 
©« أستاذ لمادة الرياضيات بمعهد عمي سعيد بغرداية وبإكمالية الشيخ عبد العزيز 
الثمين والمعهد الجابري إلى أن أحيل على التقاعد 2003. 
© استصلاح أراضي فلاحية بمنطقة تيخوباي . 
« مارس العمل الجمعوي والعديد من الأنشطة الثقافية والندوات الفكرية(2) أهمها 





كانت انطلاقته الشعرية في مطلع الثمانينات أين برز كشاعر متميز وجامع 
للتراث حيث أضاف للأدب الأمازيغي رصيدا زاخرا فدون المادة التراثية وأضفى 
عليها رونقا ونفسا ابداعية جديدة. 

خصائص شعره: 

صالح ترشين مثله مثل بقية الشعراء تميز شعره بالكثير من الخصائص 
والصفات التي تجعله ربما يتفرد بها عن باقي الشعراء من بينها ما يلي: 

” 'بساطة اللغة ؛ 

” الايجاز وسلاسة التعبير ؛ 

”7 توظيف الأمثال المزابية والأسطورة ؛ 


0103 





اعمال الأوز انك الشعرية لفحي 8 

ماهية الشعر الأمازيغي 

لقد تعددت المفاهيم التي تندرج تحت مفهوم الشعر الأمازيغي فمنهم من يعرفه 
على أنه" نوع أدبي باللهجة الأمازيغية يعبر عن مشاعر ونشأة وثقافة شريحة 
ضخمة من الأمازيغ بالمغرب الكبير. كما عرف على أنه " كلام موزون ترنمت 
به حناجر الشعراء والمنشدين الأمازيغ منذ الأزل إلى الان ويطلق عليه أكثر من 
مصطلح لكن الباحثين أجمعوا على مصطلح" تمديازت 'كاسم معبر عن هذا الفن 
الأدبي الراقي والجميل7)» ومنه فالشعر الأمازيغي ابداع يعبر عن ثقافة شعب من 
الشعوب 

تقديم في عرض الديوان ' قلبي " : 

ديوان " قلبي " يرجع إلى مؤلفه الأستاذ الشاعر صالح ترشين أحد الشعراء 
الذين أنجبتهم ولاية غرداية عامة وبني ميزاب خاصة صدر عن المطبعة العربية 
نهج طالبي أحمد غرداية 1994. المتصفح لثنايا ديوان قلبي (أول انو) يلمح أن 
الديوان يحتوي على قصائد مزابية مكتوبة بثلاث لغات مختلفة الميزابية وهي لغة 
الأم تتبعها ترجمة لهذه القصائد باللغتين الفرنسية والعربية حيث أن الترجمة 
العربية ترجمها مصطفى بن بكير حمودة وترجمة باللغة الفرنسية ترجمها عبد الله 
بن صالح وينتن. والديوان يحتوي على الكثير من المعاني والمواضيع المختلفة 
الشيقة والتي تشغل حيزا كبيرا في ذاكرة الشاعر صالح ترشين. 

موضوعات الشعر الأمازيغي ومعانيها في ديوان " قلبي " لصالح ترشين: 

_.الشاعر صالح ترشين من خلال تجربته الشعرية المبثوثة في ثنايا ديوانه ولينو 
(قلبي) عرج إلى الكثير من المواضيع والقضايا المتتوعة منها الدينية وكذا 
الاجتماعية وغيرها. 


104 


الموضوع الأول الشعر الاجتماعي: 
وقد جسدتها مجموعة من القصائد من بينها: 

قالت المرأة للرجل: (تمطوت تنياس اورجاز)و هي قصيدة تحمل بين طياتها 
العديد من المعاني العميقة حيث تجسد لنا قضية مهمة تمثشنت في واقع المرأة 
المزابية خاصة في العصر الذي بلغ فيه التفتح الاعلامي والتكنولوجي أبلغ انفقتاح 
حيث أن الشاعر صالح ترشين طرح الكثير من الأسئلة الاستفزازية البلاغية وذلك 
سعيا منه للفت انتباه القارئ» أو المتلقي وكأن الشاعر صالح ترشين جعل نفسه 
واسطة بين المرأة والمتلقي فجعل من نفسه الصوت الذي يسمع صوتها للمتلقفي 
وهذا المخطط يوضح أبياتا من قصيدة قالت المرأة للرجل. 


عنوان القصيدة أبيات بلغة الأمازيغية أبيات باللغة العربية(مترجمة) 


تمطوت_تتناياس إورجاز | بتا غيّاوين ادتسغ | ما الذي يؤديني إلى كشف الستر. 











أيدول 
المرأة قالت للرجل أو عله ف فى الفنف اليه 
امي ليغ اوضيغ تركتموني في الجحر بلا نور. 
فوس ان باب اوول". | اليدان مربوطتانء والحبل فوق 
رقبتي. 0 





قصيدة العريس....و شريكة الحياة:_ اسلي...ادلال اووسان 

قصيدة العريس وشريكة الحياة هي قصيدة تندرج ضمن الشعر الاجتماعي وهي 
قصيدة ألقاها الشاعر صالح ترشين بمناسبة زفاف أحد أعضاء جمعية البللابل 
الرستمية حيث أن القارئ لمضامين ومعاني القصيدة يوحى إليه أن الشاعر يتحدث 
عن هذا العريس وشريكة العمر ويذكر خصال كلا منهما وكيف أن وجهيهما 
أشرقا خلال زفافهما حيث شبه العريس بسلطان حيث يقول: 





"انظر إلى سلطانئنا: بدر بينناء سلائن. ..:الحخوف او خضنيطن: 

ما أحسنه» ما أحزمه اماس انضجّيض جار اتران جار اسلان. 
0 39 1 8 5 0-1 5 53 9 ل 9 

نوره حجب جميع شموس السماء".(8. ادمون افاون اولون ارسين.". 





0105 
































وانطلاقا من هذا يظهر لنا أن الشاعر يمدح هذا العريس وش بهه بالنور 
والسلطان وأنه ذو مكانه عالية وأنه وجد شريكة حياته التي تناسبه وتكمل نصفه 
الآخر وهذا ما يؤكد قوله: 
'عريسنا أيا عريسء» وأي عريس! 
بين الرفاق دوما عال. 
وجد نصفه. شريكة الحياة 
ضمه إليه فاكتمل".10) 
الموضوع الثاني الشعر الديني: 
وقد جسدتها قصيدة بعنوان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
وهي قصيدة تحمل بين ثناياها الحديث عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه 
وسلم خير الخلق أجمعين حيث أن الشاعر صالح ترشين في بداية استهلاله للقصيدة 
ابتدأها بمقدمة دينية تحدث فيها عن الكفار والمشركين وعن الحادثة الشهيرة 
للرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء مثلتها الأبيات الثلاثة الأولى ثم ينتقل 
الشاعر صالح ترشين إلى الموضوع الأساس وهو الحديث عن نبيّنا الكريم محمد 
صلى الله عليه وسلم حيث يقف واصفا الأمين الكريم منتقيا قاموسا من المفردات 
التي تندرج ضمنها العديد من صفات النبي الكريم من بينها(النورء الاجتهاد 
التأمل؛ الوجه الأبيض...). 
فالشاعر صالح ترشين عمد إلى ذكر الكثير من الصفات لرسولنا الكريم كالنور 
الذي ولد في وجهه وكيف سخره الله تعالى لينور عقول المسلمين ويبعدهم عن 
السجود للحجارة وكيف بين لهم الطريق السوي الصحيح. وقد استخدم الشاعر 
الكثير من الحقول الدلالية التي تدخل ضمن الحقل الديني من بينها(القران»ء رس ولنا 
السماواتء» خديجة » المسلمون» صحابته» الصلاة» يوم الهجرة). 
ثم تطرق الشاعر صالح ترشين إلى ذكر الكثير من الأحداث الدينية التي تخص 
محمدا صلى الله عليه وسلم من بينها عندما أراد المشركون قتله ومن أشكال ذلك 
قول الشاعر: 
'تذكر الذين جمعوا أمرهم يدا واحدة ليقتلوه 'فكر أنني بشن ادفوس اقَن اتنغن. 


006 








فردهم مولاناء وحثاهم بالتراب رسولنا. " 177 أسباب انغ اتورن تغبّرن اسواسرانغ"(12) 


والقارئ لهذه القصيدة يلمح أن الشاعر استخدم أفعال الأمر كثيرا وقد تمثل في 
الفعل تذكر ومن أشكال ذلك يقول الشاعر: 
'اتذكر حينما كان المسلمون؛ أهل مكة يعذبونهم. ' فكر سيتوغ امسلمن سات مكة 
تومرقدن . 
تذكر الذين ماتواء ليعلوا ديننا. فكر انني اموتن باش اديالي اتين اتخغ. 
تذكر يوم الهجرة تركوا المال والأطفال"3). فكر اسّني هجرن جيند ايَتلي 
دزوانت"04. 

وكأن الشاعر صالح ترشين أراد أن يوصل فكرة للمتلقي ويذكره بما فعله 
المسلمون مع رسولنا الكريم من أجل نشر الدين والإسلام وكيف أن الله يقف مع 
الحق وهذا ما جسده البيت الاتي من القصيدة حينما قال الشاعر: 

"الاثنان صارا واحدا ببركة مولانا" (15) 

ويبقى الشاعر يصف الرسول الكريم من أجل التأثير في القارئ ربما هذا لأنه 
رأى بأن هذا الزمن فيه نوع من الغوص في ملذات الدنيا والمادة ونسيان الاخرة 
وطاعة الرسول الكريم والعمل لنيل رضا الله فلهذا وجد الشاعر نفسه ملزما على 
التعبير وإيقاظ هذا الضمير الغافل عن طاعة الله. وفي نفس الوقت أراد أن يقف 
هذا الموقف المدافع عن رسولنا الكريم وعن الإسلام لأنه يريد ايصال رسالة إلى 
الاخر الذي يشكك في ديننا ورسولنا الكريم . وفي ختام هذه القصيدة نجد الشاعر 
صالح ترشين قد ختم قصيدته بنهاية دينية أخرى تمثلت في مناجاة الله تعالى بأن 
يفتح قلبه لطاعة رسولنا الكريم حيث يقول: 


'اللهم افتح قلبي لطاعة رسولنا ١‏ ايوش ارزم اول انو اوسلي اوسزنغ 
اللهم رطب لساني بالصلاة على رسولنا. يوش ازجور الس انوا اتزاليت 
افواسرانغ 
اللهم بيض وجهيء اللهم صل على رسولنا 2.9 ايوش اسمل ادم انو ايوش 
زال افواسرنغ”17) 
0107 


ويظهر للوهلة الأولى أن الشاعر استخدم ضمير الأنا في المناجاة وهو لا 
يقصد ذاته وإنما هو يناجي باسم الحضارة الإسلامية والتي عبر عنها بضمير الأنا 
معاكسة لتيار الأخر. 

ولم تكن قصيدة محمد صلى الله عليه وسلم هي القصيدة الوحيدة التي دخللت 
في مضمار الشعر الديني بل نجد قصيدة معنونة كما يلي: 

قصيدة حافظة القران الكريم ( تني شمرن اوال نمقران) 

قصيدة حافظة القران الكريم هي قصيدة خاطب فيها الشاعر صالح ترشين 
ضمير المفرد المؤنث حيث أن القارئ لهذه القصيدة يلمح أن الشاعر وكأنه يوجه 
خطابا دينيا زاوج بين أفعال الأمر تارة وبين الأفعال المضارعة أحيانا أخرى 

فهو يوجه خطابه إلى تلك التي تحفظ القران الكريم ووعته له حيث يقول في 
مطلع قصيدته: 

'قل للتي وعت القران. اناس اتني اشمرن القران. 

جديرة أنت بمباركة وحب الجليل"3). تليد تنمّيرت اطرا نمقران.09. 

وانطلاقا من هذين البيتين يتضح لنا وكأن الشاعر يريد أن يوصل معنى عميقا 
للتي تقرأ القران وتحفظه وللتي لا تحفظه فهو يريد أن يصنع العزيمة في قلب 
وعقل التي لا تحفظه ويريد أن يزرع حب القران وفضله في نفوسهن وهذا ما 
جسدته مفردات أفعال الأمر بقوله(اقرئي» ارتقي إلى أعلى الدرجات) وفي نفس 
الوقت هو تشجيع لمن يقرأ القران الكريم ويؤكد على مواصلتهن لقراءة قرآننا 
الحنيف مثلته مفردات الأفعال كقوله( يرفع» يسري تفقهي الشريعة ,,الخ) ولكن من 
خلال هذا الخطاب يتضح لنا أن الشاعر صالح ترشين يخاطب المرأة المتعلمة 
وهذا ما يؤكد كلامنا حيث يقول: 

'يا طالبة العلم؛ يا سيّدة الصالحات الال ان وعزام ألا لا نتسرين 


تفقهي الشريعة؛ ونهج الدين. تسند اتمسني ادوبريد ندّين. 
هذه أمانة على عاتقك.(0. توني دلامنت دنج اتغرضين (1©. 


ومنه فالشاعر يلمح في هذه القصيدة أن المرأة المتعلمة تحمل رسالة عظيمة 
وهي تكمن في تعليم القران الكريم حيث يقول مخاطبا إياها 
08 





افعليك فعليم من للا يع (22) 

الموضوع الثالث: شعر الطبيعة: 

والتي مثلتها مجموعة من القصائد أولها: 

قصيدة بعنوان النخلة.( تزدايت) 

قصيدة النخلة لصالح ترشين تحمل الكثير من الدلالات والمعاني حيث استهل 
الشاعر قصيدته بأن النخلة هي شريكة حياة الانسان وبهذا فقد أقام رابطا بين 
الإنسان والكائن الطبيعي النخلة حيث يقول في مطلع قصيدته: 

لحكل ةق الكدافة: عودويين دحت 17د أتخاف الال الاننات تبرلت اشنا 

قديما جميع الفلاحين اعتبروها أختهم.23) بكري قاع اكرازن انان ديقت 
ستستهما(24) 

وانطلاقا من ذلك فالشاعر أراد أن يذكر بفوائد النخلة وبما تحتويه من جذور وجذع 
وعيدان وغيرها كما لم ينس الشاعر عن تذكيرنا بأن النخلة قد ذكرت في القران الكريم 
حيث يقول: 

الله في كتابه ذكرها عشرين مرّة.(03) 
الموضوع الرابع شعر الهوية: 
والتي تنطوي تحتها الكثير من العناوين من بينها 


قصيدة بعنوان الأقلية( تررسي) 
لقد تطرق الشاعر صالح ترشين إلى موضوع الهوية من خلال قصيدته التي 
عنونها بالأقلية وذلك لأنه تحدث كثيرا في هذه القصيدة على ما يحمله المزابيون 
من خصائص وصفات حيث يستهل قصيدته بدعاء بقوله: 
'يا رب» يا مولى الناس» هب لنا بركاتك. 
يا رب» يا من قسم الناس نصفين. 
بارك في الميزابيين» فمن قديم هم قلة. 
يقال لهم أقلية". 26) 
129 














وعليه يتضح لنا من خلال هذا البيت الشعري الأخير أن عنوان القصيدة أقلية 
يقصد بها المزابيين ثم تدريجيا ينتقل بنا الشاعر بعد هذا التوضيح إلى ذكر الصفات 
والخصائص التي تميز هؤلاء الأقلية(بني مزاب).حيث يقول: 
"أسياد كانوا يعاملون. 
فرسان في سبيل الدين» بالساعدء واللسان. والقلب الحي. 
هذه هي الأقلية". (27) 
ومنه فالشاعر صالح ترشين يؤكد هوية هؤلاء الأقتية عندما ذكر الصفات 
والخصائص التي يمتازون بها كالقوة والشجاعة والضمير الحي .و لكن القارئ في ختام 
هذه القصيدة يلمح أن الشاعر يرفض أن ببق المزابيون قلة حيث يقول لن نبق أقلية. 
قصيدة يعنوان ١‏ اء 
والقارئ لديوان قلبي لصالح ترشين يجد قصيدة الصحراء تدخل بمعانيها ضمن 
إطار شعر الهوية ذلك لأن الشاعر تحدث فيها مطولا عن بني ميزاب وعن 
بطولاتهم حيث يقول في مطلع قصيدته: 
'أرض الصحراءء أرض الرجال 
جوهرتها أرض ميزاب 
اسأل النخيل: واسأل الكثبان 
تحكي لك قصص حماة الدين".(25) 
ومنه فالشاعر تعمد لقول هذه الأبيات وهي دلالة قاطعة على شجاعة وقوة 
رجال بني ميزاب في محاربة المستعمر الغافل ومن أجل أن يؤكد هوية هؤلاء 
الرجال وعظمتهم في محاربة الاستعمار قام باختصارها في أحد رموز الثورة 
الجزائرية وأحد أعلام الثورة ببني ميزاب حارب بقلمه وحنجرته العدو المستعمر 
ألا وهو شاعر الثورة مفدي زكريا حيث يقول الشاعر: 
"ابن تومرت سمعناه يقسم 
بتلك القصيدة التي اتخذناها رمزا 
سمعتها الجبال» سمعتها الأراضي".29) 


0130 


وانطلاقا من هذه الأبيات نصل إلى أن الشاعر صالح ترشين يؤكد هوية بني 
مزاب وما يتصفون به من شجاعة وقتال في سبيل الله والوطن وقد رمز لذلك 
فمفدي زكريا شاعر النضال والثورة. 

الموضوع الخامس: شعر الحذ 

الحنين كلمة رومانسية راقية تحمل العديد من المعاني والدلالات فهي اشتياق 
ولهفة وقد يكون الاشتياق للوطن أو الأحبة وغيرهما. وفي ديوان صالح ترشين 
نجد مجموعة من القصائد مثلت حنين الشاعر من بينها الحنين إلى الأحبة وقد 
مثلتها قصيدة بعنوان 

أمي( مامّاك) 

قصيدة أمي لصالح ترشين تحمل كلماتها معنى حب الشاعر لأمه وحنينه إليها 
ومدى اشتياقه لها وهذا ما نلمحه بمجرد قراءة القصيدة من سطرها الأول حيث 
يقول: 

'يا أماه. يا أماه يا لب فؤادي . 

يا نور وجهيء. وأصل بلدتي." 60 

فتكرار كلمة أماه في البيت الأول وعند قراءتها نلحظ أنه هناك نفس عميق 
للشاعر وكأنه يختنق من كثرة الحزن على أمه ثم تدريجيا ينتقل بنا الشاعر إلى 
وصف نفسه عندما كان صغيرا وكيف نشأ بين ذراعيها وتختلط هنا مشاعر 
الاشتياق مع الحنين لتمزج لنا نفسية الشاعر الحزينة على فراق والدته ويذكر 
فضلها عليه حيث يقول: 


"ارتويت من صدرك حليب النجابة فوجدته اليوم سراجا في طريقي. 
أخذت من لسانك أفضل الألسنة فوجدته يسري في دمي. 


اقتبست من وجهك الضياء والحب بهم اليوم فتحت الأبواب".317) 


ارواسق لقنا عه تدده قري الدكلة انجاز جه اتدل امتعاتي المتون :و الالنتفواق 
حيث يقول : 
أين هي الأيام ؟ وأين الليالي؟321) 


431 


فالشاعر هنا يبدو أنه يشتاق إلى تلك الأيام التي كانت تجمعه بأمه وباليالي التي 
كان يمضيها معها وسط حنانها وحبها وحضنها الدافئ» ومنه فاشاعر استلهم هذا 
الموضوع ليحمل معنى عميقا على حنان الأم ومكانتها عند الإنسان وضياعها هو 
ضياع للإنسان نفسه. 

القيم والأخلاق الفردية والاجتماعية في ديوان " قلبي " لصالح ترشين: 

لقد توافرت في ديوان " قلبي " لصالح ترشين العديد من القيم الفردية 
والاجتماعية التي تدل دلالة قاطعة على العقلية الأخلاقية التي تميز بها الشاعر 
صالح ترشين وهذا الجدول يوضح صورة القيم المتوافرة في الديوان: 


أنواع القيم المتوافرة في الديوان 





القيم الفردية القيم الاجتماعية 


- قوة الوازع الديني - صدق المشاعر 
- الايمان القوي. - الايثار 

- المشاعر النبيلة الصادقة. - حب الطبيعة. 

- الوعي بالنفس والذات. - الأناشيد الجماعية. 


تاأضينة:: - المودة والاحترام. 
لاضن لقم بولق 


وانطلاقا مما سبق نجد أن ديوان " قلبي " لصالح ترشين حمل الكثير من القيم 
التي تدل على أن الشاعر صالح ترشين شاعر نبيل يمتاز بالأخلاق العالية المتدفقة 
والحنونة فهو مثال للشاعر الإنساني الودود العطوف. 

البيئة في شعر صالح ترشين المتتبع لديوان " قلبي " يلاحظ أن الشاعر قد 
استخدم الكثير من عناصر الطبيعة في مجمل قصائده الشعرية وهذه دلالة قاطمعة 
على حب الشاعر للطبيعة وعناصرها الخلابة فقد تحدث عن الصحراءء الجنان 
والنخلة وغيرها وهذا ما يوضحه الجدول الذي بين أيدينا الذي نلاحظ فيه أن 
عناصر الطبيعة تنوعت من شمس إلى صحراء إلى ليل ونجوم ونلحظ أن هذه 
الثنائيات هي ثنائيات ضدية حيث تحمل هذه العناصر معاني متضادة ومثال ذلك 


0012 


الصحراء - النخيل الشمس -الليل وغيرها من الثنائيات الضدية التي تعبر عن 
نفسية الشاعر المتقلبة بين الفرح والسرور وبين الحزن والألم.فمثلا قصيدة أمي 
تمثل نجوة الشاعر إلى أمه فهي قصيدة حزينة بينما تمثل قصيدة العريس وشريكة 
الحياة الحب والحياة الجديدة مع شريكة الحياة. 

خلاصة هذه هي الثنائيات المجتمعة في ديوان" قلبي " لصالح ترشين والتي تعبر 
عن نفسية الشاعر الحقيقية وهذا الجدول يوضح أكثر. 
عنوان القصيدة البيئة المجسدة في طيات القصيدة 
النخلة النخلة» الفلاحونء الأرضء جذعهاء النخيل» 
الجنان ... في السّحر الجذعء العيدان» تمراتء الجنان. 
الصحراء الصحراءء الليل» الشمسء السماءء الكثبان» 
النخيل. 
الموعظة القرى. 
العريس وشريكة الحياة البلبل» النجوم» السحائب. 


العودة إلى الوراء الشمسء الجبال» تراب» الريح. 








خلاصة وتوصيات: 

وعطفا على ما تقدم يمكن ان نستنتج مجموعة من النتائج من بينها: 

أولا: صالح ترشين واحد من الشعراء المزابيين الذي خطوا بحبرهم مواضيع 
شعرية أغنت من خلالها الثقافة العربية الجزائرية عامة والأدب المزابي خاصة. 

ثانية: لقد أثار صالح ترشين جملة من المواضيع البارزة والتي لها وزن ثقيل 
في صفوف الموضوعات الاجتماعية والدينية. 

ثالثا: تأثر صالح ترشين بالتيار الإسلامي واضح وبارز من خلال الموضوعات 
الدينية المجسدة في ديوانه. 

رابعا برز بشكل ملفت تأثر شاعر صالح ترشين بعناصر الطبيعة مما يدل 
على رومنسيته ونفسيته المحبة. 


0133 


























خامسا: المتتبع لشعر صالح ترشين يلمح للوهلة الأولى أنه يحتوي على الكثير 
من الأنواع الشعرية كالشعر الدينيء الحنين» الاجتماعيء الهوية. 


134 


هوامش الدراسة: 


الليوسف لعساكرء أنثولوجيا الأدب الأمازيغي ( تدوران ن تسكلا تومزابت)»؛ مديرية الثقافة؛ 
غرداية» الجزائرء(دط)ء ص 48. 

المرجع السابقءص 48. 

"االمرجع السابقءص 48. 

© الشعر الأمازيغي» مارك رمازيغ» نسخة محفوظةء 6 يونيوء 22017 على الموقع 
كا مات مالا. 

5 الشريف السلاويء التراث الأصيلء الشعر الأمازيغيء تمديازت . 

#اصالح ترشينءقلبي(اونيلو)»ترجمةالعربية:مصطفى بكير حمودةء 1994» ص11. 

9 المرجع نفسه.ء ص 124. 

(آ) المرجع نفسه»ص129. 

9 المرجع نفسه»ص15. 

(10) لوجع قطن 130 

(!!) المرجع السابق»ص108. 

2') المرجع نفسه»ص 13. 

(13) المرجع نفسه»ص108. 

4') المرجع نفسه»ص13. 

(7//المرجع نفسه»ص108. 

المرجع السابق»ص109. 

7 المرجع نفسه»عص14. 

(9') المرجع السابق»ص128. 

)19) المرجع نفسهء.ص 15. 

ويم نفسه»ص128. 

()المرجع نفسه»ص14. 

2المرجع نفسه.ص128. 

(7المرجع السابق»ص110. 

المرجع نفسه»ص15. 

27) المرجع نفسه» ص 110. 

20) المرجع السابق»عص 112. 

0 المرجع نفسه»عص 112. 

0135 


(9©) المرجع السابق»ص121. 
© المرجع نفسه»عص 121. 
0 المرجع السابقءعص 144. 
('0 المرجع السابقء ص 144. 
2 المرجع نفسهء»ص 144. 


0136 


البعد التوثيقي في الأهازيج الأمازيغية بالجنوب الجزائري 
أهزوجة مزابيّة أنموذجا 


أ. أحمد بن داود امعيز الحاج أحمد 
جامعة الجزائر 


22001101200. 


5 


مقدمة: 

الهويّة ركيزة المجتمع الأساسية التي يقوم عليها بناؤهء ويحفظ بها كيانه فترسم 
مُنطلقاته وتحدّد مساراته وتضبط أهدافه» وبذلك يسير بسلام نحو غايته الكبرى 
ثابت الخطى واضح المعالم فلا عارض يصرفه عن طريقه» ولا مؤثر يحيدبه 
عن مسارهء حسبه أن يضع مبادئه وأصوله ميزانا لحيثيات الزمان والمكان فيلائم 
فروعه حسبها مواصلا سيرورته في ثبات وتناغم وحياة متجذددة لا يعتريها ذبول 
ولا ينوبها سقم» مستجمعا من كل ذلك خبرات يصوغهاء ويوثق ملابساتها في 
أشكال تعبيرية مختلفة الأساليب والأوعية والمضامين. 

تعتبر الأشكال التعبيرية الشعبيّة من أهم وأثرى المخزونات لتاريخ وتراث 
مجتمع ماء إذ تكتنز رصيدا معتبرا من التوثيقات التي تعد مادّة خاما أمام الباحثين 
لاستنطاق مكنوناتهاء وسبر أغوارها مستلهمين ما عساه يُستفاد من ثناياها 
بخصوص مختلف الأبعاد: التاريخية منهاء والتراثية» والاقتصاديةء» والاجتماعية 
....فإنَ تشكل شيء منها لا يتم إلا بمعاناة» ومكابدة فكرية» ونفسية وبدنية تولد 
من رحم تجارب متراكمة قد تمتد أجيالا عديدة» فتمثل تلك الأشكال التعبيرية 
عصارة إخفاقات وانتصارات ومشاهدات ينقلها السلف للخلف الذي يتلقفها تماما كما 
يتشرب أي قيمة من القيم أو شيء من المُثل مما يُحرص على نقله ويْظنَ به من 
التلاشي والاندثار» فإنه باختفائها وضياعها تكون قد نحرت مكابدات وقيم مجتمع 
بكامله» وبالتالي المجتمع نفسه... 


1137 


ومن هنا فقد تأتت أهمية هذه الأشكال التعبيرية - كما يسهم - من كونها 
تحتوي كما لا يستهان به من المادة الخبريّة كمخزون خام يسهم في توثيق شتى 
المناحي المتعلقة بحيثيات المجتمع بحيث يجد المنقب في التنوعات اللسانية ضالته 
فيه وكذا 'الباحك في الطبودوميا والتسميات القديمة:..مظله:مثل: الثاظق في الأحوال 
الاجتماعية أو المستشف للأوضاع الاقتصادية أو الكاشف عن الجوانب الأخلاقية 
والتربوية ...حتى ليمكن من خلالها تشكيل صورة واضحة؛ ومتكاملة عن 
المجتمع» وتكون الأشكال التعبيرية في كثير من الحالات خادمة لبعضها البعضء» 
فيض مااجاء فى :قصيدة ذلك الوازّد في حكمة أؤتمئل ويوضع لغزاء أو أحجيكة 
ما كان غامضا بخصوص اسم شخصية» وتحسم إحدى الأهازيج في صحة واقعة 
أو بعض نفاصيلها .... وما على الباحث البصير سوى السّعي لملاحظة واستنطاق 
المعاني والدلالات من خلالهاء والعمل على ربط الأفكار ببعضها. 

عرف المجتمع الجزائري في إطار إنتمائه إلى شمال إفريقيا وعرف الجنوب 
الجزائري منه كذلك زخما أدبيا أمازيغيا متميّزا باعتباره منبتا أصليا للغة 
الأمازيغيّة وموطنا طبيعيا لقبيلة زناتة ذات الحضور الأدبي والثقافي المتميز في 
أطوار التاريخ بما جادت به في سائر العصور من علماءء و مثقفين وفنانين» دون 
إغفال الموقع الجغرافي المتوسط لمكونات اجتماعية وثقافية مختلفة» وتمثيله نقطة 
عبور إلى مختلف الأقطار وهوما سمح بجرف عديد التأثيرات الثقافية والأدبية إليه» 
وبما تميز به موقعه الجغرافي من إيغال في الفقر ونقص ملحوظ في موارد العيش 
وأسبابه فقد كان إلى حدّ ما متميزا بالهدوء وانبساط الأمن والبعد عن التجاذزبات 
السياسية والمصادمات العسكرية وهو ما صب في صدد السماح بانتعاش الإنتتاج 
الأدبي والثقافي بمختلف أشكاله . 

ولم تكن منطقة وادي مزاب بعيدة عن تأثير هذه العوامل ولا عن ذلك الجو 
الإنتاجي الذي أثرى المخزون الأدبي والثقافي الأمازيغي في الجنوب الجزائري 
وإن الواجب ليملي علينا المسارعة والسعي لاحتضان هذا الإرث الثري والمتميّز 
وتدوينه وأن نوسعه دراسة واستنطاقا لدرره وخباياه ونحرص على تبليغه للأجيال 
اللاحقة فتتمسك به وتعتز بكونه من دعائم الشخصية الجزائرية الأصيلة . 

138 


فكيف كانت مساهمة الأهازيج الأمازيغية بالجنوب الجزائري في التوثيق؟ وما 
هي المجالات التي مسها التوثيق من خلال الأنموذج محل الدراسة؟ 

بغية الوقوف على ذلك وبعد هذه المقدمة» قسمنا ورقتنا البحثية إلى عدة 
عناصر تتلخص فيما يلي: 

تمهيد: تعرضنا فيه باختصار لبعض المصطلحات الواردة في الدراسة» معرجا 
على نبذة مختصرة عن الثقافة والأدب عند الأمازيغ تاريخياء ثم الوقوف على 
تعريف مختصر لصاحبة الأهزوجة ومناسبتها مع عرض لمتن الأهزوجة 

مبحث أول: التوثيق التاريخي في الأنموذج . 

مبحث ثان: توثيق ملامح النشاط الثقافي ودلالات الفعل الاجتماعي في 
الأنموذج. 

مبحث ثالث: توثيق التراث المادي واللامادي في الأنموذج . 

خاتمة: تضمنت خلاصة عامة مع بعض النتائج المتوصل إليها والمستفادة من 
هذه الدراسة. 
تمهيد: 

قد يكون من المفيد في البداية التعرض لبعض المصطلحات الأساسية حسب ما 
نعنيه في هذه الدراسة: 

التوثيق: لغة هو الإحكام والإبرام!!)» ويتوسع إلى تقييد أو تدوين كل ماله 
أهمية ويكون بمختلف الأساليب والأشكال» ونقصد بالتوثيق في نطاق بحثنا كل ما 
ورد في ثنايا الأشكال التعبيرية بقصد من واضعيها أو دون قصد مباشر منهم 
بحيث نفيدنا بمعلومات تاريخية أو تراثية . 

الأهزوجة: لغة هو ما يدور في فلك الخفة والسرعة» فيقال للفرس عند طربها 
وخفتها. وهو ما يهزج به من الأغاني أي يترنم به»ء جمعه أهازيج» والمزج: 
نوع من أعاريض الشعرء وهو مفاعيلن مفاعيلن ). 

وقصدنا بها الأقوال الموزونة التي تؤدى فرديا أو جماعيا بلحن وترنيم . 

الأدب الأمازيغي: يمكن تعريفه باختصار بأنه ذلك الأدب العريق الذي يشمل 
الأجناس الإبداعية الرائجة في مجال الآداب الشعبية لدى جميع الشعوب»: ويتقاسم 

139 


معها الخصائص والعناصر نفسها. ويرى كل الباحثين بأن تاريخه يعود إلى عهود 
غابرة جدا في الزمان» وأن ثراءه أوسع من أن يحد أو يقيدا©. 

سنحاول إلقاء نظرة سريعة على الحالة الثقافية والفكرية عند الأمازيغ عبر 
التاريخ وانعكاسها على الأشكال التعبيرية في أدبياتهم. 

يعود الوجود الأمازيغي بشمال إفريقيا إلى عهود غابرة لا يعلم مبتدأها إلا العليم 
الخبير 7) ولا تزال الشواهد المادية والتاريخية الكثيفة الشاهدة بذلك تحكي تاريخا 
عريقا راسخا لا تزعزع أصله هزات الأيام ولا تقلبات الأعوامء ذلك التاريخ الذي 
حافظت عليه الأجيال واحتضنته ناقلة إياه من سلف لخلف ولا تزال مستمسكة 
ومعتزة به رغم ما ضاع منه بفعل العوامل المختلفة لعل أهمها اعتماد الأمازيغ 
لحقبات طويلة على الشفوية في حفظه ونقله ولذلك لم يقبل الكننات لني اللاي 
بتقييد أيامهم وتدوين أخبارهم فبقيت غفلا إلى أن درس منها الكثير ولم يصل إلينا 
منه إلا الشارد القليل يتبعه المؤرخ المضطلع في مسالكه ويتقرأه في شعابه ويثيره 
07 مكامته(5) 

فقد كان للأمازيغ منذ القدم عناية بالأدب والثقافة والفنون فمارسوها وأبدعوا 
فيها وتركوا بصماتهم الخالدة في صفحات التاريخ» ولا أبلغ من في هذا المجال 
من قول هيرودوت أن الأمازيغ هم أكثر تقديسا للمعرفة من بين الناس الذين 
وق ا 

ولغوا فالتقافة والووكوة" اللشزي مفلاز مان :و رما تكظلف المحتمفات فن مد 
قدرتها على صياغة تراكماتها والتعبير عنها في أشكال تعبيرية وقوالب أدبية» 
وتكريسها في ممارساتها اليومية المختلفة وهو ما كان للأمازيغ منه حظ وافرء 
فيكفي أن نلقي نظرة سريعة لنجد جامعة قورينا الأمازيغية أعرق جامعة في 
التاريخ حيث ازدهرت فيها العلوم والفنون المختلفة» كما نجد نبغاء كثر برزوا في 
مجالات عدة فهذا أفولاي الأمازيغي يخلد أقدم قصة في التاريخ (أغيول ن وورغ)» 
وهذا القديس الأمازيغي أوغسطين يترك كتابه (الاعترافات) كأقدم سيرة ذاتية في 
العالم» ونجد الملك الأمازيغي يوبا الثاني الذي ترك موسوعة (ليبيكا ) في أدب 
الرحلة وهي من أقدم ما هو معروف في بابه» وكذا المسرحي والأديب الأمازيغي 

140 


ترينيوس آفر صاحب المؤلفات والمسرحيات العديدة» والذي كانت وفاته ببسبب 
الحزن على ضياع بعض مؤلفاته» والمفكر الأمازيغي أرنوبوس الذي ألف كتابا 
من سبعة أجزاء في التشنيع على الوثنيين وتبيين أن عبادة الله الواحد ههي سبيل 
النجاةه ونجد قصة (أجليد أمزان) لمؤلف مجهول من إموهاغ ... 7) علاوة على 
ما لكل واحد منهم من أعمال وتصانيف أخرى في فنون وعلوم مختلفة وعلاوة 
على علماء آخرين حفظ التاريخ أسماءهم وأعمالهم في مختلف المجالات العلمية 
والتقنية والأدبية عذا أولتك الذين إندرست أسماؤهم وغابت أو غيّبت أعمالهم 

هذه النظرة النتريعة يتجلن لنا الزخم الفكري الذي ساد عند الأسازيغ بشحمان 
إفريقيا فكان طبيعيا أن يطبع مختلف مناحي الحياة فانعكس فيما انعكس على 
الأشكال التعبيرية الشفوية من شعر وأهازيج وقصص وأمثال ... فهذا هيرودوت 
شيخ المؤرخين يقول عن إحدى التعابير الشفوية في المناسبات الدينية الأمازيغية 
(.. استعملت الأصوات الرقيقة في الطقوس الدينية لأن الليبييات (الأمازيغيات) 
يعملن دائما من أجل سماع هذه الأصوات الشجية التي يتقننها ..) ). وقد اعتاد 
الأمازيغ اللجوء للتعبيرات الشفوية في كثير من الحالات كأهازيج (تاسلت نونزار) 
عند استسقاء المطرء وأهازيج (أكرض أمزور) عند ختان الصيبية» كما اعتادت 
الأمهات هدهدة أبنائهن (بأسرارا) مرددات كلمات لا تخلو من قيم وحكم.ء 
واستخدمنها أيضا لإثارة الحماسة أثناء الحروب كما نقل ابن خلدون (..يتقدم 
الشاعر عندهم أمام الصفوف ويتغنى فيحرك بغنائه الجبال الرواسي ويبعث على 
الاستماتة من لا يظن بها ويسمون ذلك الغناء تاصوكايت..) ©. 

تكون الأهازيج كما رأينا في أنشطة حياتية مختلفة فتكون مصاحبة لتويزة حيث 
يتم التعاون والعمل الجماعي على القيام بمختلف الأعمال عند الرّجال والنساء على 
حد سواء ولكل عمل ما يناسبه من أهازيج وما يتوافق معها من ألحان: تبعث على 
النشاط أو تدفع للعمل أو تهدئ النفس أو تستذكر التواريخ والأمجاد... 

ونجد الكثير من المظاهر ذات الصلة بالأدب الشعبي الشفوي الأمازيغي 
بالجنوب الجزائري خاصة ما تعلق منه بالشعر والأهازيج كاحتفاليات أهاليل 

1441 


الزناتية التي حازت شهرة عالمية إلى جانب رقصات إموهاق وفنهم المتميز بآلة 
الإمزاد الفريدة» كما نجد أدبا شعبيا أمازيغيا متميزا بمنطقة وادي مزاب يتميز 
بأهازيج منحوتة من رحم المجتمع وتراثه ومقرونة برقصات ذات إيحاءات مناسبة 
لموضوعها ومصحوبة بطلقات البارودء تلك الأهازيج والأشعار التراثية القديمة 
التي تصدّت همة ثلة من الأدباء والباحثين لجمعها ونشرها للاستفادة منها واستلهام 
البوح الشعري من تناياهاء وقد بدأ عهد التدوين فعليا بوادي مزاب مثلا مطلع 
الثمانينيات من القرن الماضي وتوالت أسماء شعرية مبدعة وشابة . 19) 

صاحبة نظم الأهزوجة ومناسبتها: 

ناظمة الأنموذج محل الدراسة هي جدتنا الفاضلة فافة ن باحمد من عائلة 
بوطيش رحمها الله تعالى» أصيلة قصر آت اجدن من قصور وادي مزاب» زوجة 
جدنا المرحوم داود بن الحاج أحمد رحمه الله أنجبت معه ثلاثة أبناء: فافة» بخيلة 
الحاج أحمد ومن هذا الأخير انحدر جميع من يحمل اليوم لقب (امعيز الحاج أحمد) 
بآت مليشت. 

لا نعلم تحديدا تاريخ ميلادها ووفاتها إلا أنها توفيت بزمن غير يسير بعد 
زوجها حيث تولت تربية أولادها القصارى إلى أن شبوا وكبروا فالرواية الشفوية 
تفيدنا أنها توفيت بعد أن أنجب ابنها أولاده الثلاثة الأوائك وبعد أن صار من 
أعضاء حلقة العزابة وهو ما استفدناه أيضا من الأهزوجة نفسهاء وبذلك تكون قد 
توفيت عن عمر متقدم نسبياء ونقدر تاريخ وفاتها بحوالي سنة 1850م وهو تاريخ 
ميلاد حفيدها الرابع والذي لم تشهد ميلاده على الأرجح وعلى هذا فإن تاريخ 
ميلادها سيكون على الأغلب خلال العشريتين الأخيرتين من القرن الشامن عشر 
الميلادي. 

اشتهرت بأخلاقها العالية وعشرتها الطيبة وصبرها وتفانيها في تربية أبنائها 
على صعوبة المهمة وقساوة الظروف إلا أن إيمانها وعزيمتها كانت أصلب من أن 
تستكين للصعوبات حتى أكرمها الله تعالى بأن رأت ابنها الوحيد الذي سبّلته للعلم 
في مصاف العلماء العاملين»ء ولاشك أنها قد سعت أيضا إلى إحلال القيم والمثل 


142 


في نفوس أحفادها الذين سعدت برؤيتهم ونشوثهم على عينها . !!) كما اشتهرت 
بسخائها المنقطع النظير حتى صارت ممن يضرب بها المثل في ذلك . 

والحقيقة أننا لم نعلم باشتهارها نظم الأشعار والقصائد اللهم إلا هذا الأنموذج 
الرائع الذي حظينا بوصوله إلينا 2!) والذي ينمّ عن رصيد لغوي وأسلوب فني 
وخيال تصويري رائع وهو ما يجعلنا نفترض أن لها إنتاجات أخرى لم يكتب لنا 
أن نظفر بها ولعل من بينها ما تماهى فيها الأنا الفردي وسما الأنا الجمعي فصارت 
تنسب إلى التراث الشفوي المزابي عامة دون ذكر اسم شاعرتنا كما حصل للكثير 
من القصائد(2!) فصارت تراتيل خالدة نبعت من ذات أمازيغية أصيلة وراحت 
تعانق الخلود وتتردد في الآفاق الرحبة معبرة عن كل ذاتٍ تختلج في صدرها نفس 
الأشجان والمواجد . 

وعن مناسبة نظم هذه الأهزوجة فهي سفر ابن الناظمة إلى البقاع المقدسة لأداء 
فرض الحج فترك فراغا صعب سده في نفسية أمه مع ما قد ينتابها من هواجس 
تجاه الأخطار المحتملة2!) فجاشت مشاعرها وسكبتها في هذا القالب الأدبي . 

لا نعرف تحديدا سنة هذه الرحلة إلا أنها كانت قبل حوالي سنة 1850م سنة 
وفاة الأم الناظمة وبهذا سيكون الابن قد ناهز الأربعين أو تجاوزها بقليل أثناء 
الرحلة» كما أننا لا نحوز تفاصيل عن المدة المستغرقة خلالها» ولا عن الرفقة 
التي كانت معه أثناءهاء وعلى أية حال فإنها لن تخرج عن نطاق ما كان معتادا 
خلال تلك الفترة. (5') وتفيدنا الأخبار الشفويّة أن صاحب الرّحلة قد حج مرتين 
وذلك لمصادفة وقفة عرفات خلال الموسمين ليوم الجمعة المبارك وبتمكنه في علم 
الفلك فقد عرف ذلك مسبقا. وتبركا بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد جلب 
موقل الخولاك وهونها انام ناادرة كدق راك ميقت 

بعد تطرقنا لمختصر عن حياة الناظمة ومناسبة النظم لابد لنا من تعريج 
مختصر على صاحب الرّحلة. 

هو الشيخ الحاج أحمد بن داود بن الحاج أحمد امعيز ولد بآت مليشت خلال 
المطلع الأول للقرن التاسع عشر الميلادي في عائلة محافظة معروفة بالعلم» توفي 
أبوه وهو لم يكمل بعد عقده الأول لتتولى أمه شأن تربيته والعناية به ويتولى عمّه 

143 


الشيخ بعمور بن الحاج أحمد كذلك كفالته والسّهر على متابعة مشواره التعليمي 
كما كان من بين معلميه ومشائخه؛ء وقد حملت الهمّة شيخنا الحاج أحمد للانتقال 
إلى تونس طالبا للعلم بعد أن ملأ وطابه بما استطاع في حلقات وادي مزاب فمكث 
مدة غير قصيرة بجامع الزيتونة وغيره من مناهل العلم ومظانه هناك ثم عاد 
بعدها وقد ارتوى من علوم مختلفة وفنون شتى أبرزها علم الفلك حيث سيكون 
أستاذ القطب الشيخ اطفيش رحمه الله في هذا العلم ويستزيد منه هو الآخر من 
العلوم المختلفة. 

تولى العمل في المحكمة الشرعية الإباضية وكان قاضيا بها إلى جنب مهامه 
الدينيّة والاجتماعيّة ككونه رئيس حلقة عزابة آت مليشت وشيخ حلقة التعليم بها 
فساهم أيِّما إسهام في نشر العلم وحفظ معالم المجتمع. 

توفي رحمه الله خلال الأيام الأولى من سنة 1903 م بعد عمر طويل ناهز 
الخمسة والتسعين قضاه في حقل العلم والعمل تاركا ذرية تواصل مسيرته من 
بعده(16) 
نص الأهزوجة: 

ياحفد + تقويت ياحمه تازيري أميدن 

باحمد د صابون يرد إنجان نتمدينتس 

يولي س تمدجاس إطاوع آنويور إجنوان 

باحمد دمَزّان ترسد ديس تنميرت 

تدجاس أحولي تدجاس أسراويل إبابا الغالي عل تِجِي نس 

تدجاس أبرنوص إنوم عيني غل تغروط نس 

تدجاس تلسانات إمومّو نتيطاوين غل تذمايين 

أتمجديدا إتاتفن ديس مية أدزالن 

وي وتفن يدعو يوشاس تنميرت إباحمد 

أتمجديدا ن السّوق ماني إغاب أعزابنم؟ 

يُولي غل تدزيرت أدكيّل لمَال س تجلوين 

أرار ن وبريد أذولاسد إباباك دنينايين 

444 


أضو ن وبريد أدولاسد إباباينو دجرتال 

أزجمير ن وبريد أدولاسد إباباينو تيموتين 

مي يلوز ممّيك نترذ أُومْدون دلعوينس 

مي يفود إجورت أشعوب د زمزم نس 

س وانو غل وانو آلدياوض تيمورا ويوش 

أبابْ ن تمّاضْ ن تمجوهرت د دورو ن تزيزاوين 
أبابْ ن إخسان وطشيضن دمومو ديزعِمّن 

انتش وارجلان نتش انتيسة نتش بوشمجان 
انتش أزويل انتش تجنينتينات 

انتش ختالة إجدّجين لجدودتش 

تنا تمشيط يالله أنديوؤ أندج أخام 

تنا تزيزاوت نشي فالغ إبوجا إِزَعْلاك 

تنا أولتقبالا نشي دلّغروضات أوشبايحي 

ينا لقطرون نشي د تيفيرت إوي يستاهلن 

تنا تمجوهرت اغبايني عادغ دلجالي 

مية دجينت د اكربوش مية دجينتاس دوعروس 
مية دجينت دنعناع سلباب نات دزاير 

مية دجينت دلمخماخ سلباب نلقرارا 

أبابا باحمد يوشاتش ربي يسَّمْداياتش 

تيقذ وي دلولن د وغنلال أممّي باحمد 
معلوم أنه من الصعوبة بمكان نقل المعاني من لغة إلى لغة أخرى بنفس الدقة 

والروح والعمق» وسنحاول إعطاء ملخص عام عن معاني الأهزوجة: 

باحمد شمس المدينة وقمرها يا من يسمعني 
باحمد مزيل الوعثاء عن بني جنسه 

تفرد بأخلاق جعلته في الناس قمرا 

حظي بالبركة فلفته بالحفظ كالسياج 

145 


وكالبرنوس حين يثبت على الأكتاف 
حفظته في مسيره إلى الآ فاق 
أين غاب عالمك يا مسجد القرية؟ 
قد مضى لتدزيرت كي يكسب الحلال 
فيا تراب الطريق استحل له ذهبا 
ويا رياح السماء استحيلي له سياجا وافيا 
ويا أشجار الطريق ويا شعاب الجبال 
اعدّي له طعاما طيبا وشرابا سائغا كزمزم 
كل النخيل بأنواعها هي لك يا ابني العزيز 
كل الغابات هي غاباتك 
في أقصى الوادي وأدناه 
أعطاك الله منحا وميّزك بها 
وخصك على كثير من غيرك بفضله. 
بعد هذا التمهيد البسيط الذي أردناه مقدمة مساعدة على الولوج لصميم 
موضوعناء ننتقل لنرى الجوانب التوثيقية التي يمكن استفادتها من ثنايا أهزوجتنا 
الأنموذج: 
< التوثيق التاريخي: 
قد يكون الغرض من إنشاء قصيدة أو أهزوجة التأريخ لحادثة أو واقعة معينة 
فتذكر تفاصيلها وتورد حيثياتهاء وقد يكون الغرض مغايرا إلا أنها لا تعدم لفققات 
ضمنية تفيد في التوثيق التاريخي وتسهم في إبراز جوانب قد تكون غامضة لم 
تستجل من قبل. وكثيرا ما يكون المضمون التاريخي للأهازيج مؤكدا أو موضحا 
للأخبار المتداولة شفويا والمنقولة كتابيا في المصادر القديمة فتكون بذلك متكاملة 
يوضح بعضها بعضاء ولا تقف الجوانب التاريخية الموثقة والمنقولة عبر الأهازيج 
في حدود المتن بل تتعداه إلى التوضيحات والتعليقات التي يتم تناقلها عن طريق 
الرواة جنبا إلى جنب مع نص الأهازيج نفسها. فما هي الجوانب التاريخية التي 
انطوى عليها الأنموذج محل الدراسة؟ 
446 


فنك من ردق" لتخا سه مدن تايا أهز حك دول الشتخضية كين و نينا 
كتوثيق تاريخي فالواضح أن صاحبة النظم امرأة فاضلة حريصة على الأخلاق 
والقيم فموضوع الأهزوجة نفسه تعظيم لشعيرة من شعائر الله كما يؤكد ذلك 
احتفاؤها بأخلاق ابنها (..يولي ستمدجاس ..). ونجدها كذلك أديبة ممن امتلكت 
ثقافة معتبرة ومراسا في الشعر والنظم الأمازيغي أهلها لأن تنسج ما بين أيدينا من 
أبيات متناسقة رائعة ولعل قصائد وأهازيج أخرى مما نظمته لم تكتب الأقدار 
وصولها إلينا فإن براعة ما خلفته لنا ينبئ بإنتاجات أخرى قد نكتشفها لاحقا 
ونراها عمّرت حتى كبر ابنها وصار في مرحلة الشباب أو مشارف الكهولة 
وبإمكانه المسير في رحلة طويلة نحو الحج وهذا ما تؤيده الروايات الشفوية التي 
تخبرنا أنها بقيت على قيد الحياة إلى ما بعد زواج ابنها وانجابه أبنائه الثلاثة 
الأوائل . 

بخصوص ما تعلق بشخص ابنها نراه بارا بأمه وهو ما جعلها تتأثر كل ذلك 
التأثر عند غيابه خاصة وأنه ولدها الوحيد والراجح أن أختيه قد تزوجتا في تلك 
الفترة وهو ما زاد من وحشة الأم» وقد رأينا الابن ساعيا لخدمة مجتمعه حريصا 
على ما فيه نفعه حين قالت (..يسسيرد إنجان نتمدينتس ..) وبالمقابل فالناس تقر له 
بفضله وتدعو له بالخير والبركة (أتمجديدا إتائفن ديس مية أدزالن» وي وتفن 
يدعو يوشاس تنميرت إباحمد ). كما أكدت لنا الناظمة أن ابنها ممن انتظم في حلقة 
العزابة بقصر آت مليشت بقولها (أتمجديدا نسوق ماني إغاب أوعزابنم؟) وهو ما 
يمكن أن يدلنا ضمنا على أنه قد ناهز سن الأربعين في تلك الفترة وهو سن مقبول 
لمن ينظم للحلقة مع ما يستلزمه ذلك من سعة العلم والتحلي بكثير من المؤهلات 
الخلقية كالثقة والورع وبعد النظر ... ومن جهة أخرى يؤكد لنا على ما أسلفناه من 
أن الناظمة قد شهدت ابنها وهو في مصاف الرجال بالغا أشده . 

ودائما في نطاق قولها (أتمجديدا نسوق ماني إغاب أوعزابنم؟) فإن صاحبة 
الأهزوجة قد أشارت إلى ملحظ مهم وهو تواجد ساحة سوق آت مليشت بمحذاة 
المسجد العتيق خلافا للحاصل في بقية القصور المزابية أين تفصل مسافة ليست 


017 


بالقضيزة بين" المسكة وساحة السؤق» فصان هذا الالتضناق بالمسحد علامة على 
سوق قصر آت مليشت . 

كما أنه تأكيدا للواقع وللروايات نجد في نص الأهزوجة عبارة (انتش ختالة 
إجدجين لجدودتش) فتفيدنا بامتلاك ابنها لغابات في ناحية ختالة بأجنة آت مليشت 
وكونها إرثا وصله من آبائه وأجداده» ولا تزال مختصة بذريته إلى غاية اليوم 
كما نتبين في نفس السياق امتلاكه لنخيل وغابات أخرى في أنحاء أخرى 
كبوشمجان وانتيسه وأزويل ووارجلان وتجنينت» وقد أشارت الناظمة إلى بعمسض 
أنواع النخيل التي ضمتها غاباته عند تعدادها لبعض أنواع التمور فقالت مثلا (أباب 
نتمّاض نتمجوهرت د دورو نتزيزاوين» أباب نيخسان وطشيضن دمومو ديزعيمن 
وقد يكون محصول منها ضمن ما أودعه أثناء رحلته التجارية في طريقه 
إلى الحج كما سنرى . 

رغم كون الدافع المباشر والسبب الباعث على نظم هذه الأهزوجة هو سفر 
الابن لأداء فريضة الحج إلا أننا لم نجد الكثير من التفاصيل الخاصة بذات الرحلة 
في متنها فكان الأغلب هو ذكر الابن الغائب وبعض شمائله» على أننا لم نعدم 
إشارة إلى ذلك فقد ورد قول الناظمة (سوانو غلوانو آلدياوض تيمورا ويوش) فكان 
تصريحا بالغرض من الرحلة والهدف منها ويزداد الأمر بيانا عند استثناسنا 
بالتعليقات المصاحبة لنص الأهزوجة عند نقلها من رواتها حيث يذكرون أن 
مناسبة تنضيد هذه الأقوال الرائقة هي سفر ابن الناظمة إلى البقاع المقدسة. ولا 
تخفى علينا أهمية هذه التعليقات التي تحمل معلومات مهمّة وثمينة إذ كثيراما 
يتناقلها ويذكرها الرواة بتلقائية كما لو كانت جزءا من النص ذاتهء. وقد نلحظ 
إشارة أخرى عن غرض الرحلة عند قول الناظمة (مي يفود إجورت أشعوب د 
زمزم نس) فكأننا بها تمني نفسها بوصول ابنها إلى مبتغاه والارتواء من ماء زمزم 
بل أن تصير له المياه كلها أثناء الرحلة زمزماء فإن العطش وفقدان الماء خلال 
الرحلة وارد وقد يهلك دون الوصول إلى ما يطفؤ لهيب العطش في المفاوز 
كثيرون». ولاشك أن أخبارا عن ذلك قد تم تذاولها وقضّ ما جرى لبعض من لم 


148 


يسعفه الحظ للظفر بشيء من الماء فكان الأمر سببا لمنيته فجاء هذا الدعاء 
و الا 

وإن كنا لا نعلم تاريخا مضبوطا للرحلة ولا مسارها بالتحديد ولا كثيرامن 
تفاصيلها إلا أن ما وصلنا من أخبار شفوية تفيد أن الشيخ الحاج أحمد بن داود قد 
قصد بيت الله الحرام مرتين خلال حياته مرة عبر البّر والأخرى على متن الباخرة 
بحراء وستكون الرحلة على كل حال قبل سنة 1850 م السنة التقريبية لوفة الأم 
الناظمة»ء ولا ندري في أي الرحلتين نظمت الأهزوجة إلا أن المعلومة المهمّة 
الواردة فيها والمفيدة بكون الابن خلال رحلته قد قصد مدينة الجزائر العاأصمة 
تجعلنا نميل إلى كونها قد نظمت خلال رحلته البحرية إذ أن توجهه شمالا قرينة 
على ذلك فالمسار الذي اتخذه الشيخ ابراهيم بن بحمان ذهابا وإيابا وكذلك المسار 
الذي اتخذه القطب الشيخ اطفيش إيابا خلال الرحلة الحجازية والتي كانت عبر البر 
تفيد بالتوجه نحو ناحية الشرق شمالا أو جنوباء أما المسار الذي اتخذه القطضب 
ذهابا فيتجه شمالا إلى غاية جزائر مزغنة ليكمل بعدها عبر السفينة بحراء وهاتان 
الشخصيتان قريبتا العهد من الرحلة محل الدراسة فلا شك أن مسارهما خلال 
الرحلة سيفيدنا في تقدير المسار الأرجح الذي اتخذه الشيخ الحاج أحمد بن داودلة!) 
فإذا كان ميّلنا - اعتبارا لما ذكرنا- لكونها الرحلة البحرية فهذا لا ينفي بقاء 
فرضية كون النظم بخصوص الرحلة البرية قائما خاصة مع استنتاجنا أن غرضا 
تجاريا كان ضمن هذه الرحلة والذي سينهيه ثم يكمل برا ربماء إذ ورد في النص 
عبارة (يولي غلتدزيرت أدكيّل لمال س تجلوين) وهي عبارة تنبؤنا عن ذلكم 
القصد التجاري ولعل في عبارة (أزرار نوبريد أدولسد إباباك دينينايين) ما يزيد 
إشارة إلى ذلك فهو دعاء بالغنى والربح الوفير» وإن لم يُعلم أن لصاحب الرحلة 
تجارة قارّة في العاصمة فإننا نفترض أنها صفقة عارضة يستفيد مما تدرّه عليه 
أثناء الغياب الطويل الذي يتطلب مصاريف مختلفة وقد يترك جزءا من أرباحها 
وديعة لدى بعض معارفه إلى حين رجوعه فإن بالعاصمة كثيرا من المزابيين 
وأغلب الظن أن مكوثه خلال إقامته بالجزائر كان لدى أحدهم ريثما ينهي أشغاله 


449 


ويستأنف رحلته الحجازية» ونجد نظائر لهذا المرور بالعاصمة والاشتغال بها فترة 
خلال الذهاب أو العودة من البقاع المقدسة/(19). 

وأما عن نوع التجارة التي اصطحبها الشيخ الحاج أحمد بن داود معه فالذي 
نخمنه أنها كانت من قبيل ما هو متوفر بواد مزاب كالتمور التي تنتجها غاباته التي 
امتلكها والزرابي الصوفية وغيرها. 

هذا مجمل ما يمكن استثارته من توثيق تاريخي وارد في النص الموضوع بين 
أيدينا فهو يسجل قصد ابن الناظمة لبيت الله الحرام ومروره على الجزائر العاصمة 
أثناء رحلته تلك ولعله التقى أبناء عمومته هناك وأقام أعمالا تجارية استغرقت ما 
يلزم من وقت قبل أن يتزود بما يحتاجه ويكمل مسيره إلى وجهته إما برا أو بحرا 
هذه الرحلة التي كانت في مرحلة شبابه على الأقل حيث كان قد تزوج وأنجب 
أولادا وانظم إلى حلقة العزابة فشهدت أمّه كل هذه الخطوات التي أقامها ابنها في 
حياته» كما استفدنا تأكيدا على امتلاكه غابات ونخيلا في عدة مواضع. 

<ا توثيق الفعل الثقافي والاجتماعي: 

تبعا لوجودهء فإن لكل مجتمع رصيدا من الترسبات الثقافية والاجتماعية التني 
تستقر في يومياته وتفاصيل حياته لتشكل ملامح عنه وعن شخصيته ومبادئه» تلك 
الترسبات التي تحيكها الأيام وتصقلها التجارب فتصوغها المجموعة في قوالب 
أدبية تخلد بها بعض تواريخها وتراثها وتوثقه وتنقله من جيل إلى آخرء وانطلاقا 
من هذا فإن لنا من الأنموذج الذي بين أيدينا مادّة يمكن أن نستوحي منه ملامح عن 
النشاط الثقافي ودلالات عن المجال الاجتماعي في بيئة وعصر نظم الأهزوجة فما 
هي أهم التوثيقات بخصوص هاذين المضمارين؟ . 

حر أ( ملامح النشاط الثقافي: 

إن مجتمعا كالمجتمع المزابي ذي الروافد الثقافية والفكرية المتعددة والتي 
سمحت بأن يكون حاضنا وصاهرا لمجموعة تجارب ليْظَنَ به الغنى والثراء في 
مجال الأهازيج خاصة إن أخذنا بعين الاعتبار اعتماده على الشفوية في توثيق 
ونقل الوقائع والأخبار وهو ما يثبته الواقع حيث أن هذه الأهزوجة تحمل في ذاتها 
إثبات وجود واعتناء بالأشكال التعبيرية الشفوية فلا يمكن اعتبارها إلا امتدادا 

450 





لسياق هذا الفعل الثقافي حيث استفادت من الرصيد المتراكم في هذا الباب وش كلت 
خبرة أخرى يستفيد منها من يخوض المجال من بعدهاء ولا يخفى أن صياغة 
وترجمة شعور نفسي إزاء حدث ما في شكل أدبي يتطلب مستوى ثقافهيا محترما 
وكفاءة مقبولة وهو ما لمسناه من خلال سبك هذه الأهزوجة إذ فيه دلالة على ذلك 
المستوى الثقافي وتلك الكفاءة» فإن إتقان اللغة شيء والإنتاج الأدبي بواسطتها 
شيء آخر حيث يتطلب توفر مهارة ومراس وخيال مبدع؛ فلنا تخيل واستحضار 
مراحل نظم الأهزوجة وتصفيفها مع ما تستغرقه من وقت وضبط وتركيزء وكل 
ذلك في نطاق الشفوية. 

علاوة على ذلك يمكننا ملاحظة التغني الجماعي بهذه الأهزوجة والمساهمة في 
الحفاظ عليها ونقلها وهو في ذاته مظهر ثقافي آخر يمكن أن يتجلى لناء فإن عملية 
تصديرها وتلقفها بين الناظمة والمتلقيات يترجم الاهتمام بهذا الفعل والاستعداد 
لتكريسه وتصييره جزءا من الواقع اليومي» فنرى نية الناظمة في إذاعتها من 
خلال قولها (باحمد د تفويت» باحمد تزيري أميدّن) إذ في مخاطبتها الناس دليل 
على ذلك. كما لا يمكن إغفال أن حفظ الأهازيج واستقرارها في بال المستمعات 
إليها يستدعي تركيزا وترديدا لها مع محاولة إيجاد لحن يتناسب وموض وعها 
ويسهّل رسوخها وكل ذلكم يدخل في نطاق ما نحن بصدد إبرازه من أوجه ثقافية . 

ومن بين ما نلحظه من أوجه أخرىء الحالة اللغوية السائدة آنذالك من خلال 
الألفاظ والصيغ والتراكيب التي صيغت بها الأهزوجة فنراها تكاد تكون أمازيغية 
صرفة لم تشبها إلا بعض ألفاظ دخيلة فهي إن دلّت من جهة على المستوى اللغوي 
والثقافي لصاحبتها فهي تدل من جهة أخرى على حالة لغوية كإحدى التجليات 
الثقافية للمجتمع المزابي آنذاك والمتميزة بالحفاظ على أكبر قدر ممكن من اللغة 
الأم تمزيغت رغم العوامل الموضوعية للتأثرء بل إن الأهزوجة قد ساهمت في 
توثيق ألفاظ أمازيغية أصيلة سنعود إليها بالحديث لاحقاء كما يتجلى لنا الدور 
المحوري للمرأة الأمازيغية في حفظ ونقل اللسان الأصيل 

ويدخل في هذا الصدد ما نلاحظه من أساليب لغويّة» كما جاء في صدر 
الأهزوجة من ترديد اسم (باحمد) وهو اسم الشخص المعني والمخاطب بالموضوع 

451 


وهو مظهر ثقافي لغوي يفيد النداء لشد الانتباه ومناجاة شخص عزيز كما يفيد 
الافتخار به والإشادة بمكانته» ونلاحظ كذلك بعض الصيغ والتراكيب اللغوية في 
الأهزوجة من مثل: التشبيه الوارد في قول الناظمة (يولي ستمدجاس إطاوع آنويور 
إجنوان )» أو الصور المختلفة التي أوردتها الناظمة في بعض المواضع: كما كان 
الحال إثر أن قالت أن ابنها كان محط بركة ف ( تدجاس أحوليء: تدجاس أسراويل 
إبابا الغالي غلتيجّي نس» تدجاس أبرنوص إنوم عيني آلتغروطنس) وقولها:( أضو 
نوبريد أدولسد إبابا ديجرتال ... مي يفود إجورت أشعوب دزمزم نس) وقد 
تضمنت الكناية والمجاز ... أو تلك المواضع التي أوردت فيها الحديث على لسان 
أنواع من التمورء وكلها عينة عن مظاهر ثقافية لغوية تجلت لنا من خلال 
الأنموذج المعروض أمامناء ونلاحظ أيضا وبوض وح أداة النسبة كما كانت 
مستعملة عند المزابيين في القديم مثل (بابا ينوء تغروت نس ...) . 

ومما نعرضه من صور ثقافية ذلك الارتباط بالبعد المحلي والطبيعة المحيطة 
وتوظيف لها في الأهزوجة» فلا شك في انعكاس ثقافة المرء على تفاصيل حياته 
اليومية وانطباع فيهاء ويزداد المرء أصالة كلما قوي حضورها في سلوكاته 
وتعابيره» ومن بين ما ورد في هذا الصدد ضمن الأهزوجة ذكر أنواع من التمور 
وبعض الأدوات المتعلقة بالحياة اليومية كأحولي وأبرنوص وأمدون ... فلا يزال 
العو ع تؤقنة اكه إذا فرق الإاساط تيديكله لصيل امسن هن قو الكل وكات 
أصيلة . 

ولعل من بين ما يندرج في هذا الإطار فنذكره قبل أن نختم هذه اللمحة عن 
الكلام في هذا الجانب بعض الملامح التربوية والأخلاقية والمنبثقة عن الجانب 
الثقافي للمجتمع» كموضوع الأهزوجة ذاته الذي يحتوي احتفاء بقاصد البيت 
الحرام لما له من فضل ورمزية دينية وأخلاقية» وإبراز أن التفاضل إنما يكون 
بالأخلاق الطيبة والخلال الحميدة وأن رضا الله والوالدين سبب الفلاح والتوفيق 
ونستجلي بعض هذه المعاني من قولها (باحمد دبزّان ترسد ديس تنميرت»ء يولي 


ستمدجاس إطاوع أونويور إجنوان). 


0532 


هذا مجمل ما يمكن التطرق إليه في هذا المبحث؛ فما هي بعض الدلالات 
الاجتماعية الواردة والموثقة من خلال الأهزوجة؟ 

<ا ب) دلالات المجال الاجتماعي: 

يمثل المجتمع المزابي الأمازيغي أنموذجا متميزا من الناحية الاجتماعية بنظمه 
وأعرافه الأمازيغية - الإسلامية الإباضية الأصيلة» وقد سعى الباحثون لدراسة 
جوانب منه؛ والاستفادة منهاء ولا تخفى عنا أهمية التعابير الشفوية في إيضاح 
دلالات المجال الاجتماعي ودور إنتاجات المرأة المميّز في كشف وتوضيح بنعصسض 
جوانبه حيث تعتبر ركيزته الأساسية. فما الذي يمكن استفادته في هذا الإطار من 
خلال الأنموذج محل الدراسة؟ 

يمكننا أن نلمس بوضوح تلك العلاقة الحميمية بين الأم وفلذة كبدها فهي تردد 
اسمه عدة مرات خلال مناجاته في أهزوجتها لتبين لنا مدى حبهما لبعضهما ومقدار 
تعلقهما كل بالآخر في صورة لمشاعر أمومة وبنوّة صادقة صافية,» ونجدها 
توظف للدلالة على ذلك عبارات من مثل (بابا إنوء نوم عينيء مومو 
نتيطاوين...). ورغم بلوغه مرحلة الشباب وربما الكهولة إلا أنه يظل بالنسبة لأمه 
ذلك الابن الذي ولد من رحمها وتدرج بين يديها ونشأ على عينها فتناديه ب 
(ممّيك) وتلاطفه بمثل قولها (بابا الغالي)» ولا تزال هذه الأم الحنون تنشغل بابنها 
فتستدر له اليمن والخير والطعام والشراب أثناء رحلته ولا تملك له سوى الدعاء 
الصادق والمشاعر الفياضة» في دلالات اجتماعية عن علاقات أسرية متميزة 
ومتماسكة . 

ونستشف من ثنايا الأهزوجة الجو الاجتماعي الأخوي السائدة هناك بين الدسوة 
حيث تقمن بالاجتماع والتعاون لإتمام عمل ماء كغسل وتنقية الحصوف وتخزين 
التمور وإنجاز النسيج ... تجسيدا لصور اندهت وتويزة» تلك المظاهر الاجتماعية 
ذات الدلالة على سلامة العلاقات والذكاء في العمل بتوفير الوقت والجهدء وقد 
يكون الاجتماع لدى بيت الناظمة دفعا لأسباب الوحشة عنها وتسلية لفؤادها عن 
غياب ابنهاء فيجيش صدرها وتفيض مشاعرها بمثل هذه الأهازيج. 


01533 





كما تبرز لنا الأهزوجة مقام المرأة المزابية المكين ودورها المحوري في البيت 
والمجتمع» وتوثق لنا بعض ملامحه وملابساته فإذا غاب الأب كما في قضية 
الحال ثم همّ الابن الوحيد بالسفر فإن الأم تستلم حينئذ كامل المهمة على صعوبتها 
وقساوتها بكفاءة واقتدار فيمكن للرجل أن يغادر لشهور أو لسنوات مطمئن البال 
هانئ الضميرء وعلى المرأة التكفل بما يتصل بمعيشتها ومعيشة من معهافي 
البيت ومكابدة لوعة الفراق وهواجس الأفكار إزاء سفر تغيب أو تندر أثناءه وسائل 
الاتصيال وتحفه مخاطن مكملة الحضول» كما أن هده الأ يننا فون الام 
والأب في آن واحد تسعى لتوفير جو ينعم فيه الابن بطمأنينة نفسية وراحة معنوية 
دون الشعور بأي نقصء» فهي تحاول إيجاد سند معنوي له من خلال الافتخار به 
ورفع شأنه فتقول فيما تقول في حقه (باحمد تازيري أميدّن» ... يسيرد إنجان 
نتمدينتس) (يوشاتش ربي يسمدياتش» يسيفاتش س ويدلولن د وغنلال...) مع 
الحرص على إحلال القيم الحسنة والمثل الطيبة في نفسه وهو ما أسفر - وبتوفيق 
من الله- عن نشأة هذا الابن نشأة مستقيمة فصار عالما ذو أخلاق فاضلة نتيجة قيام 
الأم بدورها الاجتماعي التربوي أحسن قيام»؛ ثم هي كذلك تضطلع بدورها 
الاجتماعي الاقتصادي حسب المتاح لديها فتنشط لعمل النسيج وتوفير ما تحتاجه 
منه في بيتها وتبيع الفائض لتتولى تسيير أمور المعيشة وهو المستنتج من تعليقات 
الناقلين للأهزوجة ومما كان سائدا آنذاك» كما تحرص على تنظيم استهلاك التمور 
المتوفرة من غابة العائلة كي تغطي الحاجة لموسم كامل وتحرص على تخزينه 
بالطريقة المناسبة تفاديا لتلفه وفساده وقد أشارت إلى شيئ من ذلك حين قالت (تنا 
تزيزاوت نشي افالغ إيوجا إزعلاك» تنا أولتقبالا نشي دلعروضات إوش بايحي...) 
وكل هذا في إطار دور الأم الاجتماعي المادي منه والمعنوي . 

لقد عرف المجتمع المزابي - في إحدى صوره الاجتماعية - بتمجيد العمل 
ونبذ الفراغ والبطالة فصار هذا الأمر من ميزاته وخصائصه كما عرف بمهارته 
في ممارسة التجارة والتغرّب من أجلها منذ أقدم العصورء ورغم أن غرض السفر 
في موضوع الحال كان قصد أداء فريضة الحج إلا أننا لم نعدم إشارة إلى هذا 
المظهر الاجتماعي الذي عرف به المزابيون بامتياز فقد ورد في الأهزوجة قول 

154 


الناظمة (يولي غلتدزيرت أدكيّل لمال ستجلوين) وهو توثيق لتغرب المزابيين 
وممارسة أغلبهم للتجارة حتى من عالم أثناء طريقه إلى البقاع المقدّسة. 

وتبدو في متن الأهزوجة ملامح مجتمع مسلم إباضي أمازيغي محافظ يُحتفى فيه 
بالأخلاق الطيبة ويسعى لتجسيدها ويأمل فيه الوصول إلى تيموراويوش (البقاع 
المقدسة) وأن يكون زاد المسافر كماء زمزم المبارك» كما يُلتجأ فيه بالتضرع إلى 
الله بالحفظ والستر. 

هذه خلاصة عن بعض مظاهر الفعل الثقافي والاجتماعي في المجتمع المزابي 
الأمازيغي من خلال الأنموذج الذي بين أيدينا والذي أنبأنا عن وجود حراك ثقافي 
أتت هذه الأهزوجة في سياقه كما أثبتت توفر ملكة أدبية وتحكم لغوي تجليا في 
توظيف أساليب لغوية وبلاغية بلهجة مزابية أقرب ما تكون إلى الصفاءء» وأثبتتت 
ذلك الارتباط بالمحيط المحلي بتوظيف مصطلحات لأدوات يتصل بها الإنسان في 
حياته اليومية العادية» وقد رأينا شيئا من الملامح التربوية والأخلاقية كالإشادة بمن 
يقصد أداء خامس أركان الإسلام وهو الداعي لإنشاء موضوع الأهزوجة ذاته. 

واستبانت لنا العلاقة الحميمية الخاصة بين الأم وابنها وكذلك الترابط الوثيق بين 
أفراد المجتمع عامة والنسوي خاصة بقيامهن بحملات تطوعية تتساعدن فيها على 
قضاء أشغالهن وتكون فرصة لتلقي وحفظ الأهازيج وجعلها حافزا للعملء كما 
تبذى لنا النمط الاجتماعي المزابي في العمل والمتمتلك في التغرب من أجل 
الاشتغال بالتجارة وهو ما يفرض على المرأة الاضطلاع بمهام اجتماعية أدبية 
تربوية» ومادية اقتصادية وقد أبانت المرأة في المجتمع المزابي عن مقدرة وكفاءة 
لتوليها والقيام بها على أحسن وجه. 

إذا كانت هذه ملامح المجالين الثقافي والاجتماعي فكيف تجلت جوانب التراث 
المادي واللامادي في الأنموذج محل الدراسة؟ 

<ا توثيق أوجه من التراث المادي واللأمادي: 

الحديث عن التراث والبحث فيه من أوسع المجالات وأعمق المواضيع إذ 
ينبغي الإلمام بكثير من جوانبه والدراية بعديدٍ من خصائصه حتى تتم الاستفادة من 
بعض ما فيه ويمكن استخراج بعض من مكنوناته» حسبنا أن نعمل ونسعى جهدنا 

155 


- حسب المتاح - إلى إبراز ما يمكن إبرازه من هذا التراث وجعله واقعا معيشا 
فهو مجال خصب للبحث والتنقيب والاستفادة. 

غرف وادي مزاب بزخم تراثي معتبر لاعتماده على الأصالة في جميع مناحي 
حياته فجاءت مظاهره رائقة مبدعة وفريدة سواء أكان ذلك في جانبها المادي 
كالهندسة المعمارية ذات البعد الأمازيغي- الإباضي المحلي الأصيل والصدى 
العالمي أم الألبسة التقليدية أم الأفرشة والزرابي أم المصنوعات اليدوية أم غيرها 
أ كا :في شفها الاتمادي ادك والتصبطن وقهميات الأماقق وقيجن يلك ون 
احتاج كل ذلك إلى تقييد وتوثيق فإن الأهازيج المحلية باستعمال التتوع المزابي 
الأمازيغي بت سه فو في توثيق بعض أوجه هذا التراث 
المادي واللأمادي ومناحيه. فما هي تجليات ذلك في أهزوجتنا هذه؟ 

<< أ) توثيق التراث المادي: 

يرتبط الإنسان حتما بمحيطه فيؤثر ويتأثر به فتنطبع كثير من جزئياته في 
ممارساته اليومية ويستعين بها لصياغة أشكاله التعبيرية» وبإلقاء نظرة على 
الأهزوجة التي بين أيدينا نجد عدة إشارات إلى بعض أوجه التراث المادي 
الأمازيغي المزابي كبعض الملبوسات التي تشكل جزءا رئيسا ملتصقا بالإنسان 
كأحولي وأبرنوص ..» وكلها منتوجات أصيلة ومحلية صرفة تنسج وتصنع بأيادي 
أبناء وبنات منطقة مزاب وتستغل في ذلك المواد المتوفرة بين أيديهن كالصوف 
وجلود بعض الحيوانات» وكذلك بعض الأغراض المختلفة التي تؤدي وظائف 
معينة في الحياة اليومية للإنسان المزابي كباجو وإجرتال ..» وأيضا بعض أنواع 
المأكولات خاصة التمور والتي اعتنى بها أهل وادي مزاب ونسجوا معها علاقات 
خاصة ومتميزة»ء وسنتعرض لذلك فيما يلي: 

أحولي: يطلق على اللباس الذي يرتديه أعضاء حلقة العزابة بمزاب وفق سمت 
مخصوص ولا يزال مستعملا إلى غاية اليوم ويمتل جزءا مهما ورمزيا في الحياة 
اليومية للمزابيين» كما يطلق نفس اللفظ كذلك على اللحاف الذي ترتديه المرأة في 
المنطقة ولا يزال كذلك مشكلا لممارسة يومية أساسية ذات بعد ديني واجتماعي؛: 
وكلا النوعين ينسجان محليا باستغلال الصوف الذي توفره أغنام المنطقة فتتولى 

6ك15 





المرأة المزابية إنتاجها بسلوك مختلف المراحل اللازمة مستعينة فيها بالأهازيج التي 
لا تنفك أبدا عن تلك المراحل الإنتاجية» والجدير بالذكر أن هذا اللباس مما نجده 
في كثير من ربوع الشمال الإفريقي كجزء من التراث السائد فيها. وقد وظفت 
الناظمة هذا المصطلح مستعيرة وظيفته المادية بأن يلفه المرء حول جسمه حماية 
والتحافا فمئلت حماية البركة والدعوات الصالحة لابنها كلحاف معنوي يمهد سبيله 
ويكلؤه بحفظ الله وتوفيقه ويرد عنه كل شذة وبلية» وألحقت بذلك ذكر السروال 
الساتر والواقي للإنسان مما يكرهء فرجت له حفظا تاما ورعاية كاملة؛» ونرى 
ذلك في قولها (تدجاس أحولي تدجاس أسراويل إبابا الغالي غلتجّي نس). 

أبرنوص: ينطبق كثير مما قيل عن أحولي على أبرنوص المعروف وهو لباس 
أمازيغي بامتياز وقد كان واسع الإستعمال في أرجاء كثيرة من المغرب الكبير ومن 
الجزائرء وقلّما كان يستغي الرجال عن ارتدائه لاسيما خلال فصل الشتاءء 
وحسب ما نستقرئه من الصور المتوفرة فلم يقل ارتداؤه إلا مؤخرا نسبياء ولا 
يزال منتشر الاستعمال في المناطق الباردة شتاء وفي الأعراس والمناسبات كذلك» 
يتم تجهيزه ونسجه باستعمال المواد المحلية كذلك. ولمّا كانت من وظائفه الوقاية 
ورد الضرر فقد وظفت في نفس سياق استمداد الحفظ ورجاء الستر بدعواتها 
وبالبركة الحاصلة بهاء فقالت (تدجاس أبرنوص إنوم عيني غلتغروط نس) 
فأبرنوص يوضع على الكتف ويثبت عليه فلا ينحاز عن مكانه ويشمل كامل الجسم 
لذلك جاء ذكر تغروط (الكتف). 

اتلسانت: من اللوازم الضرورية للإنسان في حياته اليومية ومن الأغراض 
الملتصقة به حذاؤه الذي ينتعله» ومصطلح (اتلسانت) يدل بصفة مخصوصة على 
المواد المصنوعة من جلد الحيوانات وهي الغالبة مما كان متوفرا في عصر 
الناظمة فقد اعتنى الناس في وادي مزاب بصناعة مختلف أنواعها بما تتطلبه من 
مراحل وتقنيات» وكان الاعتماد في توفير المادة الأولية على الحيوانات التي تتم 
تربيتها محليا كالأغنام والماعز»ء ومع وصول الأحذية العصرية والأغراض 
الأخرى بصفة عامة انحسر استغلال المواد الجلدية التقليدية إلا من بعضهاء وما 
دامت الوقاية والحماية من وظائف النعال الأساسية فقد وظفت لفظة (اتلسنت) في 


01137 


ؤاق أنا! [ستاتملت: قة لجع[ داك السناقة عم دعام ب المي بو الما حة والشياد 
فجاءت متتابعة متناسقة» فقالت في هذا المعنى (تدجاس تلسانات إمومو نتيطاوين 
غلتدمايين )» وقد أشارت إلى سفره الطويل بقولها (تدمايين) وكانت في ذلك إشارة 
إلى جودة ومتانة المصنوعات الجلدية التي تناسب سفرا مماثلا لضمانها مدّة بقاء 
أطون. 

إجرتال: يدخل أجرتيل في نطاق أنواع الزرابي التقليدية المزابية ذات الصيت 
العالمي وهو نوع خاص يتميز بسمك وافر ومتانة واضحة يوضع على الجدران 
في مناسبات الولادة» ويستعار لفظه للتعبير عن تغليف الجدران بأنواع الزرابي 
المختلفة ولو من غير أجرتيل نفسه» وتستغل في نسجها المواد الطبيعية المحلية 
كالضوف :مون التواعة قد تاسيف السوت الدابنة و السكاغة" النسيمرة لما 
يخلو البيت المزابي منها بل تعتبر من أعمدته الرئيسة فيهيؤ للمنسج ركن خاص 
وتمضي المرأة خلفة وقتا معتبرا كل يوم» وجاء ذكر أجرتيل بالجمع في الأهزوجة 
في معرض الطلب والدعاء بأن تستحيل الرياح والعوامل الطبيعية عامة سياجا 
حاضنا للابن المسافر يحفظه ويرد عنه المكاره المتوقعة» فقالت (أضو نوبريد 
أدولاسد إباباينو ديجرتال) وهي صيغة معبرة وبليغة. 

إبوجا: كان على الإنسان دوما أن يتكيف مع محيطه ويستغل ما حوله لتحقيق 
رغائبه وضرورات عيشهء وقد عرفت هندسة البيت المزابي بتلبية هذه الشفروط 
والمعايير»ء ومن بين زواياه التي تؤدي دور حفظ وتخزين المواد الغذائية خاصة 
الجافة منها: باجو والذي يكون عبارة عن ركن مربع مبني مفتوح من الأعلى 
ويحوي فتحة صغيرة أسفله لجذب المادة المخزنة منذ مدة أطول مقارنة بتلك 
الموجودة في الأعلى ويختلف حجمه كبرا وصغرا حسب الحاجة» وكان دائما في 
الكلام المزابي رمزا لجودة التخزين وإحكامه. وقد جاء ذكره ضمن الأهزوجة عند 
التطرق لذكر بعض أنواع التمور فقيل في هذا الصدد (تنا تزيزاوت نشي فالغ 
إيوجا إزعلاك). 

أنواع التمور: نظرا للطبيعة الصحراوية فقد وجدت التخلة الجر الملاثئم كي 
تستقر في ربوع مزاب وتتخذ لها مكانة متصدرة بالمقارنة مع مزروعات أخرى 


038 


وفي التراث المزابي المادي والشفوي الكثير من مشتقات النخلة ومصطلحاتها نظرا 
لحضورها القوي في الحياة اليومية فلم يكن غريبا حضورها في أهزوجة الحال 
حيث ذكرت أنواع التمور التالية: تمجوهرت؛ تزيزاوت» إغس أوتشيضن 
أولتقبالاء لقطرون» أكربوش» أوعروس 

وقد أشارت في النص إلى امتلاك ابنها لأنواع تمجوهرت وتزيزاوت وإغغس 
أوتشيضن» ثم أوردت الحديث على لسان باقي الأنواع متضمنة إشارات إلى بعض 
استعمالاتها في العادة فأفادتنا بتخصيص نوع تزيزاوت للتخزين»ء وتقديم نوع 
أولتقبالا للضيوف لكونها لائقة بدور ممائل» وأن لقطرون مما يقدم هدية للأحباب 
لتأتي تمجوهرت في الأخير وعلى لسانها أسف لعدم تبوئها منزلة متقدمة بين 
الأنواع الأخرى»ء وهي صور مستوحاة من الواقع المعيش» وقد جاء في ذات 
السياق ذكر (لمخماخ) وهو التمر الذي أصابته حموضة» وأيضا (تيموتين) وهي 
النخلة الصغيرة لكونها أقرب منالا وأسهل التقاطا. 

كما وردت كلمات تدور في فلك الغابة والحقل وهو المكان الذي يتواجد فيه 
الفلاح المزابي غالب نهاره فذكرت: تمشيطء أجزميرء أمدون» انعناع 

هذه بعض النماذج عن توثيقات لجوانب من التراث الماديء فماذا 
تضمنت الأهزوجة بخصوص التراث اللامادي؟ 

<< ب)_توثيق التراث اللأمادي: 

أول ما نلفت إليه الأنظار في هذا المجال هو أن هذا الأنموذج ذاته وجه من 
أوجه التراث اللأمادي الذي يزخر به وادي مزاب والأدب الأمازيغي في الجنوب 
الجزائري عامة وهو الأشعار والأهازيج الشعبية» وقد أشرنا من قبل أن وجود هذا 
الأنموذج يعني سياقا وسيرورة لهذا النمط التراثي اللأمادي آخذين بعين الاعتبار 
دائما اعتماد الأمازيغ عبر تاريخهم الطويل على الشفوية بككل ما تحمله من 
إيجابيات وسلبيات!77. كما أنه يعني وجود أوجه أخرى من التراث الشفوي 
اللأمادي كالحكاية والأحجية والأسطورة... 


0539 





إضافة إلى ذلك فإنها تحمل كذلك توثيقات أخرى للتراث اللامادي والذي يتلازم 
ووجود المجتمع نفسه»ء ومثال ذلك تضمنتها تسميات أمازيغية مزابية أصيلة لعدّة 
أماكن لاتزال متداولة ومستعملة بشكلها الأصلي إلى غاية اليوم. 

بتتبعنا لتلك الأسماء الطوبونومية الواردة نجدها تحتوي على مواقع متواجدة 
ضمن نطاق قصور مزاب السبعة وأخرى خارج هذا النطاق . 

أما عن تلك الواقعة ضمنه فهي: 

تجنينت: اسم لأحد أقدم القصور المزابية والواقع في الناحية الجنوبية من 
الوادي» ولذلك ربما جاء في متن الأهزوجة بصيغة الإشارة إلى موضع بعيد 
(تجنينتنات) وتقع حواليه عدة غابات ك: جاوة» أولوال؛: تامو ... ولا ندري 
بالتحديد المكان المعني والذي تملك فيه الابن نخيلا أو غابات» ولا تزال التسمية 
متداولة وذائعة . 

لقرارا: اسم لأحد أحدث القصور المزابية والذي يقع على حوالي 130كلم عن 
عاصمة مزاب إلى الشمال الشرقيء جاء ذكره في الأهزوجة موحيا بأن أحد 
أبواب المدينة معروف بأنه يسلكه من يقصد الجهة الشرقية ربماء خاصة إن 
قرناها بالبيت الذي قبله الذي فيه إيحاء بأنه يُسلك من طرف قاصدي الجزائر 
العاصيمة:: 

بوشمجان: اسم لإحدى الغابات التابعة لقصر تغردايت والواقعة شماله والتي 
تمثل امتدادا طبيعيا للقصر نفسه وجزءا رئيسيا من التخطيط العمراني المزابي 
الأمازيغيء ولا يزال استعمال هذا اللفظ شائعا ومتداولا إلى غاية اليوم. 

ختالة: قد تطرقنا بالحديث لهذه الغابات التابعة لقصر آت مليشت والواقعة 
بمحاذاة مقر الولاية حالياء ويرجح أن هذه الناحية كانت امتدادا القصر الأثري 
(أوزيزة) والذي يعد من القصور الأمازيغية التي أنشئت في فترة ما قبل الإسلام . 

وتجدر الإشارة إلى أن ناحية بقصر آت بنور تحمل نفس الاسم (ختالة) وههي 
من التسميات المشهورة والمتداولة شفويا إلى حد الآن. 


0060 


أزويل: اسم لغابات تابعة لقصر آت بنور واقعة في الجهة الشمالية منه كما 
يطلق على مجرى شعاب تقع هذه الغابات بمحاذاته وتصب مياه تلك الشعاب بواد 
مزاب» ولا يزال استعمال هذا الاسم جاريا ومعروفا إلى اليوم . 

انتيسة: اسم لمجموعة غابات واقعة بين تغردايت وآت اجدن ويطلق كذلك على 
مجرى لمياه الشعاب والتي تتصل بوادي مزاب» ولايزال هذا الاسم مستعملا 
ومنتشرا. 

تمجديدا نسوق: اسم مركب فيه إضافة المسجد إلى السوق لوقوعه بجانيبه 
والمتواجدان في مركز وقلب قصر آت مليشت وهما على ذلك إلى الآن . 

هذه مجمل تسميات الأماكن الواردة ونلاحظ أنها كلها تسميات أمازيغية أصيلة 
وأنها متداولة على الصيغة الأصلية لها إلى اليوم» ولعل تدوالها على الألسن في 
الاستعمال اليومي إضافة إلى توظيفها وتوثيقها في التعابير الشفوية المختلفة 
كالأهازيج قد ساهم في بقائها واستمراريتها . 

أما تلك التسميات الواقعة خارج نطاق القصور السبعة المزابية فهي: 

وارجلان: مدينة على حوالي 200 كلم جنوب وادي مزاب والذي يرتبط بها 
بروابط وثيقة تاريخا وحاضراء ولا زالت هذه الصيغة منتشرة وشائعة الاستعمال 
إلى غاية اليوم. 

تدزيرت: صيغة أمازيغية يراد بها الجزائر العاصمة الحالية والملاحظ أنها 
ليست مستعملة بهذا الشكل حاليا حيث تنطق (دزاير) كما ينطقها جميع الجزائريين 
للدلالة على العاصمة أو الدولة كما جاء في بيت آخر من الأهزوجة ذاتهاء ولعل 
توظيف لفظ تدزيرت في الأهزوجة يوثق لصيغتها المتداولة آنذاك شفويا على 
الأقل وقد يسعفنا الحظ فنجدها مقيدة في مصدر قديم بذات الصيغة. 

وهذا يعبر عن إشكال مطروح وقائم حيث نجد في حالات كثيرة ذلك التباين بين 
الصيغة الملفوظة للدلالة على مكان أو منطقة وتلك المكتوبة للدلاالة على نفس 
المكان أو المنطقة . 

تيموراويوش: صيغة أمازيغية يقصد بها البقاع المقدسة وإن لم نكن نملك دليلا 
على ما إذا كانت مما انتشر استعماله وتداوله أم هو لفظ تمت صياغته وتوظيفه من 

461 


طرف الناظمة للدلالة على مقصد ابنها من سفره-إن لم نكن نملك دليل ذلك - فإننا 
نجزم بعدم انتشار استعمالها حاليا ولكنها ستكون ذات دلالة مفهومة حين إطلاقها 
خاصة إن وردت في سياق الحديث عن حج بيت الله الحرام وفي كل الأحوال فقد 
أفادتنا الناظمة في أهزوجتها باسم أمازيغي دال على مكان معين . 

بعد أن رأينا مجمل ما جاء من تسميات للأماكن كتوثيق لأحد أشكال التراث 
اللثماتي الواره في الأمزرجة حت زايد أن كحموعها ذاه صبيكة أناؤيقية وان 
أغلبها لا يزال مستعملا إلى اليوم»ء سننتقل للتعرض إلى شكل آخر والمتمثل في 
بعض المفردات الأمازيغية المختلفة: 

باحمد: هو اسم لابن الناظمة كما رأينا وأصل الاسم هو: أحمد وأضيفت الباء 
في بدايته لإظهار المكانة والتعظيم» ورغم أن بعض الأسماء التي تعورف عليها 
من قبل لا تزال بذات الصيغة ك بالحاج» باعلي» بامحمد ... إلا أن استعمال 
الباء في الكلام العادي اليومي لإظهار المكانة ليس منتشرا ومعتادا إلى حد بعيد في 
الوقت الحالي . 

تمّاض: جمع تميضي ومعناها (مئة / مئات )» ورغم أن استعمال الأرقام إلى 
العشرة باللهجة المزابية معتاد نوعا ما إلا أن استعمال ما فوق ذلك غير مكرّس في 
التداول اللفظي بين الناس في تعاملاتهم . 

إنينايين: وتعني الأحجار الذهبية والكريمة والمجوهرات التي تكون عبارة عن 
قطع معتبرة الحجم نسبياء وهي لفظة غير متداولة حاليا . 

تجلوين: جمع تيجلي وهي وحدة للوزن كانت تستعمل في الماضيء» حيث 
توجد: تيجلي نوكرشوش وتعادل (12) صاع. وتوجد تيجلي نبايليك وتعادل 10 
مدود. ولتبدل الوحدات المستعملة في الوزن لم تعد تجلوين مستعملة حاليا كعيار 
للوزن وكمصطلح متداول كذلك . 

تدمايين: جمع تدمايت ومعناها (الطريق الواسع) وقد وُظفت في متن النص 
للدلالة على طريق السفر الطويل والواسع الذي يسلكه الابن خلال سفره.ء ونجد 
هذا الاسم مثلا في الجنوب الجزائري دالا على الهضبة المعروفة بولاية أدرار كما 


0062 


نجدها في الشمال كاسم لإحدى بلديات ولاية تيزي وزو. وإن كان الحال أنها غير 
كثيرة الاستعمال إلا أن معناها لا يزال معروفا . 
نلاحظ في خصوص هذه المفردات أصالتها وكونها مما انحسر استعمال بعضها 
حاليا لسبب أو لآخرء وتوظيفها في ثنايا الأهزوجة الأنموذج يعد توثيقا لها وحفظا 
من مزيد التلاشي والتناسي وهو مما يُظهر لنا البعد التوثيقي في الأنموذج الذي بين 
أيديناء إضافة إلى أنه تضمّن مفردات أخرى لا تزال متداولة ولعل من بين أهم ما 
أسهم في الحفاظ عليها مثل هذه الأهزوجة المعبرة عن ثقافة المجتمع وأصالته. 
خاتمة: 
في نهاية هذه الورقة البحثية لابأس من إجمال بعض النقاط المستفادة مما رأيناه 
ضمنها: 
” حاولنا المساهمة بإخراج هذه الأهزوجة التي كانت محفوظة ومتداولة في نطاق 
عائلي ووضعها بين أيدي الدارسين والباحثين للاستفادة والإفادة منهاء ولعل 
عملنا عليها كان محاولة بسيطة أولى. 
” يحوي الأدب الأمازيغي عامة بما فيه الأدب الأمازيغي في الجنوب الجزائري 
كمأ معتبرا من الأشكال التعبيرية التي لا زالت تنتظر لفتة من المهتمين لجمعها 
وتدوينها والاشتغال على دراستها. 
تعتبر الأشكال التعبيرية الشفوية الأمازيغية في وادي مزاب كعينة للأدب 
الأمازيغي في الجنوب الجزائري خزانا يضم معلومات وتوثيقات غزيرة من 
شأنها إزاحة الستار عن كثير من الجوانب التراثية والتاريخية . 
” ضمت الأهازيج الأمازيغية بواد مزاب توثيقات مهمة في جوانب مختلفة 
كالجانب الاجتماعي والثقافي والتاريخي وجوانب من التراث المادي واللآمادي 
مساهمة بذلك في حفظ جزء مهم من تاريخ وتراث المنطقة . 
” لم يقتصر توثيق المعلومات على متن الأشكال التعبيرية بل ساهمت التعليقفات 
المصاحبة لها في ذلك. 
”7 لعبت المرأة دوراً بارزأً في إنشاء وحفظ ونقل الأشكال التعبيرية يما 
تتضمنه من توثيقات. 


003 


هوامش الدراسة: 


(') أنظر لسان العرب لابن منظور مادة حكم. 

2 انظر المعجم الوسيط مادة هزج. 

(3)فؤاد أزروال» الأدب الأمازيغي الجديد مفهومه وعناصره. ص 53. 

) مبارك بن محمد الميلي » تاريخ الجزائر في القديم والحديث المؤسسة الوطنيّة للكتتاب بالجزائر. 
ص80. 

آ) عبد الرحمان بن خلدون» ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من 
ذوي السلطان الأكبرء بيت الأفكار الدولية ,ص 1835. 

7 محمد أسويق» مقال الشعر الأمازيغي القديم جمالية البلاغة وسؤال الهوية.. 

محمد شفيق الثقافة الأمازيغية وثقافات الأمازيغيين ص 82. 

9 أحاديث هيرودوت عن الليبيين (الامازيغ) ص 74 ترجمة وشرح وتعليق د مصطفى أعشي 
.منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية. 

0 عبد الرحمان بن خلدون» ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من 
ذوي السلطان الأكبرء بيت الأفكار الدولية ,مص 1847. 

(10) تفل .. 

((') أحفادها الأوائل هم: بعمورء يحيء مامة ثم عمرء إبراهيمء فافة. 

2') حفظت هذه الأهزوجة منذ عصر الناظمة شفاهة وتم تداولها من طرف بعض حفدتها إلى وصولها 

إلينا عن طريق متنا منة بنت الحاج داود بن الحاج عمر بن الشيخ الحاج أحمد بن داود. 

يوسف لعساكرء تدوران ن تسكلا ن تومزابت ص 7. نشر مديرية الثقافة لولاية غرداية. 

4" قبايلي هواري» مسألة الحج في السياسة الاستعمارية بالجزائر 1864 - 1962 أطروحة مقدمة 
لنيل الدكتوراه في التاريخ. جامعة وهران السنة الجامعية 2013/ 2014. 

(3) مجموع المعلومات الواردة عن حياة الناظمة وابنها ومناسبة النظم مستقاة بالخصوص من طرف 
الفاضلين الحاج عمر بن الحاج داود والحاج سليمان بن الحاج داود امعيز الحاج أحمد. جلسة 
معهما يوج 221 ماري 2018: 

0 انظر الأستاذ يحي بن بهون حاج امحمدء رحلة القطب الشيخ الحاج امحمد بن يوسف بن عيسى 
اطفيش الشهير بقطب الأئمة. دراسة وتحقيق. 

7') انظر الأستاذ يحي بن بهون حاج امحمدء ص 48 رحلة المصعبي الشيخ ابراهيم بن عبدالعزيز 
الثميني اليسجني المصعبي الأئمة. دراسة وتحقيق. دراسة وتحقيق. 

(!) المصدر نفسه ص 44»: انظر كذلك رحلة القطب 86: 87: 88 مصدر سابق. 

7" الشيخ أبو اليقظان ابراهيم» ملحق السير مخ مصور القسم الأول من الكتاب ص 81. 

0 بوزياني الدراجيء القبائل الأمازيغية: أدوارهاء مواطنهاء أعيانها. الجزء الأول. نشر دار الكتاب 

العربي ص55 


03( 


1404